الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 30-8-2015

31.08.2015
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. فورين أفيرز : نظرة على الأميركيين الذين يتدفقون إلى العراق وسورية لمحاربة "داعش"
2. نيو إيسترن أوت لوك  :خراسان.. حيث تلتقي مصالح داعش وسياسات القوى العظمى
3. ميدل إيست بريفنج :المحادثات الأمريكية الروسية وحلول الأزمة السورية.. الشياطين عادت من جديد
4. ترك برس :تداعيات الاتفاق الأمريكي التركي
5. نيويورك تايمز : علاقة الحليف المحتمل مع الإسلاميين تفرض تحديا على الولايات المتحدة
6. افتتاحية نيويورك تايمز: فرصة سانحة لحل سياسي في سورية . .. ترجمة : محمد نجدة شهيد
7. «الإندبندنت»: تركيا خدعت أمريكا.. والهدف هو إستهداف الأكراد وليس داعش!
8. ديلي تلغراف :نقص المياه يهدد عشرات الدول
9. الغارديان :لماذا لا نعامل اللاجئين بوصفهم بشرا؟
 
فورين أفيرز : نظرة على الأميركيين الذين يتدفقون إلى العراق وسورية لمحاربة "داعش"
آدم راونسلي -(فورين أفيرز) 26/8/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ثمة طاقم متنافر التكوين من ولاية تكساس، ومن قدامى المحاربين في حرب العراق، من الإنجيليين، والشبان الضجرين، الذين يقاتلون لإسقاط "الخلافة" في سورية والعراق
عندما قام مواطن أميركي يُعرف باسم "أبو عبد الله الأميركي" بتفجير نفسه في هجوم انتحاري في بيجي، العراق، هذا الشهر، فإنه شكل آخر مثال على اتجاه مثير للقلق: ثمة ما يقرب من 200 أميركي سافروا -أو حاولوا السفر- إلى العراق وسورية من أجل القتال مع مجموعة "الدولة الإسلامية".
مع ذلك، لم يغادر كل الأجانب، أو الذين حاولوا السفر إلى المنطقة، وهم يتطلعون إلى القتال من أجل "الدولة الإسلامية". ثمة في الحقيقة عدد متزايد من الأميركيين الذين يتجهون الآن إلى هناك من أجل القتال ضد المتطرفين. وهؤلاء المقاتلون الأميركيون -معظمهم من قدامى المحاربين في الجيش، مع حصة غير متناسبة من أهل ولاية تكساس- يرتبطون بالمجموعات الكردية والميليشيات المسيحية في المنطقة، من أجل محاربة متشددي "الدولة الإسلامية" الذين يسيطرون الآن على مساحات واسعة من العراق وأفغانستان. ويلقي تقرير جديد أعده موقع التحقيقات الاستقصائية Bellingcat ونشر يوم الأربعاء الماضي، أول نظرة منهجية على هؤلاء "المقاتلين الأجانب الآخرين". وقد وجد التقرير أن 108 أميركيين على الأقل -بمن فيهم امرأة واحدة- قطعوا الرحلة إلى العراق وسورية من أجل إسقاط "الدولة الإسلامية"، مما يلقي الضوء على الطبيعة العالمية للصراع والسهولة النسبية للتجنيد والسفر إلى ميدان المعركة. وهو في الحقيقة مسعى خطير، وقد قتل أميركي واحد مسبقاً في القتال. ومات المقيم كيث برومفيلد، 36 عاماً، من مساشوسيتس، بينما كان يقاتل مع ميليشيا كردية في سورية في وقت سابق من هذا العام. وكان برومفيلد، الذي لم تكن لديه أي خبرة عسكرية سابقة، قد جاء إلى منطقة الحرب بعد صحوة دينية مسيحية.
قام ناثان باتن، معد التقرير، بتمشيط المشاركات والإرساليات في وسائل الإعلام الاجتماعية، والتقارير الإخبارية، من أجل تجميع قاعدة البيانات. وعلى الرغم من أن باتِن استطاع العثور على معلومات عن المقاتلين باستخدام المصادر المفتوحة، فإن التقرير يحجب هويات هؤلاء المقاتلين التي لم تتسرب إلى الجمهور في تقارير إخبارية سابقة، وهو لا يتضمن معلومات التعريف الشخصية أو الملعومات التي يمكن أن تقود إلى تحديد مواقع المقاتلين في ساحة المعركة، حرصاً على سلامتهم وسلامة أسرهم.
يوفر انفتاح الأميركيين النسبي على الإنترنت نظرة إلى خلفياتهم وما يدفعهم إلى الرغبة في ترك حياتهم اليومية في الولايات المتحدة وراءهم والمشاركة في حروب بعيدة، والتي لا تبدو لها أي علاقة بهم. واستناداً إلى تفاصيل السير الذاتية المعروضة، كان الأميركيون الذين وجدهم باتِن كلهم من الذكور تقريباً، والذين تميل أعمارهم إلى فئة العشرينات أو الثلاثينات، وتواجدوا في ميدان المعركة بين شهر واحد وأربعة أشهر على الأغلب. ويصف نحو ثلثيهم أنفسهم بأنهم من قدامى المحاربين، القادمين بشكل أساسي من الجيش الأميركي أو مشاة البحرية. وقدمت ولاية تكساس، حتى مع احتوائها لأكبر من المتقاعدين العسكريين بالنسبة لسكانها، حصة غير متناسبة من المتطوعين قياساً بأي ولاية أخرى أمكن التعرف إليها من السير الذاتية في الوطن.
في بيان له، رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي القول ما إذا كان السفر إلى الخارج لمحاربة "الدولة الإسلامية" قانونياً. ومع ذلك، قالت الوكالة لمجلة السياسة الخارجية "فورين بوليسي" إن هناك "قوانين تتجاوز اتهامات الدعم المادي، والتي يمكن أن تنطبق على أفعال مواطني الولايات المتحدة في بلد أجنبي"، في إشارة إلى القوانين التي تحظر على الأميركيين توفير التمويل أو غير ذلك من أشكال المساعدة للجماعات المتشددة المحظورة. كما لا تشجع وزارة الخارجية الأميركيين على السفر إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ناهيك عن ذهابهم للقتال هناك.
كان فهم دوافع الرغبة في حمل السلاح ضد "الدولة الإسلامية" على أساس مستقل أكثر صعوبة. وفي العادة، يميل البشر إلى أن يكونوا رواة غير موثوقين حين يتعلق الأمر بحديثهم عن تكويناتهم النفسية الخاصة، كما لا يعرض تقييم الدوافع من الشذرات المستخلصة من وسائل الإعلام الاجتماعية والتقارير الإخبارية، أكثر من نظرة غير كاملة في أحسن الأحوال.
بالاعتماد على المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية والمقابلات الصحفية مع الأفراد، كان الغضب من الفظائع التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" من بين أكثر الدوافع التي تم الإعراب عنها في كثير من الأحيان للتطوع. وكان من بين العوامل الأخرى؛ التضامن مع الضحايا المسيحيين، والحنين إلى الرفقة الحميمة في أجواء الخدمة العسكرية السابقة، بل وحتى الشعور المحض بالملل.
يشكل باتريك ماكسويل، الذي سافر إلى العراق ليقاتل مع قوات البشمرغة الكردية، مثالاً على العديد من المقاتلين المذكورين في تقرير باتن. وهو أميركي من تكساس ومحارب قديم متقاعد من مشاة البحرية، والذي خدم سابقاً في العراق. وقال ماكسويل إن خدمته هناك قدحت فيه زناد الرغبة في العودة إلى العراق للانضمام إلى القتال ضد "الدولة الإسلامية".
وقال ماكسويل لصحيفة "نيويورك تايمز": "ربما لم أعد مسجلاً في الخدمة، لكنني ما أزال محارباً. وأخمن أنني إذا استطعت أن أرحل من هنا وأقتل أكبر عدد أستطيعه من الأشرار، فإن ذلك سيكون شيئاً جيداً".
معاملة "الدولة الإسلامية" القاسية للأقلية العرقية الأيزيدية العراقية -بما فيها الإعدامات الجماعية، وإجبارهم على تغيير عقيدتهم، والعبودية الجنسية- هي أسباب ترددت بعمق أيضاً في الكثير من تصريحات المقاتلين الأجانب الأميركيين. "ما يزال هناك أميركيون يصلون إلى العراق وسورية، والذين يستشهدون بمذبحة سنجار في العام 2014 كواحد من الأسباب الرئيسية التي جعلتهم يقررون الانضمام إلى القتال"، كما لاحظ التقرير في إشارة إلى هجمات "الدولة الإسلامية" على مجتمع الأيزيديين الصغير في العراق بالقرب من جبال سنجار في العام الماضي.

دين باركر، مدرب رياضة ركوب الأمواج ومواطن فلوريدا، والذي يقاتل مع وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، قال لمحاوره في مقابلة إن تجربة مشاهدة اللاجئين الأيزيديين الهاربين من "الدولة الإسلامية" هي التي ألهمت قراره السفر والقتال. وقد صدمته بشكل خاص صورة طفل أيزيدي حوصر على قمة جبل وقد أحاطت به مجموعة من المتشددين.
وقال باركر في مقابلة بُثت على "يوتيوب": "شرعت في البكاء، وهكذا؛ لم يسبق أن أثر بي أي شيء مثل ذلك في حياتي أبداً. ذلك الخوف في وجه الطفل كان ساحقاً. وتولد لدي رد فعل تلقائي، فذهبت واشتريت تذكرة سفر على الفور عندئذ".
وفي المقابل، بدت دوافع المجموعات التي تستضيف أميركيين في ميدان المعركة أقل وضوحاً. وتعرض الخلفيات العسكرية لمعظم المتطوعين احتمال امتلاكهم الحد الأدنى من قوة النيران الإضافية، والبعض يعرضون نقل معرفتهم بالتدريب العسكري الأميركي إلى الرفاق المحليين، وفقاً لباتِن. ولكن، باستثناء بعض الميليشيات المسيحية الصغيرة، فإن عدد الأميركيين الذين يقاتلون "الدولة الإسلامية" في الخارج لا يمثل سوى جزء صغير فقط من القوة الكاملة للمجموعات التي انضموا إليها.
في هذه الأثناء، اتجه بعض الراغبين في القتال إلى ميادين المعارك من دون خبرة عسكرية سابقة. ولم يكن برومفيلد، على سبيل المثال، قد خدم مطلقاً في القوات المسلحة عندما سافر إلى سورية ليقاتل إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية. وقد قُتل وهو يقاتل "الدولة الإسلامية" في المناطق الريفية المحيطة بمدينة كوباني.
تبدو مسائل رفع الوعي العام والمعرفة بهوياتها التنظيمية وتدعيم ثقتها بالنفس من بين الأسباب الأكثر احتمالاً لاستضافة المجموعات لمقاتلين أميركيين من مجرد القيمة العسكرية لهؤلاء المقاتلين، كما يقول باتِن. وقال لمجلة "فورين أفيرز": "لقد رأيت ذلك يوصف بأنه يشكل دفعة معنوية من الغربيين الذين يروونه بدورهم القصص التي يسمعونها من رفاقهم".
ووجد التقرير أن المقاتلين الأميركيين يظهرون فقط في المجموعات الكردية أو الآشورية المسيحية، من دون وجود أي آثار مؤكدة على وجود مواطنين أميركيين في صفوف الميليشيات الشيعية العراقية، التي تشكل جزءاً كبيراً من حرب البلد ضد "الدولة الإسلامية" أو في أي من المجموعات العربية الأخرى.
من بين أولئك الذين يعرضون الضيافة على الأجانب، كانت وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في سورية هي الأكثر ترحيباً إلى حد بعيد، حيث تستضيف 56 أميركياً -وهو ما يشكل أغلبية من بين الأميركيين الذين ذهبوا إلى الخارج لمقاتلة "الدولة الإسلامية". وهذه المجموعة الكردية تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وقالت وزارة الخارجية إنها لا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية مجموعة إرهابية، كما عملت وزارة الدفاع عن كثب مع قوات وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، والتي كسبت سمعة كونها من بين أكثر القوات التي تقاتل ضد "الدولة الإسلامية" كفاءة وفعالية.
تعود شهرة وحدات حماية الشعب الكردية كوجهة للأميركيين الذين يريدون السفر إلى الخارج للقتال إلى الحضور المبكر لجوردان ماتسون، وهو محارب سابق في الجيش الأميركي، وصل إلى سورية في أيلول (سبتمبر) من العام 2014، وكان بمثابة إعلامي صديق بارز ومتطوع، والذي حث الغربيين الآخرين على الانضمام. وكان قد صرح لمحطة (سي. إن إن) في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 بالقول: "وردتني أسئلة وطلبات من عسكريين سابقين من أوروبا الشرقية، وأوروبا الغربية، وكندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وسمِّ ما شئت".
ساعدت صورة ماتسون كشخصية مشهورة إلى حد ما في إثارة الاهتمام بالمجموعات الكردية شبه العسكرية، وزاد عدد الأميركيين الذين يتدفقون إلى العراق وسورية من أجل القضاء على الجهاديين في أعقاب هذا الصخب الإعلامي.
وعلى النقيض من الجماعات الأخرى التي تقدم الضيافة على جبهة القتال، فإن مجموعة حماية الشعب الكردية مفتوحة لأولئك الذين ليست لهم خبرة عسكرية سابقة. كما أنها تقوم بنشاط بإغراء المقاتلين الأجانب بالقدوم، فتدير مجموعة "فيسبوك" مخصصة لمتطوعيها تسمى "أسود كردستان السورية". وفي صفحة المجموعة، يقول ماتسون للمتطوعين المحتملين: "إذا كان لديك جواز سفر ساري المفعول، ويمكنك أن تتكلف ثمن التذكرة، وتكون قد ادخرت المال الكافي لتذكرة العودة عندما ترغب في الرحيل، اتصل بمجموعة وحدات حماية الشعب الكردية".
تستضيف قوات البشمرغة الكردية في العراق ثاني أكبر عدد من المتطوعين الأميركيين. وفي حين لا تحب وحدات البشمرغة الموالية للحزب الديمقراطي الكردستاني وجود غرباء في صفوفها، فإن الوحدات المتحالفة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، كانت أكثر ترحيباً، ولو بمحاذير. وتطلب وحدات بشمرغة الاتحاد الوطني الكردستاني أن يكون المتطوعون لائقين وعلى استعداد للخضوع للتدريب والانضباط. ويستطيع المتطوعون الذين يستوفون المعايير الانضمام إلى وحدة مقاتلة مخصصة للأجانب، والتي تسمى "فيلق اليشمرغة".
هناك اثنتان من الميليشيات المسيحية الآشورية في العراق، "دويخ نوشا" و"وحدات حماية سهل نينوى"، واللتان تستضيفان أيضاً عدداً أصغر من المقاتلين الأميركيين. وعلى الرغم من أن ميليشيا "دويخ نوشا" استضافت نحو عشرة أميركيين، فإنه يقال إن هذه الميليشيا شهدت القليل من الخبرة القتالية في الخطوط الأمامية، وهي ليست حريصة على استيعاب أعداد كبيرة من المجندين الجدد.
لكن استياء الحكومة الأميركية لم يبطئ تدفق المتطوعين الأميركيين. وبدلاً من ذلك، ما يزال عدد الأميركيين الذين يسافرون إلى الخارج لمحاربة "الدولة الإسلامية" في صعود؛ حيث وصل نحو 44 في المائة من جميع المقاتلين الأميركيين الذين تعرف إليهم التقرير في الفترة ما بين أيار (مايو) ومنتصف آب (أغسطس) من العام 2015. وسواء كنتَ تعتقد أنهم وطنيون شجعان يهبُّون للوقوف في وجه تهديد كبير، أو كنت تراهم مجرد سياح حرب متطفلين يخوضون مخاطرة حمقاء، فثمة شيئاً واحداً يبدو مؤكداً: سوف يصل المزيد من الأميركيين إلى العراق وسورية لينخرطوا في القتال ضد مجموعة "الدولة الإسلامية" في المستقبل القريب.
 
======================
نيو إيسترن أوت لوك  :خراسان.. حيث تلتقي مصالح داعش وسياسات القوى العظمى
نشر في : الأحد 30 أغسطس 2015 - 02:05 ص   |   آخر تحديث : الأحد 30 أغسطس 2015 - 02:05 ص
نيو إيسترن أوت لوك – التقرير
تنتشر أقاويل في الشارع الأفغاني بأنّ الولايات المتحدة خلقت تنظيم داعش ليكون مشكلة أمام روسيا والصين وإيران. في حين أنها لن تكون المرة الأولى التي تمول أو تدرب أو حتى تختلق فيها الولايات المتحدة التطرف العسكري باسم سياسات القوة العظمى، تبدو الحقيقة الكاملة وراء هذه الأقاويل بعيدة المنال.
ما يشير إليه ذلك هو أنّه في وقت ما قبل الغزو الأمريكي للعراق، خطط عدد قليل من الأفراد لسلسلة من التحركات السياسية والجيوستراتيجية المعقدة التي من شأنها خلق ظروف مواتية لتنظيم وحشي وفعّال، كانت طموحاته الجغرافية موجهة نحو تحدي أمريكا في المسرح العالمي. ورُغم أني أرفض هذه السردية، لكن ثمة جزء من الحقيقة يكمن وراء هذه المؤامرة: يمثل تنظيم داعش مشكلة كبرى لروسيا والصين وإيران، ومن الناحية الاستراتيجية تدرك والولايات المتحدة ذلك جيدًا.
أولًا، لنتحدث عن الإرادة السياسية للولايات المتحدة في مكافحة داعش. لقد اُنهكت أمريكا سياسيًا بعد أكثر من عقد من الحرب. وعلى الصعيد المحلي، تصاعد التوتر العنصري، وباتت التوقعات الاقتصادية غير مستقرة، إلى جانب سباق الماراثون المقبل في حملة انتخابية مدتها 18 شهرًا. وعلى الصعيد الدولي، تواجه أمريكا غضب روسيا، وصعود الصين، والدراما الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني. ودون وقوع أي هجوم على الأراضي الأمريكية، فإنّ تنظيم داعش يقع خارج دائرة الاقتراع المحلي، وعلى هامش جدول أعمال مجلس الأمن القومي الأمريكي.
هذا المنظور يسلّط الضوء على العديد من الكبوات السياسية التي حدثت في الأشهر الأخيرة؛ وهي عدم وجود استراتيجية كاملة وارتباك عام من جنرالات الولايات المتحدة. في هذه اللحظات حيث يتم كشف النقاب ووضع وجه إنساني على المجتمع العسكري والاستخباراتي الأقوى في العالم، يضطر المرء إلى التخمين حول ما إذا كان هذا ليس جزءًا من استراتيجية أعمق داخل المدرسة القديمة لسياسات القوة العظمى. وبدلًا من التخبط في ضجيج القيادة الأمريكية الضعيفة، ينبغي أن نركز اهتمامنا على أسباب اتخاذ مثل تلك القرارات؛ لأن هذه القرارات تشكّل الخطوط الأمامية لساحة معركة جيوسياسية جديدة في خراسان.
خراسان هي المنطقة التي تضم أجزاء كثيرة من أفغانستان وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وإيران. وبالنسبة لتنظيم داعش، تمثل خراسان ساحة المعركة الأولى في سيناريو النهاية. وبالنسبة للقوى الإقليمية، تمثل خراسان مستقبل الطاقة.
 شهد التاريخ الحديث للمنطقة زيادة في سياسة حافة الهاوية الاقتصادية؛ حيث تمّ الكشف عن مصادر الطاقة مثل النفط والغاز الطبيعي. ونظرًا لتاريخ روسيا وإيران في الهيمنة والقرب الجغرافي، كان لديهما الحرية المطلقة في الوصول إلى مصادر الطاقة. شهد العقد الماضي اهتزاز هذه الثنائية؛ حيث سعت الصين وأوروبا وأمريكا لزيادة نصيبهم من كعكة الموارد المتزايدة بسرعة شديدة. وفي حين كانت الصين قادرة على تطوير البنية التحتية للطاقة الخارجية الخاصة بها مع رد فعل إقليمي ضعيف، جاءت التنمية الغربية بتكاليف مالية وسياسية باهظة الثمن، وأصبحت الأوضاع في الأشهر الأخيرة تسير على النحو التالي: أوروبا لا تزال تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، واقتصاد إيراني صمد أمام العقوبات الأمريكية، ونمو ثقة الصين بشأن مستقبل الطاقة. ثمة طريقة واحدة لمواجهة هذا الواقع؛ وهو إغراق السوق بموارد جديدة للطاقة. وهناك طريقة أخرى؛ وهي زعزعة الاستقرار في المنطقة.
لنتحدث مرة أخرى عن استراتيجية الولايات المتحدة. أقدم ثلاث فرضيات. الفرضية الأولى، مع روسيا التي أظهرت استعدادًا متزايدًا لاستعراض قوتها العسكرية والتخريبية في السعي لتحقيق مصالحها الاقتصادية، تواجه الولايات المتحدة خيارين مثيرين للجدل بشأن هذا الوضع: إما أن تحاول الولايات المتحدة تقييد توسع الناتو من أجل إعطاء روسيا المزيد من المساحة في محيطها الخاص، والتطلع إلى تحقيق التوازن بين التجارة الأوروبية والاعتماد على الطاقة بين البلدين، أو أن تحاول الولايات المتحدة زيادة وجود الناتو من خلال التزامات أمنية واستعراض علني للقوة، والسعي لتقويض الهيمنة الإقليمية الروسية في مجال الطاقة. لقد شهدنا بالفعل الزحف العام لحلف الناتو في جميع أنحاء أوروبا. نحن في خضم وضع استراتيجية علنية وسرية لتخريب الاقتصاد والطاقة. ويبدو من المرجح أن مثل هذه الاستراتيجية تسعى إلى المواءمة بين القوة العسكرية والاقتصادية بدلًا من الفصل بينهما.
الفرضية الثانية هي النظر في المفاوضات الإيرانية: لقد كانت إيران تحتل مقعد القيادة، وخاصة بعد عجز العقوبات عن عرقلة اقتصادها. ويبدو أنّ المقاييس قد تحوّلت حيث أظهرت الولايات المتحدة الرغبة في الابتعاد عن المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل. في حين أن الاتفاق الأخير لم يكتمل بعد، لكني أزعم أنّ توقيته هو نتاج رغبة إيران في انتهاز الفرص. وفي ظل نمو خطر داعش في المنطقة، يُنظر إلى الاستقرار الاقتصادي الإيراني وأمنها القومي على المستوى المحلي على أنه في انخفاض مستمر. لذا؛ فإيران لديها الكثير لتخاطر به من استمرار المفاوضات. يتضح هذا القلق أيضًا في دعم إيران المستمر لنظام الأسد. ومع احتفال داعش بالذكرى السنوية لمرور عام على قيام “الخلافة”، فإنّ الدعم الإيراني للأسد لا يتعلق باستعراض القوة ولكن بحماية الطاقة.
الفرضية الثالثة هي أنّه في ظل زيادة النفوذ الاستراتيجي للصين، أصبحت واعية تمامًا لاحتياجاتها المستقبلية من الموارد. في فعل من التبصر والخوف الاستباقي، تطور الصين مواردها في جميع أنحاء العالم من الغذاء إلى المعادن والطاقة. جزء من استراتيجيتها التنموية في بلدان الجنوب هي تطوير الطاقة في منطقة بحر قزوين. وفي أفعال يمكن وصفها بأنها مخاطرة محسوبة، أنفق الصينيون المليارات على تطوير البنية التحتية للطاقة في المناطق الأكثر خطورة واضطرابًا في العالم. وسواء تمّ تصميم هذا المشروع لتعزيز العمق الاستراتيجي للصين أو ليكون حصنًا منيعًا ضد الانكماش الاقتصادي، فإنّ الولايات المتحدة لديها مصلحة جيوسياسية في العمل كعائق جزئي لمصالح الصين في المنطقة.
الحرب ليست سياسة فقط ولكنها اقتصادية بوسائل أخرى. منطقة بحر قزوين، أو خراسان، تمثل الآن المعضلة المستعصية لسياسات واقتصاديات القوى العظمى. تنظيم داعش هو تحدي جدلي للولايات المتحدة، ويجسّد فشل السياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحاضر، ويقدّم فرصة استراتيجية فريدة من نوعها في المستقبل القريب. ومع استمرار غارات الطائرات بدون طيار، سيتغيّر المشهد الاستراتيجي الحالي من خلال تدخلات خطيرة بقيادة الغرب. وأتوقع أنه مع تطلع داعش إلى خراسان، ستنظر الولايات المتحدة في الاتجاه الآخر. الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كانت استراتيجية التغيير الجيوسياسي غير ضارة أم أنها ستتسبب في ضرر عظيم.
======================
ميدل إيست بريفنج :المحادثات الأمريكية الروسية وحلول الأزمة السورية.. الشياطين عادت من جديد
نشر في : الأحد 30 أغسطس 2015 - 01:39 ص   |   آخر تحديث : الأحد 30 أغسطس 2015 - 02:09 ص
ميدل إيست بريفنج – التقرير
في بداية شهر نوفمبر المقبل، ستبدأ المحادثات الرسمية بشأن مستقبل سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة، وسيتم وضع شاشتين أمام كل واحد منا؛ الشاشة الأولى ستبُث مباشرة عمل اللجان الأربع بقيادة ستيفان دي ميستورا: الأمن والحماية المدنية ومكافحة الإرهاب والقضايا السياسية والقانونية وإعادة الإعمار. والشاشة الثانية ستكون مظلمة، ومن المفترض أن تبث شبكة الاتصالات غير المرئية حيث تُصنع الضغوط ومحاولات الإقناع والمقايضات والصفقات. ولأنّ كل شيء يحدث سرًا؛ فإنّ الشاشة الثانية ليس لديها ما تُظهره لنا.
ومثل البدوي المحنّك الذي فكّك تشفير جهاز التلفاز ليرى المرأة الجميلة على الشاشة، دعونا نلقي نظرة خلف الشاشة المظلمة.
لا توجد أي امرأة جميلة هناك، فقط رجال متجهمون يتحدثون جميعًا في وقت واحد. ولكن كل الكلمات الكبيرة المتبادلة تتلخّص في مجموعة من الحقائق البسيطة التي يمكن تبريرها أمام الجمهور. الجميع يعرف أنّ الأسد لا يمكن أن يحكم سوريا بعد الآن، حتى الذين يؤيدون هذا الرجل يدركون ذلك. الجميع يعرف أنّ تنظيم داعش هو الشر المطلق الذي يقتل المسلمين أكثر من قتله لأي شخص آخر. لماذا كل هذه الضجة إذن؟
الإجابة “المنطقية” على جميع الأسئلة تكمن في “كلمة مفتاحية واحدة”: التخلص من الأسد وتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى يحارب الجميع ما يراه الجميع بأنه الشر المطلق: داعش.
ومع ذلك، أكره الاعتراف بأننا لا يمكننا استخدام كلمة “منطقية” في الشرق الأوسط بعد الآن؛ حيث تسكن الشياطين بشكل دائم في التفاصيل، حتى أبسط المشاكل والحلول الأكثر منطقية تتشرذم بين أصابعنا إلى مئات من التفاصيل الصغيرة، والشياطين يستمتعون بتعقيد كل ما هو بسيط في هذا العالم.
ورغم ذلك، ثمة شيء خلف الشاشة المظلمة. في عمّان، انتشرت تقارير بأن الولايات المتحدة قد بدأت بالفعل مفاوضات إقليمية سرية. وقد نوقشت فكرة وجود مثل هذه المحادثات بالفعل بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بشأن مسارات المحادثات النووية. ومع ذلك، قال الإيرانيون إنّهم يركزون على الانتهاء من المحادثات النووية أولًا قبل الشروع في أي مسار آخر، كأنهم يقولون: “نحن لن تتخلى عن أي من أوراقنا قبل أن نحصل على الجائزة الكبرى، الاتفاق النووي“. والآن، ومع التوقيع على الاتفاق النووي، وخلال الأسابيع القليلة من التقاط الأنفاس، بدأت محادثات إقليمية في المكان نفسه الذي بدأت فيه المحادثات النووية في السر وراء شاشة مشابهة.
ولكن ما هي العلاقة بين محادثات دي ميستورا، المرئية على الشاشة الأولى، والمحادثات السرية العمانية غير المرئية في الشاشة الثانية؟ ليس ثمة علاقة، حتى الآن. يحاول دي ميستورا إحياء الأمل من جديد لربما يحدد مكان قطعة الذهب. ومحادثات مسقط تتجه إلى المنجم مباشرة؛ لأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق إقليمي، فإنّ فروع الأزمة الإقليمية يمكن أن تتقلص نسبيًا.
ويبدو من خلال وضع كل تلك التفاصيل معًا، أنّ كيري قد توصل إلى نوع من تقسيم العمل مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ما قد تراه هو أنّ تترك الولايات المتحدة المسار الدبلوماسي العام للروس والأمم المتحدة بينما تذهب واشنطن مباشرة خلف الشاشة المظلمة.
تدرك الولايات المتحدة الشكوك العربية من الميل نحو إيران؛ ولذا يفضل اليسار الدبلوماسية الأمريكية. إذا اقترح السيد كيري أنّ يبقى الأسد في السلطة لبعض الوقت، فلا يمكن توجيه اللوم له في العواصم العربية لتملقه الإيرانيين؛ لأنّ هذا سيبدو وكأنه “انحياز إلى الجانب العربي”، في حين أنّ “هؤلاء الروس” هم من يلعبون تلك اللعبة. ومن ثم؛ ألمحت الولايات المتحدة للعرب والمعارضة السورية بأنّه ليس لها أي علاقة بـ”الألعاب الروسية” في المنطقة.
على كل حال، ليس ثمة فرق كبير إذا ما كانت هناك خطوات روسية أمريكية مخطط لها مسبقًا، أو أنّ هذه الخطوات تحدث على مسارين مختلفين؛ بسبب تباين التقييمات. لذلك؛ فإنّ كلا الدورين، الروسي والأمريكي، يكملان بعضهما البعض بطرق عديدة.
يعطي مسار روسيا-دي ميستورا الإدارة الأمريكية بعض المساحة لتلتقط أنفاسها (كما لو أنّ 5 سنوات لم تكن فترة كافية). إنها تمكّنها لفعل ذلك من خلال قراءة تفاصيل هذا المسار لقياس مدى قدرة الجهات المعنية على الذهاب بعيدًا في هذه القضية.  
ولكن هل يعني ذلك أنّ روسيا ستفقد مصالحها مع العرب؟ يبدو أنّ السعوديين قد تخلوا عن موسكو؛ حيث ألغى الملك سلمان أي خطط لزيارة موسكو وسيأتي بدلًا من ذلك إلى واشنطن. ومع ذلك، ليس لدى الروس شيء ليخسروه في الرياض على أي حال بخلاف بعض الوعود السطحية بإبرام صفقات في المستقبل في حال تغيير السياسة الروسية، لا سيما تجاه سوريا. ولكنّ الروس يعرفون أنه إذا غيّروا سياساتهم، فإنهم سيفقدوا بعض المكاسب الملموسة الأخرى. لقد عادت إيران إلى المسرح العالمي بمساعدة كبيرة من موسكو، وتمتلك الكثير من الأشياء التي يريدها الروس.
لا يتعلق الأمر فقط بأنّ روسيا لم تخسر شيئًا تمتلكه بالفعل في علاقاتها مع السعوديين؛ بل إنها تربح من علاقاتها مع لاعبين عرب آخرين، من بينهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وعبد الفتاح السيسي، ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، الذين تواجدوا في موسكو الأسبوع الماضي للحديث عن سوريا من بين أمور أخرى. يبدو أنّ موسكو تستفيد شيئًا فشيئًا من عدم وجود استراتيجية إقليمية حيوية للولايات المتحدة. ويبدو أنّ واشنطن قد أعطت السيد لافروف الضوء الأخضر ليفعل كل ما في وسعه، كما هو الحال في الشاشة المرئية. لا يبدو أن الولايات المتحدة ترغب في الالتزام بوعودها ولا تمتلك أي استراتيجية فعّالة. وتعتقد أنّ هذا عمل مكلّف للغاية. ومع ذلك، يفعل الروس ذلك دون تقديم أي شيء في المقابل. وفي النهاية يربحون فحسب.
من خلال لعب أدوار مختلفة، يبدو أن هناك ترابطًا بين خطة الولايات المتحدة وروسيا، إذا كانت هناك خطة بالأساس، عند نقطة واحدة؛ أي ترابط بين ما تمتلكه الولايات المتحدة وما حققه الروس. إذا كان هذا هو الحال على أرض الواقع، فإنّه سيكون جزءًا رئيسًا من الخطة الدبلوماسية، ومن المحتمل أن تنجح.
أخبر دي ميستورا الجميع بأنّ مشروعه المشترك مع الروس “جنيف 3، يجري إعداده بنشاط، وسيستغرق كل الوقت الذي يحتاجه. كان يفكر المستمعون في شيء واحد أثناء شرح مبعوث الأمم المتحدة لخطته. لقد سمعوا كلمة “عملية” من قبل؛ عملية السلام الشائنة في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين التي باتت في عداد المفقودين منذ وقت طويل وما زالت مفقودة حتى الآن.
أربع لجان، ومشروع “جنيف 3”، وعملية على قمة تلك المحادثات، تبدو أشياء كثيرة من الصعب هضمها؛ فما يقدمه لنا السيد دي مستورا لا يمكن أن نسميه فاتح شهية مناسبًا. ومع ذلك، ما يدور في رأس مبعوث الأمم المتحدة هو أنه يجب الحفاظ على مسرح مفتوح ومضاء في انتظار ما سيقدمه كيري في وقت لاحق. فهو سيختبر الممثلين، ويدرب ممثلًا أو اثنين، ويقيس إلى أي مدى يمكنهما الذهاب في هذا الأمر. صحيح أنّ السيد دي مستورا يستخدم كلمات غير جذابة، ولكنه، مع بعض المساعدة من مجلس الأمن، يقوم بالمهمة. وفي النهاية لن تكون الوجبة المقدمة رائعة؛ لذلك لا تتوقع مقبلات شهية.
نحن لا نعرف الكثير عما يوجد وراء الشاشة المظلمة. لقد جربنا كل الحيل، بما في ذلك حيلة البدوي، ولكن دون جدوى. إذا أطلقنا رصاصة في الظلام، فإننا نغامر بتخمين: انفراجة إقليمية بشأن نوع من المساومة الكبرى التي تبدأ من أم كل الأزمات، سوريا. إنه نوع من استكشاف ما وصفه الرئيس روحاني “الطريق الثالث”، على الرغم من أننا لا نعرف الطريقين الآخرين. وإذا كنا غير محظوظين ولم يصرخ أحد في الظلام، سيكون مجرد اتفاق إقليمي ضيق بين الولايات المتحدة وإيران. وسيكون ذلك أمرًا مؤسفًا للغاية؛ لأنك لا يمكن أن تبني علاقة مع أي بلد من خلال أشياء مجرّدة؛ بل يجب أن تنشأ العلاقة حول المشاكل الملموسة التي تعتبر مهمة لكلا الجانبين.
وعدَ دي ميستورا أنّ جميع القضايا ستكون على طاولة المفاوضات. ولكن ماذا عن مصير الأسد؟ لا، ليس هذه القضية. ماذا عن المعارضة المسلحة؟ ليس هذه القضية أيضًا. إذن؛ دعونا نتحدث عن الطقس اليوم. إدخال سوريا في مرحلة انتقالية دون معرفة ملامح تلك المرحلة هو مجرد مضيعة للوقت. ما يمكن استخلاصه من المبعوث هو أنّ الجزار السوري سيرحل “عند مرحلة معينة على الطريق“، إذا سارت الأمور بشكل جيد.
الشياطين عادت من جديد. ماذا يعني “إذا سارت الأمور بشكل جيد“؟ هل يعني ذلك أنّ إيران سيكون لها بعض “الامتيازات” في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى حزب الله؟ هل سيقبل مؤيدو المعارضة في العالم العربي ذلك؟ هل يمكن لجماعات المعارضة السورية التوقيع على اتفاق يعطي بلدهم السيادة على أراضيها باستثناء ممر أو شحنات برية أو جوية تعبر دون رادع إلى لبنان؟ هل سيسمح تنظيم داعش بأن “تسير الأمور بشكل جيد”؟ هل سيسمح الأسد بذلك؟ هل ستعلم جبهة النصرة فجأة كيفية غناء أغنية جون لينون “تخيل”. هناك الكثير من الشياطين على أي حال.

توجد كل هذه القضايا الحاسمة وراء الشاشة المظلمة. بالنسبة إلى أولئك الذين يتساءلون لماذا لم يقل دي ميستورا شيئًا عن مستقبل الأسد أو عن بقية هذه القضايا الشائكة، والجواب هو أنه لا ينبغي عليه قول ذلك؛ فهذا ليس عمله في خطة تقسيم العمل الجديدة. هذه الأسئلة سيتم الإجابة عنها في صفقة أخرى خلف الشاشة المظلمة.
وهذا هو السبب في أنّ مشروع دي ميستورا “جنيف 3 محفوف بالمخاطر؛ إذ يجب أن يشمل المزيد من المحتويات أكثر من مجرد القفز في الهواء من أجل جذب انتباه اللاعبين، وعلى الجانب الآخر، يجب أن يضم محتويات أقل لتجنب الإجابة عن الأسئلة الحقيقية. دي ميستورا هو حارس المسرح والمرشد، وهذا دوره فحسب. وظيفته ليست الإجابة عن أسئلة محددة، ولكن أن يرى أين يقف الجميع. ومن يدري، قد يكون قادرًا على حمل الأطراف على تناول الطعام الذي تم إعداده في مكان آخر عندما يكون جاهزًا.
المشكلة الوحيدة، وهي مشكلة كبيرة، هي توسّع تنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا. هناك بعض الحمقى يقطعون الكهرباء عن كلا الشاشتين الآن. إنهما يتقدمان إلى نقطة حيث سيتحول عندها هذا العرض إلى عرض مبتذل وسخيف.
وإذا ضحكوا في النهاية، فإنّ الضحك سيكون على كل هذه الحيل الدبلوماسية وتقسيم العمل؛ حيث لا تعكس وتيرة التقدم خطورة الوضع على الأرض؛ فالوضع يحتاج إلى مزيد من العمل.
يبدو أن هناك خطرًا آخر يظهر في هذا الضباب. إذا نظرنا عن كثب إلى شاشة دي مستورا والأمم المتحدة سنرى كيف شكّلت ممثلي المعارضة السورية؛ لا يمثل أي من المشاركين أيًا من القوات المقاتلة الرئيسة على الأرض.  
والافتراض هو: هل يمكن أن تُعالج القوات المقاتلة على الأرض من خلال القوى الإقليمية؟ المعارضة المدنية هي التي ينبغي أن تشكّل الحكومة الانتقالية بمشاركة ممثلين عن النظام.
حسنًا، دعونا نرى ما إذا كان هذا “الفصام” هو النهج المناسب لمواجهة داعش والضغط العربي، ومقاعد الحكومة للمعارضة المدنية.
في الجنوب، تلقى زهران علوش، زعيم جيش الإسلام، رسالة مفتوحة من مقاتليه يسألونه لماذا يبقى سلبيًا ويؤجل شنّ هجمات على مواقع النظام جنوب دمشق بينما لا يزال الأسد يذبح السكان بلا رحمة في المنطقة ولا سيما في دوما.
دعونا نتخيل السيناريو التالي: تنظيم داعش يكثف الحرب الدعائية ضد الجبهة الجنوبية، ويتهم علوش بخيانة شعب الجنوب والخضوع لرغبات الجهات الراعية الإقليمية له (قيل إنّ علوش يقيّد قواته استجابة لـ”توصيات” من الخارج). وفي مرحلة ما، وتحت دعاية داعش وجبهة النصرة، فمن المرجح أن جزءًا من قوات علوش، فضلًا عن الجماعات الصديقة خارج الجبهة الجنوبية، ستنضم إلى داعش تحت شعار الدفاع عن المدنيين وباسم الولاء لهدف مكافحة الأسد حتى النهاية.
هذا مجرد مثال واحد يعطينا فكرة أنّ القادة الإسلاميين غير الداعشيين ربما يتحولون، عن غير قصد، إلى قوى هامشية في حين تتحرك قواعدهم إلى مخيم النصرة أو داعش، وهذا بالتأكيد سيبدو أكثر اتساقًا خلال فترة المناورة الدبلوماسية.
جماعات المعارضة المدنية هم الطرف الصالح في هذه المعادلة. ولكن أرض المعركة تحولت إلى صفقة كبيرة وغرقت تمامًا في مياه العسكرة. إذا لم يكن لديك بندقية، فأنت لا يعوّل عليك. هل يقبل هؤلاء الرجال أن يُستخدموا كغطاء يخفي وضعًا لم يتغير على أرض الواقع؟
ومن الواضح أنّ عرض دي ميستورا المسلي سيستمر مع اجتماعات لا تنتهي، تهدف إلى القيام بمهمة محددة هي: إعداد منصة لهبوط الطيور كلما كانت جاهزة.
ولكن ماذا لو هبطت الطيور في مكان آخر؟
======================
ترك برس :تداعيات الاتفاق الأمريكي التركي
نشر في : السبت 29 أغسطس 2015 - 11:32 م   |   آخر تحديث : الأحد 30 أغسطس 2015 - 02:07 ص
ترك برس – التقرير
لا يخفى على أحد أنَّ الحكومة التركية وشعبها قدما كثيرًا للشعب السوري وثورته، لكنَّ الدعم في معظمه أخذ منحى إنسانيًا إغاثيًا سياسيًّا، خلافًا للدعم الإيراني للنظام السوري الذي أخذ منحى عسكريًا، فساهم الأتراك بتخفيف المعاناة دون إنهائها.
وتحملت تركيا نتيجة هذا الدعم أعباء مادية، وضغوطًا سياسيّة، وأخطارًا أمنية تمثلت بخطر قوتين ظلاميتين لا تؤمنان بمبدأ الحوار، وتأخذان العنف سبيلًا لتحقيق الغايات، فبات تنظيم الدولة وحزب العمال يشكلان تهديدًا مباشرًا على الأمن التركي، ويسعيان رغم عدائهما لتفكيك الدولة التركية الحديثة.
وما فاقم خطورة الموقف التركي وأزّمه تخلي ما يسمى أصدقاء الشعب السوري عن دعم تركيا سياسيًا وماديًا وعسكريًا، رغم التقارب السعودي التركي الأخير؛ بل مارس بعضهم ضغوطًا مالية وسياسية على تركيا، ولم تدخر آلتهم الإعلامية فرصة للتهجم على أردوغان وتشويهه وحزبه نتيجة الصبغة الإسلامية لتوجهه ودعمه للربيع العربي ووقوفه بوجه انقلابات العسكر واستبداد الظلمة، ووصل الأمر لاتهام أردوغان وحكومته بدعم وتمويل تنظيم الدولة ماديًا وعسكريًّا، وما زاد الطين بلة استعانة القوة الكبرى في حلف الناتو (أمريكا) بحزب العمال الكردستاني في نسخته السورية في مواجهة تنظيم الدولة، ضاربة بعرض الحائط ومتجاهلة العلاقة الوثيقة بين حزب العمال والنظام السوري من جهة، والأهداف الحقيقية لقوات الحماية الكردية في الانفصال بدولة كردية تهدد الأمن التركي من جهة أخرى.
وكبّلَ الواقعُ وخريطةُ التحالفات الحكومةَ التركية التي رُفِضَ -دائمًا- مقترحها ولا سيما من أمريكا بتدخل عسكري يطال الأسد والتنظيم معًا، بل مُنِعَتْ تركيا من تقديم سلاح نوعي يقلب المعادلة العسكرية، فانكفأت الحكومة التركية لتكتفي بممارسة دور المتفرج على تمدد تنظيم الدولة. لكنَّ تفجير سروج، وسيطرة قوات الحماية الكردية على تل أبيض وبعض المناطق العربية وتوجهها نحو الغرب، دقّ ناقوس الخطر، وأجبر تركيا على توقيع اتفاق مع أمريكا يحقق الغاية الدنيا من المصلحة التركية.
ويعلم تنظيم الدولة والكرد على حد سواء أنّ الاتفاق والتدخل التركي لا يصب في صالح أحد منهما، فبادر تنظيم الدولة لتحصين المدن الواقعة تحت سيطرته، ولا سيما الباب وجرابلس، كما قامت قوات الحماية الكردية بتسليم مدينة تل أبيض لفصائل من الجيش الحر -ولو شكليًا- لسحب مبررات التدخل التركي، وتبديد مخاوف الجميع حول مطامع كردية في مناطق غرب الفرات حيث النية لإقامة منطقة آمنة.
ويبقى تأثير التدخل التركي على تنظيم الدولة كارثيًا، ولا سيما إذا تدخلت تركيا بقوة فعّالة ويعود ذلك لعوامل عدة؛ فشعار “باقية وتتمدد” سيحذف شقه الثاني “تتمدد” بمجرد بدء التدخل التركي، فالدور التركي يختلف عن الدور الأمريكي كثيرًا لامتلاك تركيا كثيرًا من المفاتيح وعناصر القوة غير المتوفرة عند الأمريكان بحكم الموقع وغيره من الأمور.
يدرك السوريون أنَّ أعدادًا كبيرة من الأتراك أو التركمان من دول آسيا منخرطون في صفوف التنظيم، ولهؤلاء دور بارز في انتصارات التنظيم وعددهم يتجاوز خمسة آلاف على أقل تقدير، ومنهم أمراء في التنظيم؛ فأمير التنظيم في مدينة الراعي “قرية عياشة” التي قتل مقابلها جندي تركي يحمل الجنسية التركية، ولا شكَّ أنّ ضمن هؤلاء الآلاف كثيرًا من العملاء المرتبطين بالمخابرات التركية مما يفعل العمليات التركية.
وسيكشف التدخل التركي عوار تنظيم الدولة الذي سيظهر للعلن وكأنه قوّة ظلامية هدفها حرب السنة دون سواهم، وسيسحب ذريعة التنظيم بدفاعه عن السنة، وقد أخذ التدخل التركي ضد التنظيم وحزب العمال مباركة علماء الشام عبر فتوى المجلس الإسلامي السوري الذي أجاز الاستعانة بالأتراك ضدهما معًا.
وقد تحصل تصدعات وانشقاقات داخل تنظيم الدولة نتيجة الخسائر التي ستحل بالتنظيم، وستجبر هذه الخسائر التنظيم على إجراء معالجة شاملة لسياسته الخاطئة التي اعتبرت الكل أعداء لدولة الخلافة. كما ستمكن المنطقة الخالية من تنظيم الدولة الثوار من إعادة ترتيب بيتهم الداخلي؛ وبالتالي يعود بقوة خيار وجود البديل عن الأسد والتنظيم.
كما ستحرم هذه المنطقة في حال رأت النور التنظيم من الرافد الخارجي؛ إذ ستفصل حدود الدولة التركية عن “دولة الخلافة” مما يعني حرمان التنظيم من مقاتلين أشداء مستعدين للتضحية، فضلًا عن حرمان التنظيم من منافذ التهريب مع الدولة التركية.
وسيُضاف للخسارة العسكرية خسارتان مادية وبشرية؛ الأولى تتمثل بخسارة التنظيم مدنًا مهمة “الباب، منبج، جرابلس، وأرياف هذه المدن” مما يعني حرمانه من موارد مادية هائلة فضلًا عن الخسارة البشرية؛ إذ بات الريف الشرقي السني لحلب يمثل خزانًا بشريًا مهمًا للتنظيم سيحرم منه.
وتبقى خيارات التنظيم محدودة وسيعزف على وتر موالاة الأتراك “للكفار” الأمريكان في مواجهة “دولة الخلافة”، وسيأخذ التنظيم من تجاهل التحالف ضرب الأسد وسيلة دعائية، لكنّ تركيا حصنت نفسها عبر دعم علماء الشام لتدخلها، كما أنَّ الشارع التركي غير مبال حقيقة بهذا الخطاب، غير أنَّ التدخل التركي سيؤمن الحدود التركية، ويحفظ لها أمنها القومي المتمثل بمنع إقامة دولة كردية في الشمال السوري من جهة، وفصل حدودها عن حدود مناطق سيطرة التنظيم مما يفند كل المزاعم التي تتحدث عن صلة أو دعم ما تقدمه الحومة التركية للتنظيم. ولعل الانعكاس الأكبر يتمثل بإضفاء الشرعية وتقديم الدعم للحكومة التركية في مواجهة حزب العمال الكردستاني العدو الحقيقي للتنظيم.
ويخشى الأتراك كثيرًا من حرب المفخخات والعمليات الانتحارية سواء من تنظيم الدولة أو حزب العمال الكردستاني، وهذا هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن يُستخدم ضد الحكومة التركية، لكنّه بلا شك سيزيد من إصرار الأتراك على المضي في حربهم.
وسيقدم التدخل التركي دعمًا مباشرًا للثوار عبر كسر شوكة التنظيم، ودفع خطره عن الثوار، كما سيترك للثوار هامش الحركة ضد نظام الأسد، فكلما أعدوا لمعركة ضد النظام فاجأهم التنظيم بحشوده ضدهم فعادوا القهقرى، وستكشف الأيام القريبة أثر التدخل التركي في بداية النهاية للنظام والتنظيم، وهدم المشروع الكردي الانفصالي.
======================
نيويورك تايمز : علاقة الحليف المحتمل مع الإسلاميين تفرض تحديا على الولايات المتحدة
ترجمة :مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية و الاستراتيجية
ظهرت جماعة متمردة تملك آلافا من المقاتلين, ونفوذا سياسيا وعلاقات وثيقة مع القوى الإقليمية الرئيسة كواحدة من أكثر قوات المعارضة قوة في سوريا في الأشهر الأخيرة. تعهدت هذه الحركة بقتال الدولة الإسلامية كما دعت إلى التعامل مع الغرب.
ولكن على الرغم من الجهد الطويل الذي خاضته الولايات المتحدة لإيجاد معارضة قوية في سوريا لمواجهة الرئيس بشار الأسد وقتال الدولة الإسلامية, لم تظهر إدارة الرئيس أوباما أي مصلحة لها في التعامل مع هذه حركة أحرار.
المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هي أن الأساس الذي تعتمد عليه حركة أحرار الشام هو الإسلام المتشدد, وهو النقطة المقلقة التي أحبطت جهودا سابقة لإيجاد شريك في سوريا.
مع مواجهة الواقع مرة أخرى في سوريا – حيث تخوض الحكومة والدولة الإسلامية ومجموعة من المتمردين حربا أهلية مع بعضهم البعض- فإن بعض المحللين والمسئولين الأمريكان السابقين يقولون إنه أصبح من الواضح بأنه وفي سبيل مواجهة تحدي الدولة الإسلامية والتأثير في مسقبل البلاد فإنه يجب الانخراط ولو بحذر مع مجموعات مثل أحرار الشام.
يقول روبرت فورد, سفير أمريكا السابق في سوريا والذي يعمل كباحث في معهد الشرق الأوسط :” إنهم في المنطقة الرمادية, ولكن في الحرب الأهلية إذا كنت قادرا على الحديث مع فصائل في المنطقة الرمادية, فإن هناك عددا قليلا من الأشخاص المؤثرين الذين يمكن الحديث معهم”.
وأضاف :” لا أؤيد تقديم أي دعم مادي لأحرار الشام, وخاصة الأسلحة الفتاكة, ولكن بالنظر إلى أدائهم في الجبهات الشمالية والوسطى, فإنه سوف يكون لهم دور في أي محادثات سلام قادمة, ولهذا علينا إيجاد قناة لبدء الحوار معهم”.
تتعاون أحرار الشام مع فرع القاعدة السوري ورحبت بزملاء أسامة بن لادن السابقين. في حين أن قادة الجماعة يقولون بأنهم يسعون إلى إنشاء حكومة تمثيلية, إلا أنهم يتجنبون كلمة “الديمقراطية” ويقولون أن الإسلام هو من يجب أن يحكم في أي دولة قادمة.
شغلت تساؤلات أخرى حول مدى الانخراط مع القوات الإسلامية في قضايا تتعلق بالمصالح المشتركة لدى صانعي القرار الأمريكان منذ بداية الربيع العربي, وفي المحادثات النووية مع إيران. تاريخ هؤلاء المجاهدين الذين دعمتهم الولايات المتحدة في أفغانستان في التسعينات والذين تحولوا إلى تنظيم القاعدة فيما بعد واضح في أذهان الزعماء الأمريكان.
في سوريا, فإن تركيز الولايات المتحدة المنصب  حتى الآن على العمل مع جماعات تصفها بالمعتدلة لم ينتج عنه سوى القليل من الحلفا الأقوياء. قيادة المعارضة في المنفى بعيدة عن الوضع الميداني إلى حد كبير, كما أن الجماعات المتمردة التي كانت تحظى بدعم غربي قد انهارات, وبرنامج تدريب وتسليح المتمردين المعتدلين واجه نكسات كبيرة.
في حين التقى بعض من الدبلوماسيين الأوروبيين مع قادة أحرار الشام السياسيين, إلا أن الولايات المتحدة لا زالت بمعزل عن ذلك.
يقول مسئول رفيع في إدارة أوباما, مطلع على سياسية سوريا عن المجموعة بأنهم “حلفاء غير مرغوب بهم”.
وأشار المسئول إلى بيانات صدرت عن الجماعة, تقول فيها إنها تركز جهدها في سوريا وتدعم حكم القانون. كما قالت الجماعة أيضا بأن صعود داعش, جعل الولايات المتحدة أكثر براغماتية حيال حلفائها الإقليميين.
ولكن مجموعة من المسئولين الأمريكان قالوا إنهم يعتبرون بأن الجماعة متطرفة وأن تعاونها مع جبهة النصرة, الموالية للقاعدة في سوريا, يعتبر بمثابة عقبة رئيسة.
يقول مسئول أمريكي, طلب عدم ذكر اسمه لعدم التصريح له بذلك :” طالما أنهم مقربون من النصرة, فإنني لا أتصور أن نعمل معهم”.
شكلت أحرار الشام من خلال اندماج فصائل سنية إسلامية في شمال غرب سوريا بداية الانتفاضة ضد الأسد التي بدأت عام 2011.
واعتمدت عضويتها على السوريين الذين تخلوا عن الحركة الاحتجاجية السلمية, إضافة إلى الإسلاميين الذين أطلق سراحهم من السجون كجزء مما رآه كثيرون بأنه استراتيجية من قبل الأسد لتفقويض الناشطين العلمانيين. بعض عناصر الجماعة قاتلوا في العراق وأفغانستان سابقا.
أنشئت المجموعة سمعتها على أساس أنها حركة عسكرية مناوئة للأسد, ولكنها استمرت بتمسكها بالإسلام السني العسكري. في مقطع فيديو بثته مؤخرا تم الاقتباس فيه من عبدالله عزام, مرشد ابن لادن في أفغانستان. وحسان عبود, أول زعيم للجماعة, دعا إلى إقامة حكومة إسلامية في سوريا.
قال عبود في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة عام 2013 بأن ” الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب بناء على أحكامهم الخاصة. ولكن نحن لدينا نظام إلهي وضعه الله لعباده, وقد طلب الله منا تطبيقه على الأرض ورفع كلمته “.
وأضاف :” كمسلمين, هذا حقنا”.
العام الماضي استهدف انفجار غامض اجتماعا لقادة أحرار الشام, وأدى إلى مقتل السيد عبود وآخرين وقاد إلى أن يتوقع الكثيرون بأن الجماعة انتهت. ولكن ما تبقى من عناصرها أعادوا تنظيم أمورها مما يعطيها قوة مؤسسية تفتقر إليها معظم الجماعات الأخرى, وفقا لما قاله أحمد قرة علي, المتحدث باسم الجماعة.
منذ ذلك الوقت, تحولت إلى أكبر جماعات التمرد في سوريا, مع وجود مقاتليها على امتداد البلاد, ومكاتب للإغاثة وعلاقات سياسية وسيطرة على معبر حدودي مع تركيا. وتعتبر الجماعة عنصرا أساسيا في جيش الفتح, وهو تحالف قوي للمتمردين يواجه الحكومة في الشمال الغربي للبلاد.هذا الشهر, مثلت المعارضة في مفاوضات مباشرة مع إيران حول مصير ثلاثة مناطق محاصرة.
يقول محللون وعناصر من الجماعة بأنها تختلف تماما عن جبهة النصرة.
من يقود الجماعة هم من السوريين, ولديها عدد قليل جدا من المقاتلين الأجانب وتعارض تقسيم البلاد. كما أنها لم تطلق أي حملة لفرض تعاليم دينية صارمة وحافظت على علاقات جيدة مع المتمردين الآخرين. تعهدت الحركة بحماية الأقليات, على الرغم من أنهم لا زالوا يطلقون عليهم أسماء مستهجنة.
كما تعهدوا بقتال الدولة الإسلامية, ووصفوا الخلافة التي أعلنتها الدولة بأنها تحريف للدين.
قال السيد قرة علي :” حركة أحرار الشام مستقلة تماما. إنها حركة سورية ليس لديها أي ارتباطات تنظيمة أو أيدلوجية مع أي منظمات دولية”.
تعتبر الحكومة السورية الجماعة, كحال جميع المتمردين, بأنها إرهابية تسعى إلى تدمير البلاد. والعديد من الناشطين العلمانيين المناوئين للحكومة الذين يحترمون الجماعة عبروا عن قلقهم من طموحاتها على المدى الطويل.
يقول ناشط من محافظة إدلب, طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام :” كنا نبحث عن أفضل ألوية موجودة في الساحة, ولكن الآن لدينا الإسلاميين المتطرفين وأحرار الشام, وهكذا فإننا نختار أحرار الشام”.
وأضاف وهو ينظر إلى طاولة أمامه :” هذا الزجاج متسخ, ولكن الزجاج الذي خلفه أكثر اتساخا, ولهذا فإنني سوف أختار الأول”.
يقول إسلاميون سوريون على علاقة بالجماعة بأن تطورها في زمن الحرب جعل لدى عناصرها مجموعة من وجهات النظر التي غالبا ما تتصادم.
يعترف قادتها بالتنسيق عن قرب مع جبهة النصرة على أرض المعركة, ولكن قائدها العام هاشم الشيخ, قال بأن علاقة النصرة مع القاعدة أمر سيئ بالنسبة للانتفاضة.
يعتبر  “أبو خالد السوري” المحارب الجهادي  من أوائل عناصر التنظيم المخضرم المقرب من أيمن الظواهري, زعيم القاعدة. السوري قتل في تفجير سيارة قامت به الدولة الإسلامية العام الماضي.
آخر الضحايا كان رجل دين مصري ظهر في شريط فيديو نشر بعد موته. حيث كان يتفاخر بأنه قضى 17 عاما مع القاعدة قبل أن تقوده “رؤيا” للانضمام إلى أحرار الشام.
عناصر آخرون من الحركة تواصلوا مع الغرب في تحول رأى الكثيرون أنه جرى بدافع من تركيا وقطر, اللتان تقدمان الدعم المالي والسياسي, وفقا لمسئولين أمريكان ودبلوماسيين إقليميين.
الشهر الماضي, نشر لبيب النحاس, رئيس العلاقات السياسية والخارجية للجماعة, مقالا في صحيفة واشنطن بوست ودايلي تلغراف قال فيه بأن الجماعة هي جزء من المعارضة السورية العامة وأن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تهزم إلا من خلال “بديل سني محلي”.
وصف السيد نحاس سياسة الولايات المتحدة بأنها تواجه “الفشل الذريع”, وكتب بأن الجماعة ملتزمة بالحوار وتسعى إلى حكومة تمثيلية من شأنها حماية الأقليات وتعكس في نفس الوقت الغالبية السنية في سوريا.
وأضاف :” يجب أن يكون هناك دور رئيس للدين والعادات المحلية في أي ترتيب سياسي يخرج من أنقاض الصراع, ويجب أن يتوافق مع المعتقدات السائدة لغالبية السوريين”.
يشك منتقدو الحركة بأنها تسعى بصورة غير مباشرة إلى دعم هيمنة المسلمين السنة, في حين رد بعض أعضاء الجماعة المحافظين بأن الدعوة ليست واضحة كفاية.
كتب أبو محمد الصديق, وهو رجل دين بارز, في رد على ذلك على الإنترنت بأن أي حل في سوريا يجب أن يتحدد من خلال “تعاليم ديننا وعقيدتنا”. وأضاف أن “الجهاد” سوف يستمر ضد الشيعة والأقليات المسلمة الأخرى.
هذا الشهر, أصدرت الجماعة بيانا أشادت فيه بالملا محمد عمر, الزعيم السابق لطالبان, وذلك لقتاله “جيوش الغزو” وجمعه بين القوة العسكرية و”توحيد” طموحات الشعب الأفغاني.
الشيخ حسان دغيم, وهو رجل دين من شمال سوريا مقرب من قادة الحركة, قال في مقابلة إجريت معه إن الجماعة تضم أقلية متطرفة فقط.
من المرجح أن يقرر الصراع بين المعتدلين والمتطرفين في الحركة كيفية تطور الصراع في سوريا وكيف يمكن للبراغماتيين أن يكسبوا الدعم الخارجي لصالح قضيتهم.
يقول الشيخ دغيم :”العنف يرفع الجانب العسكري, ولكن الحل السياسي سوف يرفع السياسيين”.
نيويورك تايمز – ترجمة : مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية و الاستراتيجية
======================
افتتاحية نيويورك تايمز: فرصة سانحة لحل سياسي في سورية . .. ترجمة : محمد نجدة شهيد
سيريانيوز
كان قيام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بقتل عالم الآثار خالد الأسعد ، الذي كرس حياته لحماية بعض من أعظم أثار سورية ، بمثابة تذكير مخيف كيف أن الصراع الذي يمزق سورية منذ أربع سنوات قد أصبح أكثر تعقيداُ ، وحتى أكثر استغلالاً ، من قبل تنظيم الدولة وعقيدته الهمجية وعنفه البالغ في المنطقة .
وجاء التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران في الشهر الماضي ليخلق مجالاً لانطلاقة جديدة في السعي نحو تحقيق حل سياسي لحرب أهلية مدمرة في سورية بين الحكومة والمعارضة أسفرت لغاية الآن عن مقتل 250 ألف شخص ، وأجبرت 11 مليون من السكان على مغادرة منازلهم . ومنذ ذلك الحين ، أثارت كثرة الاجتماعات الدبلوماسية عالية المستوى الواضحة للعيان الأمل بأن مثل هذه الجهود لإيجاد الحل السياسي المنشود قد أصبحت على قدم وساق في نهاية المطاف .
ولا يزال من غير الواضح لغاية الآن إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا وإيران وسورية والسعودية ، واللاعبين الرئيسيين الآخرين ، شعور بالعجالة وتوفر الإرادة السياسية لوضع سورية على طريق الاستقرار . كما أنه من الصعب أن نرى كيف يُمكن أن تكون هناك حملة فعالة موحدة ضد تنظيم الدولة وضد عزمه إحياء دولة الخلافة في سورية والعراق من دون التوصل إلى حل سياسي في سورية .
إن النشاط السياسي الأخير حول سورية مثير للاهتمام بشكل ملحوظ . فروسيا ، الداعم الأقوى للرئيس الأسد ، قامت باتصالات جديدة مع السعودية ، الخصم المرير والممول الرئيسي لجماعات المعارضة ، وتوسطت لعقد لقاء بين مسؤولين في المخابرات السورية والسعودية . وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع وزيري الخارجية الروسي والسعودي في موسكو بينما كان محمد جواد ظريف ، وزير خارجية إيران ، الداعم الرئيسي الأخر للرئيس الأسد ، يستعد للقائه في دمشق . وقبل أسبوع من ذلك ، عقد وزير الخارج%‏5¹d9 كيري ونظيريه الروسي والسعودي اجتماعاً ثلاثياً كان الأول من نوعه حول سورية .
وغني عن القول ، هناك أسباب ضاغطة تدعو لتجنب المزيد من انهيار الدولة السورية . فالرئيس الأسد ، وهو يقاتل في ساحة المعركة ويعمل على تجنيد قوات جديدة لجيشه ، يزداد ضعفا يوماً بعد يوم . ويخشى الأمريكيون والروس والسعوديون ، من ضمن آخرين ، أن يتمكن تنظيم الدولة ، الذي بات يُسيطر بالفعل على جزء كبير من سورية ، ويُعتبر أقوى المجموعات المتشددة الأخرى هناك ، من السيطرة على الحكم إذا سقط النظام في دمشق .
وفي الوقت نفسه ، فشلت إلى حد كبير خطط الرئيس أوباما لتجهيز وتدريب قوات برية من المعارضة السورية التي يُمكنها الاستفادة من الضربات الجوية الأمريكية ضد تنظيم الدولة من أجل تأمين مواقع جديدة على الأرض . ولا تزال مجموعات المعارضة المسلحة هذه ، والتي اعُتبرت كشركاء محتملين في المعركة ضد تنظيم الدولة ، غير منظمة وغالباً ما تكون في حالة حرب ضد بعضها البعض .
وحتى مع ذلك ، وعلى الرغم من أهمية اللحظة الراهنة ، يبدو أن النشاط السياسي الراهن يتصف بالخصوصية مع سعي كل طرف لمعرفة رأي الطرف الآخر بدلاً من العمل معاً لتطوير خطة مكتملة للمضي قدما نحو تحقيق الحل السياسي المنشود . وكان التقدم الوحيد الملموس عبارة عن بيان متواضع غير مُلزم اعتمده مجلس الأمن في الأسبوع الماضي يحث الحكومة والمعارضة على مناقشة " انتقال سياسي" في البلاد على أساس بيان جنيف لعام 2012. ( هناك بالطبع أمور أخرى أغفلها كاتب الافتتاحية مثل صدور قرار مجلس الأمن حول تحديد مسؤولية استخدام الكيماوي ، وترحيب إيران بصدور بيان مجلس الأمن المشار إليه أعلاه على سبيل المثال ـ المترجم ) .
إن الصعوبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الانتقالية هائلة بالفعل لأسباب ليس أقلها عدم وجود أي توافق في الآراء حول مدتها ومتى تبدأ ، هذا في حال وافق الرئيس الأسد على التنحي في أي وقت من الأوقات . وتصر الولايات المتحدة وغيرها ، بما في ذلك السعودية وتركيا ، على رحيله ، بينما تتمسك به روسيا وإيران . ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن روسيا قد تكون مستعدة لقطع العلاقات مع الرئيس الأسد كجزء من خطة تؤدي إلى استقرار سورية من دونه وتمنع في نفس الوقت سيطرة تنظيم الدولة على الحكم ، ولكن حتى الآن لم تحظى أي من الخطط المطروحة بالقبول .
إن مشاركة روسيا في الجهود الرامية إلى حشد تحالف ضد تنظيم الدولة ، والذي عملت الولايات المتحدة على انشائه منذ العام الماضي ، هي بلا شك موضع ترحيب خاصة في ضوء تصلب مواقف الروس في الماضي . وإذا عدنا إلى العام 2011عندما صب الرئيس الأسد جام غضبه باستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين ، نرى أن روسيا مدعومة من الصين قد أفشلت كل المحاولات في مجلس الأمن للضغط على الرئيس الأسد من خلال العقوبات وغيرها من الوسائل من أجل التوصل إلى حل سياسي في البلاد .
وبالنظر إلى العديد من الأرواح التي فُقدت منذ ذلك الحين ، والطريقة التي فتحت فيها الحرب الأهلية المستمرة الأبواب أمام تنظيم الدولة ، فمن المؤسف أن تأتي روسيا متأخرة جداً إلى طاولة المفاوضات . ومع ذلك ، يبدو أن هناك رغبة جادة الآن في السعي إلى حل سياسي ، ويجب تشجيع ذلك . وتتحمل روسيا وإيران مسؤولية خاصة في دفع ذلك إلى الأمام . نيويورك تايمز
======================
«الإندبندنت»: تركيا خدعت أمريكا.. والهدف هو إستهداف الأكراد وليس داعش!
30 آب , 2015 - 09:56 التصنيف: عربي دولي - المصدر / الكاتب: العهد
رأى الكاتب "باتريك كوكبرن" أن الولايات المتحدة، وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد، الذين كانوا أكثر الحلفاء فاعلية ضد تنظيم "داعش".
وأوضح الكاتب في مقال له على صفحات صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن "الاتفاق العسكري يقضي بحصول أمريكا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، إلا أنه وبسرعة، تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان استهداف الأكراد في تركيا وسوريا والعراق، وأن الضربات ضد تنظيم داعش لم تكن أولوية لهم، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت تنظيم داعش مقابل 300 غارة أخرى شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني"، كما يقول كوكبرن.
وحسب المقال فإن "سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية - التركية التي يبلغ طولها نحو 550 ميلا، كان سببا وراء عرض الرئيس التركي رجب اردوغان "التعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق".
ويضيف الكاتب أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن أن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب تنظيم "داعش"، في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليونا.
ويرى الكاتب أن هناك دلائل أخرى تشير إلى أن تركيا تهدف أيضًا، إلى إضعاف حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لتنظيم "داعش" في سوريا، العرب منهم والأكراد.
======================
ديلي تلغراف :نقص المياه يهدد عشرات الدول
كشف تقرير جديد أعده معهد الموارد العالمية عن أن العديد من الدول ستواجه نقصا حادا في المياه بحلول 2040 وذلك في ظل التغير المناخي في العالم الذي سيجعل المياه أكثر ندرة في المناطق الجافة.
وأشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن التقرير أوضح أن 33 دولة في العالم ستواجه شحا متزايدا في المياه، من بينها 14 من بلدان الشرق الأوسط تتصدرها البحرين والكويت وفلسطين وقطر والإمارات والسعودية وعُمان ولبنان.
وأشار التقرير إلى أن هذه البلدان تعتمد في الأغلب على المياه الجوفية وعلى تحلية مياه البحر، وأنها تعاني مستوى منخفضا في الأمن المائي المحلي، وأن السعودية تخطط للاعتماد بحلول 2016 على القمح المستورد بشكل كبير، وذلك في ظل شح المياه اللازمة لزراعته.
وتابع التقرير أن بلدانا أخرى يحتمل أن تعاني نقصا في المياه بحلول 2040 مثل إسبانيا وتشيلي، وذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب هطول الأمطار، وأن المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان ستكون عرضة لتهديدات نقص المياه التي قد تؤدي إلى العطش والصراعات والاضطرابات المدنية.
كميات محدودة
وأضاف التقرير أنه يتوقع أن تشهد دول مثل بوتسوانا وإستونيا وألبانيا النقص الأكبر في المياه بين 2020 و2040 وذلك في ظل تزايد معدلات الضغط على القطاعات الصناعية والزراعية في هذه البلدان.
وبين أن النقص الحاد في المياه سيخلق بيئة تجعل الشركات والمزارع والسكان يعتمدون بشكل كبير على كميات محدودة من المياه، وأن يكونوا عرضة لبعض التغيرات في كيفية التزود بها.
واختتم التقرير بأن هذه الظروف المتمثلة في انخفاض مستوى المخزون المائي تشكل تهديدات خطيرة للأمن المائي الوطني والنمو الاقتصادي، وأنه يدعو الحكومات لإعداد خطط عمل قوية متعلقة بالمناخ المحلي من أجل دعم انعقاد اتفاقية مناخ دولية قوية.
المصدر : الجزيرة,ديلي تلغراف
======================
الغارديان :لماذا لا نعامل اللاجئين بوصفهم بشرا؟
تتواصل موجات اللاجئين الفارين من الحروب، في سوريا والعراق ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، بالتدفق إلى القارة الأوروبية، وتتسبب المآسي والأهوال التي تواجههم في الطريق إلى المجهول بضغوط كبيرة على أوروبا خاصة.
وتناولت صحف بريطانية أحوال اللاجئين الفارين من نيران الحروب بالمنطقة العربية، وخاصة ما يتعلق بالمصير القاسي الذي يلقاه بعضهم ما بين الموت غرقا أو اختناقا أو التعرض للإساءات بأنواعها.
فقد نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب ديفد مارش دعا إلى حسن معاملة اللاجئين، وقال "إننا كنا لاجئين مثلهم جئنا إلى المملكة المتحدة" من أجل العمل وبناء المستقبل. وانتقد الكاتب وصف هذه الفئات باللاجئين أو المهاجرين بشكل نظامي أو غير نظامي وتساءل: لماذا لا نعاملهم بوصفهم بشرا؟
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب أووين جونز قال فيه إن اللاجئين يعتبرون بشرا مثلنا، وانتقد فيه هذه الحقيقة الغائبة عن البعض، وأشار إلى تعرض العديد من اللاجئين للغرق أو الاختناق أثناء محاولة الوصول إلى بر الأمان بعيدا عن ويلات الحروب في بلادهم.
بر الأمان
من جانب آخر، نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف رسائل من أشخاص موجهة إلى المسؤولين بدول الاتحاد الأوروبي، وأشارت الرسائل إلى تدفق اللاجئين الفارين من الحروب بالشرق الأوسط إلى أوروبا بحثا عن الأمان والمستقبل الأفضل.
وأوضحت إحدى الرسائل أنه إذا استمرت موجات اللاجئين بالتدفق إلى أوروبا بهذا المعدل المتزايد، فإنه ينبغي تشييد مدينة بحجم برمنغهام البريطانية كل ثلاث سنوات، وذلك من أجل استيعاب هذه الأعداد المتزايدة وتأمينهم بالخدمات الأساسية والوظائف ووسائل النقل وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة تايمز مقالا للكاتبة كاتلين موران انتقدت فيه إطلاق صفات لا تليق باللاجئين على هذه الموجات البشرية التي تتدفق إلى أوروبا، وانتقدت الكاتبة أكثر ما يكون وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لهم بأنهم "أسراب".
كما نشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتب تشارلوت غيبسون انتقد فيه سياسات دول الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالهجرة واستقبال اللاجئين، وأشار أن هناك مآسي كارثية صادمة تظهر بين فترة وأخرى وتتمثل في موت المئات من اللاجئين والمهاجرين غرقا في مياه البحار أو تعرضهم لمصير مجهول بظروف قاسية أخرى.
وأوضح أن كثيرا من اللاجئين السوريين والأفغان والفلسطينيين، ومن بلدان أخرى، يتوجهون إلى المهربين الذين يجبرونهم على دفع الآلاف قبل أن يتعرضوا لخطر الموت أثناء محاولاتهم عبور الحدود إلى أوروبا.
المصدر : الصحافة البريطانية,الجزيرة