الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/7/2015

سوريا في الصحافة العالمية 2/7/2015

04.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. نيويورك تايمز": تراجع دعم روسيا وإيران للنظام السوري
2. لوفيجارو  :مختص في تاريخ المغرب العربي: داعش وليد إذلال الهيمنة الشيعية
3. ترك برس :هل ستمنع تركيا مشروع تقسيم سوريا؟
4. فورين بوليسي  :جيمس ستافريديس – عودة الإمبراطورية الفارسية: لماذا على الغرب أن يقلق من طموحات طهران الإقليمية؟
5. سي ان ان :لماذا تعثر برنامج البنتاغون لتدريب المعارضة السورية؟
6. ديلي تلغراف :هل منعت واشنطن دولا عربية من دعم الأكراد بقتال "الدولة"؟
7. ديلي تلغراف : الولايات المتحدة ترفض السماح بتسليح الأكراد لقتال ” داعش “
8. الإندبندنت: هزيمة “داعش” في سورية أصعب من العراق
9. غارديان: أميركا غذت ظهور تنظيم الدولة في سوريا والعراق
10. سوريا ريل كلير وورلد: كيف يرى تنظيم “داعش” نفسه؟
11. استير سييتي ايغليسياس: لا راثون الإسبانية: أفضِّل الموت بكرامة في سـوريا على الموت هنا تحت أحد الجسور
12. لوس أنجلوس تايمز: داعش يجند الأوروبيين لتنفيذ قانونه الوحشي بلا رحمة
 
نيويورك تايمز": تراجع دعم روسيا وإيران للنظام السوري
القاهرة - أحمد الشيمي
تحت عنوان "Russian, Iranian loyalty to Bashar Assad tested as Syria approaches ‘tipping point’"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم (الاربعاء)، أن الدعم الروسي والإيراني لنظام بشار الأسد أصبح على المحك، مع ترقب وصول الحرب الأهلية في سورية إلى نقطة تحول.
ويؤكد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية على أنه في الوقت الذي يركز فيه العالم على الاتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، يقترب الصراع السوري من نقطة تحول، بعد سيطرة الجماعات المتطرفة وقوى المعارضة المسلحة على مزيد من المناطق.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تأمل في أن تنفح موسكو وطهران على مساعي واشنطن الحثيثة منذ سنوات لتشكيل معارضة سورية معتدلة، تملئ الفراغ حال سقوط النظام السوري.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن روسيا وإيران ستواجهان خيارات حيال دعمهما لنظام يتهاوى، فهما إما يواصلان الدعم إلى ما لانهاية أو التخلى عن النظام، للحيلولة دون وقوع العاصمة دمشق في قبضة تنظيم "داعش" المتطرف
ونقلت الصحيفة عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديز، قوله "إذا انتهى الأمر وأصبح تنظيم القاعدة أو "داعش" لاعباً هاماً في دمشق، فهذا سيكون تطوراً سيئاً جداً للولايات المتحدة، لأن واحدة من العواصم العربية الكبرى ستكون في ايدي هؤلاء المتطرفين".
======================
لوفيجارو  :مختص في تاريخ المغرب العربي: داعش وليد إذلال الهيمنة الشيعية
نشر في : الخميس 2 يوليو 2015 - 03:00 ص   |   آخر تحديث : الخميس 2 يوليو 2015 - 03:04 ص
لوفيجارو – التقرير
بيار فيرمران أستاذ محاضر مختصّ في تاريخ المغرب العربي المعاصر في جامعة باريس الأولى بانتيون – السربون وعضو في مختبر مركز دراسات العوالم الأفريقية. عاش في المغرب ومصر وتونس وآخر أعماله المنشورة حمل عنوان “مفاهيم خاطئة عن العالم العربي” الصادر عن دار لوكافالياي بلو للنشر في عام 2012. فيما يلي حوار معه
الأعمال الّتي ارتكبت مؤخرًا في فرنسا وتونس ارتكبت من قبل شخص واحد، هل يمكن أن نتحدث عن أعمال منفردة؟
لا، بالتأكيد. إذ أنهم يستجيبون إلى المتطلّبات العامة لرعاتهم والفاعل الإرهابي لا يعزل إلّا خلال انتحاره ولكن هذا الإرهاب نشاط فكري منظم ومخطط له ويمارس من قبل أشخاص مؤهلين وكوادر مثل مهندسي أحداث 11 سبتمبر 2001. ويتمّ إنتاجه من قبل إيدولوجيات تعتبر الموت أمرًا تافهًا. عندما ترتكب 5 هجمات كبرى (4 من أصل 5 أسفرت عن مقتل العشرات) في الجمعة نفسها من شهر رمضان من فرنسا إلى الصومال لا يمكن قطّ الحديث عن أعمال معزولة.
هل يمكن تفسير الإرهاب الحالي بحرب غير متكافئة؟
غالبًا ما يتمّ تصوير الإرهاب كحرب الفقراء أو اليائسين والثائرين على الفساد والانحلال أو الاستغلال من قبل المجتمعات الّتي تسيئ التعامل معهم ولكنّ هل يشارك المهاجرون الفلبينيون الّذين يعانون من حالة الاسترقاق في الخليج في الإرهاب؟ ما يحدث وضع لـ “سياسات” فعالة للغاية بوسائل سخيفة أكثر من كونه حربًا غير متكافئة بين متمرّدين ودول طاغية. بعد 14 عامًا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011، أنشأ الجهاديون في العراق وفي سوريا خلافة لم تتمكّن حرب أو مفاوضات أو استقلال أو ثورة من إقامتها منذ 1924. ولكنّ القوّة الرمزية والإعلامية للإرهاب تمكّنت من تحقيق هذه المعجزة.
يراهن الإرهابيون على التأثير الإعلامي لعملياتهم. كيف يمكن تفادي تورّط وسائل الإعلام في هذه اللعبة؟
الإرهاب لا يتغيّر فقط على مرّ التاريخ ولكن عنفه المطلق يذهل الأناس سريعي التأثّر والإشعاع الإعلام أمر ضروري إذ لم نتحدّث أبدًا عن اعتناق الإسلام في أوروبا منذ أن تمّ تقديمه في الوجه القبيح للقتل الجماعي أو الأعمال الجنائية المعلنة. والرؤوس المقطوعة المعروضة في الساحات الّتي يلجأ إليها تنظيم الدولة الإسلامية هي ممارسة قديمة للسلاطين وطريقة فعّالة للحكم. وفي مجتمعاتنا الإعلامي، من الأفضل الكفّ عن الركض خلف الـ سكووب في الحلقة الجنائية. فالنشر يعني المشاركة في لعبة الخصوم الّذي يتوقّعون ردّ الفعل الإعلامي المباشر لذا يستمرّون في الرعب ويكثرون منه ولكنّ إذا لم ينقلها التلفزيون سيتكفّل الإرهابيون بنشرها.
كيف تمكّن داعش -الّذي كان مجهولا قبل سيطرته على الموصل قبل عام- من أن يصبح بهذه القوة؟
ولد تنظيم الدولة الإسلامية من  شكل من أشكال التحالف بين مفكّري الخلافة والسنة الّذين أذلّتهم الهيمنة الشيعية وجيش صدام حسين إذ أنّ جيش صدام الّذي أذلّ بهزيمته على يد أمريكا ودحره في عام 2004 انخرط في هذا التمرّد ليصبح الجيش المحترف ذو التدريب السوفييتي –الغربي والحصن الأساسي ضدّ الإسلام السياسي في الخليج العمود الفقري للجهادية العالمية ووجد جيش صدام وقوده الأيديولوجي.
كيف يعدّ الإرهاب مكلفًا؟
مكلف في الواقع مثل خطف الأجانب وإذا ما كان لفرنسا والفلبين الكثير من الرهائن في العالم فهذا يعني أنّه مكلف. وفي أسبانيا، غيرت هجمات 11 مارس 2004 على محطة أتوشا في مدريد الّتي أسفرت عن مقتل 191 شخصًا في ثلاثة أيام سير الانتخابات ممّا يدلّ على القدرة على التدخّل في الحياة السياسية لديمقراطية عريقة. ومن المرجّح أنّ رجلًا قد نسف ببندقية كلاشنكوف في سوسة التونسية نهائيًا السياحة في المغرب العربي. نحن نراهن على أنّ الذئاب الطائفية في حزم تنتظر بنَهَم عودة نظام لا يرحم في تونس.
يبدو أن فرنسا لا تريد أن تشهد تطرف جزء من مسلميها
هناك أزمة حقيقة في القوى الحيوية وإنكار لها  وهذا هو الحال في تونس قبل بضع سنوات إذ تمّ المرور من 500 “سلفي” في تونس في عام 2012 إلى عشرات الآلاف موزعين بين قتلى ونشطاء سريين ومعتقلين ومقاتلين، يقاتلون في سوريا وليبيا وآلاف الشباب العازمين على الرحيل. وفي فرنسا أيضًا، يعتبر جزء من النخبة الدين فولكلور قديم وأعتقد أنّ الأمور ستهدأ قليلا بتعويضات صغيرة رمزية ففي سوبر ماركت في ضاحية بوردو، لاحظت للمرّة الأولى هذا العام مدرّجات ملونة وملصقات مخصّصة لشهر رمضان، الأمر غريب للغاية في منطقة تعدّ بها عددًا قليلا من المسلمين. لا يحارب بهذه الطريقة التطرّف الأصولي للمقاتلين الّذين يعتقدون أن على المجتمع أن يعتنق الإسلام أو يدمّر.
كيف يتمّ احتواء الخطر الإرهابي في فرنسا؟
باعتبار أن الوزير الأوّل الفرنسي قد صرّح بأنّ البلاد في حالة حرب يجب وقف المواقع والفضائيات الّتي تنشر الدعاية الأصولية الدينية ورفع الماء من الإناء استراتيجية أثبتت جدواها ومن ثمّ هناك مجموعة كاملة من الدعاة والمنظرين المحددين من قبل المختصين، يجب إخراجهم من اللعبة. لا يوضع حدًّا للحروب الدينية بخلايا للدعم النفسي أو منشطين.
يخشى البعض من أنّ تراجع الغرب سيؤدي إلى أسلمة أوروبا
الخلافة الكونية للإسلام أصبحت يوتوبيا سياسية منذ عام 1924 وتوجد خلافات قائمة مثلما هو الحال في المغرب ولكنها لا تعدّ طريقة عالمية لحكم المسلمين. وبعد الخلافة الّتي أقيمت على الإنترنت قبل بضعة سنوات، توجد اليوم خلافة في الشام. ولئن يحلم البعض بأسلمة أوروبا الّتي أرادت جعل الإمبراطورية العثمانية أوروبية فإنني أشكّ في أن تتحوّل إلى خلافة باعتبار أن الدول  والشعوب الإسلامية نفسها لا تحبّها.
======================
ترك برس :هل ستمنع تركيا مشروع تقسيم سوريا؟
نشر في : الخميس 2 يوليو 2015 - 01:45 ص   |   آخر تحديث : الخميس 2 يوليو 2015 - 02:26
ترك برس – التقرير
قبل ثلاث سنوات بالضبط، كان تقييمنا لسيناريو مواصلة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يترأسه صالح مسلّم دفع مشروعه الانفصالي قدما إلى الأمام، يستند إلى معطيات تجعلنا نقول إنه صعب المنال، أهمّها أن عدد أكراد سوريا وبخلاف الأكراد الموجودين في الدول المحيطة ليس كبيرا ولا يخوّلهم فرض رأيهم أو طموحاتهم بالقوّة على الشعب السوري، كما أن المناطق التي ينتشرون فيها لا تشكّل مجالا متواصلا وإنما يتركّزون في ثلاث مناطق متباعدة في الشمال السوري يفصل بينها تجمعات من القوميات الأخرى لاسيَّما العربية وأيضا التركمانية بالإضافة إلى أقليات دينية، أمّا المُعطى الثالث والأخير فهو أن لا مؤشرات (في حينه) على وجود دعم غربي للمطالب الحثيثة للحزب الكردي تمهد لإقامة كيان مصطنع في شمال سوريا.
كانت هذه خلاصة مقال نشرته قبل ثلاث سنوات متبوعة بفقرة تقول: «لا ينبغي لكل هذه المعطيات المذكورة أن تقلل من المخاوف المرتبطة بمثل هذا السيناريو، وهو ما يوجب علينا أن نتابع المؤشرات الداخلية والإقليمية والدولية بكل دقة، فما يبدو اليوم مستحيلا أو صعبا قد لا يكون كذلك مستقبلا».
اليوم يبدو أن كل المعطيات الداخلية والخارجية المذكورة أعلاه قد تغيّرت تماما، وأنّها تسير في الاتجاه الذي نخشاه بشكل متسارع. في بداية الثورة السورية، تسلّم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني المناطق التي سيطر عليها في الشمال السوري من نظام الأسد مباشرة، ثم حصل في مرحلة ثانية على دعم إيراني مكّنه من أن يفرض نفسه بالقوة على سائر المكونات الكردية السورية الأخرى، ثم تواصل في مرحلة ثالثة مع الجانب الأميركي بشكل سري وذلك بموازاة صعود «داعش» في سوريا.
أما المرحلة الرابعة (الحاليّة) فهي حصيلة لكل التغييرات التي استحدثها الحزب المذكور على الأرض، فالولايات المتّحدة ومنذ نهاية العام الماضي قدّمت وتقدم دعما غير محدود ولا مفهوم لهذا الحزب رغم أن علاقاته مع النظام السوري والإيراني معروفة للجميع، وكذلك جرائمه بحق العرب والأكراد منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم، لكنّ ذريعة محاربة «داعش» سهّلت للحزب الحصول على الدعم والتسليح لدرجة أنّ واشنطن تحدّت بشكل جريء وعلني اعتراضات أنقرة وتجاهلت مخاوفها وشرعت بإمداد الحزب المدرج على لوائح حليفتها كحزب إرهابي بالدعم العسكري والمساندة الجوية.
وسرعان ما استغل الحزب المذكور الدعم المقدم إليه ليقوم بعمليات قمع لكل من يعارض توجهاته من الأكراد وكذلك بعمليات تجنيد إجبارية وانتهاكات بحق المدنيين، كما شرع بعمليات تغيير ديمغرافية تستند إلى تطهير قومي للمناطق التي أشرنا إليها والتي تحول دون قدرته على إقامة منطقة كردية متواصلة في الشمال من أقصى الشرق وحتى أقصى الغرب، وقد تسارعت هذه العملية بعد الانتخابات التركية الأخيرة ولاسيَّما في مناطق تل الأبيض وعين العرب.
أمام هذه الوقائع، يتصاعد التخوّف داخل تركيا من أن يكون الحزب قد أعطي الضوء الأخضر لإقامة منطقة في شمال سوريا قد تمهد لما هو أبعد من ذلك، وخلال الأسبوع الماضي، نشرت وسائل الإعلام والصحف المحلية التركية المعارضة والموالية على حد سواء سلسلة من التقارير التي تتحدث عن استعداد أنقرة للتدخل بقوة عسكرية قوامها حوالي 18 ألف جندي لإنشاء منطقة عازلة على مسافة تقدّر بـ110 كيلومترات وبعمق يتراوح بين 28 إلى 33 كيلومترا، كما أعلن وزير الخارجية التركية صراحة أن هذه التطورات ستتم مناقشتها في اجتماع مجلس الأمن القومي، وذلك بموازاة تصريحات شديدة اللهجة لرئيس الجمهورية أردوغان يتعهد فيها بعدم السماح بإنشاء دولة في شمال سوريا مهما كلف الثمن.
ما يمكن قوله في هذا الصدد، أن الخطّة التركيّة موجودة منذ عدّة أشهر، وقد كانت بعض الدول الإقليمية قد اقترحت حينها على الجانب التركي القيام بخطوة كبيرة في سوريا، لكن الأخير فضّل التريّث بسبب الانتخابات أولا وبسبب عدم معرفته برد الفعل الأميركي على مثل هذا التحرّك، أما وأن الجانب التركي قد بدأ يشعر بأن هناك من يريد أن يستغل حالة الفراغ الداخلية التي نجمت عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة من أجل تفعيل الورقة الكردّية، فإن هذا العامل قد يغيّر حسابات أنقرة كليّا، ويعجّل في وضع سيناريو التدخل موضع التنفيذ.
صحيح أن وضع البرلمان الحالي والنتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة لا تسهّل إجراءات القيام بعملية عسكرية من هذا النوع وانعكاساتها على الصعيد الداخلي، لكن في المقابل، أردوغان يمثل بموجب الدستور القيادة العليا للقوات المسلحة، ويحق له بموجب الدستور أن يقرر أيضاً استخدام القوات المسلحة، كما أن إجازة التدخل في سوريا والتي حصلت عليها القوات المسلحة التركية من البرلمان السابق لا تزال سارية المفعول. ولا بد من التأكيد هنا على أن الأتراك مهما اختلفوا سياسيا، إلا أنّهم سرعان ما يتوحدون أمام مثل هذه المخاطر ويرفضون الابتزاز القائم على عمليات دولية ينفذها حزب العمال الكردستاني أو نسخه الإقليمية (النسخة السورية تحديدا) في المنطقة بالوكالة، وهذا ما يبقي حقيقة احتمال التدخل قائما. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة ردود أفعال الدول الإقليمية والدولية التي تدعي حماية وحدة سوريا، في وقت يتّجه فيه الحزب الكردي إلى إنشاء كيانه الخاص الذي قد يتم تسهيل إجراءاته كمقدمة لشرعنة احتمال قيام أي كيان علوي في سوريا.
======================
فورين بوليسي  :جيمس ستافريديس – عودة الإمبراطورية الفارسية: لماذا على الغرب أن يقلق من طموحات طهران الإقليمية؟
جيمس ستافريديس – فورين بوليسي (التقرير)
العناوين: الزعيم الإيراني الكاريزمي والمراوغ يسعى لتوسيع حدود دولته، والضغط بقوة ضد الجيران في المنطقة، خصوصًا إلى الغرب. إيران تمارس الهيمنة في مجموعة واسعة من العواصم الإقليمية، من بغداد إلى بيروت. طرق التجارة تفتح، وستبدأ الثروة في التدفق إلى الأمة، وهو ما سيمكن القيام بالمزيد من المغامرات. هل تبدو هذه العناوين مألوفة؟
في الواقع، تصف هذه العناوين تأسيس الإمبراطورية الفارسية منذ حوالي 2500 سنة من قبل قورش (أو كورش، أو سايروس) العظيم. وقد حكمت هذه الإمبراطورية في ذروتها أكثر من 40 في المئة من سكان العالم، وهو أعلى رقم تحكمه أي إمبراطورية عبر التاريخ. وامتدت إمبراطورية فارس من المناطق المطلة على شرق البحر المتوسط إلى ساحل الخليج العربي، وهو ما يشمل اليوم ليبيا، بلغاريا، تركيا، مصر، سوريا، لبنان، العراق، عمان، الإمارات العربية المتحدة، إيران، وأفغانستان.
ولا نميل إلى التفكير بإيران اليوم كقوة إمبريالية، ولكنّ الإيرانيين يفعلون ذلك بالتأكيد. وفي الواقع، هذا الأمر منسوج في حمضهم النووي الوطني وتوقعاتهم الثقافية. ونحن بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع واقع التمدد الجيوسياسي الإيراني، الذي سترتفع وتيرته فقط إذا ما تم رفع العقوبات.
واستراتيجية طهران الجيوسياسية، المرتكزة على العقيدة الشيعية كحركة دينية، مأخوذة بشكل مباشر من كتب خطط لعب الثلاث إمبراطوريات الفارسية الأولى، التي استمرت لأكثر من ألف سنة. وتسعى إيران للحصول على هيمنة إقليمية، ومستوى عالمي كبير من النفوذ، وتطوير مركز قوة لا يعد جسرًا بين الشرق والغرب، بل قوة قائمة في حد ذاتها.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الغرب القضايا الهامة المحيطة بسعي إيران للحصول على أسلحة الدمار الشامل، ويحاول بشكل صحيح حل هذه القضايا من خلال الدبلوماسية، نحن بحاجة أيضًا إلى إدراك تام للطموحات الإمبريالية الإيرانية، وكيف سوف تتعزز هذه الطموحات بشكل كبير  جراء رفع العقوبات الاقتصادية.
إن من شأن الرفع الكامل لهذه العقوبات، بحسب بعض التقديرات، أن يسبب زيادة في إيرادات الخزينة الإيرانية تصل إلى حدود 100 مليار دولار سنويًا أو أكثر، من خلال إعادة ثلث الاقتصاد المعطل بسبب الحواجز الاقتصادية إلى العمل. وسوف تستخدم بعض هذه الأموال في تحسين الاقتصاد الإيراني، بطبيعة الحال. ولكنها ستوفر على الأقل أيضًا تمويلًا إضافيًا كبيرًا لأنشطة إيران الخارجية في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
وتظهر نظرة سريعة حول المنطقة مدى قوة إيران اليوم على الرغم من العقوبات المفروضة عليها. وفي الحقيقة، تهيمن إيران بعمق ونجاح على السياسة في عواصم أربع دول رئيسة في المنطقة، هي بيروت، بغداد، صنعاء، ودمشق. ولدى إيران ثقل أيضًا في كابول، والبحرين. وإذا ما رفعت العقوبات، فإن قدرًا كبيرًا من الموارد الجديدة سيكون متاحًا لتمويل مجموعة متنوعة من الأطراف، من حزب الله اللبناني إلى الحوثيين في اليمن.
إذًا، ماذا علينا أن نفعل؟
أولًا: نحن بحاجة إلى طمأنة حلفائنا المتوترين على نحو متزايد في المنطقة من أننا مدركون للحملة الواسعة للنشاط الإمبراطوري الإيراني. إن كلًا من إسرائيل وشركائنا السنة في الخليج، قلقون بشكل واضح من أننا نحاول فك ارتباطنا مع المنطقة. ويعد “محور” المحيط الهادئ، و”القيادة من الخلف” في ليبيا، وعدم وجود قرار في التعامل مع سوريا في وقت مبكر من الأزمة، مؤشرات للشركاء على الانسحاب الأمريكي. وقد عكس النقص الصارخ في عدد رؤساء الدول الذين حضروا قمة كامب ديفيد هذا القلق مباشرةً.
يمكننا، وينبغي علينا، طمأنة الحلفاء من خلال الانخراط الدبلوماسي رفيع المستوى؛ ولكن ما يريده هؤلاء الحلفاء حقًا هو أسلحة ذات تكنولوجيا عالية، ومدربون ومستشارون متمركزون في المنطقة، ونشر متكرر لوحدات عسكرية أمريكية عالية الكفاءة، ودعم سياسي ضد مغامرات إيران.
ثانيًا: هناك مجال محدد للتعاون من شأنه أن يستقبل استقبالًا جيدًا من قبل الحلفاء، وهو التعاون في عالم الإنترنت. يتذكر السعوديون جيدًا الهجمات المدمرة ضد شركة أرامكو، وهم يشعرون بالقلق إزاء ارتفاع القدرة الإيرانية في هذا المجال.
وفي حين أن الإسرائيليين محميون بشكل جيد في هذا المجال؛ إلا أن الشراكة فيما يتعلق بالهجوم السيبراني موضع ترحيب من قبلهم، وقد تؤدي في النهاية لإيجاد خطة بديلة للتعامل مع التهديد النووي الإيراني في حال فشلت العملية الدبلوماسية.
ثالثًا: يجب على واشنطن مضاعفة جهودها في جمع المعلومات الاستخباراتية ضد إيران. لقد ركز الغرب على عمليات مكافحة انتشار الأسلحة النووية، وعمليات التفتيش، حتى الآن. إلا أنه، ومع مرور الوقت، نحن بحاجة إلى زيادة جمع المعلومات الاستخبارية الأوسع نطاقًا ضد الأهداف المؤسسية، وأهداف القيادة الإيرانية، لفهم أهداف وغايات النظام فيما يتعلق بالقضايا الأخرى، وليس مجرد بقضية الأسلحة النووية. ومن بين هذه القضايا: ما هي الأهداف الإقليمية لإيران على المدى الطويل؟ ما هي الخطوط الحمراء الجيوسياسية الخاصة بها؟ إلى أي حد يعد التدين الشيعي مركزيًا في تحقيق هذه الأهداف الجيوسياسية؟
رابعًا: يحتاج الغرب إلى الإبقاء على قناة مفتوحة للحوار مع إيران. السؤال الأهم هو: ما هي الطموحات طويلة الأجل لإيران، وريثة التقاليد الفارسية الكبيرة؟ وسيكون الحوار المفتوح، مع شعور واقعي بكل من تاريخ هذه الطموحات ومسارها الحالي، حاسمًا في مواجهة هذا التحدي الكبير.
لقد قال لي هنري كيسنجر في عام 2009، وتحديدًا حين بدأت جولتي بصفتي القائد الأعلى لقوات الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، إن “كل حل هو مجرد تذكرة دخول إلى المشكلة المقبلة“. وإذا ما استطعنا حل القضية النووية مع إيران، فإن المشكلة القادمة ستكون أمة طموحة، وممولة تمويلًا جيدًا، لديها طموحات واضحة ليس في المنطقة فقط، ولكن على الصعيد العالمي أيضًا. ابقوا مترقبين!
======================
 سي ان ان :لماذا تعثر برنامج البنتاغون لتدريب المعارضة السورية؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين
الأربعاء، 01 يوليو 2015 01:13
ذكر موقع "سي إن إن" أن عدد أفراد المعارضة السورية المسلحة، الذين تم تدريبهم على يد المدربين الأمريكيين، قد تراجع إلى أقل من مئة، وذلك بعد عام من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن برنامج من 500 مليون دولار لتقوية المعارضة المعتدلة.
وينقل التقرير عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إنه بعد محاولات لتدريب وتسليح المعارضة اضطر البنتاغون لشطب عدد من المرشحين للبرنامج.
ويبين الموقع أنه قد تم شطب أسماء وطرد عدد من الذين سجلوا في البرنامج؛ لأسباب تتراوح من كون أعمارهم لا تسمح لهم بالتدريب، أو لكونهم غير مؤهلين جسديا للبرنامج. وقد عاد في الفترة الأخيرة عدد ممن تدربوا أسابيع إلى سوريا، من أجل المشاركة في العمليات العسكرية.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن غالبية المرشحين لم يعبروا عن اهتمام لقتال تنظيم الدولة كما تريدهم الولايات المتحدة، ولكنهم يريدون قتال نظام بشار الأسد.
ويورد الموقع أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم يركزون في تدريباتهم للمعارضة "على النوع لا الكم"، ولكنهم اعترفوا بأن هدف الإدارة هو تدريب ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل كل عام، لكن على مدار ثلاثة أعوام مضت لم يتحقق هذا الهدف بعد.
ويفيد التقرير بأن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر قد وصف في شهادة قدمها قبل فترة أمام الكونغرس، التحديات التي تواجه الإدارة في تدريب قوة داخل بلد لا يوجد للولايات المتحدة فيه حضور.
وقال كارتر إن الولايات المتحدة تحاول تحديد أفراد "يمكن الاعتماد عليهم للقتال، ويكون لديهم التصميم والأيديولوجية، ولا علاقة لهم بجماعات مثل تنظيم الدولة". وأضاف: "لكننا اكتشفنا أنه من الصعب تحديد أشخاص لديهم هذه الشروط"، بحسب الموقع.
ويختم "سي إن إن" تقريره بالإشارة إلى تأكيد المسؤولين العسكريين أن البنتاغون لم يتخل عن برنامجه. وقالوا إنه لا ينقصهم المتطوعون، فقد سجل في الأيام العشرة الأخيرة أكثر من ألف شخص.
======================
ديلي تلغراف :هل منعت واشنطن دولا عربية من دعم الأكراد بقتال "الدولة"؟
لندن - عربي21 - باسل درويش
الخميس، 02 يوليو 2015 01:16 م
تطرق المعلق العسكري في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية كون كوغلين في تقرير له اليوم، للتطورات في سوريا، وتحديدا الحرب الدائرة بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة.
وكشف كوغلين عن معلومة مهمة مفادها أن الولايات المتحدة منعت حلفاءها العرب من نقل أسلحة ثقيلة إلى أكراد العراق لتمكينهم من قتال تنظيم الدولة، بينما اتهم حلفاء أمريكا العرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعدم إظهار القيادة المطلوبة لمواجهة تنظيم الدولة.
ويقول الكاتب إن بعض حلفاء أمريكا المقربين يقولون اليوم إن أوباما وبقية القوى الغربية، وبينهم كاميرون، فشلوا في إظهار القيادة الاستراتيجية أمام أخطر أزمة أمنية يشهدها العالم منذ عقود. ويقولون إنهم مستعدون "لتحمل المسؤولية وحدهم"، من خلال تزويد الأكراد بالأسلحة الثقيلة، حتى لو عنى الأمر تحدي السلطات العراقية وداعميها الأمريكيين، الذين يلتزمون بمرور الأسلحة أولا إلى بغداد، قبل نقلها إلى الأكراد في شمال العراق.
وينقل التقرير عن مسؤولين كبار في الخليج قولهم إن كل محاولاتهم في إقناع أوباما بضرورة تسليح الأكراد مباشرة، كجزء من خطة قوية لمواجهة تنظيم الدولة في العراق والشام، قد فشلت. وصوت الكونغرس في الشهر الماضي ضد أي محاولات لدعم القضية الكردية.
وتورد الصحيفة أن المسؤولين في الخليج يقولون إنهم يبحثون عن طرق أخرى من أجل نقل الحرب ضد تنظيم الدولة إلى مرحلة جديدة دون موافقة أمريكية. وقال مسؤول عربي بارز: "لو لم يستعد الأمريكيون والأوروبيون لفعل شيء جدي بشأن هزيمة تنظيم الدولة، فإن علينا حينها البحث عن طرق جديدة للتعامل مع التهديدات". وأضاف: "مع تقدم تنظيم الدولة، فإنه لا يمكننا انتظار استيقاظ الولايات المتحدة وفهم ضخامة التهديد الذي نواجهه".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قوات البيشمركة قاتلت الجهاديين من تنظيم الدولة، وأبعدتهم عن أبواب مدينة أربيل، وتقوم بدعم من أكراد سوريا بالسيطرة على أجزاء من شمال غرب العراق. مستدركا بأنهم يقومون بعمل هذا من خلال ترسانة مؤقتة.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي قامت فيه عدة دول أوروبية بشراء أسلحة تقدر بالملايين لتسليح الأكراد، فإن القادة الأمريكيين، الذين يشرفون على العمليات العسكرية كلها ضد تنظيم الدولة، يمنعون نقلها مباشرة لهم.
ويذكر كوغلين أن واحدة من الشكاوى التي يتحدث عنها الأكراد، هي أن الجيش العراقي ترك وراءه كميات ضخمة من الأسلحة عندما هاجمه المقاتلون من تنظيم الدولة. وفي حين أن الأسلحة التي غنمها التنظيم هي أمريكية الصنع، فإن البيشمركة يقاتلونه بأسلحة قديمة تعود إلى العهد السوفييتي.
ويكشف التقرير عن أن هناك دولة عربية تفكر بتسليح البيشمركة مباشرة، رغم الاعتراض الأمريكي. لافتا إلى أن الولايات المتحدة قد أغضبت حلفاءها، خاصة السعودية والاردن ودول الخليج، التي ترى أن واشنطن تفتقد الرؤية الواضحة حول كيفية إدارة الغارات الجوية. وتقول دول أخرى إنها حددت أهدافا واضحة لتنظيم الدولة، ولكن الامريكيين منعوها من شن غارات عليها.
ويقول المسؤول الخليجي البارز للصحيفة: "لا يوجد هناك هدف استراتيجي واحد، وهناك غياب في التنسيق فيما يتعلق باختيار الأهداف، ولا توجد خطة شاملة لهزيمة تنظيم الدولة".
ويفيد التقرير بأن المسؤولين الغربيين يعترفون بأن الحرب ضد تنظيم الدولة لم تبدأ بشكل جيد، منذ اللحظة التي وصف فيها أوباما التنظيم بأنه لا يتعدى فريق كرة سلة من الهواة مقارنة بتنظيم القاعدة. وفي ذلك الوقت كان تنظيم الدولة قد سيطر على الفلوجة، التي سيطرت عليها القوات الأمريكية في معركة شرسة عام 2004. ثم تقدم الجهاديون للسيطرة على معظم غرب العراق ومناطق في سوريا. وفي أيار/ مايو سيطروا على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن البريطانيين يتحركون من أجل توسيع دورهم في الحرب، مشيرة إلى أن الحكومة قد قدمت الأربعاء الماضي أقوى الإشارات بقيام النواب بالتصويت من جديد على حملة جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه من "غير المنطقي" قيام المقاتلات البريطانية بشن هجمات ضد الجهاديين في العراق، وعدم قيامها بالمهمة ذاتها في سوريا.
======================
ديلي تلغراف : الولايات المتحدة ترفض السماح بتسليح الأكراد لقتال ” داعش
عكس السير
تطرق المعلق العسكري في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية كون كوغلين في تقرير له اليوم، للتطورات في سوريا، وتحديدا الحرب الدائرة بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة.
وكشف كوغلين عن معلومة مهمة مفادها أن الولايات المتحدة منعت حلفاءها العرب من نقل أسلحة ثقيلة إلى أكراد العراق لتمكينهم من قتال تنظيم الدولة، بينما اتهم حلفاء أمريكا العرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعدم إظهار القيادة المطلوبة لمواجهة تنظيم الدولة.
ويقول الكاتب إن بعض حلفاء أمريكا المقربين يقولون اليوم إن أوباما وبقية القوى الغربية، وبينهم كاميرون، فشلوا في إظهار القيادة الاستراتيجية أمام أخطر أزمة أمنية يشهدها العالم منذ عقود. ويقولون إنهم مستعدون “لتحمل المسؤولية وحدهم”، من خلال تزويد الأكراد بالأسلحة الثقيلة، حتى لو عنى الأمر تحدي السلطات العراقية وداعميها الأمريكيين، الذين يلتزمون بمرور الأسلحة أولا إلى بغداد، قبل نقلها إلى الأكراد في شمال العراق.
وينقل التقرير، الذي ترجمته ونشرته صحيفة “عربي 21، عن مسؤولين كبار في الخليج قولهم إن كل محاولاتهم في إقناع أوباما بضرورة تسليح الأكراد مباشرة، كجزء من خطة قوية لمواجهة تنظيم الدولة في العراق والشام، قد فشلت. وصوت الكونغرس في الشهر الماضي ضد أي محاولات لدعم القضية الكردية.
وتورد الصحيفة أن المسؤولين في الخليج يقولون إنهم يبحثون عن طرق أخرى من أجل نقل الحرب ضد تنظيم الدولة إلى مرحلة جديدة دون موافقة أمريكية. وقال مسؤول عربي بارز: “لو لم يستعد الأمريكيون والأوروبيون لفعل شيء جدي بشأن هزيمة تنظيم الدولة، فإن علينا حينها البحث عن طرق جديدة للتعامل مع التهديدات”. وأضاف: “مع تقدم تنظيم الدولة، فإنه لا يمكننا انتظار استيقاظ الولايات المتحدة وفهم ضخامة التهديد الذي نواجهه”.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي قامت فيه عدة دول أوروبية بشراء أسلحة تقدر بالملايين لتسليح الأكراد، فإن القادة الأمريكيين، الذين يشرفون على العمليات العسكرية كلها ضد تنظيم الدولة، يمنعون نقلها مباشرة لهم.
ويذكر كوغلين أن واحدة من الشكاوى التي يتحدث عنها الأكراد، هي أن الجيش العراقي ترك وراءه كميات ضخمة من الأسلحة عندما هاجمه المقاتلون من تنظيم الدولة. وفي حين أن الأسلحة التي غنمها التنظيم هي أمريكية الصنع، فإن البيشمركة يقاتلونه بأسلحة قديمة تعود إلى العهد السوفييتي.
ويكشف التقرير عن أن هناك دولة عربية تفكر بتسليح البيشمركة مباشرة، رغم الاعتراض الأمريكي. لافتا إلى أن الولايات المتحدة قد أغضبت حلفاءها، خاصة السعودية والاردن ودول الخليج، التي ترى أن واشنطن تفتقد الرؤية الواضحة حول كيفية إدارة الغارات الجوية. وتقول دول أخرى إنها حددت أهدافا واضحة لتنظيم الدولة، ولكن الامريكيين منعوها من شن غارات عليها.
ويقول المسؤول الخليجي البارز للصحيفة: “لا يوجد هناك هدف استراتيجي واحد، وهناك غياب في التنسيق فيما يتعلق باختيار الأهداف، ولا توجد خطة شاملة لهزيمة تنظيم الدولة”.
ويفيد التقرير بأن المسؤولين الغربيين يعترفون بأن الحرب ضد تنظيم الدولة لم تبدأ بشكل جيد، منذ اللحظة التي وصف فيها أوباما التنظيم بأنه لا يتعدى فريق كرة سلة من الهواة مقارنة بتنظيم القاعدة. وفي ذلك الوقت كان تنظيم الدولة قد سيطر على الفلوجة، التي سيطرت عليها القوات الأمريكية في معركة شرسة عام 2004. ثم تقدم الجهاديون للسيطرة على معظم غرب العراق ومناطق في سوريا. وفي أيار/ مايو سيطروا على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى أن البريطانيين يتحركون من أجل توسيع دورهم في الحرب، مشيرة إلى أن الحكومة قد قدمت الأربعاء الماضي أقوى الإشارات بقيام النواب بالتصويت من جديد على حملة جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه من “غير المنطقي” قيام المقاتلات البريطانية بشن هجمات ضد الجهاديين في العراق، وعدم قيامها بالمهمة ذاتها في سوريا.
======================
الإندبندنت: هزيمة “داعش” في سورية أصعب من العراق
الحدث نيوز
استطلعت صحيفة الإندبندنت البريطانية آراء خبراء غربيين حول تنظيم “داعش” والذين أجمعوا أن هزيمة التنظيم في سورية أصعب من هزيمته بالعراق.
بدوره، المحلل بـ”مؤسسة كويليام البريطانية لمحاربة التطرف” تشارلي وينتر قال: “إن الجيش العراقي يحتاج للقتال كما تقاتل قوات الحشد الشعبي”.
كما لفت إلى وجود رغبة لدى الغرب للعمل مع الرئيس بشار الأسد ضد “داعش”.
والجدير بالذكر أنه  استمرار دعم دول الغرب لتنظيم “داعش” وتمويله  يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة في الوصول إلى حل أو خطة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
======================
غارديان: أميركا غذت ظهور تنظيم الدولة في سوريا والعراق
المصدر : الجزيرة
كتب سوماس ميلن -في مقاله بصحيفة غارديان- أن الجهود الغربية ضد لن تنفع في دحره لأنها ليست بنفس القوة التي ابتدأت بها.
وقال ميلن إن الحرب على الإرهاب -تلك الحملة التي شنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قبل 14 عاما ولم تنته حتى الآن- تقيد نفسها بالمزيد من التشوهات أكثر من أي وقت مضى حيث انهارت المحاكمة التي أجريت في يوم الاثنين الماضي لرجل سويدي متهم بالإرهاب في بعد أن تبين أن الاستخبارات البريطانية كانت تسلح نفس جماعات المعارضة التي اتهم المدعى عليه بدعمها.
ويرى الكاتب أن تغلغل في لم يكن له وجود قبل الغزو الأميركي والبريطاني له وأن استغلت وجود تنظيم الدولة ضد قوى أخرى في المنطقة كجزء من حملة أوسع للحفاظ على الهيمنة الغربية.
وأردف أن الحسابات تغيرت عندما بدأ التنظيم قطع رؤوس الغربيين ونشر تلك الفظائع على الإنترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الأميركية والغربية في الحريق الهائل الذي اندلع في الشرق الأوسط الآن تصب في القالب التقليدي للسياسة الاستعمارية "فرق تسد"، حيث تقوم القوات الأميركية بقصف جماعة معارضة بينما تدعم أخرى في سوريا وتصعد العمليات العسكرية المشتركة مع ضد تنظيم الدولة في العراق بينما تؤيد الحملة العسكرية ضد قوات المدعومة إيرانيا في .
وختمت الصحيفة بأن التدخلات العسكرية الغربية المتواصلة في الشرق الأوسط لم تجلب سوى الدمار والانقسام، وأن شعوب المنطقة هم الذين يستطيعون علاج هذا المرض وليس أولئك الذين طوروا هذا الفيروس.
وفي سياق متصل نقلت صحيفة تايمز عن مسؤولين أميركيين أن أكثر من عشرة آلاف مقاتل لتنظيم الدولة قتلوا في تسعة الأشهر الماضية منذ أن بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة القصف في العراق وسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى اعتراف أنتوني بلينكن -نائب وزير الخارجية الأميركية- بأن التنظيم استوعب الخسائر لكنه أصر على أنه سيتأثر بذلك في النهاية.
======================
سوريا ريل كلير وورلد: كيف يرى تنظيم “داعش” نفسه؟
لطالما كانت المجموعة التي تسمي نفسها “الدولة الإسلامية” لغزًا مُحيرًا بالنسبة للأمريكان. وقد بنت تلك المجموعة نفسها لتصبح آلة قتالية شرسة، ولكن منذ البداية، ظلت المتعة التي يجدها مقاتلوها في قطع رؤوس الرهائن والسجناء والمدنيين الأسرى، غير مفهومة.
هل يفتقر قادة التنظيم ومقاتلوه إلى أي شعور بالشفقة والرحمة؟ ألا يرون أنهم وعائلاتهم ربما يصبحون ضحايا لمجموعة أخرى، حيث تُستعبد نساؤهم، ويُسرق أولادهم؟ وكما هو الحال في تحليل أي سلوك بشري، ينبغي أن يبدأ المرء بفهم تنظيم “الدولة الإسلامية” كما يفهم قادة هذا التنظيم ومقاتلوه أنفسهم.
بعد سنة من ظهور داعش من فوضى الحرب الأهلية السورية، أصبح لدينا بعض المواقف والآراء عن هذا التنظيم الآن. يُعدّ تنظيم “داعش” بمثابة النبيذ الجديد في القارورة القديمة، وتنبع وحشيته من عقلية “يوم القيامة” المروعة؛ وهو اعتقاد بصلاح الذات وأحقيتها، مصحوب بإرادة شرسة للسُلطة. ويصوّر “داعش” صراعه كمعركة تاريخية بين الصواب والخطأ، في هذه الحالة، نسخته من الإسلام، ضد العالم كله.
وبشكل غير متوقع، فإنّ أعداء “داعش” ليست الولايات المتحدة، ولا حتى إسرائيل؛ بل حربهم ضد الطوائف الإسلامية الأخرى من أجل استيعابها بالكامل. ويشكّل السُنة الذين يقاومون (بما فيهم تنظيم القاعدة)، وكل الشيعة، هدفهم الأساسي، وتأتي إيران قبل الجميع. إنّهم لا يهتمون بقواعد الحرب، سواء تلك التي تكّونت بموجب قواعد تاريخية غير رسمية، أو تلك المعايير المنصوص عليها في القانون الدولي.
تبقى الحرب جحيمًا دائمًا، لكنّ الحرب بمفهومها الصحيح تندلع مع نوع من القيود، والأهداف وأساليب القتال. والحرب نشاط بشري “متحضر” بمعنى أنها خبرة شائعة في التاريخ البشري تُخاض ضمن قيود محددة، ويشنّ المقاتلون الحروب بهدف تحقيق السلام، سواء كان ذلك بالنصر أو الهزيمة، أو الإنهاك المتبادل في بعض الأحيان.
ولا يُعدّ القضاء على العدو هدفًا للحرب وفقًا لتعريفها الصحيح. وتحدد الحرب الحضارية أفكار الاشتباك النبيلة والشائنة؛ على سبيل المثال: لا تلحق الأذى بسجناء الحرب؛ واليوم: لا تستخدم أسلحة الدمار الشامل. وعلى إثر هذه الخلفية، يقوم تنظيم “داعش” بمحو الحدود بين الحرب والبربرية.
كحركة لها خطة تستهدف إقامة مجتمع مثالي تم تخليصه من الخطايا، يقدّم تنظيم “الدولة الإسلامية” أحدث شكل من الاستبدادية، ومثل كل نسخة سابقة يجد مبرراته الخاصة.
وقد تضمنت الأشكال السابقة النازية، القائمة على فكرة العرق المتفوق؛ والشيوعية القائمة على فكرة وجود طبقة اجتماعية ذات قدَر محدد سلفًا تاريخيًا، وهي طبقة البروليتاريا. ويستخدم تنظيم “الدولة الإسلامية” الدين لتبرير استبداده. ويمكن أن تأتي الإبادة العرقية، التي ليست حربًا وإنما مذبحة للأبرياء، كعمل منهجي لدولة شمولية (ذبح الرايخ الثالث لليهود) أو يمكن أن تأتي من كراهية عرقية أو دينية تنفجر في موجة من إراقة الدماء (رواندا في عام 1994). وتشمل أمثلة الوحشية التي تم استخدامها كأسلوب لخوض المعارك ممارسات كلًا من أتيلا الهوني وجنكيز خان، أو بعض المجموعات في إفريقيا خلال سنوات الماس الدموي، وحركة بوكو حرام المتطرفة اليوم.
فتح أبواب الجحيم من أجل اليوتوبيا
أيديولوجية المجتمع المثالي ليست بالأمر الجديد أيضًا. و”خلافة” الدولة الإسلامية التي يترأسها الخليفة (أبو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه “الخليفة إبراهيم” في عام 2014)، قائمة على فكرة تعود في الزمن بعيدًا إلى الوراء. لقد كانت الخلافة سمة بارزة للإمبراطورية الإسلامية التي بدأت بالنبي محمد في القرن السابع، ولم يكن الخلفاء المسلمون أقوياء مثل هتلر أو ستالين، لا في داخل حكوماتهم الخاصة ولا عبر الحدود الوطنية. وقد أُطيح بالخلافة الأخيرة في العاصمة العثمانية إسطنبول، على يد العلماني كمال أتاتورك في عام 1924 بعد أن أعلن الجمهورية التركية.
والخليفة هو شخصية تتمتع بأهمية أقل بالمقارنة مع الأنبياء التاريخيين “أصحاب الكتب السماوية المقدسة”: إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد. وبعبارة أخرى، لا يزعم البغدادي لنفسه مكانة النبي محمد مثلما فعل أدعياء نبوة آخرون. ففي منتصف القرن التاسع عشر، كان هناك المهدي المنتظر للمسلمين في السودان، والبهائي الفارسي، بهاء الله. كما زعم قائد تمرد تايبينغ الصينية من 1850-1846، هونغ زيوكوان، بأنه شقيق المسيح الصغير.
وتنظيم “داعش” هو النسخة الأخيرة من نموذج متكرر تاريخيًا؛ إنّه يجسّد رغبة بشرية مألوفة في التسامي والقداسة الشخصية، ولو كان ذلك محليًا وسلميًا، لما اعترض أحد، طالما احترم حقوق وأمن الآخرين.
يفعل تنظيم “داعش” العكس بطبيعة الحال، لكنه ليس صحيحًا، كما افترض العديد من الأمريكان، أنّ عمليات قطع الرؤوس، والصلب والفظائع الأخرى التي يرتكبها مقاتلو “داعش” هي مجرد سلوك همجي وتصرفات مترسخة في أعماق الجزء المظلم من الطبيعة البشرية. وفي أيديولوجية “الدولة الإسلامية”، الوحشية شرعية، ومُعَظّمة، بل ومباركة من الله، حسب زعمهم.
بين العقل والوحشية
أول مبررات “داعش” هو الانتقام من الإيذاء الحديث الذي ألحقته القوى الأوروبية بالإسلام في القرنين التاسع عشر والعشرين. لقد استغل الإمبرياليون البريطانيون والفرنسيون، بموافقة روسيا، انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، واتخذوه فرصة لتقسيم المناطق العربية المسلمة من الإمبراطورية العثمانية على أساس اتفاقية سايكس-بيكو السرية في عام 1916، والتي حددت مناطق النفوذ لما بعد الحرب العالمية الثانية (أي خلق هيمنة بريطانية في العراق والأردن الجديدتين، وهيمنة فرنسية في سورية ولبنان). ونسخة “داعش” من هذا التاريخ دقيقة للغاية، وهي تفسر السبب في أن طمس الحدود بين سوريا والعراق كان الهدف الجيوسياسي الأول للتنظيم.
بالنسبة لداعش، تشكّل الأعمال الوحشية، مثل قطع رؤوس السجناء والجنود المهزومين شكلًا من أشكال القتال الذي يتجاوز العنف غير المبرر. وكانت حروب العصور القديمة والوسطى قد استخدمت هذا النهج، وهو مصوّر في الكتب المقدسة. والهدف من ذلك هو إرهاب العدو، وتحطيم معنوياته، ودفعه إلى الهروب من المعركة.
الفكرة الرئيسة هي أنّ القراءة الحرفية للقرآن يمكن أن تعرض هنا وهناك تبريرات متعالية، مقدسة ودينية أو أيديولوجية للوحشية. وهناك إباحة لقطع الرؤوس وأساليب أخرى في بعض الأماكن بشكل محدود في القرآن، ولكن العكس يُقال أيضًا في فقرات أخرى من القرآن: “من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”. لكن أيديولوجية “داعش” تنتقي النصوص التي تريدها من القرآن، ويدرك قادته ذلك بلا شك، لكنهم يمضون قدمًا رغم ذلك.
يعتمد تنظيم داعش على دليل إرشادي عسكري/ ديني للجهاد، يدعى “إدارة التوحش”، وربما كان من الأفضل أن نطلق عليه “الاستخدامات السياسية للوحشية”. وقد نشر هذا الكتاب الذي كتبه أبو بكر ناجي على الإنترنت في عام 2004.
ناجي، الذي كان يكتب قبل عقد تقريبًا من انبثاق داعش عن تنظيم القاعدة في العراق، قال إنّه يجب على الجهاديين شنّ كفاح “عنيف جدًا”، وأكثر تطرفًا وشرهًا للأراضي مما فعل تنظيم القاعدة. وكما كتب الباحث مارك تابسون في “الديلي ميلر” في 27 أكتوبر عام 2014، فإن الخطة ينبغي أن تكون “حملة شرسة لا هوادة فيها من العنف في الأراضي الإسلامية من أجل استقطاب السكّان“، و”جر الجماهير إلى المعركة”؛ لأنهم لا يستطيعون البقاء خارجها. ويجب أن يكون المقاتلون مجهزين عقليًا لارتكاب الجرائم. (يكتب ناجي: “نحن بحاجة إلى مجزرة”، كما فعل خلفاء محمد بعد وفاته).
وترفض الجماعات الجهادية الأخرى، بما فيها تنظيم القاعدة، استخدام الوحشية، وتحصر تكتيكاتها على الإرهاب. وقد اختلف أيمن الظواهري، خليفة بن لادن، مع تنظيم “الدولة الإسلامية” حول هذا الموضوع بالذات في العام الماضي، وقال إنّ الهمجية تأتي بنتائج عكسية، وإنّ معظم ضحاياها يكونون من المسلمين الآخرين.
ما يجب أن يدركه الأمريكان وجميع الغرباء هو التبرير الحاسم الذي يستخدمه “داعش” لبربريته، وهو أن “هذا العنف يشكّل جزءًا من رحمة الله للبشر“، كما يقول تابسون. وبكلمات ناجي، فإنّ عمليات قطع الرؤوس والأعمال الوحشية هي “أكثر المناهج رحمة بالخلق، وأكثرها حقنًا للدماء“؛ لأنه إذا انهزم الجهاد، فإنّ الله سيجلب أسوأ الدمار على الإنسانية.
بعبارات أخرى، يجري تعليم مقاتلي “داعش” أنهم يمارسون أهون الشرين، وأن أعمالهم هي دليل على استقامتهم وخيريتهم، وأن تضحيتهم الشخصية (ارتكاب الأعمال الشريرة) سوف تُكافأ.
السؤال إذن لا يتعلق بما إذا كان تنظيم “داعش” يعرض تبريرًا للوحشية؛ بل يتعلق بالكيفية التي يمكن أن يصدق بها أناس من أي مستوى للذكاء أو الشعور الأخلاقي هذا التبرير. إحدى الإجابات هي أنهم غافلون ببساطة، منجرفون ومأخوذون بفكرة نهضة الإسلام، وغير مدركين ولا مهتمين بالتفكير بما يُقال لهم بطريقة جدية. (يُقال للمفجرين الانتحاريين، من بين أشياء أخرى، إنهم سيصلون أسرع إلى الجنة). وفي بعض الأحيان، يكون التجاهل مريحًا والجهل نعمة. ويعرض أحد أفلام فيديو “داعش” الدعائية حياة مترفة داخل دولة الخلافة؛ حيث الأطفال يلعبون في نهر. وهناك فيديو آخر، صوّره صحفي ألماني شجاع، يعرض شرطة “داعش” الدينية وهم يقومون بدوريات في الموصل ويعطون التعليمات للناس الذين يبدون ممتنين لوضعهم على المسار الصحيح. ويذكّرنا ذلك بالأفلام الوثائقية النازية التي تصور الحياة الأسرية لأفراد معسكر الموت الذين يعيشون في “الحرم”، ويعودون بعد يوم من العمل في ذبح الناس على مستوى صناعي، إلى الزوجات والأولاد والحدائق والكلاب في المنزل، والجميع مبتهج.
لدي القليل من الشك في أنّ البغدادي وجماعة شريعته يؤمنون بهذا؛ فهم مخلصون. ولا يتعلق هجوم “الدولة الإسلامية” بالسلطة والثروة؛ فقادة الشريعة في “داعش” من الباحثين والمثقفين في العلوم القرآنية. (البغدادي حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية). لكنهم في الواقع أناس ضيقو الأفق ومحافظون إلى حد مأساوي، وغير معنيين بلاهوت الأديان الأخرى، ناهيك عن الفكر السياسي والأخلاقي والفلسفي الشرقي أو الغربي.
يرتكب الغربيون، مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خطأ بحسن نية عندما يؤكدون أنّ تنظيم “داعش” لا يمثل الإسلام”، وأن “الإسلام دين سلام”، من أجل تجنب الإساءة للمسلمين. وتخفي هذه الحساسية المفرطة في الحقيقة موقفًا متعاليًا، كما لو أن المسلمين ليسوا ناضجين بدرجة كافية لسماع الحقيقة. إنّ تنظيم “داعش” هو في الحقيقة جزء من إسلام ممتد في العالم كله، لكنه ليس سوى جماعة صغيرة جدًا في مجتمع يزيد تعداده على مليار من المؤمنين.
ويجب أن يعترف أوباما بذلك، وسوف يتطلب ذلك شجاعة سياسية، فهذا هو عمله. ويجب أن يلاحظ قادة “الدولة الإسلامية” أنّ العالم الخارجي بدأ في فهمهم كما يفهمون هم أنفسهم، وسوف يكون ذلك جيدًا لنا ولهم؛ لأنه لن يتركهم في وضع المجموعة المُلهمة الغامضة التي لا يمكن تفسيرها، والأكثر إثارة للخوف لأنها لا تتطابق مع عالمنا العقلي المعتاد.
وربما يؤمنون بأنّ الجهاد مبارك من الله، لكن بقية العالم يرى في سلوكهم تصرفات شريرة وقحة. ولأن الله الواحد عادل يحب الإنسانية، كما يقول القرآن، فإن الله لا يمكن أن يبارك الوحشية، مهما كانت القفرات الدينية والفصول التاريخية الإسلامية التي تناقض ذلك. ووفقًا للقانونين الأخلاقي والدولي، ارتكب تنظيم “داعش” جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إنّ نماذج “الدولة الإسلامية” في القتال تبدو أي شيء سوى أن تكون نضالًا نبيلًا يعيد كرامة الإسلام وثقته بنفسه.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
استير سييتي ايغليسياس: لا راثون الإسبانية: أفضِّل الموت بكرامة في سـوريا على الموت هنا تحت أحد الجسور
فروا من تلك النزاعات التي تملأ صفحات قسم الأخبار الدولية. حياتهم كانت عادية إلى أن بدأت حرب أهلية عند أبواب بيوتهم. تركوا كل شيء: عائلتهم وأصدقاءهم ومنزلهم، لكن أيضاً وضعهم الاجتماعي وعملهم ومهنتهم. طلبوا اللجوء إلى إسبانيا، وهو بلد ليس سهلاً، إذ عادة ما يرفض أكثر من نصف الطلبات (56% في 2014)، لكنه حيث كانوا يعتقدون أنه بسبب الروابط التاريخية وخصائص المجتمع الإسباني كان سيمكنهم إعادة بناء حياتهم من الصفر. بطبيعة الحال كانوا يعلمون أن الأمر لن يكون سهلاً لكن ما يوجد في أعينهم الآن هو اليأس فقط.
لقد وجدوا أنفسهم قبالة نظام اندماج للاجئين ليس كافياً وحالما تنتهي المساعدات ودورات اللغة كل شيء يصبح عقبة. ميسون كانت تدير صيدلية في ضواحي دمشق. صيدليتها والشعر كانا حياتها. بعد الانتفاضة الشعبية عام 2011، دخلت سوريا في حرب حصدت أكثر من 320000 نفس، ثلثهم من المدنيين. في 2013، طلبتْ اللجوء إلى إسبانيا وسمحوا لها بإحضار ولد واحد. “اخترتُ الأكبر لأنني كنت أخاف أن يُستدعى إلى الخدمة العسكرية. كان قراراً شديد القسوة. تركتُ زوجي وابني الصغير هناك”، تروي لـ لا راثون. مضى على ميسون عام وستة أشهر في إسبانيا، تعيش في مقاطعة مدريد، حيث تحضر دورس اللغة الإسبانية التي تُوفَّر لها، “لكن ساعة في الأسبوع ليست كافية. والآن بعد أن تمكنتُ أخيراً من معادلة شهادتي في الصيدلة لا أتمكن من العثور على عمل لأنني لست في المستوى الذي يمكنني من مواجهة الجمهور”. في غضون ذلك، طلبتْ لم شمل العائلة وأخيراً قبل ثلاثة أشهر منحوه لها. عندذاك سافر وسام وابنه الصغير إلى لبنان. “أوقفوني عند الحدود وسجنوني شهراً. ابني، البالغ ستة عشر عاماً، حاول تجنب ذلك وضربوه ضرباً مبرحاً. الضرب كان شديداً جداً، إلى حد أنه كان عليه أن يخضع لتدخل جراحي في لبنان وفقد خصيتيه”، يقول المهندس وسام.
كلاهما وصلا إلى إسبانيا الشهر الماضي، لكن نظراً لكونهما جزأ من عملية لم شمل، فليس لهما الحق في المساعدات التي تقدم للاجئين. “لدي ما يكفي من المال لدفع قيمة دروس اللغة الإسبانية لابني، لكن ليس لزوجي” تؤكد ميسون، التي تعترف بأنها تبكي كل يوم. “أشعر بالخجل الشديد من أن يراني أولادي هكذا، لكنني لا أعلم ماذا أفعل، إلى أين أذهب. لا أعلم ما سيحدث لنا في الشهر الذي سيأتي”. أثناء المحادثة، يروون بانجليزية متقنة حجم العوائق البيروقراطية التي واجهوها. فابنهم البكر أخروا عاماً معادلة شهادته الثانوية والصغير يسير في الطريق الطويل نفسه. كان لها مشكلة مع شركة الغاز: “قبضوا مني 800 يورو لأنني لم أصور العدّاد”، كما توضح. “أعلم أنها مشكلة يومية، لكننا لا نعلم كيف تشتغل (أنظمة) الكهرباء والماء والغاز في إسبانيا. علاوة على ذلك، لم يساعدني أحد في البحث عن مسكن ولا في العقد. ليس لدينا أحد هنا ولا أي نوع من المساعدة”. لا أحد من الأربعة وجد عملاً ومنذ بعض الوقت لا يتلقون أي مساعدة مالية. “تعرفنا إلى ثلاثة سوريين لاجئين ينامون في الشارع. يمضون الليالي في حدائق المنطقة. نأمل أن لا ننتهي على هذا النحو”.
صوت سلام أيضاً يتقطع عندما يتحدث عن المستقبل. “حسناً، أنا بمأمن من القنابل وبنادق الكلاشينكوف، من نظام رهيب، لكنني لا أحيا حياة كريمة. لا أستطيع إعالة أولادي (ومنهم طفلة رضيعة)”. هذا الطبيب وجراح البولية وصل إلى إسبانيا قبل عام وسبعة أشهر. يوافق أنه لا يتعلم الإسبانية بما يكفي للعثور فيما بعد على عمل أو حتى لعقد صداقات محلية. شهادته العلمية لن تعادل أبداً ويخشى أن لا يتمكن من دفع إيجار الشهر القادم وأن يجد نفسه في الشارع. “أفضِّل الموت في سـوريا على الموت هنا، تحت أحد الجسور”، يؤكد سلام، الذي يتساءل لماذا قبلت الحكومة الإسبانية طلب لجوئه إذا كانت لن تستطيع تحمل مسؤوليته وأسرته فيما بعد. “في بلدان أخرى يعلمونك اللغة ويساعدونك حتى العثور على عمل. المشكلة أنه وفقاً لاتفاقية دبلن، لم يعد بوسعنا الذهاب إلى ألمانيا أو السويد”.
سلام، الذي كان يعيش في ضواحي دمشق، يؤكد: “لا أريد التسول، أريد أن أعمل وأن أطعم ولديّ”. سلام وكذلك ميسون يحذران مواطنيهم من نقص الفرص ومن النظام الفاشل للاجئين في إسبانيا لكي يحاولوا ذلك في بلدان أخرى من بلدان الاتحاد الأوروبي. حقيقة يمكنها أن تفسر لماذا تتلقى إسبانيا 0.09 % فقط من جميع طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيانات اللجنة الإسبانية لعون اللاجئين CEAR، في الوقت الذي لا تتوقف فيه أعداد اللاجئين في العالم عن الازدياد. يصر سلام على أن المشكلة هي في الأعمال الورقية وفي الشاهد برنامج غير المكتمل، وليست في المجتمع. “أنتم الإسبان تروقون لنا، أنتم لطفاء جداً ومتضامنون. ليت لنا جدة هنا من أمثال جداتكم”.
ترجمة: سيريا اسبانيا
======================
لوس أنجلوس تايمز: داعش يجند الأوروبيين لتنفيذ قانونه الوحشي بلا رحمة
سلاب نيوز
بعد ستة أشهر من الهجوم الذي تم في 7 يناير (كانون الثاني) على مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة، ما زالت العاصمة الفرنسية، باريس، مدينة قيد الحراسة الأمنية. وحيثما سار المرء في شوارع المدينة يرى حراساً أمنيين بزيهم الأسود، ومسلحين ببنادق رشاشة، يقومون على حماية مواقع سياحية، ومتاحف وصالات موسيقية. كما يقف أولئك الحراس عند أبواب المكتبات العامة، ودور بيع الكتب، ويطلبون من الزوار المرور عبر أجهزة تفتيش رفع فوقها لافتة كتب عليها" فيجي بيريت" بما يعني أن حالة التأهب لم ترفع بعد.
وكما أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، الأمريكية، تشعر العاصمة الفرنسية بترقب أمني أقوى مما انتاب واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول). ويرجع سبب ذلك لكون هجمات يناير (كانون الثاني) على شارلي إيبدو، حيث قتل 12 شخصاً، وعلى سوبرماركت لليهود، حيث قتل أربعة رهائن وضابط شرطة، لم تكن إلا جزءاً من مشكلة أكبر، لأن فرنسا تواجه تهديداً إرهابياً متواصلاً، وقد يكون موجهاً من قبل داعش.
فهاجم، يوم الجمعة الأخيرة، رجل يشبته بصلاته بمتشددين إسلاميين مصنعاً أمريكياً لإنتاج الغاز بالقرب من مدينة ليون، وترك وراءه قتيلاً مقطوع الرأس، وعلماً لمتطرفين.
وفي بريل (نيسان) الماضي، وقع حادث لم يلفت انتباه آخرين خارج أوروبا، عندما ألقت الشرطة القبض على طالب جزائري يدرس علوم كمبيوتر، بعدما أطلق النار على ساقه بالخطأ، وطلب سيارة إسعاف. وقد ادعى المشتبه به، واسمه سيد أحمد غلام، أنه تعرض لهجوم من قبل لصوص مسلحين. ولكن عندما فتش رجال الشرطة سيارته وشقته، عثروا على ما يمكن وصفه بترسانة من البنادق الآلية والمسدسات، بالإضافة لقائمة من الأهداف المحتملة. وسرعان ما ألقوا القبض على رجلين آخرين قالوا أنهم شركاء له.
أهداف ناعمة
وبحسب وزير الداخلية الفرنسي، بيرنارد كازيينفو، قامت خطة المشتبه بهم على قتل رجال دين أثناء إقامة قداس يوم الأحد في عدة كنائس كاثولوكية في ضواحي العاصمة.
وتبين، بحسب مصادر استخباراتية، بأن الخطة المزعومة وضعت على أساس استهداف كنائس عادية، من نوعية ما يمكن وصفها بأهداف ناعمة، أي ليست مواقع شديدة الأهمية أو شهيرة، كالمباني الحكومية أو الكنس اليهودية، والتي تحظى باهتمام ومراقبة أكبر من قبل رجال الأمن. ويوجد في فرنسا آلاف الكنائس الكاثوليكية، ومن المستحيل على السلطات حمايتها جميعاً.
وقال باحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد باريس للدراسات السياسية، جان بيير فيليو، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز "قامت الفكرة على إثارة رد فعل، قمع، صراع مدني، مما يدفع الشباب الفرنسيين المسلمين للانضمام إلى داعش. ويعد ذلك جزءاً من استراتيجية تجنيد. وكان من المحتمل أن تكون نتائجها كارثية".
اجتذاب الشباب
ويضيف فيليو "لا يهدف داعش لحث أنصاره على شن هجمات عشوائية، ورمزية، بل هو يسعى لإثارة الفوضى في أوروبا من أجل تحقيق هدف محدد، وهو اجتذاب الشباب المسلمين. ويسعى داعش لتجنيد أولئك الأوروبيين لسبب لا يمكن توقعه، وهو ليس لأنهم قد يدربوا لشن هجمات في أوطانهم الأصلية، بل لاستخدامهم كمنفذين قساة لقانون التنظيم الوحشي في سوريا، بحيث لا تربطهم علاقات أسرية قد تدعوهم للتساهل أو معاملة ضحاياهم برفق ولين".
وقال فيليو، وهو دبلوماسي فرنسي سابق، وما زال يقدم نصائحه لمسؤولين "يطبق داعش استراتيجية رعب طويلة الأمد في أوروبا".
وقال مسؤول أمني فرنسي رفيع المستوى لمراسل لوس أنجلوس تايمز، بأن تقييم فيليو، رغم" أنه دراماتيكي، فهو يخلو من المبالغة. فإن الحكومات الغربية تشعر بالقلق، ونحن نتوقع مزيداً من الهجمات، والمشكلة أن داعش أقرب لأوروبا، مما هي عليه من أمريكا".
رد متوقع
وتشير الصحيفة إلى أن الخوف قاد لرد فعل متوقع، فقد انتشر رجال الشرطة وأجهزة المراقبة في كل مكان. وفي مايو (أيار) وافق البرلمان الفرنسي على قانون يقضي بتوسيع أجهزة التجسس الحكومية، ومنها جمع البيانات الوصفية، وهي ذات الممارسة التي شجبها الأوروبيون، عندما كشف إدوارد سنودن، العامل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، بأن الولايات المتحدة تستخدمها. وفي نفس الوقت، أصدر ساسة محافظون، في إطار سعيهم لاستقطاب الاهتمام لحملتهم الرئاسية المقبلة، تحذيرات من تنامي خطر الإسلاميين.
ولكن المصدر الحقيقي للمشكلة، برأي فيليو وخبراء آخرين، يوجد في سوريا والعراق، حيث ولد داعش.
وقال فيليو" الحل الوحيد يكون عبر إضعافه، ولا يتم ذلك إلا من خلال العرب السنة. إننا بحاجة لمقاتلين من السنة، ونحن بحاجة لهم بقدر ما هم بحاجة لنا. إنهم يشكلون خط الدفاع الوحيد بين داعش وأوروبا".
وفي هذا السياق، تقول الرسالة الفرنسية "الحرب في سوريا ليس مجرد مشكلة في الشرق الأوسط، أو صراع طائفي بين السنة والشيعة، بل هي تشكل تهديداً مباشراً لحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، وذلك يعني أن الولايات المتحدة تخاطر بعدم تشديدها الحملة على داعش من أجل القضاء عليه نهائياً".
======================