الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 3-8-2015

04.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. عربي 21 :صاندي تايمز: تفاصيل زيارة علي مملوك للرياض بوساطة روسية
2. بلومبيرغ : مارك شامبيون :اللاجئون السوريون وفرص تعليم أولادهم
3. إريك برجلوف :هزيمة داعش
4. نيويورك تايمز ريفيو أوف بوكس :سر "داعش" الغامض (2 من 2)
5. واشنطن بوست  : نيكولاس بيرنز وديفيد مليباند :أزمة اللاجئين السوريين.. دعوة إلى تحرك الغرب
6. وول ستريت جورنال: سلاح الجو الأمريكي يقرر قصف الجيش السوري دفاعا عن مسلحيه
7. واشنطن بوست: جبهة النصرة تهدد بمهاجمة كل ثوار سوريا المدعومين من الولايات المتحدة
8. واشنطن بوست: انحسار تدفق الجهاديين إلى داخل سوريا بعد حملة تركيا على الحدود
9. ” إيكونوميست ” البريطانية : المساحات التي يسيطر عليها بشار الأسد في سوريا ” تنكمش “
10. صنداي تايمز: لماذا ذهب رئيس مخابرات النظام السوري إلى الرياض؟
11. صندي تايمز : مسؤول سوري رفيع يؤكد حصول لقاء بين مملوك وولي ولي العهد السعودي
12. صدى البلد:"الإندبندنت": اتفاق أوباما مع تركيا خيانة لأكراد سوريا.. وأمريكا وتركيا مختلفتان في الهدف
13. ’’الإندبندنت’’: تنظيم ’’داعش’’ جنّد ألمانياً في سوريا واعتقله بتهمة التجسس
14. "الجارديان": الأكراد الرابح الأكبر من الصراع السوري
15. لوموند الفرنسية :جبهة النصرة.. الحليف المزعج للمقاتلين السوريين
16. إن هوم لاند سكيورتي :مسألة الاستقرار الإقليمي التركي
17. فورين بوليسي: لمحة تاريخية موجزة عن التهديدات التركية لغزو سوري
18. واشنطن بوست :ليونيل بيينر وجوستاف ميباور  :من تستهدف تركيا بالمنطقة العازلة؟
19. لوفيغارو :نائب بالبرلمان الفرنسي: الحرب في سوريا لن تنتهي إلا من خلال حل سياسي ودبلوماسي
 
عربي 21 :صاندي تايمز: تفاصيل زيارة علي مملوك للرياض بوساطة روسية
لندن - عربي21 - بلال ياسين
الأحد، 02 أغسطس 2015 02:23 م
نقلت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية عن مسؤول سوري بارز تأكيده زيارة مدير المخابرات السورية الجنرال علي مملوك، الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة إن فكرة زيارة المسؤول الأمني السوري جاءت أثناء لقاء الأمير، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ في حزيران/ يونيو.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب اعترافا من الأمير أنه لا توجد هناك محاولات لتغيير النظام في دمشق، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى حل جديد للأزمة السورية.
وتبين الصحيفة أن موسكو ترفض الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لإحداث تغيير في النظام في سوريا. وقد أشار الرئيس بوتين في اللقاء إلى أن بشار الأسد لا يزال في السلطة رغم التكهنات بانهياره.
ويفيد التقرير بأن روسيا تعتقد أن صعود تنظيم الدولة، الذي يهدد الدول جميعها في المنطقة، يفتح فرصة للتحاور بين سوريا والدول الأخرى في المنطقة.
وتلفت الصحيفة إلى أن موضوع لقاء الأمير محمد بن سلمان وعلي مملوك سيكون محلا للنقاش في مؤتمر وزراء الخارجية، الذي سيعقد غدا في العاصمة القطرية الدوحة، وستتم مناقشته بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤول بارز في دمشق قوله إن النظام السوري تلقى تأكيدات من مستويات عالية بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تركز جهودها الحالية كلها على هزيمة تنظيم الدولة، أكثر من تركيزها على الإطاحة بنظام الأسد.
وتكشف الصحيفة عن أن المبادرة الروسية تأتي في ظل القلق من التراجع الذي أصاب الجيش السوري ميدانيا. مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته فقد زادت إيران من مستويات نقل الأسلحة للنظام السوري؛ من أجل تعزيز قواته والمليشيات التي تدافع عنه، وأرسلت روسيا معدات متخصصة ونوعية لم تكن متوفرة لدى الجيش من قبل، بما في ذلك طائرات دون طيار روسية.
وينوه التقرير إلى أن رئيس النظام السوري الأسد كان قد قدم الأسبوع الماضي تقييما صريحا لوضع جيشه، وتحدث عن الضغوط التي يتعرض لها، مبينا أنه في أول خطاب له منذ عام، اعترف الأسد بأن قواته لا يمكنها السيطرة على كل زاوية في البلاد. مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على سحب القوات من بعض المناطق لنقلها إلى المراكز المهمة وتعزيزها في أجزاء أخرى من البلاد.
وتختم "صاندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى تأكيد الأسد أن قواته تعاني من الإجهاد، مستدركا بأن التعب لا يعني الهزيمة. وقد أشار إلى تغيير إيجابي في المواقف الغربية من الأزمة في سوريا.
======================
بلومبيرغ : مارك شامبيون :اللاجئون السوريون وفرص تعليم أولادهم
مارك شامبيون
الشرق الاوسط
نسخة للطباعة Send by email  لا يزال عالمنا يضم بعض الأشخاص المثاليين - ومن هؤلاء فؤاد شيخ السنا، وهو مدرس ومفتش بوزارة التعليم سابقا في حلب بسوريا. ومع ذلك، فإن فؤاد لا يرى نفسه مثاليًا، مما يضعه في الفئة الأفضل بين الأشخاص المثاليين! وقد دفعتني قصته الفريدة من نوعها للتفكير على نحو مختلف في أزمة اللاجئين التي نبذل في العالم المتقدم أقصى جهودنا لتجاهلها.
عام 2012، فر فؤاد من حلب ليستقر بمدينة كيليس التركية الحدودية، والتي تبعد 55 ميلاً فقط عن حلب. وكان كثير من اللاجئين الآخرين من الأطفال - تمامًا مثلما هو الحال فيما يزيد على نصف 60 مليون مشرد بسبب الصراعات أو الاضطهاد. وساور فؤاد القلق من أنه حال شعورهم بالفراغ طيلة اليوم، قد يبدأ هؤلاء الأطفال في التشاحن مع الأطفال المحليين. وعليه، سعى للحصول على بعض الطاولات ووضعها في متنزه صغير بالمدينة، واستعان بعدد من المدرسين اللاجئين الفارين من حلب، وبذلك أسس مدرسة مفتوحة لـ1200 طفل لاجئ.
وفي حديث أجريته معه، قال فؤاد: «كنت أعتقد أننا قد نبقى هنا لمدة أربعة أشهر». ومع ذلك، فإنه بعد مرور أربع سنوات على اندلاع الحرب السورية، فإن ما يقدر بـ100 ألف سوري يعيشون الآن في كيليس، التي يقدر عدد سكانها بـ90 ألف نسمة.
وبالفعل، اكتسبت المدرسة المفتوحة شهرة واسعة. وقد أبدى جميع الآباء والأمهات رغبتهم في تعليم أطفالهم، بينما خارج معسكرات اللاجئين لا تتوافر في تركيا سوى القليل من المدارس العربية. رسميًا، يوجد في تركيا 1.8 مليون لاجئ، منهم قرابة 220 ألف شخص يعيشون في معسكرات لاجئين كاملة الخدمة، حيث يجري توفير الطعام لهم ورعاية صحية ومدارس. إلا أنه على الصعيد غير الرسمي، تستضيف تركيا أعدادًا أكبر بكثير - وتدور غالبية التقديرات حول 2.5 مليون شخص - لكن معظمهم يخشون من تسجيل أنفسهم. وعليه نجد أن 90 في المائة من اللاجئين يعيشون بين المواطنين العاديين.
وأعرب اللاجئون الذين التقيتهم خلال رحلة قمت بها مؤخرًا للحدود السورية - التركية عن امتنانهم حيال القرار التركي بقولهم ومنحهم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإنه جرت معاملتهم كضيوف مؤقتين لا يحق لهم التقدم بطلب للجوء. حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم يكن بمقدور اللاجئين السوريين التسجيل للحصول على أوراق عمل، مما يعني أن أطفالهم لم يكن بمقدورهم ارتياد مدارس تركية، بينما لم يكن باستطاعة البالغين العمل سوى بصورة غير قانونية.
في هذا الصدد، قال فؤاد: «لا نود الاستقرار هنا، وإنما نرغب في العودة لوطننا، لكن حتى نتمكن من ذلك، فإننا بحاجة للعيش». والتساؤل هنا: ما هي فرص تمكن السوريين يومًا ما من بناء دولة ناجحة ومتسامحة لينشأ فيها أطفالهم، من دون تعليم؟
مع اقتراب الشتاء، بدأت السلطات المحلية في كيليس تبدي تعاطفها، فعندما توجه لهم فؤاد بطلب للحصول على مبنى من أجل مدرسته، وفروا له واحدًا بالفعل. وبحلول العام الماضي، كان يرتاد المدرسة 2100 طفل موزعين على ثلاث نوبات يوميًا. وقد اضطر فؤاد لرفض 6 آلاف طفل آخرين. أما اللغة الجاري استخدامها في المدرسة فهي العربية، والكتب المدرسية هي نسخ من الكتب التي اعتاد الاعتماد عليها في حلب.
ولدى سؤاله عن المناهج الدراسية ومزيج الأديان بين الطلاب الملتحقين بالمدرسة، أجاب فؤاد: «لا توجد سياسة هنا». وأضاف أن هناك أطفالا من مناطق علوية، وآخرين من مناطق سنية. وقال: «لا نسأل عن الديانة، لأننا لا نرغب في نشر الكراهية».
ويعد هذا أيضا من أسباب تمسكه بكتب المنهج القديم، وذلك لرغبته في الالتزام بنفس المعايير التي سادت قبل الحرب. كما أنه يقبل تبرعات فقط من منظمات خيرية تركية لا تفرض شروطًا بخصوص ما يجري تدريسه. وقال إن المدرسة لديها ما يكفي من مال كي تعطي راتبًا شهريًا يبلغ 500 ليرة تركية للمدرسين. ويعادل هذا المبلغ نحو 190 دولارًا - وهو مبلغ لا يكفي للعيش. وقد طلب فؤاد العون من منظمة «يونيسيف»، لكنهم أجابوا بأنهم يعملون داخل معسكرات اللاجئين فقط.
في أكتوبر الماضي، غيرت تركيا سياساتها القائمة على التظاهر بأن السوريين سيعودون لوطنهم في أية لحظة. والآن، أصبح باستطاعة الأطفال السوريين ارتياد مدراس تركية. ومنذ ذلك الحين، فتحت 10 مدارس عربية أبوابها في كيليس. وتعمل الآن مدرسة فؤاد بصورة أفضل، حيث انخفضت نوباتها إلى اثنتين فقط، بينما يصل عدد طلابها إلى 1300 طفل، بينما يضطلع لاجئون ومنظمات خيرية بسداد مصاريف المدرسين والنفقات الأخرى. وكما هو متوقع، يفرض هذا العدد الضخم من اللاجئين عبئًا ماديًا هائلاً عل عاتق تركيا: جرى تقديره بـ5.5 مليار دولار بحلول أبريل (نيسان)، تبعًا لما أعلنته الحكومة. وقد شكت أنقرة من أن باقي العالم لم يسهم سوى بـ3.6 مليون دولار فقط. في الوقت ذاته، تتفاقم مشاعر السخط بين المواطنين الأتراك الذين يعتقدون أن اللاجئين السوريين تسببوا في ارتفاع أسعار الإيجارات وانخفاض الأجور.
أما أكثر ما يثير قلق فؤاد، فهو ما سيحدث لطلابه عندما يتخرجون. وقال إن ليبيا (من بين جميع الدول الأخرى) ستبدأ هذا العام في تأهيل أطفال اللاجئين السوريين في تركيا كي يتمكنوا من الالتحاق بمستوى التعليم الأعلى.
وقال فؤاد: «إن أعدادنا ضخمة على نحو يصعب على تركيا وحدها التعامل معه، لذا أعتقد أن الحل الأفضل هو استضافة أوروبا لبعض هؤلاء اللاجئين». وأعرب فؤاد عن حيرته حيال السبب وراء عدم القيام بذلك حتى الآن، ولماذا يضطر السوريون للمخاطرة بأرواحهم ودفع أموال لعصابات إجرامية كي يتمكنوا من دخول دول أوروبية بصورة غير قانونية والتقدم بطلبات للجوء.
وأضاف: «ينبغي أن تتوافر فيزات لشبابنا الراغبين في إتمام دراستهم. حينئذ، سيصبح باستطاعتهم العودة لسوريا عندما تصبح آمنة مجددًا وإعادة بنائها. وسيحملون معهم فكرًا ومؤهلات وثقافة وأفكارا أوروبية». وأوضح أنهم سيحملون معهم تفهمًا حقيقيًا للديمقراطية.
في المقابل، أوضح مات تريفيتيك، أميركي يعمل ببرامج الإغاثة في العراق وأفغانستان، أن خطط إرسال طلاب لجامعات غربية على أمل عودتهم وإحداثهم تحولاً في أوطانهم، لم تحقق النتائج المرجوة، مشيرًا إلى أنهم لا يعودون. يذكر أن تريفيتيك يعمل حاليًا مديرًا لشؤون الأبحاث لدى «منظمة الأبحاث والتقييم السورية» في عنتاب، أقرب المدن الكبرى لكيليس. ويعكف تريفيتيك على جمع بيانات من داخل سوريا لصالح منظمات الإغاثة العاملة هناك، بحيث تتمكن من تصميم ومراقبة برامج.
إن الدول بطبيعتها ليست مثالية - خاصة الدول الأوروبية في ظل المناخ المعادي للهجرية السائد بها حاليًا. ومع ذلك، فإنه حتى الأنانية تشير لضرورة العمل على توفير المال للمنظمات الخيرية كي تدفع للمدرسين السوريين مالاً يكفي للعيش، وتمد تركيا ولبنان والأردن ودولاً أخرى على استضافة الأعداد الضخمة للغاية من اللاجئين بما يلزم لبناء مدارس. حينها، قد لا يرى السوريون أن السبيل الوحيد للنجاة الوصول لأوروبا. كما أن هذا قد يقلل إمكانية وقوعهم تحت تأثير الراديكاليين، ويحد من سخطهم حيال غرب يتجاهلهم.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
======================
 إريك برجلوف :هزيمة داعش
المصدر: إريك برجلوف *
التاريخ: 03 أغسطس 2015
دعت الحكومة البريطانية إلى الانطلاق قدماً بدور قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، وذلك قبل فترة طويلة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أن الاستراتيجية الدفاعية ستركز حالياً، وبشكل أكثر وضوحاً، على مكافحة تنظيم «داعش».
أوضح تلك النقلة وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، وذلك عندما قال أخيراً، إنه من الجلي أنه لا بد من هزيمة التنظيم في كل من سوريا والعراق لأن «تنظيمه وتوجيهه وإدارته كانت تتم من سوريا».
من ناحية سياسية، تلك هي لحظة مناسبة ليحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ذلك التغيير.
ففي آخر مرة طلب من البرلمان منحه حرية التصرف في سوريا، وذلك خلال شهر أغسطس 2013، تم منع تحركاته بصورة مهينة من قبل إد ميليباند، زعيم حزب العمال السابق. وبعد مرور عامين، غادر إد ميليباند رئاسة الحزب، ويخوض الحزب معركة قيادة، وبالفعل، تعهدت القائمة بأعمال زعيمه، هاريت هارمان، بالنظر بعين العطف في مقترحات جديدة لمواجهة تنظيم «داعش».
يتمثل الخطر الحقيقي حالياً في أنه، بينما تتلاشى الانقسامات حول سوريا في الداخل، تترسخ فكرة متغطرسة بأن الهجمات الجوية واسعة النطاق على «داعش» من شأنها حسم الأمور على أرض الواقع لصالح البريطانيين، بصورة جذرية.
قد تساهم الضربات الجوية، بالفعل، في ردع «داعش» ومنعه من الاستيلاء على مزيد من المدن، ومساعدة الأكراد، وتقوية أعداء أكثر اعتدالاً لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن تكمن المشكلة في أن الإيمان المفرط بتحويل قوة الضربات الجوية قد يمنع تقبل الحكومات في جميع أنحاء الغرب لحقيقة أن خارطة الشرق الأوسط قد تغيرت للأبد. سيشكل ذلك التركيز الجديد على «داعش» وسوريا خطأً في حال أدى لإهمال المخاطر في مناطق أخرى.
======================
نيويورك تايمز ريفيو أوف بوكس :سر "داعش" الغامض (2 من 2)
*كاتب مجهول* - (نيويورك تايمز ريفيو أوف بوكس) عدد 13 آب (أغسطس) 2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ذهب بعض المحللين إلى تركيز تفسيراتهم -ليس على استراتيجيات حركة "داعش" العسكرية التي تبدو في كثير من الأحيان هازمة للذات، وإنما على طريقة حكمها وعوائدها المالية، وعلى الدعم الذي تتلقاه من  السكان، واعتمادها على الآلاف من المقاتلين الأجانب. وشرح أيمن جواد التميمي، الزميل في منتدى الشرق الأوسط، في مداخلات حديثة له على الإنترنت، كيف أن الحركة أنشأت في بعض المدن المحتلة مثل الرقة في سورية، هياكل متطورة ومعقدة للخدمة المدنية، وسيطرت حتى على دوائر جمع القمامة في البلديات. ووصف التميمي العوائد التي تحصلها الحركة من الدخل المحلي وضرائب العقارات، وعن طريق تأجير مكاتب الحكومتين العراقية والسورية السابقة لأصحاب الأعمال والشركات. وبيّن كيف أعطى ذلك لداعش قاعدة دخل واسعة يمكن الاعتماد عليها، والتي تكملها عوائد تهريب النفط ونهب الآثار، بطريقة كان نيكولاس بيلهام قد وصفها في مقال سابق نشر على هذه الصفحات (1).
تعززت قوة "داعش" الآن أيضاً بالترسانة المذهلة من الأسلحة التي استولت عليها الحركة من الجيشين العراقي والسوري الهاربين -بما فيها الدبابات، وعربات الهامفي، وقطع المدفعية الكبيرة. وقد بينت التقارير التي نشرتها كل من "النيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال"، و"رويترز" و"فايس نيوز" على مدى الاثني عشر شهراً الماضية أن الكثير من السنة العراقيين والسوريين يشعرون الآن بأن "داعش" هو الضامن الوحيد المعقول للنظام والأمن في الحرب الأهلية، وأن هذه الحركة تشكل دفاعهم الوحيد ضد الانتقام الوحشي من حكومتي دمشق وبغداد.
لكن الدليل هنا مربك ومتعارض أيضاً. ففي فيلمها الوثائقي الذي أعدته لمحطة "بي بي سي" عن الموصل، تتصور يالدا حكيم أن الوحشية الهائلة هي كلمة السر في هيمنة "داعش". ومع ذلك، وفي كتابه "الخلافة الرقمية"، يصف عبد الباري عطوان (بكلمات ماليس روثفن) "منظمة مدارة جيداً، والتي تجمع بين الكفاءة البيروقراطية والخبرة العسكرية، مع الاستخدام المتطور لتكنولوجيا المعلومات" (2). ويتحدث زيد العلي في سرده الممتاز عن تكريت، عن "عدم قدرة (داعش) على الحكم"، والانهيار الكامل لإمدادات الكهرباء، والماء، والمدارس، وبالتالي أحوال السكان الذين يعيشون تحت حكم المجموعة في نهاية المطاف" (3). وتبقى "التفسيرات" التي تشير إلى موارد الحركة وسلطتها تدور في دائرة في النهاية. والحقيقة هي أن قدرة الحركة على استقطاب الدعم الواضح، أو القبول لدى السكان المحليين، وأن تسيطر على الأرض، والإيرادات الحكومية المحلية، والنفط، والمواقع التاريخية، والقواعد العسكرية، كانت نتيجة لنجاح الحركة في احتكار التمرد وليست سبباً له.
في كتابهما "الدولة الإسلامية في العراق وسورية: دولة الإرهاب"، يقدم ستيرن وبيرغر تحليلاً رائعاً لاستخدام الحركة أشرطة الفيديو ووسائل الإعلام الاجتماعية. وقد تعقبا حسابات "تويتر" الفردية، وبينا كيف دأب أصحابها على تغيير أسماء المستخدم الخاصة بهم، واستغلال مناسبة كأس العالم لإدراج صورهم لقطع الرؤوس في الدردشات حول كرة القدم، وتمكنوا من ابتكار تطبيقات جديدة وأتمتوا عملية النشر الآلي من أجل تكثير أعدادهم. وبيّن ستيرن وبيرغر أن ما لا يقل عن 45.000 حساب مؤيدة للحركة كانت موجودة على شبكة الإنترنت في أواخر العام 2014، ويصفا كيف حاول المستخدمون التحايل على مديري "تويتر" عن طريق تغيير صورة الملف الشخصي من أعلام "داعش" إلى صور القطط. لكن ذلك يطرح ببساطة ذلك السؤال الأكثر جوهرية عن السبب في أن إيديولوجية الحركة وتصرفاتها -مهما كان مستوى البراعة في إنتاجها وتوصيلها- استطاعت أن تحظى بالقبول الشعبي في المقام الأول.
كما لم تكن هناك أي تفسيرات أكثر إرضاء أيضاً لماهية الشيء الذي يجتذب 20.000 مقاتل أجنبي ممن انضموا إلى الحركة. في البداية، ألقي باللوم في العدد الكبير الذي جاء من بريطانيا على عدم بذل الحكومة البريطانية الجهد الكافي لاستيعاب المجتمعات المهاجرة؛ ثم ألقي اللوم في حالة فرنسا على ضغط الحكومة الفرنسية ودفعها القوي من أجل استيعاب ودمج المهاجرين. لكنه بدا في الحقيقة أن هؤلاء المقاتلين الأجانب قد نبتوا من كل نظام سياسي أو اقتصادي يمكن تصوره. جاؤوا من دول فقيرة جداً (اليمن وأفغانستان)، ومن أغنى الدول على وجه الأرض (النرويج وقطر). وينبغي أن يعترف المحللون الذين قالوا إن المقاتلين الأجانب هم صنيعة الاستبعاد الاجتماعي، أو الفقر، أو عدم المساواة، بأن هؤلاء المقاتلين يظهرون بالكثرة نفسها من الديمقراطيات الاجتماعية في المنطقة الاسكندنافية، بقدر ما يظهرون من الملَكيات (الآلاف من المغرب)، والدول العسكرية (مصر) والديمقراطيات الاستبدادية (تركيا)، والديمقراطيات الليبرالية (كندا). ولم يبد مهماً ما إذا كانت حكومة ما قد حررت الآلاف من الإسلامويين (العراق)، أو أودعتهم السجون (مصر)؛ ما إذا كانت الحكومة المعنية قد رفضت السماح لحزب إسلامي بكسب انتخابات (الجزائر) أو سمحت بانتخاب حزب إسلامي. ومع ذلك، فإن تونس، التي خبرت عملية الانتقال الأكثر نجاحاً من الربيع العربي إلى حكومة إسلامية منتخبة، أنتجت من المقاتلين الأجانب أكثر من أي بلد آخر على الإطلاق.
لم يكن الارتفاع الكبير في أعداد المقاتلين الأجانب أيضاً مدفوعاً بتغير أخير في السياسات العراقية الداخلية، أو في الإسلام نفسه. لا شيء جوهرياً تحوّل وتغير في خلفية الثقافة أو المعتقد الديني بين العام 2012، عندما لم يكن هناك أحد من هؤلاء المقاتلين الأجانب في العراق تقريباً، وبين العام 2014، عندما أصبح هناك 20.000 منهم. كان التغيير الوحيد هو أنها أصبحت هناك فجأة منطقة من الأرض متوفرة لاستقطاب هؤلاء المقاتلين وإيوائهم. ولو أن الحركة لم تسيطر على الرقة والموصل، فإنه يحتمل كثيراً أن يكون عدد كبير من هؤلاء الرجال قد واصلوا حياتهم ببساطة هناك حيث كانوا، مع معايشة درجات متفاوتة من الضغط -كما يفعل مزارعو الألبان في نورماندي، أو موظفو المجلس في كارديف. وهكذا، نجد أنفسنا متروكين مرة أخرى مع الحشو وتكرار الشي نفسه: إن "داعش" موجود لأنه يستطيع أن يكون موجوداً -وهؤلاء المقاتلون الأجانب هناك لأنهم هناك.
أخيراً، قبل عام من الآن، بدا من المعقول أن نعلق الكثير من اللوم عن صعود الحركة على إدارة رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي الكارثية للعراق. لكن ذلك لم يعد ممكناً الآن. فخلال العام الماضي، تم تعيين زعيم جديد أكثر إيجابية واعتدالاً وشمولية، حيدر العبادي، رئيساً للوزراء؛ وأعيدت هيكلة الجيش العراقي تحت إدارة وزير دفاع سني جديد؛ وتم استبعاد الجنرالات القدامى؛ وتنافست الحكومات الأجنبية على تقديم المعدات والتدريب للجيش العراقي. وظهر نحو ثلاثة آلاف من المستشارين والمدربين الأميركيين في العراق. وقدمت كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وآخرين ضربات جوية هائلة ومراقبة مفصلة. وانضمت قوة القدس الإيرانية، ودول الخليج، والبشميرغة الكردية إلى القتال على الأرض.
لكل ذلك، كان من المتوقع أن تُرد الحركة على أعقابها وأن تخسر الموصل في العام 2015. وبدلاً من ذلك، تمكنت الحركة في أيار (مايو) من الاستيلاء على تدمر في سورية -وبالتزامن تقريباً- على الرمادي، على بعد ثلاثمائة ميل في العراق. وفي الرمادي، تمكن ثلاثمائة من مقاتلي "داعش" من طرد آلاف الجنود العراقيين المدربين والمجهزين جيداً بالعدة والعتاد الثقيل. ولاحظ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر:
"لقد أظهرت القوات العراقية فقط عدم وجود إرادة القتال. لم يكن هناك تفوق عليهم في العدد. في الحقيقة، كانت أعدادهم تفوق القوات المعارضة بكثير، ومع ذلك فشلوا في القتال".
الآن، تسيطر الحركة على "دولة إرهابية" أكثر اتساعاً وأكثر تطوراً بكثير من أي شيء يمكن أن يكون جورج دبليو بوش قد حرضّه في ذروة "الحرب الكونية على الإرهاب". في ذلك الحين، تم استخدام احتمال أن يستولي المتطرفون السنة على محافظة الأنبار العراقية لتبرير زيادة عديد القوات الأميركية بمقدار 170.000 جندي، وحجم الإنفاق العسكري السنوي الذي زاد على 100 مليار دولار سنوياً. والآن، بعد سنوات من تلك الزيادة، لا تسيطر حركة "داعش" على الأنبار فحسب، وإنما أيضاً على الموصل ونصف أراضي سورية. وتسيطر المجموعات التابعة لها على مساحات شاسعة من شمال نيجيريا، ومناطق كبيرة من ليبيا. وقد قتل الآن مئات الآلاف من الناس وتشرد الملايين؛ وتم إضفاء الشرعية على أهوال وفظائع لا يمكن أن تتصورها حتى حركة طالبان الأفغانية نفسها -والتي من بينها إعادة إنتاج اغتصاب القاصرات واستعادة العبودية. ولم تعمل هذه الكارثة على إزالة الحدود بين سورية والعراق فقط، وإنما استنفرت القوى التي تخوض الآن حرباً بالوكالة بين العربية السعودية وإيران في اليمن.
لعل أوضح الأدلة على أننا لا نفهم هذه الظاهرة، هو عجزنا المستمر عن التنبؤ -والأقل من ذلك السيطرة- على هذه التطورات. من استطاع أن يتكهن بأن قوة الزرقاوي ستنمو بعد أن دمرت الولايات المتحدة معسكراته التدريبية في العام 2001؟ وقد بدا للجميع تقريباً أن من غير المحتمل أن تتمكن الحركة من إعادة تجميع نفسها بهذه السرعة الكبيرة بعد موته في العام 2006، أو مرة أخرى بعد زيادة عديد القوات الأميركية في العام 2007. كما أننا أصبحنا نعرف الآن المزيد والمزيد من الحقائق عن الحركة وأعضائها، لكن ذلك لم يمنع معظم المحللين من الاعتقاد في وقت قريب لا يبعد أكثر من شهرين خليا، أن الهزائم في كوباني وتكريت قلبت الموازين ضد الحركة، وأن من غير الممكن أن تتمكن من الاستيلاء على الرمادي. إننا نفوت شيئاً ما في الحقيقة.
جزء من المشكلة قد يكون أن المعلقين ما يزالون يفضلون التركيز على التفسيرات السياسية والمالية والمادية، مثل مسألة التمييز ضد السنة، والفساد، والافتقار إلى الخدمات الحكومية في المناطق التي احتلتها الحركة، وكذلك استخدام "داعش" المفرط للعنف. وبذلك، يجد المتلقون الغربيون أنفسهم بالكاد مضطرين إلى التركيز على مسألة القبول الإيديولوجي المحير الذي تتمتع به "داعش". وقد تفاجأت أنا نفسي عندما رأيت التأثر العميق -حتى عند خصم سوري لحركة "داعش"- لدى مشاهدة فيلم فيديو يعرض كيفية تدمير "داعش" لـ"حدود سايكس-بيكو" بين العراق وسورية، القائمة منذ العام 1916، وكيف أنها استمرت في إعادة توحيد القبائل المنقسمة على جانبي الحدود. كما فتنتني الإدانة التي صدرت عن أحمد الطيب، إمام الأزهر وشيخه الأكبر، -وواحد من بين رجال الدين الأكثر توقيراً في العالم: "هذه المجموعة شيطانية -يجب تقطيع أطرافهم أو صلبهم". ثم أذهلني رثاء بن لادن للزرقاوي: "إن قصته ستعيش للأبد مع قصص النبلاء... وحتى لو أننا فقدنا واحداً من كبار فرساننا وأمرائنا، فإننا سعيدون بأننا وجدنا رمزاً...".
لكن "إيديولوجية" حركة "داعش" لا تشكل أيضاً تفسيراً كافياً. لقد فهم تنظيم القاعدة أفضل من أي أحد آخر ذلك المزيج الغريب من الآيات القرآنية، والقومية العربية، والتاريخ الصليبي، والإحالات الشعرية، والعاطفية، والرعب الذي يمكن أن يحرك ويدعم مثل هذه الحركات. ولكن، حتى قادة القاعدة أنفسهم كانوا يعتقدون أن نهج الزرقاوي المخصوص غير عقلاني، وغير ملائم ثقافياً، وغير جذاب. وفي العام 2005، على سبيل المثال، أرسل قادة القاعدة رسائل تنصح الزرقاوي بالتوقف عن نشر فظائعه على الملأ. وقد استخدموا مصطلحات استراتيجية حديثة وغريبة: "أكثر من نصف المعركة يحدث في ميدان الإعلام" -وقالوا له إن "الدرس" المستخلص من أفغانستان كان أن طالبان خسرت لأنها اعتمدت -مثل الزرقاوي- على قاعدة طائفية ضيقة للغاية. ولم يكن قادة القاعدة فقط من السلفيين الجهاديين الذين افترضوا أن مؤيديهم الجوهريين يفضلون التعاليم الدينية الجدية على سعوط الفيديوهات (تماماً كما افترض الطيب على ما يبدو أن أي حركة إسلامية لن تُقدم على إحراق طيار عربي سني حياً في قفص).
يتعارض الكثير مما فعلته حركة "داعش" بوضوح مع الحدوس والمبادئ الأخلاقية للعديد من مؤيديها. ونحن نستشعر –من خلال مقابلات حسن حسن ومايكل فايس المتأنية- أن مؤيديها يدركون، جزئياً على الأقل، هذا التناقض. ومرة أخرى، يمكننا أن نضع قائمة بالمجموعات الخارجية المختلفة التي قدمت التمويل والدعم لمجموعة "داعش". لكنها ليست هناك أي صلات منطقية من الإيديولوجية، الهوية، أو المصالح، والتي ينبغي أن تصل بين إيران، وطالبان، والبعثيين ببعضهم بعضا أو بحركة "داعش". بدلاً من ذلك، تشير كل واحدة من هذه الحالات إلى أن المؤسسات المنقسمة بوضوح في اللاهوت والسياسة والثقافة، ترتجل على الدوام شراكات قاتلة، بل وحتى هازمة للذات.
ليس المفكرون، والتكتيكيون، والجنود والقادة في الحركة التي نعرفها باسم "داعش" واضعي استراتيجيات عظيمين؛ وفي كثير من الأحيان تكون سياساتهم عشوائية، متهورة، بل وحتى منافية للعقل؛ وبغض النظر عما إذا كانت حكومتهم ماهرة، كما يقول البعض، أو أنها تعيسة، كما يجادل آخرون، فإنها لا تقدم نمواً اقتصادياً عبقرياً أو عدالة اجتماعية مستدامة. إن لاهوت، ومبادئ وأخلاقيات قادة "داعش" ليست قوية متماسكة ولا هي قابلة للدفاع عنها. وسرعان ما نجد مسبارنا التحليلي وهو يصطدم بالقاع مباشرة وعلى الفور.
لطالما وجدت نفسي في كثير من الأحيان تحت إغواء القول إننا نحتاج ببساطة إلى معلومات أكثر وأفضل عن الحركة. لكن ذلك يقلل من شأن الطبيعة الغرائبية والمحيرة لهذه الظاهرة. ولنأخذ مثالاً واحداً فقط: قبل خمس سنوات، لم يكن حتى أكثر المنظرين السلفيين تزمتاً ليدافع عن إعادة إنتاج العبودية؛ لكن "داعش" طبقتها في الحقيقة. وليس ثمة شيء، منذ انتصار المخربين في شمال أفريقيا الروماني، والذي بدا مفاجئا جدا، وغير مفهوم وصعب على النقض والتفكيك مثل صعود "داعش". ولم يستطع أحد من محللينا، ودبلوماسيينا، وضباط استخباراتنا، وساستنا، أو صحفيينا أن ينتج حتى الآن تفسيراً ثرياً بما يكفي –حتى من باب الإدراك المتأخر- والذي كان ليتنبأ بصعود هذه الحركة.
إننا نخفي هذه الحقيقة عن أنفسنا بإنتاج النظريات والمفاهيم التي لا تحمل أي تدقيق متعمق. ولن نتمكن من معالجة هذا الواقع ببساطة من خلال مراكمة المزيد من الحقائق. إنه من غير الواضح ما إذا كان بوسع ثقافتنا أن تطور في أي وقت ما يكفي من المعرفة، والدقة والخيال والتواضع، لفهم ظاهرة "داعش". لكن علينا أن نعترف بأننا الآن مرعوبون فقط، ونهبٌ للحيرة.
 
*للكاتب خبرة واسعة في شؤون الشرق الأوسط وكان سابقاً مسؤولاً في إحدى دول الناتو. ونحن نحترم أسباب الكاتب لعدم ذكر اسمه. (المحررون)
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: The Mystery of ISIS
مراجع:
(1) انظر “ ISIS and the Shia Revival in Iraq,” The New York Review, June 4, 2015
(2) انظر “ Inside the Islamic State,” The New York Review, July 9, 2015 
(3) انظر “ Tikrit: Iraq’s Abandoned City,” NYRblog, May 4, 2015
ala.zeineh@alghad.jo
======================
واشنطن بوست  : نيكولاس بيرنز وديفيد مليباند :أزمة اللاجئين السوريين.. دعوة إلى تحرك الغرب
نيكولاس بيرنز وديفيد مليباند
ترجمة قاسم مكي
 
تواجه إدارة أوباما وكذلك حلفاؤها الأوروبيون أزمات متعددة في الشرق الأوسط الذي يتزايد اضطرابه وعنفه. وتشمل هذه الأزماتُ التهديدَ النووي الإيراني واستقواء داعش وتفكك العراق واليمن وليبيا كَدُوَلٍ وطنية فاعلة. ولكن ليست هنالك مشكلة تماثل الحرب الأهلية السورية الوحشية والدموية والمتفاقمة في تعقيدها وخطورتها ومحوريتها. إن الوضع كارثي في هذه الدولة الشرق أوسطية المحورية. فقد مات أكثر من 220 ألف سوري خلال السنوات الأربع للحرب الأهلية. وما يزيد عن 11 مليون سوري (نصف عدد السكان) فروا من بيوتهم. ولجأ أربعة ملايين منهم  إلى البلدان القريبة. كما نزح ما يقرب من ضعف هذا العدد داخل سوريا نفسها. وتحتل داعش أكثر من ثلث أراضي سوريا وأجزاء من العراق. وبالنظر إلى هذا المستوى من البؤس والقتل الجماعي والمخاطر الجيوسياسية في سوريا فإن استجابة باقي العالم كانت غير كافية إلى حد محزن. فمجلس الأمن الدولي لم يكن  صانع سلام أو مخفف آلام. ولا يزيد تدخل دبلوماسية القوى العظمى عن جهود مبعوث خاص وحيد للأمم المتحدة هو ستيفان دي ميستورا. وفي حين أنه مفاوض ملتزم وصاحب خبرة إلا أنه يحتاج إلى دعم سياسي أكبر بكثير من الدول المفتاحية المتداخلة في النزاع. ويقول من يعتقدون أن على الولايات المتحدة وأوروبا عدم فعل أي شيء أنه لا مجال لإرسال عشرات الآلاف من  قوات الولايات المتحدة والناتو إلى سوريا استجابةً (لمقتضيات) الأزمة هناك. نحن لا ننادي بسلوك مثل هذا المسار. ولكن ذلك ليس مبررًا لعدم التحرك. نحن نعتقد أن على الولايات المتحدة والآخرين  العمل بسرعة وبجهد كبير وبدافعية حقيقية تجاه  المبادرات الأربعة التالية لمساعدة السوريين المحتاجين للعون:
أولا: على البلدان الغربية الاستجابة لدعوة الأمم المتحدة بإعادة توطين 130 ألفا من اللاجئين السوريين الأكثر تعرضًا للضرر في الغرب بنهاية عام 2016. لقد استقبلت الولايات المتحدة أقل من ألف لاجئ في الأعوام الأربعة الأولى من الحرب. إن الولايات المتحدة، تقليديًا، تقبل باستضافة حوالي نصف كل اللاجئين الذين يعاد توطينهم في بلدان أخرى. والآن دعا 14 عضوا في مجلس الشيوخ الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزامها  التاريخي بقبول 65 ألف لاجئ بنهاية العام القادم. وعرضت ألمانيا استقبال 30 ألف لاجئ. ويمكن للولايات المتحدة، حين تنهض للمساعدة، دعوة الآخرين، لتحمل بعض العبء. لا أحد يتظاهر أن هذا (الجهد) سيحل المشكلة. ولكنه سيكون عونًا «رحيما» لأولئك الذين هم في أمس الحاجة. ويشكِّل مظهرًا رمزيا للتضامن مع بلدان خط المواجهة. ثانيًا: يجب أن تتناصر القوى الغربية مع بلدان الخليج العربية وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية وآخرين لتقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية أكبر بكثير للبلدان التي  تتحمل العبء الأعظم لأزمة اللاجئين، وخصوصًا الأردن ولبنان ولكن أيضًا العراق وتركيا. لقد حصلت مناشدة الأمم المتحدة الحالية لتقديم العون للمنطقة السورية على تمويل  بنسبة 25% فقط. ولأن البلدان المتأثرة تُعتبر متوسطة الدخل، فإنها لا تحصل على عون البنك الدولي.
ثالثا: بالنظر إلى ضخامة الأزمة الإنسانية الماثلة، على الولايات المتحدة وأوروبا قيادة جهود لتدشين برنامج إغاثة جديد لملايين السوريين الذين حوصروا بين الجيوش المتحاربة. إن الوضع أسوأ الآن من الوقت الذي أجيز فيه قرار مجلس الأمن رقم 2139 قبل أكثر من عام. وهو القرار الذي دعا إلى تقديم حجم أكبر من المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية. وعلى أعضاء مجلس الأمن الذي سبق له اتخاذ قرارات عديدة حول سوريا العمل على تنفيذها. ويجب أن ينتقل الجدل حول موضوع إنشاء منطقة حظر للطيران في سوريا، حمايةً للمدنيين من «البراميل المتفجرة» الفتاكة. إن مثل هذه المناطق (الآمنة) يمكنها تقديم حماية حقيقية (كما كانت هي الحال مع الأكراد العراقيين في أعوام التسعينات. ولكن لا يمكن فصل مثل هذا القرار عن الحاجة الأكبر إلى التقدم باتجاه تحقيق تسوية سياسية  في سوريا.
رابعا، لقد حان الوقت للولايات المتحدة وأوروبا للقيام بما لابد منه ودعوة روسيا وإيران وآخرين إلى المشاركة في مبادرة دبلوماسية لبسط الاستقرار في سوريا الممزقة. إن الوضع الاستراتيجي المتردي للرئيس بشار الأسد يشكل خطرًا حقيقيًا جدًا لِبِنْيَةِ الدولة السورية التي يمكن أن تتفكك أكثر مما هي عليه الآن في الشهور القادمة. وتحتاج البعثة الدبلوماسية الحالية للأمم المتحدة إلى دعم سياسي ضخم وخيالٍ واسع، مثلا من خلال تعاون غربي رفيع  المستوى وأكثر رسمية وتمكينا مع روسيا  وإيران وتركيا والبلدان العربية للإشراف على انتقال سياسي في سوريا. وحتى الآن  فإن موضوع مستقبل الأسد  يعرقل المحادثات (يعطِّلَها.) ولكن من الواضح  أن إستراتيجياته الخاطئة عززت من قوة جماعة الدولة الإسلامية (داعش.) وبنفس القدر فإن خطورة الفراغ حقيقية.
إن واشنطن ولندن لديهما مصلحةٌ مشتركةٌ مع موسكو وطهران والعواصم العربية في الحفاظ على بقاء الدولة السورية. ومع تعرض الحكومة السورية لخسائر كبيرة فإن انتقال السلطة في دمشق العاصمة ليس مستحيلاً، على الرغم من الأنباء العديدة (السابقة لأوانها) والتي كانت تتحدث عن  سقوط الأسد في الأعوام الأربعة المنصرمة. إن غيابَ رؤيةٍ متفق بشأنها حول اقتسام السلطة في سوريا هو ما يشكل أكبر وأصعب عقبة في طريق السلام. وقد آن الأوان لصياغة تلك الرؤية. ولكن ثمة شيء واضح. فرغم سوء خيارات اليوم إلا أنها في الغالب ستسوء أكثر في ظل عدم وجود تحول كبير في مستوى  وطبيعة التدخل الدولي. فدوائر اليأس ستتسع وجرثومة الأصولية  ستنتشر. ونحن الاثنان كلانا على وعي تام، استنادا على خبرتنا في  الحكومتين الأمريكية والبريطانية، بِثِقَلِ التحدي السوري بالنسبة للرئيس أوباما ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون والقادة الآخرين. ولكننا أيضا نعلم  أنه لا يمكن تحقيق شيء بدون اتخاذ  قرار جذري في واشنطن ولندن والعواصم الأخرى بهدف تقديم قيادة أقوى وأكثر طموحا لمساعدة الملايين من الذين  أحاطت بهم (حرائق) الثورة والحرب في سوريا وبلاد الشام.
 
الكاتبان بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية  (2005-2008) واستاذ بمدرسة  كينيدي للحكم بجامعة هارفارد.
وميليباند، رئيس  اللجنة الدولية للإنقاذ ووزير الخارجية البريطاني (2007-2010)
======================
وول ستريت جورنال: سلاح الجو الأمريكي يقرر قصف الجيش السوري دفاعا عن مسلحيه
سيلينا الامير
الإثنين 03.08.2015 - 09:43 ص
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية اليوم الاثنين ان مسؤولين أمريكيين قالوا إن الولايات المتحدة قررت السماح بضربات جوية للدفاع عن الثوار السوريين الذين دربهم الجيش الامريكي، حتى لو كان الاعتداء مصدره الجيش السوري الموالي للرئيس السوري بشار الأسد.
وقرار الرئيس الامريكي باراك اوباما، والذي من شأنه ان يعمق دور الولايات المتحدة في الصراع السوري، ويهدف الى حماية مجموعات حديثة العهد من المقاتلين السوريين المسلحين والمدربين من قبل الولايات المتحده لمحارية ميليشيات داعش وليس القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد.
لكن مع الحرب الاهلية في سوريا، فان تنظيم داعش ليس سوى واحد من التهديدات التي يتعرض لها مجندو الولايات المتحدة في سوريا.
هذا وقد تمت مهاجمة الدفعة الاولى من المتدربين في شمال سوريا يوم الجمعة من قبل مسلحين اخرين، الامر الذي جعل الولايات المتحدة تقرر البدء بالضربات الجوية لحماية هؤلاء المتدربين.
واكد مسؤولون امريكيون اشترطوا عدم الإفصاح عن هويتهم ما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال" عن عزم الولايات المتحدة القيام بضربات جوية لدعم ضرب اهداف داعش وان الولايات المتحده جاهزه لرد اي هجوم قد تتعرض له.
======================
واشنطن بوست: جبهة النصرة تهدد بمهاجمة كل ثوار سوريا المدعومين من الولايات المتحدة
ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها: إن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة هددت بمهاجمة كل الثوار المدعومين من الولايات المتحدة للقتال في سوريا حال دخولهم البلاد، وذلك بعد شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجمات جوية على مواقع التنظيم في سوريا انتقاما لاختطاف أعضاء في كتيبة مدربة على يد البنتاجون.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية جاءت بعد إعلان جبهة النصرة الخميس الماضي اعتقالها لـ"نديم الحسن" قائد إحدى المجموعات الثورية المعروفة بالفرقة 30 التي تلقت تدريبا على يد الولايات المتحدة ويصفها التنظيم بعملاء أمريكا في سوريا.
وطالب التنظيم كل الثوار بالتخلي عن الولايات المتحدة كحليف والعودة للقتال تحت راية الإسلام.
وذكرت الصحيفة أن "الفرقة 30" بها نحو 60 مقاتلا سوريا دربتهم الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة في تركيا وتسميهم "القوة السورية الجديدة".
وتحدثت عن أنهم أرسلوا إلى سوريا قبل أسبوعين للمساعدة في بناء المعارضة المعتدلة لبشار الأسد والمشاركة في الجهد التركي الأمريكي الجديد لطرد "داعش" من شمال غرب سوريا.
وتناولت الصحيفة تأكيد الولايات المتحدة على عدم اعتقال أي مقاتل من المدربين الجدد على يد البنتاجون بجانب "الحسن" شمال حلب، لكن واشنطن اعترفت بأن اعتقال "الحسن" وآخرين يمثل ضربة لجهود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة أن برنامج التدريب الأمريكي بدأ قبل عدة أشهر في تركيا وواجهه صعوبات في تجنيد أعضاء من المعارضة السورية ضمن البرنامج الممول لتدريب 5 آلاف مقاتل.
وأشارت إلى أن أول دفعة من المدربين على يد البنتاجون مكونة من 60 مقاتلا أرسلت إلى سوريا في 14 يوليو الماضي ومعها معدات ومركبات عسكرية جديدة.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن المقاتلين تعهدوا بالقتال ضد "داعش" وليس الانضمام إلى أي من المعارك الأخرى في المنطقة.
======================
واشنطن بوست: انحسار تدفق الجهاديين إلى داخل سوريا بعد حملة تركيا على الحدود
واشنطن بوست
على مر سنوات، كانت الثغرات الحدودية التركية مع سوريا تعتبر شريان حياة بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية، بما يسمح للجماعة بنقل الأسلحة والمقاتلين إلى مناطق الحرب التي كانت تبني فيها “خلافتها” الوحشية. ولكن تلك الصورة تتغير الآن.
فبمجرد توافد الجهاديين إلى تلك التخوم، فإن الجدران العالية ودوريات الشرطة تمنع الآن هذا التدفق غير المشروع. وكانت السلطات التركية قد بدأت في اتخاذ تدابير أكثر صرامة منذ شهور، ولكنها كثفت تلك الإجراءات في الأيام الأخيرة بعد أن تعهدت الحكومة بالانضمام إلى المعركة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويسمح الاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة وتركيا للغارات الجوية التي يتم تنفيذها على أهداف الدولة الإسلامية بالانطلاق من تركيا التي تشترك في خط حدودي يبلغ طوله 500 ميل مع سوريا، القاعدة الأساسية للجهاديين. وينص الاتفاق أيضًا على إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية مع طرد الجهاديين من معاقلهم الحدودية. وسوف تستضيف المنطقة “الآمنة” عناصر مقاتلة من المعارضة السورية الأكثر اعتدالًا.
وفي حال تنفيذ هذا الاتفاق، فإن تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، سوف تنضم لمعركة إضعاف خلافة الجهاديين. كما تم الإعلان عن أن قوات الأمن التركية كانت تلقي القبض على المتعاطفين المزعومين مع الدولة الإسلامية في البلاد.وبعد أن قصفت القوات الجوية التركية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لأول مرة، قال أحمد داود أغلو رئيس الوزراء التركي للصحفيين، يوم 25 يوليو في إسطنبول، إن دور تركيا الجديد سوف “يغير قواعد اللعبة في سوريا والعراق والمنطقة“. ويسيطر مسلحو الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وقال داود أوغلو: “لا يوجد مكان للدولة الإسلامية على حدود تركيا، فلم تعد هذه تركيا التي كانت قبل أسبوع واحد فقط“.
ومنذ اندلاع احتجاجات سوريا في العام 2011، تم اتهام تركيا بغض الطرف عن تدفق آلاف الجهاديين القادمين من تركيا والشرق الأوسط وأوربا وأماكن أخرى عبر حدودها لمحاربة نظام بشار الأسد. وفي نهاية الأمر، تحوّل كثير منهم إلى إقامة الدولة الإسلامية.
وكانت السلطات التركية سعيدة بدعم معارضة بشار الأسد، الذي كان قد أصبح عدوًا لها. وشكا المسؤولون الأتراك من أن الغرب لم يتخذ ما يكفي من الإجراءات لإسقاط الرئيس السوري وحماية المدنيين السوريين من الغارات الجوية القاتلة للنظام؛ فقد قتل أكثر من 200000 شخص في الصراع بحسب منظمة الأمم المتحدة. ونتج عن الحرب أكثر من 4 ملايين لاجئ، فرّ ما يقرب من نصفهم إلى تركيا.
ويقول المحللون، إن تركيا قد دُفعت إلى اتخاذ هذا الإجراء ضد الجهاديين، بعدما نفذ مقاتلو الدولة الإسلامية المشتبه فيهم سلسلة من العمليات القاتلة على الحدود في الأسابيع الأخيرة. ومن بين هذه الهجمات كان هناك هجوم انتحاري أسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنيًا في بلدة سروج التركية. وفي هجوم آخر، أطلق الجهاديون النار على اثنين من الجنود الأتراك مما أسفر عن مصرعهم.
وقال سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: “كلنا كان يعرف أن ثمة مواجهة كانت ستحدث بين تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية، وهذا ما كنا جميعًا نحذّر منه“.
وبالنسبة للمسؤولين الأكراد، فإن صعود تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن هو التطور المقلق الوحيد في البلد المجاورة لهم. فقد قاتل الأكراد السوريون تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من الحدود، وقاموا بطرد المتطرفين من رقعة من الأراضي؛ مما أزعج السلطات التركية التي تخشى من العرق الكردي في كل من تركيا وسوريا لسعيهم نحو إقامة دولة مستقلة. وقد بدأت تركيا أيضًا في تنفيذ غارات جوية على مواقع للمتمردين الأكراد الأتراك في شمال العراق؛ مما يعيد تجديد القتال الذي استمر لمدة عقود.
اتفاق مع المخاطر
وعلى مدى عدة أشهر، تفاوض المسؤولون الأمريكيون والأتراك بشأن استراتيجية مشتركة لمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية من خلال الأراض التركية. وقد أصرت تركيا على عدم إرسال قوات برية إلى داخل سوريا، ولكنها سوف تفرض منطقة خالية من الجهاديين عن طريق المدفعية بعيدة المدى.
وبموجب هذا الاتفاق، سوف تستخدم الولايات المتحدة قاعدة انجرليك الجوية التركية وغيرها من القواعد الأخرى لإطلاق طائرات بطيار وطائرات بدون طيار من أجل توجيه ضربات لأهداف الدولة الإسلامية. واقتراب هذه القواعد الجوية من الأراض السورية يعني أن الطائرات الحربية الأمريكية سوف تكون قادرة على ضرب الأهداف بدقة وبسرعة أعلى بكثير.
وفي مكالمة جرت مع الصحفيين الأسبوع الماضي، قال مسؤول كبير في إدارة أوباما إن الولايات المتحدة كانت “متحفزة للغاية” للاتفاق مع تركيا. وأضاف المسؤول قائلًا: “نحن نعتقد أن هذا الاتفاق تطور مهم في الحملة الحالية ضد داعش“، مستخدمًا الاختصار العربي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقد شنت الولايات المتحدة أكثر من 5000 غارة جوية على الجماعة في كل من العراق وسوريا منذ أغسطس الماضي، بحسب الحكومة الأمريكية. وقال المسؤولون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سوف يوفر غطاء جويًا للثوار السوريين الموجودين على الحدود، ولكن واشنطن لن تعتبر تلك المنطقة “منطقة حظر طيران” مثل تلك التي تم فرضها بواسطة الجيش الأمريكي في العراق بعد حرب الخليج الأولى.
ورغم أن تركيا قد نالت الإشادة الأمريكية بسبب موقفها الجديد؛ إلا أنها تواجه بعض المخاطر. فقد تلعب تركيا دورًا أكثر خطورة في الصراع السوري الدموي، مما يضع المدنيين الأتراك في مرمى الدولة الإسلامية.
وقال كاجابتاي: “من المرجح الآن بشكل أكبر أن تستهدف الدولة الإسلامية تركيا“.
وتعتبر التوترات المتصاعدة في بلدة كاركاميس التركية دليلًا على ذلك. وتقع البلدة الهادئة المكونة من منازل من الحجارة الأسمنتية على بعد نصف ميل فقط من مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية على الجانب الآخر من الحدود. وقد تم إغلاق المعبر الحدود الرسمي هناك لعدة شهور.
وفي الأيام الأخيرة، يقول السكان إنهم سمعوا أصوات قذائف هاون وطائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة تحلق فوق رؤوسهم في الليل. وقد حث الجنود الأتراك العائلات التي تعيش بالقرب من الحدود على الرحيل.
ويقول السكان إنهم يستطيعون أن يروا في الصباح الباكر رجالًا يرتدون ملابس سوداء -على ما يبدو من الجهاديين- وهم يزرعون الألغام على الجانب السوري من الحدود. ويقول السكان إنه أحيانًا تخطو الكلاب أو الأغنام على المتفجرات، فتشق أصوات المتفجرات الهدوء في المكان. ويخشى السكان المحليون من المسلحين الذين استخدموا الحدود بالقرب من جرابلس لفترة طويلة لنقل الأسلحة والمقاتلين، والذين سوف يتسربون لتنفيذ هجمات مدمرة.
ويقول سليمان كانكليك أحد التجار المحليين والبالغ من العمر 34 عامًا: “يمكننا أن نسمعهم وهم يحفرون في الليل عن طريق الجرافات“. ويعتقد هو وغيره من السكان أن المتشددين يمكن أن يكونوا يقومون بحفر خنادق أو أنفاق للتسلل إلى الأراض التركية.
وقال محمود أوزكان، البالغ من العمر 42 عامًا وصاحب مطعم كباب في المنطقة التي قتل فيها جنديان أتراك على أيدي الجهاديين في 22 يوليو: “نتمنى أن يستولي الجيش على المدن الحدودية في سوريا، حتى يتسنى لنا العيش آمنين“.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي العام، لازال أغلبية الشعب التركي يعارض المزيد من تدخل بلاده في الصراع السوري. ويقول السكان إن القوات التركية قد أوقفت جميع عمليات العبور عبر الحدود في المنطقة منذ 25 يوليو.
وفي يوم الجمعة، قالت جماعة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة إنها اختطفت عناصر من فصائل المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة في شمال سوريا. وكانت الجماعة المدعومة أمريكيًا والمعروفة باسم الفرقة 30 قد أعلنت في اليوم السابق أن قائدها “نديم الحسن” قد تم اختطافه بواسطة الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.
وتؤكد عمليات الاختطاف ضعف الثوار المعتدلين -وأكثرهم من الجيش السوري الحر- الذين تأمل الولايات المتحدة وتركيا أنهم سوف يحمون المنطقة العازلة في المستقبل.
وفي مقهى في مدينة كاركاميس، سخر الرعاة من ضعف فصائل المعارضة المعتدلة، وقال اثنان من الزبائن إنهم شاهدوا الثوار مؤخرًا وهم يفرون عند معبر جرابلس-كاركاميس. وقال ماتن دامر البالغ من العمر 45 عامًا: “عندما جاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى المعبر، لم يضطروا حتى لإطلاق النار، فقد فرّ الجيش السوري الحر“. فضحك الرعاة الآخرون وهم يحتسون الشاي الساخن
======================
إيكونوميست ” البريطانية : المساحات التي يسيطر عليها بشار الأسد في سوريا ” تنكمش
عكس السير
أشارت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إلى الحرب التي تعصف بـسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وقالت إن الأزمة بسوريا تتجه نحو النهاية ببطء شديد وسط تقدم المعارضة المناوئة لنظام بشار الأسد وتحقيقها مكتسبات على أرض الواقع.
وأضافت أن المعارضة السورية صارت تضيِّق الخناق على نظام الأسد أكثر من أي وقت مضى، وأن البلاد تشهد صيفا دمويا، ولكن هناك مؤشرات على اقتراب انتهاء الأزمة في المستقبل غير البعيد، وأوضحت أن مساحات الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام آخذة بالانكماش.
وأشارت إلى أن جيش الفتح المناوئ للنظام السوري يحرز تقدما ملحوظا على أرض الواقع، وأنه بعد سيطرته على منطقة إدلب في شمال غرب البلاد صار يهدد المناطق زراعية وسلسة الجبال الساحلية التي تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد.
كما أشارت إلى تقهقر قوات الأسد وفقدانها السيطرة على مدينة تدمر جنوب البلاد على طول الحدود مع الأردن، وذلك أمام جماعة متمردة أخرى ممثلة في تنظيم داعش.
ونسبت إيكونومست إلى محللين قولهم إن أسباب تقهقر قوات النظام السوري تعود في معظمها إلى الدعم المتزايد الذي تتلقاه المعارضة من الخارج، وخاصة من السعودية وتركيا، والذي يتمثل في زيادة حجم الإمدادات العسكرية وفي نوعيتها المتطورة، مما يحدث خللا في الميزان العسكري لصالح الفصائل المناوئة لنظام الأسد.
وأضافت أن سببا آخر لتراجع النظام السوري يتمثل في تعرض قواته للاستنزاف والانشقاق، وأن الأسد لم يعد يملك قوات نظامية قابلة للانضباط أو قادرة على الاحتفاظ بمواقعها على جبهات متعددة للقتال في البلاد.
كما أن النظام صار يعتمد بشكل متزايد على مليشيات شيعية أجنبية على شكل “متطوعين”، بما في ذلك مقاتلون أفغان وعراقيون تدربوا في إيران أو مقاتلون من حزب الله اللبناني.
وأشارت إلى أن اشتراك تركيا في الحرب إلى جانب التحالف الدولي ليس من شأنه قلب المعادلة بشكل حاسم ضد النظام السوري، لكنها أضافت أن البعض يرى أملا في حل دبلوماسي، وخاصة في أعقاب اتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
وأشارت إيكونومست إلى اجتماع لمجموعة وزراء خارجية دول -منها روسيا والولايات المتحدة- في قطر، وقالت إنه يأتي من أجل طمأنة دول الخليج، ولكن من المرجح أن تكون سوريا على جدول الأعمال.
======================
صنداي تايمز: لماذا ذهب رئيس مخابرات النظام السوري إلى الرياض؟
ترجمة وتحرير عربي 21
نقلت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية عن مسؤول سوري بارز تأكيده زيارة مدير المخابرات السورية الجنرال علي مملوك، الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة إن فكرة زيارة المسؤول الأمني السوري جاءت أثناء لقاء الأمير، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ في حزيران/ يونيو.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب اعترافا من الأمير أنه لا توجد هناك محاولات لتغيير النظام في دمشق، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى حل جديد للأزمة السورية.
وتبين الصحيفة أن موسكو ترفض الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لإحداث تغيير في النظام في سوريا. وقد أشار الرئيس بوتين في اللقاء إلى أن بشار الأسد لا يزال في السلطة رغم التكهنات بانهياره.
ويفيد التقرير بأن روسيا تعتقد أن صعود تنظيم الدولة، الذي يهدد الدول جميعها في المنطقة، يفتح فرصة للتحاور بين سوريا والدول الأخرى في المنطقة.
وتلفت الصحيفة إلى أن موضوع لقاء الأمير محمد بن سلمان وعلي مملوك سيكون محلا للنقاش في مؤتمر وزراء الخارجية، الذي سيعقد غدا في العاصمة القطرية الدوحة، وستتم مناقشته بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21، عن مسؤول بارز في دمشق قوله إن النظام السوري تلقى تأكيدات من مستويات عالية بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تركز جهودها الحالية كلها على هزيمة تنظيم الدولة، أكثر من تركيزها على الإطاحة بنظام الأسد.
وتكشف الصحيفة عن أن المبادرة الروسية تأتي في ظل القلق من التراجع الذي أصاب الجيش السوري ميدانيا. مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته فقد زادت إيران من مستويات نقل الأسلحة للنظام السوري؛ من أجل تعزيز قواته والمليشيات التي تدافع عنه، وأرسلت روسيا معدات متخصصة ونوعية لم تكن متوفرة لدى الجيش من قبل، بما في ذلك طائرات دون طيار روسية.
وينوه التقرير إلى أن رئيس النظام السوري الأسد كان قد قدم الأسبوع الماضي تقييما صريحا لوضع جيشه، وتحدث عن الضغوط التي يتعرض لها، مبينا أنه في أول خطاب له منذ عام، اعترف الأسد بأن قواته لا يمكنها السيطرة على كل زاوية في البلاد. مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على سحب القوات من بعض المناطق لنقلها إلى المراكز المهمة وتعزيزها في أجزاء أخرى من البلاد.
وتختم “صاندي تايمز” تقريرها بالإشارة إلى تأكيد الأسد أن قواته تعاني من الإجهاد، مستدركا بأن التعب لا يعني الهزيمة. وقد أشار إلى تغيير إيجابي في المواقف الغربية من الأزمة في سوريا.
======================
صندي تايمز : مسؤول سوري رفيع يؤكد حصول لقاء بين مملوك وولي ولي العهد السعودي
 أكد مسؤول سوري رفيع، وفق صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، أن لقاءا جمع رئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الشهر الماضي في الرياض، بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وأشار المسؤول السوري، وفق الصحيفة على موقعها الالكتروني، يوم الأحد، إلى أن "مملوك توجه إلى السعودية الشهر الماضي تلبية لدعوة من بن سلمان وذلك بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وكشفت موسكو مؤخرا أن من غير المستبعد أن يعقد لقاءات بين الحكومة السورية ومسؤولين سعوديين، في وقت طرح بوتين مبادرة لتشكيل تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب يشارك في النظام السوري ودول في المنطقة بينها السعودية وإيران.
وذكرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية، يوم الجمعة، أن مملوك زار الرياض على متن طائرة روسية، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحضور رئيس الاستخبارات السعودية ومسؤول روسي رفيع.
وأوضحت (الأخبار)، أن مملوك أعرب خلال اللقاء عن الأسف لأن التواصل بين بلدين بات يحتاج الى وساطة، محملاً السعودية المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى في سوريا من تدمير وتخريب ودعم للإرهاب وتمويله، وشراء ذمم بعض العشائر منذ وقت طويل وتشجيع الانشقاق في الجيش السوري.
ولفت إلى أنه رغم مسؤولية السعودية عن كل ما حصل في سوريا لم تتعرض سوريا للسعودية كدولة في تعاطيها السياسي والاعلامي.
وتتهم السلطات السعودية، فضلا عن دول عربية وغربية، بدعم وتمويل إرهابيين ومتطرفين في سوريا , مطالبة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حاسمة تتضمن معاقبة مرتكبي الإرهاب والدول الداعمة للمسلحين.
ومن جانبه، قال بن سلمان، موجها الكلام لمملوك، في كثير من الأوقات كانت لديكم فرصة لإصلاح الامور لكنكم لم تستمعوا إلى صوت شعبكم، مشيراً الى أن مشكلتنا الأساسية معكم، منذ وقت طويل، أنكم رضيتم أن تكونوا جزءاً من الحلف الإيراني الذي نرى أن له أطماعاً في المنطقة تهدّد كياناتنا".
وأضاف، أنكم في لبنان مشيتم وراء حزب الله الذي يسير في ركاب إيران، والذي يريد السيطرة على لبنان وتحويله إلى محميّة إيرانية.
وختم بن سلمان حديثه متمنياً لو يكون هذا اللقاء فاتحة ليسمع بعضنا بعضاً، وتم الاتفاق على استمرار التواصل من دون تحديد أي موعد أو تسمية أي مندوبين عن الطرفين، بحسب الصحيفة.
وتؤكد السعودية مرارا أنها دعمها للمعارضة "المعتدلة" و محاربة الإرهاب, وترى أن النظام السوري هو الراعي الأول للإرهاب, مطالبة بانسحاب عناصر حزب الله من سوريا.
سيريانيوز
======================
صدى البلد:"الإندبندنت": اتفاق أوباما مع تركيا خيانة لأكراد سوريا.. وأمريكا وتركيا مختلفتان في الهدف
قال الكاتب الإيرلندى باتريك كوكبرن، إن الاتفاق الذى أبرمته الولايات المتحدة وتركيا والذى يسمح باستخدام القاذفات الأمريكية لقاعدة إنجرليك الجوية التركية بينما تتخذ تركيا بالفعل إجراءات لمواجهة تنظيم داعش، هو أمر يبدو غريبا بعض الشىء.
وأضاف كوكبرن فى مقال نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أنه حينما تم الإعلان عن هذا الاتفاق للمرة الأولى منذ أسبوع، تحدث المسؤولون الأمريكييون المزهون بالانتصار عن هذا الاتفاق قائلين، إنه يمثل تغييرا لقواعد اللعبة، لكن فى الواقع فإن الحرب التى أشعلتها تركيا منذ الإعلان عن الانتصار الدبلوماسى الأمريكى الكبير، كانت فى غالبها موجهة بالكامل ضد الأكراد فى الداخل والخارج.
وأشار الكاتب الإيرلندى، إلى أن الطائرات التركية بدأت بقصف مواقع تابعة لحزب العمال الكردستانى فى جبال قنديل وأجزاء أخرى من شمال العراق، أما فى الداخل فغالبية من احتجزتهم قوات الأمن التركية اتضح أنهم أكراد او ناشطون يساريون وليسوا مشبته فى تعاطفهم مع داعش.
ليس هذا فحسب بل لاحقت التهديدات والدعاوى القضائية نواب حزب الشعب الديمقراطى الكردى، والذى دفع بلا كلل السلام بين حزب العمال الكردستانى والحكومة التركية، ومن الواضح ان جريمة الجزب الوحيدة هى فوزه بـ 13 % من الأصوات فى الانتخابات العامة التركية فى 7 يونيو الماضى، مما حرم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان من الحصول عغلى الأغلبية البرلمانية للمرة الأولى منذ عام 2002.
وقال كوكبرن إنه بات واضحا الآن أن جزئين مهمين من أجزاء الاتفاق لم يتم التوافق بشأنهما حتى الآن منذ الاتفاق التاريخى. حيث لم تستطيع الطائرات الحربية الأمريكية استخدام قاعدة إنجرليك الجوية الواقعة على بعد 60 ميلا من الحدود السورية من أجل تكثيف فصفها لداعش، حيث تضطر الطائرات الأمريكية للطيران لمسافات طويلة من البحرين والأردن وحاملات الطائرات الأمريكية فى الخليج.
وأشار الكاتب الإيرلندى إلى أن الهجمات الجوية الأمريكية فشلت فى منع مقاتلو داعش من السيطرة على الرامدى والميرة فى مايو الماضى، حيث لم تستطع القوات الأمريكية استخدام قاعدة إنجرليك الجوية والسبب فى ذلك يرجع إلى ان تركيا كانت غير راغبة فى قيام الولايات المتحدة المستخدمة لقواعدها بشن هجمات جوية تدعم أكراد سوريا والذين أثبتوا أنهم حلفاء أمريكا الأكثر فعالية فى الحرب ضد داعش بسوريا.
وقال كوكبرن إن تركيا الآن تطالب بعدم استخدام الطائرات الأمريكية المتواجدة فى قاعدة إنجرليك لدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الوحدة الديمقراطى الكردى لأنهم يعدون الفرع السورى لحزوب العمال الكردستانى الذى تنشغل تركيا حاليا بتدميره بواسطه حملتها الجوية، لكن الغارات الجوية الأمريكية فى سوريا كان معظمها يسعى لدعم وحدات حماية الشعب الكردى، بشمال شرق البلاد، وكذلك ضد حقول النفط والغاز التى يسيطر عليها تنظيم داعش، ومع ذلك فإن هذه ليست مشكلة حيث يمكن ان تستمر الولايات المتحدة فى دعم الأكراد السوريين من خلال الطائرات غير العاملة من قاعدة إنجرليك الجوية رغم ان استخدام القواعد التركية يمثل ميزة كبيرة لها.
وأشار الكاتب الإيرلندى إلى انه حتى لو تم حل هذا النزاع فى نهاية المطاف ، فإنه يسلط الضوء على التناقض فى السياسة الأمريكية، حيث تتحالف واشنطن مع الحكومة التركية التى يتمثل هدفها الرئيسى بسوريا فى منع اى توسع إضافى للمناطق الكردية والتى تبلغ مساحتها بالفعل حوالى 250 ميل من الـ 550 ميل التى تمثل طول الحدود السورية التركية.
وأضاف الكاتب الإيرلندى انه باختصار فإن هدف أنقره هو العكس تماما من هدف واشنطن، ومختلف بشكل ضئيل عن اهدف تنظيم داعش والذى كان يقاتل على الأرض من أجل وقف تقدم وحدات حماية الشعب الكردى.
وقال الكاتب الإيرلندى إن نقطة الخلاف الثانية بين الولايات المتحدة وتركيا تتمثل فى خطة إقامة منطقة خالية من داعش على الحدود التركية السورية، وذلك بهدف وقف تقدم داعش بالقرب من تركيا ولكن من الذى سيقوم بتنفيذ ذلك .
وأشار الكاتب الإيرلندى إلى أن تركيا تقول إنها لن تقوم بالدفع بقوات برية فى سوريا كما ان الرأى العام فى الولايات المتحدة يتخذ نفس الموقف مما يعنى ان التدخل الأمريكى على الأرض للضغط على داعش يجب أن يعتمد كليا على القوة الجوية.
فضلا عن هذا فإن الأتراك وحلفاؤهم فى السعودية وقطر يرغبون فى إعادة تصنيف جبهة النصرة وأحرار الشام، واللذات يختلفان فى معتقداتهم قليلا عن تنظيم داعش كحركات معتدلة.
وقال كوكبرن إنه حتى الآن فإن داعش لم تتأثر بالتحول التركى، فبسبب الخلافات حول دعم أكراد سوريا لم تبدأ الطائرات الأمريكية بعد فى استخدام قاعدة إنجرليك الجوية التركية، وحتى عندما يبدأون فى ذلك فإن داعش سيكون لديها أكثر من أسبوع لتغيير مواقع قواتها وذلك استعدادا لضربات جوية ثقيلة.
======================
’’الإندبندنت’’: تنظيم ’’داعش’’ جنّد ألمانياً في سوريا واعتقله بتهمة التجسس
جريدة العهد
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريراً عن رجل يدعى ابراهيم، انضم إلى "داعش" بعدما أغواه التنظيم بأنه سيحظى بأربع 4 زوجات وسيارة باهظة الثمن، إلا أنه فور وصوله من المانيا، اعتقلوه بتهمة التجسس، وسجنوه.
وقالت الصحيفة أن ابراهيم مواطن ألماني من أصل تونسي (26 عاما، "سجنه التنظيم في زنزانة ملطخة بالدماء، وأُجبر على سماع أصوات السجناء أثناء قطع رؤوسهم"، ووصف الجسين هذه الأصوات بأنها "كانت تشبه صوت قطة تم دهسها بسيارة مسرعة".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن مصير إبراهيم كان سيكون مشابهاً لولا أنه تمكن من الهرب بأعجوبة، ولاذ بالفرار إلى المانيا، حيث سلم نفسه للشرطة.
وأكد ابراهيم في تصريحات لصحيفة المانية، أنه "يفضل أن يسجن في المانيا على أن يكون حراً في سوريا"، لافتاً إلى أن " تنظيم داعش ليس له علاقة بالإسلام".
======================
"الجارديان": الأكراد الرابح الأكبر من الصراع السوري
المدائن
تحت عنوان "Ascendant Kurds emerge from Syrian civil war as major power player"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم (الأحد)، أنه في بداية الثورة السورية، انحصرت المعادلة في قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة، لكن ظهور تنظيم "داعش" المتطرف، بدل الأدوار، وأدى إلى بروز تيارات أخرى وعلى رأسهم الأكراد.
 وأضافت الصحيفة أن المواجهات بين تركيا والانفصاليين الأكراد تشكل خطورة على أنقرة داخلياً وخارجياً، كما تؤثر على علاقات تركيا بأكراد العراق، الذين يتمتعون بحكم ذاتي فرضه الأمر الواقع.
واوضحت أن تركيا تستغل هجماتها على مواقع "داعش" في سورية، لضرب معاقل حزب العمال الكردستاني، مشيرة إلى أن المقاتلين الأكراد سيتمتعون بوضع أفضل حال سقوط النظام السوري.
======================
 لوموند الفرنسية :جبهة النصرة.. الحليف المزعج للمقاتلين السوريين
لا يمكن اعتبار جبهة النصرة كأقوى مجموعة مسلحة من بين التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ إلا أنها الأكثر غموضًا. وبالنسبة لبعض المراقبين، تعتبر جبهة النصرة الأكثر إثارة للقلق. فمنذ ظهورها على ساحة المعارك السورية، في بداية عام 2012، تعاملت جبهة النصرة مع الوضع في سوريا من خلال عنصرين مكونين: العنصر الأول هو المجموعة المسلحة، والمعروفة ببسالة مقاتليها، وهي حاليًا تتقاسم السلطة في مدينة إدلب، أما العنصر الثاني فهو الحركة الجهادية، وهي الفرع الشامي من تنظيم القاعدة.
وقد أرسلت جبهة النصرة، يوم الجمعة 31 يوليو، تحذيرًا إلى “عملاء أمريكا”، معلنة اختطافها لمقاتلين متمردين تم تدريبهم من قبل واشنطن منذ مايو في تركيا، ليدخلوا الأراضي السورية في منتصف يوليو، في حين أكدت وزارة الدفاع الأمريكية عدم اختطاف أي مقاتل من بين 60 مقاتلًا الذين تم تدريبهم؛ إلا أنه تم تأكيد اختطاف رئيس “الوحدة 30 نديم الحسن وعدد من رجاله ليلة الثلاثاء في ريف حلب (شمال)، من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومن قبل مصادر قريبة من المعارضة.
وقد بلغ تناقض جبهة النصرة ذروته في الأسابيع الأخيرة؛ ففي أواخر شهر مايو، أقسم زعيمها أبو محمد الجولاني، في مقابلة مطولة مع قناة الجزيرة القطرية، أن الأقليات السورية ليس لديها ما تخشاه من جماعته. وبعد أسبوعين، في 10 حزيران، قتل مسلحون من جبهة النصرة عشرين درزيًا، بعد مشادة كلامية في قرية بالقرب من إدلب.
وعلى الرغم من شجب الجولاني، الذي وعد بمعاقبة الجناة؛ إلا أن هذه العملية أحيت النقاش داخل المعارضة السورية حول النوايا الحقيقية لجبهة النصرة، وحول أهمية الدخول معها في شراكة. وتزداد المعضلة تعقيدًا خاصة وأن هذه الجماعة الجهادية، بمعية الحركة السلفية “أحرار الشام”، يمثلان الفاعلين الرئيسين في جيش الفتح، وهو اتحاد عسكري بين قوات المعارضة السورية، والذي تمكن من تحقيق العديد من الانتصارات منذ نهاية فصل الشتاء. فبدون العمليات الانتحارية ضد نقاط التفتيش أو القواعد للجيش النظامي، التي تعادل الضربات الجوية المستهدفة، كان سيجد المتمردون صعوبة كبيرة في اختراق تحصينات النظام.
وقال مستشار سياسي لجماعة مسلحة معتدلة، اشترط عدم الكشف عن هويته: “جبهة النصرة هي ستالين سوريا. فخلال الحرب العالمية الثانية، تحالف الأمريكان معه لأنه لم يكن لديهم أي خيار آخر. لكنهم كانوا يدركون جيدًا أنه بمجرد هزيمة هتلر، ستبدأ حرب أخرى ضد الاتحاد السوفيتي“.
وحاولت قطر عبثًا إقناع الجولاني بكسر ارتباطه مع تنظيم القاعدة، حتى لا تكون جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية. قطر التي تلعب دور الوسيط مع جبهة النصرة منذ عملية الإفراج عن الرهائن المحتجزين من قبل هذا التنظيم.
تعامل مثمر
تمكنت جبهة النصرة من عقد صفقة مربحة وذلك بإطلاق سراح الراهبات من دير معلولا، شمال دمشق، في شهر مارس 2014، حيث تحصلت الجبهة على ما لا يقل عن 16 مليون دولار، دفعتها قطر. وأصبح دور الوسيط العرضي الذي تلعبه قطر يغذي فكرة أن المخابرات القطرية تدعم جبهة النصرة بالأسلحة، وهو ما ينكره القطريون.
وخلال الخمسة والأربعين دقيقة من اللقاء الذي صورته قناة الجزيرة، لم يظهر من الجولاني إلا يداه، مع زي سوري تقليدي، بعيد جدًا عن السترة الأفغانية المحبوبة من قبل الجهاديين، وهي وسيلة لتسليط الضوء على البعد المحلي لجبهة النصرة. وعلى الرغم من ارتباطها مع تنظيم القاعدة؛ إلا أن جبهة النصرة، على عكس تنظيم الدولة، لا تضم في صفوفها إلا غالبية من السوريين.
وبحسب قناة الجزيرة، فإن الاسم الحقيقي للجولاني هو أسامة العبسي الواحدي، ولد في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور عام 1981 من عائلة أصلها من محافظة إدلب. وتلقى تدريبًا جهاديًا كلاسيكيًا في العراق، جنبًا إلى جنب مع “أبو مصعب الزرقاوي”، زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي قتل من قبل الأمريكيين في عام 2006، كما سجن في معسكر بوكا الشهير، في جنوب العراق، حيث سجن أيضًا الرئيس الحالي لتنظيم الدولة، “أبو بكر البغدادي”.
وعلى الرغم من هذا المسار الراديكالي؛ إلا أن أبا محمد الجولاني قدم مداخلة مطمئنة على قناة الجزيرة، مشيرًا على وجه الخصوص إلى أن جماعته “لا تقاتل إلا من يقاتلها”. وعن العلويين، عشيرة الأسد والعمود الفقري في نظامه، فقد وعد بحمايتهم، “إذا تركوا دينهم وبشار الأسد”. كما وعد بعدم مهاجمته للغرب، وأعلن أن “مهمته” هي تغيير النظام في دمشق.
هذا الإعلان، المتعارض مع مذهب أسامة بن لادن، الذي يحبذ مقاومة “العدو البعيد” (الولايات المتحدة) على “العدو القريب” (الأنظمة العربية الفاجرة)، يقرب جبهة النصرة من أحرار الشام ومن جيش الإسلام، أقوى الجماعات المتمردة في سوريا، الذين يتبعون مبدأ “الجهاد في بلد واحد”. وقال تشارلز ليستر، المحلل في مركز بروكنجز الدوحة: ” لقد فهم الجولاني أن تنظيمه أصبح متشددًا جدًا وبعيدًا عما يرغب فيه بقية المتمردون في سوريا؛ ما جعله يحاول الاندماج في المشهد الثوري السوري“.
وقد دمرت جبهة النصرة، خلال خريف 2014 وشتاء 2015، مجموعتين تابعتين للجيش السوري الحر، وهو الجناح المعتدل للتمرد والذي يتم تسليحه من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما بدأ رجال جبهة النصرة يفرضون الشريعة بالقوة في محافظة إدلب، لينبئ هذا التصلب بإنشاء إمارة النصرة شمال سوريا، كردة فعل على إعلان “الخلافة” من قبل أبي بكر البغدادي.
وتخالف جبهة النصرة تنظيم الدولة في ما يخص طريقة تغيير النظام؛ ففي حين يريد تنظيم الدولة تحقيق هذا الهدف بسرعة وبأكثر دموية، تتعامل جبهة النصرة مع الواقع بأكثر دهاء وبتؤدة، ويقول ليستر: “إن تنظيم الدولة يريد كل شيء وعلى الفور، في حين أن جبهة النصرة هي أكثر صبرًا“. وقد نجحت جبهة النصرة إلى حد الآن في هذا التكتيك.
رهان قطر المحفوف بالمخاطر
هل تستطيع جبهة النصرة، بفضل براغماتيتها، التنصل من أهداف تنظيم القاعدة العابرة للحدود وتندمج مع التمرد السوري؟ هذا هو رهان قطر، ولكن أيضًا المملكة العربية السعودية وتركيا، وهو رهان محفوف بالمخاطر، كما أظهرته مذبحة الدروز في قرية قلب لوزة، فمن بين المقاتلين المنتمين لجبهة النصرة يوجد محاربون قدامى وصلوا من باكستان وأفغانستان والذين تتهمهم واشنطن بالتخطيط لشن هجمات ضد الغرب. هؤلاء المحاربون هم أنصار متشددون لـ بن لادن ما يجعلهم يتعرضون للقصف وبشكل متكرر من الطائرات الأمريكية.
وقال حسام المرعي، وهو متحدث سابق باسم الجيش السوري الحر: “الجولاني كاذب؛ فجبهة النصرة لها نفس تفكير تنظيم الدولة، والفرق بينهما هو مجرد مسألة تكتيكية“، مضيفًا: “بمجرد التعرض لصعوبات في مواجهة النظام السوري، سيبدأ التنافس بين الجماعات المسلحة لتتحول مرة أخرى إلى اشتباكات داخلية. ويمكن عندها لرجال جبهة النصرة الانضمام إلى تنظيم الدولة“.
وتعمل الجهات الراعية للتمرد السني، والتي هي على بينة من هذا الخطر، على خطة بديلة والتي تتمثل في تقديم العون لجيش الإسلام، وهو المجموعة الأقوى في ضواحي دمشق. وتمت مؤخرًا ملاحظة وجود قائد جيش الإسلام، محمد زهران علوش، في أوائل يونيو في إسطنبول وعمان. كما يتم العمل على بناء مصالحة بين قواته وتلك التابعة للجبهة الجنوبية، النشطة جدًا في منطقة درعا. وفي حال انهيار النظام، يعتبر علوش أحد قادة المتمردين القلائل الذي يمكنه صد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة ومنعهم من الدخول إلى العاصمة السورية.
======================
إن هوم لاند سكيورتي :مسألة الاستقرار الإقليمي التركي
التقرير
دعت أنقرة إلى عقد جلسة طارئة لأعضاء حلف شمال الأطلسي بموجب المادة الرابعة للمعاهدة، خوفًا على سلامة أراضيها واستقلالها السياسي والتهديدات الأمنية. وكانت نقطة البداية لهذا الحدث هي التفجير الانتحاري الأخير بواسطة تنظيم الدولة الإسلامية في 20 يوليو والذي أسفر عن مقتل 32 شخصًا.
واستجابة لذلك، قامت القوات المسلحة التركية بتنفيذ غاراتها الجوية الأولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. كما استهدفوا أيضًا حزب العمال الكردستاني في العراق عن طريق حزمة من الهجمات الجوية والبرية.
وتواجه تركيا اثنين من التهديدات -تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد- بالإضافة إلى تمدد السيادة الكردية بحكم الأمر الواقع في شمال العراق، والحرب الأهلية المستمرة وتنظيم الدولة الإسلامية على حدودها الجنوبية مع سوريا.
كما تصارع تركيا أيضًا مع البعد السياسي غير المستقر؛ حيث توجد كتلة سياسية كبيرة ساخطة بشدة. ويدعو الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى تشكيل حكومة جديدة منذ يوم السابع من يونيو. ويتم اتهامه بتعطيل هذه الخطوة من أجل الحفاظ على قاعدة القوة الخاصة بحزبه في حين لا يقدّم المعطيات الرسمية اللازمة من أجل تشكيل أي ائتلاف. وربما تزيد الانتهازية السياسية في الساحة الأمنية من تعرض أمن البلاد للخطر. وربما تحدث انتخابات مبكرة وسط حالة من مركزية السلطة في ظل رئاسة أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
وكانت استراتيجية الأمن القومي التركية تعتمد باستمرار على استهداف التهديد التاريخي الأكبر للحركة الانفصالية الكردية وعدم الدخول في حرب مع الدولة الإسلامية أو الانخراط في الحرب الأهلية السورية بدون دعم الغرب، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح وتغيير نظام حكومة بشار الأسد
وقد أحسنت تركيا استقبال مئات الألاف من اللاجئين السوريين، ولكنها تعارض مساعدة المسلحين الأكراد الموجودين شمال شرق سوريا، حتى خلال الأزمات الإنسانية والتهديدات المحتملة للإبادة الجماعية. وقد ساعدت هذه الحقيقة على عدم استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار قصيرة الأجل مع الإنفصاليين.
وقد رفض حلف الناتو المطالب التركية ولكنه تعاون معها إلى حد كبير، وبعد موافقة الأتراك، تم استخدام القواعد الجوية التركية والمساعدة في تدريب قوات المعارضة للمشاركة في الحرب.
وجاءت تلك الجلسة الطارئة بلا شك ردًا من الأتراك على الراديكالية التي لا مفر منها للراية السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية. وقبل الهجوم الإرهابي الأخير، منعت تركيا نفسها بنجاح من أن تصبح في مرمى نيران الخلافة الزائفة منذ العام 2013. بداية من مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الأتراك في الموصل بالعراق، والممارسات التركية المثيرة للتساؤل لسياسات الاسترضاء الخارجية المحتملة مع الجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى سياسات عدم التدخل الأمني.
وكما توقعت وتوقع الكثيرون غيري، لم تول تركيا اهتمامًا كبيرًا لمصفوفة تهديدات الدول السلامية، وبدلا من ذلك، استبدلتها بخصومها من الأكراد منذ فترة طويلة. وفي حين أن العنف السياسي للمسلحين الأكراد لازال تهديدًا قويًا، إلا أن تركيا استمرت في مفاقمة الأوضاع. ويكمن الفرق الآن في كون تركيا لم تعد تشعر بالارتياح مع وجود الترتيبات الضمنية لتدخُّل تنظيم الدولة الإسلامية في شؤونها الداخلية، وتحريض المواطنين على التطرف الداخلي والإرهاب المحلي. فقد ألقت القبض بالفعل على 1000 شخص مشتبه به من الإرهابيين والإنفصاليين.
ويعرض حلف الناتو الآن على أنقرة نفس الموقف الذي عرضه من قبل، ومن المرجح الآن بشكل كبير أن تقبل أنقرة، سواء مع وجود وعد بتغيير النظام أو عدم وجوده والذي يتطلب استجابة عسكرية أكبر ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وهناك حاجة إلى وجود منطقة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية وإلى مشاركة تركيا من أجل استعادة استقرار الحدود التي يزداد النزاع عليها من قبل الدولة الإسلامية.
كما أن هناك مسألة أخرى سوف تحتاج إلى معالجة وهي مخاوف المتمردين المسلحين الأكراد لوحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، والتي تدعي أنها تتعرض لهجمات مستمرة بواسطة قوات الأمن التركية. وفي كثير من الأحيان يحدث ذلك من داخل الحدود التركية، خاصة عندما يكونوا تحت الحصار أو في موقف دفاعي.
ومن المفارقات، أن كثيرًا من تلك المجموعات يتلقى مساعدات من الدول الغربية لمحاربة الدولة الإسلامية. وسوف تضطر أنقرة إلى طمأنة حلف الناتو وتوقيع معاهدة وقف إطلاق النار مع تلك القوات المقاتلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع التنسيق الرسمي بينهما. ويشكل الأكراد غالبية سكانية في شرق تركيا، ويتشاركون الحدود مع العراق وسوريا على أمل أن يصبحوا ذات يوم دولة عرقية منفصلة: كردستان.
وبالتالي، فإن الهلع التركي هو نتيجة لسوء الإدارة الأمنية المتمثل في إهمال التهديد المتنامي لتنظيم الدولة الإسلامية وتجديد الحرب بعد توقيع السلام مع الأكراد. ويبدو أن تركيا قد وقعت تحت رحمة الأيادي الخارجية، ونأمل أن تستمع إلى صوت النصيحة الاستراتيجية لضمان سلامتها. فالمشاركة الكبيرة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية أمر مرحب به، ولكن المزيد من الهجمات ضد حزب العمال الكردستاني داخل العراق أو حتى ضد وحدات حماية الشعب على الحدود قد يسبب جهودًا مشتركة قصيرة الأجل. والحقيقة هي أن تركيا تكتشف لتوها مدى توسع وزحف الخلافة داخل أراضيها.
=====================
فورين بوليسي: لمحة تاريخية موجزة عن التهديدات التركية لغزو سوري
التقرير
يبدو أنه لا أحد، بما في ذلك الحكومة في أنقرة، واضحًا تمامًا في موقفه بشأن ما هي نهاية اللعبة التركية في سوريا. وسرعان ما حدث تناقض في التقارير الأخيرة حول الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن إقامة “منطقة آمنة” على طول الحدود التركية، في حين أن مصطلحات مثل “المنطقة العازلة” و”المنطقة الأمنية” بدأت تظهر الآن. ومع حرص أنقرة على إقامة منطقة خاصة في سوريا؛ فقد تكون هذه لحظة جيدة لمراجعة تاريخ تركيا في التهديد بضرب جارتها الجنوبية، والنظر إلى أي مدى عملت تلك التهديدات في صالح تركيا.في مناسبات عدة، أبرزها في عام 1937 وعام 1998، اكتشفت الحكومة التركية مدى فعّاليتها لاستعراض قوتها العسكرية على طول حدودها الجنوبية دون غزو كامل. في الواقع، فإنّ نجاح الحملات التركية السابقة قد جعل نهجًا مماثلًا يبدو جذابًا لصنّاع القرار في أنقرة الذين يحاولون تقرير ما يجب القيام به اليوم. ولكنّ مراجعة هذا التاريخ تشير إلى أنّه في غياب استراتيجية سياسية أو دبلوماسية متماسكة للمنطقة؛ تفشل تهديدات شنّ الحرب على سوريا في تحقيق الأمن الدائم والاستقرار داخل تركيا.
تمتدجذور علاقات تركيا الكارثية مع سوريا في مقاطعة هاتاي، وهي منطقة جميلة تشتهر بتاريخها المسيحي والمأكولات الرائعة قبل الحرب الأهلية السورية. بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، كانت تلك المقاطعة، المعروفة آنذاك باسم سنجق الإسكندرون، خاضعة للسيطرة الفرنسية كجزء من الوصاية السورية. وبعد تأسيس أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة في عام 1923، أصبحت هاتاي “المحررة” مصدر فخر واعتزاز وطني وشخصي. وعندما توقفت المفاوضات الثنائية في باريس بشأن مصير الإقليم في عام 1936، انطلق أتاتورك على متن القطار متجهًا نحو الحدود السورية، مهددًا بـ”التنازل عن منصبه وقيادة الجيش في السنجق بنفسه إذا لم يتم تقرير مصيره بطريقة تتفق مع شرف تركيا. كما قدّمت حكومة أتاتورك دعمًا سريًا لعصابات الحرب القومية التركية التي تخطط التمرد ضد الفرنسيين. ثم في عام 1937، وعلى النحو المفصل في كتاب سارة شيلد الرائع (طرابيش في نهر)، وسلك الطريق مرة أخرى لإثبات الحاجة الملحة لمطالب تركيا“. وفي المدن والقواعد العسكرية على طول الحدود، استعرض الرئيس جنوده؛ على أمل أن يترك الفرنسيين مع عدم وجود شك بداخلهم على استعداده لتسوية تلك القضية بالقوة.
المعركة ضد ولاية فرنسا على سوريا انتهت عشية الحرب العالمية الثانية، عندما وافقت فرنسا، وسط ضعف موقفها الاستراتيجي في أوروبا، على مطالب تركيا وأعادت هاتاي إلى السيطرة التركية. لقد ضمنت دبلوماسية الصبر واستعراض القوة في الوقت المناسب لتركيا مقاطعة جديدة ذات قيمة كبيرة، ثم حظيت الحكومة بولاء شعبها بعد عقود قليلة. في الواقع، كان الثمن الوحيد الذي دفعته أنقرة مقابل مكسبها الجديد هو عداء سوري استمر لنصف قرن.
واصل السوريون المطالبة بأحقيتهم في السيطرة على هاتاي؛ مما أدى إلى العديد من مشاكل خلال الحرب الباردة. لم يساعد القوميون الأتراك في إصلاح الأمور في خمسينيات القرن المنصرم عندما ردوا على الوحدويّة السورية من خلال الإشارة إلى أنهم لا يمانعون الحصول على مدينة حلب السورية، أيضًا. لقد ساعدت التوترات التركية السورية أثناء هذه الفترة على دفع دمشق نحو الاتحاد السوفيتي؛ مما مهد الطريق لتهديد آخر بالغزو التركي. وعندما بدا أنّ دمشق تنحرف بعيدًا في المدار السوفياتي في عام 1957، اقترحت الحكومة التركية بأنّ العملية العسكرية قد تضمن نظامًا سوريًا أكثر وديّة. اعترض دبلوماسيون أمريكيون على تلك الخطة، وأوضحوا أنّه رغم إعجابهم بحماسة مناهضة الشيوعية في تركيا، لكن ليست هناك حاجة لإقصاء العالم العربي من خلال غزو صريح في حين أنه يمكنهم الاستمرار بالتآمر وتخطيط الانقلابات بشكل سري بدلًا من ذلك.
لكنّ السياسة التركية نجحت في استعداء الدول العربية على أية حال. في ثمانينيات القرن الماضي، قاد الاحتكاك المستمر مع سوريا -الذي توسع ليشمل النزاع بشأن تخصيص مياه نهر الفرات- الرئيس السوري آنذاك، حافظ الأسد، لبدء دعمه لحزب العمال الكردستاني، والقوميين الأكراد الذين يشنّون الحرب ضد الدولة التركية. كما زوّد حافظ الأسد حزب العمال الكردستاني بالتدريب والسلاح كوسيلة ضغط ضد الجيش التركي الأكثر قوة، وسمح لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بإقامة منزل له في دمشق. في النهاية، أظهر حافظ الأسد عدم قدرته على انتزاع أيّة تنازلات من تركيا، لكنه اقترب في النهاية أكثر من أسلافه من إثارة غزو تركي حقيقي. في عام 1998، احتشد الجيش التركي مرة أخرى على الحدود السورية، وطالب دمشق بوقف دعمها لحزب العمال الكردستاني. ومع الاعتراف بخطورة التهديد، امتثل الأسد وأخرج الأكراد من البلاد. (بعد وقت قصير من طرده من دمشق، تم اعتقال أوجلان من قِبل القوات الخاصة التركية في كينيا بمساعدة الاستخبارات الأمريكية).
ومع استغلال تركيا لنجاحها من خلال انتهاج حل سلمي للمسألة الكردية، كان من الممكن أن يصبح اعتقال أوجلان عملية تحويلية في العلاقات بين الطرفين. وبدلًا من ذلك، ضاعت فرصة التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض. وفي السجن، أظهر أوجلان استعداده للتعاون؛ حتى إنّ العديد في الجيش التركي أدرك أنّه لا يمكن تدمير حزب العمال الكردستاني بالقوة وحدها. وعلى مدى العقد الماضي، بذل حزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم في تركيا، جهودًا غير مسبوقة لتحقيق السلام مع حزب العمال الكردستاني ولكن لم يكن ملتزمًا تمامًا أو شجاعًا بدرجة كافية لتحقيق النجاح. الحركات الجريئة، مثل تقديم الحقوق الثقافية للأكراد، تغيّرت مع (وبموافقة الولايات المتحدة) هجمات جوية وبرية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق مثل تلك التي حدثت في الأسبوع الماضي.
ولا يزال من غير المؤكد ما هي التدابير التي ستتخذها تركيا للحفاظ على اقتراح إنشاء “منطقة آمنة” في سوريا. حتى الآن، أظهر الجيش التركي نفسه بأنه صوت الاعتدال، في حين يبدو أن الحكومة التركية تفكر في اتخاذ تدابير توسّعية، إن لم يكن غزوًا واسع النطاق. يقدّم التاريخ لتركيا كل الأسباب التي تجعلها قلقة بشأن إنشاء ملاذ آمن لحزب العمال الكردستاني في سوريا، في حين تقدّم التطورات الأخيرة سببًا كافيًا للخوف من تنظيم الدولة الإسلامية. (وفي الوقت نفسه، فإنّ إعادة الوحدة بين نظام الأسد العدائي تبدو أكثر احتمالًا في هذه المرحلة أكثر من عودة الانتداب الفرنسي).في ثلاثينيات القرن المنصرم، فازت تركيا بمقاطعة هاتاي وخسرت سوريا. في عام 1998، تمكّنت من تخفيف وطأة الحرب الأهلية التي تخاطر الآن باندلاعها مرة أخرى مع تجدد الغضب. إذا كانت أنقرة تأمل اليوم بأن مجموعة من التهديدات والتدخل المحدود من شأنها أن تحل المشاكل الأكثر إلحاحًا في سوريا، فربما تكون محقة. ولكن إذا أثبتت القوة العسكرية فعّاليتها في إحباط المكاسب الكردية أو الجهادية؛ فإنها أثبتت تاريخيًا عدم قدرتها على تحقيق ما استعصى على تركيا تحقيقه منذ فترة طويلة، وهو حدود جنوبية مستقرة وآمنة.
======================
واشنطن بوست :ليونيل بيينر وجوستاف ميباور  :من تستهدف تركيا بالمنطقة العازلة؟
بعد سلسلة من الهجمات لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية؛ شنت تركيا عدة ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة في سوريا للمرة الأولى. دعوتها الطويلة لإقامة منطقة عازلة -أو آمنة- على حدودها مع سوريا قد تصبح واقعًا أخيرًا. الهدف من منطقة كهذه ينطوي على جانبين اثنين: احتواء العنف في سوريا لمنعه من الوصول عبر الحدود، وتوفير طوق عازل من نوع ما، أو “منطقة آمنة من الدولة الإسلامية”، لمئات آلاف اللاجئين النازحين من القتال.
لكن آخر دفعات تركيا لمنطقة عازلة له هدف ثالث: سحق الانفاصلية الكردية. بالإضافة لشنها ضربات ضد أهداف لتنظيم الدولة في سوريا، بدأت تركيا حملة من الضربات المضادة للإرهاب ضد الانفصاليين الأكراد في العراق، منهية سنتين من وقف إطلاق النار.
المشكلة هي أن المنطقة العازلة أو الآمنة، لا يمكنها أن تكون ممرًا آمنًا للمدنيين النازحين، ومنطقة آمنة لضرب المسلحين، معًا. المنطقة العازلة قد تؤثر بالفعل بتشكيل أرض قانونية محرمة بدون ضمانات، قد تكون “منطقة آمنة” محمية من استهداف تنظيم الدولة أو القوات السورية، لكنها مستهدفة بالضربات التركية. هذا بلا شك سيعرض الأمن المدني للخطر، ويرفع العنف العابر الحدود، ويحتمل أن يجعل الحالة الإنسانية، المتدهورة أساسًا، أكثر سوءًا.
هناك حالة سابقة لمنطقة كهذه؛ إذ وجدت منطقة شبيهة بين العراق وتركيا خلال الحرب العراقية الإيرانية قبل أن يجهز صدام على الفكرة عام 1988. الأردن لمحت لفكرة منطقة عازلة شبيهة ممتدة من السويداء إلى درعا في الجنوب؛ إلا أن الطلب المقدم للمنطقة العازلة التركية لا يتمتع إلا بدعم قليل خارج تركيا. الولايات المتحدة تخشى أن هذه المنطقة العازلة قد ترفع بلا داع حجم الصراع من خلال توفير فراغ للتنظيمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة لتملأه، وإدخال مزيد من القوى الخارجية كأطراف جديدة في الصراع السوري. هناك مخاوف من أن منطقة عازلة كهذه قد تسمح لتركيا بتهجير أو رفض دخول اللاجئين؛ إذ ‘نهم أصبحوا يتمتعون، نظريًا، بمنطقة آمنة في سوريا.
القيمة الاستراتيجية للمنطقة العازلة منطقية. إذا كانت الدول، كما يقول الواقعيون، مثل مجموعة من كرات البلياردو المصطدمة ببعضها البعض بقليل من ممتصات الصدمة أو الفراغ للمنارة، أضف إليها القليل من نظرية “قوة إيقاف الماء”، فإن المنطقة العازلة نظريًا ستوفر للبلدان مزيدًا من التفريغ وتقليل المعضلات الأمنية. هناك بضع مناطق في العالم بهذا الشكل، بعضها بشكل قانوني، وبعضها وضعت بشكل عملي، بما في ذلك قبرص وشبه جزيرة سيناء ومنطقة مولودوفا الانتقالية. فكرة إنشاء مناطق عازلة انتقلت إلى صراعات أخرى. خلال المفاوضات الأخيرة، روسيا وأوكرانيا دعتا لمنطقة بطول 15 كم على طول الحدود الأوكرانية الشرقية التي وافق الطرفان على سحب المعدات الثقيلة منها.
المشكلة بهذه المناطق تحديدًا هي “غموضها”. بما أن الدول ممنوعة قانونيًا من الدخول العسكري لحدود دولة أخرى بدون هجوم مسلح، فإن المنطقة العازلة قد تسمح للحكومات بمطاردة المتمردين أو الإرهابيين بدون انتهاك عملي لسيادة الدولة الأخرى. خذ بعين الاعتبار المنطقة العازلة التي أقامتها جنوب إفريقيا في نامبيا أثناء حقبة الأبارتهايد، والتي أسست كدرع ضد الحرب في أنجولا من الانتشار، بالإضافة لمطاردة الانفصاليين المتمردين. بالرغم من غياب منطقة عازلة في الحرب الفيتنامية؛ إلا أن أمريكا طاردت متمردي “الفايت كونج” إلى شمال فيتنام في نهاية الستينيات. المسؤولون الأمريكيون اتهموا المتمردين المدعومين من روسيا بانتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار مع أوكرانيا بتحريك أنظمة الدفاع الجوي إلى المنطقة العازلة المتفق عليها.
بعض المناطق الأخرى فشلت في تحقيق أهدافها، مثل الرايتلاند منزوعة السلاح بعد الحرب العالمية الأولى، أو المنطقة العازلة المصرية المخترقة مع قطاع غزة، والتي قيل إنها جعلت الأوضاع أسوأ؛ إذ فشلت كلا المنطقتين بتعزيز أمن السكان المحليين أو الدول المجاورة. علاوة على ذلك، فإن التشكيل العملي لمنطقة عازلة يتطلب إجراءات جذرية وعقابية للتنفيذ. لتشكيل منطقة كهذه على طول الحدود الناميبية الأنجولية، قتل الجنوب إفريقيون المواشي وسمموا الآبار ومنعوا توزيع الطعام. ومثل ذلك خلال العام الماضي، هدمت السلطات المصرية مئات المنازل لتوسيع منطقتها على طول حدود غزة. الأسوأ من ذلك، أن المناطق العازلة يمكن أن تشكل الانطباع السيئ للأمن والاستقرار خلال حرب، في مناطق لم يتم إخلاء السيطرة بها، فالمنطقة الآمنة التي كانت الأمم المتحدة تتجول بها في البوسنة هي التي شكلت ظروف مجزرة سيربيرنتشيا عام 1995.
بالطبع، لم تفشل كل المناطق الآمنة. مرتفعات الجولان حمت بشكل فعال العنف في سوريا من الوصول إلى إسرائيل، بالرغم من حصول بعض الانتهاكات، إلى أن المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين صمدت لا زالت صامدة لأكثر من نصف قرن. لكن المنطقة الآمنة التي تفكر بها سوريا بالنسبة لتركيا قد تزيد الصراع، لا تقلله.
منذ بدء الحرب السورية، اتهمت تركيا الرئيس السوري بشار الأسد بتوفير الملاذ الآمن والدعم المادي غير المباشر لأكبر فصائل المعارضة الكردية في سوريا: حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، وقواته المسلحة: وحدات الحماية الشعبية (YPG)، على أمل أن تقاتل عنه على طول الحدود مع تركيا. وحدات الحماية الشعبية حليف قريب لحزب العمال الكردستاني (PKK)، المستقر شمال العراق والذي دخل في حرب أهلية طويلة ضد تركيا لمزيد من الاستقلال الذاتي. سعت سوريا لعقاب تركيا بشكل مباشر (عبر الضربات الجوية)، وبشكل غير مباشر (عبر دعم المتمردين الأكراد)، لمساعدة فصائل المعارضة السورية وتشكيل فجوة بين المجتمعات الكردية والفصائل المعارضة الأخرى. رئيس الوزراء التركي، حينها، رجب طيب أردوغان حذر سوريا عام 2012 من أن حكومته لن تظل ساكتة بوجه الهجمات المتجاوزة للحدود، وأنها “قادرة على ممارسة حقها بمطاردة المتمردين الأكراد في سوريا، إذا لزم الأمر”.
الدفع لتشكيل منطقة عازلة في تركيا أقل احتمالية خوفًا من وصول الحرب الأهلية السورية عبر الحدود، أكثر من الخوف من أن أكراد سوريا، الذين يشكلون 30 إلى 40 بالمئة من الجالية شمال شرق سوريا، قد يهزمون الفصائل المسلحة الإسلامية والجيش النظامي شمالًا ويشكلون منطقة آمنة يستطيعون من خلالها القيام بهجمات متجاوزة للحدود في تركيا. سيناريو كهذا قد يكون صورة مطابقة للتمرد الكردي في كردستان العراق. تأسيس منطقة آمنة قد يسمح لتركيا بمزيد من المساحة القانونية للتدخل في سوريا، كما يمكن استخدام سياق الدفاع عن النفس والمخاوف الإنسانية.
التمرد في العنف المرتبط بالأكراد أدى لمقتل 700 شخص خلال الشهور الـ 14 الأولى من الصراع السوري، بسحب مجموعة الأزمات الدولية، بما في ذلك سيارة مفخخة قتلت تسعة في غازي عينتاب، واتهم بها المتمردون الأكراد. تركيا بذلك وجدت نفسها في البقعة الغربية بمساعدة الثوار الذين يضمون في صفوفهم أعدادًا غير محددة من أكراد سوريا الذين قد يحملون السلاح ضد تركيا حال سقوط النظام (قيل إن أكراد سوريا عقدوا صفقات مع قوات المعارضة والحكومة السورية، كوسيلة لوصول لأهدافها، والبقاء بحالة شبه مستقلة).
بهذه الطريقة، المنطقة العازلة التي تدعو لها تركيا على طول الحدود السورية، المختلفة عن منطقة حظر الطيران التي فرضتها أمريكا شمال العراق عام 1991 لإيقاف تدافع اللاجئين من أكراد العراق، قد توفر للمسلحين الأكراد غطاء أكبر لتنفيذ هجمات عابرة للحدود في تركيا.
بينما قد تمنع منطقة كهذه وصول العنف داخل الأراضي التركية، فقد تكون منحنى زلقًا داخل الحرب السورية. الحزب الوحيد الذي سيلتزم بالإكراه على هذه المنطقة سيكون نظام الأسد؛ حيث إن المسلحين الأكراد، وتنظيم الدولة، خصوصًا، لا يتوقع أن يرتدعوا. موطئهم العملي في المناطق التي قد تتضمنها المنطقة العازلة قد يجعل توفير الأمن داخل حدودها صعبًا جدًا.
بالإضافة لذلك، يبدو أن تنظيم الدولة تحديدًا سيحاول استكشاف فاعلية وقدرة المنطقة عبر غارات أو هجمات إرهابية فيها. هذا سيتطلب هجمات انتقامية، مما قد يكون منحنى نحو التدخل العملي ضد كل حزب في الحرب الأهلية السورية.
الهجمات العلنية ضد الأكراد تعني أن تركيا قد تخسر التعاطف الغربي سريعًا. مخاوف تركيا من دولة كردية على حدودها ليست مختلقة، لكن سياستها بغض النظر عن  المقاتلين الإسلاميين عبر حدودها مقابل اتخاذ إجراءات حادة ضد المتمردين الأكراد مضللة وقد ترتد عليها. منطقة آمنة في سوريا ستحقق هدفها إذا كان حماية المدنيين النازحين، وليس تنفيذ ضربات مضادة للانفصاليين الأكراد.
======================
لوفيغارو :نائب بالبرلمان الفرنسي: الحرب في سوريا لن تنتهي إلا من خلال حل سياسي ودبلوماسي
تقارير
لوفيغارو: اعترف الرئيس السوري يوم الأحد وعلى التليفزيون الرسمي “بوجود نقص في الموارد البشرية”. فما هو الوضع الحالي للحرب في سوريا؟
جاك ميار: تعرف سوريا حربًا أهلية ودولية لأكثر من أربع سنوات. ويبدو أن الجيش السوري يواجه صعوبات، ولا سيما في مجال التوظيف. كما سجل الجيش عددًا من الهزائم على الميدان، ولكن هذا لا يعني أنه تعوزه الحيوية. وقد تلقى خصومه دعمًا دوليًا كبيرًا، بما في ذلك الجهاديون القادمون من أوروبا ومن تونس بشكل خاص، كما استفاد أعداء النظام السوري من اللعبة المزدوجة لعدد من دول المنطقة مثل تركيا أو قطر أو المملكة العربية السعودية، الذين ساعدوا بشكل مباشر تنظيمات مثل جبهة النصرة، القريبة من تنظيم القاعدة. وفي المقابل تلقت دمشق تعزيزات من إيران والتي تقدر بنحو عشرة آلاف مقاتل مع المستشارين الذين تم إيفادهم لمد يد العون لنظام بشار الأسد. هذا من دون إهمال الدعم الروسي.
وفي ظل هذه الظروف، من الواضح أن الحرب الأهلية والدولية لا تزال مستمرة؛ وبالتالي لا يوجد حل لهذا الصراع خارج الإطار الدبلوماسي والسياسي، وشئنا أم أبينا، ستكون لنظام الأسد كلمته.
ما هي ميزات الدعم الروسي، الذي بدأ في التناقص في الآونة الأخيرة؟
تستمر روسيا في دعم النظام السوري، هذا مع إمكانية إيجاد الروس لحل للصراع السوري من دون بشار الأسد. فروسيا ليست “ملتزمة” مع النظام السوري لكنها كانت تقول دائمًا بأن إسقاط بشار الأسد يعتبر خطوة خطرة للغاية وسيزيد من زعزعة استقرار سوريا، وذلك مع وصول الأصوليين الإسلاميين الذين سيكونون وراء زعزعة أمن منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وتتصرف روسيا بأكثر واقعية من فرنسا ودول غربية أخرى.
كيف يمكن تفسير الموقف الفرنسي من خلال تبني موقف المحافظين الجدد والقطع مع التقاليد الدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي كانت تحت النفوذ الفرنسي؟
موقف الحكومة، وخاصة وزير خارجيتها لوران فابيوس، في هذا الصراع هو موقف أخلاقي، ويبدو أن هذا الموقف الذي يرفض أن يأخذ بعين الاعتبار الحقائق في سوريا ولكن أيضًا في إيران؛ حيث كان الموقف الفرنسي موقفًا حازمًا للغاية بشأن القضية النووية، أصبح يثير حقًا العديد من التساؤلات، حتى إن بعض وزراء الحكومة أصبحوا قلقين، ولا سيما فيما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها فرنسا للمتمردين المعتدلين المزعومين والذين لم يعد لهم أي وزن على أرض الواقع؛ فالحرب ضد نظام بشار يقودها كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وهكذا، فإن فرنسا فقدت مكانتها في ظل الحلول السياسية التي انتهجتها. وما الزيارة التي قام بها لوران فابيوس إلى طهران إلا تأكيد لرغبة فرنسا في استعادة مكانتها التي خسرتها في الشرقين الأدنى والأوسط.
كيف ينظر الشعب السوري لنظام الأسد؟
من خلال جميع الاتصالات التي أجريتها مع السوريين، يبدو أن بشار الأسد، حتى لو أنه محل انتقاد أو أنه غير محبوب؛ إلا أنه يبقى حاليًا الأفضل مقارنة مع الجماعات المتطرفة التي أثبتت للعالم مدى همجيتها. ولا يغيب علينا أن بشار الأسد حتى وإن كان علويًا فهو متزوج من امرأة سنية. والعديد من السنة يناصرون الرئيس السوري. وهكذا فإن الصورة التي يروجها الغرب على أن بشار الأسد هو علوي ومعاد لجميع المجموعات العرقية الأخرى غير صحيحة. كما تجدر الإشارة إلى أن جميع الأقليات المسيحية تدعم النظام السوري. ولقد رأيت بنفسي، حتى قبل أحداث 2011، أن هذه الأقليات أكدت توافقها مع النظام السوري وكانت تشتكي بالفعل من تزايد ضغط الجماعات الإسلامية. وأكيد أن هذا الموقف لا يزال قائمًا.
لكن هل بإمكان نظام الأسد أن يبقى في الحكم؟
منذ بضعة أشهر، سجل النظام السوري نكسات خطيرة على ميدان المعارك، ولكن على عكس ما يردده البعض فهو لم يهزم؛ وبالتالي فإن الرهان على سقوط النظام السوري هو سياسة غير واقعية وستؤدي إلى مأساة، ليبقى الحل الوحيد من خلال اتفاق سياسي بين جميع القوى في المنطقة: المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وسوريا وإيران، بدعم من المجتمع الدولي، بما في ذلك فرنسا وروسيا، وخاصة الولايات المتحدة. كما يجب علينا أن نتوقف عن المواقف الأخلاقية وأن لا نسقط في فخ المواقف المترددة لبعض القوى في المنطقة. ونأمل أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى الانفتاح السياسي؛ فالطريق إلى دمشق لا يزال طويلًا
.======================