الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 29-12-2015

30.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. الغارديان ":الضربات الجوية الروسية في سورية لا تساعد بإحراز التقدم على الأرض
  2. واشنطن بوست :ليونيد بيرشيدسكي :روسيا بوتين 2015.. عام المغامرات الخارجية
  3. الإندبندنت: الشرق الأوسط على طريق التقسيم
  4. صنداي تايمز : الأوروبيون منقسمون بشأن اللاجئين.. صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية : الانقسامات في سوريا و العراق تنذر بأزمة لاجئين قد تستمر لسنوات
  5. لوباريزيان : “داعش” يداعب أحلام الفتيات .. فهل يكن سلاحه القادم ؟
  6. نيويورك تايمز: الأمم المتحدة توجه رسالة للمتقاتلين في سوريا ورعاتهم
  7. ديلي تلغراف :الحرب العالمية الثالثة ستبدأ بتدمير الأقمار الصناعية
  8. نيويورك تايمز: تزايد عمليات اختطاف الصحفيين فى سوريا
  9. واشنطن بوست: مأساة الطفل السوري إيلان تتجاوز صورة صدمت العالم
  10. نيويورك تايمز: إلى ماذا يطمح اللاجئون.. تركيا أم أوروبا؟
  11. معهد واشنطن :دروس عسكرية روسية لـ «حزب الله» في سوريا
 
الغارديان ":الضربات الجوية الروسية في سورية لا تساعد بإحراز التقدم على الأرض
مارتن تشولوف؛ وكريم شاهين - (الغارديان) 12/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يعاني الجيش السوري الآن من نقص كبير في القوات، وما يزال غير قادر على تجيير حملة موسكو فائقة التدمير لمصلحته.
عندما شنت روسيا حملتها الجوية من أجل دعم الرئيس السوري بشار الأسد، فإنها كانت تعول على القوات البرية للجيش النظامي السوري لاستكمال ما بدأته طائراتها الحربية.
ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من 12 أسبوعاً على بدء القصف، لم يستطع الجيش السوري، إلى جانب العدد الضخم من الميليشيات الشيعية التي تدعمه، سوى تحقيق القليل من المكاسب ذات المعنى على الأرض. وفي الأثناء، أضافت طائرات موسكو الحربية طبقة جديدة من المذبحة أيضاً، فقتلت نحو 600 مواطن سوري على الأقل، بمن فيهم 70 مواطناً في إدلب مؤخراً، كما ذكرت الأنباء.
وفي شمال سورية، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينتي حماة ودمشق، كان الدمار الذي حل بالبنية التحتية المدنية والمراكز السكانية في الأسبوعين الماضيين أكثر كثافة منه عند أي نقطة في ما يقارب خمس سنوات من الحرب، كما يقول سكان تلك المجتمعات ومراقبون من خارج سورية.
وفي الأثناء، ادعت الولايات المتحدة بأن الفجوة العريضة التي كانت موجودة في السابق مع روسيا حول كيفية وضع حد للحرب ما تزال تضيق؛ حيث أعلى كلا الجانبين في الأسابيع الأخيرة من شأن بدء عملية سلام تستهدف نزع فتيل الصراع الذي أفضى إلى مقتل 250.000 شخصاً على الأقل، وحول سورية إلى أنقاض.
ولكن، على الأرض في مناطق الثوار، ثمة القليل من الإيمان بجدوى هذه العملية السلمية. وقال طبيب في مستشفى في إدلب كان يعالج الإصابات، مشيراً إلى تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري "أين هم هؤلاء الروس العقلاء الذين يدعي كيري بأنهم شرعوا في رؤية الضوء؟"، وأضاف: "طائرات بشار الحربية لم تقصفنا أبداً كما يفعل الروس الآن. ولم يعمد داعش نفسه إلى اصطيادنا وقتلنا على هذا النحو".
منذ تدخلت روسيا في سورية، يتكثف الضرر الناجم عن الضربات الجوية، لكن القوات البرية السورية لا تظهر سوى إمارات قليلة على أنها قادرة على استخدام هذا لما يصب في مصلحتها. ومع إيقاع صواريخ المعارضة المضادة للدبابات خسائر كبيرة في مدرعات النظام في المنطقة بين حماة واللاذقية، يتصاعد استدعاء الذكور في عمر التجنيد للخدمة العسكرية في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، في محاولة لتعزيز كوادر القوات الوطنية.
وفي دمشق، تبذل الجهود على قدم وساق لتعويض الخسائر في قوات الجيش. وقال أحد السكان في عمر التجنيد أن السلطات قامت بحملة قبل نحو شهرين، والتي تهدف إلى تجنيد عشرات الآلاف من رجال المدينة في قوات الاحتياط العسكرية. وقال أيضاً أن المستهدفين في الحملة هم الأشخاص الذين كانوا قد أدوا أصلاً خدمتهم العسكرية الإجبارية.
وأضاف: "إنهم يريدون أناساً لديهم بعض الخبرة. ولذلك يأخذون الناس الذين سبق وأن خدموا في الجيش من قبل، ويقومون بإعداد قوائم دعوات للاحتياطي بدلاً من إرسال الاستدعاء إلى منازل الناس، وبحيث لا يذهبون إلى الاختباء".
وأضاف أن نسخاً عن القوائم أعطيت لنقاط التفتيش كافة في أنحاء المدينة، وأن نقاط التفتيش تقوم بتدقيق هويات الشباب الذين يمرون من خلالها، حيث تقوم بتجنيدهم فوراً إذا كانت أسماؤهم مدرجة على لائحة المستدعين.
وقال أيضاً: "إذا كان المارون من المطلوبين للاحتياط، فإنهم يأخذونهم فوراً ومن دون سؤال. ليس هناك شيء حتى من قبيل: اذهب إلى بيتك أولاً وأحضر ملابسك". كما أقامت الحكومة أيضاً نقاط تفتيش متنقلة جوالة تجوب الضواحي بحثاً عن مجندين محتملين.
وقال رجل آخر من دمشق إن أربعة من أصدقائه سيقوا من منازلهم في وقت مبكر من الأسبوع الماضي إلى قاعدة للجيش في المدينة. وأضاف: "هناك سيارات شاحنة تجوب المدينة الآن، وهي تأمر الرجال والفتيان بالتطوع في الجيش".
الحملة الرئيسية التي تم تسويقها على أنها مهمة تهدف إلى تحرير سورية من الإرهاب، والتي كانت قد بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، تستمر في تركيز الكثير من طاقتها بعيداً عن معاقل مجموعة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". ويقول مسؤولون عسكريون إقليميون ودبلوماسيون إن 80 % من الضربات الجوية الروسية تستمر في استهداف مناطق تسيطر عليها كل العناصر من المعارضة من غير "داعش" بما في ذلك الجهاديون والإسلاميون والمجموعات غير الإيديولوجية.
وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تقوم بتسجيل وتوثيق الهجمات في عموم البلد إن المزيد من المساجد والمخابز والمباني السكنية والمدارس ومحطات الوقود وإمدادات مياه ما تزال تقصف بشكل متكرر. وجمعت اللجنة سجلات لحوالي 570 مدنياً، بمن فيهم 152 طفلاً، ممن قتلوا جراء الغارات الروسية.
وفي إدلب، التي سقطت في أيدي مجموعات المعارضة بقيادة الجهاديين، بمن فيهم "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في الربيع الماضي، يقول موظفو الدفاع المدني أن ست غارات جوية على الأقل ضربت ضاحية سكنية في قلب المدينة، ما أفضى إلى مقتل 70 شخصاً وجرح أكثر من 100 آخرين على الأقل. وجاءت الهجمات بعد ضربات موثقة وجهت لنحو 13 مستشفى وعيادة طبية على الأقل منذ أوائل تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهجمات شنت على مقربة من نقطتين حدوديتين رئيسيتين بين تركيا وشمال غربي سورية في كانون الأول (دبسمبر) الحالي.
وقال موظف في منظمة غير حكومية: "لقد أعاقوا إمدادات المساعدات، وحتى الإمدادات الروتينية لحلب. لا شيء يمر. وقد أصبح أولئك الذين ظلوا في الشمال يتضورون جوعاً. وهذه استراتيجية عسكرية واضحة".
في الأسبوعين الأخرين، وقع 70 انفجاراً على الأقل، كان العديد منها بسبب الضربات الجوية، وتم قصف منطقة الغوطة التي مزقتها الحرب والقريبة من العاصمة السورية أيضاً، ما أفضى إلى مقتل العشرات من الأشخاص وأشر على تصعيد آخر في حملة روسي التي يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنها تستهدف مجموعة "داعش".
ويقول عيسى خالد، وهو واحد من أصل 300.000 مواطن سوري ممن ظلوا في منطقة الغوطة الشرقية التي كانت مسرحاً لهجمات كيميائية في آب (أغسطس) من العام 2013: "كانت السماء من فوقنا تبدو مثل هيروشيما. كانت هناك سحب مثل الفطر في كل مكان نننظر إليه. كان حجم الدمار كبيراً لا يصدق".
ويقول حارث عبد الباقي، 34 عاماً، وهو قائد عسكري في أقصى شمال سورية: "هذه الضربات تستهدف بوضوح تدمير الثورة. وهم يستخدمون الأكراد (الذين تعرف قواتهم في المنطقة بأنها وحدات حماية الشعب الكردية) كقوات برية الآن، لأن الجيش السوري لم يتمكن من تقديم أداء جيد. وقد فاجأ ذلك الروس. لقد وجدوا أنفسهم في مستنقع".
"إن هدفهم هو السماح للأكراد بالسيطرة على خطوط الإمداد والحدود. كما أنهم يريدون ممارسة الضغط على تركيا التي لا تريد فقدان النفوذ على مقربة من واجهتها الحدودية".
"إلى الجنوب من حلب، استطاعوا إحراز الكثير من التقدم في وقت مبكر من حملتهم. وكانت الميليشيات الشيعية تقود الحملة بكل قوتها. لكنهم توقفوا الآن. إنهم لا يذهبون إلى أي مكان بالرغم من توافرهم على أعداد ومعدات متفوقة أكثر بكثير".
وتقول مجموعات المعارضة ودبلوماسيون إقليميون إن الميليشيات الشيعية التي تقاتل بالقرب يسودها شيعة أفغان جلبتهم إيران إلى سورية، ويعملون تحت قيادة ضباط إيرانيين وأعضاء رفيعين في حزب الله اللبناني.
ويقول عبد الباقي: "المشكلة هي أن هؤلاء ليست قضيتهم وهم لا يتوافرون على إرادة القتال. وقد قتل نحو 17 ضابطاً إيرانياً، بمن فيهم عدة جنرالات، بينما كانوا يحاولون فرض النظام والانضباط. وقد قتل واحد منهم فقط على يد داعش".
وخلص إلى القول: "الأمور لا تسير جيداً بالنسبة لهم. ولا أستطيع رؤية الشمال وقد استقر في أي وقت قريب".
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:Russia's airstrikes on Syria appear futile with little progress on the ground
 
======================
واشنطن بوست :ليونيد بيرشيدسكي :روسيا بوتين 2015.. عام المغامرات الخارجية
تاريخ النشر: الثلاثاء 29 ديسمبر 2015
الاتحاد
جاء القرار رقم 2254 الصادر من مجلس الأمن الدولي، الذي حدد تفاصيل خريطة عملية السلام في سوريا، ليتوج عاماً من المقامرات الخطرة، من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعلى رغم أن معظم تلك المقامرات، قد انعكست بالسلب على حياة المواطنين الروس العاديين؛ فإن بوتين نفسه قد تمكن، كما يبدو، من تحسين مكانته الدولية مقارنة بعام 2014 الذي كان عاماً سيئاً بالنسبة له؛ وذلك بعد أن صاغ دوراً جديداً واضح المعالم- وإن لم يكن بالضرورة مما يُحسد عليه- لبلاده في الشؤون العالمية.
في عام 2014، كان بوتين قد تحول لرئيس شبه منبوذ، وذلك بعد أن انتزعت روسيا منطقة القرم من أوكرانيا، وقرر رؤساء ما يعرف بمجموعة الدول الثماني، إثر ذلك، إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً لهم عقده في منتجع «سوتشي»، واتفقوا على تأديب روسيا بفرض عقوبات اقتصادية مهينة- على الرغم من ضعفها- عليها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينص على أن ضم القرم عمل غير شرعى، وهو قرار لم تعترض عليه سوى 10 دول فقط من بينها كوريا الشمالية، وزيمبابوي، وفنزويلا، والسودان، في حين امتنعت الصين والهند عن التصويت.
التوجه صوب الشرق
وبعد صدور القرار ارتأى بوتين أن بمقدوره تحويل محور اهتمامه إلى شركائه في آسيا، محاولاً من خلال ذلك إثبات أن «العالم» لا يعني «الغرب» فقط؛ وأن هناك مناطق أخرى في العالم يمكن أن يجد فيها شركاء له.
وفي هذا الإطار، وقعت روسيا بعض صفقات الطاقة الطويلة الأجل مع الصين عام 2014؛ بيد أن العلاقات المتنامية بين البلدين لم تصل لمرحلة تشكيل تحالف مناوئ للغرب. بعد ذلك جاءت حادثة سقوط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، والتي من الواضح أنها كانت من فعل المتمردين الأوكرانيين المدعومين من قبل روسيا، لتزيد الأوضاع سوءاً، خصوصاً بعد فشل اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي كانت موسكو قد صادقت عليه. وفي مؤتمر قمة مجموعة العشرين في أستراليا في شهر نوفمبر الماضي، أمر بوتين سفنه الحربية بالاقتراب من الشواطئ الأسترالية، قبل انعقاد الاجتماع، وعندما عقد الاجتماع فإنه لم يمكث فيه طويلاً وخرج مبكراً.
كان بوتين يطمح من خلال كل ذلك أن يتم إيلاء اهتمام لآرائه ومصالحه، ولكنه لقي ازدراء بدلاً من ذلك، كما انتابه قدر من الخوف، وهو مزيج لم يكن أفضل حالاً من النبذ.
وقف إطلاق نار مينسك: لا ربح ولا خسارة
في شهر فبراير الماضي، انتهت محادثات ماراثونية مع الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو»- كانت قد بدأت بوساطة من جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل- بتوقيع صفقة سلام كانت تبدو عصية على التحقيق للوهلة الأولى.
فبالإضافة لوقف إطلاق النار على جبهة الصراع العسكري، وعدت الأطراف المشاركة في المحادثات، باتخاذ خطوات سياسية لم تستطع أن تلتزم بها: فأوكرانيا قالت إنها ستمنح المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وضعاً خاصاً؛ وفي مقابل ذلك وافقت روسيا على تسليم أوكرانيا السيادة على حدودها الشرقية؛ ولكن كلا التعهدين لم يحظيا بقبول داخلي في روسيا وأوكرانيا؛ كما أن أياً منهما لم يتبلور على أرض الواقع مما استدعى مد نطاق اتفاقية مينسك للعام التالي، وفي المجمل يمكن القول إن تلك المحادثات لم تمثل ربحاً أو خسارة بالنسبة لبوتين.
أوروبا ومعاقبة بوتين
على الجانب السالب، يواصل بوتين التعامل مع العقوبات الغربية التي قرر الاتحاد الأوروبي مؤخراً مد أجلها، وذلك بعد أن أخفقت محاولات الرئيس الروسي تقويضها من داخل الاتحاد الأوروبي. يضاف لذلك أن حكومة رئيس الوزراء اليوناني «أليكسيس تسيبراس» الأولى التي اتسم سلوكها بالغطرسة قد طلبت مقابلاً باهظاً من أجل تخريب نظام العقوبات المفروض على روسيا؛ كما أن أحزاب اليمين الأوروبي المتطرف التي باتت متحالفة مع موسكو، مثل حزب الجبهة الوطنية الفرنسي الذي تقوده «مارين لوبان» أخفقت في الحصول على زخم كاف في الانتخابات التي أجريت في بلدانها؛ كما أخفق بوتين ذاته في منع أوكرانيا من إقامة علاقات أكثر متانة وتقارباً مع الاتحاد الأوروبي، كان من بين الدلائل عليها، أن الاتحاد الأوروبي أوصى في الآونة الأخيرة بإلغاء الشرط الخاص بضرورة حصول الأوكرانيين على تأشيرة مسبقة لدخول دول الاتحاد، وهو شيء كان بوتين نفسه يريده لمواطني روسيا، ولكنه لم يتمكن من تأمينه.
ويحاول بوتين من جانبه العمل على تصعيب الأمور بالنسبة لأوكرانيا، وهو ما يتبين على سبيل المثال من قيامه بفرض حظر على المواد الغذائية لتلك الدولة، وإلغاء الشروط التجارية التفضيلية التي كانت تتمتع بها في التعامل مع روسيا، اعتباراً من الأول من يناير؛ بالإضافة إلى رغبته الانتقامية، في تقديم شكوى للمحكمة المختصة بشأن قرض بقيمة 3 مليارات دولار كان قد منحه لأوكرانيا، ولم تقم بسداده في موعد استحقاقه، بموافقة من صندوق النقد الدولي.
وليس من المتوقع أن تحقق أي من هذه الإجراءات الكثير بمجرد تطبيقها؛ ولكن بوتين يمكنه أن يأمل مع ذلك، في أن تؤتي جهوده الرامية لتقويض السلطات الأوكرانية أُكلها ذات يوم، مما يساعد على تليين موقف تلك السلطات في التفاوض معه، بشأن الكثير من المسائل العالقة.
وهناك شيء آخر حققته مفاوضات «مينسك»، هو التواصل الأكثر قرباً وإيجابية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»: فالاثنان باتا الآن من المساهمين في عملية السلام في أوكرانيا، بدليل أنهما شعرا بالغضب عندما هددت كييف بإخراج تلك العملية عن مسارها؛ كما أن بوتين لم يعد، بالنسبة لهما، رئيساً منبوذاً كما كان الحال من قبل، بل رئيساً يمكن التعاون معه.
في هذا السياق، دافعت ميركل عن إنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي «نورد ستريم 2» ومده إلى داخل الأراضي الألمانية، على الرغم من الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي للمشروع، الذي يقول إنه يتناقض مع جوهر سياسة العقوبات المفروضة على روسيا. في الآن ذاته، بات أولاند الرئيس الغربي الأكثر تلهفاً على التعاون مع روسيا بشأن سوريا.
 
الطاقة وتحقيق النفوذ السياسي
 
كانت سياسة روسيا الخارجية في فترة ما قبل غزو القرم، تقوم في الأساس على إبراز قوة البلد في مجال الطاقة، ولكن هذه السياسة باءت بالفشل، كما تدل العديد من الشواهد: ففي شهر مايو الماضي على سبيل المثال، أجبر بوتين على التخلي عن فكرة إقامة خط أنابيب الغاز الطبيعي المسمى «ساوث ستريم» لدول جنوب أوروبا، بسبب المعارضة التي لقيها ذلك المشروع من الاتحاد الأوروبي؛ كما أن خطته البديلة (الخطة ب) وهي تحويل الخط نحو تركيا، فشلت أيضاً، ربما قبل أن تُسقط تركيا الطائرة الروسية بالقرب من حدودها مع سوريا.
 
يضاف لذلك أنه قد تبين له أن الصين ربما تكون بحاجة إلى كميات من الغاز الروسي أقل كثيراً مما ترغب روسيا في تسليمها إليها بموجب الاتفاقية الموقعة بينهما في هذا الشأن عام 2014. والوضع الآن هو أن شركة جازبروم الروسية الاحتكارية تجد نفسها في الوقت الراهن أمام عدد من المشروعات غير المستقرة، وباهظة التكاليف، الخاصة بمد خطوط أنابيب غاز طبيعي، لا يبدو أن أحداً بات في حاجة إليها؛ كما أن الدول شرق الأوسطية المنافسة لروسيا في مجال تصدير الغاز الطبيعي، باتت متلهفة على استغلال رغبة الدول الأوروبية في تحقيق المزيد من الاستقلال عن موسكو في مجال الطاقة، وذلك بإبداء استعدادها لتوفير احتياجات تلك الدول من الغاز الطبيعي.
 
الأكثر من ذلك أنه قد تبين لأوكرانيا أنها تحتاج إلى كميات من الغاز الروسي أقل كثيراً مما كانت تشتريه في السابق، وهو ما يرجع إلى متاعبها الاقتصادية من جهة، ولأنه قد تبين أن الكثير من صفقات إمداد الغاز السابقة كانت عبارة عن مشروعات فاسدة يديرها الأوليجاركيون الروس.
 
لاشك أن فقدان النفوذ في مجال الطاقة قد أزعج بوتين كثيراً، بعد أن اكتشف أنه لم يعد لديه من خيار سوى اللعب بالورقة الخاصة بمصدر القوة الوحيد المتبقي لروسيا وهو قوتها العسكرية؛ الذي جاء تعاظمها خلال السنوات الماضية كمفاجأة للعديد من المهتمين بالشأن الروسي، ممن كانوا يعتقدون أن الميزانيات السنوية الضخمة التي كانت روسيا تخصصها للإنفاق العسكري، كانت تُبدد أو تُسرق. وكما قال بوتين في كلمة له مؤخراً في مؤتمر صحفي، إن من بين الأسباب التي دعته للتدخل في سوريا هو إجراء تدريب عسكري لقوات بلاده في ظروف حرب حقيقية.
 
المغامرة السورية: محصلة إيجابية.
 
والحقيقة أن روسيا نجحت في إظهار قوتها العسكرية لحد كبير؛ وهو ما يتبين من الإعجاب الذي أبداه العديد من المراقبين الخارجيين ببعض الإنجازات التي حققها الجيش الروسي، ومنها قدرته على إطلاق صاروخ كروز من قواعد في بحر قزوين لضرب أهداف تبعد عن تلك القواعد بما يزيد عن 1000 ميل، وكذلك قلة عدد الخسائر التي تكبدها أثناء عملياته في سوريا.
 
في الجانب السالب؛ أثبت الجيش السوري، أنه أقل فائدة مما كانت موسكو تتوقع، وذلك بعد أن فشل في تحقيق تقدم ملموس على الأرض. ولو كان هذا الجيش قد استعاد حلب أكبر المدن السورية، لكان بمقدور بوتين إملاء شروط السلام التي يريدها، ولكن بما أن الأمر على ما هو عليه الآن، فليس أمام بوتين سوى العمل من أجل التوصل لتسوية مع الولايات المتحدة وحلفائها، يوافق فيها على المفاوضات بين نظام الأسد وبين فصائل المعارضة المعتدلة، والتي يمكن أن تنتهي بتشكيل حكومة مناوئة له باعتباره حليفاً قديماً للأسد.
 
هذه التسوية غير المريحة تمثل مع ذلك نجاحاً لبوتين، فالولايات المتحدة باتت تقبل الآن بحقيقة أنه يلعب بلا مراء دوراً بناءً في سوريا، وأن القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي هو دون أدنى شك يمثل نتاجاً لعمل مشترك من قبل الطرفين. مع ذلك، ما يزال هناك قدر كبير من عدم الثقة بين الجانبين. ولكن الحقيقة أن بوتين ما كان ليريد الأمر سوى أن يكون على هذا النحو.
 
لا ربح ولا خسارة
 
ولكن إلقاء نظرة طائر على المشهد، قد يساعدنا على تبين أن الوضع قد بات أكثر ميلاً لصالح بوتين: فتلويحه بالسلاح، وعدم رغبته في التسوية والمحادثات، جعلت منه لاعباً يحسب حسابه؛ علاوة على أنه لم يعد رئيساً منبوذاً يتجنبه الآخرون.
 
لقد تمكن الزعيم الروسي أن يحفر لبلاده موضعاً غير مريح، ولكنه أبعد ما يكون عن أن يكون غير ذي أهمية في المشهد السياسي العالمي، فالنفوذ الكبير الذي تلعبه روسيا في الساحة الدولية في الوقت الراهن، لا يتناسب مع قوتها الاقتصادية الآخذة في التضاؤل؛ كما أنها- روسيا- تكون أحياناً- كما يعتقد- أكثر إيجابية مما كانت عليه في أي وقت سابق فيما يتعلق بالعلاقات مع الغرب، الذي لم تكن تتبادل معه أي أخذ أو رد بشأن الأزمة السورية المحتدمة.
 
مقامرات بوتين يمكن أن تتواصل العام المقبل. فانهيار خطة مينسك، يمكن أن يقود إلى المزيد من العنف في أوكرانيا، وبالتالي إلى عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا.
 
وفي سوريا قد تقود محادثات التسوية إلى نتيجة مهينة لروسيا، كما يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى المجهول. كما أن زيادة الآلام الاقتصادية لروسيا، والمزيد من التخريب في صناعة الطاقة بها، يمكن أن يقوض قوتها العسكرية، والنفوذ الذي تمكنت من تحقيقه في المفاوضات، من خلال البناء عليها.
 
وعلى الرغم من أن بوتين بات موضعاً للاهتمام به مرة ثانية، فإن أوراق اللعب الموجودة أمامه، تبدو محدودة إلى درجة قد لا تمكنه من الاستمرار في أسلوبه المقامر.
 
ولكن ذلك، يظل في جميع الأحوال، أفضل من الاستبعاد من اللعبة تماماً. وعلى رغم أن اشتباك بوتين المتجدد مع الغرب، يصب في مصلحة روسيا وليس في مصلحته هو فقط، فإن كل المطلوب، بعد أن يختفي من المشهد، العمل بشكل جدي، على تحسين هذه العلاقات، وليس إعادة بنائها من جديد.
 
ترجمة سعيد كامل
 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
الإندبندنت: الشرق الأوسط على طريق التقسيم
القاهرة - بوابة الوفد
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين، النزاعات في الشرق الأوسط، وتطوير مناجم الذهب في السودان من أجل التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية.
ونشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا تتحدث فيه عن "التطهير العرقي" الذي يتوسع في العراق وسورية.
ويقول باتريك كوكبرن، إن الانقسامات بين السكان في سورية والعراق، تجعلنا نرجو أن تهدأ، ولكنها تنذر بأزمة لاجئين يمكن أن تستمر عشرات السنين.
ويضيف كوكبرن إن المجموعات السكانية التي كانت منضبطة، وتعيش بسلام أصبحت قلقة على نفسها، في المدن السنية التي سيطر عليها الأكراد، أو بالنسبة للأقليات المسيحية المهددة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو القرى التركمانية، فكل مجموعة عرقية تدفع بالأضعف منها إلى الهاوية.
ونقل كوكبرن عن أحد العاملين في المنظمات الإنسانية قوله "لو هرب السكان لقيل إن هذا دليل على أنهم يتعاملون مع "تنظيم الدولة الإسلامية".
ويصف عمق التقسيم في سوريا والعراق بأنه يشبه ما حدث في الهند وباكستان عندما حدث الانقسام في 1947، أو ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
 
======================
صنداي تايمز : الأوروبيون منقسمون بشأن اللاجئين.. صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية : الانقسامات في سوريا و العراق تنذر بأزمة لاجئين قد تستمر لسنوات
شام تايمز
لا يزال اللاجئون يتدفقون على أوروبا بعيدا عن ويلات الحروب في الشرق الأوسط على مدار العام، مما جعل بعض الأوروبيين يسمونه عام اللاجئين داعين لدعمهم أينما وجدوا في داخل سوريا وخارجها، بينما يشير آخرون للقلق الأوروبي خشية تسرب إرهابيين مع اللاجئين.
في هذا الإطار، أشارت صحيفة صنداي تايمز، بحسب الترجمة التي نشرتها قناة الجزيرة في موقعها الإلكتروني، إلى أن العام الجاري شهد أعدادا كبيرة من اللاجئين الفارين بعيدا عن مخاطر الحروب في الشرق الأوسط وطلبا لحياة آمنة في أوروبا، وقالت: كثير من اللاجئين خاطروا بحياتهم بحرا وبرا، وبعضهم واجه مصيرا مأساويا ولم يتمكن من إكمال الرحلة الشاقة، وسط ظروف مناخية قاسية ومخاطر أخرى.
كما أشارت الصحيفة إلى العديد من الجهات والأشخاص البريطانيين الذين قدموا مبالغ مالية كبيرة لدعم الحملات المعنية بإغاثة اللاجئين، وقالت إن البعض يقول إن حجم الكارثة في سوريا أكبر من أن تعالجه منح مالية، ولكن لا بد من فعل شيء في ظل عدم توفر حل لهذه الكارثة يلوح في الأفق.
وأوضحت أنه يتم استغلال بعض المنح المالية في توفير التطعيمات الصحية ضد مرض الحصبة لأطفال اللاجئين في المخيمات في شمال سوريا، وقالت إنه بينما شغلت أزمة اللاجئين وسائل الإعلام في أوروبا، فإنه يعد من الضروري الالتفات إلى المشردين داخل سوريا نفسها وعلى طول حدودها.
لكن الصحيفة نشرت مقالا للكاتب ديفد جونسون أشار فيه إلى أجواء القلق والفوضى في أوروبا بشأن الحدود، وذلك في ظل تفاقم أزمة اللاجئين، ودعا الكاتب كلا من رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إيجاد العلاج.
وأوضح الكاتب أنه لم يكن من أحد في أوروبا يشعر بالقلق تجاه الحدود قبل نحو عام، ولكن العام الجاري شهد أكثر من مليون لاجئ ممن اقتحموا بوابات الدول الأوروبية، وأضاف أن المسؤولين الأوروبيين يتوقعون مزيدا من اللاجئين في العام القادم.
وأشار الكاتب إلى عزم الاتحاد الأوروبي تشكيل قوة لحماية الحدود مؤلفة من ألفين وخمسمئة عنصر، وقال إن هذا العدد من الحُراس لا يعد كافيا لمراقبة سواحل أوروبا على البحر المتوسط. كما تحدث الكاتب عن قيام هنغاريا بإغلاق حدودها بالأسلاك الشائكة، وذلك للحد من تدفق اللاجئين، غير آبهة من احتمال انعكاس خطوتها سلبا على المساعدات التي تتلقاها من جانب الاتحاد الأوروبي.
كما تحدث الكاتب عن ما تشهده بلدان أوروبية أخرى من توتر وخلافات في الأوساط السياسة في ظل استمرار أزمة اللاجئين، وقال إن من بين أفضل الحلول هو ما تراه أستراليا، والذي يتمثل في إيجاد مراكز خارج الأراضي الأوروبية، وذلك من أجل معالجة شؤون اللاجئين وتقييم أوضاعهم الأمنية قبل استقبالهم.
ودعا الكاتب ميركل إلى تغيير مسارها بشأن الباب المفتوح أمام اللاجئين، وقال إنه يجدر بكاميرون توعيتها بأن عدم السيطرة على اللاجئين يتيح الفرصة لقدوم الإرهابيين.
صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية : الانقسامات في سوريا و العراق تنذر بأزمة لاجئين قد تستمر لسنوات
نشرت صحيفة “اندبندنت” تقريرا تتحدث فيه عن “التطهير العرقي” الذي يتوسع في العراق وسوريا، حيث اشارت الى ان “الانقسامات بين السكان في سوريا والعراق، تجعلنا نرجو أن تهدأ، ولكنها تنذر بأزمة لاجئين يمكن أن تستمر عشرات السنين”.
ولفتت الى ان “المجموعات السكانية التي كانت منضبطة، وتعيش بسلام أصبحت قلقة على نفسها، في المدن السنية التي سيطر عليها الأكراد، أو بالنسبة للأقليات المسيحية المهددة من قبل تنظيم “داعش”، أو القرى التركمانية، فكل مجموعة عرقية تدفع بالأضعف منها إلى الهاوية”.
ونقلت عن أحد العاملين في المنظمات الإنسانية قوله “لو هرب السكان لقيل إن هذا دليل على أنهم يتعاملون مع تنظيم “داعش”.
ووصفت عمق التقسيم في سوريا والعراق بأنه يشبه ما حدث في الهند وباكستان عندما حدث الانقسام في 1947، أو ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
======================
لوباريزيان : “داعش” يداعب أحلام الفتيات .. فهل يكن سلاحه القادم ؟
2015/12/28
يداعب “داعش” أحلام الفتيات من خلال إيهامهن بالعيش إلى جانب بطل مقاتل وتحقيق استقلاليتهن إضافة إلى ربح الكثير من الأموال، ليصبح بذلك العنصر النسائي سلاحه الأساسي لـ”غزو العالم”.
وأفادت تقارير حديثة بأن التنظيم يسعى إلى تجنيد المزيد من الفتيات لتوظيفهن في العديد من المهام الإرهابية.
وأوضحت التقارير أن 100 فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 16 و27 عاما، انتقلن للعيش من ألمانيا إلى جانب “داعش”.
كما انضم للتنظيم منذ بداية العام الحالي 550 امرأة غربية حيث يقمن بالدعاية لـ”داعش” على شبكة الإنترنت.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الشهر الجاري عن أبحاث أجريت في جامعة جورج واشنطن حول التطرف، أن 300 أمريكي غالبيتهم من النساء، يدعمون ويتعاطفون مع تنظيم “الدولة الإسلامية” ويعملون لحسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
ويرى الباحثون أن جذب التنظيم للنساء الغربيات أسهل من نظيراتهن في البلدان العربية حيث إن غالبية النساء الغربيات اللاتي انضممن إلى التنظيم من بريطانيا وهولندا وفرنسا والنمسا.
وتوصل البحث إلى أنه على الرغم من أن داعمي “داعش” من الأمريكيين غالبيتهم من الذكور، إلا أن قرابة ثلثي الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تم فحصها، تديرها نساء.
وأرجأ خبير فرنسي في حديث مع صحيفة “لوباريزيان” اهتمام التنظيم بالفرنسيات خاصة إلى إظهارهن تطرفا وراديكالية أكثر من النساء الأوروبيات الأخريات.
ولهذا السبب يعمد تنظيم “داعش” إلى إطلاق دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للفتيات الفرنسيات القاصرات للانضمام إلى صفوفه، مقدما العديد من التسهيلات، لضمان وصولهن إلى الأراضي السورية من دفع أجور السفر وتمويلهن ورعايتهن.
وبدأ التنظيم المتشدد الاعتماد على النساء أيضا في هجماته الإرهابية، مثلما حدث مع “تجفين مالك” (27 عاما) الفتاة التي أطلقت الرصاص في سان برناردينو في أمريكا، و”حسنا أيت بلحسن” (26 عاما) والتي شاركت في اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي خلفت 130 قتيلا.
ودأبت التنظيمات الإرهابية عموما في العالم منذ سنوات على توظيف العنصر النسائي في مخططاتها، لتنقلب بذلك أنوثتهن سيفا للإرهاب ولتلمع أسماء بعضهن في سماء سوداء رسمت حدودها بالدماء.
======================
نيويورك تايمز: الأمم المتحدة توجه رسالة للمتقاتلين في سوريا ورعاتهم
ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن الأمم المتحدة أعلنت أمس توجهها لإجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية وقوى الثوار نهاية يناير القادم.
واعتبرت الصحيفة أن إعلان الأمم المتحدة إشارة لجميع الأطراف بأن عملية السلام الهشة التي تهدف لإنهاء الحرب لن تلغى بسبب المكاسب والخسائر في ساحة المعركة.
وذكرت أن الإعلان من قبل "ستفان دي ميستورا" المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا وضع تاريخها محددا لبدء المحادثات في 25 يناير من العام القادم ، في جنيف.
وتحدثت عن أن الإعلان شمل تنبيها ليست فقط إلى الخصوم السوريين، ولكن كذلك إلى رعاتهم في العواصم حول العالم، الذين وافقوا لأول مرة منذ نحو 5 سنوات على خريطة طريق لإنهاء الحرب.
وأضافت أن الإعلان جاء بعد يوم واحد من مقتل "زهران علوش" قائد "جيش الإسلام"، وهو التنظيم الثوري القوي المشارك في المحادثات من أجل اختيار ممثلين لأي مفاوضات بواسطة من قبل الأمم المتحدة.
وتحدثت الصحيفة عن أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم الجوي الذي أسفر عن مقتله جاء من قبل روسيا أم من قبل الطائرات الحربية السورية.
واعتبرت الصحيفة أن الضربات الجوية بدت وكأنها رسالة للثوار وداعميهم في العالم العربي بأن بشار الأسد وداعميه يحاولون إضعاف أي تكتل محتمل من قوى المعارضة السورية المسلحة.
المصدر : شؤون خليجية-ترجمة
======================
ديلي تلغراف :الحرب العالمية الثالثة ستبدأ بتدمير الأقمار الصناعية
 ديسمبر 2015آخر تحديث : الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 - 10:03 صباحًاالحرب العالمية الثالثة ستبدأ بتدمير الأقمار الصناعية
Share to3000000
الصراع المسلح العالمي سيبدأ من الفضاء: القوى العظمى ستطارد الأقمار الصناعية لبعضها البعض، وستحاول إعادة العدو تكنولوجيا إلى “العصور الوسطى”. أي ستحاول حرمانه من الاتصالات الفضائية والملاحة، والناس ستحارب بعضها البعض كما حاربت في الحرب العالمية الأولى والثانية.
ذكرت صحيفة “دايلي تلغراف” أن سباق التسلح في الفضاء بدأ في السبعينيات من القرن الماضي، عندما أعلن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عن وضع برنامج للدفاع الصاروخي في الفضاء. والبرنامج كان يسمى “مبادرة الدفاع الاستراتيجي” وأما في الاتحاد السوفييتي فقد أطلق عليه اسم “حرب النجوم”. وردا على ذلك، بدأ الاتحاد السوفييتي والصين بتطوير واختبار أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.
وحققا نجاحات كثيرة في هذا المجال: الطائرة الإعتراضية ميغ- 31 التي دخلت في الخدمة في عام 1981، قادرة بصاروخ نوعي تدمير أقمار تحلق على مدارات منخفضة. وفي عام 2013، اختبرت الصين صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، قادر على ضرب أهداف في المدار الثابت. وأما نظام الدفاع الصاروخي اس-400 فقادر على تدمير الأجسام في الفضاء القريب.
روسيا والصين تطوران نظم ملاحة خاصة بهما، لأن GPS لن يعمل في حال نشوب حرب. ويعتقد جيرمي غريفز من شركة أيرباص غروب التي تنتج الأقمار الصناعية العسكرية أن “الفضاء هو الجبهة الرابعة — بعد الهواء والأرض والماء”، ومن جهته أكد بيتر سينغر من شركة “أمريكا الجديدة” أنه بعد فقدان أقمار التجسس والملاحة والاتصالات السلكية واللاسلكية فإن الإنسانية ستعود إلى “العصر ما قبل الرقمي” وأن الناس سيحاربون بعضهم البعض كما في الحرب العالمية الأولى والثانية.
وقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية 100 مليار دولار في تطوير أمن الفضاء.
يقول الجنرال الأمريكي، جون هايتون إن: “روسيا والصين تقومان بإحراء اختبارات للتأكد من أنهما ستكونان قادرتا على تدمير الأقمار الصناعية في حال نشوب الحرب، وهذا أمر سيء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة للكون بأسره، نحن بحاجة لمعرفة كيفية حماية هذه الأقمار الصناعية”.
هذا وقد اختبرت روسيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أحدث صاروخ بعيد المدى مضاد للأقمار الصناعية، وهو سيحمي موسكو وسيطير أسرع من أي شيء أخر في العالم.
======================
نيويورك تايمز: تزايد عمليات اختطاف الصحفيين فى سوريا
أغسطس 10, 2013 0 2
نيويورك – ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم السبت، أن عمليات الاختطاف للصحفيين داخل سوريا تزايدت بشكل رهيب خلال هذا العام، حيث ساءت ويلات الصراع الدائر وتحولت الثورة إلى حالة من الفوضى، ما يجعل الدولة واحدة من مناطق الصراع الأكثر عدائية لمجمعى الأخبار فى الوقت الراهن.
وأضافت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى أن بعض عمليات الاختطاف يبدو أنها تم تنفيذها من قبل جماعات إرهابية مسلحة وشبكات إجرامية، بهدف الحصول على فدية مالية أو أسلحة أو صفقات أخرى، لكن العمليات الأخرى لم يتم تحديد دوافعها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحفيين الأجانب من الأشخاص المستهدفة بالتحديد ومعظمهم أوروبيين الذين دخلوا سوريا دون الحصول على إذن من الحكومة السورية، لتغطية الصراع الذى دخل الآن عامه الثالث، كما يتم اختطاف صحفيين سوريين أيضا يعملون لصالح جهات إخبارية أجنبية، وفق ما ذكرته «الشرق الأوسط».
وأوضحت الصحيفة أن المراسلين الأجانب قوبلوا بترحيب فى بادئ الأمر من قبل بعض الجماعات المسلحة والمدنيين السوريين على خلفية نشرهم للعالم فضائح ومذابح الرئيس بشار الأسد، إلا أن الأمر تغير بعد ذلك، حيث تم النظر إليهم أحيانا على أنهم دخلاء.
وتابعت الصحيفة أن حالة الاقتصاد المتدهورة فى سوريا صعدت من عمليات الخطف والابتزاز والخيانة، فيما قال بعض المترجمين والسائقين ومرشدين محليين إن جماعات إجرامية وجهاديين حاولوا تجنيدهم لجذب صحفيين إلى سوريا وحصولهم على سبق صحفى.
ونقلت الصحيفة عن بيتر بوكارت مدير الطوارئ فى منظمة حقوق الإنسان قوله إن عمليات الخطف ازدادت منذ تصاعد عمليات القتال والعنف فى العام الماضى فى مدينة حلب، ومنذ اتكال الثورة على جماعات جهادية مثل جماعة جبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية لعراق وسوريا.
وأضاف بوكارت أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار آخذة فى الارتفاع فى سوريا، وأن عمليات الاختطاف تعد جزءا من هذه الحالة.
======================
واشنطن بوست: مأساة الطفل السوري إيلان تتجاوز صورة صدمت العالم
مأساة الطفل السوري إيلان
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مأساة أسرة الطفل السوري إيلان كردي الذي غرق وصدمت صورة جثته العالم، تتجاوز تلك الصورة الأيقونية، لتعبر عن أزمة 4 ملايين لاجئ هربوا من سوريا.
وقالت إنه عندما جرفت الأمواج جسده الصغير ليصل إلى شاطئ تركيا، فأجبر العالم على تفهم ألم اللاجئين في سوريا، كان الصبي البالغ من العمر عامين، مجرد عضو واحد من أسرة هاربة، تمزقت بفعل قرابة خمس سنوات من الاضطراب.
وفي هذا السياق، أجرت الصحيفة مقابلات مع قرابة 20 شخصاً من أقارب الطفل الغريق، مشتتين بين سوريا، وإقليم شمال العراق، وإسطنبول، و5 مدن ألمانية أخرى، لتسلط الضوء على مصير واحدة من العائلات السورية الكثيرة، التي دفعت ثمن صراعات سياسية لا دخل لها بها، بين النظام السوري وتنظيم "داعش"، و دول الجوار والدول الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي انتشل أحد عمال الإغاثة التركية جثة إيلان، كان أحد أقاربه المراهقين عالقاً بمفرده في حافلة متجهة إلى المجر للفرار من جحيم الحرب في سوريا، فيما كانت إحدى عماته في تركيا تقوم على رعاية أحد الأطفال، بينما يعمل أولادها في محل لبيع الحلويات، ليتمكنوا من كسب قوت يومهم.
ووفقا للصحيفة، فقد أصبح حق الحياة بالنسبة للكثير من السوريين غاليا، فعلى الرغم من هول وفجاعة حادثة الطفل الغريق، لكنها لم تثن الكثير من العائلات أن تحذو حذو عائلته، فالمسألة بالنسبة لهم إما أن يموتوا سويًّا أو يحيوا جميعا، ولكن عبر رحلة يومية محفوفة بالمخاطر.
وينحدر الطفل الذي توفي غرقاً مع والدته وشقيقه، من عشيرة مترامية الأطراف من الأقلية الكردية المضطهدة منذ فترة طويلة في سوريا، لكن بالنسبة لمعظم أقربائه، الذين بالكاد ما يرونهم يتحدثون بالكردية، لم تكن تلك الهوية إلا مجرد تعريف ثانوي في دولة علمانية موحدة متعددة الأديان والقوميات مثل العاصمة السورية دمشق، التي نشأوا وتربوا فيها.
الظروف الاقتصادية وقلة فرص العمل في مدينة كوباني، دفعت عائلة الطفل إلى التوجه والاستقرار في حي ركن الدين، أحد أحياء دمشق على سفح جبل قاسيون، بحثاً عن العمل، حتى افتتحوا محلا خاصا بهم، واشتهر حي ركن الدين بكثرة شوارعه، والأزقة الضيقة والمساكن العشوائية فيه، فضلاً عن الطبيعة الريفية التي تميز الحياة فيه.
وحاول والد الطفل السوري آلان وزوجته كردية الأصل، أن يعيشا حياة بسيطة هادئة مع أطفالهم الستة، بعيدة عن كل التوترات والمشاحنات السياسية التي شهدتها تلك المنطقة مع الحكومة السورية، نظراً لأن غالبية سكانها من الأقلية الكردية، حتى إن بعضهم تجنب التورط أو الخوض في تفاصيل أمور سياسية، خوفاً من أن يعرض ذلك حياة ذويهم في دمشق للخطر، على الرغم من تعاطف بعضهم مع المظاهرات السلمية في البداية.
وكانت شقيقة آلان الكبرى فاطمة هي أول من فكر بالهجرة واللجوء إلى كندا عام 1992، بعد زواجها من عراقي من أصول كردية وإنجابها لطفل، ما لبثت أن قامت على إعالته بمفردها بعد طلاقها من زوجها.
وساهم عملها في أحد المطابع الورقية ليال متواصلة، قبل أن تنتقل منه إلى مهنة التدريس ثم العمل في صالونات التجميل، في حصولها على الجنسية والإقامة الكندية، لكي تعول طفلها.
وأصبحت فاطمة مصدراً لدخل إخوتها وعائلتها، فضلا عن تقديمها المشورة والمعلومات اللازمة لهم في حالات الطوارئ، لا سيما بعد اندلاع الحرب، فيما استثمرت فيما بعد قوتها لتسهيل الحصول على حق اللجوء بالنسبة لأفراد عائلتها في الدول الأوروبية وفي كندا، مستغلة بذلك حالة الجدل التي أثارتها صورة شقيقها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأقلية الكردية، لم تكن تفكر أبداً في مغادرة سوريا قبل الحرب، بل عمدوا على ترسيخ وجودهم فيها عن طريق المصاهرة وشراء العقارات في ضواحي دمشق، وفي مدينة كوباني (عين العرب) في مخيم اليرموك للاجئين في فلسطين، إلا أن جميع تلك المناطق أصبحت شبه محطمة واستحالت فيها الحياة، بعد أن مزقتها آثار الحرب المدمرة.
======================
نيويورك تايمز: إلى ماذا يطمح اللاجئون.. تركيا أم أوروبا؟
28 ديسمبر 2015
ترجمة وتحرير – تركيا بوست
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا، حول أوضاع اللاجئين السوريين في إسطنبول، وما إذا كانوا يفضّلون البقاء في تركيا أو الذهاب إلى أوروبا.
وقالت الصحيفة، إن العديد من اللاجئين من جنسيات عربية مختلفة منها السورية والعراقية والليبية واليمنية، قرّروا اللجوء إلى تركيا والإقامة فيها، لأن هذه الدولة رحبت بهؤلاء اللاجئين ولم تتوانَ عن مساعدتهم.
وذكرت الصحيفة أن السؤال الذي يجب أن يُطرح حاليا على اللاجئين هو ما إذا كانوا يودّون البقاء والاستقرار في تركيا، أم يريدون الذهاب في رحلة محفوفة المخاطر إلى دول أوروبية أخرى، خاصة في أعقاب الاتفاق الذي تم إبرامه مؤخّرا بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى وقف تدفّق اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
وقد انعكس تدفّق اللاجئين سلبا على البلدان الأوروبية، التي ضمّت أكثر من 700 ألف لاجئ على أراضيها، ولذلك لجأ الاتحاد الأوروبي إلى طلب المساعدة من تركيا من أجل احتواء اللاجئين وإبقائهم على الأراضي التركية، مقابل دعم مادي يصل إلى ثلاثة مليارات دولار، حتى تتمكّن تركيا من تحسين ظروف عيش اللاجئين، وتقوم بتخصيص المزيد من المدارس والمرافق الصحية لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن لاجئا سوريا يملك مقهى ومكتبة في تركيا، يدعى سامر القادري، فضّل البقاء في تركيا ولا ينوي مغادرتها إلا عند انفراج الأزمة السورية، ليعود بعد ذلك إلى بلاده. كما صرّح بأنه لا يفضّل أن يستقر في أية دولة أخرى غير تركيا.
وأضافت الصحيفة، أنه بالنسبة لكثير من السوريين الموجودين في تركيا، فإن قرارهم هو البقاء فيها، آملين في أن تفي الحكومة التركية بوعودها التي تتعلق برفع أجور اللاجئين العاملين في تركيا وتسوية وضعيتهم القانونية في البلاد وتسهيل الحصول علىالجنسية.
بلد المهاجرين
وأفادت الصحيفة بأن تركيا تضم أكبر عدد من اللاجئين في المنطقة، حيث استقبلت حوالي 2.2 مليون لاجئ سوري. وفي مدينة إسطنبول وحدها، يوجد قرابة 350 ألف لاجئ مقيم، وهذا ليس بغريب عن البلد الذي يُشهَد له تاريخيا باستقبال اللاجئين من كافة أنحاء العالم.
حيث أنه على مر السنين استطاع الآلاف من اللاجئين الاندماج في المجتمع التركي والاستقرار في تركيا، وقد غصّت شوارع إسطنبول منذ القدم، بعدد كبير من المهاجرين خاصة من المسلمين الذين فرّوا من اليونان والبلقان، ومن الروس الذين فرّوا أيضا من بلادهم إبان الثورة البلشفية.
وقالت الصحيفة إن السوريين الموجودين في تركيا، متفائلون بعد فوز حزب العدالة والتنمية ذي التوجّه الإسلامي، الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي. كما أن السوريين يكنّون مشاعر قوية لأردوغان، بسبب ترحيبه باللاجئين وبسبب سياسته المساندة لهم، إلا أنهم قلقون من مواقف أحزاب المعارضة، المعادية للأجانب والتي ترفض بقاءهم في تركيا.
وبيّنت الصحيفة أن أسباب دفاع كل من الرئيس أردوغان وحلفائه عن اللاجئين السوريين عامة والمسلمين خاصة، هي أنهم يعتبرون أنفسهم ورثة الماضي العثماني، وذلك عندما حكمت إسطنبول إمبراطورية امتدّت إلى العالم العربي وأوروبا. وكانت أيضا مقرّا للخلافة الإسلامية، على الرغم من أن الأراضي التي كانت تسيطر عليها تعدّدت فيها الأعراق والأديان.
كما أن تركيا الحديثة، التي تشكّلت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، لطالما كانت دولة متجانسة تدعم مبدأ التفاهم المتبادل وتقبل الاختلاف، غير أن بعض المجموعات السياسية المعادية لأردوغان وحزبه لم تتردّد في الإعلان عن عدم ترحيبها باللاجئين السوريين.
وذكرت الصحيفة أن اللاجئ محمد كيالي، البالغ من العمر 32 عاما، كان قد توجّه إلى السويد سنة 2012، إلا أنه عاد من جديد إلى تركيا. وعند سؤاله حول أسباب عودته، أجاب كيالي بأنه “أحس بالندم عندما غادر تركيا، كما أنه لا ينصح أحدا من أصدقائه بالهجرة إلى أوروبا”.
 وقال كيالي: “في أوروبا توجد العديد من البرامج الاجتماعية التي ستساعدك حتى تحصل على لقمة عيش، لكنك لن تتمكن من الحصول على حياة. وبعبارة أخرى، فإنك ستفقد هويتك هناك وستضطر إلى التغير من أجل أن تتأقلم وتندمج داخل المجتمع”.
المصدر: نيويورك تايمز
======================
معهد واشنطن :دروس عسكرية روسية لـ «حزب الله» في سوريا
العميد موني كاتس و نداف بولاك
متاح أيضاً في English
24 كانون الأول/ديسمبر 2015
للمرة الأولى في التاريخ، يخوض «حزب الله» حرب المناورات الهجومية كجزء من عملياته في سوريا. ويساهم التدخل الروسي في تعزيز هذه التجربة، فيعطي بذلك للحزب على الأرجح دروساً هامة للنزاعات المقبلة.
وحتى الآن، لطالما اتبع «حزب الله» استراتيجية دفاع واستنزاف في أعمال القتال ضد عدوه الأساسي إسرائيل، وهي مقاربة اعتبرها عدة ضباط رفيعي المستوى في «جيش الدفاع الإسرائيلي» "غير خاسرة". وعلى ضوء العناصر القتالية والميزات التكنولوجية المتوفرة لدى إسرائيل، ركزت هذه الاستراتيجية على تمديد فترة القتال إلى أقصى حد، مبقيةً على الاستنزاف في الساحة الداخلية عبر إطلاق صواريخ على المراكز السكنية الإسرائيلية وزيادة تكاليف المناورات البرية التي يقوم بها «جيش الدفاع الإسرائيلي» في جنوب لبنان. وقد أظهر «حزب الله» هذه المقاربة الدفاعية خلال حرب عام 2006 عندما أخفى صواريخ ومقاتلين في شبكات معقدة من التحصينات السرية تحت الأرض ومناطق ذات كثافة نباتية أطلق عليها ضباط إسرائيليون تسمية "المحميات الطبيعية". واعتقد الحزب أنه طالما لم ينهار، يمكنه أن يدعي أنه قد صمد في حرب ضد «جيش الدفاع الإسرائيلي» المدجج بالسلاح، الأمر الذي اعتبره الحزب انتصاراً بالفعل. إلا أن الحرب السورية غيرت هذا النموذج الدفاعي.
تجربة جديدة، استراتيجية جديدة
في سوريا، اضطر «حزب الله» إلى تغيير أهدافه الأساسية لتصبح الاستيلاء على الأراضي وإبقاء السيطرة عليها، وفي الوقت نفسه محاربة القوات شبه التقليدية التي تستخدم تكتيكات [حرب] العصابات. وفي وجه «جيش الدفاع الإسرائيلي»، كان الحزب معتاداً على القتال ضمن وحدات صغيرة على أراضٍ معهودة، بيد أنه ينشر اليوم مئات المقاتلين في عمليات هجومية معقدة على أراضٍ غير معهودة. وبالنسبة إلى قادة «حزب الله» ومقاتليه، يمكن أن تغير هذه التجربة آراءهم حول الطريقة الأكثر فعالية للفوز في معركة، ويفترض انخراط روسيا بالحرب في سوريا أن «حزب الله» يتعلم هذه الدروس من أحد أفضل الجيوش في العالم.
منذ البداية، اعتمدت روسيا على القوات السورية والإيرانية و «حزب الله» وقوات شيعية أخرى لإنجاز المهمة على الأرض. ونظراً للطابع المعقد للحملة ولرغبة موسكو بتجنب تصورات الفشل، تحافظ القوات الروسية على الأرجح على تعاون وثيق جداً مع شركائها للتأكد من أنهم يقومون بتنفيذ مهامهم. وتشير التقارير إلى أنه تم إنشاء غرف عمليات مشتركة بين «حزب الله» وروسيا في اللاذقية ودمشق، بينما ساعد «حزب الله» وعناصر إيرانية على ما يبدو على استرجاع طيار روسي كانت قد سقطت طائرته في تشرين الثاني/نوفمبر. وما تزال موسكو مترددة كما يبدو حول زيادة عدد القوات البرية المشاركة في القتال بشكل ملحوظ، وبالتالي يجب عليها أن تعزز هذا التنسيق أكثر فأكثر.
تخطيط حملة عسكرية وتنفيذها
على المستوى الكلي، سيطّلع «حزب الله» على الفكر العسكري الروسي، الذي يتضمن مفاهيم تشغيلية متطورة ومهارات متقدمة من ناحية التخطيط العسكري. فالجيش الروسي يملك خبرة واسعة في ما يتعلق بإنجاز أنواع مختلفة من العمليات، بما فيها حملات مكافحة التمرد وحملات تقليدية. لنفترض مثلاً هذا السيناريو: يجتمع قائد روسي بقادة من «حزب الله» وقادة إيرانيين وسوريين ويعرض الاستراتيجية العسكرية للحملة السورية. كما يتكلم عن الأهداف والإطار الزمني المناسب لبلوغ هذه الأهداف وعن أولويات القتال. ومن ثم يشدد على الأدوات التي يمكن أن تكون مفيدة في المعركة، وربما يقدم دروساً هامة مستخلصة من عمليات سابقة مثل حملة مكافحة التمرد في الشيشان. وبالنسبة لـ «حزب الله»، ستكون هذه المرة الأولى التي بإمكانه أن يراقب ويتتبع كيف يقوم جيش من الصف الأول بالتخطيط لحملة قتال.
وتحصل عمليات التعلم المماثلة في كافة الأوقات. على سبيل المثال، إن تجربة سوريا كجزء من الائتلاف الأمريكي خلال "عملية عاصفة الصحراء" عام 1991 قلبت استراتيجية الحرب الخاصة بها رأساً على عقب. فبعد أن شهد الجيش السوري مباشرةً آثار المعركة البرية-الجوية الأمريكية وفعالية الذخائر "الموجهة بدقة"، استخلص الجيش السوري بشكل صحيح بأن إسرائيل يمكن أن تستخدم جزءاً من الذخائر والتكتيكات ذاتها. وبناءً على ذلك، حوّل النظام تركيزه من التفكير بكيفية الاستيلاء على هضبة الجولان إلى استراتيجية أكثر دفاعية تضمنت إعادة هيكلة بعض الوحدات واكتساب/تطوير قدرات متعددة فيما يتعلق بالأسلحة المضادة للدبابات والقوة النارية والعبوات الناسفة اليدوية الصنع.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يخطط اللاعبون لحملة عسكرية مشتركة تتضمن هجمات جوية وبرية متزامنة، يتشاركون عادةً المعلومات الاستخباراتية مع بعضهم البعض، ولا تُستثنى الحرب الحالية من ذلك. فالروس تشاركوا على الأرجح معلومات استخباراتية حول أرض المعركة مع «حزب الله» في سوريا وعرّفوا الحزب على أدواتهم الاستخباراتية. وليست هذه المرة الأولى التي يقومون فيها بذلك. فخلال حرب لبنان عام 2006، قام مركز استخباراتي سوري-روسي مشترك في الأراضي السورية بتزويد «حزب الله» بتقارير استخباراتية.
وعلى نطاق أوسع، يطّلع الحزب على الأرجح عن كثب على كيفية قيام المحللين الروس بجمع استخبارات الإشارات واستخبارات بصرية واستخبارات المصادر المفتوحة لتقديم صورة أوضح عن العدو وأرض المعركة. ويتضمن ذلك على الأرجح استخدام الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية وتصوير جوي من الطائرات بدون طيار من طراز "Orlan-10" وقدرات متطورة متعلقة باستخبارات الإشارات وعناصر الحرب الإلكترونية. وتعتبر هذه الملاحظات ذات قيمة خاصة بالنسبة إلى «حزب الله» كونه لا يملك خبرة كبيرة في جمع أقصى قدر من الاستخبارات البصرية انطلاقاً من الطائرات بدون طيار وفي إدراجها ضمن استخبارات أخرى.
كما أن العمل مع الروس سيساعد الحزب أيضاً على تعلم كيفية تنفيذ عمليات هجومية معقدة في البيئات الحضرية. ففي النزاعات السابقة، كانت تكتيكات «حزب الله» تركز على حرب العصابات وكانت الوحدات الصغيرة مكلفة بالدفاع عن قراها أو إعاقة تحركات «جيش الدفاع الإسرائيلي». ولا تنطبق هذه المقاربة على عدة معارك في سوريا، حيث اضطر «حزب الله» في معظم الأحيان إلى نشر وحدات أكبر بكثير في العمليات الهجومية بالتزامن مع المدفعية وعناصر الطاقة الجوية. وتملك القوات الروسية خبرة واسعة في حرب المدن، وبالتالي يمكنها على الأرجح أن تزود الحزب بعدة معلومات مفيدة، بما فيها كيفية تنظيم بنية فعالة للقيادة والتحكم، وكيفية اختيار أسلحة مختلفة لسيناريوهات مختلفة، وكيفية خلق أهداف إضافية بعد الدخول إلى أرض المعركة، وكيفية المحافظة على الطرق اللوجستية.
وفي الشيشان مثلاً، شكّل الروس وحدات عسكرية مكنّاة "العاصفة" مؤلفة من قناصين، وجنود مزودين بأسلحة أوتوماتيكية، ومراقبين أماميين، وعناصر استطلاع، وهي مقاربة تهدف إلى إتاحة أقصى درجات التحرك والمرونة. كما استخدموا عدداً من قاذفات الصواريخ (مثل قاذفة الصواريخ المتعددة المتحركة التي تحتوي على الباريوم الحراري من طراز "TOS-1" وقاذفة الصواريخ المحمولة "RPO-A Shmel") بينما كانوا يقومون بمناورات داخل غروزني، عاصمة الشيشان، مما يُظهر تنسيقاً جيداً بين العناصر المختلفة. ومن خلال مناقشة هذه التكتيكات مع قادة روس مخضرمين، يمكن أن يطّلع «حزب الله» بوضوح على كيفية تنظيم قواته وفقاً للمهام على النحو الملائم، والتنسيق بين عناصر متفرقة على أرض المعركة بشكل فعال، وقضايا أخرى، مما يعود بفائدة كبرى على الحزب بالرغم من قلة تدريبه وتجهيزه بالمقارنة مع القوات الروسية.
تحضير للصراعات المستقبلية
عندما يخوض القادة العسكريون حملة طويلة وصعبة، تتجه أفكارهم لا محالة نحو النزاعات المستقبلية المحتملة. وغالباً ما يعني ذلك ترجمة العبر المستخلصة إلى استراتيجيات وتكتيكات جديدة، بالإضافة إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالمشتريات والتدريبات العسكرية. وليس هناك شك بأن قادة «حزب الله» في سوريا يفكرون بالفعل في مثل هذه القضايا، ويمكن أن يؤثر القتال إلى جانب الروس إلى حد كبير على العبر التي يستخلصونها.
وعلى المستوى الاستراتيجي، يبدو أن الحزب قد تخلى عن مقاربة "عدم الخسارة" وأخذ يركز عوضاً عن ذلك على طرق تحقيق الانتصارات المرتقبة في مراحل مبكرة من نزاع معين. على سبيل المثال، أفاد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله عام 2011 أن قواته تخطط لاختراق الحدود الشمالية لإسرائيل خلال الحرب المقبلة بهدف الاستيلاء على مستوطنات في الجليل، ومنذ ذلك الحين، أعرب مراراً عن هذه المشاعر. ويشكل ذلك ابتعاداً واضحاً عن النموذج الدفاعي التقليدي للحزب، كما أن المحادثات مع القادة الروس يمكن أن تدعم هذا التحوّل وتساعد «حزب الله» على مواصلة تطوير استراتيجياته الهجومية.
وعلى المستوى التكتيكي، يشغل «حزب الله» حالياً مقعداً في الصفوف الأمامية يتيح له مراقبة مختلف نظم الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الروس في سوريا، والتي لم يسبق للحزب أن رأى بعضها من قبل. وبالتالي، يمكن أن يتعلم «حزب الله» كيفية استخدام أسلحته الحالية (بعضها روسية الصنع) على نحو أكثر فعالية ويدرس النظم التي قد يرغب بشرائها في المستقبل. على سبيل المثال، أشارت تقارير مؤخراً إلى أن «حزب الله» قد حصل على صواريخ أرض-جو من طراز "SA-22". وقد جلبت روسيا النظام ذاته إلى سوريا. فإذا ما استُخدمت هذه الأسلحة تحت إشراف غرف العمليات المشتركة، يمكن لعناصر «حزب الله» أن يكوّنوا فكرة أوضح عن كيفية تشغيل رادار النظام والتعامل مع أهداف متعددة في الوقت نفسه. وكذلك، سيرون كيف تستخدم القوات البرية الروسية نظم الصواريخ على غرار "TOS-1" و "RPO-A Shmel"، التي سبق أن شوهدت في سوريا وقد تبدو مفيدة للحزب في حرب مستقبلية مع إسرائيل. حتى أن الخبرة المكتسبة من استخدام نسخ روسية متفوقة من المعدات الأساسية، بما فيها نظارات الرؤية الليلية والبزات التكتيكية والمستلزمات الطبية، قد تكون حاسمة.
انعكاسات إقليمية
مضى حوالي ثلاثة أشهر على بدء موسكو حملتها في سوريا، الأمر الذي يشير إلى التزامها القوي بالإبقاء على نظام الأسد. وبما أن روسيا و «حزب الله» لن ينسحبا في القريب العاجل، سيستمر الحزب في استخلاص الدروس. فضلاً عن ذلك، تُفيد بعض التقارير أن روسيا في صدد تكثيف وجودها العسكري، (انظر المرصد السياسي 2531، "تكلفة الحملة العسكرية الجوّية التي تشنها روسيا")، وبالتالي قد يتسنى لـ «حزب الله» تعلم دروس إضافية.
وقد أظهر التاريخ الحديث أيضاً أنه مهما كانت الدروس المستخلصة من قبل «حزب الله»، فإن شركائه في الجريمة سرعان ما سيحذون حذوه. فقد درست عدة تنظيمات إرهابية تكتيكات الحزب العسكرية ونفذتها، وفي بعض الحالات، قام «حزب الله» حتى بإرسال مدربين لمساعدة بعض وكلائه على تطوير قدراتهم. مثلاً، نفذت ميليشيات شيعية مدربة من قبل «حزب الله» تكتيكات مماثلة ضد الجنود الأمريكيين في العراق قبل الانسحاب الأمريكي (انظر المرصد السياسي 2277، "«حزب الله» اللبناني في العراق: القليل من المساعدة قد تنفع كثيراً"). ووفقاً لبعض التقارير، أقدم قادة مخضرمون رفيعو المستوى من «حزب الله» على تدريب القوات الحوثية في اليمن، التي تُظهر اليوم قدرات هائلة في معركتها ضد التحالف العربي. وفي غزة، تنفذ تنظيمات إرهابية على غرار «حماس» و «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» منذ وقت طويل استراتيجيات «حزب الله» في المجالين السياسي والعسكري.
وعلاوةً على ذلك، بما أن «حزب الله» يستخلص دروساً من الروس، سيتفوق بقدراته على "القوات المسلحة اللبنانية"، التي هي بالأساس أضعف منه من ناحية الخبرة القتالية والأسلحة. ويشكل قلب ميزان القوى لصالح «حزب الله» على نحو أكبر احتمالاً خطراً نظراً لانعدام الاستقرار والتوتر الحزبي السائدين في لبنان.
وفيما يتعلق بإسرائيل، تجدر الإشارة إلى أنه في حين يكتسب «حزب الله» خبرة قيّمة في سوريا، فإن الأعداء الذين يواجههم هناك أضعف بكثير من «جيش الدفاع الإسرائيلي». صحيح أن «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» وفصائل ثوار متعددة تملك كلها نقاط قوة خاصة بها، إلا أنها لا تفرض التحديات ذاتها التي تفرضها حرب ضد مؤسسة عسكرية مدربة جيداً وتملك قوات جوية وبحرية وجيشاً ذات قدرات عالية، وجميعهاعلى معرفة وثيقة بـ «حزب الله». وسيستخلص «حزب الله» دروساً هامة ولكنه سيجد صعوبة بالغة في تطبيقها، لا سيما عندما يكون خصمه «جيش الدفاع الإسرائيلي».
ومع دخول روسيا ساحة المعركة في سوريا في أيلول/سبتمبر، أعلن نصر الله لتلفزيون "المنار" أن موسكو "تلعب دوراً إيجابياً سيأتي بنتائج إيجابية بإذن الله". فالدروس العسكرية الروسية التي سيتلقاها «حزب الله» في الأشهر المقبلة ستساهم في تعزيز شعور التفاؤل لدى الحزب من جهة وقدراته من جهة أخرى.
موني كاتس هو عميد في «جيش الدفاع الإسرائيلي» وزميل عسكري زائر في معهد واشنطن لعام  2015-2016. نداف بولاك هو زميل "ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن" في المعهد.
======================