الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30-9-2015

سوريا في الصحافة العالمية 30-9-2015

01.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. التليجراف: أى تحالف مع روسيا يجب أن يأخذ فى الاعتبار أبناء الطائفة السنية بسوريا
  2. التايمز": سورية لم تعد أمة موجودة على الأرض
  3. الإندبندنت: لا أمل في موقف روسي أمريكي موحد حول سوريا
  4. الإندبندنت : تحرير" تدمر" من داعش سيصبح درسًا قاسيًا ومهينًا للغرب
  5. «واشنطن بوست»: بوتين وأوباما كلاهما مخطئين فيما يتعلق بسوريا
  6. مفاجأة "نيويورك تايمز": روسيا تدعم "داعش" بسوريا
  7. نيويورك تايمز: مستقبل الأسد يوسّع الهوة بين أوباما وبوتين
  8. صحيفة لوسوار البلجيكية: بوتين يطمح بإعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي
  9. لوموند: ما حصيلة سنة من عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة؟
  10. معاريف :يوسي ملمان 29/9/2015 :قيود القوة
  11. هآرتس:  حيمي شليف: 29/9/2015: كابتن بوتين
  12. اسرائيل اليوم :الروس والإيرانيون في ثياب الملائكة
  13. موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي :الغرب انكسر وفتح أحضانه لروسيا
  14. لوفيغارو»  :هوبير فيدرين : القضاء على «داعش» ومستقبل سورية والعراق
  15. واشنطن بوست :آن أبلبوم : النفوذ البوتيني في سورية ... صُوَري
  16. لبيراسيون الفرنسية :ميشال آجييه :أزمة المهاجرين وأزمة الدولة - الأمة
  17. راديكال التركية :مراد يتكن :تركيا والبحث عن حلّ دولي للأزمة السوريّة
  18. يديعوت أحرونوت :محور القيصر: أوباما يتحدث.. بوتين يفعل
 
التليجراف: أى تحالف مع روسيا يجب أن يأخذ فى الاعتبار أبناء الطائفة السنية بسوريا
اليوم السابع
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية مقالا يرصد المفاوضات الجارية بالجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة حاليا بمدينة نيويورك للتوصل إلى حل بشأن الحرب الأهلية المستعرة بجنبات الدولة السورية منذ العام 2011، ولتنسيق الجهود بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التى وسعت نطاق تدخلها العسكرى لمناصرة نظام بشار الأسد. وكان الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" قد شدد على ضرورة تنحى الرئيس السورى "بشار الأسد" لما ارتكبه من جرائم فى حق الشعب السورى، وأن مسألة بقائه قد تكون ضرورة حالية لكنه من المستحيل العودة إلى وضع ما قبل العام 2011 بسوريا وبقاء الأسد ومساعديه بسدة الحكم، وهى رؤية متنافرة مع نظيرتها الروسية التى تتمسك ببقاء الأسد فى الحكم من أجل إنهاء الحرب الأهلية بسوريا. وكانت سوريا قد شهدت تدخلا عسكريا واسع النطاق من قبل حليفة بشار الأسد روسيا، وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد صرح بأن قواته متواجدة بسوريا لمحاربة الإرهاب، وهو المصطلح الذى يعتبره مقال التليجراف غير محدد وقد يشمل أى معارض لنظام بشار الأسد وليس فقط التنظيمات الأصولية مثل داعش التى تضم العديد من المقاتلين الروسيين وتنظيم جبهة النصرة. يرى المقال أن أى تدخل عسكرى أو تنسيق للجهود بين روسيا وقوى الغرب يجب أن يأخذ فى الاعتبار أبناء الطائفة السنية، وبالأخص القوة المعتدلة منهم، فمساندة بشار الأسد حليف ايران الشيعية قد يساء فهمه بين أبناء السنة الذين يعتقدوا أنهم يتعرضون لاضطهاد بسوريا، وقد يمثل ذلك فرصة ذهبية لداعش والنصرة لضم مزيد من المتطوعين والمقاتلين.
========================
"التايمز": سورية لم تعد أمة موجودة على الأرض
الغد
لندن ـ نشرت صحيفة "تايمز" اللندنية مقالا تحليليا لكاثرين فيليب بعنوان "ليس هناك أمة باقية لتحكم". وقالت كاتبة المقال إنه "من أكثر الألغاز" التي تحيط بأي مرحلة انتقالية سياسية في سورية هو السؤال التالي، لماذا المرحلة الانتقالية؟.
وأضافت كاتبة المقال أن "الحرب الأهلية الدائرة في سورية، أضحت عبارة عن ما مجموعه 4 إلى خمسة صراعات يتنافسون على مصالح وطنية واقليمية وجيو سياسية".
وأوضحت كاتبة المقال أن "المعارضة السنية المعتدلة ترى أن الأسد هو عدوها الأول ويطالبونه بإقالته من منصبه ويرفضون أن يحل مكانه رئيساً من الأقلية العلوية".
وأردفت أن "جبهة النصرة والجماعات الإسلامية الأخرى تقول إنهم يقاتلون من أجل قيام الدولة السورية الإسلامية"، أما تنظيم "داعش" فيذهب إلى أبعد من ذلك، لأنهم يريدون أن تصبح سورية جزءاً من "دولة الخلافة".
وأشارت إلى أن "السعودية وقطر يريدان إزاحة نظام موال للنظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وتشاركهم تركيا هذا الهدف مع سحق للأكراد على حدودها".
وختمت بالقول بأن "روسيا تعد قلقة على تأثيرها الممثل من خلال النظام السوري بشار الأسد في الوقت الذي استثمرت إيران الدم والأموال في دعمه"، مشيرة إلى أن "سورية لم تعد أمة موجودة على الأرض وفرصة عودتها لما كانت عليه في السابق، ضئيلة جدا".-(وكالات)
======================
الإندبندنت: لا أمل في موقف روسي أمريكي موحد حول سوريا
منال حميد: الخليج أونلاين
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إنه لا أمل في التقاء الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي على موقف موحد بخصوص سوريا، أو على أمور أخرى كثيرة، على الرغم مما أبداه أوباما من بعض المرونة بشأن الوقت المحدد لتنحية الأسد عن السلطة.
وترى الصحيفة أن التباين في مواقف الرجلين أثار سجالاً كلامياً واضحاً بعد أن ألقى بوتين أول خطاب له في الأمم المتحدة منذ عشر سنوات، حين تكلم مباشرة ودون حرج حول سجل أمريكا في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وليبيا، وتعهد باستصدار قرار من مجلس الأمن لتشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب، مشبهاً هذا التحالف بتلك القوى التي انضمت لقتال هتلر.
وتابعت الصحيفة: “كان متوقعاً رؤية هذه المواقف المتناقضة حول سوريا، التي بالتأكيد انتقلت إلى اللقاء المباشر بينهما الذي جرى مساء أمس (الاثنين)، وهذا أول لقاء بينهما منذ نحو عامين، وهي الفترة التي شهدت توترات عدة بدأت في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم”.
أوباما شدد في خطابه على أن الدول التي تتجنب الديمقراطية لحساب القمع محكوم عليها بالفشل، عارضاً ما نجحت به سياسته ودبلوماسيته من تحقيق الاتفاق النووي مع إيران، وأيضاً التقارب مع كوبا.
وفي إشارة بدت على أنها موجهة لبوتين، قال أوباما: “دعونا نتذكر كيف بدأ الصراع في سوريا، كان رد فعل الأسد على الاحتجاج السلمي بتصعيد القمع والقتل مما خلق بيئة صالحة للصراع الحالي”، معتبراً أن “قوى كبرى (في إشارة إلى روسيا) تجاهلت القواعد الدولية من خلال فرض إرادتها العسكرية”، وتابع: “ووفقاً لهذا المنطق فإننا يجب أن ندعم الطغاة مثل بشار الأسد الذي يسقط البراميل المتفجرة ويحصد أرواح المدنيين الأبرياء”.
بوتين سخر قبل موعد انعقاد الجمعية العمومية من محاولات واشنطن لتدريب المعارضة السورية، وذلك عبر عدة لقاءات تلفزيونية، معتبراً أن مثل هذه السياسة غير مجدية، وأن المعدات التي سلمت لهم تم تحويلها إلى الجماعات الإرهابية.
الاشتباك الكلامي بين أوباما وبوتين حول سوريا تحديداً، كان طاغياً على جلسات اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
الملمح الوحيد حول إمكانية وجود تفاهم حول سوريا هو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما قال إنه مستعد للعمل مع روسيا من أجل إنهاء الصراع في سوريا، ما دام أن الهدف هو “الانتقال المنظم” للسلطة، الذي من شأنه أن ينهي حكم الأسد، مشدداً على أنه لا يمكن القبول بالعودة إلى الوضع الراهن.
======================
الإندبندنت : تحرير" تدمر" من داعش سيصبح درسًا قاسيًا ومهينًا للغرب
الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 08:03 م
موقع المال
أيمن عزام
قالت صحيفة الإندبندنت إن نجاح  روسيا في تحرير مدينة تدمر الآثرية سيعد بمثابة درس قاس ومهين  للغرب، الذي ظل عاجزًا عن تحقيق نصر في سوريا والعراق خلال السنوات الأربع الماضية، وهو ما سيدفع روسيا  للتركيز على تحريرها خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأضافت الصحيفة أن روسيا ستحاول تحقيق انتصار رمزي في سوريا في بداية تدخلها في الحرب الدائرة هناك لرفع روحها المعنوية  وإثبات أن روسيا هي الملاذ الأخير لحل النزاعات في المنطقة، وذلك عن طريق استعادة مدينة تدمر من أيدي تنظيم داعش.
وأرسلت روسيا  مقاتلات  وصواريخ حديثة مضادة للدروع والدبابات الروسية طراز تي -90 المجهزة للقتال في المناطق الصحراوية، حيث تبعد واحدة من احدث القواعد الجوية السورية بمسافة لا تزيد عن 50 ميلًا من مدينة تدمر، بجانب أن الجيش السوري كان يخطط لأشهر عديدة لشن هجوم على المدينة لولا خوفه من إقبال التنظيم على تدمير المدينة، وقد تبددت هذه المخاوف بعد اقبال التنظيم على تدمير الكثير من آثار المدينة حتى قبل تعرضه لأي هجوم.
وتوقعت الصحيفة أن يبدأ شن الهجوم لتحرير المدينة من قبضة التنظيم خلال الأسابيع الثلاث القادمة قبل حلول فصل الشتاء.
 
======================
«واشنطن بوست»: بوتين وأوباما كلاهما مخطئين فيما يتعلق بسوريا
الميثاق
 "بوتين وأوباما كلاهما مخطئين فيما يتعلق بسوريا".. تحت هذا العنوان، انتقدت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها الموقف الروسي والأمريكي من الأزمة السورية والكلمة التي أدلى بها كلًا منهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين.
واستهلت "واشنطن بوست" افتتاحيتها، بأنه بعد نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات وطائرات بكل جرأة نيابة عن الديكتاتورية السورية، اعتلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين، داعيًا دول العالم إلى مشاركته في التحالف واسع النطاق لهزيمة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المشابهة عبر الشرق الأوسط.
وقالت مثل تحالف الحرب العالمية الثانية "ضد هتلر"، "سيُّوحِّد هذا التحالف الحكومات من جميع الأطياف: ديمقراطية وديكتاتورية وثيوقراطية على حد سواء"، مشيرة إلى أن بوتين أعاد إلى الأذهان الأيام الخوالي التي حافظ فيها "نظام يالطا" على السلام حول العالم.
وأضافت "الصحيفة" أن بوتين أسقط من حكايته الصغيرة حقيقة أن الولايات المتحدة وحلفائها لا يحاربون فقط ضد الفاشية بل ومن أجل الديمقراطية أيضًا، موضحة أن التحالف مع اتحاد ستالين السوفيتي كان "شر لابد منه"، وأن السلام الذي حفظه نظام يالطا، كان ضعيفًا ومقيدًا لحريات نصف أوروبا.
وتابعت أن بوتين "مخطئًا" في إلقاء لائمة جميع مشكلات سوريا والعالم على التدخل الغربي المؤيد للديمقراطية.
وعلى النقيض، صرح الرئيس أوباما في كلمته أمام الجميع العامة، أن عمليات القتل الجماعي بدأت في سوريا عندما سحق الأسد بوحشية ثورة سلمية مؤيدة للديمقراطية.
وأوضحت أن أوباما يفتقر إلى أي استراتيجية لدعم وجهة نظره أو لمواجهة بوتين، الذي يدعم كلماته بعرض قوة عسكرية هائلة وبناء تحالفات في سوريا والعراق وإيران.
وأشارت إلى أن أوباما فشل في توفير الدعم الكافي للثورة السورية قبل أن يستولي عليها المتطرفون، ثم وضع خط أحمر ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، مهددًا بغارات جوية قبل أن يتراجع مقابل وساطة روسية لاتفاق نزع أسلحة يبقي على الأسد في السلطة.
وفي الأمم المتحدة، يعرض أوباما الآن التعاون مع روسيا وإيران حول حل وسط بخصوص سوريا، هدفه "انتقال منظم" إلى حكومة ما بعد الأسد، وهو ما يتعارض مع المبادئ الروسية والإيرانية في حين لا ينتهك مبادئ واشنطن الخاصة، مختتمة افتتاحيتها بـ"بوتين على الأقل لديه خطة لسوريا، وبعد كل هذا الوقت، ليس لدى أوباما واحدة".
======================
مفاجأة "نيويورك تايمز": روسيا تدعم "داعش" بسوريا
المصريون
كتبت - جهان مصطفى الأربعاء, 30 سبتمبر 2015 00:59 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بينما يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهدف من تدخله العسكري في سوريا هو التصدي لتنظيم الدولة "داعش", إلا أن الحقيقة غير ذلك. وفجرت الصحيفة في تقرير لها في 28 سبتمبر مفاجأة مفادها أن محللين لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا أكدوا أن روسيا تنشر قواتها بسوريا في مواجهة المناطق, التي تسيطر عليها المعارضة السورية, بعيدا عن تلك الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، ما يعني أن القوات الروسية بهذه الحالة تدعم تنظيم الدولة. وتابعت الصحيفة أن بوتين بتدخله لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سحب البساط من تحت أقدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما والقادة الغربيين على المسرح الدولي، ما دفعهم لتغيير  سياساتهم لتتواءم مع الحقائق السياسية والعسكرية الجديدة, التي فرضتها روسيا في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط برمتها. وكانت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية نقلت خلال الأيام الماضية أنباء عن وصول قوات روسية إلى سوريا مزودة بعتاد عسكري ثقيل، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الاتصال بنظيره الروسي سيرجي لافروف لاستيضاح الأمر، مؤكدا أن خطوة كهذه تهدد بتفاقم الأزمة السورية. كما أكدت مصادر سورية مطلعة أن روسيا أرسلت العشرات من الخبراء والضباط إلى مدينة جبلة السورية الساحلية خلال الأسبوعين الماضيين، وأن روسيا تعتزم إقامة قاعدة عسكرية وجوية في مقر قيادة القوى البحرية بجبلة. وأكد العميد المنشق عن القوات البحرية السورية أحمد رحال النبأ، أن بارجة روسية رست في ميناء اللاذقية لعدم قدرة ميناء جبلة على استيعابها، وأنه تم نقل محتوياتها بشاحنات كبيرة مغطاة إلى جبلة ليلا. وقال العميد رحال لـ"الجزيرة" إنه "سبق لطائرات روسية أن نقلت عشرات العناصر إلى جبلة عن طريق مطار حميميم في القرداحة "مسقط رأس بشار الأسد" في أغسطس الماضي، كما نقلت سفينة سورية جنودا من روسيا خلال الفترة ذاتها. وفسر ذلك بأنه تحضير لإنشاء قاعدة عسكرية وجوية فيها، لافتا إلى أنها ليست الأولى، فهناك قاعدة طرطوس التي أنشئت عام 1982، كما أن خبراء وضباطا روسيين يشرفون على أغلب غرف العمليات العسكرية للنظام. وعن الهدف من زيادة الوجود الروسي في سوريا، قال رحال إنه يهدف إلى حماية المصالح الروسية هناك، وتعزيز قواتها في آخر موطئ قدم لها على البحر المتوسط. وأشار إلى أن الهدف الثاني هو "حماية الدولة العلوية التي تعتزم إقامتها لآل الأسد غرب نهر العاصي بعدما أيقنت أن النظام سيفقد سيطرته على الداخل السوري، فهي لن تقاتل تنظيم الدولة  وتدرك أن النظام لا يقاتله إلا إعلاميا". ولم يستبعد رحال أن تتولى القوات الروسية بشكل مباشر حماية الدولة المزمعة إقامتها في الساحل، مستشهدا بإقامة محطة رصد ومراقبة متطورة في مدينة صلنفة بإشراف روسي وإيراني، إضافة إلى زيادة عدد قواتها وعتادها في قاعدة طرطوس، وإشرافها المباشر على حركة الطيران في مطار حميميم. وكانت روسيا قد زودت النظام السوري بطائرات ميج31 حديثة في أغسطس الماضي، حيث وضعت في الخدمة على الفور، ورجح خبراء أن يكون طيارون روس هم من ينفذون الغارات الجوية بها على مواقع مقاتلي المعارضة، دون توجيه أي ضربة إلى تنظيم الدولة. وهذا ما أكده الطيار المنشق المقدم محمد السيد الذي أشار إلى أن الطيارين السوريين لم يتدربوا على استخدام هذا النوع من الطائرات, وقال لـ"الجزيرة" إن الخبراء والطيارين الروس كانوا يشرفون على طلعات الطيران السوري، "لكنهم اليوم دخلوا المعركة ضد الشعب مباشرة وقادوا الطائرات التي تقصفه بأنفسهم".  ونشر ناشطون سوريون صورا لعناصر قالوا إنهم من روسيا يشاركون في القتال ضمن جيش الأسد في معارك سهل الغاب وسط سوريا وحلب شمالا وريف اللاذقية غربا، وأكد الناشط الميداني هادي العبد الله ذلك على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك", كما أن المحلل السياسي الروسي فلاديمير أحمدوف لم ينف نية روسيا إقامة قاعدة عسكرية ثانية في جبلة, بعد قاعدة طرطوس.
======================
نيويورك تايمز: مستقبل الأسد يوسّع الهوة بين أوباما وبوتين
العربي الجديد
حظي لقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم أمس، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم ‏المتحدة، باهتمام إعلامي كبير، فقد وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بصدام حول الأزمة السورية بين أوباما وبوتين، مؤكدة ‏أن اللقاء رسّخ هوة الخلاف بين موسكو وواشنطن حول مستقبل بشار الأسد.
وقالت الصحيفة الأميركية إن بوتين دافع أمام أوباما عن الرئيس السوري بشار الأسد، وقدمه كمحارب للإرهاب ولتهديد "الدولة ‏الإسلامية" (داعش)، وذلك على الرغم من موقف البيت الأبيض المشدد على ضرورة رحيل الأسد؛ لأنه السبب الرئيسي في الأزمة ‏السورية ولا يمكن الوصول إلى حل سياسي للملف السوري بوجود الأسد.‏
ووصفت الصحيفة الأميركية اللقاء الذي جمع بين أوباما وبوتين بأنه كان بمثابة "لعبة شطرنج دبلوماسية، حيث كل طرف يحاول ‏أن يستدرج الآخر لساحته ويقنع الطرف المقابل بتغيير وجهة نظره"، مردفة بأن واشنطن كانت تأمل في أن يمكنها السماح بتواجد ‏عسكري روسي في سورية من إقناع موسكو بالتعاون لإيجاد مخرج للأسد ورحيله.‏
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن بوتين يسخر من واشنطن ومن العالم عندما يدعو إلى تكوين تحالف ‏دولي لمواجهة الإرهاب، مبرراً موقفه بأن الشغل الشاغل لموسكو هو تقوية حضورها في الشرق الأوسط وأن تجد سبباً لوضع ‏قوات عسكرية لها في قلب الشرق الأوسط.‏
وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أنه لا وجود لمؤشرات على أن اللقاء الذي جمع بين أوباما وبوتين قد ساهم في تقريب وجهات ‏النظر حول الأزمة السورية، خصوصاً نقطة الخلاف الرئيسية المتمثلة في مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.‏
وقال أندريو ويس، نائب رئيس معهد كارنيجي للسلام الدولي، في تصريحه إلى "نيويورك تايمز" إن الإدارة الأميركية كانت تأمل ‏في أن يسهم هذا اللقاء في العثور على وسيلة للتعاون مع موسكو لإيجاد مسار دبلوماسي للملف السوري، والتفاهم حول بعض ‏النقاط بما فيها فرض منطقة جوية آمنة فوق الأراضي السورية، مواصلاً بأن خريطة الطريق التي قدمها بوتين تعتبر جد ‏‏"ضبابية لأنها تتحدث عن تحالف دولي ضد الإرهاب بمشاركة بشار الأسد، وهذا لن يحل القضية السورية"، وفق تصريح الخبير ‏الأميركي.‏
وانتقدت الصحيفة الأميركية الموقف الروسي، لأنه لم يقدّم أي وصفة سياسية لحل المشكل السوري، باستثناء حديثه عن ضرورة ‏بقاء الأسد، وزادت بأن بوتين لم يقدّم أي توضيحات لأوباما حول القواعد العسكرية التي أنشأها في سورية وكيف سيتم استعمالها ‏في حال القضاء على "الدولة الإسلامية" (داعش).‏
======================
صحيفة لوسوار البلجيكية: بوتين يطمح بإعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي
بروكسل – عربي21
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015 02:40 م
حذرت صحيفة "لوسوار" البلجيكية من أن المهارة التي أظهرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الدفاع عن حليفه، رئيس النظام السوري بشار الأسد، يجب ألا تخدع الغرب، قائلة: "يعرف كبار القادة في هذا العالم، ألا وجود لحل جيد في سوريا، لذلك فهم كلهم يدافعون عن مصالحهم مهما كلفهم ذلك".
وفي مقالها الافتتاحي، أكدت الصحيفة أن اقتراح بوتين تشكيل تحالف موسع لمحاربة ما يعرف بتنظيم الدولة، لا ينطلق في الحقيقة إلا من طموحاته الرامية إلى إعادة "أمجاد" الاتحاد السوفييتي السابق.
وبحسب ما نقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء، رأت "لوسوار" أن طموحات بوتين تمر عبر سوريا وبشكل خاص عبر دعم "الديكتاتور" بشار الأسد، في الوقت الذي لا يزال فيه الغرب يتلمس طريقه بشأن هذا الأخير، لكن الغرب بات يعرف، أن الواقع والواقعية تقتضي التعامل بشكل ما مع الرئيس السوري، لكن المشكلة تكمن في أن هذا الشخص يشكل جزءا من المشكلة أكثر من كونه جزءا من الحل.
وتابعت: "يجد الأوروبيون أنفسهم أمام إشكالية كبيرة، فهم يعرفون أن عليهم التعامل مع حلفاء أساسيين للأسد مثل إيران و روسيا، ولكنهم في الوقت ذاته على قناعة بأن التعاون مع الأسد، سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان تنظيم الدولة".
وأكدت الصحيفة أن على العالم التعامل حاليا مع التنظيم بوصفه نتيجة المشكلة والنظام السوري بوصفه أساسها، "وهو أمر يسهل قوله لا فعله".
======================
لوموند: ما حصيلة سنة من عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة؟
عربي 21- مروان مسلم
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015 08:42 م
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا عرضت فيه حصيلة عام كامل من العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وقيمت أداء القوات العراقية في مواجهة التنظيم، ومدى فعالية الدعم العسكري الأمريكي للفصائل السورية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة يمتلك حاليا قوة بشرية تتراوح بين 100 و125 ألف مقاتل، منتشرين بين العراق وسوريا، من بينهم 15 ألف مقاتل أجنبي. ويتواجد أغلب المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، فيما يقدر عدد المقاتلين الفرنسيين بحوالي 800 عنصر، يضطلعون هناك بمهام مختلفة، منها الإدارية والمالية والإعلامية، كما يشرفون على عمليات الاستقطاب والتجنيد.
وذكّرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة بدأت حملة عسكرية في 8 آب/ أغسطس 2014 في المنطقة، بطلب من الحكومة العراقية، ليتشكل في أيلول من العام ذاته، تحالف واسع ضد تنظيم الدولة يضم 60 بلدا، من أهمها فرنسا وبريطانيا العظمى وبلجيكا وهولندا وأستراليا والدنمرك وكندا.

وأضافت أن القوات الأمريكية قامت بتوسيع عملياتها في الـ23 من أيلول/ سبتمبر 2014، لتشمل الأراضي السورية. واستهدفت الضربات الأمريكية معاقل تنظيم الدولة وتنظيم "خراسان" المقرب من القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولا عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات وقطر والبحرين، أوقفت مشاركتها في هذا التحالف، وتعللت بانشغالها بالعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، ضد الحوثيين في اليمن.
وذكرت الصحيفة أن كندا انضمت إلى الحملة الدولية في شهر نيسان/ أبريل الماضي، وتلتها لاحقا تركيا، التي استهدفت معاقل تنظيم الدولة والمليشيات الكردية. ثم أعلنت بريطانيا في شهر أيلول/ سبتمبر أنها "وجهت ضربات جوية دقيقة، ضد مواقع لتنظيم الدولة تمثل تهديدا لمصالحها وأمنها".
وقالت الصحيفة إن آخر المعطيات تشير إلى أن التحالف شن 7085 ضربة جوية خلال 415 يوما، منها 506 ضربة في العراق، و2579 ضربة على الأراضي السورية.
ولاحظت أن الدعم العسكري الذي توفره الولايات المتحدة للفصائل السورية يعتبر شحيحا ومحدودا، وهو أمر يعلله الأمريكيون بصعوبة التمييز بين المعتدلين والمتطرفين وسط عدد كبير من الفصائل المسلحة.
وقال التقرير إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في ربيع العام الجاري برنامج تدريب وتجهيز للثوار السوريين في معسكرات في تركيا، بغرض إعدادهم لمجابهة تنظيم الدولة، وذلك على غرار مشروع مماثل أطلق سابقا في الأردن لتدريب ثوار الجبهة الجنوبية في سوريا.
وقالت الصحيفة إن الجنرال لويد ج.أوستن، قائد القيادة المركزية الأمريكية، اعترف بأن أربعة أو خمسة مقاتلين ممن دربتهم أمريكا يقاتلون الآن على الأرض، من أصل 75 مقاتلا تلقوا تدريبات على يد الأمريكيين، وهو رقم يبتعد كثيرا عن الهدف المعلن سابقا لتدريب 15 ألفا خلال ثلاث سنوات، وهو ما يعد فشلا ذريعا، بحسب الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن التحالف الدولي قتل أكثر من 15 ألف مقاتل من تنظيم الدولة منذ بداية الحملة الدولية، كما تم اغتيال 19 من أصل 43 قياديا بارزا في التنظيم.
ورغم مسارعة تنظيم الدولة بتعويض القتلى بقيادات جديدة، فإن المراقبين يرجحون أنه لا يمتلك مخزونا كبيرا من القيادات المؤثرة والقوية، التي سبق أن خاضت تجربة "جهادية" طويلة، مثل قيادات تنظيم القاعدة.
ولاحظت الصحيفة أن ضربات التحالف الدولي منعت تنظيم الدولة من التوسع على حساب إقليم كردستان العراق، ولكنه في المقابل يسيطر حاليا على منطقتي الموصل وسنجار.
وقد تم مؤخرا دحر مقاتلي التنظيم من محافظتي صلاح الدين وديالى، بعد أن سيطروا على هذه المناطق التي تبعد 100 كيلومتر شمال العاصمة بغداد، منذ حزيران/ يونيو 2014.
وذكرت الصحيفة أن القوات العراقية تواجه صعوبات كبيرة في مواجهة تنظيم الدولة، رغم الدعم الأمريكي الكبير لها، إذ لم تتقدم شبرا واحدا في منطقة بيجي، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال بغداد، منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي، بعد أن قامت سابقا بتحرير تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين.
ومنيت القوات العراقية بانتكاسة كبيرة في منطقة الأنبار السنية، في شهر أيار/ مايو الماضي، بعد أن سيطر تنظيم الدولة على الرمادي، مركز المحافظة.
وقالت الصحيفة إن وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من قوات التحالف الدولي، قد تمكنت من دحر تنظيم الدولة من عين العرب (كوباني) وتل أبيض ومناطق في سوريا متاخمة للحدود التركية.
وذكرت أن مسلحي تنظيم الدولة يستمرون في التوسع نحو دير الزور، شرقا، حيث تدور معارك مع قوات النظام السوري، كما يحاول التنظيم التوسع في محافظة حلب باتجاه الحدود التركية، وجنوب دمشق، إضافة إلى محيط تدمر التي سقطت بيد التنظيم في أيار/ مايو الماضي.
وفي الختام، حذرت الصحيفة من أن التوسع المتواصل لتنظيم الدولة، يشكل تهديدا لفصائل المعارضة، لأن هذه الفصائل تعاني من الإنهاك والتشتت بسبب مواجهتها لتنظيم الدولة وقوات بشار الأسد في آن واحد.
======================
معاريف :يوسي ملمان 29/9/2015 :قيود القوة
القدس العربي
تم لقاء الرئيس الروسي بوتين مع نتنياهو على خلفية ازدياد التدخل العسكري الروسي في سوريا. وفي المعسكر الجوي الذي تبنيه روسيا بالقرب من اللاذقية شمال الدولة شوهدت حتى الآن 28 طائرة حربية، ومن المشكوك فيه أن تنجح الزيارة في تغيير السياسة الروسية في سوريا عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا.
في اللقاءات السابقة بين رؤساء روسيا ورؤساء حكومات إسرائيل كان هناك حديث دائم: إسرائيل تستعرض قلقها من بيع السلاح الروسي المتطور (طائرات، صواريخ، مضادات، سلاح للدفاع الجوي) إلى سوريا وإيران. ومن خلالهما يذهب إلى حزب الله. ويتم تأكيد القلق بالمعلومات الاستخبارية التي يتم عرضها في اللقاءات. الروس من جهتهم ينفون بأن السلاح يصل إلى حزب الله. واذا حصل الامر فانه على عكس معرفتهم وموقفهم، ويعدون بفحص الشكوى الإسرائيلية.
عند عودة رؤساء الحكومات لإسرائيل يتفاخرون علنا بأن الزيارة قد حققت أهدافها. وان الروس قد اقتنعوا بمصداقية الادعاءات الإسرائيلية.
هذا حصل ايضا هذا الاسبوع: بنيامين نتنياهو ورئيس الاركان غادي آيزنكوت الذي انضم للزيارة والتقى مع نظيره الجنرال فاليري جارسيموف حيث اتفق على انشاء لجنة برئاسة نائبيهما وتناقش خلال اسبوعين في اقامة هيئة تنسيق لمنع الصدام بين الجيشين في سوريا. ويشار إلى أنه لا يوجد اتفاق مع الروس يوجد تفاهم بأن يتم التحاور في محاولة للتوصل إلى هذا التنسيق.
لكن تجربة الماضي تؤكد ان هكذا تفاهم يتلاشى خلال وقت قصير، روسيا تبيه أو تؤخر بيع السلاح بناء على مصالحها. هكذا حصل في صفقة بيع اجهزة دفاع وصواريخ اس 300 لإيران. تم توقيع الاتفاق وبعد ذلك تجمد لعدة سنوات. والان وبعد توقيع الاتفاق النووي اعلنت روسيا انها ستحترم هذا الاتفاق.
من اجل تأكيد اهمية الزيارة قام نتنياهو بضم رئيس الاركان ورئيس الاستخبارات العسكرية للزيارة الجنرال هرتسي هليفي، بالاضافة إلى وجود المستشار الخاص للامن القومي يوسي كوهين الذي سيعلن عنه بعد الاعياد رئيس الموساد القادم.
شارك هليفي وايزنكوت في اللقاء مع بوتين لكنهما لم يتحدثا كثيرا، وفي اللقاءات مع نظرائهما استعرضا صورة الوضع في سوريا كما تراها إسرائيل.
إسرائيل قلقة من ارسال السلاح إلى إيران ومنها إلى سوريا وحزب الله، والتقديرات هي أنه وصلت إلى ايدي حزب الله في السنوات الاخيرة صواريخ شاطيء ـ بحر من صنع روسيا. وقلق آخر لدى إسرائيل يتركز في جهود إيران التي تستمر منذ عام بمساعدة حزب الله على اقامة شبكات إرهاب في الجولان السوري، هذه المحاولات افشلت حتى الان من خلال الهجمات المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي حيث قتل جنرال إيراني وقادة رفيعي المستوى في حزب الله (منهم جهاد مغنية) ونشطاء آخرين.
وفوق كل شيء يحلق التخوف الإسرائيلي من ان استمرار التواجد الروسي في سوريا من خلال طائرات حربية، دبابات، سفن، وحدات خاصة، اجهزة دفاع جوية) كل هذا سيقلص هامش المناورة للجيش الإسرائيلي عموما وسلاح الجو خصوصا، في الشمال.
لا تريد إسرائيل التدخل في الحرب الاهلية في سوريا بل على العكس، وقد يبدو الامر في شدة البشاعة واللااخلاقية حيث ان استمرار الحرب يعزز من التفوق الإسرائيلي العسكري في المنطقة ويضعف من قدرة حزب الله وإيران اللذان ينزفان في ساحة المعركة. ومع ذلك فقد تدخلت إسرائيل في الحرب بين حين وآخر وكلما اعتقدت ان مصالحها الأمنية تتطلب هذا التدخل.
هذه المصالح كما جاءت على لسان وزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الاركان ايزنكوت هي منع وصول السلاح الجديد إلى حزب الله، واجهاض عمليات ضد إسرائيل، وبذل الجهود من اجل عدم الحاق الضرر بالطائفة الدرزية في سوريا.
خلال سنوات وقبل الحرب الاهلية في سوريا عملت طائرات سلاح الجو بدون معوقات في سماء سوريا، وفي العقد الاخير قصف سلاح الجو بشكل علني اهداف إرهابية، وكانت تقارير تحدثت عن تحليق فوق قصر بشار الاسد في دمشق، ووصلت المسألة إلى ذروتها عند تدمير المفاعل النووي في 2007 وهذا الامر منسوب لسلاح الجو الإسرائيلي. منذ اندلاع الحرب الاهلية ازدادت حسب التقارير الاجنبية الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا وكانت هناك 10 هجمات ضد قوافل سلاح في طريقها إلى حزب الله.
تحرك سلاح الجو الإسرائيلي كلما توفرت معلومات استخبارية دون الحاجة إلى التنسيق مع أي جهة.
من الآن فصاعدا ستضطر إسرائيل إلى تنسيق خطواتها مع روسيا. لذلك كان هدف زيارة نتنياهو اضافة إلى توضيح مواقف ومصالح إسرائيل، الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلية، والحصول على موافقة أو تفهم روسيا، سواء بشكل واضح أو بالصمت واقامة جهاز تنسيق يقلص خطر الاحتكاك بين الطائرات الإسرائيلية وطائرات سلاح الجو الروسي.
جهاز كهذا يستطيع العمل من خلال خطوط هواتف مباشرة ذكية أو حمراء تقوم بوصل القيادة لدى الطرفين. احتمال آخر هو الاتفاق على أن تقوم طائرات سلاح الجو بارسال اشارات تضامن لسلاح الجو الثاني وبالعكس.
لكن مشكلة إسرائيل ليست طريقة التنسيق بل جوهرية اكثر. الامر الذي يهم إسرائيل هو هل يمكن الوصول إلى تفاهمات مع روسيا حول تقسيم سماء سوريا إلى مناطق تأثير ونشاط. إسرائيل تريد من روسيا ان لا تتدخل في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، وفي العمليات التي تقوم بها. إسرائيل من جهتها تتعهد بعدم الاقتراب من شمال الدولة حيث تقيم روسيا المعسكر الاكبر لها في سوريا.
لكن مشكوك فيه التوصل إلى هذا المستوى من التنسيق. إن موافقة بوتين علنا على اقامة جهاز تنسيق هي مثابة اعتراف منه بحق إسرائيل في العمل في سماء سوريا. وكمن يؤيد استمرار نظام الاسد ـ فان التدخل الروسي الجديد يهدف إلى منع معيار النظام في دمشق ـ سيعارض بوتين أي تجاوز لإسرائيل أو أي دولة اخرى لسيادة حليفه. وبالتأكيد فان إسرائيل لن تستطيع الطيران في سماء دمشق.
من خلال الذهاب إلى موسكو تم تقييد حرية العمل الإسرائيلية. مرة اخرى (في المرة الاولى حصل هذا مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق النووي) وإسرائيل تتعلم القيود على قوتها العسكرية حيث تقف امامها قوة عظمى عالمية لديها مصالح واضحة في الشرق الاوسط، وكل ذلك افضل من التعرض لخطر المواجهة على ارض الحليفة الوحيدة لروسيا في المنطقة.
باختصار، حتى وان تحققت تفاهمات من وراء الكواليس فمن الواضح ان حرية العمل التي تمتعت بها إسرائيل في سوريا لسنوات ستتقلص.
ومع ذلك، يجب رؤية الجانب الايجابي. فان تدخل روسيا العميق في سوريا قد يكون على حساب تأثير إيران في النظام السوري. رغم أنه من الصعب معرفة اعتبارات بوتين، واضح أن احد اسباب قراره لزيادة تواجده العسكري ينبع من خيبة أمله من إيران وحزب الله. حيث لا تستطيعان الدفاع عن نظام الاسد.
نظرا لأن تفاصيل النقاش بين نتنياهو وبوتين لم تنشر، وبناء على لقاءات سابقة بين رؤساء حكومات إسرائيلية وبين الرئيس الروسي، أعطي نفسي الحق في تصور كيف كانت المحادثات.
بوتين: مرحبا سيدي رئيس الحكومة. اهلا وسهلا بك في هذه الزيارة القصيرة لروسيا. هذه هي زيارتك الرابعة، أهذا صحيح؟
نتنياهو: الخامسة، سيدي الرئيس. من دواعي سروري أن اكون هنا وشكرا لاستجابتك السريعة لطلب لقائك.
بوتين: كيف حال زوجتك المحببة؟ سفارتنا في تل ابيب قالت إنها تبدو بشكل ممتاز حسب صورها في التلفاز.
بنيامين: نعم. شكرا سيدي الرئيس.
بوتين: نادني فلادمير.
نتنياهو: جميعهم ينادونني بيبي. سارة تبعث لك تحياتها وتأسف لعدم قدرتها على المجيء. وكما قلت لك إنها عالمة نفس تربوية وهي منشغلة بافتتاح السنة الدراسية.
بوتين: لدينا ايضا بدأت السنة الدراسية، وكما ترى الجو ممتاز رغم أننا نتهيأ لشتائنا الاصعب.
نتنياهو: فلادمير أنا أحب التاريخ، ومن مثلي يعرف أن الشتاء يمنح روسيا قوتها، كما تعلم نابليون وهتلر على جلودهما. لكن ليس الشتاء فقط هو الذي يمنحكم القوة. نحن كدولة صغيرة تحارب من اجل وجودها نفهم ونقدر ونحترم قوة روسيا وحول ذلك جئت للتحدث معك.
بوتين: تفضل.
نتنياهو: احضرت معي رئيس الاركان، الجنرال غادي آيزنكوت، ورئيس الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي. الاثنان مقاتلان ساطعان.
بوتين: نعم سمعت عنكما. قال لي رجال الجيش هنا إنهم يقدرونكما.
نتنياهو: بعد اذنك فلادمير سأعطيهما مجال الحديث لاستعراض الوضع، وأنا أعد بعدم تجاوز المدة الزمنية التي حددناها للقاء.
بوتين (ينظر في الساعة): لدينا وقت. لست مقيدا بالوقت. واذا اضطررت اؤجل اللقاء مع حاكم فلاديفستوك الذي ينتظرني. بيني وبينكم أنا لا أحتمله.
نتنياهو (يضحك بصوت مرتفع): لدي ايضا قائمة من الاشخاص الذين لا أحتملهم، لكنني لا اتجرأ على قول ذلك. هذا هو الفرق بين رئيس دولة عظمى ورئيس حكومة دولة صغيرة. جئنا اليك لنستمع منك حول خططكم في سوريا وتأثيرات خطوات روسيا علينا.
بوتين: خططنا واضحة وقد اعلنا عنها. لا يوجد لدينا ما نخفيه. مجانين «داعش» هم خطر على كل العالم. عليكم وعلينا. يجب القضاء عليهم. نحن نعتقد ان الاسد يحاربهم ولذلك نؤيده. الدول المتفككة هي خطر على الاستقرار. الاسد وجيشه ضعفاء ولا يهددونكم.
نتنياهو: أنا اوافق. لا توجد لدينا مشكلة مع الاسد. بعد غد سيحتفل الشعب اليهودي باليوم الاكثر قداسة ـ يوم الغفران. قبل 42 سنة كانت حرب صعبة بيننا وبين مصر وسوريا. الرئيس السادات وقع معنا اتفاق سلام. حافظ الاسد، والد بشار، رفض لكنه حافظ على اتفاق فصل القوات. والحدود بيننا وبين سوريا كانت هادئة دائما. الآن ايضا هناك اهتمام بالهدوء على الحدود. نحن لا نتدخل في الحرب الاهلية. كل ما نريده هو ضمان الهدوء على حدودنا.
بوتين: استطيع أن اعدك بأن روسيا تصرفت وستتصرف دائما بمسؤولية في سوريا وفي الشرق الاوسط، ونحن نفهم ايضا مخاوفكم الامنية. اقترح أن يقول جنرالاتكم ما لديهم في اللقاءات مع نظرائهم.
نتنياهو: جيد، ومع ذلك اطلب أن يقدم رئيس الاستخبارات العسكرية بعض التفاصيل. هرتسي تفضل.
هليفي: لا حاجة للقول إلى أي حد الوضع في الشرق الاوسط معقد وصعب، لذلك سأركز على عدد من النقاط. حسب معلوماتنا فان إيران والاسد يستمرون في نقل السلاح المتقدم جدا بما في ذلك صواريخ ارض ـ ارض بعيدة المدى إلى حزب الله، الذي لديه الآن 100 ألف صاروخ وقذائف موجهة نحو إسرائيل. وسلاح من صنع روسي يصل بين الفينة والاخرى لحزب الله مثل صواريخ يحونت التي تهدد مخازن الغاز لدينا في البحر المتوسط.
وهناك نقطة اخرى. إيران تحاول في السنة الاخيرة تنفيذ الإرهاب ضدنا من الجولان ولدينا أدلة واضحة على التدخل الإيراني ونستطيع ايصالها لكم.
نتنياهو: شكرا جزيلا لهرتسي. والان اطلب من رئيس الاركان الحديث بشكل مختصر. غادي تفضل.
آيزنكوت: سيدي الرئيس، سيدي رئيس الحكومة. مهمة الجيش الإسرائيلي هي الدفاع عن إسرائيل.
وكجندي عاصر الحروب فأنا اعرف الثمن، لهذا لا نريد الحرب ـ نريد فقط الحفاظ على امننا القومي. الجيش الإسرائيلي وأنا شخصيا نحترم جدا الجيش الروسي ونحترم قدراته. لذلك يجب بذل كل الجهود لمنع حوادث قد تؤدي إلى احتكاك لا حاجة له بيننا. قمت بتحضير عدة نقاط لاقامة هيئة تنسيق بين الدولتين وسأفسر ذلك للجنرال كراسنوف، رئيس الاركان الروسي.
بوتين: شكرا جزيلا، أطلب التأكيد على أن الجيش السوري لا يمكنه فتح جبهة جديدة ضدكم. هدفنا الاساسي هو الدفاع عن الدولة السورية. عندما يعود السلام إلى سوريا لن تكون حاجة لجنودنا. سيدي رئيس الحكومة، اقترح ان يقوم ايزنكوت بنقل الوثيقة إلى هيئة الاركان العامة وهم سيتحدثون معكم مباشرة.
نتنياهو: جيد جدا. شكرا على النقاش وسنبقى على اتصال.
بوتين: ابلغ تحياتي لايفيت فأنا احترمه جدا، ومن المؤسف أنه ليس في الحكومة. لقد كان وزير خارجية ممتاز.
نتنياهو: أنا ايضا اعتقد ذلك. كنت أريد رؤيته إلى جانبي في الكابنت عند اتخاذ القرارات الصعبة كل يوم. إذا كان لديك تأثير عليه فأقنعه.
بوتين: يفضل أن تتحدث مع لوكشنكو، فهما صديقين. بيبي قبل ذهابك، حضرت لك هدية صغيرة. أعرف انه كانت لكم في السابق مشكلة مع الهدايا، لكن هذه هدية متواضعة (قدم لنتنياهو زجاجة مغلفة)، هذه فودكا فاخرة. انتم تشربون احيانا. هذا صحيح؟.
نتنياهو: أنا لا اشرب
بوتين: أبلغ تحياتي لسارة.
 
صحف عبرية
======================
هآرتس:  حيمي شليف: 29/9/2015: كابتن بوتين
خرج بوتين من الأمم المتحدة رجلاً لاغم توقعات بتورطه في المستنقع الإقليمي
حيمي شليف
القدس العربي
بعد غد، عندما يسمع رئيس الوزراء صوته في الجمعية العمومية للامم المتحدة ضد آيات الله من طهران والاتفاق النووي الفظيع الذي وقع معهم، سيتخذ بالضرورة صورة رجل الامس. ففي أعقاب الاتفاق وبرعاية روسيا، اصبحت إيران الان محورا مركزيا في الصراع المتبلور ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي احتل الحصرية كعدو الانسانية. وقد أوضح الرئيس فلاديمير بوتين ذلك جيدا في خطابه أمس، حين أخذ فصلا من خطابية نتنياهو وقضى بان الإرهابيين، وليس الإيرانيين، هم النازيون ابناء زمننا.
هذه هي المنصة التي من خلالها اصبح بوتين، مع دهاء بنيوي واحساس رائع بالتوقيت، نجم الجمعية العمومية. فقد شخص الخوف والرعب الذي سيطر على الغرب لمشهد اللاجئين الذين يدقون بوابات اوروبا، استغل رفض الولايات المتحدة التورط من جديد في الشرق الاوسط وعين نفسه رئيس معسكر الاخيار في كفاحه ضد الاشرار. وحتى لو كان الحديث يدور عن محاولة لصرف الانتباه عن اخفاقاته في الداخل كما يقول الخبراء، وحتى لو كان سيتورط في المستنقع الاقليمي، كما يقدر المحللون، فانه خرج أمس، في نيويورك، رجل رجل.
ليس صدفة ان تكبد بوتين عناء الثناء على مؤتمر يالطا الذي أرسيت فيه آخر الاسس لمنظمة الأمم المتحدة، التي تحتفل بيوم ميلادها السبعين ـ وليس فقط كلذعة في أنه عقد في شبه جزيرة القرم موضع الخلاف. في المؤتمر، الذي عقد في شباط 1945، تنافس فرنكلين روزفلت الذي ينازع الموت وونستون تشرتشل، مستنزف القوى مع الطاغية جوزيف ستالين، الذي كان في ذروة قوته في اعقاب الانتصار السوفييتي على النازيين. وقد أملى ستالين في حينه على الغرب شروط التسويات ما بعد الحرب وشق الطريق لاستعباد شرق اوروبا؛ وهكذا اصبح نموذجا يتطلع بوتين ومعجبوه لمحاكاته.
في الظروف غير السهلة هذه قرر الرئيس أوباما تبني المبدأ الذي بموجبه خير الدفاع هو الهجوم، وربما ايضا التعليمات الشهيرة التي أملاها على نفسه موشيه سنيه الراحل في احد الخطابات التي اضطر فيها للدفاع عن سياسة التجلد للهغناة في عهد قيام الدولة: «اذا كانت حجتك ضعيفة، فارفع صوتك».
وقد هاجم أوباما بحدة، حتى وان لم يكن دوما بشكل مباشر، خطوات بوتين في سوريا وفي اوكرانيا، استعرض انجازاته السياسية مع إيران وفي المصالحة مع كوبا واغدق المدائح على الاتفاقات الدولية، الخطوات الدبلوماسية وقوة الديمقراطية. فالانظمة التي تخاف مواطنيها، قضى أوباما، في غمزة لبوتين ايضا، نهايتها الانهيار.
أوباما بالتأكيد فوجيء في الاسابيع الاخيرة بالسرعة والحزم لخطوات بوتين: تواجده العسكري المعزز في سوريا، الاتفاق الاستخباري الذي وقعه مع العراق، المحادثات التي اجراها على ما يبدو خلف الكواليس مع إيران وربما ايضا المبادرة التي عرضها امس لاقامة محفل مشابه لدول P5+1ليدير من الان فصاعدا الكفاح ضد الدولة الإسلامية، مثلما أدار محادثات النووي مع إيران. أما أوباما فواصل المطالبة باسقاط بشار الاسد، ولكن في «انتقال مرتب»، الصيغة التي يمكن ان يتعايش معها بوتين والرئيس روحاني على حد سواء. وفي صالح بوتين يقال انه وضع حدا لانفصام الشخصية الذي ميز حتى الان نهج الغرب ويمكن صياغته بعبارة اخرى بالصياغات التي وضعها بن غوريون ورابين: نقاتل ضد الدولة الإسلامية حتى لو كان الامر يخدم مصالح الاسد ونقوض حكم الاسد حتى لو كان من شأن ذلك أن يؤدي إلى انتصار الدولة الإسلامية. من الان فصاعدا، ستدار المعركة على الدور وليس بالتوازي: بداية الدولة الإسلامية وفقط بعد ذلك، إذا كان على الاطلاق، نظام الاسد.
من ناحية إسرائيل ونتنياهو، فان الواقع كفيل بان يتغير حتى في ظل سفر رئيس الوزراء إلى نيويورك مساء غد. فقد اختار بوتين ان يربط نفسه أولا وقبل كل شيء مع المحور الشيعي الذي يتحرك من طهران عبر بغداد، دمشق وربما بيروت ايضا. ويدحض الامر بقدر ما اقوال اولئك الذين يتبنون «اعادة انتشار» إسرائيل في المنطقة، ولكنه لا بد أقلق ايضا الدول السنية التي تقف جانبا على رأسها السعودية، التي تتدهور نحو مواجهة جديدة مع طهران حول مئات القتلى الإيرانيين في المصيبة في مكة. ويخلق الامر فراغا كفيل ان يدخل فيه أوباما ويوسع الامكانيات للتعاون خلف الكواليس مع إسرائيل.
دليل قاطع آخر على الثورة التي تجري من حولنا يمكن أن نجده بالذات في الاقوال التي لم يقلها أوباما. فلاول مرة منذ سنوات عديدة، لم تذكر إسرائيل ونزاعها مع الفلسطينيين ولا حتى بكلمة واحدة. ويعكس الامر سلم الاولويات الجديد للادارة الأمريكية في الشرق الاوسط، وربما ايضا يؤشر إلى ان أوباما لا ينوي التورط مرة اخرى مع اليهود. لقد درج الإعلام الإسرائيلي على الشكوى من الاهمية المبالغ فيها التي يوليها الغرب للنزاع؛ ولنرى الان كيف سترد حين تكون حجتها قد اخذ بها وشؤونها دحرت إلى الزاوية.
======================
اسرائيل اليوم :الروس والإيرانيون في ثياب الملائكة
بوعز بسموت
SEPTEMBER 29, 2015
القدس العربي
الوضع المعقد في الشرق الاوسط عموما، وفي سوريا تحديدا، دفع أمس رؤساء روسيا وإيران إلى طرح ادعاءات واقتراحات أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة، كان يمكن أن تكون مُسلية لو لم تكن المرحلة هي مرحلة «داعش» ـ بوتين وروحاني يحاولان الظهور بصورة الصدّيقين.
بوتين مثلا يعتقد أنه ليس هناك مستقبل لسوريا من غير الاسد (نعم، المسؤول عن موت 250 ألف انسان من أبناء شعبه) لأنه «الوحيد الذي يحارب «داعش». أما روحاني الذي يمثل إيران، فيعتقد أن أي دولة لا يجب عليها «استخدام الإرهاب للتدخل في شؤون دولة اخرى». في هذه النقطة يجب التذكير أن الحديث عن خطابين كانا أمس في الجمعية العمومية للامم المتحدة وليس في برنامج ساخر جديد يسمى «وضع العالم».
الواقع الصعب الذي تعيشه منطقتنا الآن يسمح لهذين الرئيسين بتطبيق هذه التصريحات. تنظيم «داعش» الآخذ بالازدياد (الذي يقف في وجهه تحالف من 62 دولة وجماعات متمردة معتدلة) يمنح روسيا وإيران الفرصة لتحسين مكانتهما في المجتمع الدولي.
بالنسبة للروس هذه فرصة لطمس موضوع اوكرانيا وضم القرم، أما بالنسبة لإيران فهي طريقة جيدة لاخفاء 35 سنة من تصدير الإرهاب الاكثر نجاحا في العالم. بصدق، إن وجود «داعش» جيد.
بوتين التقى أمس مع أوباما ليوضح له أن هدف وجوده في سوريا هو محاربة «داعش». وقال له ايضا إنه من اجل اعمار سوريا ومؤسساتها يجب اعمار نظام الاسد.
وقد صدق أوباما عندما قال في خطابه أمس إنه لا يجب أن يكون مستقبل سياسي للاسد في سوريا الجديدة. إلا أن أمرين يشوشان على تصريحاته. أولا، سيدي الرئيس، سوريا لم تعد موجودة فعليا؛ ثانيا، الجميع يتحدثون عن فترة انتقالية لاعمار جزء من سوريا يكون الاسد جزء منها، ومن يعرف كم من السنين سيستمر ذلك.
ربما كان أوباما لا يريد الاسد، لكنه فعليا سيحصل على سوريا برئاسة الاسد برعاية بوتين وروحاني. لأن الرئيس عاد وأعلن أمس أن الولايات المتحدة لا يمكنها وحدها حل الازمات، ويمكنه القول ايضا: كم من الجيد أنه توجد إيران وروسيا. «وضع العالم».
اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة 2015 هو الاجتماع قبل الأخير للرئيس أوباما الذي حاول أمس تقديم إرثه. يجب الاعتراف أنه مواظب ويستمر في التمسك بنظريته، ايضا بعد أحداث كثيرة هو مسؤول عنها شخصيا.
لا شك أن أمس كان يوم إيران وروسيا. أولا، الحملة الكبيرة لبوتين: روسيا التي استُبعدت من الـ جي 8 بسبب ضم القرم، تحولت فجأة إلى أمل العالم الجديد في الحرب ضد «داعش».
أما إيران التي تحظى بدعم الاتفاق النووي والتعاون مع الولايات المتحدة في العراق ضد «داعش»، فهي تتحدث عن نظام عالمي جديد «برعاية الاتفاق النووي»، حسب روحاني.
وماذا عنا في هذه الديسة؟ روحاني، إيران المختلفة، يعتقد أن «جذور الإرهاب هي في النظام الصهيوني». لكنه لم يفصل إذا كان يجب مهاجمة إسرائيل أم «داعش» أولا.
الحل؟ قد يكون في اجتماع 2016.
 
إسرائيل اليوم 29/9/2015
 
بوعز بسموت
======================
موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي :الغرب انكسر وفتح أحضانه لروسيا
ألكسندر غولتس
الحياة
 لا مناص من الاقرار بأن موسكو، في الأيام الأخيرة، حققت انجازات في مناورات ديبلوماسية. وأوجه الشبه كبيرة بين السياسة الدولية، في أوقات الشدّة، وبين لعبة «يخسر من يفقد توازنه أولاً»، ويبدو أن الغرب هو من فقد توازنه في الأزمة السورية. وفي الأسابيع القليلة الماضية، وجهت واشنطن تحذيرات صارمة الى روسيا، التي بحسب تقارير صحافية، تزيد وتيرة انتشارها العسكري في سورية. والتحذيرات الأميركية في محلها. فتحليق القوات الروسية وقوات التحالف الغربي في المجال الجوي السوري في آن واحد، خطر. والرد الروسي على التحذيرات مماثل لنظيره في الأزمة الأوكرانية: نفي- مع ابتسامة - أي وجود عسكري، في وقت نشرت سرباً جوياً في اللاذقية من مقاتلات «سوخوي-27». ونشر صواريخ مضادة للطائرات، التي لا يمكن استخدامها ضد إرهابيي «الدولة الإسلامية» الذين لا يملكون طائرات. وفقدت واشنطن أعصابها. وللمرة الأولى، منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، جرى اتصال هاتفي بين وزيري الدفاع الروسي والأميركي. ولكن موسكو واصلت نفي أي مرابطة عسكرية روسية جديدة في سورية. إثر هذا الاتصال، يتساءل المرء عن جدوى التحذيرات الأميركية القائلة إن الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد يعمق الأزمة السورية؟
ونقل عن جون كيري قوله إن «الرئيس أوباما يرى ان المفاوضات مع روسيا هي خطوة مهمة إلى الأمام... قد تساهم في تحديد الخيارات المختلفة». ولكنه شدد على أن مواقف موسكو وواشنطن متباينة. ولم يتأخر الردّ الروسي الفرح والمرحب، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية: «لم نرفض قط الحوار مع الولايات المتحدة، ونحن منفتحون على جميع المسائل، ومنها سورية».
وقبل بدء المفاوضات، عاد الغرب عن تصلب موقفه، وانتهج اللين ازاء قضية بالغة الحساسية: الموقف من نظام الأسد. وقال كيري إن روسيا وإيران يجب أنّ تقنعا الحاكم السوري بالتفاوض مع المعارضة المعتدلة. وترى واشنطن ان الغاية من هذه المفاوضات هو رحيل الطاغية. ولكنها لم تحدد زمن رحيل الأسد. لذا، قد تطول هذه المفاوضات إلى أجل غير مسمى. ويشير خبر نشرته الصحيفة الألمانية «بيلد ام سونتاغ» الى لقاء استخباراتي اميركي - روسي، وإلى أنّ واشنطن تنوي مساعدة روسيا في مجال الاستخبارات لدعم عملياتها العسكرية ضد «الدولة الإسلامية» في سورية. ولست على ثقة من حصول مثل هذا الاجتماع. ولكن إذا لم يجانب الخبر الواقع، في الامكان القول أنّ التعاون بدأ بالفعل. أمّا إذا كان الاجتماع لم يحصل، فالمسألة غريبة. والسؤال من الذي سرّب الخبر.
وهكذا، أفلحت موسكو، على الأقل، في اختراق عزلتها الدولية. فطوق العزلة اشتد حولها اثر تدخلها في أوكرانيا. ورفعت روسيا الرهانات في سورية، فصار الكرملين لاعباً رئيسياً لا يسع الغرب أن يتجاهله. وعلى ما حصل في مسألة التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، بعد أشهر من اليوم، ستطالب روسيا في مقابل خدماتها التي لا تقدر بثمن،: غض النظر عن ضمها شبه جزيرة القرم. ولن يشعر بوتين بالملل في نيويورك، على ما كانت حاله في اجتماع «مجموعة العشرين الكبرى» في أستراليا. ونظر الكرملين بعين الاعجاب الى اتخاذ البيت الأبيض خطوات حاسمة لاحتواء روسيا، عبر نشر وحدات عسكرية في دول البلطيق وبولندا ورومانيا. ولكن بعد هذه الخطوات، تراجع الغرب حين رفض المخاطرة بحياة جنوده في سورية، على خلاف بوتين. وهذا التراجع قد يحمل موسكو على شن مغامرات جديدة. فالكرملين واثق في قدرته على التفريط بحياة الجنود الروس من أجل تعزيز مكانة البلاد قوةً عظمى.
ولكن يبدو أنّ الغرب عاجز عن التموضع من جديد، وتجرع فكرة أن الحرب الباردة عادت، وتوقع استمرارها لمدة من الزمن. وتمس الحاجة اليوم الى الإعداد لتدابير جديدة في الأمن العسكري. ولا مناص من تعلم الغرب لغة يفهمها بوتين: خطاب واضح وإشارات فعلية تدحض أي تفسيرات مزدوجة. وهذا يقتضي إرادة سياسية في الغرب. لكن يبدو أن قادة اليوم هناك غير قادرين على جبه هذه التحديات وتبديد الالتباس.
 
 
* محلل عسكري، عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 21/9/2015، إعداد علي شرف الدين
======================
لوفيغارو»  :هوبير فيدرين : القضاء على «داعش» ومستقبل سورية والعراق
الحياة
 لا تنبغي مقاربة المسألة السورية في معزل عن السياق العام. فهي جزء من تفكك بنى الشرق الأوسط التي أرسيت بعد الحرب العالمية الثانية. وإثر التدخل الأميركي في العراق، والربيع العربي في دمشق- وهو قُمع قمعاً وحشياً- برزت ظاهرة «داعش» في العراق وسورية. ويدعو تهديد «داعش» المخيف إلى تساؤل سياسي وعسكري: هل التدخل العسكري واجب، وأين؟ وجواب هذا السؤال قد يكون ضرباً من الانعزالية واللامبالاة بنزاع بعيد. وهذا الموقف ينحسر في الغرب. وأعلن الرئيس اوباما، قبل أكثر من عام، إنشاء تحالف لمواجهة تنظيم «داعش». وهذا التحالف ساهم في حد تمدده في سورية وفي بلاد الكرد، وحال دون سقوط بغداد ودمشق في يده. ولكن على رغم محاصرة الحركة الإرهابية، لم تشل قدراتها بَعد، ولم تقتلع.
والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مصيب في تحرير فرنسا من قيد موقف أخلاقي: محاربة نظام الأسد ونظام «داعش»، على حد سواء. فهذا الموقف المبدئي غير عملي، وحظوظ الالتزام به ضعيفة، وهو يساهم في تهميش دور فرنسا. ولذا، الابتعاد عنه وإعلان، شأن الأميركيين، أن شل قدرات «داعش» يتصدر الأولويات، واقعيان. وهذه الأولوية تفضي إلى السؤال عن احتمال التدخل العسكري البري.
ولكن لن تنعقد ثمار فوز عسكري من غير تحالف دولي واسع، يُدار ويُسلح على أحسن وجه. فيكون قادراً على شن عمليات واسعة وبلوغ أهداف واضحة.
وفي العقدين الماضيين، حسِب الغرب أن الديبلوماسية ترمي فحسب إلى الدردشة مع أصدقاء تجمعنا بهم قيم واحدة. ولكن الديبلوماسية هي سبيل من سبيلين (ثانيهما هو الحرب) إلى جبه الأعداء.
وتحالف عسكري يعتد به يجمع بين الولايات المتحدة والاوروبيين (على الأقل فرنسا وبريطانيا) والسعوديين والقطريين والأردنيين إلى الأتراك وروسيا – إذا وافق الغرب على دمجها في المجتمع الدولي من جديد- وإيران نتيجة نفوذها في العراق. ويجب أن يقر مجلس الأمن، والصين ضمنه، عمليات هذا التحالف. وترمي هذه العمليات، من غير لبس، إلى إطاحة «داعش». والقرار يشمل إلى إجازة تدمير «داعش»، الإعداد لما بعد الحرب على نحو ما حصل إثر الحرب العالمية الثانية في مؤتمرات طهران ويالطا وبوستدام. ولكن أي أنظمة ستنشأ في العراق وسورية بعد الحرب؟ في العراق يقتضي الحل منح السنّة، في بلد الشيعة فيه هم الغالبية، ضمانات دستورية وسياسية وأمنية. وهذا الحل متعذر من غير موافقة طهران. ويقتضي الحل في سورية مد جسور الثقة بين أبنائها، ومنهم العلويون والكرد والمسيحيون، الخ. ويجب العودة إلى اجتماعات جنيف، وفيها يقبل الروس تأجيل رحيل الأسد إلى مرحلة لاحقة من مراحل العملية السياسية. ويرجح أن يكون احتمال بقائه مدار كلام أوباما وبوتين.
 
 
* وزير الخارجية الفرنسي السابق، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 19-20/9/2015، إعداد منال نحاس
======================
واشنطن بوست :آن أبلبوم : النفوذ البوتيني في سورية ... صُوَري
الحياة
 لدى تناول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالكتابة، من اليسير الانزلاق الى مبالغة جغرافية- سياسية ضعيفة الصلة بالواقع. وعلى رغم أن الحرب الباردة انتهت قبل ربع قرن، درجنا على اعتبار فلاديمير بوتين لاعباً دولياً، وممثل المصالح الروسية الأبدي، ووريث القيصر ولينين وستالين. وكأنه رجل يعيش في عالم كسينجري يتبارى فيه لاعبون دوليون ويتنافسون على السيطرة على إقليم ما. ويرى من ينساق الى هذه الرؤية أن توقيت «غزوة» بوتين في سورية في محله: عشية انعقاد مجلس الأمن. فيقال إن قرار إرسال مئات الجنود الروس، و28 مقاتلة جوية ومروحية ودبابات وسلاح مدفعية الى سورية هو سعي الى ندية في «اللعبة الكبرى» (نزاع بين قوتين كبيرتين على النفوذ، شأن نزاع روسيا وبريطانيا الكبرى على آسيا الوسطى في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين) الحديثة في الشرق الأوسط؛ وهو مد للنفوذ الروسي الى المتوسط؛ ودعم للحكومة الإيرانية؛ وإسقاط الولايات المتحدة من مكانتها في القيادة الإقليمية.
وهذا الكلام يغفل أن تدخل بوتين في سورية، شأن كل ما يقدم عليه، هو مسعى من مساعي بقائه في السلطة. ففي أول عشر سنوات كان فيها رئيساً، سوّغ بوتين مشروعيته بالقول: قد لا أكون ديموقراطياً، ولكنني ضمانة الاستقرار ونمو الاقتصاد وتسديد الرواتب التقاعدية من غير تأخير. وفي مرحلة هبوط أسعار النفط والعقوبات الاقتصادية، والفساد المستشري في القطاع العام، لا تقوم قائمة للأزمة البوتينية السابقة. ولا يخفى أن الروس صاروا أفقر هذا العام مما كانوا عليه في 2014، ويبدو أن سوء أحوالهم يتفاقم. واليوم، لازمة بوتين الجديدة هي: «قد لا أكون ديموقراطياً، والاقتصاد يتداعى، ولكن روسيا تستعيد مكانتها في العالم، والبديل عن الاستبداد ليس الديموقراطية بل الفوضى».
وبوتين لا يملك ما يكفي من القوة العسكرية لبسط نفوذ فعلي في الشرق الأوسط. ولن يسعه نشر قواته خلسة على نحو ما فعل في أوكرانيا. ولا ترتجى فائدة مادية أو استراتيجية من حلفه مع الديكتاتور السوري المحاصر والغارق في الحرب، بشار الأسد. ولكن بوتين يرتجي من الحلف هذا أن يظهر في صورة صاحب النفوذ. وهذا كل ما يرغب فيه الرئيس الروسي. وهو يعتد بالنفوذ الصوري ومشاركته في الامم المتحدة للمرة الاولى منذ عقد ومقابلته مع شارلي روز. ويرجو أن تحمل (هذه الحوادث) أوروبا وأميركا على إغفال الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها في شرق أوكرانيا، وأن تساهم في رفع العقوبات التي تشد الاقتصاد الروسي إلى الأسفل وتجفف مصادر أموال المقربين منه.
ولكن، والحق يقال، فائدة النفوذ الصوري أكبر في الداخل الروسي. وقد يحسب القارئ على نحو ما أحسب أن ثورة الشارع الروسي مستبعدة. ولكن بوتين راقب ما حصل في شرق ألمانيا في 1989 من مكتبه في مركز الـ «كي جي بي» في دريسدن، ولاحظ مصير معمر القذافي في 2011. وهو يسعى إلى تجنب هذا المصير. لذا، شاغل التلفزيون الروسي -والحكومة تسيطر عليه- هو إخراج صورة أوروبا على أنها متهالكة ودورها ثانوي، وصورة أميركا ينخرها الفساد. وهذه الصور ترمي إلى تثبيط عزيمة أي روسي قد يتوق الى الديموقراطية. ووصول جنود روس الى سورية، وبعضهم انتقل مباشرة من الحدود الأوكرانية، يعزز رسالة الرئيس الروسي: بوتين مستعد لدعم ديكتاتور في استعادة ديكتاتوريته، وسجن أعدائه والسيطرة عليهم في سورية. والرسالة هذه تسري كذلك في روسيا. وفي مقابلته مع شارلي روز، دعا بوتين إلى أن يتفاوض الأسد مع «المعارضة المعتدلة»، وقال إن «الكلمة تعود إلى الشعب السوري». ولكن الرئيس السوري سبق أن صفى شطراً راجحاً من هذه المعارضة بواسطة أسلحة روسية. والسوريون لم يسألوا رأيهم في بيع السلاح للأسد ولا في تمويل «الدولة الإسلامية»، ولا في من يؤجج النزاع في بلدهم. ولا وزن للسورييــن أو الروس في حسابات بوتين. واجتياحه أوكـرانيا حمل تداعيات سلبية على أبناء شعبه وبلده- وقوض اقتصاده وشوه صورة روسيا ونفوذها، ووقع وقع الكارثة على أوكرانيا. ويتوقع مثل هذا المآل للتدخل البوتيني في سورية.
 
 
* صحافية حائزة جائزة بوليتزر، مؤرخة، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 27/9/2015، إعداد منال نحاس
======================
لبيراسيون الفرنسية :ميشال آجييه :أزمة المهاجرين وأزمة الدولة - الأمة
الحياة
 تنتشر مخيمات على الحدود الأوروبية. فالقارة الأوروبية تجبه تحدياً حقيقياً: انتشار مخيمات اللاجئين فيها. وفي وسع دولها الاختيار إما الاحتذاء بألمانيا واستقبال الوافدين ومنحهم اللجوء بالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات، وإما ترسيخ أماكن حبسهم/اعتقالهم، ومنها مخيم كاليه على الحدود الفرنسية - البريطانية، وجعلها مستدامة. ويجب تجنب انشاء المخيمات، وعزل اهلها. وفي المتناول توفير سكن للاجئين والمهاجرين، وهذا ما تفعله جمعيات وبلديات في فرنسا.
واقتراح استقبال المهاجرين في «نقاط ساخنة»، أي مخيمات تشيد على الحدود الأوروبية، ملتبس. والإجراء الأوروبي الأخير يوجه رسالة حازمة الى من ينوي الهجرة الى اوروبا: ثمة فرز دقيق يرمي الى التمييز بين اللاجئ الفعلي، وهو صاحب الحق في اللجوء، واللاجئ الكاذب. ولا يحمل الإجراء جديداً. فمثل مراكز الفرز هذه تعمل في إيطاليا واليونان. والإجراء لن يفعل غير إسناد هذه المراكز الى إدارة اوروبية تتولاها وكالة «فرونتكس». والالتباس يبقى على حاله.
والسلطات الهنغارية اعلنت انها بادرت الى مثل هذا الفرز نزولاً على طلب أوروبي. ومراكز السكن والاستقبال والتسجيل ومراكز اعتقال طالبي اللجوء هي ما يقصد به بـ «المراكز الساخنة». ولكن يخشى أن يُعامل القادمين من خارج سورية على أنهم «مهاجرون اقتصاديون». ولكن المهاجرين انفسهم يتعثرون في البت في سبب مغادرتهم: أهو داع اقتصادي أم سياسي؟ ويتعذر عليهم تسويغ قرار الهجرة امام هيئة «حماية اللاجئين الفرنسية».
واليوم، المهاجرون من سورية هم «اللاجئون» الذي يستحقون اللجوء. ولكن السوريين يرغبون، في آن، في العيش الآمن والعمل: وهم صاغوا مشروع هجرة لا يستبعد الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. وفي الوسع القول إن كل مهاجر اقتصادي ينطوي على لاجئ سياسي. والعكس صحيح: ثمة «لاجئ» في كل مهاجر اقتصادي: ففي بلدهم الأم بلوغ مشروع الحياة الاجتماعية او الاقتصادية الذي يصبون اليه متعذر. ولولا التعذر هذا، لما غادروا وحملوا الرحال. ويقضي نظام دبلن بإعادة المهاجرين الى الدولة الأوروبية الأولى التي بلغوها. وهذه الدول هي البوابة الى اوروبا، ولكنها دول هشة تعجز عن استضافة اعداد كبيرة من اللاجئين. لذا، تطلب الدعم الأوروبي. والدعم هذا هو نواة التضامن بين الدول الأوروبية في استقبال المهاجرين. ولكن هذه الإجراءات الإدارية تعرِّف هويات المهاجرين تعريفاً اعتباطياً، وتصف السوريين بالمهاجرين غير الشرعيين. وتتمسك أوروبا بمفهوم «ممر المنفى»، أي الحدود الثابتة وأماكن «لفظ وعزل» (على حدة من الحياة اليومية والعادية) وحيز لفظ خارج الإقليم. ويصطدم اللاجئون في سفرهم بجدران فعلية وتشريعات معادية تحول دون اندماجهم وتفردهم في المخيمات على الحدود. فيبعدون على الدوام ويبقون في منزلة المبعد. والدراسات الاجتماعية تتناول أكثر فأكثر سكان الما بين (المخيمات، وهي في البلد وخارجه). وفهم هذا الحيز، الما بين، حيوي من اجل فهم الحيز العام أو متن المجتمع.
فهامش المجتمعات يشتمل اكثر فأكثر على اعداد كبيرة من الناس، ويخلق طريقة عيش، دور الحيرة والترجح في اللاقرار راجح فيها. ويعيش أفراد المخيمات في مكان واحد ضمن حدود دولة ولكنهم خارجها. وتمتحن أزمة الهجرة الدولة - الأمة. فهذه لم تعد مسرح حياة الناس.
وصار الأفراد جزءاً من دائرة اقتصادية واجتماعية ودائرة اتصالات أوسع. والدولة هي ركن الشكل السياسي الضروري للاندماج والمواطنة. ولكن ثمة وجهاً جديداً للدولة - الأمة يبرز، وهو يدمج حركة التنقل الجديدة ودوائر الاقتصاد والتواصل في المواطنة. وتؤجج أزمة الدول - الأمم عدد المناطق الرمادية، المخيمات. فالدولة - الأمة اليوم مشرعة امام أبناء اللادول، وهم مهاجرون ومشرّدون لا يضعون الرحال. لذا، تبرز الحاجة الى تعريف جديد للمواطنة. وعجلة العولمة لا تدور في معزل عن حرية التنقل. وكثر من المهاجرين لا يرغبون في الاستقرار في أوروبا ولا ترك بلدهم الى لا نهاية.
 
 
* عن «ليبراسيون» الفرنسية، 23/9/2015، إعداد منال نحاس
======================
راديكال التركية :مراد يتكن :تركيا والبحث عن حلّ دولي للأزمة السوريّة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
 يرى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الذي يعقد عدداً من اللقاءات في نيويورك، أن العالم يشهد استقطاباً سياسياً. لكن العالم انتظر بشغف كلمة الرئيسين الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تشغله الكلمة التي سيلقيها داود أوغلو هناك. وإذ يشير الى الاستقطاب يقصد أوضح أشكاله: الحرب الداخلية في سورية المتناسلة الفصول. ولم تجد كل التدخلات والاقتراحات الأميركية والروسية والإيرانية والسعودية، وطبعاً التركية، في وقف الحرب. لذا، يبحث اليوم عن حل توافقي. ويرى داود أوغلو أن السبب الرئيسي في عدم حل الصراع في سورية، هو إهمال دول العالم رأي أنقرة في حل هذه الأزمة. ولا يُخفى أن سياسة تركيا تجاه الملف السوري صاغها أحمد داود أوغلو قبل نحو 5 سنوات ويلتزمها الرئيس رجب طيب أردوغان. وركن هذه السياسة هو الإطاحة بالرئيس الأسد، منذ رفضه الاقتراح التركي في بداية الإزمة بإقرار إصلاحات سياسية. وسرت هذه السياسة الى عيد الأضحى. وقبل أيام، أعلن أردوغان أن مرحلة انتقالية يشارك فيها الأسد غير مستبعدة، شرط ألا يحتفظ بمنصبه في المرحلة النهائية للحل. وحسبنا أن هذا تصريح يشير الى تغيير كبير في السياسة التركية حول سورية. وإذ برئيس الوزراء التركي يقول أن أنقرة لم تغيّر موقفها ولن تقبل بأي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. فبقاؤه يحول المرحلة الانتقالية الى مرحلة دائمة».
ويسوغ داود أوغلو موقفه الرافض دعم قوات الحماية الكردية في سورية – وأنقرة تعتبرها جماعة إرهابية - بالقول: «إذا كانت قوات حماية الشعب الكردية تستمد مشروعيّتها من محاربة داعش، هل في الإمكان إضفاء مثل هذه المشروعية على «النصرة» التي تحارب كذلك داعش؟»، لا أعرف ما إذا كان داود أوغلو جاداً في سؤاله هذا، أم أنه يحاول استمالة سياسة الاستشراق الغربية، ومفادها: «دعم الإسلاميين المعتدلين طالما لم يوجهوا سلاحهم إلينا (نحن الغربيين)، وإذا فعلوا، أعلنا أنهم إرهابيون وحاربناهم وبدأنا نبحث عن معتدلين غيرهم»!.
ويروّج داود أوغلو في نيويورك، أن قوات الحماية الكردية إرهابية ولا يجب دعمها، على رغم أنها أعلنت عزمها على دخول مدينة جرابلس الحدودية من أجل طرد «داعش» منها. والحليف الأميركي يدعمها. لكن أنقرة ترفض دخول الأكراد الى جرابلس، وتعتبر أنها ركن «المنطقة «الآمنة» أو الخالية من «داعش». وتسعى تركيا الى إنشاء مركز عسكري فيها للمعارضة المعتدلة، وهذه قوامها من التركمان السوريين الموالين الذين دربتهم وسلّحتهم. ولم نسمع، الى اليوم، أن ثمة دولة تدعم هذه الفكرة التركية. ويُترقب الى جانب من ستقف أميركا في هذا السباق لرسم مستقبل جرابلس بين أنقرة والأكراد.
ويرى داود أوغلو أن وراء عدم تجاوب دول العالم مع مشروع المنطقة الآمنة، هو الخوف من مآل الأمور. فإذا عاد اللاجئون السوريون وسكنوا في تلك المنطقة، لا يسع أحد أن يحميهم من النظام إذا قرر قصفهم. فتتحول المنطقة الآمنة الى سربرنيتشا ثانية (مذبحة في البوسنة راح ضحيتها حوالى 8 آلاف نسمة في 1992). فدول التحالف في حرب مع «داعش»، وفي وسعها صد أي هجوم «داعشي»، لكنها لن تدخل في حرب مع الجيش السوري أو حليفه الروسي في تلك المنطقة. وعليه، ترى دول كثيرة أن مشروع إنشاء المنطقة الآمنة ما هو إلا منزلق الى حرب مباشرة مع الأسد. لذا، لا يحبذ الغرب هذا الاقتراح. لكن على رغم هذا الموقف الدولي الرافض لمشروع داود أوغلو، يدور كلام رئيس الوزراء التركي على الشركات التركية التي سيتم اختيارها لبناء مساكن جديدة ومدن لإيواء اللاجئين السوريين الذين سيعودون الى «المنطقة الآمنة»!
لكن لسان حال روسيا وأميركا هو «لنبدأ بالقضاء على داعش ثم يمكننا أن نجد حلاً مناسباً لرحيل الأسد». والمجتمع الدولي يبحث في حلول وسطية وتوافقية لطي الأزمة السورية. فبعد 5 سنوات على بدئها، ثبت أن أي طرف لا يمكنه أن يحصل على ما يريد أو أن يحسم الأمور لمصلحته. وفي وقت تهز أزمة اللاجئين السوريين ضمائر دول العالم، تبدو تركيا في موقع قوة. فهي تحتضن لاجئين وتحسن معاملتهم. وعوض تسليط الضوء على دورها الإيجابي واستثماره في أروقة الأمم المتحدة، تبدّد الحكومة التركية كل هذا الجهد وتروّج لسياساتها القديمة في سورية.
 
 
* كاتب، عن «راديكال» التركية، 28/9/2015، إعداد منال نحاس
======================
يديعوت أحرونوت :محور القيصر: أوباما يتحدث.. بوتين يفعل
الغد الاردنية
بن – درور يميني  29/9/2015
ألقى أوباما أمس خطابا مثيرا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. فهو قوي في الاقوال. القوة العسكرية وحدها لن تحل المشكلة في سورية، قال، وعرض رؤيا مصالحة وأخوة. طلب بلطف من إيران ألا تهتف "الموت لأميركا"، وذلك لأن هذا لن يجلب لهم أماكن عمل، وأعرب عن الامل في أن يحترم المتمنون لفنائها الاتفاق ويجعلوا العالم مكانا أكثر أمانا. هكذا حقا. لا شك أنه رجل مؤمن.
وبينما يتحدث أوباما، فإن بوتين يفعل. بعد شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، وصلت روسيا إلى سورية. فالرئيس الروسي يخلق محورا يضم إيران، حكم الأسد وحزب الله، بينما العالم الحر يقف جانبا. في واقع الامر ثمة حتى مؤشرات تأييد لبوتين. فلعله ينجح في أن يفعل لتنظيم الدولة الإسلامية ما لم يحلم العالم الحر بفعله.
روسيا هي لا شيء مقارنة بالولايات المتحدة. فالناتج القومي للقوة العظمى السابقة يبلغ 2.1 تريليون دولار، مقابل 2.6 في بريطانيا و 17.4 في الولايات المتحدة. غير أنه لا معنى للقوة عندما لا يكون أي اهتمام باستخدامها. ولا يدور الحديث فقط عن التدخل العسكري. فعندما اصطدم حسني مبارك، من أكثر اصدقاء الولايات المتحدة وضوحا، بأزمة في الداخل، سارع أوباما إلى الوقوف بالذات إلى جانب معارضي النظام. وفي المواجهة بين الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي، وبين الإخوان المسلمين، وقف أوباما أساسا إلى جانب "الإخوان"، باسم الديمقراطية بالطبع. والرسالة إلى زعماء العالم الثالث بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص كانت واضحة: لا تتوقعوا تأييد الولايات المتحدة.
يقف بوتين في هذا المكان كي يؤشر إلى العالم الثالث برسالة معاكسة: انا أدعم حلفائي، ولا يهم ما يفعلون. وتفاصيل الديمقراطية وحقوق الإنسان جديرة بالاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية. عندي توجد مصالح. بتعابير اخرى، قليل من القوة التي تستخدم يساوي أكثر بكثير من قوة لا يعتزم احد اجراء أي استخدام لها. فماذا يساوي أزعر الحارة اذا كان تبنى دور كبير الحارة؟
اعتبارات الولايات المتحدة مفهومة. فبعد التورط في العراق وفي افغانستان، ليس لها أي مصلحة في الدخول إلى الوحل السوري. ويستغل بوتين الفراغ، ولديه تطلعات بعيدة المدى. الدعم لسورية لا ينبع من محبة الأسد بل لأن قسما من الجمهوريات الروسية، بما فيها داغستان والشيشان، توفر المقاتلين لداعش. ويفهم بوتين ما لا يفهمه العالم الحر: من لا يقاتل الجهاد من خارج بيته، سيضطر إلى أن يقاتله داخل البيت. وهو لن ينتظرهم. بل يخرج إليهم.
هل ستنجح روسيا في المكان الذي فشلت فيه الولايات المتحدة؟ الأيام ستقول. بوتين يبعث بالإشارات إلى مدار العالم. فالقصة في أوكرانيا لم تنتهِ بعد، ودول البلطيق ما تزال تعيش حالة عصف. وهي لا تريد ان تلتحق بأي شكل من الأشكال بالنفوذ الروسي. وقد سبق لقائد الناتو السابق، آرنست بوغرسموسن، أن حذر من أن روسيا قد تهاجم هناك. هذا كابوس للاتحاد الأوروبي، غير القادر على أن يتحد حتى حول أزمة اللاجئين. ومن شأن هذا الضعف أن يشجع بوتين.
من ناحية إسرائيل، فإن إيران وداعش هما وجهان لذات العملة. هذا نذل وذاك حقير. بحيث أن التدخل الروسي يثير علامات استفهام. طالما كان بوتين يقف في مركز المحور، فإن أساس الجهد سيوجه نحو داعش. ولكن من ناحية ايران وحزب الله، كان الهوس وما يزال إسرائيل. وكان من الافضل ان يسيطر السلام والسكينة والتعايش في العراق وفي سورية، غير أن الطوباويات هي شأن البيت الابيض. صحيح حتى الان، الحرب لا تتوقف، وكل المشاركين يستنزفون انفسهم، وحقنة القوة الروسية لن تفعل سوى أن تصب الزيت إلى النار.
ليس واضحا اذا كان "محور بوتين" سينجح على المدى البعيد في أن يهزم الجهاد. الواضح هو ان بوتين أوضح لزعماء العالم أن ثمة زعيما قويا آخر في المحيط، وهذا لا يسمى أوباما.
======================