الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/4/2016

سوريا في الصحافة العالمية 28/4/2016

30.04.2016
Admin


اعداد مركز الشرق العربي
عناوين  الملف :
  1. نيوزويك :الهدنة في سوريا خدعة لتمكين الأسد
  2. ديلي بيست: أميركا تغرق ببطء بالمستنقع السوري
  3. تلغراف: حلفاؤنا بالخليج يشعرون بأن بريطانيا خذلتهم
  4. إيزفيستيا الروسية :"CIA" والبيت الأبيض يستعدان لتكرار خطأ أفغانستان
  5. غازيتا :فلاديسلاف إينوزيمتسيف : حلفاء موسكو يطعنونها في الظهر من دمشق إلى يريفان
  6. ترك برس :هل تُستدرج تركيا إلى الحرب؟
  7. معهد أميركان إنتربرايز  :انطلاقًا من "حقل التجارب" السوري.. هكذا تستعد إيران لتحدي جيوش المنطقة
  8. معاريف: ران ادلست  27/4/2016: هذه خدعة فقط
  9. بروجيكت سنديكيت :قوى المهاجرين العظمى
  10. روبرت فولفورد – (ذا ناشيونال بوست) 22/4/2016 :من أين أتى "داعش".. وإلى أين سيذهب؟
  11. كيفن سوليفان - (ريل كلير وورلد) 21/4/2016 :هل ستعمل "خطة مارشال" شرق أوسطية؟
  12. التايمز: إفلاس داعش يعد طريقة فعالة لمحاربة التنظيم
  13. معهد واشنطن :إعادة النظر في الخط الأحمر: تكاليف خيار عدم ضرب سوريا وفوائده
  14. التلغراف: الجهادي جون إختبأ بشاحنة للهروب من بريطانيا للإنضمام لتنظيم "الدولة" في سوريا
  15. نيويورك تايمز: الهدنة في سوريا انهارت بنتائج وخيمة
 
نيوزويك :الهدنة في سوريا خدعة لتمكين الأسد
 
تحدث كتّاب في صحف أميركية عن وقف إطلاق النار في سوريا، وقالوا إن الهدنة على وشك الانهيار، وإنها مجرد خدعة تساعد الرئيس السوري بشار الأسد على التمسك بالسلطة.
فقد نشرت مجلة "نيوزويك" مقالا كتبه فيصل عيتاني وحسام أبو ظهر وقالا فيه إن الهدنة في سوريا عبارة عن خدعة لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة، وإنها سمحت لوسائل الإعلام الدولية بتجاهل الأزمة السورية وكأن الحرب قد انتهت.
وأضافا أن استهداف النظام السوري للمدنيين والمعارضة يشير إلى أن الهدنة لا تحمل أي معنى من الناحية العسكرية ولا السياسية، وأن النظام السوري يستغلها للهجوم على المعارضة وبسط سيطرته على مناطق جديدة.
وتساءل الكاتبان: هل ستعلن الأطراف الدولية عن بطلان الهدنة في سوريا، وعن الوقت الذي ستتبع فيه هذه الأطراف إستراتيجية جديدة لتجنب العيوب المتأصلة في الهدنة؟
من جانبها، نشرت مجلة "ذي ناشيونال إنترست" مقالا للكاتب دانييل ديبتريس قال فيه إن اتفاق "وقف الأعمال العدائية" السوري يعتبر منهارا وفي حالة الإنعاش، أو قد يكون ميتا من الأصل.
وأشار ديبتريس إلى أن هناك انزعاجا من المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا الذي يقود مهمة يمكن وصفها بالمستحيلة.
وأضاف أن دي ميستورا لا يريد التحدث عما سيحدث بعد فشل مفاوضات السلام السورية في جنيف، وذلك لاعتقاده أن بالإمكان الضغط بما يكفي للحصول على تنازلات من نظام الأسد واللجنة العليا للمفاوضات، وذلك بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل من شأنه أن ينهي الحرب في البلاد.
======================
ديلي بيست: أميركا تغرق ببطء بالمستنقع السوري
أشارت الكاتبة نانسي يوسف في مقال بمجلة ذا ديلي بيست الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تغرق ببط في المستنقع السوري، وذلك من خلال إرسالها دفعات من جنودها إلى هناك بين فترة وأخرى.
وقالت الكاتبة إنه رغم وعود الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم نشر جنوده لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، فإن واشنطن تعتزم إرسال 250 جنديا أميركيا إلى سوريا، وهي زيادة صارت أشبه بالعمل الروتيني والتدريجي في نشر القوات هناك.
وأشارت إلى أن الإعلان عن نشر قوات أميركية إضافية في سوريا يعد الثاني من نوعه خلال أسبوعين، وأن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يرجحون نشر المزيد من الجنود مع الاقتراب من استعادة مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
وأضافت أن مهمة هذه القوات الأميركية الإضافية في سوريا تقتصر على التنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن والمؤلفة من عدد كبير من الأكراد.
وأشارت إلى أن نقادا أبدوا قلقهم من أن زيادة القوات الأميركية لا تعد أمرا كافيا لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، ولكن يمكن بهذه الطريقة محاولة احتواء هذه الجماعة الإرهابية مع الحد الأدنى من الالتزام العسكري الأميركي.
ونسبت الكاتبة إلى مسؤول في البنتاغون القول إن مهمة القوات الأميركية الإضافية في سوريا ستشمل تجنيد مقاتلين من العرب، وأن المقاتلين الأكراد من بين أكثر القوى الفاعلة على أرض الواقع حتى الآن.
واستدركت لكن مسؤولين أميركيين يترددون في استعادة السيطرة على المدن الرئيسية في سوريا دون وجود قوة عربية في الصدارة.
======================
تلغراف: حلفاؤنا بالخليج يشعرون بأن بريطانيا خذلتهم
أشار مقال بصحيفة ديلي تلغراف إلى أن الشرق الأوسط يواجه واحدة من أشد الفترات اضطرابا في تاريخه، مع استمرار الفوضى في العراق، وأصداء "الربيع العربي" والحرب الأهلية السورية، وظهور تنظيم الدولة الإسلامية؛ مما أدى إلى تصدع هياكل الدول الإقليمية وأزمة اللاجئين الحالية التي تشكل ضغطا على الحدود والمؤسسات وتقاليد التسامح الأوروبية.
وعلق كاتب المقال الجنرال سايمون مايول المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية بأن هذا المشهد يجعل دول الخليج تشعر بالقلق، بينما لا يحرك الغرب ساكنا لتقديم المساعدة.
وانتقد مايول الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث إنه أدار "محور" سياسة خارجية غير مدروسة في آسيا؛ أدت إلى فك الارتباط بالمنطقة، ورأى أن عدم التحرك ضد الأعمال الوحشية في سوريا هو ما أدى إلى هذا الترحيب الفاتر أثناء رحلته الأخيرة إلى الرياض.
جانب من اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب والأردن بالرياض (الجزيرة)
وأضاف أنه بالرغم من الاتفاق النووي العام الماضي، فلا تزال إيران تستخدم وكلاء يغذون الفتنة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، وهذا التدخل من جانب طهران لا يهدد المصالح الغربية فقط بل الخليج أيضا، المنطقة الوحيدة المستقرة نسبيا.
وأكد الكاتب أهمية "الأصدقاء" في ما وصفها بالمعركة العالمية على الإرهاب وجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن هؤلاء الأصدقاء بحاجة ليعرفوا أن بريطانيا حليف موثوق.
ورأي أن أفضل السبل للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتحسين أمن بريطانيا وحماية مواطنيها يجب أن يكون بزيادة التنسيق والتعاون مع الأصدقاء والحلفاء في الخليج على أساس من التفاهم والمصالح المتبادلة.
وأضاف أنه كلما شعرت دول الخليج بالأمان أكثر كان أفق الإصلاح، ومن ثم أصبح الاستقرار أفضل على المدى البعيد، وعلى النقيض كلما شعرت بأنها أقل أمنا زاد احتمال حدوث الاضطرابات والفتن.
وختم الجنرال مقاله بأن معظم المراقبين المطلعين سيؤكدون أن آخر ما تحتاجه المنطقة الآن هو "ربيع عربي" آخر، ومن ثم يجب على بريطانيا أن تقرر ما إذا كانت تريد المساهمة في الأمن أو القلق.
======================
إيزفيستيا الروسية :"CIA" والبيت الأبيض يستعدان لتكرار خطأ أفغانستان
تاريخ النشر:27.04.2016 | 05:57 GMT | أخبار الصحافة
نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا بشأن خطورة المخططات الأمريكية في حال فشل التسوية السلمية للأزمة السورية، مشيرة إلى إنها ستكون تكرارا لخطأ أفغانستان.
جاء في مقال الصحيفة:
إن الحديث عن شرعية الانتخابات التي أجرتها حكومة بشار الأسد ومستقبل الحفاظ على العملية السياسية بعدها، يمكن اعتباره ببساطة خطوة جريئة رمت جانبا "الخطة باء"، التي تحدث عن تنفيذها "محللون في وكالة الاستخبارات المركزية" في سوريا، في حال وصول عملية التسوية السياسية إلى طريق مسدود.
وبصورة عامة، فإن مناورات الجانب الأمريكي حول "الخطة ألف" - أي وقف إطلاق النار والتسوية السياسية - تقدمت أكثر إلى "الواجهة". فالإدارة الأمريكية تتصرف في ظل انعدام الوقت اللازم؛ حيث لم يبق لدى أوباما سوى بعض الوقت ليعلن نفسه "صانعا للسلام في سوريا"، ولا سيما أنه يحتاج إلى إنجاز إيجابي قبل انتهاء فترة رئاسته في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ليزيل الصورة السلبية التي ترافقه. أما ماذا سيحصل بعد ذلك فليس مهما.
وقد اتضح أن "خطة باء" لا علاقة لها بالتسوية السياسية، لأنها تتضمن زيادة توريد الأسلحة إلى "المعارضة المعتدلة"، التي تتحول باستمرار إلى "غير معتدلة" فور تسلمها الأموال والأسلحة من الولايات المتحدة.
وهذا ما يعترف به الأمريكيون، حين يقولون إن المستقبل السياسي لزبائنهم في سوريا مشكوك فيه. في حين أن جوهر "الخطة باء" يتضمن توريد أسلحة دفاع جوي لـ "المعارضة المعتدلة" لحمايتها من الغارات الجوية
وذلك ما يشير إلى أن السياسة الأمريكية في الشرقين الأوسط والأدنى أكملت "دورة كاملة" وعادت إلى مفترق عام 1986، حين قررت توريد صواريخ "ستينغر" المضادة للجو إلى "المناضلين من أجل الحرية" في أفغانستان، كما سماهم رونالد ريغان، ليتخذ النزاع الأفغاني بعدا جديدا.
ومن المعلوم أن توريد الأسلحة إلى ما يسمى "الأممية الأفغانية" من قبل الولايات المتحدة هو الذي أدى إلى ظهور "القاعدة" و"داعش". ولعل الولايات المتحدة محقة في إشارتها إلى أن "القاعدة" تشكلت بأموال سعودية، وبأيدٍ أمريكية.
أي إن السياسة الأمريكية عادت إلى تلك النقطة وتقريبا مع نفس الحلفاء وبنفس الأفكار وإلى نفس النتائج، ولكن على مستوى تكنولوجي جديد، ومستوى عالمي جديد للعنف.
ولا يخفى أن هذا الأمر خطير جدا. لأن مناورات الإدارة الأمريكية تشير إلى أنها سياسيا ومن ناحية صورتها، تبدو من وجهة نظر الأشخاص العمليين في واشنطن حادة على أقل تقدير.
وبالطبع، فإن جميع المساهمين في العملية السياسية – الدعائية الأمريكية بشأن سوريا ينفون وجود مثل هذه الخطة، ويؤكدون أنها حتى ولو كانت موجودة، فإن المضادات الجوية ستزود بـ"منظومات رادار أرضية" لتحديد مداها القتالي.
بيد أن مشكلة "الخطة باء" الأمريكية بشأن سوريا ليست في أنها ستزعزع الاستقرار في مجمل الشرق الأوسط، بل في أن ظهورها إعلاميا، حتى ولو من باب الدعاية، للضغط على روسيا (وعلى إيران والأسد بدرجة أقل) يبين درجة عدم المسؤولية الجيوسياسية القائمة في واشنطن.
فالإدارة الأمريكية الحالية الساعية للانتقام تجاوزت "الخط الأحمر" عندما بدأت حربها الإعلامية، التي لم تجرؤ على استخدامها حتى في أصعب ظروف الحرب في شرق أوكرانيا.
وليس معروفا إلى أي حد سيصل تجاوز الولايات المتحدة لـ "الخط الأحمر" في السياسة العملية. ولكن يجب أن نتذكر أن اللامسؤولية لا تقتصر أبدا على "بؤرة" محددة، لأنها إما أن تظهر في كل مكان أو لا تظهر. ويجب عدم استبعاد تحول ما يقال عن "الخطة باء" إلى موضوع للمناقشة لتحديد سلبيات وايجابيات توريد الصواريخ المضادة للجو وغيرها من الأسلحة المشابهة.
ومع الأسف، فإن الولايات المتحدة لا تأخذ عبرا من دروس التاريخ. صحيح أن صواريخ "ستينغر" لم تطلق ضد الطائرات الأمريكية في أعوام الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. ولكن هجمات الـ 11 من سبتمبر/أيلول عام 2001 كانت ضربة كبيرة، وفرضت على الولايات المتحدة الدخول في "دوامة العنف" التي تستمر منذ 16 سنة.
ويمكن الاستنتاج من هذا أن السياسة الأمريكية في سوريا وفي الشرق الأوسط عموما أصبحت أكثر فوضوية، وبات هدفها الحصول على نتائج سريعة دون أن تبالي بالوسائل والشركاء. ومن الصعب أن تملك واشنطن الإرادة والقوة اللازمة للخروج من "دوامة العنف" في الشرقين الأوسط والأدنى التي هي نفسها خلقتها.
ويمكن القول ببساطة إن "نافذة الإمكانات" في العلاقات الأمريكية-الروسية بشأن تسوية النزاعات في سوريا والعراق آخذة بالانغلاق، إن لم تكن قد انغلقت تماما.
 
======================
غازيتا :فلاديسلاف إينوزيمتسيف : حلفاء موسكو يطعنونها في الظهر من دمشق إلى يريفان
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
في الأيام الأخيرة، وقعت سلسلة أحداث تحمل على الشك في صواب قرارات القيادة الروسية السياسية. والحدث الأكثر دلالة هو إخفاق اجتماع وزراء النفط والطاقة (وهو جمع ممثلي 18 دولة، 11 منها من منظمة أوبك، وروسيا والمكسيك وكازاخستان والبحرين وأذربيجان وكولومبيا وسلطنة عمان) في الدوحة. وأُرجئ الاجتماع الذي عقد في الدوحة أكثر من مرة. فإيران – وهي حليفة روسيا الرئيسية في المنطقة - ليست مستعدة للتكيف مع مطالب الشركاء. وهذا (النازع إلى رفض مطالب الشركاء) ما دار عليه كلام الغرب، ولكن موسكو لم تقم له حساباً.
وأرى أن الإخفاق الروسي في الدوحة هو سمة من سمات سياسة السلطات الروسية: المبالغة في تقدير نفوذها وامتثال الشركاء لها. وكانت نتيجة اجتماع الدوحة لتكون مختلفة ربما لو دعمت طهران مطالب موسكو. ولكن، يبدو أن روسيا عاجزة عن إقناع أولئك الذين وضعت من أجلهم سمعتها الدوليّة على المحك، حين دافعت عن رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية ودعمتها في مواجهة الغرب.
وفي سورية، نظمت سلطات الأسد في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها «انتخابات برلمانية»، وحصد حزب «البعث» الحاكم حوالى 80 في المئة من المقاعد، وأُعلن أنّ الجيش النظامي سيبدأ قريباً اقتحام حلب بدعم القوات الجوية الروسية. وتسعى موسكو وواشنطن الى حلّ دائم للأزمة السورية، من طريق التزام قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على إجراء الانتخابات بعد الاتفاق على دستور جديد للبلاد وتشكيل «سلطة انتقالية»، أي ليس قبل 2017. ولكن من الواضح أن حليف موسكو يخرج عن سيطرتها ويلعب بشروطه الخاصة. وسعى القادة الروس، طوال أشهر، الى معالجة الوضع في سورية من أجل إثبات أهمية روسيا للغرب وليس من أجل إبقاء الأسد في السلطة. وعلى رغم الدعم الروسي للأسد، يبدو أن الكرملين غير قادر على إرغامه على مراعاة مصالح روسيا.
والمؤشر الثالث الى الضعف الروسي هو حوادث ناغورنو قره باخ، حيث اندلعت اشتباكات، بعد أيام على وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بمشاركة روسيا. وأرى أن هذه المشكلة هي الأكثر دراماتيكية. فموسكو كانت طوال سنوات الضامن الأكثر خبرة ووزناً للسلام الهش في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، في إطار مجموعة مينسك للوساطة. ولكن في الآونة الأخيرة، سعى الكرملين الى المستحيل: من جهة، توسيع سوق الأسلحة والمعدات العسكرية في أذربيجان - وهي اليوم واحدة من الدول الأكثر عسكرة (بلغ الإنفاق العسكري العام الماضي 4.8 في المئة من الناتج المحلي)؛ وإبقاء، من جهة أخرى، أرمينيا في دائرة نفوذه. وفي هذا السياق، لا بد من التذكير بعملية «ليّ ذراع» يريفان في 2013، حين اضطرت هذه الى رفض توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والانضواء «على عجلة» في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. فصارت روسيا في وضع بالغ العسر: فهي تحتاج، من جهة، الى دعم شريكها الاستراتيجي، ومن جهة أخرى، الى عدم الدخول بنزاع مع باكو، على الأقل بسبب مشاركة أذربيجان في المحادثات الدولية حول النفط. ولا يصب تفاقم الوضع الحالي في القوقاز في مصلحة موسكو، ولكنها مسؤولة عما آلت إليه الأمور. فهي مدت أذربيجان بالسلاح، ودخلت في مواجهة حادة مع تركيا، وهذه تدعم باكو في النزاع. وروسيا مضطرة الى دعم أرمينيا، التي تعتبر رسمياً الدولة المعتدية (وحدة أراضي أذربيجان موثقة في جميع الاتفاقات الممكنة، بينما لا يوجد أي وضع قانوني لإقليم ناغورنو قره باخ). وإذا لم يسيطر على الصراع في مرحلة مبكرة، تقوضت هيبة موسكو في فضاء الاتحاد السوفياتي السابق. وإذا نشرت الدول الغربية قوات حفظ السلام، فإن «الضرر المعنوي» سيكون أكبر. المشكلة اليوم أنّ روسيا ليس لديها الموارد، ولا الكوادر للانخراط في تسوية مشاكل القوقاز. فالكرملين لا يزال مشغولاً بأوكرانيا وسورية والعلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة.
والجامع بين هذه الحوادث هو التصورات الخاطئة للنهج السياسي الروسي. فموسكو ترى أنها «القوة العظمى الوحيدة» القادرة على حلّ أي مشكلة من دون مساعدة الآخرين. وإذا عدنا إلى المحادثات في قطر، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تحاول روسيا دعوة آخرين وليس فحسب الدول المنتجة للنفط «التقليدية»؟ لماذا لم تدعُ كندا، أو الصين والبرازيل والهند - الشركاء الأحباء في «بريكس»؟ فالدول المجتمعة في الدوحة تستحوذ على 48.6 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط فحسب.
وألم يكن من الأفضل تكثيف الاتصالات مع الولايات المتحدة والمعارضة السورية، وتوضيح الموقف الروسي للأسد لتكون سورية الدليل على دور روسيا المحوري، وأنّ «من دونها «لا يمكن حلّ الصراعات الدولية الكبرى»، كما يقول وزير الخارجية الألماني؟ ألا تدرك موسكو أن تسليح أذربيجان المتواصل، سيؤدي الى حرب، حالما تفقد روسيا نفوذها في الدول المجاورة، وهذا يؤثر سلباً في حليفتنا أرمينيا؟
ويبدو أن إدراك موسكو أن الوضع العالمي الاقتصادي والسياسي يقتضي العمل الجماعي، والبراعة في فن التسوية. وعلينا الإقرار بأن «الشركاء الأعزاء»، على الدوام مستعدون لطعن روسيا في الظهر.
 
 
* محلل سياسي- اقتصادي، عن موقع «غازيتا» الروسي، 19/4/2016، إعداد علي شرف الدين
======================
ترك برس :هل تُستدرج تركيا إلى الحرب؟
27 أبريل 2016
غونغور منغي – صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس
في 23 نيسان/ أبريل توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إلى غازي عنتاب وقاموا بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين.
كما تفقدوا أوضاع اللاجئين في تركيا التي استقلبت وحدها الملايين منهم مؤخرًا باستبعاد الدول الأوروبية لهم من خلال خطة لحماية أنفسهم، وخططوا أيضًا كيف سيتم صرف الأموال التي سيقدمونها.
وبينما كانت المستشارة الألمانية المشاركة في قوى التحالف ضد داعش والمسؤولين الأوروبيين يقومون بذلك، كانت مدينة كيليس الواقعة جنوب غازي عينتاب تحت نيران الاعتداءات المستمرة من سوريا دون أن يبدي هؤلاء اهتمامًا كبيرًا بما يحصل.
والأمر نفسه بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت الدعم لأشهر عديدة من خلال الغارات الجوية من أجل تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تدعوه "بالحليف" على امتداد الحدود التركية، والمستمرة في دعمه إلى الآن في تحضيره عملية من أجل السيطرة على جرابلس ومنبج، لا يعنيها أمر قذائف الهاون والصواريخ الملقاة من سوريا على كيليس.
وضع مؤسف!
عندما بدأت الحرب الأهلية السورية وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا للتدخل في هذه الحرب "ضد الأسد".
وإن لم تتدخل تركيا في الحرب بشكل مؤثر ولكنها أدت دورًا سلبيًا في التغيرات الحاصلة على حدودنا بدعم من حلفائها منذ البداية، وبشكل خاص فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي والمشكلات الموجودة حتى الآن.
وباستثناء تصريحات مثل "تنحي الأسد" لم تتحول الولايات المتحدة الأمريكية بين حين وآخر ضد النظام السوري.
حتى أن الرئيس أوباما قال في حوار أجراه مع قناة البي بي سي "إن الإطاحة بنظام الأسد عن طريق تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية سيكون خطأً". ألن تتساءلوا إذًا؛ لماذا تم دفعنا للتدخل منذ البداية؟
كما قال أوباما في الحديث نفسه "إن الوضع السوري معقد ومؤسف للغاية، وسيواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية استهداف داعش في المناطق التي ترسل المقاتلين الأجانب إلى أوروبا".
وبناءً على ذلك فإن "المصالح الغربية واتخاذ حزب الاتحاد الديمقراطي النقاط الأخيرة مما سيؤدي إلى توحيد كانتونات عفرين وكوباني" تحظى وحدها باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية.
مواجهة داعش
إن استيعاب هذه النقطة مهم جداً بالنسبة إلى العلاقة بين "دفع تركيا إلى حرب ساخنة في سوريا والاعتداءات الحاصلة على كيليس".
لأنه على الرغم من إيجاد حالة من النزاع بين داعش وقوات حماية الشعب الكردي - حزب الاتحاد الديمقراطي في الظاهر، فإن خبراء الإرهاب يعرفون أن أسلوب رمي صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون الملقاة على كيليس دون معرفة الفاعل لن ينجح بالتأكيد.
حيث لقي 17 شخصًا حتفهم منذ 18 من كانون الثاني/ يناير وحتى الآن نتيجة الاعتداءات من سوريا على كيليس، وإصابة 88 شخصًا.
ولا بد من التذكير بتصريح قوات حماية الشعب الكردي في 29 من كانون الثاني من العام الجاري "بأنهم سيهاجمون جرابلس ومنبج وأعزاز"...
وكذلك تصريح صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي بخصوص رغبتهم في السيطرة على المنطقة الواقعة بين عفرين وكوباني فقط، وتوحيد روج آفا.
فقد أشار عبد الله أغار الخيبر بشؤون الإرهاب والعسكري المتقاعد المحنك إلى "استعادة المعارضة تشوبان باي على خط جرابلس – أعزاز من داعش في 7 من نيسان، ولكنها تمكنت من الاستيلاء عليها مجددًا في 11 من الشهر نفسه".
ولهذا يعد إيجاد تحديد العلاقة الموجودة بين داعش وحزب الاتحاد الديقراطي من أجل عدم الوقوع في الارتباك المؤسف في سوريا شرطًا.
هل الحرب في تلك المنطقة؛ بين "المعارضة" و"داعش" أم بين "المعارضة" و"داعش - حزب الاتحاد الديمقراطي" يا ترى؟
وبجميع الأحوال فإننا في شبكة لا يعرف أي الدول تحركها ووفق أي مخطط!
======================
معهد أميركان إنتربرايز  :انطلاقًا من "حقل التجارب" السوري.. هكذا تستعد إيران لتحدي جيوش المنطقة
أبريل 20, 2016 نقلا عن  معهد أميركان إنتربرايز
ترجمة: علاء البشبيشي
تُطَوِّر إيران نهجًا جديدًا لشن حروب خارج حدودها، مستخدمةً سوريا كحقل تجارب. إذ تقاتل وحدات قتالية، مستوحاة من الألوية والتشكيلات التقليدية التابعة للحرس الثوري الإيراني، على الخطوط الأمامية إلى جانب المليشيات السورية والعراقية وحزب الله اللبناني، منذ أكتوبر 2016. ويبدو أن أفراد هذه الوحدات يعملون ككوادر، ويتم توزيعهم على المجموعات المليشيوية العراقية والسورية واللبنانية، التي تعمل بدورها كجنود مشاه.
ولطالما جاهد المسئولون الإيرانيون لإخفاء مدى انخراطهم في الصراع السوريّ، وأصروا مرارا وتكرارا على أنهم يقتصرون على تقديم المشورة والتدريب والدعم للقوات السورية. لكن ما ذكرته وسائل الإعلام في طهران، ومواقع التواصل الاجتماعية، عن وقوع إصابات في صفوف الإيرانيين، تحكي قصة مختلفة.
بتحليلٍ دقيق للرتب وأفراد الوحدات الإيرانية التي أفادت التقارير بأنهم قُتِلوا في سوريا؛ يتبين أن ضباط الحرس الثوري يقودون الجنود في القتال، ولا يكتفون بتقديم المشورة. وبالمقارنة بين بيانات الإصابات وتواريخ العمليات التي تشنها القوات الموالية للنظام في سوريا؛ يمكن إثبات أن معظم هذه الوحدات التابعة للحرس الثوري الإيراني شاركت في العمليات الهجومية الكبرى في محيط حلب ما بين أكتوبر 2015 وفبراير 2016، وحظيت بتسهيلات بعد بدء العمليات الجوية الروسية.
ومع ذلك، تُظهِر البيانات أنه من غير المرجح أن يكون الضباط الإيرانيون يقودون قوات إيرانية في سوريا، حيث لم يتم الإبلاغ عن عدد كافٍ من الإصابات بين الأفراد المجندين في الحرس الثوري، يفسر عدد الضباط الذين قتلوا استنادا إلى نسب الإصابات العادية. وبالتالي، نحن نفترض أن الحرس الثوري الإيراني طوَّر قدرته على إرسال وحدات من الكوادر إلى سوريا، وزرعها وسط المجموعات المسلحة، ونجحت في قيادة هذه المليشيات خلال عمليات قتالية صعبة للغاية
هذه القدرة، هي التطور الطبيعي لتصميم الحرس الثوري ذاته؛ حيث أن وحداته مهيأة لتلقي تعزيزات من قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) في أوقات الحرب. لكن إجراء عمليات بهذا التنوع، على أرض أجنبية، مع تكتل من المليشيات، وعبر حواجز لغوية؛ يمثل صعوبةً بالغة. وإذا كان الحرس الثوري أتقن في الواقع هذه القدرة، فإنه بذلك يكون قد هيَّأ نفسه لاستخدام أعداد صغيرة من القوات التقليدية في ساحات القتال الخارجية؛ لإحداث آثار لا تتناسب مع حجمها. وهو ما يشكل زيادة كبيرة في قدرة إيران على نشر القوات العسكرية التقليدية في الخارج.
وقد تستخدم إيران هذا النمط من عمليات التدخل السريع في أماكن أخرى، مثل: العراق واليمن ولبنان، مع مجموعات كبيرة من الحلفاء والوكلاء المسلحين. هذا التطور في الأسلوب القتالي الإيراني، إلى جانب نية طهران المعلنة لشراء قاذفات قنابل متقدمة من روسيا، يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية ربما تسعى لامتلاك قدرة عسكرية تقليدية، يمكن أن تستخدمها لتحدي جيوش دول المنطقة، مثل: السعودية والإمارات وإسرائيل، بشكل مباشر أو عبر حروب بالوكالة.
ورغم أنه من السابق لأوانه استنتاج أن الحرس الثوري الإيراني يعتزم توزيع هذه القدرة على كل أو بعض وحداته، فمن الواضح أن المحللين الغربيين يجب عليهم أن يعيدوا النظر في التقييمات التي تعود لعقود حول اعتماد طهران على قوة القدس والوكلاء لخوض معاركها في الخارج. ويجب علينا أن نفتح عقولنا لاحتمال أن إيران، بعد رفع العقوبات، تعتزم على أن تصبح لاعبًا لإقليميًا عسكريًا مهما.
======================
معاريف: ران ادلست  27/4/2016: هذه خدعة فقط
الغد الاردنية
على حساب من بالضبط عقدت الاسبوع الماضي جلسة الحكومة في الجولان؟ دعنا من المال، ولكن ماذا عن الخدعة؟ طائرتان مروحيتان وكتيبة احتياط للأمن الجاري المحلي في حالة تأهب، عصبة من رؤساء المجالس وبالطبع كاميرات ارتبطوا جميعا معا كي يعلن نتنياهو هناك: "هضبة الجولان ستبقى إلى الابد في يد إسرائيل. إسرائيل لن تنزل عن هضبة الجولان أبدا". بل انه اضاف بضعة مفاهيم ليس لها أي علاقة بالادعاء بالجولان. "اشك اذا كانت سوريا ستعود في أي مرة من المرات لتكون ما كانت عليه. يوجد فيها اقليات مضطهدة مثل المسيحيين، الدروز والاكراد ممن يقاتلون عن حل في سبيل مستقبلهم وأمنهم. وبالمقابل، يوجد فيها محافل ارهاب، وعلى رأسهم داعش، ايران وحزب الله ومحافل ارهاب اخرى". لندع جانبا رؤسا الاخرة الدائمة لدى بيبي، ولكن العرض بأسره يقوم على اساس الهذيان.
يفترض بقراء "معاريف" ان يعرفوا، منذ بدأت المعارك في سوريا، بان مصلحة الحكومة هي أن تستخرج من مستنقع الدماء في سوريا اعترافا بسيادة إسرائيل على الجولان وان ليس لهذه الرغبة أي أمل. صحيح أنه يتجول هنا من يوبخون بمزايدة اولئك الذين ايدوا اتفاق السلام مع سوريا مقابل الجولان (بينهم رابين، شارون، باراك، نتنياهو) كمن يقولون: قلنا لكم! وكأن المعارك في سوريا ستسمح لإسرائيل بحيازة الجولان. المشكلة هي أن حكومة نتنياهو انجرت وراءهم ووراء نتنياهو الذي بحث بكل ثمن، بضغط انتفاضة عديمة الحل، عن وقفة وطنية كفاحية. وحتى النائب مايكل اورن قفز فجأة مع مفهوم خاص به: "ضم الجولان هو الحل للازمة السورية وللاتفاق مع ايران"، وأنا اتساءل ما العلاقة؟ اعود واقرأ اقواله واتساءل كيف تعمل هناك الدواليب، أي في رأس اورن.
ولكن ما لنا نشكو من اورن عندما يقول رئيس الوزراء لجون كيري: "لن نعارض تسوية سياسية في سوريا شريطة الا تأتي على حساب أمن دولة إسرائيل". وكأن هناك من يعتد به على الاطلاق. بل ويقول نتنياهو لكيري: "حان الوقت لان تعترف الاسرة الدولية بالواقع وبالاساس بحقيقتين اساسيتين: الاولى، مهما كان خلف الحدود، فالخط نفسه لن يتغير. والثانية، حان الوقت، بعد خمسين سنة، لان تعترف الاسرة الدولية اخيرا بان بالجولان سيبقى إلى الابد في سيادة إسرائيل".  وكانت الايماءة الهزلية التي قدمها الوزير اوفير اكونيس الذي ساهم في الجلسة بمفهوم أن "سوريا احتلت هضبة الجولان ونحن حررناها. لا جدال في ذلك والاسد يمكنه أن يقول ما يريد". حررناها ممن؟ فالهضبة لم تكن حتى في خريطة التقسيم قبل قيام الدولة. واضح تماما بان كل دولة او منظمة تجلس على مدخل القنيطرة ستطالب بالهضبة، والعالم سيستجيب لها. خيارات إسرائيل هي بين أمر سيئ وآخر اسوأ. وعلى أي حال ليس لحكومة إسرائيل أي سيطرة على ما يجري هناك
======================
بروجيكت سنديكيت :قوى المهاجرين العظمى
الغد الاردنية
مارك ليونارد*
لندن- يبدو أننا دخلنا عصر الهجرة. ولو قرر جميع الناس الذين يعيشون خارج بلد مولدهم أن يتحدوا ليشكلوا دولة خاصة بهم -جمهورية من لا جذور له- فإنها ستكون خامس أكبر دولة في العالم، حيث سيصل عدد سكانها إلى 240 مليون شخص.
على الرغم من الكتابات الكثيرة التي تحدثت عن تأثير حركة السكان على السياسات الوطنية، لم يكن هناك تركيز كبير على تأثيراتها الجيوسياسية. لكن الحركة الضخمة للسكان تخلق مسبقاً ثلاثة أنواع من قوى الهجرة العظمى: المستعمرون الجدد؛ والداعون للاندماج؛ والوسطاء.
يذكرنا المستعمرون الجدد بالمستوطنين من أوروبا الذين انتشروا حول العالم في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، حيث لم يفيدوا أنفسهم فحسب، وإنما أفادوا أوطانهم كذلك. وبالطريقة نفسها، تساعد الشعوب الأكثر حركة في القرن الحادي والعشرين بلدانها الأصلية في الوصول إلى الأسواق والتقنية، وتمنحها صوتاً سياسياً في العالم.
يصف الصحفي الأميركي هوارد دبليو فرينش كيف أصبحت أفريقيا "القارة الثانية للصين"؛ حيث يعيد أكثر من مليون مستوطن صيني تشكيل جنوب الصحراء الإفريقية، لدرجة أن الصينيين الذين يعيشون خارج البر الصيني هم أكثر من الفرنسيين الذين يعيشون في فرنسا، وهناك قصص مشابهة في كل قارة تقريباً. وعندما يعود هولاء المهاجرون إلى الصين، فإنه يتم الإستفادة بشكل كبيرة من قدراتهم. فهولاء الذين يعرفون في الصين باسم "سلاحف البحر" يهيمينون على صناعة التكنولوجيا في بلادهم.
ولدى الهند كذلك ما يقدر بنحو عشرين مليون مواطن في الشتات. وهم ناجحون جداُ ويتمتعون بعلاقات واسعة. ورواد الأعمال المولودون غب الهند مسؤولون عن إنشاء واحدة من بين كل عشر شركات في وادي السيليكون. وعلى سبيل المثال، فإن الرئيس التنفيذي لميكروسفت هو من أصول هندية، كما أن مخترع معالج إنتل بينتيوم والرئيس التنفيذي السابق للتكنولوجيا في موتورولا والرئيس التنفيذي لشركة غوغل هم من أصول هندية كذلك.
كيف يفيد ذلك الهند؟ أولاً، تتلقى الهند أكثر من 70 مليار دولار أميركي على شكل تحويلات كل سنة، وهو أضخم مبلغ على مستوى العالم، حيث يشكل 4 % تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي للهند، وهو يزيد على ما تنفقه الهند على التعليم. ومع أن من الصعب إثبات علاقة سببية، فإن تدفق الهنود على أميركا تصادف مع تحول في التوجهات الجيوسياسية للبلدين، بدليل الصفقة النووية التاريخية سنة 2008، والتي تخلت الولايات المتحدة الأميركية بموجبهاعن سياستها بالوقوف على مسافة واحدة من كل من الهند والباكستان.
من الممكن كذلك عندما تكون هناك حركة كبيرة لشعب ما أن يصبح ذلك الشعب قوة عظمى مستوطنة، حتى من دون الاعتراف به كدولة. وقد أصبح حوالي 35 مليون كردي -يعتبرون أنفسهم كشعب بلا دولة- من أنشط الشعوب المهاجرة من الناحية السياسية في أوروبا. ولذلك، ليس من قبيل الصدفة على الأرجح أن  تقوم الحكومات في السويد وألمانيا -اللتين توجد فيهما أعداد ضخمة من السكان ذوي الأصول الكردية- بتوفير الدعم العسكري لقوات البشمرغة الكردية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
النوع الثاني من قوى الهجرة العظمى هم الداعون إلى الاندماج. وتمتلئ المكتبات بالكتب التي تروي كيف استفادت الولايات المتحدة الأميركية من قدرتها على تحويل أناس من جميع أنحاء العالم إلى مواطنين أميركيين. كما تمكنت أنغولا والبرازيل من وقف هجرة العقول، وهي تستقبل حالياً أعدادا كبيرة من المهاجرين من الدولة الاستعمارية السابقة، البرتغال. لكن التجربتين المثيرتين للانتباه في مسألة الدمج هما إسرائيل و"الدولة الإسلامية".
كانت الهجرة من الشتات ضرورية لإسرائيل، وينعكس ذلك في المعنى العبري للهجرة: الياه، المشتقة من الفعل "صعد". وتوفر الحكومة مستشاري هجرة وتذاكر سفر مجانية لرحلة واحدة، ودروساً في اللغة ودعماً عملياً للمهاجرين. ولذلك ارتفع عدد سكان إسرائيل بمعدل تسعة أضعاف منذ تأسيس الدولة سنة 1948.
يطرح الكاتب الأميركي والمستشار السياسي دان سينور سؤالاً جوهرياً في كتابه "شعب الشركات الناشئة: قصة المعجزة الاقتصادية لإسرائيل "، والذي ألفه مع ساول سنغر، وهو: "كيف يمكن لدولة مثل إسرائيل، عدد سكانها 7.1 مليون نسمة وعمرها ستون سنة فقط ومحاطة بالإعداء وفي حالة حرب دائمة منذ تأسيسها، ومن دون موارد طبيعية، أن يكون لديها شركات ناشئة أكثر من دول كبيرة وسلمية ومستقرة مثل اليابان والصين والهند وكوريا وكندا والمملكة المتحدة؟ يكمن الجواب بالطبع في بالهجرة.
مع أن قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" لن يكونوا سعداء بهذه المقارنة، فإن الظهور السريع لمجموعتهم على الخريطة استخلص بعض الدروس من إسرائيل. ورما لا تحصل ما يطلق عليها "الدولة الإسلامية" على اعتراف من أحد، ولكنها تبني نفسها على أساس الهجرة. وطبقاً لمجموعة صوفان، فإن حوالي 30 ألف شخص من 86 بلد سافروا إلى المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في سورية والعراق.
النوع الثالث من قوى الهجرة العظمى هم الوسطاء، حيث يستخدمون جغرافيتهم اللحصول على تنازلات من الجيران المصابين برهاب الهجرة. وأبرز مثال على هؤلاء تركيا، التي كانت مضطرة في السابق إلى استجداء عضوية الاتحاد الأوروبي، وأصبحت الآن في وضع تملي منه شروط علاقتها مع بروكسل. وكشفت نسخة مسربة عن القمة الأخيرة مع القادة الأوروبيين كيف هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بنقل اللاجئين بالحافلات إلى اليونان وبلغاريا إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه.
تشكل النيجر دولة وسيطة أخرى، وقد نجحت، كنقطة عبور رئيسية لتسعين بالمائة من جميع المهاجرين من غرب أوروبا والذين يعبرونها في طريقهم لإيطاليا، في تأمين مبلغ 600 مليون يورو (680 مليون دولار أميركي) من ميزانية المساعدات الأخيرة للاتحاد الأوروبي، مما يعني أن النيجر حذت حذو معمر القذافي في لبييا، الذي أطلق تحذيره الشهير بأنه سيحول أوروبا إلى اللون الأسود إذا لم تدفع له لكي يوقف سيل المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
تعرف القوى الحالية التي كانت أول من استفاد من عولمة التجارة باسم القوى السبع العظمى. ويمكن أن يطلق على البلدان والمناطق والمنظمات التي تستفيد من الهجرة -الصين والهند وكردستان وإسرائيل وتنظيم الدولة الإسلامية وتركيا والنيجر- اسم "قوى الهجرة السبع العظمى". واليوم، بعد أن أصبح التحكم بتدفق الناس عامل قوة، فسوف يتُاح للدول التي تحذو حذو دول الهجرة السبع فرصة تعزيز ثقلها الجيوسياسي.
سوف يكون أكبر تحد بالنسبة للغرب هو كيف يمكن إحداث توازن بين الضغط المحلي من أجل إغلاق الحدود وبين المزايا الجيوسياسية لقبول الهجرة. لكنه يبدو الآن على أقل تقدير أن الدول السبع العظمى التي أصبح تدفق المهاجرين الذي يمكن تحمل تكلفته بسهولة يشكل "أزمة"، سوف في المساهمة في صعود قوى الهجرة السبع.
 
*مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
روبرت فولفورد – (ذا ناشيونال بوست) 22/4/2016 :من أين أتى "داعش".. وإلى أين سيذهب؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
في شهر حزيران (يونيو) من العام 2014، قلل باراك أوباما من شأن مجموعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أو "داعش"، فوصفها بأنها مجرد معادل إرهابي لمنتخب مدرسي لكرة السلة للناشئين. وأشار إلى أنه "إذا ارتدى فريق مدرسي صغير لكرة السلة زي فريق الليكرز، فإن ذلك لا يجعل أحدهم كوبي برايانت". وبكلمات أخرى، ليس هناك شيء ينبغي أن يقلق الأميركيون بشأنه.
وبعد بضعة أسابيع فقط، اجتاح فريق سلة الناشئين ذاك أربع وحدات عراقية واستولى على الموصل (بعدد سكان يبلغ 2.5 مليون نسمة)، وثاني أكبر مدينة في العراق. وأصبح واضحاً منذ ذلك الحين أن مخالب "داعش" تصل إلى المملكة العربية السعودية والأردن واليمن وأفغانستان ونيجيريا. واليوم، استقرت أكبر المكاتب الفرعية التابعة للتنظيم في سرت؛ المدينة الميناء الواقعة في شرق ليبيا.
الآن، أرسل قائد "داعش" والخليفة الذي نصب نفسه بنفسه، أبو بكر البغدادي، العديد من القادة إلى هناك استعداداً لاحتمال حدوث تغيير كبير: إذا أجبر "داعش" على التراجع من سورية، فسوف تكون سرت هي مقره الجديد.
تظهر هذه الحقيقة الأخيرة في كتاب فواز جرجس، "الدولة الإسلامية في العراق وسورية: تاريخ" (الصادر عن مطبعة جامعة برينستون). وجرجس هو أستاذ لبناني-أميركي في كلية لندن للاقتصاد، متخصص في شؤون الشرق الأوسط. وبالكتابة بالكثير من الطاقة والوضوح، وانطلاقاً من معرفة واسعة غير مألوفة، يريدنا جرجس أن نعرف كيف ولد "داعش" في المستنقع الطائفي الفاسد والمثقل بالطغيان الذي يشكله الحكم في الشرق الأوسط. وهو يعتقد أن "داعش" لن يختفي إلى أن يتم تجفيف هذا المستنقع الضار كبداية.
كان البغدادي وغيره من قادة "الدولة الاسلامية" انتهازيين استفادوا من فراغ السلطة الذي خلَّفه إضعاف الحكومات. وكان الربيع العربي، ابتداء من العام 2011، محاولة علمانية للتخلص من الطغاة الذين سيطروا تقليدياً على الدول العربية. وهز الربيع العربي جذور المؤسسات الوطنية القوية وفككها، من الجيش إلى جامعي القمامة. ومع تجويف تلك العناصر والفوضى التي تلت ذلك، تحرك "داعش" ليشغل الفراغ.
في أماكن معينة، مثل المناطق السورية التي دمرتها الحرب الأهلية، قام "داعش" بتأسيس خدمات حكومية حيوية. وقد شعر المحتاجون، والقادرون على تجنب المتاعب مع "داعش" بالامتنان جراء ذلك -لفترة وجيزة على الأقل. لكن هذه العصابة من القتلة لا تمتلك "فيما عدا الصخب والغضب وعبادة الموت"، أي شيء إيجابي تقدمه للعرب والمسلمين، كما يقول جرجس.
باعتباره فصيلاً سنياً، استمد "داعش" كثيراً من القوة من الصراع الدائر بين السنة والشيعة منذ قرون. ويبدو في كثير من الأحيان أن السنة والشيعة يكرهون بعضهم بعضاً أكثر مما يكرهون الأميركيين، أو حتى الإسرائيليين. ويزعم السنة أن الشيعة زنادقة، وخنجر موجه إلى قلب الإسلام، والأشرار المسؤولون عن تراجع الحضارة الإسلامية. ويعتقد كثير من السنة بأنه يمكن لوم الشيعة حتى على خسارة معركة فينا في العام 1683، عندما اقتربت الإمبراطورية العثمانية من فتح أوروبا واحتلالها. ويتبنى البغدادي وجهة نظر تقوم على الإبادة الجماعية للشيعة: ينبغي أن ينظر إليهم على أنهم كفار يجب إما أن يتحولوا عن مذهبهم أو يبادوا.
يرى جرجس أن نزوع القتل لدى "داعش" تعكس التاريخ الحديث للمنطقة. ويقول إن الفظائع التي يرتكبها "داعش" تنبع من الإرث المرير للحكم البعثي الذي مزق النسيج الاجتماعي العراقي، وترك جروحاً مفتوحة ما تزال تتفاقم. ويحيط البغدادي نفسه بمجموعة من صغار وكبار الضباط من جيش وشرطة صدام حسين السابقين، الكثيرون منهم تنفيذيون سابقون في النظام البعثي الوحشي.
من حيث الإيديولوجيا، يشكل "داعش" حركة سلفية-جهادية، وجزءا من التيار الأصولي التطهيري المتأسس في ما يعتبره أتباعه الإسلام الأصيل. وفي السلوك، يتبع التنظيم قانون الشريعة الإسلامية، ويناصب الحداثة العداء المطلق.
بالنسبة لشخص يقضي أيامه في دراسة الفظائع المتكررة في الشرق الأوسط، يبدو جرجس متفائلاً بشكل مدهش. وعلى الرغم من استمرار المجندين الأجانب في الوصول إلى "داعش"، هناك تقارير موثوقة أيضاً عن المقاتلين الذين يغادرون المنظمة. وقد جف تدفق الجهاديين المتجهين إلى سورية جزئياً منذ أغلقت الولايات المتحدة وتركيا الحدود بين تركيا وسورية، والتي كانت توفر حتى وقت قريب شريان الحياة لـ"داعش".
يقول جرجس أن "داعش" يمكن أن يتحول إذا هُزم في نهاية المطاف إلى شكله الأصلي -منظمة شبه عسكرية سلفية جهادية تعمل تحت الأرض. ويصل تفاؤل جرجس ذروته عندما يتخيل ما سوف يحدث لاحقاً. ويقول إنه إذا أراد العالم العربي الحيلولة دون ظهور "داعش" أو شيء مثله مرة أخرى، فإنه يحتاج إلى إحداث إصلاح فكري رئيسي. يجب فصل الدين عن الدولة، بحيث لا يتمكن الدين من اجتياح السياسة وإغراقها. وسوف تكون المواطنة وسيادة القانون، وليس الانتماء الديني أو العرقي، هي أساس العضوية في الدولة القومية. وسيكون التسامح أساسا للمناهج الدينية والتعليمية.
سبق وأن قدم الكثيرون من المثقفين العرب اقتراحات مماثلة، وأحيانا على حساب حياتهم نفسها. ولا يقترح جرجس كيف سيتم إدخال هذا التغيير الجذري الذي يصفه على يد سكان يفتقرون إلى الخبرة في تطوير الأفكار الحديثة. وبدلاً من ذلك، يتركنا مع اعتقاده بضرورة النضال من أجل إحداث هذا التغيير الجيلي المركب، والفوز به في نهاية المطاف، بغض النظر عن المدة التي يستغرقها ذلك. لكن التاريخ الحديث يشير إلى أنها ستكون مدة طويلة جداً في واقع الأمر.
 
======================
كيفن سوليفان - (ريل كلير وورلد) 21/4/2016 :هل ستعمل "خطة مارشال" شرق أوسطية؟
الغد الاردنية
 
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يبدو الأمر وكأن لدى الجميع "خطة مارشال" من نوع ما ليقوم بتسويقها في هذه الأيام. ولنأخذ، على سبيل المثال، الثنائي غير المتوقع، السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، وبونو، رجل المقدمة في فرقة يو2 للروك.
كان غراهام قد اقترح في أعقاب رحلة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤخراً "خطة مارشال" جديدة في وقت سابق هذا الشهر، من أجل المساعدة في تعزيز الحكومة المصرية المتعثرة برئاسة الجنرال عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى حكومات أخرى في المنطقة، من التي تكافح بسبب أزمات اللجوء المعيقة.
وقال غراهام خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: "لقد صعقت من الكيفية التي تدهورت إليها الأمور. إنك إذا ذهبت إلى مصر ولم تدرك أنهم في حاجة إلى بعض المساعدة منذ الأمس، فإنك ترتكب بذلك خطأ جسيماً".
وفي الأثناء، ردد بونو، موسيقي الروك الأيرلندي وفاعل الخير منذ وقت طويل صدى دعوة غراهام للقيام بعمل "مارشالي" أثناء شهادة أدلى بها أمام لجنة كارولاينا الفرعية لتخصيصات المساعدة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وروى المشقات والأهوال التي شاهدها هو أيضاً خلال زيارات قام بها مؤخراً لمخيمات اللجوء في كينيا والأردن وتركيا.
وكتب بونو، أيقونة موسيقى الروك أند رول، في مقال افتتاحي في صحيفة "نيويورك تايمز"، والذي نشر تكريماً لزيارته للكابتيول هيل (مقر الكونغرس)، إن خطة مارشال "قدمت التجارة والتنمية في خدمة الأمن -في أماكن تحطمت فيها المؤسسات وفقد فيها الأمل". وأضاف: "حسناً، الأمل لم يفقد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليس بعد، ليس حتى حيث ما يزال متماسكاً معاً بواسطة خيط. لكن الأمل يصبح نافد الصبر. ويجب أن نكون كذلك نحن أيضاً".
وليس الرجلان مخطئين، ليس تماماً على أي حال. فقد تركت أزمة اللجوء ملايين الأشخاص مشردين في داخل وخارج سورية على حد سواء، أو أسهمت مباشرة في موجة عصية على الإدارة من المهاجرين، والتي غمرت شواطئ أوروبا وجابت طرق وشبكات السكك الحديدية في القارة بحثاً عن السلامة والاستقرار. وقد حطمت هذه الأزمة الفظيعة جيلاً بأكمله من السوريين، وربما أكثر من ذلك. وهي تتطلب بلا شك رعاية والتزاماً أكبر من المجتمع الدولي.
مع ذلك، تناقض جهود غراهام وبونو المخلصة بلا شك فهماً خاطئاً بشكل كبير حول ما كانته خطة مارشال بالضبط، وكيف ولماذا كانت مؤثرة جداً في مساعدة أوروبا الغربية على التعافي في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية.
بعيداً عن أن تكون مجرد حزمة إغاثة، صممت خطة مارشال بشكل محدد من أجل إعادة الاستدامة لجزء منكوب من العالم، والذي واجه تهديداً عسكرياً سوفياتياً مباشرة بعد استسلام المانيا النازية في العام 1945. وكان الهدف من مبلغ 13 مليار دولار الذي قدم لأوروبا (وتركيا) في الفترة بين عامي 1948-1952 -حوالي 103 مليارات دولار إذا عُدلت طبقاً للتضخم، أي أقل من كلفة إعادة الإعمار في أفغانستان- هو تعزيز اقتصادات صناعية قادرة أصلاًً في وجه التهديدات غير الحصرية تقريباً للفقر والحرمان والشيوعية. واعتقد مخططو خطة مارشال بأنه يمكن لأسواق المفتوحة وقدر أكبر من الاعتمادية المتبادلة بين اقتصادات أوروبا الغربية المساعدة في تخفيف حدة العداوات والمعاناة التي كانت قد قادت القارة إلى طريق الحرب والدمار. وكان لدى معززي الخطة قبل الحرب دعائم للإنتاج الصناعي والزراعي في أوروبا، بالإضافة إلى استهلاك صحي ومستويات مريحة كانت موجودة في المنطقة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي الحقيقة، وفي عموم الكثير من أوروبا الغربية التي مزقتها الحرب، كانت ظروف النمو والازدهار حاضرة أصلاً حتى قبل وصول دولارات مارشال إلى متلقيها.
لماذا الشرق الأوسط مختلف
لسوء الحظ، لا يمكن قول الشيء نفسه عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم. وعلى الرغم من أن الحروب في العراق وسورية واليمن قد أسهمت بشكل كبير في حالات الفشل الحكومي والاقتصادي الحالي في المنطقة، فإن ظروف النجاح كانت غير موجودة أو ناقصة، حتى قبل الغزو المزعزع للاستقرار الذي قامت به الولايات المتحدة للعراق في العام 2003. وكان الناتج الاقتصادي والإنتاجية منخفضين أصلاًً مقارنة مع أجزاء أخرى من العالم، وكانت معدلات البطالة مرتفعة جداً، خاصة في أوساط الشباب في الشرق الأوسط. وكان الفساد وسوء الحكم متفشيان في عموم العالم العربي، حيث لم يكن يوجد نوع المؤسسات الديمقراطية التي كانت موجودة في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية.
في كتابه الذي صدر في العام 2008 تحت عنوان " كسب السلام: خطة مارشال وانتهاء عمر أميركا كقوة عظمى"، كتب المؤرخ نيكولاس ميلز قائلاًً: "إننا نواجه، كما لم يواجه مخططو مارشال في تعاملهم مع أوروبا الغربية، تحدي التدخل في بلدان فيها مستويات النزاع العرقي مرتفعة، وحيث التقاليد الديمقراطية قليلة، وحيث يشكل الحضور الأميركي مصدراً للشك".
بالإضافة إلى ذلك، كان الأميركيون يستطيعون الإشارة في أوروبا إلى بلدان وثقافات لا تشاركهم قيمهم وحسب، وإنما إلى بلدان كانت قد ساهمت في تطوير مجتمعهم الخاص نفسه. وكما كان الرئيس هاري ترومان في ذلك الحين، فإن إعادة إعمار أوروبا كانت مسألة ضرورية "للمحافظة على الحضارة التي تتجذر فيها طريقة الحياة الأميركية".
بينما كان مستوى الشك في الأميركيين الألمان متفشياً قبل الحرب العالمية الثانية، فإن ارتباط أميركا بالقارة الأوروبية جعل من الصعب عليها عدم رفع المعاناة والأغلال حتى عن ألمانيا من أولئك من مواطنيها أنفسهم. وكان الألمان يشكلون أكثر من 10 في المائة من السكان الأميركيين مع نهاية القرن التاسع عشر، وثمة أسماء مثل أيزنهاور ونيميتز، والتي قادت الحملة ضد قوى المحور.
لا ينطوي الأميركيون ببساطة على نفس ذلك النوع من التبعية والحميمية مع العالم العربي، ما يجعل القضية الصعبة أصلاً التي يطرحها غرام وبونو أكثر صعوبة أيضاً. ويمثل المسلمون 1 % تقريباً فقط من عدد سكان أميركا في الوقت الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة للعرب الأميركيين. وبالإضافة إلى ذلك، خسرت الولايات المتحدة أصلاً الآلاف من الأرواح الأميركية وأنفقت مليارات الدولارات في جهودها لإعادة إعمار العراق وأفغانستان، ويتطلب إقناع الجمهور الأميركي بأن نفس هذا الجزء من العالم سيتطلب حتى المزيد من الأموال والعضلات الأميركيين على الأرجح بذل جهد أسطوري ومرهق جداً، حتى بالنسبة لشخص مثل جورج مارشال الذي يصعب أن يتكرر.
وهذا شيء سيئ الطالع، لأن احتياجات الشرق الأوسط كثيرة، والألم الذي يتم الشعور به في الكثير من أنحاء المنطقة هو ألم حقيقي جداً. ولا يمكن حل أي من تلك المشاكل على أي حال من خلال أي كمية من الإغاثة الغربية التي يتم منحها لحكومات استبدادية وغير خاضعة للمساءلة مثل تلك الموجودة في القاهرة.
غني عن البيان أن المشاكل التي تعصف بالشرق الأوسط تتطلب حلولاً شرق أوسطية -والأكثر أهمية، وضع نهاية للعنف والتدهور الوطني المستمرين في سورية واليمن والعراق. ويتطلب الحل قدراً من التعاون والتنسيق بين الشيعة والسنة والإسلاميين والعلمانيين والفرس والعرب، وهو شيء غير موجود اليوم ببساطة، ولا يستطيع أن يغير ذلك أي قدر من التخطيط الاقتصادي -سواء كان مارشال أو غير ذلك.
 
======================
التايمز: إفلاس داعش يعد طريقة فعالة لمحاربة التنظيم
النشرة الدولية
الخميس 28 نيسان 2016   آخر تحديث 09:07
رأت صحيفة التايمز البريطانية أن " إفلاس تنظيم داعش يعد طريقة فعالة لمحاربة التنظيم"، لافتة إلى ان "استهداف الغارات لمخازن تنظيم داعش أدى لإتلاف مئات الملايين من الدولارات التي كانت ستستخدم لدعم أنشطتها العسكرية"، مضيفة أن رائحة هذه الأموال المحروقة كانت الأذكى بالنسبه للتحالف المناويء له.
وأوضحت أن هذه هي الطريقة الأمثل بلا شك لدحر تنظيم داعش، مشيرة إلى ان "تنظيم داعش يخفق في دفع مستحقات جهادييه كما أن العديد منهم أضحوا يحصلون على نصف مستحقاتهم". وأضافت "بدأ داعش يواجهه صعوبات بإدراة المدارس، كما أنه استقطع من كميات المواد الغذائية التي يوزعها".
======================
معهد واشنطن :إعادة النظر في الخط الأحمر: تكاليف خيار عدم ضرب سوريا وفوائده
\مايكل سينغ
"وول ستريت جورنال"
22 نيسان/أبريل 2016
في مقال لـ جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي أتلانتيك" مؤخراً، أشار الكاتب بدهشة بأن المنسق السابق لسياسات الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيل غوردون يعتقد أنه كان يجب على الولايات المتحدة الرد عسكرياً على تخطي الرئيس السوري بشار الأسد "الخط الأحمر" عبر استخدامه الأسلحة الكيميائية. وفي المقابل، قال أوباما لغولدبرغ إنه "فخور جداً" بقرار عدم توجيه الضربات، فيما اعتبر مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن التهديد باستخدام القوة مهّد الطريق لمبادرة دبلوماسية أدت إلى قيام السيد الأسد بشحن الكثير من مخزونه من الأسلحة الكيميائية إلى الخارج. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل كانت قضية عدم توجيه الضربات دراسة حالة إفرادية في "مصداقية الردع"، كما قال السيناتور تيم كين، أو أنها عبارة عن "ارتجال محرج من هواة" كما اعتبرها أحد النقّاد؟
يتطلب الحكم على السياسة دراسة نتائجها والتكلفة التي تم بها إنجاز هذه النتائج. فوفقاً لتقرير نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" في 23 تموز/ يوليو 2015، حقق الهدف الأكثر وضوحاً، وهو القضاء على مخزون السيد الأسد من الأسلحة الكيميائية، نجاحاً جزئياً فقط. فقد سيطر النظام السوري على أمن مفتشي الأسلحة وتحركاتهم، واستخدم ذلك النفوذ لعرقلة عملهم.
وقبل الإعلان عن قراره بعدم شن هجمات [على منشآت الأسلحة الكيميائية]، أعرب السيد أوباما عن خشيته من أنه إذا تم استخدام هذه الأسلحة "في ظل غياب أي تحرك، فإننا نرسل بذلك إشارة مفادها أن هذا المعيار الدولي لا يعني الكثير". ومع ذلك، فبدلاً من أن تؤدي المبادرة الأمريكية -الروسية في سوريا إلى تعزيز القاعدة الدولية ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، كان لها تأثيراً معاكساً على ما يبدو. فقد اتهم مسؤولون أمريكيون نظام الأسد بالاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية في عام 2015، بعد فترة من الإعلان عن انتهاء عمل المفتشين؛ بيد، لم يؤدِ ذلك الانتهاك إلى أي تصد مجدِ من قبل الولايات المتحدة أو غيرها. ووفقاً لـ "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، استخدم تنظيم «الدولة الإسلامية» الأسلحة الكيميائية في وقت لاحق أيضاً، مما دفع الولايات المتحدة إلى شن ضربات جوية على المرافق ذات الصلة بالقرب من الموصل من دون الكثير من الجدل أو الضجة.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار عدم توجيه الضربات لم يردع نظام الأسد عن قتل المدنيين، ولم يمهد لفترة من التعاون الأوسع بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا؛ بل على العكس من ذلك، فقد ارتفع بسرعة عدد المدنيين الذين قتلوا أو شردوا [من منازلهم]، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى قرار روسيا الانخراط عسكرياً في سوريا في الخريف الماضي، وهو تدخل أخذ الولايات المتحدة على حين غرة وعزز الهجمات المميتة التي يشنها السيد الأسد على أبناء شعبه من خلال تأمين غطاء جوي فعال لقوات النظام وحلفائها، وزيادة وتيرة الغارات الجوية، وإعطاء النظام الوقت والمجال لحشد قواته بشكل عام
وهذه النتائج لها تكلفتها. فالحصيلة التي تُذكر في معظم الأحيان هي الضرر الذي لحق بمصداقية الولايات المتحدة، التي كان وزير خارجيتها جون كيري قد حذر من كونها على المحك. وهذه التكلفة، التي يبدو أن أوباما رفضها بصورة قاطعة في المقابلة مع غولدبرغ، قد أُشير إليها إلى حد كبير من قبل حلفاء الولايات المتحدة، ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضاً في أوروبا وآسيا ودول أخرى، في الوقت الذي يقيّم هؤلاء التزامات واشنطن تجاههم. ففي صفوف الحلفاء الذين كانوا يستعدون لدعم الهجمات قبل إلغائها، مثل الفرنسيين، كان الضرر بالتأكيد أكبر من ذلك.
لقد اعتبر البعض أن قرار عدم توجيه ضربات على منشآت الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الأسد، أدى إلى توفير حبل إنقاذ ضروري جداً للنظام، من خلال تجنيبه ليس فقط ضربات على هذه المنشآت بل أي تدخل على الإطلاق، نظراً إلى وجود مفتشين وحاجة إدارة أوباما إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع روسيا التي تدعم الأسد. وفي الواقع، إن تراجع الولايات المتحدة في الوقت الذي كان من المتوقع منها اتخاذ اجراءات مناسبة، قد يكون عاملاً في قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل في سوريا.
وربما سيقدم مسؤولو إدارة أوباما نظرة مختلفة عن الواقع، مفادها أن التدخل في سوريا ما كان من الممكن أن يكون فعالاً، أو كان يمكن أن يكون عبارة عن "منحدر زلق" يؤدي إلى تدخل عسكري طويل الأمد. وقد يعترف البعض بأن وضع الخط الأحمر بادئ ذي بدء، والذي يبدو أن الرئيس الأمريكي وضعه من دون الرجوع إلى مستشاريه، كان عبارة عن خطوة غير حكيمة ولكن التراجع عنه كان خير الشرين
وبالطبع، لا سبيل لمعرفة ما الذي كان سيحصل. وبالتالي، بدلاً من مناقشة عمل افتراضي لم تشارك فيه الولايات المتحدة، فإنه لأكثر تنويراً دراسة السياسة التي نفذتها واشنطن بالفعل، والتي أدت إلى نتائج مشكوكة بتكاليف عالية.
 
مايكل سينغ هو زميل "لين سوينغ" الأقدم والمدير الإداري في معهد واشنطن. وقد نُشرت هذه المقالة في الأصل من على مدونة "ثينك تانك" على موقع الـ "وول ستريت جورنال".
======================
التلغراف: الجهادي جون إختبأ بشاحنة للهروب من بريطانيا للإنضمام لتنظيم "الدولة" في سوريا
قبل 4 ساعة
البي بي سي
 
تقرير عن كيفية هروب الجهادي جون وإسمه الحقيقي محمد إموازي من بريطانيا للإنضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا و قراءة في فاعلية انخفاض موارد هذا التنظيم الذي خسر مئات الملايين من الدولارات الأمريكية جراء الغارات الجوية ضده، من أهم موضوعات الصحف البريطانية الخميس.
ونقرأ في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لجوسيه إنسور بعنوان "الجهادي جون إختبأ بشاحنة للهروب من بريطانيا ولينضم لتنظيم "الدولة" في سوريا".
وقالت كاتبة المقال إن " جهادياً بريطانياً رافق الجهادي جون - الجلاد سيء السمعة- في رحلته إلى سوريا رغم إدراجه على لائحة المراقبة في بريطانيا".
وأضافت الكاتبة أن "اللندني محمد إموازي الذي اشتهر بتسجيلات الفيديو التي وثقت قطعه لرؤوس رهائن غربيين والذي قتل خلال غارة أمريكية في سوريا، استطاع الهروب من لندن برفقة صديق لم يكشف عن اسمه في بداية 2013 من دون لفت انتباه السلطات البريطانية".
وكتب صديق إموازي الذي رافقه في رحلته بمجلة "دابق" الشهرية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن "مشكلتنا الأساسية كانت تتمثل بمغادرة بريطانيا من دون أن ينتبه لنا حرس الحدود بسبب إدراج أسمائهما على لائحة الأسماء التي يتوجب القاء القبض عليها.
وأضاف " كان علينا تجنب المطارات والمحطات والمرافيء الرسمية في البلاد، وفي النهاية قررنا السفر بالإختباء في شاحنة".
وأوضحت الكاتبة أن " إموازي وصديقه نجحا بالهرب من بريطانيا وبحوزتهما 30 الف جنية استرليني نقداً، كما أنهما وصلا إلى فرنسا ومنها إلى بلجيكا حيث حلقا ذقنيهما واشتريا ثياباً جديدة، وتذاكر سفر إلى البانيا".
وأردفت الكاتبة أنهما " كانا على ثقة أن جهاز الاستخبارات البريطانية لم يعط السلطات البلجيكية أي معلومات عنهما".
وأردفت أن " الجهادي جون وصديقه البريطاني ذهبا مشياً على الأقدام من البانيا إلى اليونان ثم استقليا مركباً باتجاه تركيا".
وختمت بالقول إن " ممثل لتنظيم الدولة الإسلامية استقبلهما وساعدهما للوصول إلى سوريا".
======================
نيويورك تايمز: الهدنة في سوريا انهارت بنتائج وخيمة
6:43 م, 20 رجب 1437 هـ, 27 أبريل 2016 م10261
تواصل – ترجمة:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها: إن 5 من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة “الخوذ البيضاء” بسوريا قُتلوا في هجمات جوية على مقرهم شمال سوريا أمس، في ظل تصاعد العنف بمحافظة حلب ومقتل العشرات خلال الأيام الأخيرة في هجمات متبادلة من الحكومة والمعارضة المسلحة.
وأشارت إلى أن عمال الإغاثة قُتلوا بعد استهداف مقرهم بـ4 ضربات جوية وصاروخ أرض – أرض غربي محافظة حلب.
وتحدثت الصحيفة عن أن الغارات الجوية في تلك المنطقة يشنها جيش الأسد وحلفاؤه الروس.
ووفقاً لمنظمات معارضة ووسائل إعلام تغطي الشأن السوري، فإن حصيلة القتلى جراء الضربات الجوية للنظام السوري والقصف خلال الأسبوع الماضي تجاوزت 100 قتيل.
واعتبرت أن تبادل الهجمات بين النظام والمعارضة التي أدت لسقوط قتلى في المناطق الخاضعة لسيطرتهما تدل على أن الهدنة الجزئية التي استمرت لما يقرب من شهرين قد انهارت بنتائج وخيمة بالنسبة للسوريين.
ونقلت الصحيفة عن قائد منظمة “الخوذ البيضاء”، المعروفة كذلك بالدفاع المدني السوري، اتهامه للحكومة السورية والروس بالاستهداف المتعمد لعمال الإغاثة، وطالب بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لإنهاء قصف المناطق المدنية.
======================