الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 31-1-2016

سوريا في الصحافة العالمية 31-1-2016

01.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. فورين بوليسي :الأمم المتحدة تسمح للنظام السوري بتزوير تقاريرها الانسانية
  2. الصحافة التركية: تعريف بوحشية الروس في سوريا
  3. معهد واشنطن :منطقة صديقة لتركيا في الداخل السوري
  4. الاندبندنت: سيفوز الأسد وحلفاؤه مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير
  5. الاندبندنت: "هل يمكن أن تغامر تركيا بغزو سوريا؟"
  6. الاندبندنت: "هل يمكن أن تغامر تركيا بغزو سوريا؟"
  7. نيويورك تايمز: توقعات بعدم نجاح جولة جنيف الثالثة حول الأزمة السورية
  8. واشنطن بوست: الأسد استخدم المساعدات الدولية لابتزاز شعبه
  9. وول ستريت جورنال عن محادثات جنيف: تكتب نهاية اﻷسد
  10. إندبندنت: هل تتدخل تركيا عسكريا في سوريا؟
  11. الصحف الغربية: محادثات سوريا لن تسفر عن شيء
  12. الواشنطن بوست :لماذا تتعامل إسرائيل بحذر بالغ مع "داعش"؟ لعبة حرب أخيرة تُبيِّن السبب
  13. واشنطن بوست :مضايا.. مأساة التجويع يفاقمها البرد القارس
  14. بروجيكت سنديكيت :كيف ننتصر في الحرب على الإرهاب؟
 
فورين بوليسي :الأمم المتحدة تسمح للنظام السوري بتزوير تقاريرها الانسانية
منير الماوري: العربي الجديد
تبدو الأمم المتحدة متواطئة ضمنياً مع النظام السوري، تحديداً في تقاريرها الانسانية عن جرائم التجويع والحصار القاتل الذي يفرضه النظام على المدن الخارجة عن سيطرته. في هذا السياق، كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن الأمم المتحدة زوّرت تقاريرها الانسانية لفائدة النظام الذي سمحت له بإدخال تعديلاته “التجميلية” عليها قبل نشرها مشوَّهة لتخفيف من نبرة إدانته.
وتظهر ازدواجية الأمم المتحدة واضحة في التعامل مع الملف السوري، وخصوصاً في سياق تعاطيها مع نظام بشار الأسد والمليشيات المتحالفة معه. ففيما يوجّه مسؤولون أمميون اتهامات لحكومة النظام السوري بعدم السماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى سوريين في بلدات محاصرة، تتوالى التقارير التي تكشف كيف سمحت المنظمة للنظام السوري بإجراء تعديلات على خطتها الإغاثية الإنسانية في سورية لعام 2016 قبل نشرها.
واتهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، يوم الأربعاء، حكومة النظام السوري بأنها تجاهلت في العام 2015 معظم طلبات المنظمة الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى نحو 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها وإن 620 ألف شخص فقط هم الذين حصلوا على مساعدات. وقال أوبراين، أمام مجلس الأمن الدولي، إن “الأمم المتحدة قدّمت 113 طلباً إلى الحكومة السورية العام الماضي للموافقة على دخول قوافل إغاثة، لكن لم تتم الموافقة سوى على 10 في المائة فقط من الطلبات”. وطالب الدول التي تتمتع بالنفوذ على الأطراف المتنازعة القيام بمزيد من الجهود والخطوات لضمان امتثال الأطراف على الأرض بالتزاماتها بحسب القانون الدولي ومطالب مجلس الأمن وقراره الأخير رقم 2139.
أما المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، إرثين كازين، فأكدت أن هناك 18 منطقة محاصرة في سورية، وفيها نصف مليون شخص لا يمكنهم الحصول على الطعام أو على مساعدات إنسانية. مما يجعل مجمل عدد الأشخاص الذين يتواجدون في المناطق المحاصرة أو مناطق يصعب الوصول إليها حوالي 4.5 ملايين.
لكن هذه الانتقادات للنظام ترافقت مع كشف مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنها حصلت على النسخة الأصلية من خطة الأمم المتحدة الإغاثية الإنسانية في سورية لعام 2016 قبل أن يتولى نظام بشار الأسد تحريرها وتعديل بعض محتوياتها، لحجب معلومات عن حصار بعض المناطق.
وأجرى الكاتب والمحلل في المجلة، روي غوتمان، الموجود حالياً في إسطنبول، مقارنة سريعة بين محتويات التقرير النهائي المنشور في 64 صفحة، والتقرير الأصلي الذي لم يحدد الكاتب عدد صفحاته، فوجد أن من بين الفروق محو عشرات الفقرات القوية من التقرير الأصلي فضلاً عن اختفاء إشارات في أكثر من عشرة مواقع مختلفة من الخطة الأصلية تتعلق بالحصار المفروض على المدنيين في أكثر من بلدة سورية. ولفت غوتمان إلى أنه تأكد له من طبيعة الوقائع والأحداث المحذوفة ومن الصيغة التي ظهرت بها التعديلات، أن الأصابع التي تولت نسجها تابعة لحكومة النظام السوري، وربما أن الغرض الرئيسي من تلك التعديلات هو الحيلولة دون استعمالها لاحقاً كأدلة ضد مرتكبي الجرائم الإنسانية.
ووصفت “فورين بوليسي” الخطة الدولية بأنها ركيكة العنوان وجافة المحتوى، ومع ذلك فإن الأرقام الواردة فيها كانت كافية لأن تتحدث عن نفسها، وتعكس حجم الكابوس الذي تمر به سورية وفظاعة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السوريون. وتغطي الخطة الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتهدف الخطة حسب ما ورد في مقدمتها إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية في كل المحافظات السورية.
وشبّهت “فورين بوليسي”، سورية بمريض أصبح في غرفة الإنعاش، محذرة من أن عدد السوريين الذي أصبحوا بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة وصل إلى 13 مليوناً وستمائة ألف مواطن. كما اقتبست المجلة من التقرير الأممي إشارة لافتة إلى أن نسبة التشرد في سورية أصبحت تمضي بمعدل 50 أسرة في الساعة الواحدة. وحسب أرقام خطة الإنقاذ الدولية، فإن من بين ملايين القاطنين في مخيمات النزوح الداخلية يوجد مليون نازح على الأقل لا يتلقون أي عون من المجتمع الدولي إطلاقاً.
وكان تقرير العام الماضي قد تضمّن معلومات لا تقل فظاعة، أشارت إلى أنّ من يعانون من انعدام الأمن الغذائي وصل قرابة العشرة ملايين نسمة، منهم حوالي سبعة ملايين نازح طفل.
ومع التسليم بأهمية هذه الأرقام وخطورتها، إلا أن الكاتب، روي غوتمان، يعتقد أن “الأكثر بشاعة وبُعداً عن الإنسانية” في التقرير الإنساني هو في المعلومات التي حُجبت عن صيغته المنشورة، وفي تفاديه ذكر الحوادث والجرائم المتعلقة بالحصار المفروض على المدنيين في العديد من المدن السورية. ومن الوقائع التي أزيلت من التقرير عقب عرضه على حكومة النظام السوري، حوادث وفاة ناتجة عن الحصار والتجويع، من بينها وفاة 23 شخصاً في بلدة مضايا السورية قبل أن تصل إليها قافلة مساعدات دولية الشهر الحالي.
وكشف غوتمان أن الخطة الأصلية قبل تعديلها تضمّنت معلومات عن برامج دولية لإزالة الألغام الفردية والذخائر التي لم تنفجر من التجمّعات السكانية المدنية، وكذلك إزالة البراميل التي ألقاها النظام على السكان ولم ينفجر بعضها، لكنها لا تزال تشكّل خطراً عليهم. ومن المفارقات أن الجهود الدولية بدلاً من أن تباشر العمل على إزالة هذه القنابل القابلة للانفجار في أيّ لحظة، استعاضت عن ذلك بإزالتها من التقرير السنوي، حماية للنظام السوري على ما يبدو وليس لأنه قدّم أدلة تنفي ارتكابه تلك الجرائم، بحسب تقرير “فورين بوليسي
وأقر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه جرى “التشاور” مع الحكومة السورية، رداً على سؤال عن حذف بعض العبارات حول “الحصار” من الخطة الدولية، زاعماً أن هذا الإجراء يتم اتخاذه في كل البلدان وليس في سورية وحدها حيث يتم التشاور مع حكومة البلد التي يرتكب مسؤولوها مثل تلك الجرائم. وجاء تعليق المكتب في رسالة إلكترونية صادرة عنه وجّهها لـ”فورين بوليسي”، مع رفض إتاحة الفرصة لأي مسؤول في مكتب الإغاثة للرد على التساؤلات والشكوك التي أوردتها المجلة الأميركية. ولأن أزمة مضايا لم تنته بعد، فقد لجأ بعض المتحدثين الدوليين إلى التحجج بذلك لتبرير حذف أسماء بعض الأفراد والمنظمات السياسية التي شاركت مع النظام السوري في جرائم تجويع مواطنين سوريين فارين من منازلهم ومواطنين فلسطينيين فارين من مخيمات اللجوء إلى مخيمات اللجوء. ويعتقد أن “حزب الله” اللبناني كان على رأس التنظيمات التي أزاحتها الأمم المتحدة من مواضع معينة في النسخة الثانية من خطتها الدولية للإغاثة، في حين أن المجتمع الدولي لم يتمكّن من إزاحة هذه المليشيات ولا غيرها من ساحات الصراع على الأرض السورية. ويبرر بعض موظفي الإغاثة الدوليين في سورية انصياعهم لمطالب الحكومة السورية في إدخال تعديلات مخلّة على التقرير الخطة الدولية فيما يتعلق بالوقائع وفيما يتعلق بالمشاريع المقبلة كذلك، هو خوفهم من أن يتعرضوا للطرد من سورية أو أن يسلّط عليهم النظام مليشيات تتعرض لهم بالخطف أو القتل.
======================
الصحافة التركية: تعريف بوحشية الروس في سوريا
أحمد تاشكاتيران – صحيفة ستار :ترجمة وتحرير ترك برس
نعم، يمارس الروس وحشية في سوريا والعالم يشاهد ذلك كأنه أخبار اعتيادية. فقط لمجرد أن همجية داعش قد وجدت فإننا ممنوعون من رؤية كل الهمجيات الأخرى. فأمريكا تحارب داعش، بحجة الإرهاب! إذن أليست الممارسات الروسية في سوريا إرهابًا؟
في الواقع، تمثل أعداد المدنيين الذين قتلتهم داعش حتى اليوم جزءً بسيطًا بالمقارنة مع من قتلتهم روسيا منذ أن دعاها نظام الأسد حتى الآن. وهي لا تزال تلقي بحممها من السماء باتجاه التركمان، وتقصف الأسواق والمدارس. وكما هو معروف فإن الصواريخ الروسية حلت محل براميل الأسد في قصف المدنيين. إذن لماذا لا ترفع صرخة اعتراض من العالم. ولماذا لا تخرج أمريكا عن صمتها؟
لماذا روسيا موجودة في سوريا؟” إن الجواب عن هذا السؤال تلاشى حالياً. لماذا هي موجودة؟ من المفترض أنها موجودة لمحاربة داعش. ومن المفترض أن الأسد وإيران يحاربون داعش أيضًا.
أدى الموقف السيء لأمريكا في سوريا إلى فتح البلد على مصراعيها أمام روسيا. ولأن أمريكا أكثر من يعلم بأن 10 بالمئة فقط من القصف الروسي يستهدف داعش بينما 90 بالمئة الأخرى موجهة لتدمير مناطق معارضة النظام. يبدو وكأن هناك رؤية معينة مثل اتفاق بين روسيا وأمريكا فيما يتعلق بالقضاء على معارضي النظام. إن لم يكن كذلك فما هي الحقيقة؟ ألم تصبح المشكلة السورية بالنسبة إلى أمريكا مجرد عملية للتخلص من المعارضة الإسلامية بعد أن أثارت في الأذهان خلال الربيع العربي حالة من الارتباك حول من سيحل مكان الأسد عند سقوطه وأعادت في الوقت الحاضر بشكل صريح احتمالات بقائه في السلطة. ولهذا تحولت إلى موقف الصامت تجاه روسيا التي أخذت على عاتقها مهمة المخلص هذه.
ولذلك ينبغي إغلاق الأعين بالكامل حتى لا ترى عملية القضاء على المعارضة السورية على أنها بعدٌ موجه إلى تركيا. في الواقع إن الكبح الأمريكي الموجه إلى الربيع العربي في داخله يتعلق بالتقييم الذي لدى القيادة التركية. فالربيع العربي في العالم الإسلامي مختلف عن النمط الغربي، وأن يكون ازدياد استقلال هذه الرقعة الجغرافية مشروعًا متوقعًا، فإن ذلك قد دخل ضمن قراءة أردوغان التي زادتها خطوط حزب العدالة والتنمية في تركيا مع الكبح الأمريكي. ولهذا السبب تقاطعت المسارات مع روسيا. ونشطت أيضًا النواة السنية الموجودة ضمن نسيج الربيع العربي ضد إيران مع التقدم الشيعي.
وخلال هذه الفترة تم تشكيل الوحش داعش، فعملوا على إمطارها بالقذائف، حتى غدا المنطقة ميدانًا للغزاة يفعلون ما يحلو لهم.
وفي الوقت نفسه فإننا نرفع صوتنا وبكل قوة في تركيا.
أولًا: ينبغي سؤال الغرب باستمرار، أين الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتحدثون عنها؟
ثانيًا: ينبغي نقل وحشية الروس يوميًا إلى الرأي العام وتوسيع دائرة الرفض الإنساني لذلك. وبهذا الخصوص، فإن اللهجة المعتدلة التي تم تبنيها حتى الآن تجاه ما يجري إلقاءه من الطائرات الروسية بلا شك أنه يزيد من التخريب الروسي. حتى أن روسيا بعد الإلقاء من الطائرات تنفذ عملية تجريف خاصة ضد التركمان، وعمليًا فإنها تقوم بذلك مما يعطي انطباعًا بأنها تضرب تركيا. إن وحشية الأسد في سوريا تتطابق مع وحشية الروس. ومن الواضح أنه في موضوع احتلال سوريا فإن الظلم الروسي زاد عنه إبان احتلال أفغانستان. لذلك ينبغي حشد الرأي العام العالمي ضد لا مبالاة الدول الغربية. أم مجرد أن يكون الظالم اسمه داعش سوف يحارب، فالمسألة أصبحت أكثر حيوية اليوم. وبشكل مشابه يجب نقل رد الفعل الجماهيري الكبير ضد جرائم روسيا في سوريا إلى الشارع. حتى أن بوتين الذي يُعرف بلاده بأنها دولة مسلمة بسبب وجود 20 مليون مسلم في داخلها، يمكن رؤية كيف أصبح شخصية مكروهة في قلوب المسلمين.
أخيرًا أود الإشارة إلى أن: نشاط حزب العمال الكردستاني داخل تركيا والأحداث المتنامية في سوريا والمنطقة مرتبطة ببعضها. وإن اللعبة الجارية في سوريا، يوجد غيرها في تركيا ومصر. وبينما تبذل تركيا جهودًا للحد من الإرهاب بأسرع وقت ممكن، ينبغي إبلاغ الأصدقاء والأعداء ومن يظهرون على أنهم أصدقاء ولكنهم مضطربون داخليًا بأنها لن تسمح أبدًا بتنفيذ هذه اللعبة.
======================
معهد واشنطن :منطقة صديقة لتركيا في الداخل السوري
إد ستافورد و سونر چاغاپتاي
من المرجح أن يؤدي الهجوم الذي شهدته منطقة السلطان أحمد في اسطنبول، العاصمة المالية لتركيا، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى تشديد عزيمة أنقرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») أكثر من إمكانية أن يؤدي إلى ردعها عن خطط تكثيف التعاون مع التحالف الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» من أجل تعزيز حماية الحدود التركية مع شمال غرب سوريا، حيث يسيطر التنظيم على أراضي تمتد على نطاق 60 ميلاً تقريباً، وبعمق 20 إلى 30 ميلاً معروفة باسم حزام أعزاز- جرابلس (أو كيليس- سيرابلس في تركيا). ولكن يبقى السؤال المطروح هو حول درجة الفعالية التي يمكن لتركيا من خلالها إغلاق هذه الحدود الطويلة مع تنظيم «داعش» وحمايتها.
سياسة تركيا في التعامل مع شمال غرب سوريا
تتجلى أولويات تركيا في شمال غرب سوريا في ما يلي: (1) تعزيز الدعم الذي تقدمه للثوار الذين تؤيدهم لمنع وضعهم تحت الضغط نتيجة الهجوم الأخير لقوات نظام الأسد وللضربات الجوية الروسية؛ (2) منع قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، المتحالفة مع «حزب العمال الكردستاني» الذي تحاربه تركيا حالياً من ربط الجيب الذي يقع شمال غرب سوريا في عفرين وغرب أعزاز بالمناطق الأخرى التي يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي» في شمال سوريا. وفيما يخص هذه النقطة الثانية، تريد أنقرة إعاقة تشكيل طوق كردي مكوّن من «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «حزب العمال الكردستاني» يمتد على حوالي 400 ميل على طول حدودها الجنوبية. أما الأولوية الثالثة بالنسبة إلى تركيا فتكمن الآن في القضاء على تنظيم «داعش» في سوريا.
وفي الواقع، تُعتبر الأراضي الواقعة شمال غرب سوريا، وفي حزام أعزاز- جرابلس على وجه التحديد، من الأراضي الأثمن في البلاد، فضلاً عن كونها بوابة لحلب - أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب الأهلية وموقع استراتيجي مطلوب جغرافياً في الحرب. وعلى هذا النحو، تشكل هذه المنطقة موضع خلاف ما بين «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وقوات الأسد المدعومة من روسيا، و«جبهة النصرة» التابعة لـ تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية»، والثوار المدعومين من تركيا.
بالنسبة إلى أنقرة، عزز هجوم تنظيم «داعش» على اسطنبول من قيمة هذه المنطقة. فإذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية» يعتقد أن استهداف السياح الأجانب والسياحة في تركيا من شأنه أن يخيف أنقرة ويمنعها من زيادة مراقبة الحدود، لمنع تدفق مجندي تنظيم «داعش» "إلى" سوريا وتدفق البضائع المهربة "من" سوريا على حد سواء، فإن إلمامه بالقيادة التركية وبالشعب التركي سطحي. وبادئ ذي بدء، لا يلقى التنظيم دعماً كبيراً في تركيا، إذ أشار استطلاع للرأي أجراه "مركز بيو للأبحاث" قبل وقوع الهجوم إلى أن 8 في المائة فقط من السكان يبدون تعاطفاً مع تنظيم «الدولة الإسلامية» ولا يعتبرونه منظمة إرهابية. وفي الوقت نفسه، فازت قيادة تركيا التي يسيطر عليها «حزب العدالة والتنمية» في انتخابات متعاقبة بناءً على سجل من النمو الاقتصادي القوي وهي تدرك ضرورة الدفاع عن قوة تركيا الاقتصادية في وجه الهجمات التي قد يشنها تنظيم «داعش» مستقبلاً. ووفقاً لذلك، لن يؤدي هذا سوى إلى تصلب مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في رغبتهما في إغلاق الحدود مع سوريا، وقطع الأموال والمجندين عن تنظيم «الدولة الإسلامية». ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان بإمكان تركيا فرض سيطرتها على حزام أعزاز- جرابلس الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش».
 الحدود التركية - السورية: نظرة عامة
تمتد الحدود بين تركيا وسوريا على نحو 510 ميلاً، يقسم ما بينها نهر الفرات. فمن جانب النهر شرقاً نحو العراق، انتزعت «وحدات حماية الشعب» حالياً السيطرة على الجانب السوري بأكمله من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان يسيطر على أجزاء من هذه المنطقة خلال الفترة 2014 - 2015. أما غرب الفرات، بين البحر المتوسط وأعزاز، باستثناء منطقة عفرين التي يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي»، فهناك قوات مناهضة للأسد التي تسيطر على الحدود. إلى جانب ذلك فإن هؤلاء المقاتلين ليسوا أصدقاء تنظيم «داعش»، ومن غير المرجح أن يسمحوا له بالاستفادة من موقعهم الحدودي. وبشكل منفصل، لا يزال شريط صغير من الحدود بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وشمال اللاذقية تحت سيطرة الحكومة السورية. وبالتالي تسعى القوات السورية والروسية إلى توسيع هذه الرقعة. على الرغم من أنه لا بد لتركيا من تعزيز مراقبة حدودها في جميع النقاط، إلّا أن تكوين القوات من الجانب السوري سيسمح لها بأن تكرس غالبية الموارد باتجاه أقصى الشرق، وبالتحديد في أعزاز- جرابلس.
إن هذه المنطقة الحدودية، أي التلال والسهول بين أعزاز (كيليس، على الجانب التركي) وجرابلس غرب الفرات، تستحق الاهتمام. فإغلاق حزام أعزاز- جرابلس بشكل فعال في وجه تدفق الأموال والمجندين من تنظيم «الدولة الإسلامية» سيتطلب أدوات مثل طائرات بدون طيار، ومناطيد، وأجهزة استشعار الحركة، ومنشأة للتنسيق والتحكم، بالإضافة إلى تدفق أفراد الأمن.
منطقة صديقة لتركيا؟
إن الطريقة الأكثر فعالية لمراقبة منطقة أعزاز- جرابلس الحدودية هي ضمان تعبئة الجانب السوري بالقوات الصديقة لتركيا، أو على الأقل تلك المناهضة لـ تنظيم «داعش». ومن الجماعات المحتملة في هذا الإطار التركمان السوريين، الذين يرتبطون عرقياً بالأتراك ويتم تدريبهم من قبل تركيا كقوة قتال في شمال غرب سوريا.
ومن جانبه، يمكن لهذا النطاق [الحزام] أن يخدم أغراضاً متعددة، مثل توفير المزيد من الأمن الشخصي للفارين من الحكم الهمجي للأسد أو لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأن يشكل منطقة انطلاق للقوات المناهضة للأسد، ومنطقة للحد من تدفق اللاجئين إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا. وستلقى فكرة إنشاء منطقة صديقة لتركيا الدعم في البلدان الأوروبية التي تشعر بالفعل بالضغط المتزايد بسبب اللاجئين السوريين الوافدين. فمن شأن مثل هذه المنطقة أن تعترض أيضاً نقل الموارد إلى تنظيم «داعش»، وبالتالي إضعاف هذه الجماعة، وأن تسمح لأنقرة بعرقلة حركة نشطاء تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى تركيا من أجل استهداف مواردهاالاقتصادية، مثل السياحة. إن خلق هذه المنطقة سيثبت للشعب التركي والدول الحليفة أن أنقرة جادة في هزيمة التنظيم حتى في الوقت الذي تواصل سعيها إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد نظام الأسد.
وغني عن القول إن إقامة منطقة آمنة بين أعزاز وجرابلس سيحتاج إلى حماية من الجانب التركي. وفي هذا الإطار، تتركز الأسئلة حول ما إذا كانت أنقرة قادرة على حماية سكانها من أي هجوم يشنه تنظيم «داعش»أو النظام السوري، والدفاع عن عملائها الذين يغلقون الحدود من الجانب السوري. وفي الواقع، إذا كانت الحكومة التركية تتمتع بالإرادة، فستمتلك الوسائل لتحقيق ذلك. وحين أن نشر قوات جنوب شرق تركيا لمحاربة «حزب العمال الكردستاني» قلص من عدد الجنود المتاح لتأمين الحدود الغربية لنهر الفرات، فإن الكثير من أفراد الجيش التركي ملتزمون في خدمة الجيش على مدى القصير، وبالتالي، فنظراً إلى افتقارهم للتدريب، من الأفضل استخدامهم لدعم قوات وزارة الداخلية في تأمين الحدود وليس في عمليات مكافحة «حزب العمال الكردستاني» الخطرة للغاية.
وبالإضافة إلى العدد الكبير من المجندين، تمتلك القوات المسلحة التركية مدفعية حديثة ذات مدى فعال يتراوح ما بين عشرين وخمسة وعشرين ميلاً، وطائرات بدون طيار، وغيرها من الوسائل لحماية عملائها الذين يديرون هذه المنطقة الآمنة المحتملة. يُذكر أن الكثير من هذه الأصول موجودة بالفعل بالقرب من المنطقة المقترحة، في حين يمكن، لا بل يجب، نقل غيرها من منطقة بحر ايجة، حيث لا تبرز لتركيا حاجة كبيرة إليها. وبالنسبة إلى العديد الأول، يتركز اللواء المدرع الخامس في غازي عنتاب، على بعد حوالي عشرين ميلاً شمال الحدود. أضف إلى ذلك أنه إذا كان من الممكن إحياء عملية السلام ما بين «حزب العمال الكردستاني» وتركيا، فمن الممكن أيضاً أن تتحول الأصول من جنوب شرق تركيا لحماية هذه المنطقة الآمنة. وكجزء من اتفاق مع واشنطن لإقامة هذه المنطقة الصديقة لتركيا، قد ترضخ أنقرة لسيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» على جيوب من الأراضي غير المتجاورة غرب الفرات وفي مناطق يتخطى بعدها مرمى المدفعية التركية الذي يبلغ خمسة وعشرين ميلاً. وتشرح هذه القيود، على سبيل المثال، سبب انضمام تركيا إلى العملية التي تمت في 26 كانون الثاني/ ديسمبر من قبل «القوى الديمقراطية السورية» المتحالفة مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» بالعبور إلى غرب نهر الفرات حول سد تشرين.
الاستنتاجات لواشنطن وأنقرة
إلى جانب دروس أخرى، يكشف تفجير منطقة السلطان أحمد عن اعتراف تنظيم «الدولة الإسلامية» بالتهديد الوجودي الذي سيترتب عن إقفال الحدود التركية بشكل فعال بالنسبة لـ التنظيم. إن تعزيز أمن المطارات التركية قد أعاق بالفعل عمليات تجنيد المقاتلين في تنظيم «داعش» وسفرهم، لدرجة أن الجماعة دعت للقيام بعمليات في أماكن أخرى - على سبيل المثال، في باريس وكاليفورنيا وجاكرتا - بدلاً من مواجهة عمليات اعتراض أو إلقاء القبض على عناصرها عن طريق السفر إلى سوريا عبر تركيا. وبالتالي، عكس الهجوم على اسطنبول محاولة لثني تركيا عن المضي قدماً مع واشنطن في جهودها لإغلاق الحدود والاستيلاء على حزام أعزاز- جرابلس من يد تنظيم «الدولة الإسلامية». لكن، من المرجح أن يكون تنظيم «داعش» قد شدد من عزم القيادة التركية على القضاء على الجماعة كونها تشكل تهديداً للتقدم الاقتصادي والأمني في البلاد.
إد ستافورد هو مسؤول في الخدمة الخارجية يدرس حالياً في "كلية الدفاع للبلدان الأمريكية" . نريد الإشارة هنا إلى أن وجهات نظر السيد ستافورد هي أراؤه الشخصية ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر "كلية الدفاع للبلدان الأمريكية"، أو وزارة الخارجية الأمريكية، أو حكومة الولايات المتحدة.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.
======================
الاندبندنت: سيفوز الأسد وحلفاؤه مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير
الكاتب : وطن الدبور 31 يناير، 2016  لا يوجد تعليقا
أعدت صحيفة ” الاندبندنت أون صاندي” تقريرا عن الأزمة السورية الراهنة ودور تركيا في حل النزاع المسلح الذي تشهده الأراضي السورية منذ ما يزيد عن 5 سنوات متواصلة قتل, مشيرة إلى أن إسقاط الجيش التركي لطائرة روسية يبين إلى أي مدى يمكن أن تذهب تركيا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الخبير الفرنسي، في شؤون الشرق الأوسط، جيرار شايون، قوله إنه يتوقع أن تتدخل تركيا بقيادة أردوغان عسكريا في سوريا لحل النزاع المسلح.
واوضحت أنه “مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير، سيفوز الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه لأن التدخل المُعزز من جانب روسيا وإيران وحزب الله قد غير الميزان لصالحهم.”
أما الزعيم الكردي المقيم في أوروبا، عمر شيخموس، فيقول “على الأكراد السوريين أن يفهموا أن روسيا والحكومة السورية لن يخوضا حربا على تركيا بدلا عنهم”.
ويتوقع آخرون، حسب الصحف البريطانية، ألا يقع التدخل التركي، ولو وقع لكان ذلك قبل بدء الحملة الروسية.
ولفتت إلى أن “إيران لها دور رئيسي في الصراع حتى الآن لأنها تحركت بحذر وتدريجيا”, اضافت أن تركيا هي آخر قوة في المنطقة يمكنها تغيير وجهة الأحداث في سوريا، عن طريق تدخل عسكري واضح، موضحة أن التدخل العسكري التركي المباشر سينطوي على مخاطر، ونقلت عن شايون اعتقاده بأن تركيا “قادرة على فعل ذلك عسكريا ولن تردعها روسيا”.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن “الصراع في سوريا أصبح مدولا لدرجة إن الولايات المتحدة وروسيا فقط هما القادرتان على إنهائه.”
======================
الاندبندنت: "هل يمكن أن تغامر تركيا بغزو سوريا؟"
قبل 5 ساعة
البي بي سي
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد عددا من القضايا العربية، منها تفاقم أزمة اللاجئين إلى أوروبا، واحتمالات أن تجتاح القوات التركية سوريا.
ويقول باتريك كاكبيرن، في الاندبندنت أون صاندي، إن إسقاط الجيش التركي لطائرة روسية يبين إلى أي مدى يمكن أن تذهب تركيا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
وينقل الكاتب عن الخبير الفرنسي، في شؤون الشرق الأوسط، جيرار شايون، قوله إنه يتوقع أن تتدخل تركيا بقيادة أردوغان عسكريا في سوريا لحل النزاع المسلح.
ويوضح كاكبيرن أنه "مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير، سيفوز الأسد وحلفاؤه لأن التدخل المُعزز من جانب روسيا وإيران وحزب الله قد غير الميزان لصالحهم."
أما الزعيم الكردي المقيم في أوروبا، عمر شيخموس، فيقول "على الأكراد السوريين أن يفهموا أن روسيا والحكومة السورية لن يخوضا حربا على تركيا بدلا عنهم".
مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير، سيفوز الأسد وحلفاؤه لأن التدخل المُعزز من جانب روسيا وإيران وحزب الله قد غير الميزان لصالحهم
باتريك كاكبيرن، في الاندبندنت أون صنداي
ويتوقع آخرون، حسب الصحف البريطانية، ألا يقع التدخل التركي، ولو وقع لكان ذلك قبل بدء الحملة الروسية.
ويشير الكاتب إلى أن "إيران لها دوري رئيسي في الصراع حتى الآن لأنها تحركت بحذر وتدريجيا".
ويضيف كاتب المقال أن تركيا هي آخر قوة في المنطقة يمكنها تغيير وجهة الأحداث في سوريا، عن طريق تدخل عسكري واضح.
وبينما يشير الكاتب إلى أن التدخل العسكري التركي المباشر سينطوي على مخاطر، فإنه نقل عن شايون اعتقاده بأن تركيا "قادرة على فعل ذلك عسكريا ولن تردعها روسيا".
ويخلص كاكبيرن إلى أن "الصراع في سوريا أصبح مدولا لدرجة إن الولايات المتحدة وروسيا فقط هما القادرتان على إنهائه."
"أسوأ من الهجمات الجنسية"
ونشرت صحيفة صاندي تلغراف تقريرا عن تفاقم أزمة المهاجرين إلى أوروبا، ومعاناتهم في البلدان التي يصلون إليها.
ويقول ديفيد بلير في التقرير إن 250 شخصا لقوا حتفهم في شهر يناير/ كانون الثاني، وهم يحاولون الوصول إلى اليونان من تركيا.
ويشير بلير إلى تقديرات منظمة الهجرة الدولية التي تقول إن 90 في المئة من المهاجرين واللاجئين الوافدين إلى اليونان هم من سوريا والعراق أو أفغانستان.
2.5 مليون لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا، التي وافقت على اتخاذ إجراءات من شأنها التقليل من الهجرة، التي تغري الحالمين بركوب القوارب المهترئة
ويفيد بأن 2.5 مليون لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا، التي وافقت على اتخاذ إجراءات من شأنها التقليل من الهجرة، التي تغري الحالمين بركوب القوارب المهترئة.
وتعرض تركيا أيضا ترخيصا بالعمل لكل لاجئ سجل نفسه لدى السلطات منذ ستة أشهر.
ونقل تيم بوس في ديلي تلغراف أيضا عن وزير الدفاع البريطاني السابق، ليام فوكس، نائب وزير الدفاع السابق، قوله إن التهديدات من أزمة المهاجرين قد تكون أسوأ من الهجمات الجنسية على نساء في كولونيا بألمانيا.
"طرد اليونان"
ونشرت الأوبزرفر مقالا للممثل الخاص للأمم المتحدة للهجرة، بيتر ساذرلاند، يقول فيه إن طرد اليونان من منطقة شنغن يعد خرقا لأبسط المبادئ الأوروبية.
ويصف المسؤول الدولي النقاش الأوروبي بشأن اللاجئين بأنه وصل إلى "قاع حضيض جديد" الأسبوع الماضي باقتراح طرد اليونان من منطقة شنغن، التي تتيح للأوروبيين التحرك فيها بحرية وفق قوانين الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن مثل هذه الفكرة ستحول اليونان إلى حظيرة مفتوحة لآلاف لا حصر لها من طالبي اللجوء، مشيرا إلى أن الفكرة ليست فقط غير إنسانية بل هي أيضا انتهاك صارخ للمبادئ الأوروبية الأساسية.
ويضيف ساذرلاند أن 6 دول عززت الرقابة على حدودها، وتستعد المفوضية الأوروبية تستعد للسماح لها بذلك، ويعتقد أن دولا أخرى ستحذوا حذوها في الأعوام المقبلة.
ويقول إن أسلوبا أحادي الجانب سيكرر مأساة 2015، عندما اضطرت الدول الأعضاء إلى دفع 40 مليون جنيه استرليني لمعالجة الأزمة.
======================
الاندبندنت: "هل يمكن أن تغامر تركيا بغزو سوريا؟"
بي بي سيمن قِبل BBC Arabic | بي بي سي – منذ 9 ساعات
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد عددا من القضايا العربية، منها تفاقم أزمة اللاجئين إلى أوروبا، واحتمالات أن تجتاح القوات التركية سوريا.
ويقول باتريك كاكبيرن، في الاندبندنت أون صاندي، إن إسقاط الجيش التركي لطائرة روسية يبين إلى أي مدى يمكن أن تذهب تركيا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
وينقل الكاتب عن الخبير الفرنسي، في شؤون الشرق الأوسط، جيرار شايون، قوله إنه يتوقع أن تتدخل تركيا بقيادة أردوغان عسكريا في سوريا لحل النزاع المسلح.
ويوضح كاكبيرن أنه "مالم يكن هناك تدخل تركي على نطاق كبير، سيفوز الأسد وحلفاؤه لأن التدخل المُعزز من جانب روسيا وإيران وحزب الله قد غير الميزان لصالحهم."
أما الزعيم الكردي المقيم في أوروبا، عمر شيخموس، فيقول "على الأكراد السوريين أن يفهموا أن روسيا والحكومة السورية لن يخوضا حربا على تركيا بدلا عنهم".
ويتوقع آخرون، حسب الصحف البريطانية، ألا يقع التدخل التركي، ولو وقع لكان ذلك قبل بدء الحملة الروسية.
ويشير الكاتب إلى أن "إيران لها دوري رئيسي في الصراع حتى الآن لأنها تحركت بحذر وتدريجيا".
ويضيف كاتب المقال أن تركيا هي آخر قوة في المنطقة يمكنها تغيير وجهة الأحداث في سوريا، عن طريق تدخل عسكري واضح.
وبينما يشير الكاتب إلى أن التدخل العسكري التركي المباشر سينطوي على مخاطر، فإنه نقل عن شايون اعتقاده بأن تركيا "قادرة على فعل ذلك عسكريا ولن تردعها روسيا".
ويخلص كاكبيرن إلى أن "الصراع في سوريا أصبح مدولا لدرجة إن الولايات المتحدة وروسيا فقط هما القادرتان على إنهائه."
"أسوأ من الهجمات الجنسية"
ونشرت صحيفة صاندي تلغراف تقريرا عن تفاقم أزمة المهاجرين إلى أوروبا، ومعاناتهم في البلدان التي يصلون إليها.
ويقول ديفيد بلير في التقرير إن 250 شخصا لقوا حتفهم في شهر يناير/ كانون الثاني، وهم يحاولون الوصول إلى اليونان من تركيا.
ويشير بلير إلى تقديرات منظمة الهجرة الدولية التي تقول إن 90 في المئة من المهاجرين واللاجئين الوافدين إلى اليونان هم من سوريا والعراق أو أفغانستان.
ويفيد بأن 2.5 مليون لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا، التي وافقت على اتخاذ إجراءات من شأنها التقليل من الهجرة، التي تغري الحالمين بركوب القوارب المهترئة.
وتعرض تركيا أيضا ترخيصا بالعمل لكل لاجئ سجل نفسه لدى السلطات منذ ستة أشهر.
ونقل تيم بوس في ديلي تلغراف أيضا عن وزير الدفاع البريطاني السابق، ليام فوكس، نائب وزير الدفاع السابق، قوله إن التهديدات من أزمة المهاجرين قد تكون أسوأ من الهجمات الجنسية على نساء في كولونيا بألمانيا.
"طرد اليونان"
ونشرت الأوبزرفر مقالا للممثل الخاص للأمم المتحدة للهجرة، بيتر ساذرلاند، يقول فيه إن طرد اليونان من منطقة شنغن يعد خرقا لأبسط المبادئ الأوروبية.
ويصف المسؤول الدولي النقاش الأوروبي بشأن اللاجئين بأنه وصل إلى "قاع حضيض جديد" الأسبوع الماضي باقتراح طرد اليونان من منطقة شنغن، التي تتيح للأوروبيين التحرك فيها بحرية وفق قوانين الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن مثل هذه الفكرة ستحول اليونان إلى حظيرة مفتوحة لآلاف لا حصر لها من طالبي اللجوء، مشيرا إلى أن الفكرة ليست فقط غير إنسانية بل هي أيضا انتهاك صارخ للمبادئ الأوروبية الأساسية.
ويضيف ساذرلاند أن 6 دول عززت الرقابة على حدودها، وتستعد المفوضية الأوروبية تستعد للسماح لها بذلك، ويعتقد أن دولا أخرى ستحذوا حذوها في الأعوام المقبلة.
ويقول إن أسلوبا أحادي الجانب سيكرر مأساة 2015، عندما اضطرت الدول الأعضاء إلى دفع 40 مليون جنيه استرليني لمعالجة الأزمة.
======================
نيويورك تايمز: توقعات بعدم نجاح جولة جنيف الثالثة حول الأزمة السورية
البديل
احمد معمر
السبت 30.01.2016 - 03:35 م
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" إن دبلوماسيين أعربوا عن أملهم في أن تصل المحادثات بين أطراف الأزمة السورية التي بدأت أمس في مدينة جنيف السويسرية إلى اتفاق بشأن أمور لا يجب أن تكون أصلا محل نقاش وهي توصيل الطعام والأدوية للعالقين خلف خطوط القتال الأمامية وفك الحصار عن البلدات المحاصرة ووقف القصف والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لأن ذلك يوجبه القانون الدولي والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي.
ونقلت نيويورك تايمز عن المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا قوله عندما سأله الصحفيون عما إذا كان قد حصل على وعد من النظام السوري وروسيا لرفع الحصار، قال إنه يجب على الصحفيين إعطاء المحادثات فرصة لتبدأ وكأنه يريد تأكيد أن هذه المحادثات لن ينتج عنها شيء قريب من التسوية السياسية، مشيرا إلى أنها ليست عن السياسة وحدها، وإنما "نريدها أن تكون حول دليل ما عن تحسن من أجل الشعب السوري".
======================
واشنطن بوست: الأسد استخدم المساعدات الدولية لابتزاز شعبه
في 11 كانون الثاني (يناير) وصلت قافلة الأمم المتحدة الإغاثية أخيراً إلى مدينة مضايا السورية المحاصرة، ولفتت صور المجاعة الاهتمام الدولي خلال الأسبوع الذي سبق وصول القافلة. ساهمت المساعدات في التخفيف من المعاناة الآنية، لكن الواقع يقول أن المساعدات قد لعبت دوراً أساسياً في تسهيل حصار مضايا وغيرها من عشرات الأماكن الأخرى في سوريا.
 غالباً ما يُنظر للمعونات الغذائية الطارئة على أنها استجابة حسنة النية من المجتمع الدولي للكوارث الطبيعية و”حالات الطوارئ المعقدة”. ويتم تقديم المساعدات الإنسانية على أنها وسائل بريئة للمساعدة تهدف إلى تحسين أوضاع الأفراد المحتاجين. لكن هذا التركيز على الحياد، والقوانين والممارسات والأفعال التي تعمل على الحفاظ عليه، يؤدي إلى تسهيل استخدام التجويع كسلاح حرب، وقد قمنا بدراسة هذه المفارقة في مقالة نشرت مؤخراً في عدد شهر كانون الثاني (يناير) من تشاذام هاوس جورنال التابعة لمجلة إنترناشونال أفيرز.
تبين الإحصاءات أن  المنظمات الإنسانية قد أطعمت قرابة سبعة ملايين سوري داخل سوريا خلال عام 2015، أي قرابة نصف التعداد السكاني المقدر بـ 16.6 مليون نسمة. وبين عامي 2013 و 2015 أجرينا أكثر من 100 مقابلة مفصلة مع عاملي الإغاثة والمتطوعين المحليين والمهتمين بالشأن السوري للبحث في تأثير المساعدات الغذائية المستعجلة في النزاع السوري، فوجدنا أن الغالبية العظمى من المساعدات الغذائية التي تم توزيعها في سوريا بين عامي 2012 و 2015 قد وُزعت في ما يعرف بـ “إطار الحيادية”. قد يبدو ذلك أمراً جيداً، لكن اتباع هذا الإطار يؤثر في تحديد من يحصل على المساعدات ومتى.
الحيادية والإنسانية وعدم الانحياز والاستقلالية، تلك هي المبادئ الأربعة الأساسية التي يقوم عليها العمل الإنساني في سوريا. وبالنسبة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق العلاقات الإغاثية، تعني الحيادية “عدم وقوف العاملين إلى صف أحد أطراف النزاعات وعدم خوضهم في الخصومات السياسية أو العرقية أو الدينية أو العقائدية”. وفي حين  يختلف استيعاب العاملين لمفهوم الحيادية (إذ تعمل كل من لجنة الصليب الأحمر الدولية والهلال الأحمر السوري بموجبات قانونية مختلفة) تميل معظم منظمات الإغاثة إلى اتخاذ مواقف متفقة مع تعريفات الأمم المتحدة، والمجموعات الإغاثية التي تتوخى هذا المبدأ في عملها تقدم نفسها على أنها غير مرتبطة بالسياسة ولا تملك سلطة وغير مثقلة بخروقات أخلاقية.
وقد ميّز عاملو الإغاثة الذين قابلناهم بين النية السياسية التي نالت نقداً واسعاً، وبين التأثير السياسي الذي اعترف به البعض على مضض. ورغم إدراكهم الضمني للبيئة المشحونة سياسياً حيث يعملون، بقيت نظرتهم وتحليلهم للوضع مبهماً بسبب الإطار المستخدم في الحديث عن تأثيرهم.
كما تشير ملاحظاتنا إلى أن الاستمرار بالعمل كما لو أن المعونات الغذائية غير مؤثرة على مجريات الأحداث السياسية أو العسكرية قد أدى إلى عواقب كارثية في سوريا. فأحد أبرز نواتج إطار الحيادية هو أنه يحجب تأثير المعونات الغذائية على العلاقات بين قوى السيادة. وقد اعتاد خبراء السياسة النظر للسيادة على أنها ملكية جامدة تنالها (أو تخسرها) الدول، إما أن تعمل أطر العمل بموجب نظامها أو تواجه الفوضى. إلا أن بعض الأبحاث التي أجريت مؤخراً بينت أن ثمة أنظمة سياسية جديدة تظهر عادة عندما تخسر الدولة حصريتها الشرعية في استخدام العنف. وقد تورطت المجموعات الإغاثية في سوريا في هذه التغيرات السياسية رغم حرصها على عكس ذلك.
قد تحدهم القوانين الدولية والعوائق على الأرض وقوانين المنظمات ذاتها، إلا أن المجموعات الإغاثية شريكة في تقرير مصائر الناس من خلال صلاحيتها في تحديد المحتاجين للمساعدة وقدرتها (أو عدمها) على توصيل المساعدات إلى مناطق معينة، فبرنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي مثلاً يتبع عملية دقيقة جداً لتحديد مَن مِن الناس “تحت الخطر” (وفق ضوابط غير واضحة تماماً) تخضع عادة لاعتبارات خارجية.
يدرك نظام بشار الأسد تماماً أن معظم المنظمات الدولية لا تحبذ التخلي عن طموحاتها “الحيادية”، فأخذ يوجّه معظم المساعدات الغذائية الجمّة إلى المناطق التي يسيطر عليها، وأكثر ما ساعده على ذلك هو تأثير حكومته على وكالات الأمم المتحدة التي ترفض عموماً التعدي على سيادة النظام القانونية. وبحسب تقييم خارجي لجهود برنامج الغذاء الدولي في سوريا تبين أن إدارة المنظمة “قد ارتأت أن هدفها بإيصال الغذاء إلى أكبر عدد من المحتاجين يتحقق بالمحافظة على علاقات وطيدة مع الحكومة السورية والتفاوض خلف الكواليس للوصول إلى تلك الأماكن”.
كما أن علاقة النظام القوية بالهلال الأحمر السوري دعمت من تكتيكات الأسد تلك، فالهلال الأحمر هو أكبر منظمة في البلد تتعامل مع المنظمات الإنسانية الدولية. وقد أشار معظم عاملي الإغاثة الذين قابلناهم إلى أن علاقة الأسد بكبار الموظفين في الهلال الأحمر سمحت للنظام بفرض تأثير منقطع النظير عليها يقرر بموجبه أي المناطق تصلها المساعدات ومتى.
ما أهمية ذلك؟
إن النفوذ الذي تمارسه الحكومة على إيصال المساعدات الغذائية المستعجلة يساهم في تضخيم الفرق في الأمن الغذائي بين مناطق البلد، ومن خلال الحد من وصول الضروريات الأساسية إلى مناطق سيطرة الثوار، يتمكن الأسد من تمزيق النسيج المجتمعي في تلك المناطق الخارجة عن سيطرته، مما يضعف بدوره موقف المجالس المحلية والفصائل المسلحة التي تحاول تعزيز سيطرتها. ولعله ليس مفاجأً أن يهرب العديد من المدنيين إلى مناطق سيطرة الأسد رغم معارضتهم لسياسات النظام، لأن ذلك يكون عادة خيارهم الوحيد للحياة.
ومن ناحية أخرى ساعد احتكار المساعدات الغذائية والاستهداف المتعمد لمراكز إنتاج الغذاء في مناطق المعارضة نظام الأسد على تقديم نفسه كالطرف الوحيد القادر على حكم البلد. وقد استغل هذه الميزة في جر المدن الموالية للمعارضة إلى عقد هدن لصالحه، خاصة في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق.
للأسف لن يغير إيصال المساعدات إلى الجموع التي تتضور جوعاً في مناطق مثل مضايا كثيراً من الأوضاع التي تساعد على إنجاح حصارات الأسد، والأمم المتحدة لا تفتأ تقلل من أهوال الحصارات وتأثير المساعدات الغذائية على مسار النزاع. لكن إدخال نظام الأسد للمساعدات في حساباته السياسية كان أحد الأسباب وراء سقوط اللبوس غير السياسي للمساعدات الغذائية عنها خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وبناءً على ذلك غيرت الولايات المتحدة وقطر وغيرهما من الدول شيئاً من استراتيجياتها، فزادت تمويل الجهات التي توزع المواد الرئيسية في مناطق سيطرة المعارضة. وفي معظم الأحيان كانت الدوافع وراء تلك الجهود سياسية سواء أعلن عنها أم لا. هذا وقد بدأت معظم الأطراف الخارجية تدرك حقيقة مهمة أدركها الأسد منذ زمن بعيد ولما تدركها المنظمات الإغاثية بعد: أن الغذاء في النزاعات ليس على الحياد، ولا يمكن أن يكون كذلك يوماً.
ما من شك أن المنظمات الإغاثية خففت المعاناة وأنقذت الكثير من الأرواح في سوريا، لكن تأطير تدخلها في سياق الحياد يدفع موزعي الغذاء لمحاولة خلق مساحة لعملهم بعيدة عن عالم السياسة الفوضوي، غير آبهين بنفي السوريين على الأرض للمزاعم الملصقة بهم. ونتيجة لذلك لا يرى الإغاثيون كيف تساهم المساعدات الغذائية في إعادة تشكيل علاقات السيادة وصياغة السياسات.
في سوريا، غيرت الإنسانية المحايدة مجرى النزاع بشكل ملموس وأثرت في حياة الملايين. وللحروب طريقتها بتلطيخ أيدي الجميع، حتى أولئك الذين يحاولون جاهدين إبقاءها نظيفة.
--------------
السوري الجديد
======================
وول ستريت جورنال عن محادثات جنيف: تكتب نهاية اﻷسد
السبت, 30 يناير 2016 21:57 جبريل محمد
وافق ممثلو المعارضة السورية الجمعة على الحضور لمحادثات السلام التي ترعاها اﻷمم المتحدة، لكنهم قالوا إنهم لن يتفاوضوا بشكل مباشر مع النظام، وسط مخاوف من فرض الولايات المتحدة وروسيا لخطة لإنهاء الصراع يمكن أن ترفضها المعارضة.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" اﻷمريكية عن محادثات السلام السورية الجارية حاليا في جنيف، متوقعة أن تخرج هذه الجولة بنتائج مختلفة عن الجولات السابقة، لتضع سوريا على المسار الصحيح ﻹنهاء الصراع الدائر في البلاد منذ 5 سنوات، خاصة أنّ القوى الغربية وروسيا اتفقا على خطة ترسم ملامح المستقبل في البلد- الذي مزقته الحرب- تناولت مصير اﻷسد ﻷول مرة، والخطوط العريضة للحكومة الانتقالية التي سوف تقود البلاد.
وقالت الصحيفة: "كان من المفترض أن تبدأ المحادثات الجمعة لكن اليوم مر دون أي تصريحات حول ما إذا كانت المعارضة ستشارك في المحادثات أم لا، إلا أنه في وقت متأخر من ليلة الجمعة حضر مندوب من المعارضة للاستفسار من الأمم المتحدة عن جدول أعمال المحادثات، وشروطها للمشاركة".
 وصل وفد النظام الجمعة واجتمع مع المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي يقود هذه العملية.
وأكد عدد من أعضاء المعارضة ترددهم في الحضور  خشية أن تكون هذه المحادثات مجرد وسيلة لفرض الخطة الروسية الامريكية، ثلاثة من أعضاء المعارضة قالوا إنهم اجتمعوا مع الأمريكيين والروس لمناقشة هذه  الخطة التي تتضمن أن تضم الحكومة الانتقالية القادمة، الحكومة والمعارضة.
ونفى كل من المسؤولين الروس والأمريكيين وجود تسوية بشأن سوريا أو أنهم وراء الإصرار على عقد المحادثات في هذا الوقت، وقال مسؤول أمريكى رفيع المستوى: إن" اختلافات واشنطن وموسكو  أكثر من اتفاقاتهما بشأن سوريا".
وقالت المعارضة السورية - التي تتخذ من باريس مقرا  - لقد تم الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في الأيام الأخيرة، واتفقا على أن 100 ألف جندي من الجيش الحكومي الذي كان يقدر في الماضي بـ 350 ألفا يمكن أن يشكل نواة قوة وطنية بعد تجديده، وانضمام 40 ألفا من المقاتلين المعتدلين، بجانب الميليشيات الكردية يمكنهم مقاتلة الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا "بداعش"، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن قدري جميل، السياسي السوري - الذي يقيم في موسكو وخدم لفترة وجيزة في حكومة النظام بين عامي 2012 و 2013- تأكيده بوجود اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على ضرورة وجود قوة وطنية جديدة.
 وأضاف:" الجانبان اتفقا على أن الدولة وعمودها الفقري الجيش يجب أن يظلا.. فتجربة العراق وليبيا كافية"، في إشارة إلى الفوضى التي ضربت البلدين بعد اﻹطاحة بأنظمتها عامي 2003 و 2011.
 وتابع:" التفاهمات اﻷمريكية والروسية امتدت إلى مصير الرئيس السوري بشار اﻷسد والخطوط العريضة للحكومة الانتقالية التي سوف تخرج من محادثات جنيف"، مشيرا إلى أنهم اتفقا على أن الأسد يجب أن يبقى لمدة عامين على الأقل، مرجحا أن تقسم الحكومة الانتقالية بالتساوي بين النظام والمعارضة.
وفي إشارة إلى التحول اﻷخير بشأن مصير اﻷسد، قال جميل: لقد قطعت كل الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة شوطا كبيرا في سوريا، والآن تحتاج من روسيا حل المشكلة.. لقد أدركوا أخيرا أن سوريا تحتاج لجراحة، وليس استخدام الفأس".
وأقام وفد المعارض في فندق بالعاصمة السعودية الرياض لمدة ثلاثة أيام، في محاولة لتقرير ما إذا كانت سوف تحضر  المحادثات أم لا، وطالبوا  النظام برفع الحصار عن المناطق التي يسيطر عليها المعارضة، ووضع حد للقصف الوحشي كشروط للمشاركة.
الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين -الذين يدعمون المعارضة ماليا وسياسيا- مارسوا ضغوطا كبيرة  على المعارضة وحلفاءها الإقليميين للحضور بدون شروط، بحسب دبلوماسيين غربيين وزعماء المعارضة.
وقال قادة من المعارضة: "إننا نشعر بالخيانة، وسنرفض أي صفقة تفرض علينا من القوى العالمية، وأعربوا عن شكوكهم بشأن جدوى مثل هذه المحادثات في إنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 250 الف شخص، وتشريد الملايين.
وأضاف سام كودماني، أحد أعضاء وفد المعارضة:" فلاديمير بوتين وإدارة أوباما لديهم اتفاق لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات".
 القرار 2254 يدعو لبدء المحادثات في جنيف الشهر الجاري وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، ووضع دستور جديد واجراء انتخابات في غضون 18 شهرا، وسيتم تنفيذ وقف إطلاق النار بجانب العملية السياسية.
 وقال قادة بالمعارضة: روسيا والولايات المتحدة اتفقا على تشكيل حكومة جديدة تجمع بين عناصر من النظام الحالي والمعارضة تتوالى إدارة اﻷمور في نهاية المطاف من الرئيس اﻷسد، ولكن دون تحديد موعد محدد لنهاية عصر بشار.
وأضاف:" هناك قرار من القوى العظمى لوضع الأزمة السورية على مسار التسوية التي لا يوجد فيها خاسر أو فائز، لا النظام ولا المعارضة".
======================
إندبندنت: هل تتدخل تركيا عسكريا في سوريا؟
عربي21- عبيدة عامر# الأحد، 31 يناير 2016 10:42 ص 00
تساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية حول الموقف التركي من الأزمة السورية، مشيرة إلى احتمالية تدخل تركيا "غير المتوقع دائما" داخل الحدود السورية.
وفي مقال للكاتب اليساري باتريك كوكبيرن، مع "الإندبندنت"، فإنه أشار إلى إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي انتهكت مجالها الجوي، موضحا أن الاستخبارات الروسية حذرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذه الخطة، إلا أنه لم يستجب "لأنه لم يصدق أن تركيا قد تخاطر بجر روسيا لتدخل عسكري أكبر في الأزمة السورية".
وادعى كوكبيرن أن إسقاط الطائرة الروسية كان "فخا معدا"، إذ إن المقاتلات التركية كانت تطير على علو منخفض، في ما يدل على أنها كانت بمهمة خاصة لإسقاط المقاتلة الروسية، رغم قول تركيا إن إسقاطها للطائرة جاء لاختراق الأخيرة لمجالها الجوي.
واعتبر الكاتب اليساري أن إسقاط الطائرة مهم لأنه "يظهر إلى أي مدى يمكن أن تذهب تركيا لتثبيت مكانها في الحرب الجارية على حدودها الجنوبية وامتداد حدودها".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن الأزمة السورية تمر بمرحلة خطيرة؛ فخلال العام الماضي كان المقاتلون الأكراد وجناحهم المسلح (وحدات الحماية الشعبية)، يسيطرون على نصف حدود البلاد مع تركيا، بالإضافة إلى المعبر الرئيس لتنظيم الدولة في تل أبيض شمال الرقة، مدعومين بقوة أمريكية سمحت لهم بالتقدم في كل الاتجاهات وأخذ مساحات شاسعة شمال سوريا بين نهري دجلة والفرات.
ويبقى لوحدات الحماية الشعبية ما يقرب من ثمانين كيلومترا أخرى، غربي جرابلس إلى الفرات، لإغلاق معبر تنظيم الدولة والفصائل المعارضة في إعزاز، في حين حذرت تركيا بقولها إن "خطها الأحمر" هو وجود الأكراد غرب الفرات، رغم عدم تدخلها عندما سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية"، جناح وحدات الحماية الشعبية، على سد تشرين على الفرات، وهددت وجود تنظيم الدولة في منبج.
وقالت الصحيفة إن الشهور المقبلة ستحدد الفائز والخاسر في المنطقة لعقود مقبلة، معتبرة أن "حملة تركيا لإسقاط رئيس النظام السوري تبدو أقرب للهزيمة، بعد التدخل الروسي والمظلة الدولية".
واعتبر الكاتب أن تركيا يجب أن ترد على ذلك سريعا، بالرغم من صعوبة إرسال جيشها لشمال سوريا في ظل أوامر شديدة من روسيا وأمريكا، مستدركا بقوله: "إذا كان البديل هو الهزيمة والإهانة، فهي قد تفعل ذلك".
ونقل الكاتب عن جيرارد تشالي لاند، الخبير الفرنسي بشؤون الحروب وسياسات الشرق الأوسط، أنه "بدون وجود أردوغان رئيسا فإن الأتراك لن يتدخلوا عسكريا في شمال سوريا، لكن بما أنه في مكانه فأظن أنهم قد يفعلون".
ووصف كوكبيرن أردوغان بأن لديه "سمعة" برفع الرهانات كما فعل العام الماضي عندما فشل بالفوز في الانتخابات البرلمانية في أول انتخابات، ثم استفاد من مواجهة الأكراد وتشظي خصومه ليفوز بها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
واعتبر تشالي لاند أن تركيا "قادرة على التدخل العسكري، ولن تردعها روسيا"، مؤكدا أن هذا لن يكون سهلا بوجود طائرات في الجو ومضادات طيران على الأرض، لكن "بوتين يعرف تماما حدود تدخله العسكري في سوريا"، بحسب تعبيره.
وقال عمر شيخموس، القيادي الكردي المقيم في أوروبا، إن الأكراد السوريين يجب أن "يدركوا أن الروس والحكومة السورية لن يدخلوا في حرب مع الأتراك لأجلهم"، محذرا من أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" لا يجب أن يبالغ بتقدير قوته، لأن ردود فعل أردوغان غير متوقعة، بحسب تعبيره.
واعتقد قادة أكراد آخرون أن التدخل التركي مستبعد، وإن كان سيحصل؛ فكان يجب أن يتم قبل إسقاط الطائرة الروسية، إذ عززت هذه الحادثة القوة الجوية في سوريا والاستعداء تجاه تركيا، معطية الدعم الكامل للجيش السوري للتقدم شمال اللاذقية وحول حلب.
وحتى الآن، ما زال الأكراد السوريون متسائلين عما يجب فعله، فهم في ظل شبه دولتهم التي يسمونها "روجافا" استطاعوا التمدد بسرعة هائلة لحاجة أمريكا لهم للتعاون مع الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة، ودعمت روسيا والولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" بالتقدم تجاه منبج.
وأكد كوكبيرن أن الأكراد في هذه اللحظة يقفون إلى جانب النظام السوري، ولهم العدو نفسه، لكنهم يعلمون بالمقابل أن جيشهم قادر على البقاء طويلا بهذه الحرب.
وإذا لم تتدخل تركيا بشكل كبير، فسينتصر الأسد وحلفاؤه في ظل الدعم الروسي والإيراني وحزب الله القوي الذي قلب المعادلة لصالح النظام، مقابل فشل "الترويكا السنية الإقليمية" المتمثلة بالسعودية وقطر وتركيا، بإسقاط النظام عبر دعم المعارضة السورية، بحسب تعبير كوكبيرن.
وأوضح أن ذلك يرجع إلى أنهم واقعون تحت الضغط، في ظل غرق السعودية في اليمن، وانخفاض أسعار النفط، مستدركا بأن تحركات قطر غير محسوبة في سوريا، إذ نقل كوكبيرن عن مراقب للخليج قوله: "لا يمكننا تحديد سياسات قطر"، في حين قال معلق آخر إن "السياسة الخارجية القطرية مشروع غرور"، مقارنا إياها برغبة قطر لشراء مبان كبيرة عند استضافتها لكأس العالم.
وأوضح الكاتب اليساري أن السياسة السورية والعراقية تنتهي عادة بأن الجميع يسيء تقدير الحسابات، ثم يسقط في يديه، كما حصل مع الولايات المتحدة في العراق في 2003، وتنظيم الدولة في 2014، وكما يجري مع الأكراد في 2016.
وأشار الكاتب، الذي يوصف بانحيازه لإيران، إلى أن إيران لم تقع في هذا لأنها تحركت "بحذر وخطوة وخطوة"
واختتم كوكبيرن بقوله إن تركيا هي القوة الإقليمية الأخيرة التي تستطيع أن تقلب معادلة الأحداث في سوريا بتدخل عسكري مفتوح، مشيرا إلى أن الصراع أصبح دوليا، وأن نهايته الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا بموافقة أمريكية روسية.
======================
الصحف الغربية: محادثات سوريا لن تسفر عن شيء
اهتمت غالبية الصحف الأميركية والبريطانية بمحادثات جنيف حول سوريا، وكان معظمها يميل إلى القول إنه لا يُتوقع لهذه المحادثات أن تسفر عن شيء رغم ما يتعرض له الشعب السوري من مأساة هي الأشد في التاريخ الحديث.
وقالت هذه الصحف إن ممثلي المعارضة رفضوا المجيء إلى جنيف إلا بعد فك الحصار عن البلدات المحاصرة من قبل النظام وعددها 15 بلدة ووقف القصف، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. لكن وفي وقت متأخر الليلة الماضية شعرت اللجنة العليا للمعارضة، وهي مظلة تضم مجموعة من الفصائل، بضرورة الذهاب إلى جنيف للتحدث على الأقل حول كيفية وقف الحرب بدلا من المقاطعة.
وأوضحت أنه وبعد مقتل 250 ألف شخص ولجوء حوالي خمسة ملايين من البلاد ونزوح نصف السكان من منازلهم، واتهامات بأبشع جرائم الحرب، لا يزال السوريون بعيدين حتى عن مجرد الموافقة على البحث في تخفيف بعض المآسي الإنسانية التي تنتهك قوانين الحروب.
ضآلة التوقعات
وقالت نيويورك تايمز إن الدبلوماسيين أعربوا عن أملهم في أن تصل أطراف المحادثات إلى اتفاق بشأن أمور لا يجب أن تكون أصلا محل نقاش وهي توصيل الطعام والأدوية للعالقين خلف خطوط القتال الأمامية وفك الحصار عن البلدات المحاصرة ووقف القصف، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لأن ذلك يوجبه القانون الدولي والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
"نيويورك تايمز:الدبلوماسيون أعربوا عن أملهم في أن تصل أطراف المحادثات إلى اتفاق بشأن أمور يجب ألا تكون أصلا محل نقاش"
ولمعرفة إلى أي حد أصبحت توقعات المراقبين ضئيلة بشأن هذه المحادثات، فإنهم يقولون إنه لو تم التوصل لاتفاق لرفع الحصار عن البلدات المحاصرة فسيكون ذلك انتصارا يجب الإشادة به.
ونقلت نيويورك تايمز عن المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا قوله عندما سأله الصحفيون عما إذا كان قد حصل على وعد من النظام السوري وروسيا لرفع الحصار، قال إنه يجب على الصحفيين إعطاء المحادثات فرصة لتبدأ وكأنه يريد تأكيد أن هذه المحادثات لن ينتج عنها شيء قريب من التسوية السياسية، مشيرا إلى أنها ليست عن السياسة وحدها، وإنما "نريدها أن تكون حول دليل ما عن تحسن من أجل الشعب السوري".
الخوف من أميركا
وقالت وول ستريت جورنال إن ممثلي المعارضة وافقوا على المجيء لجنيف، لكنهم قالوا إنهم لن يتباحثوا فورا مع النظام خوفا من أن تكون الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على خطة لإنهاء الصراع بشكل لا يرضي المعارضة.
ووفقا لدبلوماسيين غربيين وأعضاء في هذه المعارضة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الذين يدعمون المعارضة ماليا وسياسيا ضغطوا بقوة عليها وعلى السعودية وتركيا للحضور من غير شروط مسبقة.
أما لوس أنجلوس تايمز الأميركية فقد قالت إن هذه المحادثات متعثرة للغاية، وإنه ليس من المعروف حتى الآن من الذي تسلم دعوة للمشاركة من المعارضة السورية المنقسمة وإن الأمم المتحدة لم تكشف بعد عن قائمة المدعوين.
تمكين الأسد
وقالت غارديان البريطانية في افتتاحية لها إن التعامل مع هذه المحادثات بشكل خاطئ لن يؤدي إلى السلام وربما ينتهي بها إلى تعزيز تنظيم الدولة، وإن الهدف المعلن لها بعيد المنال. ودعت إلى التركيز على المأساة الإنسانية، قائلة يبدو أن الولايات المتحدة والدول الغربية قدمت تنازلات لروسيا وإيران مكنت الأسد من الاستمرار في ضرب المدنيين.
وأضافت غارديان بأنه من السهل الضغط على المعارضة، لكن الضغط الضروري يجب أن يُمارس على داعمي الأسد في موسكو وطهران، وأن تمكين الأسد من أن تكون له اليد العليا لن يفعل شيئا غير تعزيز ما يقوله تنظيم الدولة عن أنه الوحيد القادر على الدفاع عن المسلمين السُنة.
ووصفت تايمز البريطانية هذه المحادثات بأنها محادثات سلام وهمي، ودعت إلى التركيز على وقف لإطلاق النار في عدة مناطق بالبلاد وإنهاء الحصار الوحشي للنظام ضد المدن والبلدات التي توجد بها المعارضة.
وقالت فايننشال تايمز البريطانية إن الانقسامات وعدم الثقة أعاق محادثات جنيف، وإن الدفع القوي من وزير الخارجية الأميركية جون كيري ومن دي ميستورا لعقد المحادثات بأسرع وقت ممكن تسبب في انقسامات وعدم ثقة وسط أطراف المعارضة، في وقت تحتاج فيه هذه الأطراف لزخم لفرض صفقة على الأرض.
ونقلت عن ممثلي المعارضة قولهم إنهم يعيشون بين فكي الرحى ويتعرضون للانتقاد والهجوم من المطالبين بالذهاب لجنيف لمحاولة الحصول على إغاثة للذين يعانون ظروفا لا تُطاق، ومن المطالبين بالمقاطعة الذين يقولون بعدم الذهاب حتى يتم إنهاء العنف والحصار.  
======================
الواشنطن بوست :لماذا تتعامل إسرائيل بحذر بالغ مع "داعش"؟ لعبة حرب أخيرة تُبيِّن السبب
ديفيد إغناتيوس - (الواشنطن بوست) 26/1/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تل أبيب- دعُونا نفترض أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" يهاجمون دورية عسكرية إسرائيلية على الحدود السورية. وأنهم يبذلون محاولة فاشلة لاختطاف جندي إسرائيلي، ويقتلون أربعة آخرين. كما يُضرب موقع حدودي أردني أيضاً، وتعلن مجموعة "الدولة الإسلامية" أنها تسيطر على محافظة درعا في جنوب سورية.
كيف سترد إسرائيل واللاعبون الرئيسيون الآخرون على ذلك؟ في لعبة حَرب لُعبت هنا في إسرائيل في الأسبوع قبل الماضي، ردُّوا على ذلك، وإنما بحذر بالغ. فقد أراد اللاعبون الذين يمثلون إسرائيل والأردن تجنب خوض معركة ضارية ضد الإرهابيين -ونظروا إلى الولايات المتحدة لتضطلع بالقيادة.
أدار هذا التمرين في المحاكاة المعهد الاسرائيلي لدراسات الأمن القومي، كجزء من مؤتمره السنوي. وأظهرت النتائج الواقع المتناقض للصراع الجاري ضد مجموعة "الدولة الإسلامية": إسرائيل والأردن تصرفان بالحذر وضبط للنفس، على أمل تجنب الانجرار أعمق إلى الحرب السورية الفوضوية، حتى في حين تقوم الولايات المتحدة بتصعيد انخراطها في هذه الحرب.
وقال الجنرال آساف أوريون، وهو ضابط متقاعد كان قد شغل منصب رئيس مسؤولي التخطيط في الجيش الإسرائيلي: "إننا جميعا نؤمن بأن إبقاء إسرائيل خارج الصراع هو أمر مهم". وقاد الجنرال أوريون الفريق الإسرائيلي في لعبة المحاكاة. وفي لعبة الحرب هذه، ردت إسرائيل على قتل جنودها، ولكنها تجنبت خوض العمليات العسكرية الكبيرة.
كما أراد الأردن أيضاً تجنب التصعيد. لم يُرد اللاعبون الذين يمثلون الأردن إرسال جنودهم إلى داخل سورية. وكانوا يشعرون بالقلق من اللاجئين والخلايا الإرهابية النائمة داخل الأردن، وأمِلوا أن تتمكن القوة العسكرية المجتمعة لروسيا والنظام السوري من كبح الصراع وطرد مجموعة "الدولة الإسلامية" من موطئ قدمها في جنوب سورية. كما تطلعوا أيضاً إلى قيادة الولايات المتحدة، ولكنهم لم يكونوا متأكدين من أنه يمكن الاعتماد عليها.
وهو ما ترك الجنرال جون آلن، ضابط البحرية الأميركية المتقاعد الذي كان حتى وقت قريب منسق استراتيجية التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد "الدولة الإسلامية"، ليلعب الدور الأميركي. وقال إن الولايات المتحدة تنظر إلى الأمن الإسرائيلي والأردني باعتباره مصلحة وطنية حيوية، وسوف ترسل طائراتها الحربية للرد على أي هجمات تُشن على حلفائها. والتورط العسكري الأميركي، في المحاكاة وفي الواقع، آخذ في الازدياد -جزئياً لأن الآخرين ينظرون إلى ذلك على أنه في حكم المسلمات.
إذا كنتَ لا تحب هذه النسخة من محاكاة الحرب، فإنك ربما ستحب الحياة الواقعية بقدر أقل أيضاً. فهناك إجماع متزايد على أن "الدولة الإسلامية" تشكل تهديداً خطيراً للنظام الإقليمي، بل وحتى الدولي. وقد وصف مسؤول إسرائيلي كبير سابق الصراع مع "الخلافة" بأنه مثل "حرب عالمية ثالثة". ولكن معظم اللاعبين ما يزالون يرغبون في حمل معطف أميركا فقط، في حين تقوم هي بالجزء الأكبر من القتال.
بعد ذلك، أكدت إلى مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية هنا أن لعبة الحرب المذكورة كانت انعكاساً دقيقاً لكيفية رؤية القادة العسكريين الإسرائيليين للصراع. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إنه بدلاً من مهاجمة قوات "الدولة الإسلامية" على طول حدود إسرائيل الشمالية والشرقية، فإن إسرائيل تنتهج سياسة الردع والاحتواء، بل وحتى إقامة الصلات والعلاقة الهادئة. وأشار إلى أنه إذا أرادت إسرائيل شن هجوم بري شامل على قوات "الدولة الإسلامية" في جنوب سورية وشبه جزيرة سيناء، فإنها يمكن أن تدمرها تماماً في غضون ثلاث أو أربع ساعات.
ولكن، ماذا سيحدث عندئذٍ في اليوم التالي؟"، كما تساءل المسؤول العسكري الإسرائيلي. "في الوقت الراهن، نحن نعتقد أن الوضع سيكون أسوأ. ولذلك نحاول ردعهم فقط".
لا يريد الإسرائيليون أن يثيروا عش الدبابير بشن هجوم على "الدولة الإسلامية". فهل يتوفر خيار قائم على هذه المعايير نفسها للولايات المتحدة؟ يقول معظم المسؤولين الإسرائيليين: كلا. ويجادلون بأن الولايات المتحدة دولة عظمى، وأنها إذا كانت تريد الاحفاظ بالقيادة في المنطقة، فإنها لا بد أن تقود المعركة لدحر "الدولة الإسلامية".
كان موضوع مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي هو أن قواعد اللعبة قد تغيرت في الشرق الأوسط. الدول تتفتت؛ وهناك خلافة نصبت نفسها، وغرست لنفسها جذوراً عميقة في سورية والعراق، وأصبح لها الآن وجود في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم؛ وهناك إيران صاعدة، ما تزال ثورية، والتي تستخدم قوى بالوكالة لزعزعة استقرار كل دولة عربية تقريباً؛ كما تحطم النظام القديم الذي جسدته سلالات عائلات مبارك والأسد والقذافي العلمانية.
يختلف الإسرائيليون فيما بينهم حول كل موضوع سياسي تقريباً، لكن هناك اتفاقاً أساسياً بينهم على الصورة الاستراتيجية: بينما يتشظى نظام الدولة في الشرق الأوسط، فإن عدم الاستقرار في هذه المنطقة سيكون مزمناً، وسوف يستمر لسنوات عديدة، وسوف يكون الهروب من هذا الصراع مستحيلاً. ولذلك، عليك أن تفكير ملياً بكيف تريد خوض الحرب في ما وصفه مسؤول عسكري إسرائيلي كبير بأنه "المركز في جهاز للطرد المركزي".
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
 Why is Israel so cautious on the Islamic State? A recent war game explains why.
alazeineh@alghad.jo
======================
واشنطن بوست :مضايا.. مأساة التجويع يفاقمها البرد القارس
تغطي الثلوج بلدة مضايا السورية ويزداد البرد القارس الذي ينخر العظام، مما فاقم معاناة الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر الموت جوعا هناك بسبب الحصار المستمر الذي يفرضه النظام منذ أكثر من ستة أشهر كما يقول سكان وعمال إغاثة لصحيفة واشنطن بوست.
وتقول الصحيفة إن مضايا تصدرت في وقت سابق من هذا الشهر عناوين وسائل الإعلام عندما سمح اتفاق تدعمه الأمم المتحدة بدخول قوافل مساعدات أمنت بعض الغذاء والدواء لسكان المدينة ذات الموقع الإستراتيجي الواقعة على بعد نحو أربعين كيلومترا إلى الغرب من العاصمة دمشق.
ويؤكد مسؤولو الأمم المتحدة وعمال الإغاثة أن ذلك لم يكن كافيا بالمرة، وأن شحنات إنسانية إضافية تمت عرقلتها من قبل نظام الأسد الذي حاصر أكثر من عشرين ألف شخص في مضايا منذ الصيف، ويؤكد السكان أن الموت جوعا مستمر في المدينة مع استمرار موجة البرد القارس.
أحد سكان المدينة -ويدعى عبد الله (25 عاما)- يقول لمراسل واشنطن بوست "كنا على حافة الموت جوعا قبل أن تأتي مساعدات الأمم المتحدة هنا، والآن ما زلنا نموت جوعا مع اشتداد البرد أكثر فأكثر".
وعندما دخل عاملون في المجال الإنساني مع المساعدات إلى البلدة هذا الشهر نقلوا مشاهد مروعة بمن في ذلك نحو أربعمئة شخص كانوا بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. وقال عبد الله إن معظم هؤلاء لم يتم نقلهم للعلاج، ومن بينهم تسعة أشخاص لقوا حتفهم مؤخرا بفعل النقص الحاد في المواد الغذائية والرعاية الطبية.
وأثار حصار مضايا المزيد من الأسئلة بشأن جهود الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة في الصراع السوري الذي خلف أكثر من 205 آلاف قتيل وشرد الملايين، ويتهم نشطاء المعارضة مسؤولي الأمم المتحدة بالإذعان لنظام الأسد الذي يمنع بشكل متكرر الموافقة على تقديم المساعدات إلى مناطق المعارضة المحاصرة.
وفي بيان شديد اللهجة لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الماضي دعا ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأطراف المتحاربة في النزاع لرفع الحصار عن المدن والبلدات، وأعرب عن قلقه بشكل خاص على مضايا، مشيرا إلى أنها لا تمثل سوى "غيض من فيض" من حيث مدى المعاناة في سوريا الناجمة عن الحصار.
وأكد أوبراين أن حكومة بشار الأسد لم ترد على ما يقرب من 75% من طلبات للأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتغيير مقاربتهم للوضع.
وهذا التقاعس-كما يصفه المعارضون- أدى إلى اليأس المتزايد في صفوف السكان المحاصرين مع زيادة معاناتهم نتيجة البرد الشديد في هذه الفترة والجوع ونقصان المواد الغذائية والطبية.أزمة مستفحلة
وفي الوقت الحالي يقول السكان إنه مع تقنين المساعدات الغذائية في الآونة الأخيرة بدأت أسعار السلع الأساسية في الارتفاع مرة أخرى بعد تراجع مؤقت، وبلغ سعر باوندين اثنين من الأرز (تسعمئة غرام) أكثر من مئة دولار، كما أن اللحوم والفواكه والخضروات الطازجة غير متوفرة كما يؤكد سكان المدينة.
وتقول أم عمر -التي تدير جمعية من النساء في المدينة- إن كل النساء في المدينة المحاصرة يعانين من فقر الدم"، مضيفة أن تعقيدات كثيرة يتسبب فيها ذلك للنساء في حالات الولادة في ظل غياب أطباء مختصين.
وقد أثار عدم وجود الكهرباء وتناقص الحطب في هذا الشتاء القارس مخاوف الأهالي، خاصة على صغارهم. وتقول جنان إنها تخاف على صحة ابنها جميل البالغ من العمر 12 عاما، وابنتها راما البالغة من العمر تسع سنوات، فلا يمكن تدفئة البيت بفعل نقص الحطب، كما أن كل واحد منهم يتناول وجبة واحدة في اليوم وهو ما لا يكفي للبقاء، وليس مغذيا بالشكل الكافي.
وتقول جنان إنها تحاول أن تأكل العشب الأخضر للحصول على شيء مثل السلطة، لكنها تخشى أن تسمح لأطفالها بأكله لأنه يمكن أن يكون ضارا بالنسبة لهم.
وقالت ليندا توم -وهي متحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية- إنها طلبت مؤخرا إذنا لإجراء التقييم الغذائي في مدينة مضايا، ولكن حكومة الأسد لم تستجب.
وتقول ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق إليزابيث هوف إن النظام وافق مؤخرا على طلب لإرسال العيادات الطبية المتنقلة لمضايا، لكن السكان يؤكدون أن لا شيء غير رفع الحصار يمكن أن ينهي معاناتهم.
وعلى لسان كل سكان المدينة الذي تعبوا من الجوع والمرض والبرد يقول عبد الله لمراسل واشنطن بوست "أجسادنا هزلت في الوقت الحالي، وأي نوع من المرض يمكن أن يكون قاتلا، نحن بحاجة فقط إلى أن يوضع حد لهذا الوضع وهذا الحصار".
 
======================
بروجيكت سنديكيت :كيف ننتصر في الحرب على الإرهاب؟
هيرناندو دي سوتو*
ليما- انقضت 14 سنة منذ أن أعلن الرئيس جورج بوش الابن "الحرب العالمية على الإرهاب". واليوم، وبعد إنفاق 1.6 تريليون دولار أميركي على تلك الحرب، وقتل 101 زعيم ارهابي، من أسامة بن لادن إلى جون الجهادي، ما يزال الغرب معرضاً للهجوم نفسه -إن لم يكن أكثر من الماضي- من قبل الإرهابيين الذين يستطيعون تجنيد المقاتلين وضرب أي عاصمة غربية عملياً متى يشاؤون. وقد أعلن رئيس آخر الآن –الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند- المشاركة في الحرب على الإرهاب كذلك (وهناك قادة أوروبيون آخرون). فهل أصبحت احتمالية النصر أفضل فعلاً؟ لدي شكوكي بهذا الخصوص.
لقد حان الوقت لندرك أن قوة خصومنا تنبع -في جزء منها على الأقل- من المشاعر التي تشبه تلك التي حركت الحرب الثورية الأميركية والثورة الفرنسية. وهي تتمثل في مشاعر الإحباط من النظام السائد والانسلاخ عنه. فقد أصبح الناس العاديون مقتنعين في المستعمرات الأميركية أو الخاضعة لبريطانيا قبل سنة 1776، وفرنسا في السنوات التي سبقت سنة 1789، بأن حياتهم وممتلكاتهم وأعمالهم خضعت لفترة طويلة لسطوة الحكام المتعسفين. وهناك إحساس بالقطيعة نفسها هذه الأيام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بدأ الربيع العربي عندما أحرق بائع تونسي فقير، محمد البوعزيزي، نفسه في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2010، للاحتجاج على الاستيلاء عديم الرحمة على تجارته. وقد انتحر محمد -كما أخبرني شقيقه سالم في مقابلة مسجلة لقناة تلفزيونية أميركية عامة- من أجل "حق الفقراء في البيع والشراء".
وخلال 60 يوماً من وفاة محمد بوعزيزي، حشدت رسالته العالم العربي، وقام 63 تاجرا صغيرا آخر في الشرق الأوسط بتكرار ما فعله وأحرقوا أنفسهم، مما جعل مئات الملايين من العرب يتظاهرون ويسقطون أربع حكومات. وما تزال قوة غضبهم مستمرة في زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
لم يستوعب الغرب هذه الرسالة. وكالعادة، ركز على الإصلاحات في الاقتصاد الكلي والمساعدة الفنية -حتى أنه فشل في النظر في حقوق الملكية للغالبية الفقيرة. وهذه مشكلة قديمة. فبدلاً من أن يتذكر الغربيون أن حقوق الملكية هي التي حررت مجتمعاتهم من فتوات السيادة، يعتقد الغربيون الذين يميليون إلى اليسار بأن حماية الملكية هي عقيدة يمينية. وينظر المحافظون إلى حقوق الملكية القانونية على أنها من المسلمات. ويربطها الاقتصاديون بالصفقات العقارية والتجارة.
لقد أدى فشل الغرب في تشجيع الحكومات العربية على تأسيس وحماية وتعزيز حقوق ملكية مواطنيها (وتزويدهم بالوسائل)، إلى خلق فراغ شغله القوميون الرومانسيون في المنطقة، وفروعهم الإرهابية. وهم يقومون الآن بإرسال جنودهم إلى أوروبا. وبطبيعة الحال، لن يستطيع هؤلاء المتعصبون تحسين مستويات معيشة الفقراء، كما يظهر الحكم الوحشي لما يطلق عليه اسم تنظيم "الدولة الإسلامية" في خلافته التي أعلنها بشكل فردي. ولكن، في بيئة تعاني من الحرمان والإحباط، فإن أولئك الذين يقدمون وعوداً زائفة يجذبون الأتباع بسهولة.
كم من الوقت يحتاج الغرب حتى يتذكر أن الرأسمالية الديمقراطية تتطلب حقوق ملكية قوية من أجل وضع حدود واضحة لا تستطيع الدولة تجاوزها؟ مثل الكون المضطرب وجميع المساحات المفتوحة، فإن السوق العالمية هي مكان مضطرب مع وجود احترام قليل للحياة. وتنشأ جميع الأنظمة الحيوية -سواء كانت الأنظمة الطبيعية أو التي يرتبها الإنسان- وتعمل فقط في مساحات مغلقة. وسواء كنا نتحدث عن خلايا أو جزئيات أو أعضاء الجسم أو أجهزة الحاسوب أو المجموعات الاجتماعية، فإن كلاً منها يظل مقيداً ضمن حدود: الغشاء أو البشرة أو الجدار أو الحق القانوني.

ضمن حدود أجسامنا، تتم إدامة هياكل معقدة متعددة الخلايا عن طريق إنتاج جزئيات تتحقق من وجود تعاون وتبادل المعلومات بين الخلايا، في عملية تدعى "التأشير". ويمكن أن يؤدي أي ضعف في هذه العملية إلى اضطرابات مثل السرطان. ولو انفصلت بعض الخلايا عن الخلايا الأخرى أو المصفوفة المحيطة، فإنها عادة ما تموت خلال فترة قصيرة، وهي عملية تدعى "آنويكيس"، أو "التشرد" باللغة اليونانية.
سيكون القادر على إنها "آنويكيس" في الشرق الأوسط الكبير هو المنتصر في الحرب على الإرهاب. ولهذا السبب، يتوجب على الغرب وحلفائه مساعدة 80 % من السكان الذين يعتمد بقاؤهم على الحدود اللازمة لحمايتهم وحماية أصولهم (حقوق الملكية والشركات محدودة المسؤولية). وهم يحتاجون إلى آليات التأشير من أجل اكتشاف الخطر (سجلات وأنظمة تتبع، والتي تأتي من تسجيل الأصول والشركات). كما يحتاجون إلى جزئيات الالتصاق من أجل التواصل مع الآخرين، وبناء تركيبات معقدة وقيمة بشكل متزايد (عقود يمكن تطبيقها قانونياً)، كما يحتاجون إلى القدرة على استخدام الأصول في ضمان الائتمان وخلق رأس المال (الأسهم والأوراق المالية من أجل تقسيم وتوسيع ورهن الممتلكات). وإلا فإن القوى العسكرية المشتركة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية -والآن روسيا- لن تربح أي شيء.
إذا أراد هولاند والرئيس الأميركي القادم وحلفاؤهم العرب وقف الإرهاب، فإن عليهم مساعدة حكومات الشرق الأوسط والضغط عليها من أجل تقديم الحماية لشعوبها، وهي الحماية التي ستعزز إمكاناتهم للازدهار على قدم المساواة في السوق العالمية. وكان هذا هو ما فعلته الثورات الإميركية والفرنسية، والذي يعد أضمن طريقة لحرمان المتطرفين من الجاذبية التي تساعدهم على البقاء.
 
*رئيس معهد الحرية والديمقراطية.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================