الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/11/2017

سوريا في الصحافة العالمية 27/11/2017

28.11.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية والروسية :  
الصحافة العبرية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
"ذي هيل" :تدعو ترمب للتصدي لبوتين وعدم التخلي عن مطلب رحيل الأسد
الاثنين 27 تشرين الثاني 2017
بلدي نيوز – (متابعات)
اهتمت صحيفة "ذي هيل" الأميركية بالشأن السوري في ظل المحاولات الدولية لإيجاد تسوية سياسية تضع حدا للحرب، التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ست سنوات، وقالت إنه يجب على الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ألا يتخلى عن الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي قصف شعبه بالغاز وعذب الأبرياء.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب شلومو بولتس، قال فيه إن الرئيس ترمب على وشك أن يقترف خطأ كبيرا، وأشار إلى أن ترمب اتصل مؤخرا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فلاديمير بوتين، وتصدرت الأوضاع في سوريا أجندة حديثهما، حسب موقع الجزيرة نت.
وقال إن الاتصال بين الزعيمين جاء بعد يوم واحد من استقبال الرئيس بوتين للطاغية الأسد في بلدة سوتشي بجنوب روسيا، وهي الزيارة الثانية للأسد إلى روسيا منذ بدأ بقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في بلاده عام 2011.
وأشار الكاتب إلى أن البيت الأبيض أصدر بيانا يحث فيه على الحاجة إلى "الاستقرار في سوريا موحدة"، لكن بوتين يحاول إقناع ترمب وإجبار المعارضة السورية على القبول ببقاء الأسد في السلطة.
وقال الكاتب إن هذه نتيجة تضر بمصالح الولايات المتحدة، وإنه لا يمكن لا للرئيس ترمب ولا للكونغرس الأميركي قبولها.
وأوضح أن الأسد الذي تدعمه روسيا ويدعمه "الحرس الثوري الإيراني" الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية- استخدم الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين وقصف المدارس وعذب الأبرياء للحفاظ على السلطة، وأنه تسبب في مقتل ما لا يقل عن نصف مليون إنسان وفي تشريد الملايين.
وأضاف أن الأسد أشعل حربا كبيرة في بلاده أدت إلى جعل المقاتلين الأجانب المؤيدين "للحرس الثوري الإيراني" القوة المهيمنة على الأرض، وأن إيران وروسيا تعدان هذه النتيجة انتصارا.
وأشار إلى محاولة روسيا إجبار المعارضة على ضم "منصة موسكو "وهي هيئة سياسية ذات توجهات واضحة مؤيدة للأسد ولروسيا- في وفدها التفاوضي المقبل. وأضاف الكاتب أنه إذا اختار ترمب قبول الموقف الروسي، فإنه يكون قد انضم إلى بوتين والأسد في ذبح السوريين.
وقال إنه بصرف النظر عن العار الأخلاقي لإضفاء الشرعية على الرجل الذي قصف الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية، فإن هذا القرار يضع المصالح الأميركية في خطر.
وأشار إلى أن إيران حققت هدفها في الجسر البري الذي يوصلها عبر العراق فسوريا إلى المتوسط في لبنان، وأضاف أن مقاتلي حزب الله اللبناني شوهدوا على الأرض يقتحمون البلدة الأخيرة اللازمة لاستكمال هذا الجسر البري، كما أنه تم التقاط صور للجنرال الإيراني قاسم سليماني في هذه البلدة.
وقال إنه إذا تركنا الأسد في السلطة، فإن مستقبل سوريا سيتصف بالهيمنة الإيرانية وبالتهديدات المختلفة من جانب تنظيم الدولة والمجموعات المتطرفة الأخرى.
ودعا الكاتب الرئيس ترمب والكونغرس والخارجية الأميركية للتصدي للمبادرة الدبلوماسية الروسية، وإلى ضمان توفير الفرصة للمعارضة الحقيقية لاتخاذ القرارات في محادثات السلام المقبلة في سوريا، وإلى المطالبة بتنفيذ بيان مؤتمر جنيف الثاني الذي أقرته الولايات المتحدة وروسيا ودعا بوضوح إلى رحيل الأسد.
========================
ستراتفور :لا رؤية واضحةً لمستقبل سورية
تقدير موقف - (ستراتفور) 22/11/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الأفكار الرئيسية
أصبح "داعش" أخيراً في المراحل النهائية من فقدان وجوده كقوة تقليدية في سورية، بعد أن خسر كل مناطقه الحضرية وأصيب بالشلل الشديد بسبب فداحة الخسائر.
مع ذلك، فإن زوال تنظيم "الدولة" في سورية لن يكون كافياً، وحده، لتمهيد الطريق أمام تسوية الصراع هناك.
ما تزال العملية السياسية في سورية مستقطبة، ومن غير المحتمل أن تسفر المفاوضات الجارية عن تحرك كبير نحو السلام.
*   *   *
"الدولة الإسلامية" تتداعى في سورية، لكن البلد ما يزال يواجه مستقبلاً غامضاً. وقد أصبحت مجموعة "داعش" المتطرفة أخيراً في مراحلها الأخيرة كقوة تقليدية هناك، بعد أربع سنوات تقريباً من تعرضها للقصف المستمر، من الجو والأرض. وبعد طردها بشكل خاص من جميع المناطق الحضرية التي كانت تسيطر عليها، وإصابتها بالشلل تقريباً بسبب الخسائر الفادحة، فقدت المجموعة قدرتها على الاستيلاء على الأراضي أو الاحتفاظ بها في مواجهة العدد الكبير من القوات المتجمعة ضدها. وبينما هيمنت المجموعة على اهتمام الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الرئيسية في المنطقة، فإن سقوطها يثير السؤال الآتي: ما الذي سيأتي بعد ذلك بالنسبة لسورية؟
مهمة الولايات المتحدة
لم يكن هناك أي لاعب رئيسي آخر في سورية يركز حصرياً على تدمير "داعش" كما فعلت الولايات المتحدة. وعلى النقيض من القوى الأخرى في المنطقة، سعت واشنطن إلى حد كبير إلى وضع مهمة مناهضة "داعش" فوق كل الاعتبارات الأخرى. وقد فعلت ذلك من خلال الاصطفاف مع قوات سورية الديمقراطية، حتى بينما ألحق هذا التحالف الضرر بشراكتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع تركيا. كما عززت الولايات المتحدة تركيزها على "داعش" في وقت سابق من هذا العام عندما قطعت الدعم العسكري عن قوات الثوار التي تقاتل الحكومة السورية بنشاط. ولم تتحول واشنطن عن هذا التركيز إلا لفترة وجيزة، عندما ردت عسكرياً على استخدام القوات الموالية للحكومة السورية الأسلحة الكيماوية (غاز السارين) ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في نيسان (أبريل) 2017.
وحتى مع التدهور الواضح للمجموعة المتطرفة، فإن الولايات المتحدة متجهة نحو تجنب عودة ظهور تنظيم "داعش" أو أي مجموعة مماثلة. وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن القوات الأميركية ستبقى في سورية لمنع حدوث مثل هذا الانبعاث. وقد رأى الجيش الأميركي كيف أعاد سلف "الدولة الإسلامية" تشكيل نفسه في المنطقة في أعقاب رحيل الولايات المتحدة المتعجل من العراق في العام 2011. لكن ما لم يقله ماتيس هو أن الوجود الأميركي سيساعد أيضاً على احتواء الحضور المتزايد لإيران في المنطقة، وخاصة في سورية.
تزدهر الجماعات المتطرفة مثل تنظيم "داعش" في فراغات السلطة وفي المناطق التي تتسم بعدم الاستقرار الشديد وغير المحكومة. ولذلك، طالما استمرت الحرب الأهلية السورية، مع ما يتصل بها من دمار وعدم استقرار، فإنها ستظل تشكل أرضاً خصبة للإرهاب والجماعات الراديكالية. وبالإضافة إلى دمج قوة عسكرية مع قوات سورية الديمقراطية في شرق سورية، يمكن أن يُتوقع من الولايات المتحدة أن تدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للحرب. ومع ذلك، فإن هذا هو المكان الذي تتجلى فيه التعقيدات المتأصلة في الصراع، والتي تظهر في جميع جولات المفاوضات في جنيف. ولا يقتصر الأمر على أن رؤية الولايات المتحدة لسورية ما بعد الحرب لا تختلف كثيراً عن رؤية اللاعبين الرئيسيين الآخرين، لكن الثوار ومؤيديهم هم أيضاً مستقطبون حول العملية السياسية، كما يفعل الموالون ومؤيدوهم إلى حد ما.
ثلاث نقاط
يعتمد موقف الولايات المتحدة في أي مفاوضات إضافية على الدفع من أجل ثلاثة أشياء: حدوث انتقال سياسي ذي مغزى؛ ووجود دور مهم للأكراد؛ وخفض الدور الإيراني في البلد. ومن بين جميع اللاعبين الرئيسيين على كلا جانبي قسمة الموالين-الثوار، تقترب هذه الأهداف، فيما ينطوي على مفارقة، من أهداف روسيا. فقد أكدت موسكو أن الأكراد يستحقون دوراً مهماً في مستقبل سورية ما بعد الحرب. ومن بين داعمي سورية الموالين، كان الكرملين هو الأكثر حزماً في المطالبة بإصلاحات في الحكم السوري. كما أنه كان راغباً في الحد من الوجود الإيراني، كما ظهر في الاتفاق الأميركي الروسي حول منطقة "خفض التصعيد" في درعا، الذي وضع مساحة عازلة بمسافة 3.5 أميال بين هضبة الجولان والقوات الإيرانية.
بالإضافة إلى ذلك، بينما تبحث عن استراتيجية للخروج، والتي تنسجم مع مكاسبها الرئيسية في سورية، فإن موسكو هي الأكثر استعداداً بين الفصائل الموالية للنظام للتسوية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام. وخلال قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى سوتشي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني حول حل الصراع السوري، فإن الرئيس الروسي شجع على التوصل إلى تسوية.
مع ذلك، من المهم الاعتراف بمحدودية أوجه التشابه بين المواقف الأميركية والروسية في سورية. وتلاحَظ هذه التشابهات فقط بسبب الاختلافات واسعة النطاق بين جميع الأطراف الأخرى المشاركة في النزاع. وما تزال هناك فجوة بين واشنطن وموسكو حول الإصلاحات السياسية اللازمة في دمشق، وعلى حدود الوجود الإيراني. وفي واقع الأمر، مع رسوخ حكومة الرئيس بشار الأسد كما كان حالها دائماً، ومع وجود نفوذ إيراني واسع النطاق في سورية، فإن روسيا تواجه محددات حقيقية عندما يتعلق الأمر بإجبار الأسد على التنازل عن نفوذ طهران والحد منه. وتبدو كل من سورية وإيران حريصتين على التركيز على تحقيق انتصار عسكري صريح نظراً لميزتهما الحالية، ويمكن لروسيا أن تقوض موقفها الإقليمي المتحسن إذا هي ضغطت على حلفائها إلى درجة كبيرة، وتم رفض ضغوطها علناً.
مواطن الإحباط التركي
في حين تتقاسم تركيا أهدافا مشتركة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيجاد عملية انتقال سياسي هادفة والحد من نفوذ إيران، تبقى المسألة الكردية عامل انقسام حاسم. وقد تسبب دعم الولايات المتحدة لقوات سورية الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب، في إثارة غضب الأتراك الذين تبقى أولويتهم الأولى فى الصراع هي الحد من النزعة التوسعية الكردية، حتى على حساب الثوار السوريين الذين يدعمونهم أيضاً في بعض الأحيان. وقد حاولت أنقرة، المحبطة والغاضبة من موقف واشنطن، العمل بشكل أوثق مع موسكو، وخاصة من خلال عملية أستانا.
ومع ذلك، وكما لوحظ في منبج، ثم في وقت أقرب في كانتون عفرين، فإن التقارب التركي مع روسيا لم يطرح ثماره بعد. وبعد أن وضعته الولايات المتحدة وروسيا في وضع حرج، لاحظ إردوغان في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) أنه إذا كانت القوتان تؤمنان حقاً بأنه لا يوجد حل عسكري للنزاع، فإن عليهما سحب قواتهما من سورية. لكن ما لم يقله هو أن من شأن مثل هذا الانسحاب أن يزيل القوات التي تحول دون القيام بتقدم عسكري تركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وكان من المتوقع أن تضغط أنقرة مجدداً على الروس لسحب قواتهم من منطقة عفرين في قمة 22 تشرين الثاني (نوفمبر). وبالنظر إلى أن الروس لم يرفضوا طلب تركيا فحسب، وإنما أصروا أيضاً على دعوة وحدات حماية الشعب إلى المفاوضات في المستقبل، فإنهم ربما يواصلون منع التحركات التركية نحو عفرين. ويمكن أن يؤدي ذلك مرة أخرى إلى توتير علاقة تركيا مع روسيا حول سورية، على الرغم من أن الانقطاع التام للعلاقة يبدو غير محتمل.
لن يمهد زوال "الدولة الإسلامية" كقوة تقليدية في سورية الطريق إلى تسوية الصراع هناك. والواقع أن إزالتها كعدو مشترك قد تؤدي إلى تفاقم بعض الاختلافات العميقة بين اللاعبين الرئيسيين. فبينما تحرص الولايات المتحدة وروسيا على إنهاء الصراع، فإن تأثيرهما في المنطقة يظل محدوداً. وتميل طهران ودمشق تماماً نحو تحقيق النصر العسكري، بينما تبحث تركيا عن فُرجَةٍ لتوسيع عملياتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب. ولم يظهر الثوار الذين يصبحون متشددين باطراد استعداداً للتخلي عن القتال، وتهدد إسرائيل بتصعيد ضرباتها العسكرية لمواجهة الوجود الإيراني المتزايد. وحتى الولايات المتحدة وروسيا ما تزالان مستقطبتين حول مسائل رئيسية، مثل مصير الأسد والإصلاح السياسي. ومن المرجح أن هذه العوامل معاً لن تضمن أن تؤدي المفاوضات الجارية إلى أي تقدم كبير نحو تحقيق السلام.
========================
واشنطن بوست :الإنصات لصرخات الأطفال اللاجئين
تاريخ النشر: الإثنين 27 نوفمبر 2017
ما زلت أذكر تماماً ذلك اليوم الذي قرر فيه والدي مغادرة سوريا، كان بتاريخ 27 فبراير 2013. ولم أكن أرغب بمغادرة وطني الذي أحبه، وفيه قضيت طفولتي، وهو يختزن ذكرياتي. وكنت حزينة لمفارقة صديقاتي وابتعادي عن مدرستي. وكنت أعلم أنني لو توقفت عن متابعة الدراسة فسأفقد مستقبلي.
وقبل أن نغادر بيتنا في درعا، طلب والدي من كل منا أن يجمع الأشياء التي يحتاج إليها أكثر من غيرها، على أن لا تكون ثقيلة. وقررت بيني وبين نفسي أن أجمع كتبي المدرسية إذ أدركت أن التعليم يمكن أن يمثل أكبر قوة أستطيع امتلاكها في حياتي. وسرنا على أقدامنا حتى وصلنا الحدود الأردنية. وكنت أحمل حقيبتي المدرسية، لكن والدي لاحظ أنني كنت أنوء بثقلها، فسألني إن كنت أحتاج للمساعدة. وعندما حملها بدلاً مني، قال لي: «إنها ثقيلة جداً، فما الذي أتيت به معك؟». فأجبته: «إنها كتبي». وشعر والدي بالصدمة، وقال لي: «هل جننت؟»، فقلت له: «إذا لم أجد مدرسة في المخيم، فسوف أواصل تعليمي من خلال قراءة هذه الكتب».
وعندما وصلنا إلى مخيم الزعتري في الأردن، شعرت بالصدمة عندما علمت أنه من الصعب بدء الحياة هناك انطلاقاً من اللاشيء. ولاحظت أن الحياة في المخيم تختلف كل الاختلاف عن تلك التي كنت أعيشها في بيتنا قبل النزوح. ولم تكن لدينا كهرباء، وكنا ننام ونأكل وندرس ونستقبل ضيوفنا داخل خيمتنا التي نعيش فيها.
وكان قلقي الأكبر يتعلق بالتعليم. وكنت أسأل الناس عما إذا كانت هناك مدرسة يمكنني الانتساب إليها. وفي اللحظة التي علمت فيها أنه بإمكاني متابعة تحصيلي المدرسي، أدركت أنني سأواجه الكثير من التحديات. وتأكدت عندئذٍ أن تحقيق هذا الهدف لا يمثل نهاية القصة بل بدايتها.
وظننت أن كل الأطفال سوف يشعرون بالسعادة لتمكنهم من العودة إلى المدارس، لكن الحقيقة كانت غير ذلك. ومعظم اللاجئين من العائلات والأطفال في المخيم أصبحوا يعتقدون أن التعليم لم يعد يمثل أولوية؛ لأن الإنسان عندما يصبح لاجئاً لا يكون مهماً بالنسبة له أن يكون إنساناً متعلماً. ولقد شعرت بالحزن عندما علمت بذلك، لأنني مقتنعة بأن التعليم مهم جداً بالنسبة لي. وكنت مقتنعة أيضاً بأنه مهم لنا جميعاً. وأخبرت والدي بأنني عازمة على إقناع مجتمعي بأهمية التعليم.
وعندما بدأت هذه المهمة، علمت أن العديد من التحديات والصعوبات ستكون بانتظاري، وبأن معظم الناس لن يستمعوا إلى. لكني كنت مقتنعة بأن صوتاً واحداً سيكون قوياً بما يكفي لإحداث التغيير المنشود. ولم أكن أمتلك شيئاً آخر غير صوتي، ورحت أستخدمه في التحدث مع كل طفل، وكنت أطلب من كل أم وأب إعادة أبنائهم إلى المدارس واعتبار التعليم أولوية مطلقة. وكنت أتنقل من خيمة إلى أخرى لأدافع عن أولوية التعليم.
ولم يكن مخيم الزعتري يمثل المحطة الأخيرة لهذه المهمة التي نذرت نفسي لها. وبعد أن عشت هناك لفترة تجاوزت العام، غادرنا أنا وعائلتي إلى «مخيم الأزرق للاجئين السوريين»، والذي واجهت فيه التحديات والمصاعب نفسها التي صادفتها في «مخيم الزعتري». وبعد أن عشت أربع سنوات في الأردن تسنت لي فرصة السفر إلى بريطانيا.
وعندما وصلت إلى هناك كان يتوجب عليّ أن أبدأ كل شيء من جديد، ويوماً بعد يوم، كانت تبدو لي الأمور أكثر سهولة. ولم أنسَ أولئك الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات اللجوء الأردنية والذين ليس لهم صوتهم المسموع. لهذا السبب كنت أحاول أن أرفع صوتي من بريطانيا حتى يسمعه العالم، ويشارك قصة أبناء وطني الذين حرموا من نعمة التعليم.
عمري الآن 19 عاماً، ومنذ شهر أبريل الماضي، سافرت بإشراف منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إلى العديد من البلدان، إلا أن أهم تلك الرحلات هي تلك التي انطوت عليها زيارتي الأخيرة للأردن والتي انطلقت منها مهمتي الأولى. وقابلت هناك فتيات رائعات قلن لي إنهن يرغبن بالعودة إلى سوريا للمساهمة في إعادة البناء. وقالت لي فتاة اسمها سارة عمرها 16 عاماً إنها تواظب على الذهاب إلى مركز «مكاني» التابع لـ«اليونيسيف» في عمّان. وأعربت لي عن حزنها لأنها لم تجد مكاناً لها في المدرسة وقالت: «لكنني سأواصل نضالي حتى أجد المقعد المدرسي». إنها بحق كلمات قوية، وأتوقع لسوريا مستقبلاً عظيماً مع أطفال واثقين من أهمية التعليم إلى هذا الحد.
وقد صادف يوم الاثنين الماضي «يوم الأطفال العالمي» الذي تنظمه الأمم المتحدة كل عام. وبهذه المناسبة، أطالب كل إنسان يقرأ رسالتي هذه بالآتي: من فضلك، ساعد الأطفال على تأمين احتياجاتهم، ومن فضلك، ارفع صوتك لمساعدة أولئك الذين لا يعرفون كيف يرفعون أصواتهم، ومن فضلك، دافع عن السلام والعدالة الاجتماعية. وليعلم الجميع أن التعليم هو السلاح المناسب لمواجهة كل هذه التحديات، وهو الأسلوب الوحيد لبناء سلام عالمي مستدام.
-------------------------
مزون المليحان*
*لاجئة سورية وسفيرة للنوايا الحسنة
---------------------------------
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
========================
 كاونتر باونش”: الإعلام الغربي تجاهل القضاء على “داعش
المملكة الاخباري قال موقع “كاونتر باونش” الامريكي الاحد في مقال للكاتب “مايك ويتني” إن الاعلام الغربي تجاهل محو “داعش” من قبل روسيا وايران وركز على الفضائح الجنسية.
حيث قال الموقع إنه لا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن داعش قبل عامين فقط كان قويا وقيادته جيدة، وكان مسلحا بسخاء ويتمتع بكفاءة الموارد وقوة شبه عسكرية في التاريخ الحديث، بعد أن إعطاء لنفسه امبراطورية بين دولتين ذات سيادة ومدمرة لجيوشهم ومع ذلك، لم يعد داعش كذلك. فأيام الدولة الإسلامية التي كانت تستشري في سوريا مثل السرطان قد انتهت.
حيث طردت روسيا وحلفاؤها داعش من آخر معاقله الحضرية في سوريا. والآن سيحول التحالف السوري انتباهه إلى النقاط الساخنة العديدة في جميع أنحاء البلاد حيث تنتظر الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قيام الجيش السوري بعمليته النهائية في القضاء عليها.
وكانت وسائل الاعلام قد ذكرت ان الجيش العربي السوري، الذي انضمت اليه القوات المقاتلة من الحرس الثوري الايراني وحزب الله، استرجع مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، حيث كانت المدينة آخر معقل للمجموعة الإرهابية، داعش، التي كانت تسيطر في وقت واحد على مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة من شمال العراق إلى وسط سوريا. وقد طاردت المجموعة الآن في مخبئها الحضري الأخير وهي الان منتشرة في الأرياف القاحلة فالهجوم الثلاثي الاطراف اجبر ارهابيي داعش على الفرار من المدينة شمالا او استسلموا للقوات السورية على محيطها. وبالتالي، لم تعد داعش تحتل أيا من المدن الكبرى أو المدن التي كانت تشكل في وقت سابق الدولة الوهابية الناشئة. وقد هزمت المجموعة بشكل كامل.
فما يحدث بعد ذلك في سوريا له أهمية حاسمة. وبالرغم من ان اجزاء كبيرة من البلاد مازالت تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بالقاعدة والميليشيات السنية الاخرى فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصور ان الجزء القتالي من الحرب يقترب من نهايته ويريد بدء الاستعدادات لتسوية سياسية. ويتقاسم هذا الرأي إدارة بوتين بأكملها، بما في ذلك نائب وزير الدفاع فاليري جيراسيموف، حيث قال جيراسيموف: “ان المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا قد انتهت تقريبا. وبفضل جهودنا المشتركة، ويتم القضاء على الإرهابيين في منطقة البوكمال في شرق سوريا وعلى طول الحدود السورية العراقية، ولن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يتم القضاء تماما على الجماعات المسلحة الأخرى التي ستسمح لنا بالانتقال إلى تسوية ما بعد الصراع “.
ومن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الغربية قد تجاهلت تماما هزيمة داعش في البوكمال أساسا لأن التحالف الذي تقوده روسيا هو الذي ألقى الضربة الأخيرة في حين أن عناوين الصحف في صحيفة نيويورك تايمز كان ينبغي أن تكون على النحو التالي: “روسيا سحقت داعش في سوريا”، فإنها بدلا من ذلك ركزت على التفاصيل التافهة لأحدث فضيحة جنسية.
واجتمع بوتين يوم الاثنين مع بشار الاسد في مدينة سوتشي المنتجع الروسي لبحث خفض العمليات العسكرية والمرحلة التالية من الحرب المستمرة منذ 7 سنوات. وأعرب الرئيس السوري عن خالص امتنانه للرجل الذي أنقذ سوريا بأي حال من الأحوال من مصير مماثل لمصير ليبيا أو العراق.
ويرى بوتين أن هزيمة داعش في البوكمال تخلق فرصة للأطراف المتحاربة للتخلص من خلافاتها والتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضع حدا للقتال. وما من شك في أن الأسد سيطلب منه تقديم تنازلات لتحقيق أهداف حلفائه الروس. ولكن بوتين لا يريد أن تصبح سوريا فيتنام، فإنه ليس لديه نية لاستخدام القوات الجوية الروسية لاستعادة كل بوصة مربعة من الأراضي السورية ذات السيادة. وكما قال من البداية، فإن خططه تنطوي على إبادة القوات الإرهابية العاملة في البلد؛ لا شيء اكثر و لا شيء اقل. وهذا هو السبب في أن النتيجة في البوكمال مهمة جدا في تكوين جدول الأعمال. وقد هزمت داعش والجيوب التي توجد فيها جماعات المتمردين الأخرى، وستكون جزءا من عملية واسعة النطاق من أجل إنهاء التهديد الإرهابي في سوريا وسيتم في نهاية المطاف إعادة تأسيس الأمن، وستنتقل الحكومة إلى المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء مدنها وهياكلها الأساسية المدمرة. ولكن يجب أولا التوصل إلى تسوية سياسية.
وفي وقت لاحق من الاسبوع اجتمع بوتين مع قادة من ايران وتركيا حيث إن المصالح الجيوسياسية لجميع الأطراف تختلف اختلافا كبيرا ولكنها ليست بالضرورة متضاربة. وعلى سبيل المثال، قد توافق تركيا على سحب قواتها من شمال سوريا اذا حصلوا على تأكيدات من بوتين بان الاكراد لن يسمح لهم بانشاء دولة مستقلة على الحدود الجنوبية التركية. قد يكون الأكراد أيضا على استعداد لتسوية شيء أقل من “دولة كاملة” إذا سمح لهم بالحكم الذاتي الكافي للعمل ككيان مستقل ثقافيا. المشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة وحلفاؤها الإسرائيليون السعوديون الذين ما زالوا يريدون إ قاط الأسد وتقسيم البلاد وتحويل سوريا إلى دولة حامية أمريكية أخرى فهزيمة داعش لم اختلف طموحات واشنطن الاستراتيجية أو تصميمها على احتلال سوريا حتى بعد انتهاء الأعمال القتالية.
========================
ناشيونال إنترست: عودة روسيا للشرق الأوسط يهدد مستقبل أمريكا
تعود روسيا إلى الشرق الأوسط بقوة في وقت تعتبر فيه واشنطن أن التحركات الروسية تمثل بداية مرحلة جديدة من النفوذ الروسي في المنطقة.
ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن روسيا تتبنى استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط تمثل تحد جغرافي وسياسي لأمريكا وحلفائها، مشيرة إلى أن موسكو تفتح أسواقا جديدة لمنتجاتها وأسلحتها في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى أن روسيا تسعى لإعادة إنشاء قواعد عسكرية وفتح ممرات بحرية لصادراتها في المنطقة، مشيرة إلى أنها تسير على خطى الاتحاد السوفيتي.
وأوضحت المجلة أن طموحات روسيا كقوى عظمى ستؤدي إلى تغييرات واسعة في التوازنات الإقليمية، مشيرة إلى أنها تعيد إلى الأذهان عودة التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى على غرار ما كان يحدث في القرن التاسع عشر.
واعتبرت المجلة أن طموحات روسيا الكبرى تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل أمريكا كقوى عظمى.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا تعرف نفسها على أنها إمبراطورية مترامية الأطراف عبر قرون من التاريخ الذي يشهد أن تلك الإمبراطورية لم تنكمش إلا 3 مرات خلال 8 قرون.
========================
الصحافة البريطانية والروسية :
«الإندبندنت»: بعد عام على سقوط حلب.. الغوطة الشرقية تواجه نفس المصير
سلط تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الضوء على الأوضاع المعيشية الصعبة التي تشهدها مدينة الغوطة الشرقية بسوريا، ونقل التقرير عن شهود عيان قولهم «إن الأوضاع بالمدينة مأساوية».
في هذا التوقيت من العام الماضي، شاهد العالم كيف شن الرئيس السوري بشار الأسد الهجوم الأخير على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة. أسقطت عملية «فجر النصر» ذخائر محظورة، مثل القنابل العنقودية، على الأحياء التي كانت تعاني من مجاعة بالفعل إثر الحصار الذي دام أشهرًا. وقد لقي أكثر من 600 مدني مصرعهم في الهجوم الذي دام 5 أسابيع.
وقال التقرير إنه وبعد 4 سنوات من النضال ضد الحكومة، استسلم آخر مركز حضري تسيطر عليه قوات المعارضة في سوريا. أما الآن، فإن الغوطة الشرقية، وهي أحد جيوب المعارضة، الذي يضم نحو 400 ألف شخص في ضواحي دمشق، تواجه نفس المصير. ومن المفترض أن تكون المنطقة مشمولة في اتفاق خفض التوتر، الذي توسطت فيه تركيا وإيران وروسيا في وقت سابق من هذا العام، ولكن المراقبين والمعارضة يقولون إن القتال استمر على جبهات عديدة.
بدعم من روسيا، والنهاية الوشيكة لـ«تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، يمكن للأسد الآن أن يحكم ما تبقى من بلده بثقة مرة أخرى.
وفي الغوطة الشرقية، كانت هناك ضربات جوية شبه مستمرة، وقصف من قبل القوات الحكومية على مدى الأسبوعين الماضيين. وحسب بعض التقديرات، كان هناك 181 هجومًا منفصلًا، بما في ذلك الهجوم الكيماوي الذي لم يتم التحقق منه بعد. من الصعب التحقق من أرقام الإصابات، ولكن حسابات من نشطاء محليين تقدر أعداد المصابين بالعشرات.
وقد أثارت صورة الرضيعة سمر ضفدع، البالغة من العمر 35 يومًا، التي توفيت بسبب سوء التغذية الشهر الماضي، الغضب الدولي لفترة وجيزة، لكن المطالبات بوقف القصف وتدفق المساعدات دون عوائق قد هدأت بالفعل. وفي هذه الأثناء، يعاني السكان في صمت. ويزداد الوضع سوءًا.
ماذا يحدث بالغوطة الشرقية؟
ونقل التقرير عن الدكتور قاسم عيد، الذي تمكن من الهروب من الغوطة الشرقية إلى الولايات المتحدة في عام 2015، قوله «تخيل نفسك تعاني من الجوع لعدة أشهر. تخيل أن النظام الغذائي الخاص بك كان مجرد عشب أو سلة مهملات». وأضاف عيد «يجب أن يصرخ العالم كله لهذا الأمر، قائلًا إننا لا نستطيع استخدام التجويع كسلاح حرب».
بحسب التقرير، شهدت الغوطة هجمات وحشية تعد الأسوأ في الحرب الأهلية السورية منذ 6 سنوات، بما في ذلك هجوم غاز السارين عام 2013، وهو واحد من أسوأ الحوادث الكيميائية في التاريخ الحديث. وحتى أنه قد تم قطع خطوط الإمداد للمهربين بعد هجوم الحكومة في أبريل (نيسان)؛ مما أدى إلى منع الوصول إلى الغذاء والوقود والأدوية وزيادات كبيرة في الأسعار. مع تجدد الهجوم العسكري وأجواء الشتاء الباردة، تستعد الغوطة لما يمكن أن يكون أشد فصول الشتاء ضراوة.
وقالت فاليري سيبالا، المدير التنفيذي لإحدى المنظمات التي ترصد الأوضاع في العديد من المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها في سوريا «إن عدم اهتمام وسائل الإعلام بهذا التصعيد الخطير كان غريبًا».
وأوضح التقرير أن حصار «الجوع أو الاستسلام» كان تكتيكًا فعالًا من قبل الحكومة السورية في الحرب حتى الآن، وتم استغلاله لإشعال التوترات بين مختلف جماعات المعارضة، وإثارة المدنيين الجياع ضد مقاتلي المعارضة. واتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية في وقت سابق من هذا الشهر نظام الأسد بجرائم ضد الإنسانية بشأن هذه القضية.
لكن سقوط حلب في العام الماضي حول مسار الحرب عسكريًا لصالح الحكومة، بدعم من روسيا، والنهاية الوشيكة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يمكن للأسد الآن أن يحكم ما تبقى من بلده بثقة مرة أخرى.
محادثات جنيف
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اجتمع في سوتشي هذا الأسبوع مع ممثلين سوريين وإيرانيين وتركيين لمناقشة مصير سوريا بعد الحرب. ولم تمضِ المحادثات التي تهدف إلى توحيد أكثر من 30 من جماعات المعارضة – والتي تم عقدها بالتوازي في العاصمة السعودية الرياض – بسلاسة، حيث يلتزم العديد من الفصائل بمطالب المعارضة بألَّا يلعب الأسد دورًا في مستقبل سوريا.
تبدأ الجولة الثامنة من محادثات السلام التى ترعاها الأمم المتحدة فى جنيف فى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فيما لا يعلق كثير من المراقبين أي أمل في تحقيق تقدم في عملية السلام المنهكة هيكليًا – وأي اتفاق قد يأتي متأخرًا جدًا لإنقاذ الكثيرين من المجاعة والقصف في الغوطة الشرقية.
وقالت سيبالا «أعتقد أن الأسد يرى أن هذا هو الهجوم النهائي على الغوطة الشرقية. إنه لا ينتوي التوقف حتى يصبح الجيب المحاصر بأكمله كومة من الأنقاض والجثث الميتة».
========================
سفابودنايا براسا": هكذا أجبرت موسكو المعارضة على الاعتراف بالأسد
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن "قدرة موسكو على إجبار المعارضة السورية على الاعتراف ببشار الأسد".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اجتماع رؤساء الدول الثلاث، إيران، وروسيا، وتركيا في سوتشي تكلل بالنجاح، لا سيما أن هذه البلدان تلعب دورا رئيسا في إيجاد حل للأزمة السورية.
فمنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، انتهج كل من بوتين وروحاني السياسة ذاتها، خلافا لأردوغان الذي حافظ على وجهة نظر سلبية تجاه سياسة بشار الأسد.
وبعد سلسلة من المحادثات مع روسيا الحليف الرئيس لدمشق، استطاع أردوغان تدريجيا كبح جماح انتقاداته الموجهة ضد رئيس النظام السوري، حيث أصبح في الآونة الأخيرة أكثر ولاء لسلطات دمشق الرسمية.
الجدير بالذكر، أن جميع الأعمال العسكرية التي تقوم بها أنقرة في الوقت الراهن في سوريا لا تخدم مصالح الأكراد، في حين يمتلك الأسد عددا من  الادعاءات الخطيرة بشأنها.
وذكرت الصحيفة أن هذه الحالة ربما تتطلب مفاوضات مفصلة بين الطرفين، ولكن من المؤكد أنه سيتم تخطي الأزمة.
ويعود ذلك إلى مدى نجاح المفاوضات بين بوتين، وأردوغان، وروحاني، خاصة في ظل محدودية الخيارات المتبقية واقتراب الحرب من النهاية.
وأضافت الصحيفة أن المفاوضات التي انعقدت في سوتشي لم تكن الوحيدة التي تهتم بهذا الشأن.
في المقابل، لم تقف المعارضة السورية جانبا، وتجمعت في المملكة العربية السعودية لمناقشة مستقبل سوريا بعد الحرب.
وضم اجتماع الرياض أكثر من 140 شخصية معارضة، حيث أعربت قوى المعارضة أن سوريا ستواجه العديد من التحديات في فترة ما بعد الحرب، من أبرزها عدم الاستقرار السياسي.
وأوضحت المعارضة أن التغلب على هذه الأزمة يكمن فقط في إجراء محادثات.
واشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع المنعقد في الرياض جلب العديد من المفاجآت. فقد أقر المشاركون بضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية في المستقبل القريب، مع السماح لجميع الأطراف السورية بالمشاركة، بما في ذلك أولئك الذين يمثلون السلطات الرسمية السورية في الوقت الراهن، مع العلم بأن جميع معارضي الأسد استبعدوا سابقا إمكانية السماح لحزب البعث بالبقاء في السلطة.
وافادت الصحيفة بأن بعض جهات المعارضة قد دعت خلال مناقشة "الفترة الانتقالية" إلى بقاء بشار الأسد رئيسا إلى حين الانتهاء من عملية التسوية السياسية، ومن ثم ترشيح نفسه قبل الانتخابات الرئاسة إذا رغب في ذلك.
وفي حين وافقت لجنة التفاوض العليا على التعاون مع النظام السياسي الحالي، طالبت مقابل ذلك باستقالة بشار الأسد.
وخلال مؤتمر الرياض، التمست المعارضة السورية مساعدة الأمم المتحدة في تنظيم عملية المفاوضات مع السلطات.
ونقلت الصحيفة رأي الخبير العسكري التركي، إندر إمريك، الذي يعتقد أن التغيرات في إيديولوجية خصوم الأسد ستؤدي قطعا إلى تحقيق السلام.
ففي الكثير من الأحيان، تجتمع المعارضة لعقد اجتماعات تجرى في إطار نموذج جنيف تحت إشراف ومساعدة الأمم المتحدة.
وخلال هذه الفترة، عرضت المعارضة خيارات مختلفة لم يتسن تحقيق معظمها. وبما أن الحرب على الإرهاب قد أوشكت على النهاية، ظهرت أفكار ومطالب جديدة.
ولدى المعارضة اليوم رؤية مختلفة حول العمل العسكري، نظرا لأن جميع الحدود في سوريا مراقبة وتحت السيطرة تقريبا.
وبين الخبير العسكري أن المعارك الأهلية لا زالت قائمة، لكن بدرجة أقل عما عرفته سوريا في وقت سابق.
فقد أدرك الشعب أن النظام استعاد السيطرة على المزيد من الموارد، ومع مرور الوقت لن يكون من السهل القيام بعمليات عسكرية ضده.
وفي أعقاب الانتهاء من العمليات العسكرية في دير الزور، ستركز القوات على الدفاع عن مواقعها في المناطق المتاخمة لمناطق المعارضة المسلحة. ولكن ذلك لا يعني قطعا اضمحلال المعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن المعارضة تساءلت خلال مؤتمر الرياض عما يتوجب القيام به حيال مسألة استعادة الأسد لسيطرته على عدد كبير من الأراضي.
وبناء على ذلك، بات الجميع يدركون أنه دون مشاركة الأسد لا يمكن التوصل إلى حل سلمي، أو حتى إلى تسوية مؤقتة.
لذلك، أقر أغلب المشاركين بضرورة استقالة الأسد بطريقة سلمية وتعيين شخص آخر من حزب البعث مكانه.
وعلى الرغم من أن هذا الخيار ملائم ومناسب، إلا أن الأسد لن يرحب به. وما دام الأسد متشبثا برأيه، فإن قرار المعارضة لن يغير شيئا، وذلك بحسب إمريك.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن بعض المعارضين سيعلنون ولاءهم للنظام الحالي قريبا، من بينهم أولئك الذين لا يحتجون على سياسة الأسد ويريدون البقاء على الساحة السياسية، موضحة أنه "سبق وأبرمت بعض الاتفاقيات بين المعارضة والنظام، وأسند الأسد وظائف مختلفة للمنشقين".
========================
الصحافة العبرية والفرنسية :
«يديعوت» :الشرق الأوسط النازف: لا حلول في الأفق
بقلم: اليكس فيشمان
كل شيء عالق. أثبتت نهاية الاسبوع الأخير أنه في الزمن القريب القادم لا يُتوقع حدوث أي تحول دراماتيكي في الشرق الاوسط. فالروس لم يوقفوا بعد الاضطراب الداخلي في سورية، والمصريون لم ينجحوا بعد في السيطرة على «داعش» في سيناء، وفي محادثات القاهرة تبين أنه لا يوجد أي مؤشر حقيقي إلى المصالحة بين الفلسطينيين. كله تلاعب على الرأي العام، أمان، عناوين رئيسة لا تصمد، ووثائق عليلة كتلك التي صدرت عن مؤتمر القمة في سوتشي حول سورية، وقمة الفصائل الفلسطينية في القاهرة.
الشرق الأوسط يواصل المراوحة في المكان، وبالأساس يواصل النزف. فبعد أن خسر «داعش» وانهارت «الدولة الاسلامية» في سورية وفي العراق أغرق رجالها في نهاية الاسبوع شمال سيناء بدماء اكثر من 300 مواطن مصري. منذ أسابيع طويلة نسمع بأن الضربات التي تلقاها «داعش» في سيناء، والاتفاقات بين مصر و»حماس» أضعفت قوة التنظيم في شبه الجزيرة، وقلصت عدد مقاتليه الى النصف. وتنسم المصريون خيراً من العمل الذي قاموا به في السنة الاخيرة مع القبائل البدوية في سيناء، والذي تضمن استثمارات في البنى التحتية وفي السياحة وتوفير أماكن عمل للبدو في مصر ذاتها وفي مدن القناة
أعطت مصر الإحساس بأن إزالة تهديد «داعش» في سيناء يلوح في الافق. وتبين في نهاية الأسبوع ان هذا كان خطأ بصريا، وأن المصريين لم يغيروا حقا سلم الأولويات القومية لديهم، ولم ينفذوا حقا معالجة جذري، بل أهملوا بلدات المحيط النائية في سيناء. وبدون تجنيد حقيقي للسكان في سيناء، فان الجيش المصري الثاني سيبقى يراوح في المكان، وينزف هناك لسنوات طويلة. تماماً مثل الجيش السوري، الجيش الروسي، وحلفائهما – الاتراك والايرانيين – سيواصلون المراوحة في سورية في محاولة لإطفاء حرائق العصيان المدني، حركات «الجهاد»، والاكراد.
كان هناك في وسائل الاعلام الروسية من وصف مؤتمر القمة الذي نظمه بوتين في سوتشي، الاسبوع الماضي، مع شريكيه في «الانتصار» في سورية – اردوغان وروحاني – بـ»قمة يالطا الثانية». في تلك القمة، بعد الحرب العالمية الثانية، اقتسم تشرتشل، روزفيلت، وستالين اوروبا فيما بينهم. هنا جرى الحديث عن تقسيم سورية. وليعش الفرق الصغير. نتائج القمة في سوتشي تتلخص في وثيقة عديمة المعنى، مليئة بالادعاءات، تعلن ان الزعماء الثلاثة يأملون في أن إجراء «انتخابات ديمقراطية وشفافة في سورية برعاية الامم المتحدة»، ليقولوا لنا ان شيئا جوهريا لم يخرج من هناك. وحسب مصادر روسية، كان هناك عدم توافق أكثر مما كان متوافقاً عليه. في المستقبل القريب ستعقد لقاءات اخرى بين وزراء الخارجية ورؤساء الأركان، الذين سيحاولون وضع خطة متفق عليها تخدم مصالح الأطراف الثلاثة. كما ان اللقاء الذي خطط له، هذا الأسبوع، بين مندوبي القبائل السوريين الذين كان يفترض أن يتصالحوا مع نظام الاسد تأجل الى نهاية كانون الاول.
بالتوازي، يواصل الروس الحفر في كل مكان في الشرق الاوسط حيثما يمكنهم أن يغرسوا قدما اخرى. في نهاية الاسبوع زار رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرجي نريشكين، السلطة الفلسطينية ونظيره في اسرائيل. زيارة نادرة. ما الذي يبحث عنه هنا؟ أين يحفر الروس في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني؟
ومن مؤتمر القمة في القاهرة ايضا خرجت تصريحات فارغة المضمون. مؤتمر بين 11 تنظيما فلسطينيا بحث في ورقة موقف وضعتها على ما يبدو المخابرات المصرية. لم يوقع أي تنظيم على هذه الورقة، وهي على أي حال لا تلزم أحدا. وكان يفترض بالمؤتمر ان يعطي دفعة عملية لمسيرة المصالحة، التي يعتبر الفتح الحقيقي الدائم لمعبر رفح الكرزة الكامنة في قشدتها. هذا لم يحصل. تماما مثلما لم تنتقل صلاحيات الحكومة في غزة حقا الى السلطة في رام الله. وحتى البيان الذي صدر هناك عن إجراء انتخابات في السلطة حتى نهاية 2018 لا يساوي كثيراً؛ إذ إن أبو مازن يمكنه أن يؤجلها كما يشاء.
إذاً، من يخاف هنا من السلام والسكينة برعاية روسية – ايرانية في سورية – يمكنه ان يهدأ. لا تسوية في سورية، الاميركيون لم يغادروا بعد، وبين شركاء «النصر» توجد مصالح متضاربة لن تسمح بتسوية تؤدي الى استقرار سلطوي، والحرب الاهلية ستندلع مرة اخرى. وحتى من قلق من اتفاق المصالحة الفلسطيني يمكنه أن يتنفس الصعداء.
بسبب تلاعبات الزعماء السياسيين وخلق وهم حل في أوساط الفلسطينيين في غزة، ينبغي لاسرائيل الان ان تستعد لامكانية نشوب العنف، ولا سيما من القطاع، في ضوء الإحباط وسقوط توقعات السكان. وفي سيناء، مثلما في سيناء: مثلما خافوا هنا بعد ان فقد السيطرة الاقليمية التي كانت له في العراق وفي سورية، سيصبح «داعش» منظمة ارهابية اجرامية تعمل اساسا ضد المدنيين في كل مكان ينجح فيه في زرع الخلايا وتثبيت نفسه.
========================
لوموند: أدلة على تخلي المعارضة عن شرط رحيل الأسد
قالت صحيفة لوموند إن الرسالة الضمنية التي بعثتها الرياض وموسكو إلى قوى المعارضة لدى اجتماعها في الرياض الأسبوع الماضي هو أن عليها تشكيل وفد موحد وخفض سقف مطالبها بشأن رحيل الرئيس بشار الأسد.
وهما شرطان يرى الدبلوماسيون المشاركون في العملية أنهما ضروريان لضمان عدم تحول محادثات السلام المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء 28 نوفمبر/شرين الثاني في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، إلى حوار للصم، كما كان مصير سابقاتها.
وحسب مراسل لوموند في بيروت بنيامين بارت فإن الــ150 معارضا الذين شاركوا في تلك المفاوضات نفذوا ما طلب منهم، فشكلوا لجنة جديدة ممثلة للمعارضة السورية تضم 36 عضوا من بينهم أعضاء في منصتي القاهرة وموسكو، اللتين تحظيان بتأييد موسكو، وهما أقرب إلى النظرة السورية من المجلس الوطني السوري المدعوم غربيا.
وقد وردت مسألة رحيل الدكتاتور السوري -كما وصفه الكاتب- في البيان الختامي لاجتماع الرياض بطريقة "ملتوية" كما لو كان "طموحا عاما وليس شرطا مسبقا ملحا".
ورأى بارت في تشكيل هذه اللجنة والبيان الختامي للاجتماع طريقة للإقرار ضمنيا بفشل الثورة السورية دون رفع الرايات البيضاء، ونقل في هذا الصد عن دبلوماسي غربي حضر المفاوضات قوله إن الذي حصل هو "صيغة فضفاضة جمعت كل حساسيات المعارضة".
ولاحظ الكاتب في تطور الأحداث تقدما لأفكار موسكو ونظرتها للحل، ونبه في هذا الإطار إلى صعود نجم رجل الأعمال خالد المحاميد الذي كان يشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار ذات العلاقة بالروس وأصبح اليوم أحد نواب رئيس وفد المفاوضات طبيب القلب نصر الحريري.
وأضاف أن المحاميد ارتكب فضيحة هذا الصيف عندما قال إن المعارضة فقدت الحرب وإن الوقت قد حان لتغيير نهجها، وهو ما ردت عليه المعارضة بطرده من المجلس الأعلى الوطني، "ولا شك أن عودته مبجلا دليل واضح على تقدم أفكار موسكو داخل المعارضة السورية"، على حد تعبير المراسل.
المصدر : لوموند
========================