الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/1/2016

سوريا في الصحافة العالمية 27/1/2016

28.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. التايمز:3 آلاف طفل سوري يهيمون في أوروبا دون وجود أشخاص بالغين يرعونهم
  2. نيويورك تايمز: السعودية تمول عملية سرية للمخابرات الأمريكية في سوريا
  3. واشنطن بوست: هذا ما يفعله بشار الأسد بالسوريين قبل محادثات جنيف..
  4. واشنطن بوست: جمْع الفصائل السورية معًا تحدٍّ هائل
  5. وول ستريت جورنال: تحركات واشنطن وموسكو في سوريا تهدد بنشوب خلافات جديدة
  6. معاريف : ترقبوا الضربات من "داعش"
  7. آش كارتر – (بوليتيكو) 22/1/2016 :حان الوقت لتسريع وتيرة القتال ضد "داعش"
  8. لوموند :كيفن رود : لإصلاح الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين
  9. سترايتس تايمز :جوناثن إيال :معضلة إمبراطوريّة الوسط في الشرق الأوسط
  10. بلومبرغ :ليونيد بيرشيدسكي: أوروبا تنزع سلاح الطاقة الروسي
 
التايمز:3 آلاف طفل سوري يهيمون في أوروبا دون وجود أشخاص بالغين يرعونهم
الماسة السورية - 2016/01/26     
أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية انه يعتقد أن نحو ثلاثة آلاف طفل سوري يهيمون في أوروبا دون وجود أشخاص بالغين يرعونهم. الكثير منهم من الأيتام، ويفاقم شعورهم بالوحشة والغربة والإحساس بالضياع.
وفي افتتاحيتها بعنوان "جيل ضائع: يجب أن نساعد الأيتام السوريين"، لفتت الى ان "الخطير في الأمر أنه في هذا الشتاء في أوروبا لن يلحظ أحد ما إذا بقي هؤلاء الأطفال على قيد الحياة أو لقوا حتفهم".
ورأت أن "بريطانيا يمكنها المساعدة وعليها القيام بذلك"، مشيرة الى ان "بريطانيا قدمت 11 مليار جنيه استرليني لجهود الإغاثة، موجهة في المقام الأول إلى اللاجئين في المخيمات في لبنان والأردن".
وأفادت ان "الأطفال العالقين الآن في أوروبا يحتاجون إلى ما هو أكثر من الأغطية والغذاء، فهم بحاجة إلى الحماية والتعليم والبيئة الآمنة".
======================
نيويورك تايمز: السعودية تمول عملية سرية للمخابرات الأمريكية في سوريا
قبل 18 ساعة و 39 دقيقة
خبر للأنباء - متابعة:
تبدو الولايات المتحدة جاهزة لـ"غض النظر" على تصرفات السعودية، حيث أن الرياض "مصدر سخي" للمال، الذي تنفقه الأجهزة الخاصة الأمريكية في تسليح وتدريب "المعارضين السوريين".
تعتمد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" بشكل كبير على العربية السعودية في تمويل عملية سرية لمصلحة "المعارضين السوريين"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وتتابع الصحيفة، "مدت السعودية، عبر عشرات السنين، الولايات المتحدة بالمال وحفظت أسرارها، خلال تدخل واشنطن في الصراعات، وذلك بشكل علني أحياناً، وأحياناً أخرى عبر صكوك بنكية سرية".
وبخصوص الحرب في سوريا، فإن السعودية، ومنذ العام 2013، اتفقت على تنفيذ العملية السرية "Sycamore coordinates" لتجهيز "المعارضين السوريين"، حيث قام عملاء "CIA" بالتنسيق مع السعوديين، بتدريب "المعارضين السوريين" على استخدام بندقية "كلاشينكوف" ومضادات الدروع، كما أفاد للصحيفة مسئولون سابقون وحاليون في الإدارة الأمريكية.
والآن، فإن العلاقات بين واشنطن والرياض شهدت تغييرات، حيث أن الولايات المتحدة أصبحت تعتمد بشكل أقل على استيراد النفط وبدأت في تغيير نظرتها حول العلاقة مع إيران، إلا أن "التحالف" بقي قائماً، بسبب الدعم السخي السعودي والاهتمامات المشتركة.
الشروع في عمليات مشتركة يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على نظرة الولايات المتحدة بخصوص انتقاد السعودية في مسائل مثل حقوق الإنسان ومعاملة المرأة في السعودية، التي تعتمد المذهب الوهابي الراديكالي في الدين الإسلامي، بحسب نيويورك تايمز.
سياسي أمريكي: السعودية عبء على الولايات المتحدة وليست صديقاً
وتتابع الصحيفة الأمريكية اعتمادا على مصادرها في الإدارة الأمريكية ودول الخليج، "السعوديون لا يخفون حقيقة مساعدتهم لمجموعات المعارضة السورية، إلا أن حجم الدعم المادي الذي تقدمه السعودية للاستخبارات الأمريكية غير معروف".
والمسئولون الأمريكيون يؤكدون المعلومات حول العملية السرية، ولكنهم لا يذكرون قيمة الدعم السعودي، ويشيرون بأنه لا يتعدى "بعض الملايين" من الدولارات.
ولا تتعلق هذه الشراكة في "العملية السرية" بين الطرفين بإنهاء البرنامج الذي تحدث عنه "البنتاغون"، في وقت سابق، والذي قيل إنه لمحاربة إرهاب "داعش"، إلا أنه بالحقيقة موجه لمحاربة الجيش الحكومي السوري، تختم نيويورك تايمز.
* المصدر: (سبوتنيك)
======================
واشنطن بوست: هذا ما يفعله بشار الأسد بالسوريين قبل محادثات جنيف..
تعيش العديد من المناطق في سوريا واقعا مأساويا تحت وقع حصار الجوع الذي تفرضه السلطات السورية على نحو متزايد على المناطق والبلدات المعارضة، والذي تطبقه أيضا المعارضة على المناطق الموالية للنظام.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها النظام على معارضيه إلا أن سلاح التجويع بات يستخدم على نحو متزايد من قبل السلطات السورية، حيث قامت بقطع ومنع دخول أية إمدادات غذائية لتلك المناطق في وقت نشر نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صورا لعشرات الحالات التي تظهر حالة الهزال الشديدة التي أصابت رجال ونساء وأطفال وتحديدا في بلدة مضايا السورية”.
ونقلت واشنطن بوست، عن بافل كشيشيك، أن الوضع على الأرض ينهار وخاصة في المناطق التي تعيش تحت وقع الحصار الذي يفرض عليها.
وقالت وكالات الإغاثة الدولية، إن النظام يحاصر ويجوع مناطق حتى الموت كما يحصل في مضايا، حيث تقول داني قباني الناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن نساء وأطفال مضايا يتضورون جوعا حتى الموت، مؤكدة أن 7 أشخاص على الأقل ماتوا خلال الأسبوع المنصرم في البلدة التي تضم نحو 44 ألف شخص.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا، وزيادة الغارات الجوية على مناطق المعارضة، شهدت الأزمة الإنسانية في البلاد تفاقما كبيرا خاصة مع بدء القوات السورية بتطبيق مزيد من إجراءات حصار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
سلاح التجويع الذي يستخدمه الأسد ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بات يهدد محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة والمقرر في جنيف الأسبوع المقبل، حيث أعلنت عدة جماعات سورية معارضة بأنهم لن يشاركوا في المفاوضات ما لم تسمح الحكومة بتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق التي تحاصرها.
نشطاء في المعارضة السورية اتهموا الأمم المتحدة بالتقليل من العدد الفعلي للأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار، في وقت ينفي فيه مسؤولي الأمم المتحدة مثل هذه الاتهامات.
======================
واشنطن بوست: جمْع الفصائل السورية معًا تحدٍّ هائل
تواصل – ترجمة:
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها: إن الأمم المتحدة أعلنت أمس الاثنين عن موعد جديد لبدء محادثات السلام السورية وذلك الجمعة المقبلة مع إدخال تعديلات على شكل الاجتماعات التي كان مقرراً لها أن تجري في 25 يناير الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن تأجيل عقد المحادثات يعود إلى عدم الاتفاق بشأن الحضور من ممثلي الفصائل السورية والهدف النهائي من تلك المفاوضات.
وذكرت أن المحادثات كان من المقرر لها أن تجري أمس الاثنين في جنيف بحضور حكومة بشار الأسد ومعارضيه معا لمناقشة سبل إنهاء الحرب الدموية والإصلاحات التي تقود لنظام حكم جديد.
وأضافت أنه بدلاً من ذلك، تقرر تأجيل بدء المحادثات حتى الجمعة المقبلة، كما أن الأطراف المتصارعة لن تجلس وجها لوجه، وستجلس الفصائل في غرف مختلفة بمقر الأمم المتحدة في جنيف على أن يتنقل مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا “ستافان دي مستورا” بينهم.
واعتبرت الصحيفة أن الشكل الجديد لعقد المحادثات وتأجيل بدئها يظهر التحدي الهائل في جمع فصائل الحرب السورية معاً.
وأشار “دي مستورا” إلى أن وجود توافق بشأن من ينبغي أن يحضر ولن يقدم الدعوات حتى اليوم الثلاثاء، وهو ما يضع علامة استفهام بشأن من سيحضر وما إذا كانت المحادثات ستبدأ حتى الجمعة المقبلة.
وتحدثت الصحيفة عن أن الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية متفقة على ضرورة المضي قُدماً في محادثات السلام لإنهاء الحرب لكنهم مختلفون بشأن من يحضر تلك المحادثات من ممثلي الفصائل السورية.
======================
وول ستريت جورنال: تحركات واشنطن وموسكو في سوريا تهدد بنشوب خلافات جديدة
بوابة القاهرة-
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن تواجد موسكو الجديد في مطار يسيطر عليه النظام السوري في شمال شرق سوريا بالقرب من الحدود التركية، يثير حيرة واشنطن.
وأوضحت الصحيفة، أن التحركات العسكرية المتوازية لروسيا والولايات المتحدة في سوريا يمكن أن تؤدي إلى نشوب خلاف جديد بين واشنطن وموسكو، حيث يتطلع قادة الدولتين لحماية مصالحهم المتنافسة في سوريا وتحديد مسار لمحادثات سلام تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 5 سنوات في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
ونقلت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت – عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم، إن : ” روسيا أرسلت قوات جديدة إلى مطار خاضع لسيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في شمال شرق سوريا، في وقت يكثف فيه المستشارون العسكريون الأمريكيون عملياتهم مع المقاتلين الأكراد في نفس المنطقة “.
وأشارت إلى أن عمليات الانتشار الجديدة في شمال شرق سوريا تأتي في الوقت الذي يناضل فيه قادة العالم لإطلاق محادثات سلام بوساطة من الأمم المتحدة هذا الأسبوع في جنيف، فيما تهدد الخلافات التي لم تحل بين الفصائل المتناحرة بعرقلة المفاوضات قبل أن تبدأ.
وذكرت الصحيفة، أن روسيا والولايات المتحدة تقومان بمناورات من أجل كسب مزيد من النفوذ في ساحات القتال السورية الرئيسية، فيما لا يتوقع كثيرون أن تنجح محادثات السلام في إحراز تقدم كبير في حل الصراع في البلاد، لافتة إلى أن الجيش الأمريكي يكثف عملياته في شمال شرق سوريا، حيث تعمق فرق من قوات العمليات الخاصة الأمريكية مشاركتها مع المسلحين الأكراد والعرب الذين يقودون الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
ويقول مسئولون أمريكيون وأتراك، إن مجموعة من الروس يعملون من مطار صغير يسيطر عليها جيش النظام السوري في القامشلي على الحدود التركية
وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن تواجد الروس هناك قد أطلق ناقوس الخطر في تركيا وبعض المخاوف في الولايات المتحدة، مع قلق مسؤولين عسكريين من البلدين من أن روسيا تناور لكسب نصيب لها في منطقة حيوية من المعركة السورية الحيوية بعيدا عن وجودها الرئيسي على الساحل الغربي لسوريا.
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون أمريكيون أمس الجمعة إن التواجد الروسي في المطار ضئيل، وليس هناك أي علامات تشير إلى أنهم يحاولون تحويله إلى مركز للقاذفات لشن ضربات جوية، بيد أن نوايا روسيا هناك ما تزال غير واضحة، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية.
ولفتت إلى أنه منذ دخول موسكو الحرب السورية الخريف الماضي حولت روسيا دفة الصراع وأجبرت الولايات المتحدة على إعادة النظر في نهجها، مشيرة إلى أن واشنطن وموسكو اتفقتا على قواعد جديدة تهدف إلى منع وقوع مواجهات غير مقصودة في الأجواء السورية المزدحمة.
ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أمريكيين، القول إن :”مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين موسكو وواشنطن لمنع وقوع حوادث، لن تتطور إلى تعاون بين الدولتين في القتال إلى أن تثبت روسيا اتفاقها مع المصالح الأمريكية في دحر “داعش”، و الإطاحة بالأسد من السلطة في نهاية المطاف”.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن التحركات الروسية يمكن أن تكون محل نقاش، اليوم السبت، عند اجتماع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في إسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، لبحث سبل جديدة لمنع مقاتلي داعش من استخدام الحدود بين تركيا وسوريا لتهريب المقاتلين والأسلحة والإمدادات إلى منطقة الحرب.
======================
معاريف : ترقبوا الضربات من "داعش"
الغد
عاموس جلبوع
26/1/2016
كان سيصعب على رجل يهبط إلى كوكبنا من الفضاء الخارجي أن يفهم معنى الجنون الذي ألم ببني البشر في مواجهة الاسم داعش.  فمن جهة يعتبره الرئيس الأميركي هامشيا، كفريق احتياط لمدرسة ثانوية، وبالفعل فان الخمسين ألف مقاتل من داعش في سورية وفي العراق هم لا شيء في مواجهة القوة العظمى الأميركية، كالصوص في مواجهة اسلحة الجو لكل القوى العظمى، وهو لا يشكل عمليا تهديدا على الولايات المتحدة، ولا على الغرب بشكل عام، بل هو مجرد جسم إرهابي إسلامي متطرف. وفي نفس الوقت، يقاتل ضده ائتلاف واسع جدا من الكثير من الدول، يخيل لي أنه لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري. فالولايات المتحدة تتصدر ائتلافا من 65 دولة، لعل الرجال من الفضاء الخارجي يعرفون ما هو دور كل دولة في هذا الائتلاف؛ اما روسيا فقد اقامت ائتلافا من أربع دول، والسعودية أقامت ائتلافا من 34 دولة اسلامية، وفرنسا حاولت هي الاخرى بناء ائتلاف. الكل ضد داعش (غالبيتهم بالاقوال) وداعش ضد الكل. ولكن من يقاتل داعش حقا، وبنجاح، هم الاكراد في شمالي العراق وسورية ممن ليسوا اعضاء في أي ائتلاف.
فما هي إذن صورة وضع داعش في سورية وفي العراق في بداية العام 2016 كما يلخصها ضمن امور اخرى "مركز الاستخبارات والإرهاب":
بداية، كان العام 2014 عام الإنجازات الكبرى لداعش، اما العام 2015 فهو عام الهزائم، فقدان الاراضي، فقدان المداخيل، الضرر اللاحق بشبكات النفط وفقدان المقاتلين. لقد دخل داعش العام 2016 وهو في حالة دفاع استراتيجي. والسبب المركزي في ذلك أساسي: مخزون غير كبير من القوة المقاتلة، اساسها قوته في معارك حرب العصابات والحركة الواسعة. وعندما يصطدم بقوة مقاتلة مدربة ومصممة، فانه يفشل، ومقابل وحشية مقاتليه ونشطائه الحيوانية، تمارس الميليشيات الشيعية التي تقاتل ضده وحشية مشابهة له. حيوانات تلتقي حيوانات.
ثانيا، رغم الهزائم، ما يزال داعش يسيطر على مناطق واسعة في غربي العراق وفي شرقي سورية، ومركز حكمه في الموصل في العراق وفي الرقة في سورية لم يهتز بعد؛ وهو ما يزال التنظيم الإرهابي الاغنى في العالم؛ والقوى العظمى تمتنع عن استخدام القوة البرية ضده، وكل التنظيمات التي تقاتله تتنازع فيما بينها.
ثالثا، داعش هو أولا وقبل كل شيء فكرة، ايديولوجيا. قوة جاذبيته الايديولوجية في اوساط المسلمين في ارجاء العالم لم تتبدد بعدد. وهو يواصل كونه عامل الهام ليس للمسلمين فحسب، بل ولكل "معذبي العالم" الغربي ومحبي المغامرات.
وعليه فان الضغوط التي تمارس على داعش في العراق وفي سورية ستبقى تضعفه في اثناء 2016، ولكن لن يكون بوسعها على ما يبدو الحاق الهزيمة بالتنظيم وبالتأكيد ليس بالفكرة الايديولوجية. وبالطبع لن يبقى داعش صامتا وينبغي لنا أن نتوقع بان يصعد هجماته الارهابية في الخارج (فيما تكون إسرائيل هي الاخرى على بؤرة الاستهداف) كي يحافظ على صورته كجهة مخيفة ومظفرة. وبالمقابل فيصعد جهوده لتثبيت ذاته في دول عربية/اسلامية اخرى. هذه هي طبيعة السرطان. في المركز ثبات اقليمي في ليبيا. هنا، مقابل ايطاليا، تبنى الآن دولة اسلامية متطرفة غنية اخرى ستشكل التهديد المركزي على أوروبا. فماذا يفعل الغرب حيال ذلك؟ لا شيء. لان "كل العالم" يقاتل ضد داعش في سورية وفي العراق، ولكن ليست لديه استراتيجية شاملة لقتال حقيقي ضد داعش: لا ضد الخلايا السرطانية الصغيرة التي في سيناء، لا ضد الخلايا الاجرامية التي في ليبيا، وبالتأكيد لا في حرب الوعي الناجحة التي يقودها.
======================
آش كارتر – (بوليتيكو) 22/1/2016 :حان الوقت لتسريع وتيرة القتال ضد "داعش"
الغد
سوف تقوم الفرقة المجوقلة الأميركية 101 قريباً بنشر نحو 1.800 جندي إلى العراق للمساعدة في القتال ضد مجموعة "الدولة الإسلامية". وسوف يتوجه الجنود إلى هناك مصحوبين بالدعم من الشعب الأميركي، ومسلحين بخطة واضحة للحملة التي سيخوضونها من أجل مساعدة حلفائنا في إلحاق هزيمة نهائية ودائمة بالمنظمة البربرية، وهي الخطة التي تقاسمتها معهم أنا شخصياً في "فورت كامبل" في الأسبوع الماضي. كما سافرت أيضاً إلى القيادة المركزية الأميركية في تامبا، فلوريدا، حيث ناقشت تنفيذ الخطة مع كبار قادتنا. وهذا الأسبوع، زرت باريس، مدينة العزم والتصميم، لمناقشة هذه الخطة مع حلفائنا.
في باريس، استضفنا –وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وأنا- نظراءنا من أستراليا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا. وكانت هذه الدول هي أكبر المساهمين في الحملة المناهضة لمجموعة "الدولة الإسلامية". وقد أحدثت الأعمال العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الأشهر الأخيرة ضغطاً غير مسبوق على "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسورية. وفي الأسابيع الأخيرة، فقدت "الدولة الإسلامية" أراضي، وخسرت قادة مهمين، بل وخسرت أيضاً بعض أموالها التي كانت تجنيها من النفط. ونحن نستجمع الزخم في عدد من الجبهات، ومصممون على وضع "الدولة الإسلامية" على طريق لا رجعة فيه نحو الهزيمة النهائية. والآن، حان الوقت للقيام بما هو أكثر.
إن مجموعة "الدولة الإسلامية" هي سرطان يهدد بالانتشار. ومثل كل السرطانات، فإنك لا تستطيع شفاء المرض بمجرد استئصال الورم. إن عليك أن تقضي عليه حيثما انتشر أيضاً، وأن تمنع عودته. وخطة حملة التحالف العسكرية التي وضعتها الولايات المتحدة، والتي يدعمها حلفاؤنا الرئيسيون، تركز على تحقيق ثلاثة أهداف عسكرية: الأول، تدمير ورم "الدولة الإسلامية" الأصلي في العراق وسورية عن طريق التسبب بانهيار مركزي قوتها في الموصل في العراق والرقة في سورية. وتشكل هذه المدن مراكز ثقل "الدولة الإسلامية" العسكرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وهو السبب في أن خطتنا تحتوي على أسهم كبيرة تشير إلى كليهما. والهدف الثاني، هو مكافحة الزوائد الناشئة من ورم "الدولة الإسلامية" والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، حيثما تظهر. والثالث، وهي مهمتنا الأكثر أهمية على الإطلاق: حماية الوطن.
من أجل القضاء على الورم الأم في العراق وسورية، نقوم بتمكين القوى التي لها دوافع محلية، من خلال تزويدها بدعم حاسم من تحالف دولي يمتلك مجموعة كبيرة من القدرات التي تتراوح بينتوجيه الضربات الجوية، إلى القوات الخاصة، والأدوات السيبرانية، والاستخبارات، والمعدات، والمرونة واللوجستيات، والتدريب، والمشورة والمساعدة. ويجب أن تكون القوى المحلية هي التي توجه إلى "الدولة الإسلامية" هزيمة نهائية، لأنها هي التي تستطيع فقط تأمين وحكم المناطق عن طريق بناء ثقة طويلة الأمد في داخل مجتمعات السكان الذين تقوم بتحريرهم. ونحن نستطيع -وسوف نقوم- بتمكين مثل هذه القوى المحلية، لكننا لا نستطيع الحلول محلها.
على سبيل المثال، كان الجنود العراقيون هم الذين استعادوا وسط مدينة الرمادي في الشهر الماضي، وعكسوا بذلك وجهة الخسارة التي عانى منها الجيش العراقي في الربيع الماضي. وشمل دعمنا لهم التدريب المتقدم، والتكتيكات، والدعم الجوي، والجسور المحمولة التي حملت الجيش العراقي عبر نهر الفرات وإلى المعركة الحاسمة. وتثبت استعادة الرمادي، مثلها مثل المكاسب العراقية الأخيرة الأخرى في بيجي وتكريت وسنجار، أن النهج الذي نتخذه يُحدث تأثيراً بينما يستعد العراقيون لما سيكون قتالاً صعباً من أجل استعادة الموصل.
بينما نعمل على تدمير الورم الأصلي في العراق وسورية، فإن علينا أيضاً إدراك أن "الدولة الإسلامية" تقوم بنشر نفسها وتوسيع نفوذها في مناطق مثل شمال أفريقيا وأفغانستان واليمن. ويتطلب ذلك استجابة مرنة ورشيقة تتمتعبوصول واسع النطاق. وقد نظمنا تواجد جنود أميركيين في مواقع رئيسية مهمة تمتد من جنوب أوروبا وشرق أفريقيا، وعبر الشرق الأوسط إلى أفغانستان، كشبكة تهدف إلى مكافحة التهديدات العابرة للحدود الوطنية والإقليمية، مثل "الدولة الإسلامية". وقد وضعنا هذا النهج في الاختبار في شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما تضافر عملالأصول التابعة للولايات المتحدة من عدة مناطق من أجل قتل قائد "الدولة الإسلامية" الأعلى في ليبيا. ونحن مستعدون الآن لتصعيد الضغط على "الدولة الإسلامية" في أفغانستان لتحجيم طموحاتها هناك أيضاً.
في حين نقوم بتسريع حملتنا، كذلك يجب أن يفعل كل واحد من شركائنا في التحالف. وهو السبب في أن اجتماع هذا الأسبوع كان بالغ الأهمية، والسبب أيضاً في أننا سنلتقي ثانية في غضون ثلاثة أسابيع في بروكسل، هذه المرة مع وزراء الدفاع من كل الدول الست والعشرين المشاركة في التحالف ضد "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى العراق. ويجب أن تأتي كل دولة وهي مستعدة لمناقشة مزيد من الإسهامات في القتال. وبما أنها ليست هناك دولة في مأمن من هجوم تشنه فيها مجموعة "الدولة الإسلامية"، فإن أي دولة لا تستطيع أن تتمع بترف الركوب بالمجان.
بينما نقوم بتدمير الورم الأصلي لمجموعة "الدولة الإسلامية" وتعطيل زوائده، فإننا على وعي متواصل بمهمتنا الأكثر أهمية –حماية الوطن. ونحن نستخدم خارج شواطئنا كل الوسائل المناسبة التي تحت تصرفنا لإجهاض أي احتمال للتعرض لهجمات، ونقوم بمحاسبة أولئك الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بالمواطنين الأميركيين في الوطن والخارج، عن طريق قتل أعضاء "الدولة الإسلامية" الذين قتلوا مواطنينا. وفي داخل حدودنا، لدى وزارة الدفاع دور مساند، وإنما نشط، لتلعبه في مساعدة تعزيز القانون، وأمن الوطن، والدفاع السيبراني، والاستخبارات وغير ذلك. وسوف أستمر في التأكد من أننا نفعل كل شيء نستطيعه لمنع وقوع أي هجوم، بما في ذلك ضد مرافقنا العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم.
ما تزال مهمتنا المتمثلة في إلحاق هزيمة دائمة ونهائية بمجموعة "الدولة الإسلامية"، في مصدرها وحيثما تطل برأسها، بعيدة كل البعد عن نهايتها؛ لكن النتيجة واضحة. سوف نستمر في التكيف مع –والبناء على- نجاحاتنا، بينما تتضاءل مناطق "الدولة الإسلامية"، وتتناقص مواردها، وحيث تكسب القوات المحلية القدرة على الكسب في ميدان المعركة وتضع الأساس للأمن الدائم في المنطقة، وتصنع مستقبلاً أكثر أمناً للعالم كله على حد سواء.
 
*تم استخدام جزء من هذه المقالة في خطاب ألقي في "فورت كامبل" يوم 13 كانون الثاني (يناير) 2016.
*آش كارتر: يشغل منصب وزير الدفاع الأميركي خلفاً لتشاك هيغل. شغل منصب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية من تشرن الأول (أكتوبر) 2011 إلى كانون الأول (ديسمبر) 2013، وكان رئيس العمليات في الوزارة، حيث كان يدير كل العمليات التي تقوم فيها وزارة الدفاع على مدار الساعة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Ash Carter: It’s Time to Accelerate the ISIL
======================
لوموند :كيفن رود : لإصلاح الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
منذ ربع قرن، يشوب خلل متعاظم الحوكمة العالمية. ومنذ نهاية الحرب الباردة، وعولمة السياسة والأمن والاقتصاد والبيئة والهجرة، تعاظمت الحاجة إلى حوكمة عالمية ناجعة. لكن نموذج هذه الحوكمة هو في طور الانقراض. ويعمّ الدول والشعوب شعور بانفلات عقال العالم من غير قائد ولا دولة قوية توجه دفته ولا مؤسسة جامعة تعيد الأمور إلى نصابها. وهذه الأزمة تتفاقم على وقع أزمة الدولة– الأمة. فنجد أنفسنا في أرض قفر من غير مؤسسات وطنية (محلية) أو مؤسسات ما فوق وطنية (تسمو عليها) قوية وقادرة على حل المشكلات.
ومنذ سبعين عاماً، والنظام الدولي يستند إلى نظام أممي متعدد الأقطاب. ولكن أزمة بنيوية تعصف بالأمم المتحدة منذ وقت طويل. فهذه المؤسسة عجزت عن إدارة الأزمة الأوكرانية، وأخفقت في إرساء استراتيجية جامعة لجبه الإرهاب العالمي، وكانت غائبة في المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران، ولم تؤد دوراً فاعلاً في الأزمة السورية طوال خمس سنوات وتركت الدولة السورية تتفكك وشعبها يذبح من غير أن تحرك ساكناً، وعجزت الأمم المتحدة كذلك عن ضبط أزمة المهاجرين التي عصفت بأوروبا وتركت ملايين الأشخاص في العراء، ولم تفلح في إدارة أزمة وباء إيبولا في أفريقيا.
ولن تتداعى الأمم المتحدة بين ليلة وضحاها، وستلفظ أنفاسها لفظاً بطيئاً فيذوي دورها السياسي وتتحول إلى منظمة غير حكومية مثل سائر المنظمات من هذا النوع. وتمس الحاجة الى إخراج الأمم المتحدة من هامش الحوكمة العالمية، أي من أداء دور ثانوي، إلى متن هذه الحوكمة فتغلب كفتها. ويسعها آنذاك أداء دور يستبق الأزمات ولا يسعى فحسب إلى تذليلها حين تنزلق إلى حروب.
وهذه السياسة الاستباقية الأممية تقارب مسائل أمنية ومسائل السلام والاستقرار والتنمية المستدامة والتدخل الإنساني، وتساهم في إصلاح نظام الهجرة. وفي وسع الأمم المتحدة تأطير نموذج جديد يرسي التنسيق بين مؤسسات دولية وإقليمية- على غرار المؤسسات المنبثقة من بريتون وودز ومنظمات غير حكومية. وتمس الحاجة إلى نموذج إدارة مالية جديد في الأمم المتحدة تشارك فيه الدول الأعضاء.
وساهمت الأمم المتحدة، على رغم عمرها القصير، في تطوير القانون الدولي والمعايير الديبلوماسية ورفعت لواء حظر الانتشار النووي، وأرست اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وحظر التجارب النووية وغيرها من الاتفاقات حول الألغام والأسلحة العنقودية.
وأرست إطاراً دولياً يرعى التنمية المستدامة وإغاثة الدول غير النامية أو غير المتطورة، وساهمت وكالاتها الإغاثية في إنقاذ الملايين من ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية، ورفعت لواء المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان.
والخطوة الأولى نحو تذليل شوائب نظام الحوكمة الدولي هي الإقرار بالتحديات العميقة التي تواجهها الأمم المتحدة. والتحدي اليوم هو تكييف المؤسسات الأممية مع وقائع القرن الحادي والعشرين.
* رئيس وزراء أوستراليا السابق، عن «لوموند» الفرنسية، 19/1/2016،
إعداد منال نحاس.
======================
سترايتس تايمز :جوناثن إيال :معضلة إمبراطوريّة الوسط في الشرق الأوسط
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
يسع الرئيس الصيني شي جينبينغ، النظر بعين الرضا إلى جولته في الشرق الأوسط. ففي أقل من أسبوع، صار أول رئيس لدولة كبرى يزور إيران منذ رفع العقوبات عنها، ويركب أمواج الديبلوماسية الشرق الأوسطية المتلاطمة، فيزور أبرز خصوم إيران، مصر، وهي الأكثر سكاناً في العالم العربي، ويلقى حفاوة الاستقبال. وأبرم شي جينبينغ حيثما حلّ، عقوداً ضخمة مقدارها بلايين الدولارات. وقد يحسب المرء أن الصين، اكتشفت دون غيرها من دول المعمورة، صيغة ناجعة للتعامل مع الشرق الأوسط من دون جبه حروبه وسيل الدماء فيه والانشغال فحسب بالازدهار الاقتصادي. لكن الصين لم تقع على حل سحري. فركن مكانتها في الشرق الأوسط، تفادي مشكلات المنطقة. لكن هذه السياسة قصيرة الأمد. وفي خطابه في مقر الجامعة العربية في القاهرة الأسبوع الماضي، أشاد الرئيس الصيني بعلاقات تعود الى آلاف السنين بالعالم العربي. ولكن، على رغم أن مصر مدّت جسور العلاقات مع الجمهورية الشعبية الصينية في خمسينات القرن الماضي، نأت بنفسها عن بكين في شطر راجح من الحرب الباردة نزولاً على طلب الاتحاد السوفياتي. وتعود العلاقات الديبلوماسية السعودية مع الصين الى تسعينات القرن الماضي، فلطالما نظرت المملكة بعين الارتياب الى الأنظمة الشيوعية. وخلال الثورة الإيرانية في 1979، دعمت الصين الشاه حتى بعدما تركته العواصم الغربية لمصيره.
ولا يعتد بالزعم الصيني أن بكين تستدير ديبلوماسياً الى الشرق الأوسط. فشي زار المنطقة بعد ثلاث سنوات على بلوغه منصبه، على خلاف القادة الغربيين. فإرجاء زيارة الشرق الأوسط ضعيف الصلة بالواقع. وزيارته هي الأولى لرئيس صيني في عقد من الزمن. فعلى سبيل المثل، زار باراك أوباما، الرئيس الأميركي الذي مضى على بلوغه البيت الأبيض 7 سنوات، الشرق الأوسط أكثر مما زاره قادة الصين المعاصرة مجتمعون. وكلام شي جينبينغ عن علاقات ثقافية بالعالم العربي «نابضة بالحياة» هو من قبيل اللغو. فموقع السفارة الصينية في القاهرة لم يجدّد أخباره منذ آب (أغسطس) الماضي.
ولا شك في أن العلاقات الصينية – الشرق الأوسطية تتطور تطوراً سريعاً. والعامل الرئيسي في هذا التغير، الانعطاف في سوق الطاقة: فالولايات المتحدة تحولت من مستهلك للطاقة الى مصدِّر بارز للنفط والغاز الطبيعي. لذا، تسعى الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط الى بيع نفطها الى الصين. وأبرز دواعي عدم تخفيض معدلات استخراج النفط، على رغم هبوط أسعاره، عدم خسارة الحصص في السوق الصينية. وبكين لا تتوانى عن استغلال مخاوف منتجي النفط والغاز في الشرق الأوسط لاقتناص أفضل الصفقات. وارتفعت معدلات استيرادها النفط السعودي 2 في المئة فحسب في العام المنصرم، في وقت زادت معدلات استيرادها النفط الروسي ثلث ما كانت عليه. وعلى رغم العقوبات، استرضت بكين الجمهورية الإسلامية في إيران من طريق السماح لها بتخزين فائض الغاز الطبيعي الإيراني في مرفأ داليان الصيني، لدى امتلاء الخزانات الإيرانية. وترغب دولة نفطية في الشرق الأوسط في دخول قطاع تكرير النفط الصيني للإمساك بمقاليد سوق الطاقة هناك. والإيرانيون يخفضون سعر نفطهم من أجل استعادة حصتهم في السوق الصينية.
حاجة حكومات الشرق الأوسط الى الصين تحملها على غضّ النظر عما لا تستسيغه. فمرشد الثورة علي خامنئي، دعا الى تمتين العلاقات الأمنية والاقتصادية مع بكين، ودار كلامه على الغرب «المخادع» وغير الأهل للثقة، رغم أن الصين دعمت الشاه، شأن الغرب، وتشتري التكنولوجيا العسكرية من إسرائيل...
وفي مقدور الصينيين الكلام على «الحلول السلمية» و «النتائج المتناغمة» و «استراتيجية ربح – ربح» و «حزام واحد، وطريق واحد» ما شاؤوا، لكن الجيش الأميركي هو من يحرس طرق الملاحة البحرية من الخليج الى الصين، فيسع حاملات النفط العبور آمنة. ومع الوقت، يتعاظم إدراك الصينيين أن بلادهم لا يسعها شراء المواد الأولية من الشرق الأوسط من غير المساهمة في إرساء الاستقرار. وهذا ما أدركوه في أفريقيا. والناظر الى تاريخ بروز القوة النامية، يلاحظ أن القوى النامية لا تترك طرق تجارتها في أيدي قوى أخرى. وقد يسير الصينيون على خطى البريطانيين الذين كان شاغلهم في الماضي نفط الشرق الأوسط، لكنهم سرعان ما أدركوا أن لا مناص من التدخل في السياسات المحلية والسيطرة على الطرق البحرية.
و «الاستدارة (الصينية) الى الغرب»، أي الشرق الأوسط، تقتضي قدرة على بسط النفوذ وموارد تحليل أكبر. فعدد الخبراء الصينيين في شؤون المنطقة قليل. ويضطر الجيش الصيني الى نقل الناطق العسكري الإعلامي الصيني وعدد صغير من الضباط الصينين من بلد شرق أوسطي الى آخر نتيجة الافتقار الى الناطقين بالعربية. وعلى رغم أن القادة في الشرق الأوسط يتكلمون عن علاقات أوثق بالصين، لا يقصدونها لشراء العقارات، بل يشترونها في أوروبا، ويرسلون أولادهم الى الجامعات الغربية. وعاجلاً أم آجلاً، ستضطر الصين الى خيار حاسم: التعاون مع الولايات المتحدة في الحفاظ على توازنات الأمر الواقع الحالية في الشرق الأوسط، أو تحدّيها.
* مراسل، عن «سترايتس تايمز» السنغافورية، 25/1/2016، إعداد منال نحاس.
======================
بلومبرغ :ليونيد بيرشيدسكي: أوروبا تنزع سلاح الطاقة الروسي
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
كانت روسيا قادرة، الى وقت قريب، على ثني أوكرانيا عن إجراءات وخطوات من طريق التهديد بقطع إمدادات الغاز الطبيعي. اليوم، تعرض روسيا «حسماً غازياً» (سعر مخفض) على كييف، لكن الأخيرة تهملها. ففي متناول العاصمة الأوكرانية كميات كبيرة من الغاز في أوروبا. هذا التغير يعكس التطورات الحاصلة في سوق الغاز الأوروبية، وهي ليست فاتحة خير على أحد أكبر مصادر العائدات الروسية.
ويعود تراجع حجم استيراد أوكرانيا الغاز الروسي جزئياً، الى الركود الاقتصادي في عهد الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، والانخفاض الكبير في الإنتاج، إثر «ثورة الكرامة» في 2014، وقضم روسيا شبه جزيرة القرم. وتقلّص الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا 19 في المئة منذ 2013، وتراجعت حاجة القطاع الصناعي الى الوقود. غير أن هذه العوامل ليست علة تقلص حجم الواردات الأوكرانية من الطاقة الروسية. فالحكومة الأوكرانية مصمّمة على طي اعتمادها على روسيا. فالبلدان في حال حرب شبه رسمية. وسبق أن أجبر التهديد الروسي بوقف إمدادات الغاز أو رفع الأسعار مع اقتراب الشتاء، الحكومات الأوكرانية مراراً، على قبول تنازلات سياسية أبطأت وتيرة توجّه البلاد نحو الاتحاد الأوروبي. لذا، سعت كييف إلى الحصول على «إمدادات عكسية» (غاز روسي يُشترى من طرف ثالث) للطاقة من سلوفاكيا في 2014. وكان شتاء 2014 دافئاً في أوروبا، وكان ثمة وفر في الغاز. فسلوفاكيا، اشترت الغاز الروسي من الشركة العامة الروسية، «غازبروم»، عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية. وسعت غازبروم الى منع عمليات «إعادة البيع»، لكن مثل هذا المنع ينتهك القوانين الأوروبية. وفي نيسان (أبريل) 2015، اعتبرت المفوضية الأوروبية أن الشروط الروسية (حظر إعادة البيع) هي من مظاهر سعي غازبروم الى الهيمنة على أسواق الغاز في شرق أوروبا ووسطها.
وفي خريف 2014، سعت غازبروم الى خفض الصادرات إلى أوروبا للقضاء على «الإمدادات العكسية». لكن التقديرات الأوكرانيّة ترى أن مثل هذا الخفض يقضي بخسارة موسكو 5.5 بليون دولار من عائدات الطاقة، و400 مليون دولار قدر تخفيضات للعملاء تعويضاً عن فشلها في التزام العقود. لذا، في آذار (مارس) 2015، استؤنفت الصادرات الروسية على أكمل وجه. وشأن أوكرانيا، رمت أوروبا الى تنويع مصادر الغاز وسلب روسيا أسلحة الطاقة. وفي الربع الثالث من 2015، وفق تقرير المفوضية الأوروبية الأحدث حول سوق الغاز، ارتفعت نسبة استيراد الاتحاد الأوروبي الغاز الروسي 18 في المئة عن العام السابق، والغاز النروجي 26 في المئة والغاز الجزائري 35 في المئة. والحقّ أنّ احتكار روسيا مصادر الطاقة في أوروبا الشرقية يتبدّد. وعلى سبيل المثل، شيّدت ليتوانيا محطة للغاز المسال وعقدت صفقة لاستيراد الغاز من الولايات المتحدة، حيث الأسعار تبلغ نحو نصف تلك المتداولة في أوروبا. ويعود الفضل في حصانة الاتحاد الأوروبي أمام تلاعب الأسعار، الى زيادة حجم الإمدادات النفطية من النروج وشمال أفريقيا، وإجراءات مكافحة الاحتكار ضد غازبروم. ولا يسع الشركة الروسية التلاعب بعد اليوم بإمدادات الطاقة إلى أوروبا خوفاً من فقدان حصتها في السوق، والتي توفر لها 52 في المئة من عائداتها.
وتسعى غازبروم الى التفاوض على مد خط أنابيب غاز جديد الى ألمانيا، «نورد ستريم 2» (التيار الشمالي-2)، لتفادي الترانزيت عبر أوكرانيا. لكن المشروع يواجه مقاومة سياسية في الاتحاد الأوروبي. وتبلغ كلفته التقديرية 9.9 بليون يورو (10.7 بليون دولار)، وهي بالغة الارتفاع قياساً على أسعار الغاز الحالية. وهذا الخط يرمي الى إطاحة أوكرانيا كدولة عبور (الترانزيت) الغاز.
وخلاصة القول، أن غازبروم فقدت كثيراً من نفوذها في أوروبا، وصار في إمكان أوكرانيا أن تساوم. وقال رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، إن حكومته لن تشتري الغاز الروسي بالسعر المعروض، 212 دولاراً لكل ألف متر مكعب، في وقت أن الغاز الأوروبي معروض بسعر 200 دولار. وفي 2015، ضاعفت أوكرانيا حجم استيراد الغاز من أوروبا إلى 10.3 بليون متر مكعب، أي أكثر من 50 في المئة من الكمية الواردة من روسيا.
وحجمت أسعار الطاقة المنخفضة قدرة روسيا على استخدام مكانتها كـ «قوة عظمى في مجال الطاقة» لبسط نفوذها على جيرانها. وسعي الأوروبيين الى تحرير سوق الغاز الأوروبية، لجم الرئيس الروسي وأعتق أوكرانيا من قبضة روسيا. لكن إعلان النصر في أوكرانيا مبكر. فإذا انتعش الاقتصاد الأوكراني، اضطرت كييف الى التفاوض مع موسكو من موقع الضعف.
 
 
* محلل سياسي بارز، عن «بلومبرغ» الأميركية، 12/01/2016، إعداد علي شرف الدين
======================