الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 28-10-2015

29.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. سلايت: موسكو تعتمد أسلوب المليشيات غير النظامية بسوريا
  2. ليكسبريس» الفرنسية :هنري لورنس: النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي أقل عنفاً من الأزمة السورية
  3. «فورين بوليسي» :ديفيد ويرتايم :التعليم ودمج اللاجئين في ألمانيا
  4. لوموند الفرنسية :جان – بابتيست جانجين فيلمر :التدخل العسكري حميد وقانوني... ليس استعماراً جديداً و لا غنى عنه
  5. «نوفوي فريميا» الأوكراني :دميتري أوريشكين: سورية المستنقع الجديد لروسيا بعد أوكرانيا
  6. إيلياس غرول -  (فورين بوليسي) 19/10/2015 :عندما أصبحت صور "السيلفي" أداة للاستخبارات
  7. نيويورك تايمز :مغامرة بوتين
  8. نيوريورك تايمز :بوتين وفشل سياسة الحلفاء
  9. صحيفة يني شفق :هل هناك سايكس-بيكو جديدة؟
  10. واشنطن بوست : أوباما يدرس إرسال قوات خاصة إلى سوريا
  11. الجارديان: "دعوة إيران لمحادثات سوريا تمثل تغيرا في سياسة أمريكا وحلفائها"
  12. الديلي تليغراف :"تقارير مضللة"
  13. نيويورك تايمز: روسيا فاقمت من معاناة الشعب السوري
  14. "نيويورك تايمز": تأكيد تركيا قصفها مواقع كردية سورية يعقد استراتيجية أمريكا في قتال "داعش"
 
 
سلايت: موسكو تعتمد أسلوب المليشيات غير النظامية بسوريا
باريس - عربي21# الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 10:09 ص 06.8k0
نشرت مجلة "سلايت" الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول اعتماد موسكو على المليشيات غير النظامية، التي تسميها مجموعات متطوعة، لخوض الحرب إلى جانب نظام الأسد، انتقدت فيه الأسلوب الروسي الذي يتلاعب بالمفاهيم، ويهدف إلى مغالطة الرأي العام الدولي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم يشهد تغيرا في المفاهيم، وتفريغا للعديد من العبارات من معناها، وعجزا من المؤسسات المحلية والدولية عن الاضطلاع بمهامها في حفظ السلم والدفاع عن الشعوب.
وأضافت أن ظاهرة فقدان الكلمات لمعناها؛ بدأت خلال فترة الثمانينيات في الأرجنتين، عندما أصبحت كلمات مثل "فنان، وصحفي، وأستاذ، ومدير، وباحث" ليس لديها أي قيمة، وأصبحت توضع بين قوسين دلالة على التحفظ على معناها، بسبب انتشار المغالطات وتفشي الفساد.
وأوضحت أن بعض المؤسسات أصبحت تضطلع بمهام غير المهام الأساسية التي أنشأت من أجلها، وأصبحت المغالطة هي الأسلوب الطاغي على العلاقات الدولية، وهو ما تفعله روسيا من خلال الاعتماد على المليشيات بدل الجيش النظامي، لتحقيق أهدافها، وتقليل الخسائر والتبعات القانونية والدبلوماسية لتصرفها.
وأشار التقرير إلى أنه في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أعلنت الحكومة الروسية عن إرسال مجموعات من "المتطوعين" للقتال في سوريا، وقد بدا هؤلاء المتطوعون الروس الذين تم إرسالهم للدفاع عن النظام، مشابهين للمتطوعين الذين كانوا يحاربون لحماية المصالح الروسية، عندما قامت موسكو بضم شبه جزيرة القرم، وكذلك عندما شاركت بشكل غير مباشر في الحرب ضد أكرانيا، ما يعني أن هؤلاء المتطوعين ليسوا إلا عسكريين روسا، أو مرتزقة يتقاضون أجورهم من الكرملين.
وأضاف: "ظهرت منذ عام 2013 تسجيلات فيديو بثتها بعض فصائل المعارضة، تبين وجود مليشيات روسية تقاتل إلى جانب نظام الأسد، كما أجرت قناة روسية في نفس السنة حوارات مع مرتزقة روس، استقدمهم بشار الأسد لحماية المنشآت الحيوية، وسرعان ما وجدوا أنفسهم يحاربون في الصفوف الأولى".
واعتبر التقرير أن الكرملين طور نظرة جديدة خاصة به لمفهوم المنظمات غير الحكومية، من أجل تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، على غرار منظمة "حركة ناشي"، التي تضم مجموعة من الشباب الروس الذين يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين، ومعادين للفاشية، ومكافحين ضد الرأسمالية والبرجوازية، "ولكن الواقع هو أن هذه المنظمة غير الحكومية؛ ليست إلا مليشيا منظمة وممولة من قبل الحكومة الروسية"، وبالتالي فإن الأصح أن يطلق عليها لفظ "منظمة غير حكومية تحركها الحكومة".
وأشار إلى أن الدول الدكتاتورية، أو حتى الديمقراطية التي لا تتمتع بالحرية، على غرار روسيا، تشهد أيضا انتشارا لما يسمى بـ"وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة"، التي لا تملك شيئا من الخصوصية والاستقلالية في حقيقة الأمر، "حيث إن هذه القنوات والإذاعات والصحف والمجلات، يتم إطلاقها أو الاستحواذ عليها من قبل مستثمرين خواص، يكونون مستقلين بالأقوال فقط وليس بالأفعال، حيث إنهم ليسوا إلا حلفاء أو شركاء مع الحكومات التي تمولهم وتحافظ على مصالحهم في الكواليس.
واعتبر التقرير أن هذه الظاهرة؛ تبين لماذا يجب في دول مثل روسيا وإيران؛ أن تكون كلمات مثل "ديمقراطية" و"تفريق بين السلطات"، و"انتخابات"، منصوصا عليها بين ظفرين، للتأكيد على أن هذه الكلمات تم إفراغها من معناها، تماما مثل "المتطوعين الذين يذهبون لمحاربة الإرهاب في سوريا".
======================
ليكسبريس» الفرنسية :هنري لورنس: النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي أقل عنفاً من الأزمة السورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٨ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
ليست حوادث اليوم انتفاضة جديدة، على رغم ان ثمة أوجه شبه بين الهجمات بالسكاكين في الشوارع الاسرائيلية في اختتام الانتفاضة الاولى (1987-1993) وهجمات اليوم. وتسعى «حماس» الى النفخ في الحركة الشعبية اليوم، ولكن نفوذها ضعيف في الضفة الغربية جراء قمع السلطة الفلسطينية والسلطات الاسرائيلية. والى اليوم، لم تدعم «فتح» ما يجري. ولكن لا أحد يعرف الى متى ستقبل قوى الأمن الفلسطينية الوقوف موقف المتفرج ازاء قتل الجيش الاسرائيلي من يلقون الحجارة. وتدخلها (القوى الأمنية) يوسع النزاع على ما حصل في العام 2000. ويتوسل الشباب الذين ينفذون الهجمات بوسائل الاتصال الاجتماعي الى تنسيق عملياتهم وأنشطتهم. وهذا دليل على انهم لا ينضوون في بنية مركزية.
ووراء اندلاع الأزمة اليوم غياب الأمل في مستقبل واعد وغلبة الإحباط. فالفلسطينيون يرون ان الاحتلال يتعاظم، شأن الاستيطان والقمع. وقبل الانتفاضة الاولى، كان بعض اليهود يتسوقون في الضفة الغربية وكانت اليد العاملة العربية ترفد الاقتصاد الاسرائيلي. وكانت احوال كل مجتمع لا تخفى المجتمع الآخر. وكان ثمة جسور بين المجتمعين الفلسطينيي والاسرائيلي. ولكن هذه الجسور تبددت. واليوم، لا يعرف الفلسطينيون من الاسرائيليين غير رجال الشرطة والمستوطنيـــن. وأجيال كثيرة من الاسرائيليين خدمت خدمة عسكرية في الاراضي المحتلة في مؤسسات «تعنف» الشعب الفلسطينــي. والاحتلال السلمي ليس من بنات الواقع، ولا صلة له بالواقع.
وتدور فصـــــول النزاع في أرض مقدسة. والارض موضوع النــزاع منقسمة الى اثنتين: الأولى تحمل طابعاً مزدوجاً مقدس ديني وقومـــي، والثانية هي أراض «زمنية» حيث يعيش النــاس ويعمــلون. والمشروع الصهيوني يسعى الى احتــــلال كل شبر منها. وتاريخ النزاع مداره على هذه الاراضي. فالانتفاضة الاولى دارت على الاراضي او الاقاليم «الزمنية»، والثانية على الاراضي المقدسة في المسجد الاقصى.
 
حل الدولتين؟
من العسير إرساء دولة ثنائية القومية في وقت تتعاظم الكراهية ومشاعر النقمة والمهانة. ويحتاج الناس الى التعبير عن هوياتهم الوطنية (القومية) ورفع شاراتها: علم ونشيد وطني وجيش... ويحلم كل من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي بالانفصال عن الآخر. وهذا حلم متعذر التحقيق. فمساحة الاراضي لا تسمح بالانفصال. ولا تزيد مساحة اسرائيل وفلسطين عن مساحة محافظة فرنسية كبيرة. وما السبيل الى فصل شبكات الري والكهرباء والتلفون؟ والحل الوحيد هو إنشاء نظام من دولتين تتولى ادارة مشتركة فيهما شؤون موارد الطاقة والمياه وشبكات الهاتف والاتصال. وهذا الحل هو أثر بعد عين.
واسحق رابين لم يكن صانع سلام. وهو اغتيل لأنه تخلى عن اسرائيل الكبرى وقرر الاحتفاظ بثلث الضفة الغربية فحسب. ولا أحد يعرف إن كان الفلسطينيون سيقبلون عرضه. وخشيت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تناول تفاصيل اتفاق سلام وإعداد لائحة تفصيلية بالاراضي المزمع الانسحاب منها مخافة ان تتسرب المعلومات الى الصحافة الاسرائيلية. وكانت جعبة الحكومة الاسرائيلية خالية من خطط تفصيلية أو اقتراحات حين شاركت في مؤتمر كامب ديفيد الثاني في عام 2000. والفلسطينيون لم يحملوا كذلك مقترحات، ففكرة التنازل عن أراض غير مقبولة.
ويُفتقر اليوم الى مسؤولين سياسيين اسرائيليين قادرين على تنفيذ خطط الحل، ومنها معايير خطة اقترنت باسم كلينتون في عام 2000 وتلك التي نوقشت في جنيف في 2003.
والسلطة الفلسطينية أمام معضلة تعصى الحل: إدارة شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية بواسط تمويل دولي، والعجز عن إبرام اتفاق سياسي ووقف الاستيطان. وبعض المقربين من أبو مازن يرون ان وقف التعامل مع اسرائيل، هو خيار معقول أكثر من التمسك بالسلطة الذاتية إذا اقتصرت هذه على خدمة المحتل.
 
سورية وضحايا اليرموك الفلسطيني
النزاع السوري بالغ العنف وقوته التدميرية تفوق قوة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ففي أربعة أعوام من الحرب الأهلية في سورية، فاق عدد القتلى ضحايا ربع قرن في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. وقتل نظام بشار الأسد بين 2011 و2015 عدداً أكبر من الفلسطينيين مما قتلت اسرائيل منهم في عشرين سنة. ولا شك في ان قصف مخيم اليرموك حيث يموت الناس جوعاً، مخيف: آلاف الاشخاص يفارقون الحياة من غير أي رد دولي. ولسان حال الفلسطينيين ان العرب يحبون فلسطين ولكنهم لا يحبون الفلسطينيين. لذا، لم تنصب مأساة مخيم اليرموك صنو مأساة صبرا وشاتيلا.
وإلى اليوم وعلى رغم اضطرابات الشرق الاوسط، ترتجى فائدة من الحل السياسي للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. فهو يساهم في تقويض مشاعر معاداة الغرب. وهذه المشاعر تربة خصبة لتجنيد الإسلاميين، من السنّة والشيعة.
 
 
 * مؤرخ، عن «ليكسبريس» الفرنسية، 20/10/2015، إعداد منال نحاس
======================
«فورين بوليسي» :ديفيد ويرتايم :التعليم ودمج اللاجئين في ألمانيا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٨ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
في الأسبوع المدرسي الثاني من العام الدراسي في مدرسة فيدنهوف الابتدائية، شاغل المُدرّسة الألمانية، إيفون ألبريخت، هو تعليم التلاميذ معلومات اساسية باللغة الألمانية: ايام الأسبوع، والألوان والمشاعر. وتقع المدرسة في ناحية مهملة من بوتسدام خارج برلين. بريق الشمس يتسلل من زجاج النافذة الى غرفة الصف، جمعت ألبريخت الكراسي والطاولات جنباً الى جنب ليجلس كل التلاميذ اليها كأنها مائدة عائلية كبيرة، وهم مسلحون بأقلام التلوين والكتب والدفاتر. تفرك عينيها بواسطة قبضة يديها وكأنها تنتحب وتلوح بورقة مكتوب عليها كلمة. فترتفع الأيادي في الهواء لتجيب عن السؤال. وتقرأ المعلمة المكتوب على الورقة: «توريغ»، حزين(ة). يتحدر تلاميذ ألبريخت من سورية وفلسطين وإيران ورومانيا، وهم في صفوف بين الرابع الابتدائي والسادس ابتدائي. وهي تدير صف ترحيب يقصده التلاميذ الذين لا يجيدون الألمانية. وصلت نور وشقيقها محمد الى ألمانيا قبل ثلاثة اشهر بعد ان غادرا دمشق بصحبة عائلتهما. ومضى على ارتيادهما المدرسة اقل من اسبوعين. يرفع محمد صوته متباهياً بمهاراته اللغوية الجديدة إذ يعدد اسماء الفاكهة الأثيرة على قلبه: الشمام والموز والكرز. وهو وشقيقته اكتسبا الألمانية بسرعة ملفتة.
ويمضي، يومياً، التلامذة اربع ساعات في الصف وخارج اسوار المدرسة: يلعبون الكرة ويتجولون في متاجر الخضار والفواكه، ويقرأون اشارات السير. «هم يتعرفون على الحياة في ألمانيا ليتمكنوا من تعلم الألمانية»، تقول أوتي غولدبيرغ، مديرة المدرسة.
ومدارس ألمانيا هي جبهة متقدمة في أزمة اللاجئين الأوروبية، في وقت يتعثر المسؤولون المحليون والفيديراليون في استقبال اعداد قياسية من طالبي اللجوء. وعلى رغم نشر دوريات على الحدود لإبطاء عملية دخول المهاجرين الى البلد، تتوقع الحكومة الألمانية أن يبلغ عدد طالبي اللجوء مليون نسمة في نهاية العام. وشطر راجح من هؤلاء لا يجيدون الألمانية، فيما خلا قلة ترطن بعدد من الكلمات الألمانية. ويثقل دمج السوريين اليافعين والعراقيين والإريتريين في المجتمع الألماني كاهل المدرّسين والمشرفين على المدارس. والتحديات ضخمة على قولهم. «فالمدرّس هو نموذج يحتذى في التعامل مع اللاجئين. والمدرّسون هم نموذج مجهري مصغر عن التطور الاجتماعي»، تقول سيمون فلايخمان، رئيسة نقابة المعلمين في بافاريا جنوب ألمانيا. ومع بدء العام الدراسي، تجبه مناطق كثيرة عقبات لوجيستية كبيرة. وتتوقع نقابة المدرسين في بافاريا ان يبلغ عدد التلاميذ في صفوف مدارس هذه المنطقة 50 ألف تلميذ في نهاية 2015. وباشرت برلين العام الدراسي برفع عدد الصفوف 430 صفاً. وتعود مسؤولية وضع أسس ناظمة للتعليم الى الولايات الألمانية، وكل منها يجبه المصاعب في العثور على عدد مناسب من المعلمين.
ووفق وكالة «رويترز»، ضمّت المدارس الألمانية 3 آلاف مدرّس ومدرّسة إلى طاقمها التعليمي. ونشرت اكثر الولايات سكاناً، شمال الراين فيستفاليا، اعلاناً تعرض فيه فرص العمل على الف ومئتي مُدرّس. وتتعاظم الحاجة الى مدرّسين يعلمون الألمانية كلغة ثانية. وليس يسيراً العثور على اعداد كبيرة من هؤلاء المدرّسين بين ليلة وضحاها. ويرى غانتر باسكي، وزير التعليم في ولاية براندنبورغ الشرقية، أن مثل هذه المشكلات لا يسوّغ الفشل. ويقول «في الإمكان تعليم (المهاجرين) عبارات اساسية مثل انا فلان، قدمتُ من البلد الفلاني وعمري هذا العدد من السنوات... وفي إمكان كل المعلمين تدريس مثل هذه المعلومات ولو لم يختصّوا في هذا الفرع من التعليم».
ولكن المشكلة لا تقتصر على اكتساب الألمانية. فنقابة المدرّسين تطالب بموارد أكبر ليتسنّى لها الاستعانة بفريق من اصحاب الكفاءات من المترجمين وعلماء النفس والعاملين الاجتماعيين. فالحاجة تمس إلى أصحاب مثل هذه الاختصاصات والكفاءات للتعامل مع أولاد اضطرت عائلاتها الى الفرار من مناطق حرب. وتروي ألبريخت أن نواة عملها لا تدور في الصف. فهي تزور طالبي اللجوء والملاجئ وتتكلم مع المساعدين الاجتماعيين والأهل. وتسعى إلى فهم ظروف عيش تلاميذها قبل بلوغهم ألمانيا.
وحين زار شرطي صف ألبريخت لسؤالها عن معلومات تساعده على العثور على صبي مفقود، سارعت فرزين، وهي فتاة ايرانية ووجهها الأبيض سريع الإحمرار، الى الاختباء تحت الطاولة، وبكت من غير انقطاع الى ان اخذتها المعلمة الى الخارج. وثمة فتاة سورية تجهش بالبكاء كلما انتصفت حصة الدرس. وفي وسعها قول اسمها وعمرها، ولكن ما يحزنها يبقى طي الكتمان إذ يتعذر عليها البوح بالألمانية. وتسعى غولدبرغ الى تحويل غرفة غير مستعملة الى قاعة استرخاء يقصدها التلاميذ للعلاج بالموسيقى والأضواء. وتقع المدرسة في حي فقير. وستشرّع هذه القاعة أمام كل أطفال الحي والمنطقة، سواء كانوا من اللاجئين ام لا. وعلى رغم الحاجة الى تمويل رواتب مترجمين وعلماء نفس، تتعثّر مساعي المديرة غولدبرغ بالبيروقراطية الألمانية. «فنحن الألمان لا نجيد الارتجال والعفوية»، على نحو ما تقول. وفي السادس من الشهر المنصرم، أعلنت المستشارة الألمانية، أنغيلا مركل، ان حكومتها ستبذل 3 بلايين يورو للمساهمة في التعامل مع سيل اللاجئين. وقبلها بأيام، اعلن وزير الداخلية، توماس دي ميزيير، عن اجراءات تساعد البلدات والمدن على تجاوز قيود «الإجراءات الصارمة» لجبه الظروف الطارئة. وزارت مركل صف استقبال وترحيب في مدرسة في حي كروزبيرغ في العاشر من ايلول (سبتمبر) الماضي، وأشادت بجهود المعلمين ومديري المدرسة والتلاميذ. «الاهتمام بكل طفل ترتجى منه الفائدة... نرغب في تأمين مستقبل جيد لهم»، قالت المستشارة.
واستقبل ألمان كثر اللاجئين حين وصولهم الى محطات القطار للترحيب بهم، وتبرّعوا بالثياب والمال وأخذوا إجازات من عملهم لمساعدة الموظّفين في معالجة جبال من أوراق المعاملات. وبلغ مدّ حسن الضيافة قاعات الدراسة. فتطوّع مدرّسون متقاعدون لتدريس الألمانية في الملاجئ أو المدارس. وساهمت التبرّعات في تأمين المدارس والكتب والألعاب للأطفال. ولكن نقابة المدرسين تقول إن بعض أولياء الأمور الألمان سألوها أن يحظى أولادهم بمثل امتيازات اللاجئين من صفوف خاصة ودعم خاص. ويخشى المعلّمون أن يبلغ مدّ المشاعر المعادية للاجئين قاعات الدراسة. فالنقاش يحتدم حين يلغى صف مخصّص للأطفال الألمان ليستقبل المعلمون اللاجئين فيه.
لا ريب في ان الاندماج هو مسألة شائكة تثير الانفعالات والمشاعر في المجتمع الألماني. فحين تدفقت أمواج من العمال الزائرين الى ألمانيا من شمال أفريقيا ويوغوسلافيا في الستينات والسبعينات، حسِبت السلطات انهم سيعودون ادراجهم بعد ان يعملوا سنوات في اراضيها. ولكنهم لم يعودوا. وعلى رغم مرور السنوات، تثير هذه المسألة الانقسام. وأعلنت مركل في 2010 ان السعي الى «بناء» مجتمع متعدد الثقافات أخفق. وخلصت دراسات ألمانية الى ان اندماج الجيل الثالث من المهاجرين المتحدرين من أسر تركية، أضعف من اندماج الجيل الأول. «لم ننجح في دعم الجيل الثالث ولا في دمجهم في المجتمع»، يقول هينز - بيتر ميدينغر، مدير مركز دراسات.
ولكن ألمانيا في حاجة ماسة الى المهاجرين، وعلى وجه التحديد، الى الشباب منهم. فالمجتمع الألماني يشيخ ويتقلّص حجمه. وألمانيا تربعت محل اليابان في صدارة معدل ادنى الولادات في العالم في 2015. والقوة العاملة تشيخ. والخطر يتهدّد الإنتاجية الألمانية المرتفعة ونظام الضمان الاجتماعي السخي.
 
 
* صحافي صاحب موقع تحليل الصحافة الصينية، عن «فورين بوليسي» الأميركية، 15/9/2015، إعدادم.ن.
======================
لوموند الفرنسية :جان – بابتيست جانجين فيلمر :التدخل العسكري حميد وقانوني... ليس استعماراً جديداً و لا غنى عنه
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٨ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
مع انتشار الفوضى في ليبيا ونفوذ «داعش» في العراق وسورية وتقدُّم طالبان في أفغانستان، قد يرى بعضهم أن الطعن في التدخل الغربي في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة والأزمات التي تلتـــه، في محلّه. ولا غنى، من غير شك، عن استــخلاص عِبَر إخفاقات الغرب من غير إفـــراط في «تبسيط» الأمور، ومن غير الخلط بيـــن تدخلات قانونية أو مشروعة وأخـــرى خرجت على الإجماع الدولي الأممي. واجتياح العراق في 2003 هو استثناء، فهو حرب اختيارية لم يقرها مجلس الأمن، على خلاف عمليات التدخل الأخرى.
ولا تقوم قائمة لمقارنة التدخل في ليبيا (2011) باجتياح العراق، وهو عدوان غير قانوني. وترمي المقارنة الى الطعن في مشروعية القرار الأممي 1973، الذي أجاز التدخل في ليبيا، والحطّ من شأنه. وعلى رغم أن القرار 1973 لم يشرع تغيير النظام، لم يستبعده كإجراء ضروري محتمل لحماية المدنيين. ورمت عمليات القصف الى إضعاف النظام إثر تهديده سلامة المدنيين. وساهم تقويض النظام الليبي في انهياره. لكن إطاحته لم تكن «هدف» التدخل.
والأزمة في ليبيا هي من بنات عوامل متشابكة. ويغفل أن الأمور سارت على ما يرام في هذا البلد طوال أكثر من عام على التدخل. فالدولة الليبية لم تنهار حين وفاة معمر القذافي. وبدأت سيرورة انتهت الى تنظيم استفتاء لا نظير له في تاريخ البلد في السابع من تموز (يوليو) 2012. فأعادت فرنسا فتح أبواب سفارتها في ليبيا، وأرسلت فريق مستشارين. وهذه المرحلة هي خير دليل على أن الفوضى اليوم ليست وليدة التدخل، بل هي ترتبت على غياب القدرة على استباق الأزمة وضعف الدعم الدولي ورفض الحكومة الجديدة المحلية مثل هذا الدعم.
 
تدخل مبتور
توجّه، اليوم، سهام النقد الى الغرب، ويندّد بعدم مبادرته الى عملية إرساء استقرار في مرحلة ما بعد التدخل في ليبيا. لكن، لو سعى الى إرساء الاستقرار، لاتُّهم بالتدخل النيو كولونيالي (استعماري جديد). ولم يكن «داعش» ليبصر النور في العراق وسورية، لولا التدخل الأميركي، وعلى وجه التحديد، قرار حل جيش صدام حسين. والى التدخل الأميركي، ساهم إفراج بشار الأسد في 2012، عن عشرات الجهاديين لشق صفوف المعارضة المعتدلة وتقويضها وإطاحتها، في نشوء «داعش». ولا تقتصر التربة الغنية التي ولدت «داعش» على هذين العاملين أو القرارين (حلّ الجيش العراقي وإطلاق سراح الجهاديين)، وترفدها كذلك سلسلة من العوامل مثل النموذج الأيديولوجي المستوحى من سلفية جهادية يدعمها أفراد عرب، والاستقطاب المتعاظم الوثيق الصلة بتفاقم الشقاق بين السنّة والشيعة في العراق على وقع الإرهاب الجهادي الزرقاوي، وتكاثر عدد الميليشيات الشيعية وسياسة المالكي الكارثية في معاداة السنّة.
ومن يطعن اليوم في نتائج عمليات التدخل، لا يملك القول ما كانت ستكون عليه الحال في هذه المناطق في غياب التدخل. والوضع في أفغانستان كارثي اليوم، لكن من يسعه الزعم بأن ترك البلد في أيدي طالبان و «القاعدة» كانت تُرتجى منه فائدة في إرساء السلام والأمن العالميين؟ ولولا التدخل في ليبيا في 2011، لربما كانت الحال فيها مثل الحال في سورية اليوم: القذافي في السلطة في بلد منقسم ويعمّه دمار سنوات من الحرب الأهلية. ولربما كانت أعداد اللاجئين أعظم. وكان القذافي ليوجه سلاح المهاجرين الى الغرب في عملية ابتزازه (حمله على غض النظر عن انتهاكاته). و «أزمة المهاجرين» التي تشكو منها أوروبا منذ أشهر، كانت لتعصف بها عصفاً كبيراً في وقت أبكر.
 
الطعن في التدخل
ويرجح أن القذافي لم يكن ليقف موقف المتفرّج إزاء عملية انتقالية ديموقراطية في تونس، وكان ليزرع الاضطرابات هناك. وكان سيخسر على الأرجح، السيطرة على مساحات كبيرة من ليبيا في الحرب الأهلية، شأن الأسد اليوم في سورية. ولن يترتب على بقائه في السلطة عدم ذيوع النفوذ الجهادي في المنطقة الساحلية – الصحراوية، ولن يحول دون بروز «داعش»، وكان ليزعزع الاستقرار الوطني والإقليمي.
وتسليط الضوء على التدخل في أفغانستان والعراق وليبيا في شجب التدخل، يفتقر الى النزاهة. فهو يسكت عن عمليات عسكرية (ناجحة) شنت في الأعوام الأخيرة، وحالت دون نشوء دولة جهادية في مالي، ودون وقوع إبادة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ودون تمدد «خلافة» «بوكو حرام» الى 4 دول على أقل تقدير، ودون اندلاع حرب إقليمية في جوار أفريقيا الوسطى تشارك فيها ثماني دول. وتترتب على التدخل وعلى غيابه كلفة ونتائج.
وثمة من يرى أن عمليات التدخل هي مرآة الاستعمار الغربي الجديد. لكن الغرب لا يجمع على التدخل. فهو انقسم في الرأي حول التدخل في كوسوفو في 1999 (الأميركيون والبريطانيون في وجه ألمانيا وإيطاليا واليونان)، وحول التدخل في العراق في 2003 (الأميركيون والبريطانيون والأستراليون ضد الفرنسيين والألمان). ولم يؤيد الأوروبيون عمليات التدخل الفرنسي الأخيرة في أفريقيا. ويفترض نقد ما بعد الكولونيالية، أن ثمة سياسة استعمار جديدة. لكن الميل اليوم هو الى تفادي احتلال أو تدخل طويل الأمد على نحو ما حصل في الصومال، وليبيا الغنية بالنفط، وسيراليون وجمهورية الكونغو الديموقراطية ودارفور وسريلانكا. وفي هذه البلدان وغيرها، يؤخذ على الغرب إحجامه عن التدخل أو تدخّله الخجول.
وهذا النقد الما بعد الكولونيالي (وهو نقد يرى أن التدخل الغربي هو استعمار جديد) يغالي في تضخيم التدخل الغربي، ويبخس قدر التدخل الروسي (جورجيا في 2008، وأوكرانيا في 2014، وسورية في 2015)، والتدخل العربي (ليبيا في 2011، والعراق في 2014، وسورية في 2015)، والإيراني (بالتنسيق مع «حزب الله» في سورية)، والأفريقي (الإثيوبي في الصومال في 2006، والسنغال في اليمن في 2015، الخ). ومن يوجهون سهام النقد الى الآثار السلبية المترتبة على التدخل الغربي، لا يقيمون وزناً لنتائج التدخل في اليمن أو التدخل الروسي في سورية، ولا يكترثون لانتهاك القانون الدولي الإنساني ولا لاستهداف الأبرياء.
ولا شك في أن علاج المشكلات الاجتماعية والسياسية ليس القنابل ولا التدخل العسكري. لكن لا غنى عن التدخل في بعض الأحوال. فالوقوف موقف المتفرج في سورية لم يذلّل الأزمة، ولم يحل دون وقوع 260 ألف قتيل ونزوح 8 ملايين نسمة وسلك 4 ملايين طريق الهجرة. لذا، يجب تناول معضلة التدخل العسكري تناولاً يقف على طابعها المركب والمؤتلف من عناصر كثيرة عوض الانسياق وراء التنديد اليسير.
 
* مدير دراسات شؤون الحرب في «كوليج ديتود مونديال» أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة سيانس بو الباريسية، عن «لوموند» الفرنسية، 11-12/10/2015، إعداد منال نحاس.
======================
«نوفوي فريميا» الأوكراني :دميتري أوريشكين: سورية المستنقع الجديد لروسيا بعد أوكرانيا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٨ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
سقطت فكرة الانتصار الروسي في حرب خاطفة في سورية. فضرب قواعد الإرهابيين التي ترى روسيا أنها تشمل «داعش» والمعارضة المعتدلة، أمر غير ممكن عملياً. ففي سورية عدد كبير من التنظيمات المستقلة المقاتلة التي تنتهج نهج حرب عصابات. ولا تملك هذه التنظيمات بنية مركزية ولا إدارة مركزية. وعليه، استهدافها بالقصف هو مثل ضرب السيف في المياه أو الهواء.
والحق أن الانتصار على حركات شعبية بواسطة القصف الجوي مستحيل ومتعذر تقنياً. وهو يقتضي عملية برية يرفض الكرملين شنها. وكان من المفترض أن تتولاها (العملية البرية) قوات الأسد. ولكن يبدو ان قدراتها غير كافية. إذ تعثرت السيطرة على حلب، وهذا واقع لا ينكره المحللون العسكريون الروس الأكثر قرباً من الكرملين.
ولم يبلغ هجوم الأسد أهدافه، ورقعة المنطقة الواقعة في قبضته لم تتوسع. ولذا، تجبه روسيا البوتينية مشكلة خطيرة. وقضت خطة بوتين بأن تشن القوات الروسية الضربات الجوية، وأن يقود الأسد الهجوم البري، ليبسط سيطرته ويوسع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرته. ولو نجحت الخطة لوسع روسيا العودة من الحملة منتصرة إثر مساعدة حليفها، وتعزيز مكانتها في الساحة الدولية، وإجبار الآخرين على الاستماع الى رأيها. ولكن الإخفاق أدى الى استدعاء الكرملين الأسد إلى موسكو من أجل البحث في استراتيجية جديدة.
ولكن لا استراتيجية جديدة. فأي اقتراح جديد يقضي لا محالة بتخلي الرئيس السوري عن منصبه، وتنحيه. وهو غير مستعد لذلك. ومصالح الأسد واضحة. وهو يحتاج، على أقل تقدير، الى أسلحة جديدة، والى مزيد من الجنود. لكن ليس في امكان بوتين أن يرسل قوات برية. وعلى خلاف ما تقوله وسائل الإعلام، فالجيش الروسي لا يريد القتال في سورية. فهذا القتال سيودي بروسيا إلى أفغانستان جديدة، وهو ما لا يروق لإدارة الرئيس الروسي. وفي الإمكان إرسال المسلحين الروس من دونيتسك إلى سورية. وعلى رغم أن هذه الخطوة لن تحل المشكلة، تساعد في تخفيف توتر الجمهور القومي الذي يعتبر ان بوتين خائن وجبان بسبب تنازله عن الدونباس في أوكرانيا. ولكن لن يكتب النجاح للعملية العسكرية في سورية بمساعدة هؤلاء البلطجية والمرتزقة ولن يحلوا المعضلة البوتينية.
ويسعى بوتين الى حمل الأسد على قبول نوع مــن تسوية. وسلــم أولويات الرئيس الروسي يتغير. في المــاضي القريب، حاول الرئيس الروسي الخروج من الحرب الخاطفة منتصراً، واليوم، يسعى الى أداء دور صانع السلام. فالرئيس الروسي سيحمل الأسد على مفاوضة بعض المعارضة السورية. ولكن الأسد يستصعب التنازلات. ويترتب على الحكومة الإئتلافية في الأمد الطويل، خسارته كل سلطاته وهي صنو الإعدام. فيفقد السيطرة على الأجهزة الأمنية، ويصبح أسير الاجراءات الديموقراطية. وفي وقت يناصبه السوريون العداء والكراهية، يرجح أن يلقى، عاجلاً أم أجلاً، مصير القذافي.
ووصل الأسد الى موسكو وهو يتأمل في الحصول على دعم جديد. ولكن يبدو أن بوتين طلب منه إبداء قدر أكبر من المرونة (فيخرج الرئيس الروسي من الأزمة السورية بهيئة صانع السلام). ولكن هل نجحت روسيا في إقناع الزعيم السوري بتنازلات؟ الجواب طي الكتمان. ولم يعد في وسع الرئيس الروسي الحفاظ على صورته كزعيم قوي ومؤثر في السياسة العالمية. ويرى الرأي العام الروسي أن بوتين رجل قوي يخشاه أعداؤه. ولكن واقع الحال مختلف. فهو خسر في أوكرانيا خسارة كاملة. وهذا ما لا يخفى على الجنرالات الروس. ولم تكن أوكرانيا يوماً معادية لروسيا ومؤيدة للغرب، كما هي اليوم. واليوم، يثير القول إن الأوكرانيين والروس هما شعب واحد الضحك. لا بل أنّ أحداً لم يعزز الهوية الوطنية الأوكرانية مثلما فعل فلاديمير بوتين. وهو يستحق نصباً تذكارياً لشده لحمة الهوية الأوكرانية.
ما جرى الحديث عنه في لقاء الأسد بوتين مجهول. ولكن روسيا ستضطر الى مده بمزيد من المساعدات العسكرية. لكن بوتين لن يخاطر بحياة الجنود الروس، لأن التوابيت (عودة الجثامين) هي مصدر متاعب للحكم. ويرجح أنّ الرئيسين الروسي والسوري خلال اللقاء حاولا الاتفاق على موقف موحد. طبعاً لدى بوتين موارد أكثر من الأسد، والأخير سيكون مضطراً الى تنازلات. والحرب الخاطفة الروسية في سورية لم تعد خاطفة، ومع الأشهر سيظهر الاخفاق إلى العلن، ولن يخفى انصار بوتين، الذين توقعوا انتصاراً سريعاً. عليه، ليس أمام بوتين سوى البحث عن خيار آخر. والمخرج الديبلوماسي من الأزمة (الحل) عسير، بسبب انعدام الثقة بين الغرب من جهة والأسد وبوتين من جهة أخرى. بوتين يشعر بأن عليه التحرك سريعاً لأن المأزق الأوكراني بدأ بالتضييق عليه، ولكن ما العمل حين يُخفق في الأزمة السورية والى اين الهرب؟ عاجلاً أم آجلاً ستدرك غالبية الروس حقيقة الأمر، وحينها ينتهي عهد بوتين.
 
 
* محلل سياسي روسي، عن موقع «نوفوي فريميا» الأوكراني، 23/10/2015، إعداد علي شرف الدين
======================
إيلياس غرول -  (فورين بوليسي) 19/10/2015 :عندما أصبحت صور "السيلفي" أداة للاستخبارات
إيلياس غرول -  (فورين بوليسي) 19/10/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد
من صور الأقمار الاصطناعية التجارية إلى مشاركات "فيسبوك"، كان تعقب التدخل العسكري الروسي في سورية سهلاً بطريقة لا تصدق، بالنسبة للهواة والمحترفين من الجواسيس في العالم على حد سواء.
بينما كانت روسيا تنشر القوات والطائرات في سورية لتعزيز الحكم المتداعي للرئيس بشار الأسد، تم توثيق فترة الإعداد والحشد التي سبقت تدخلها على أسس قريبة من الزمن الحقيقي -في تجسيد غير مسبوق تقريباً لقوة مصادر معلومات الاستخبارات المفتوحة.
بدأت موسكو حملتها الجوية ضد الثوار السنة في سورية يوم 30 أيلول (سبتمبر). ولكن، ولأكثر من شهر سبقت ذلك، شرعت الأدلة في أن تطفو على السطح، والتي أشارت إلى التحشيد العسكري الروسي على طول الساحل الغربي لسورية.
يوم 22 آب (أغسطس)، بث موقع تركي صوراً لسفينة شحن روسية كانت قد عبرت مضيق البوسفور قبل يومين. وعلى سطحها، استقرت -مغطاة بالقماش- الهياكل التي لا يمكن أن تخطئها العين لناقلات الجنود الروسية المدرعة من طراز "بي-تي-آر". وبعد يوم من ذلك، ظهر على السطح فيديو يضم ما بدا أنه مقاطع صوتية لأوامر عسكرية روسية. كما ضم الفيديو أيضاً صوراً لعربة قتالية روسية متقدمة من طراز "بي-تي-آر 82".
وبينما تواصل التحشيد العسكري الروسي، غرقت شبكة الإنترنت بالأدلة على التدخل الروسي، والقادمة من مصادر المعلومات المفتوحة. وفي أواخر آب (أغسطس) وأوائل أيلول (سبتمبر)، شرع الجنود الروس الذين يجري نشرهم بإرسال صور "السيلفي" على وسائل التواصل الاجتماعية، ويقولون إنهم كانوا متجهين إلى الميناء الروسي البحري في طرطوس على ساحل البحر المتوسط. ويوم 2 أيلول (سبتمبر)، ظهرت صور مزعومة لمقاتلات روسية وطائرات بلا طيار تحلق في السماء فوق سورية، على "تويتر". وخلال النصف الأول من أيلول (سبتمبر)، شرع هواة الطيران بتعقب رحلات لطائرات الشحن الروسية من طراز "أن-24" -الشبيهة بطائرات "سي-5 غالاكسي" الأميركية- إلى سورية. وقالت موسكو إن الطائرات كانت تنقل المساعدات الإنسانية، لكنه تم تصوير واحدة منها على الأقل في قاعدة عسكرية روسية، وهي تحمل طائرة عمودية قتالية.
بحلول أواسط أيلول (سبتمبر)، عرضت صور الأقمار الصناعية التجارية طائرات مقاتلة روسية مرسلة إلى سورية. وفي الأيام التي تلت ذلك، عرضت فيديوهات وصور بُثت على الإنترنت الطائرات المقاتلة الروسية وهي تطير في السماء. ويوم 30 أيلول (سبتمبر)، بدأت القنابل بالسقوط من هذه الطائرات.
يمكن القول إن أحداً لم يفعل أكثر في جمع وتصنيف وتحليل مجلدات من مصادر المعلومات المفتوحة أكثر من رسلان ليفييف، الروسي ذي التسعة وعشرين عاماً، والذي أسس ما يسميه "فريق استخبارات الصراعات". وتقوم المجموعة المكونة من ستة محللين بعمل دؤوب وبدوام كامل لمحاولة التحقق من المخلفات الرقمية التي يتركها الجيش الروسي خلفه بينما ينتشر في سورية. وقد أرسل ليفييف أكواماً من الصور الفوتوغرافية، والخرائط، والتغريدات، والفيديوهات، وصور الأقمار الصناعية، على موقعه المسمى LiveJournal.
يقول ليفييف في حديثة لمجلة "فورين بوليس": "إننا لسنا صحفيين. هل نحن جنود؟ يبدو الأمر كذلك بالتأكيد"، مشيراً إلى أنه يصف نفسه هو ومجموعته على أنهم أعضاء في المعارضة السياسية الروسية. ويضيف: "إننا نجري تحقيقات في الصراعات. نحن نعمل مع الجنود لنريهم الوضع الحقيقي. ونحن نعمل مع أقارب الجنود بهدف مساعدتهم. إننا نقاتل من أجل بلدنا، وسوف نستمر في ذلك حتى نفوز".
ويقول ليفييف إنه تلقى تهديدات بالقتل، سواء من مصادر مجهولة أو معروفة؛ كما استدعته النيابة العامة في سان بطرسبورغ بسبب تدقيقه في وجود وحدات من الاستخبارات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا. ويقول ليفييف إن النيابة العامة أرادت تفسيراً لعمله في توثيق موت ضابط استخبارات عسكري روسي في الدونباس؛ المنطقة المتنازع عليها في شرق أوكرانيا.
يقول خبراء الاستخبارات والمراقبون الذين يرصدون الجيش الروسي إن السابقة الوحيدة الحقيقية لتوثيق الأحداث في الزمن الحقيقي باستخدام أدوات الاستخبارات المفتوحة لمغامرة عسكرية أجنبية، كانت غزو روسيا لأوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم. وقد أصبح ذلك العمل أسهل ببعض الطرق. ويقول ليفييف: "تغطية الإنترنت جيدة؛ والعديد من السكان المحليين يستخدمون الشبكات الاجتماعية، بل إنه تم بث بعض الأحداث، مثل الاستيلاء على مبنى البرلمان، حية على الهواء"، مضيفاً أن الوجود الهائل وفي كل مكان للكاميرات على لوحات القياس في السيارات في روسيا وأوكرانيا، وفر مادة ضخمة من الفيديوهات. "ليس هناك شيء كهذا في سورية". وبينما تواصل الصراع في أوكرانيا، قامت الجهود القائمة على مصادر المعلومات المفتوحة لرصد الحرب بتوثيق ظهور الدبابات، وأنظمة السلاح، والجنود.
تعزَّز هذا التوفر الكبير للمعلومات الاستخبارية من المصادر المفتوحة في جزء منه بالنمو الهائل لصناعة الأقمار الاصطناعية التجارية، والتي شهد قطاعها في العام 2013 عائدات وصلت إلى 195 مليار دولار، وفقاً لتقرير عن هذه الصناعة. وتقوم المؤسسات من أمثال "ديجيتال غلوب" و"إيرباص"، وهما اثنتان من عمالقة هذه الصناعة، بتزويد العملاء بصور أقمار صناعية لا تبعد كثيراً عن القدرات التي تدعيها لنفسها الحكومة الأميركية. وتعد نوعية الصور التي توفرها أقمار التجسس الأميركية من الأسرار الأكثر صيانة وتكتماً، ولذلك تصعب إقامة مقارنة دقيقة بين قدرات أقمار القطاع الخاص وأقمار الحكومة.
لكن أحد المؤشرات على نوعية صور أقمار القطاع الخاص هي أن الحكومة الأميركية نفسها تشكل زبوناً شبه دائم لها. ولدى وكالة الاستخبارات الأميركية الجيو-فضائية عقد مع شركة "ديجيتال غلوب". وفي نيسان (أبريل) 2014، استخدم حلف الناتو صوراً التقطتها الشركة لكي يوثق علناً تحشيد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
ستيفن وود، الذي كان قد عمل 14 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تحليل صور الأقمار الاصطناعية، هو الآن المدير التنفيذية لشركة "أول سورس أناليسيس". وتقوم شركته بتحليل صور الأقمار الاصطناعية، بما فيها صور نشر القوات الروسية في سورية. ويقول وود: "إنني أقوم بهذا العمل منذ 33 عاماً، وبالنسبة لي، كانت هناك بضع مرات في الشهر الماضي شاركنا فيها مباشرة في هذا العمل، حتى أنني نظرت خلفي إلى الماضي وقلت: لم أظن أبداً أننا سنكون قادرين على القيام بهذا باستخدام مصادر المعلومات المفتوحة".
مع ذلك، يحذر خبراء استخبارات الدفاع من أن هناك الكثير من الطرق التي تستمر بها استخبارات المصادر المفتوحة بالتخلف وراء الأساليب السرية المصنفة التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ووكالة الأمن القومي، وبقية أجهزة مجتمع الاستخبارات الأميركي. وحتى في حين أن بعض أعضاء الكونغرس اشتكوا من نوعية الاستخبارات التي تلقوها عن روسيا، فإن البيت الأبيض أصر على أنه لم يكن غافلاً عن تدخل موسكو ولَم يُؤخذ على حين غرة.
وقال الرئيس باراك أوباما لبرنامج "60 دقيقة" في محطة "سي. بي. أس" في مقابلة يوم 11 تشرين الأول (أكتوبر): "كنا نعرف أن (بوتين) يخطط لتقديم المساعدة العسكرية التي يحتاجها الأسد، لأنهم كانوا قلقين من انهيار محتمل وشيك للنظام".
بينما كانت الأدلة على نقل روسيا الرجال والمعدات إلى سورية تتراكم على الإنترنت في أواخر آب (أغسطس) وأوائل أيلول (سبتمبر)، كان المسؤولون الأميركيون يتخذون إجراءات لمواجهة موسكو -حتى لو أنهم فشلوا في منع التدخل. ففي 5 أيلول (سبتمبر)، وجه وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، تحذيراً لنظيره الروسي سيرغي لافروف، من أن توسيع روسيا وجودها العسكري في سورية ربما يؤدي إلى "مواجهة" مع القوات الأميركية التي تعمل هناك. وفي الأيام التالية، طلبت الولايات المتحدة من دول في المنطقة إغلاق مجالاتها الجوية أمام رحلات الشحن الجوية الروسية.
بالنسبة للقوى الرئيسية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، جعل انفجار معلومات المصادر المفتوحة من الأصعب كثيراً الإبقاء على الأعمال السرية كذلك. وعندما ظهرت قوات لا تحمل شارات وطنية في أوكرانيا، سرعان ما ميزهم تحليل المصادر المفتوحة لمعداتهم وأزيائهم كجنود روس. وقد أشار ستيف سليك، مدير مشروع دراسات الاستخبارات في جامعة تكساس في أوستن، والمتقاعد منذ 28 عاماً من العمل في وكالة الاستخبارات المركزية، إلى أن "جمع وتوزيع أرقام ذيول الطائرات الأميركية التي يُزعم أنها شاركت في عمليات تسليم الإرهابيين، تسببت في الكثير من التدقيق غير المسبوق وعقدت جهود حكومتنا لتعقب ومنع المؤامرات الإرهابية".
تلك المحاولات لمنع المزيد من الهجمات الإرهابية في السنوات التي أعقبت 11 أيلول (سبتمبر) 2001، تركت وكالات الاستخبارات الأميركية تعاني مع كيفية اختراق المناطق البعيدة والخطيرة، مثل المناطق القبلية في الباكستان وصحراء الصومال؛ حيث ناضلت وكالة الاستخبارات المركزية لتطوير استخبارات بشرية. وبوصفها مكونة نمطياً من أعضاء ملتزمين إيديولوجياً، فإن المجموعات الإرهابية الإسلامية تشكل أهدافاً صعبة بشكل مخصوص للاستخبارات البشرية، مما يزيد من إمكانية أن تقوم أدوات المصادر المفتوحة بمساعدة أجهزة الاستخبارات.
ويقول سليك: "الفوائد المعلوماتية من زيادة تقارير المصادر المفتوحة -خاصة من المناطق التي تكون بخلاف ذلك عصية على الوصول أو "الممنوعة"- سوف تفوق كلف أنشطتنا التشغيلية الخاصة".
يتحدث انفجار مصادر المعلومات المفتوحة حول التحركات الروسية في سورية عن التغيرات التي أصبح لزاماً على مجتمع الاستخبارات الأميركي أن يحسب لها حساباً، سواء في النظر إلى المعلومات المرسلة على مواقع التواصل الاجتماعية، أو التعامل مع الوعي الجماهيري المتزايد بالتطورات الجيو-سياسية.
في العام 2001، كان ماتيو ماكنز يبدأ مهنته كمحلل لاستخبارات الدفاع؛ حيث تم تعيينه للعمل مع هيئة الأركان الأميركية المشتركة ومسؤولاً عن تقديم التحذيرات عن النشاط العسكري في شرق وجنوب آسيا. وكان ذلك عملاً تضمن التعقب الوثيق لحركة القوى العسكرية المنتمية إلى الصين، وكوريا الشمالية، والهند وباكستان -بما في ذلك اللحظة التي كاد فيها البلدان الأخيران يذهبان إلى الحرب في العام 2002. وقد اعتمد ذلك العمل في أغلبه على صور الأقمار الاصطناعية لمعرفة طموحات القوات المسلحة سريعة التحرك.
ويقول ماكنز، الذي يعمل الآن زميلاً مقيماً في معهد المؤسسة الأميركية: "هذه الوحدات تتحرك في هذا الاتجاه. وهي تحرك هذه الوحدة إلى هذه المحافظة. فهل تستعد لغزو بلد مجاور؟ أم أن هذا مجرد تمرين على الجاهزية؟ كيف تستطيع أن تميز الفارق؟".
الآن، على هذا العمل أن يحسب حساباً لعدد أكبر بكثير من المصادر، وبطريقة تجبر مجتمع الاستخبارات على التفكير بكيفية التحقق من صحة التقارير التي تنشر على وسائل الإعلام الاجتماعية. ويسأل ماكنز: "كيف تستشف من الجنود الأغبياء الذين يضعون صور السيلفي لأنفسهم على "فيسبوك" أين هي الوجهة التي ربما تتحرك إليها القوات؟".
يتحرك مجتمع الاستخبارات الأميركي الآن نحو دمج أفضل لمعلومات المصادر المفتوحة في عمله. ويقول مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون بيرنان، إن تحسين قدرة وكالته على حصاد الرؤى والاستبصارات من مثل هذه البيانات يشكل عنصراً مركزياً من محاولته إصلاح منظمة التجسس الرائدة في أميركا.
وقال بيرنان في نيسان (أبريل): "في كل مكان نذهب إليه، في كل شيء نفعله، فإننا نترك خلفنا بعض الغبار الرقمي، ومن الصعب عليك حقاً أن تعمل بتكتم -وأقل بكثير بسرية مطقة- عندما تترك وراءك غباراً رقمياً. بعض الأشياء تأتي أحياناً من الإعلام الاجتماعي، والتي لا يكون خصومنا واعين لها، لكنها تكشفهم".
ولكن استخدام مجتمع الاستخبارات الأميركي لمعلومات المصادر المفتوحة في المجال الرقمي ما يزال في "مرحلة التجريب"، وفقاً لسليك، الذي شغل منصب مستشار المخابرات للرئيس جورج دبليو بوش.
وأضاف سليك: "من خلال مزيج ما من التكنولوجيا والحِرَفية، سوف يحتاج كل محلل استخبارات في المستقبل إلى وصول متاح في الزمن الحقيقي لمعلومات المصادر المفتوحة والحقائق والاستبصارات الأكثر فائدة من هذا المصدر المربح. وسوف يكمن الفن في تقييم هذه المعلومات ودمجها مع المعلومات المكتسبة بالطرق السرية والمعلومات الأخرى غير المعلنة للوصول إلى حكم تحليلي سليم".
برايان هيل، المتحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات القومية، قال إن مجتمع المخابرات الأميركي قام على مدى سنوات "باتخاذ خطوات للاستفادة من منصات جمع المصادر المفتوحة، والإعلام الاجتماعي، والتقنيات الناشئة لضمان أن توفر منتجاتنا لصناع القرار أكثر التقييمات الممكنة دقة وتفصيلاً وفي الوقت المناسب".
ومن جهته، حذر سليك من أن استخبارات المصادر المفتوحة "ستكون قادرة بالكاد على الإجابة عن الأسئلة حول السبب في أن قراراً ما قد تم اتخاذه، أو الكشف عن الخطط والنوايا المستقبلية لزعيم أجنبي".
ولنفكر، على سبيل المثال، في قضية كبيرة أخرى لاستخبارات المصادر المفتوحة: التدخل الروسي في أوكرانيا. فعندما تم إسقاط رحلة الخطوط الماليزية رقم 17 فوق شرق أوكرانيا في العام الماضي، كانت المواد التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعية قائد انفصالي هي التي قدمت واحداً من أول المؤشرات المبكرة على أن القوات الوكيلة لروسيا هناك كانت متورطة في إسقاط الطائرة. وفي الأيام التالية، تراكمت الصور وأفلام الفيديو والتغريدات التي وثقت وجود نظام صواريخ "باك" في المنطقة، من النوع الذي يقول المحققون الألمان إنه قد استُخدم لإسقاط طائرة البوينغ. وإذا ما أُخذت معاً، فإن هذه الأدلة تصنع قضية مقنعة بأن القوات المدعومة من روسيا كانت متورطة في إسقاط الطائرة؛ أما إذا ما أُخذت منفصلة، فإن كل قطعة من الأدلة تكون صعبة جداً على التأكيد.
لقد أصبحت مصادر الاستخبارات المفتوحة، في مزيج مع أدوات التجسس التقليدية، أداة قوية بشكل غير عادي، خاصة كأداة للعلاقات العامة. وبينما كانت الأدلة تتراكم على الإنترنت على أن الانفصاليين الموالين لروسيا هم الذين أسقطوا الطائرة الماليزية، أطلقت أجهزة الأمن الأوكرانية تسجيلات لمكالمات هاتفية تم اعتراضها، والتي ناقش فيها قادة الانفصاليين عملية الإسقاط وتحركات نظام لصواريخ باك. ويشكل اعتراض المكالمات الهاتفية مثالاً كلاسيكياً على الإشارات التي تتفاخر أجهزة التجسس الاستخبارية بالتقاطها.
في آذار (مارس)، كشف برينان عن خطة الإصلاح الرئيسية للوكالة، والتي استبدلت الوحدات الإقليمية في داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لصالح ما يدعى "مراكز المهمات"، وأنشأت مديرية للابتكار الرقمي كطريقة لتركيز عمل الحكومة على مجموعات البيانات الكبيرة المتاحة للجمهور علناً. وقد استوعبت تلك المديرية مركز المصادر المفتوحة في الوكالة، الذي كان قد أنشئ لمراقبة أشياء مثل "تويتر" من أجل استخلاص الإشارات الاستخبارية. وتتحمل المديرية الجديدة مسؤولية واسعة، ليس فقط عن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وإنما عن التبادل والتجارة الرقميين، وهو ما سيتضمن التأكد من أن لا يتمكن عميل استخبارات روسي، ولا مداخل على موقع في موسكو، من معرفة هوية عميل سري بسبب مجرد انتشار وسائل الإعلام الاجتماعية.
لكن التحول نحو قدر أكبر من الاعتمادية على مصادر المعلومات المفتوحة يشكل تحدياً ثقافياً هائلاً لجواسيس الولايات المتحدة. ويقول ماكينز عن ذلك: "لا أعرف كيف سيتمكن مجتمع الاستخبارات من تجاوز ذلك، لأنك تقوم بطريقة ما بالتقليل من قيمة قدرات جمع الاستخبارات التقليدية لدى وكالات التجسس الأميركية التي تُختصر أسماؤها في ثلاثة أحرف".
ala.zeineh@alghad.jo
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: When Selfies Are a Tool of Intelligence
======================
نيويورك تايمز :مغامرة بوتين
في يونيو 1772، قامت القوات الروسية بمهاجمة بيروت والسيطرة عليها، وهي القلعة الواقعة على سواحل سوريا العثمانية، وأراد الروس بذلك دعم حليفهم العربي المستبد، ثم عادوا في العام التالي، واحتلوا الثغر لستة أشهر تقريباً.
فما أشبه البارحة بالليلة، حيث يجد الروس سوريا في وضع أشبه بالصراع الطائفي والعرقي الذي حاولوا حسمه بواسطة المدفعية والبارود.
اليوم، لدى الرئيس بوتين دوافع كثيرة في سوريا، وعلينا هنا استحضار رؤية روسيا لما تعتبرها مهمتها التقليدية في الشرق الأوسط، وكيف تؤثر تلك الرؤية على تفكير الكريملن والكنيسة الأورثوذكسية الروسية، حيث قال المتحدث باسم الأخيرة، إن تدخل بوتين يمثل جزءاً من «الدور الخاص الذي لعبه بلدنا دائماً في الشرق الأوسط»، علاقات روسيا بالمنطقة تعود إلى الدور الذي اختارته لنفسها كمدافع عن المسيحية الأوروثوذكسية، والذي تقول، إنها ورثته عن القياصرة البيزنطيين بعد سقوط القسطنطينية عام 1453.كما قدم القياصرة الروس موسكو باعتبارها حامية المسيحيين في البلقان والعالم العربي الذين كانا محكومين من قبل العثمانيين بعد سنة 1517، السوفييت ورثوا نسخة علمانية من الأحلام الروسية القديمة في الشرق الأوسط.
ففي بوتسدام عام 1945، طالب ستالين بـ«وصاية» على ولاية طرابلس الليبية، واعترف بإسرائيل لاحقاً، على أمل نيل قاعدة في «المتوسط» في الحالتين، فقوبلت مخططاته بالصد، لكن الحرب الباردة جعلت روسيا قوة شرق أوسطية من خلال دعمها جمال عبد الناصر في مصر.
وعندما قام السادات بطرد الروس، قاموا برعاية الثلاثي المستبد: القذافي وصدام والأسد، وقد أقام الثلاثة أنظمة وراثية مافيوية عديمة الرحمة، تستلهم النمط الستاليني في تقديس شخصية الزعيم، وتعلّقوا برعاتهم الجدد بسرعة، وقام الأسد بمنح موسكو حق استعمال قاعدة طرطوس البحرية التي تعتبر اليوم آخر موطئ قدم للروس في المنطقة.
وبعد موت الاتحاد السوفييتي عام 1991، انهار النفوذ الروسي، وأصبحت موسكو تمقت التدخلات الغربية التي اقتلعت صدام والقذافي، لكن الانسحاب الأميركي من المنطقة يمنح بوتين، الذي يعتبر نفسه مسؤولاً عن الحفاظ على الزعامة الروسية من عهد القياصرة إلى اليوم، فرصة لتقليص النفوذ الأميركي وتقديم روسيا كلاعب عالمي لا يمكن الاستغناء عنه.
وفي هذا السياق، ينسجم إنقاذ بشار (ابن الأسد) بالتوازي مع محاربة المعارضة وتنظيم «داعش»، مع حرب روسيا ضد الجهاديين الشيشانيين، علماً أن النجاح سيجلب لها نفوذاً في إيران التي كانت تتمتع فيها ذات يوم بالتأثير والقوة.
ومع ذلك، فمن غير المستبعد أن ينتهي الأمر ببوتين إلى الاحتذاء بإمبراطورة روسيا كاترين الثانية ويتنازل عن النفوذ في سوريا مقابل إنهاء العقوبات الغربية وتأمين ضم شبه جزيرة القرم، فهذا الاستعراض العسكري يتعلق أولاً وأخيراً ببقاء بوتين السياسي.
ومن بعض النواحي، يُعتبر دفاعه عن الدكتاتور السوري دفاعاً عن سلطته هو ضد التمرد، فصيغة السلطة في روسيا على الشكل التالي: السلطوية في الكريملن، مقابل الأمن والرخاء في الداخل والمجد في الخارج، وحالياً هناك سحر وجاذبية للمغامرة المشرقية!
والواقع أن موسكو تفتقر للموارد الكافية لتحل محل أميركا، ولا شك أنها ستجد في سوريا مستنقعاً يصعب الفكاك منه، لكن الروس يشعرون بأن روسيا، الإمبريالية العظيمة، كانت دائماً لاعباً في الشرق الأوسط، وأن الجرأة مهمة في هذا العالم المتوحش
سايمون سيباج مونتيفيور
كاتب ومؤرخ بريطاني
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
======================
نيوريورك تايمز :بوتين وفشل سياسة الحلفاء
تاريخ النشر: الأربعاء 28 أكتوبر 2015
ما انفك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفاجئ العالم؛ فبعد تدخله العسكري الروسي في سوريا، أجرى بوتين هذا الأسبوع اجتماعاً وجهاً لوجه في موسكو مع بشار الأسد. وعلى غرار ما حدث عقب تدخل بوتين في أوكرانيا العام الماضي، فقد صدر الكثير من التعليقات حول عبقريته الاستراتيجية المفترضة، تعليقات ترى في معظمها أن الرئيس الروسي تحرك على نحو حاسم، ويمسك بزمام المبادرة، ويخلق حقائق على الأرض، على عكس تحركات الغرب الضعيفة وغير الفعالة في سوريا.. ولكن العكس هو الصحيح.
قبل خمس سنوات، كانت روسيا في موقف أقوى بكثير، سواء داخلياً أو في العالم. أما اليوم، فإن بوتين يقف موقفاً دفاعياً ويمعن في اتخاذ القرارات الخاطئة، مسترشداً في ذلك بنظرية قديمة في السياسة الدولية عفَّى عنها الزمن. بيد أن إدراك أخطاء روسيا لا يضمن فشلًا في المستقبل. ولذلك، فإنه لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الوقوف موقف المتفرج وانتظار فشل روسيا، بل عليها أن تتبنى استراتيجية شاملة لتقليل العواقب السلبية لأعمال روسيا وتعظيم التأثيرات الإيجابية لأعمالنا.
بعد فشل سياسته مع «فيكتور يانوكوفيتش» حليفه السابق في أوكرانيا، فشلت سياسة بوتين أيضاً مع حليف آخر، الأسد. فرغم عرقلته قرارات مجلس الأمن الدولي ضد نظام الأسد، وتزويده دمشق بالأسلحة، وحثه حلفاء سوريا على القدوم لنجدة النظام، إلا أن جهود وتين لم تفض إلى تعزيز حكم الأسد. ذلك أنه بعد زهاء أربع سنوات من الحرب الأهلية، يحكم الأسد مناطق أقل اليوم ويواجه خصوماً أقوى. ولهذا السبب، في الواقع، اضطر بوتين للتدخل – ولإنقاذ حليفه المستبد من الهزيمة. على المدى القصير، حمّست حملة القصف الروسية في سوريا الجيش السوري وحلفاءه لشن هجوم مضاد على ثوار المعارضة – أي ضد الجميع تقريباً باستثناء تنظيم «داعش» - غير أنه على المدى الطويل، لا تستطيع الضربات الجوية الروسية لوحدها استعادة سلطة الأسد على كامل البلاد، ذلك أن بوتين يبرع في الرد التكتيكي على الانتكاسات على المدى القصير، ولكنه يبدو أقل براعة في التخطيط الاستراتيجي على المدى الطويل. ولذلك فإنه حتى من دون رد من قبل الغرب، فإن مآل مغامرات بوتين الخارجية هو الفشل في النهاية، وخاصة مع ازدياد المشاكل الاقتصادية الداخلية تفاقماً.
بيد أنه سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يسعوا لتقصير تلك المدة عبر التصدي لروسيا على عدة جبهات، إذ بينما ينخرط بوتين كليا في سوريا لدعم حليفه، علينا أن نقوم بالمثل مع شركائنا وحلفائنا – ليس فقط في سوريا، ولكن في أوروبا وعبر العالم أيضاً.
ففي سوريا، لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح لروسيا بالقضاء على كل اللاعبين باستثناء الأسد وتنظيم «داعش»؛ ولذلك علينا أن نقدم مزيداً من الأسلحة والدعم لمجموعات أخرى من الثوار، كما ينبغي أن نحذر بوتين من أن مزيداً من الهجمات على الثوار غير التابعين لتنظيم «داعش» سيدفعنا لحمايته، سواء عبر إقامة منطقة محمية يحظر فيها الطيران أو عبر تزويدها بأسلحة مضادة للطائرات.
وينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أيضاً أن تغتنم تركيز بوتين على سوريا لتعميق دعمها لأوكرانيا. فمقابل التقدم على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وخاصة الإجراءات الخاصة بمحاربة الفساد، يمكننا أن نقدم مساعدات مالية أكبر للبنى التحتية وبرامج الخدمات الاجتماعية، والآن هو الوقت المناسب لدعم الجيش الأوكراني عبر توفير مزيد من التداريب العسكرية والأسلحة الدفاعية. وفي أماكن أخرى من أوروبا، ينبغي أن يقوم حلف «الناتو» بنشر قوات برية في بلدان حلفائنا الذين يواجهون أكبر قدر من التهديد من روسيا. فضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق أوكرانيا شكَّلا انتهاكاً واضحاً للاتفاقية الموقعة بين «الناتو» وروسيا عام 1997 في باريس حول طبيعة العلاقة بين الجانبين، واتفاقيات أخرى. ورداً على ذلك، يستحق منا حلفاؤنا في «الناتو» التزامات جديدة ذات مصداقية.
من الواضح أن لدى الولايات المتحدة مصلحة في صعود روسيا ديمقراطية وغنية وقوية، ومندمجة بشكل كامل في الأسرة الدولية. وقد يدرك الزعماء الروس الجدد أيضاً، في النهاية، أن طريق روسيا إلى العظمة يقتضي إصلاحاً في الداخل وزعامة مسؤولة في الخارج، وأن دعم الحكام المستبدين الفاشلين عبر استعمال القوة ليس استراتيجية موفقة، غير أن الطريقة الوحيدة لدفع روسيا في الوقت الراهن للسير في اتجاه مختلف تتمثل في احتواء مسار بوتين الحالي والتصدي له، ليس فقط من خلال ردنا المباشر في سوريا، ولكن أيضاً بطريقة مستديمة واستراتيجية عبر العالم.
مايكل ماكفول
أكاديمي أميركي سفير الولايات المتحدة السابق في روسيا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
======================
صحيفة يني شفق :هل هناك سايكس-بيكو جديدة؟
ياسين أقطاي- صحيفة يني شفق: ترجمة ترك برس
نعيش خلال هذا العام أحداثا تذكرنا بما حصل قبل 100 عام، وتحديدا في الحرب العالمية الأولى، والتي أثرت بصورة كبيرة على شكل العالم الجديد، وقد عاشت الدولة العثمانية أياما صعبة جدا في تلك الفترة، ومنها انبثقت اتفاقية سايكس-بيكو، التي قسمت جغرافيا الدولة العثمانية بين الدول، وقد نفهم من اسم هذه الاتفاقية أنها وقعت بين طرفين فقط، هما فرنسا وانجلترا، لكن هناك طرف آخر انسحب من الاتفاقية في عام 1917، ألا وهو الإمبراطورية الروسية.
من الملفت للنظر، أننا نعيش أحداثا مماثلة لما حصل قبل قرن من الآن، خصوصا بعد الصدمة التي عاشها الشريف حسين وكل المتمردين ضد الدولة العثمانية وضد والخليفة، وذلك بعد حدوث الثورة البلشفية عام 1917 وسيطرتها على الحُكم في روسيا. والآن، وبعد مرور 100 عام على تلك الأحداث، تدخل روسيا في هذه المنطقة، ليتشكل فيها معادلات قوى جديدة بوجود روسيا.
كانت روسيا أحد الأطراف الضعيفة قبل قرن، سواء بعد الثورة البلشفية أو حتى بعد تشكيل الاتحاد السوفييتي، وذلك لأنها لم تستطع تجاوز الأزمات التي عاشتها، لكنها اليوم، أصبحت أكثر فعالية وأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط، وتدخلت بصورة فاعلة فيه، وذلك من خلال استغلال الفجوة في سوريا، وهذه المرة يتصرف الروس بصورة مختلفة، حيث لا يسعون إلى الدخول في أزمة من خلال التدخل في سوريا ثم يضطرون للانسحاب، ولهذا يعملون جاهدين لفرض سيطرة كاملة على ما يحصل هناك.
سلمت انجلترا حجم تأثيرها ونفوذها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، لتصبح السياسة الأمريكية في المنطقة أمرا لا يمكن تهميشه، وتدخلت بصورة مباشرة واحتلت العراق لتزيد من قوتها، لكنها فشلت في “هندسة المجتمع” في الشرق الأوسط، ولهذا خرجت العديد من الأزمات والمشاكل التي لا تزال تعاني منها حتى الآن، وكان آخر هذه المظاهر خروج تنظيم داعش.
ولهذا وصلت الأزمة السورية إلى مرحلة لم تستطع فيها الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ سياسة حاسمة، وإنما لاحظنا ترددها في اتخاذ القرارات، وكان للأزمة أيضا جوانب إنسانية صعبة. لكن في نفس الوقت، لا يسعى باراك أوباما إلى اتخاذ أي خطوة قد تكون خطرة في الملف السوري، وذلك لأنه تبقى لديه عام واحد فقط لانتهاء مهمته كرئيس لأمريكا.
من المؤكد أنّ باراك أوباما فشل في التصرف مع الملف السوري، لكن توسيع المجال والإطار أمام روسيا بهذه الطريقة يطرح علامات استفهام متعددة، فهل يحصل هذا نتيجة عدم قدرة أوباما على عمل شيء؟ أم أنهم فتحوا هذا المجال لروسيا من أجل أن تستطيع أمريكا تحديد سياستها في المنطقة لعشر سنوات مقبلة؟
سنحصل على إجابة هذا السؤال خلال السنوات القليلة القادمة، لكن ما وصلت إليه الأمور في سوريا، هو اجتماع الأطراف التي وقعت اتفاقية سايكس-بيكو مجددا على نفس الطاولة، ولهذا نتساءل فيما إذا كان هناك اتفاقية سايكس-بيكو جديدة ستخرج من الساحة السورية؟ أم أنّ هناك حسابات أخرى؟ إجابات هذه الأسئلة ستسهل علينا فهم ما يجري حاليا.
======================
واشنطن بوست : أوباما يدرس إرسال قوات خاصة إلى سوريا
كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية أن الرئيس «باراك أوباما»، يدرس إرسال قوات من رجال العمليات الخاصة الأمريكية إلى الجبهات الأمامية للقتال في سوريا لأول مرة.
وقالت الصحيفة إن كبار مستشارى الأمن القومي للرئيس الأمريكي، أوصوا بإجراءات من شأنها أن تنقل قوات أمريكية قرب الخطوط الأمامية في سوريا والعراق.
ووفق الصحيفة فإن تلك الخطوة تدلل على عدم رضا البيت الأبيض عن التقدم الذى يحرزه تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما تدلل على أن «البنتاغون» يسعى لتوسيع التدخل العسكري الأمريكي في الصراعات طويلة المدى في الخارج.
وأضافت الصحيفة، بحسب الترجمة التي أوردتها “الخليج أونلاين”، أن النقاش حول الخطوات المقترحة والتي قد تعني وضع عدد محدود من قوات العمليات الخاصة لأول مرة على الأرض فى سوريا، وتجعل المستشارين الأمريكيين قرب نيران المعارك فى العراق، تأتي مع ضغوط على الجيش الأمريكي لتقديم خيارات جديدة لمزيد من التدخل العسكري في كل من سوريا والعراق وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهم) قولهم، إن «المناقشات لا تزال جارية حول تلك الخطوة التي تحتاج إلى موافقة رسمية من أوباما، الذي قد يتخذ قرارا في أقرب وقت من هذا الأسبوع، ويمكن أن يقرر عدم تغيير مسار الحالي في مواجهة التنظيم».
وأضاف المسؤولون أنه من غير الواضح كم عدد القوات الإضافية المطلوبة لتنفيذ التغييرات التي يجري النظر فيها من قبل «أوباما»، ولكن العدد الآن من المرجح أن يكون صغير نسبيا.
ووفق الصحيفة، تأتي تلك التوصيات بناء على طلب من «أوباما»، وتعكس قلقه وكبار مستشاريه من أن المعركة فى سوريا والعراق قد أصابها الجمود إلى حد بعيد وتحتاج لأفكار جديدة لتوليد زخم ضد قوات «الدولة الإسلامية».
وحذر المسؤولون الأمريكيون، من أن التدابير الجديدة تنطوي على إمكانية وضع الولايات المتحدة في صراع مباشر مع النظام السوري والقوات الروسية والإيرانية التي تدعمه
غير أن الصحيفة ذهبت في قراءتها لتلك الخطوة إلى أنها لن تؤدي إلى وضع القوات الأمريكية فى دور قتالى مباشر في سوريا، وإن كانت تعكس، تغييرا كبيرا فى استراتيجية «البنتاغون».
عكس السير
 
======================
الجارديان: "دعوة إيران لمحادثات سوريا تمثل تغيرا في سياسة أمريكا وحلفائها"
 
بي بي سي
الجارديان نشرت موضوعا تحليليا لمحرر شؤون الشرق الأوسط أيان بلاك تحت عنوان "دعوة إيران لمحادثات سوريا تمثل تغيرا في سياسة أمريكا وحلفائها".
ويقول بلاك إن دعوة إيران لتصبح وللمرة الاولى منذ بدء الصراع في سوريا أحد الاطراف التى تقرر مصير البلاد يمثل تغيرا كبيرا وملحوظا على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط.
ويعتبر بلاك أن هذه الدعوة هي العلامة الثانية على أن الأحداث بدأت تتخذ منحى في صالح نظام بشار الأسد بعد العلامة الاولى وهي التدخل العسكري الروسي.
ويوضح بلاك أن إيران كحليف استراتيجي للأسد اتخذت قرارا استراتيجيا وثابتا منذ بداية الصراع في مساندة الأسد ونظامه وهي على خلاف روسيا لم تقر ابدا إمكانية التوصل لحل سياسي للصراع بدون الأسد كشريك أساسي.
ثم يضيف أن إيران أمدت نظام الأسد بالمقاتلين من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين وأمدته بمليارات الدولارات نقدا وفي صورة قروض كما أمدته بمقاتلين من البلدان التى تشكل امتدادها الشيعي في دول الجوار مثل العراق وأفغانستان وباكستان كما دفعت بحليفها الأخر في لبنان إلى أتون المعارك.
ثم يشير بلاك إلى أن دعوة إيران بالطبع لن ترضي المملكة العربية السعودية والتى تشكو من تمدد لنفوذ الإيراني وخطره على أمنها مضيفا أن الرياض منعت دعوة إيران إلى محادثات مشابهه في السابق لكن رضاها هذه المرة يشير إلى الضعف السعودي و اليأس الذي تواجهه على الساحة الدولية بخصوص الملف السوري.
ويعرج على الاتفاق النووي الذي عقدته واشنطن مع إيران وإلى رؤية الرياض وحلفائها في الخليج التي تتمثل في أن إيران بإمكانها استخدام الاموال التى ستحصل عليها في دعم نفوذها وتوغلها في المنطقة كما تفعل في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
======================
الديلي تليغراف :"تقارير مضللة"
الديلي تليغراف نشرت موضوعا لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رولاند اوليفانت تحت عنوان "التقارير الروسية حول قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مضللة".
ويقول اوليفانت واصفا الصور التىي نشرها الجيش الروسي لعملياته في سوريا إنها مثل أي جزء من الدعاية الروسية لعملياتها العسكرية في سوريا صور باللونين الأبيض والاسود لما يقول الجيش الروسي إنه انفجارات ناجمة عن غارات شنها على مواقع التنظيم.
لكن اوليفانت يشير إلى تحليل جغرافي جديد صدر مؤخرا عن مجموعة لمراقبة التحركات العسكرية الروسية تؤكد أن 75 في المائة من الصور التى تعرضها وزارة الدفاع الروسية لعمليات في سوريا هي في الواقع لا تعود جغرافيا لمواقع لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقامت مجموعة "بيللينغكات" بتحليل 60 مقطعا مصورا أصدرتها وزارة الدفاع الروسية ونشرتها على موقعها الرسمي على يوتيوب خلال الشهرين الماضيين وكانت النتائج مفاجئة.
ويوضح أوليفانت أن المجموعة وجدت انه من بين 51 مقطعا مصورا قالت موسكو إنها استهدفت مواقعا في سوريا لم يكن بينها إلا 15 مقطعا فقط تم تأكيد صحة الادعاءات الروسية بخصوص مواقعها ولم يكن بين هذه المواقع إلا موقعا واحدا يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية.
======================
نيويورك تايمز: روسيا فاقمت من معاناة الشعب السوري
1:30 م, 14 محرّم 1437 هـ, 27 أكتوبر 2015 م14780
تواصل- ترجمة:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن هدنة هشة قضي عليها في شمال مدينة حمص، عندما قام الطيران الحربي الروسي بالبدء في مهاجمة قرية “تير معلة” مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً ودفع معظم السكان للفرار من منازلهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على القرية كان جزءاً من تصعيد أوسع للعنف في أنحاء سوريا الذي تسبب في تشريد عشرات الآلاف في غضون أسابيع فقط، وقاد عمال الإغاثة للتحذير من أن سوريا تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في ظل الحرب التي تشهدها.
واعتبر عمال الإغاثة أن تكثيف القتال يقود لمزيد من اليأس لدى الشعب السوري، في وقت تزداد فيه أعداد الفارين إلى دول مجاورة وخاصة إلى أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن منظمة الهجرة العالمية أن أكثر من 9 آلاف مهاجر دخلوا يومياً إلى اليونان خلال الأسبوع الماضي، وهو العدد الأكبر منذ بدء العام.
وتحدثت عن أن قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل وافقوا على إنشاء مراكز استقبال في اليونان وعلى طول طريق البلقان في أوروبا لاستقبال نحو 100 ألف طالب لجوء.
وذكرت الصحيفة أن كثيراً من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها حكومة بشار الأسد يعتبرون أن التدخل الروسي جاء في وقته، لكنَّ السوريين في أجزاء من وسط وشمال سوريا يعتبرون أن روسيا فاقمت من المعاناة.
======================
"نيويورك تايمز": تأكيد تركيا قصفها مواقع كردية سورية يعقد استراتيجية أمريكا في قتال "داعش"
البوابة نيوز
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تأكيد تركيا قصفها لمواقع تسيطر عليها القوات الكردية في سوريا يضفي مزيدا من التعقيد على سعي الولايات المتحدة لوضع استراتيجية متماسكة لمقاتلة الدواعش في سوريا.. معلقة على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حول هذا الشأن.
ورأت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن هذا التأكيد يزيد التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا اللتين تعتبران حليفتين بشكل رمزي في المعركة ضد داعش، بيد أن مصالحهما تختلف في الجوهر.
وأكدت تركيا، ولأول مرة اليوم على لسان رئيس حكومتها، أنها قصفت مواقع في سوريا تسيطر عليها القوات الكردية التي أصبحت خلال العام الماضي أهم حليف في سوريا يساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حربه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وذكرت الصحيفة أن رئيس وزراء تركيا لم يذكر تحديدا توقيت تلك الهجمات، بيد أنه قال إنها أعقبت تحذير تركيا للمقاتلين الأكراد بعدم تحركهم غربا صوب نهر الفرات .. مؤكدا بقوله "لقد قصفناهم مرتين".
وتعتبر الحكومة التركية هذه الميليشيات أنها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يعد منظمة "إرهابية" بدأت تمردا على أراضيها منذ عام 1984.
وكان المقاتلون الأكراد في سوريا قد اتهموا أمس الاثنين الجيش التركي بإطلاق النار في نهاية الأسبوع على مواقعهم قرب الحدود مع تركيا، إذ أكدت وحدات حماية الشعب في بيان أن "الجيش التركى استهدف (السبت) وصباح (الأحد) مواقع لوحداتنا على طول الحدود عند مدينة تل أبيض التي استعادتها القوات من أيدي داعش من خلال قتال استمر أسابيع".
======================