الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 4-8-2015

05.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. بلومبيرغ :ليونيد بيرشيدسكي :النفط الإيراني قد يؤذي الولايات المتحدة وروسيا
2. شونتي بانت – (كرستيان سينس مونيتور) 27/7/2015 :لماذا هرب الارهابي جون من "داعش"؟
3. جوشوا وولكر، وأندرو بوين – (فورين أفيرز) 29/7/2015 :حرب أردوغان: مغامرة الرئيس التركي الخطِرة
4. هفينغتون بوست || الدور السعودي في الهجمات التركية على سوريا
5. فورين بوليسي || الأهداف الخفية للصفقة التركية- الأمريكية للحرب على داعش
6. لوموند: النظام الإيراني يعزز شعبيته بفضل تدخله في العراق
7. ذي ديلي بيست: أمريكا لم تقض على تنظيم الدولة بل جعلته أقوى
8. موندافريك: البغدادي دمية يحركها جنرالات صدام حسين
9. لوموند: جبهة النصرة.. رهان قطر والسعودية وتركيا المحفوف بالمخاطر
10. واشنطن بوست: إيران سعيدة بتدمير سوريا.. وسبب وحيد يجعلها تتخلى عن بشار
11. واشنطن بوست: تدفق للأسلحة الثقيلة للمعارضة جنوب سوريا لمواجهة تزايد نفوذ الإسلاميين في الشمال
12. إيميلي كاديل – أوزي  :الجاسوس الأكثر أهمية في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”
13. الجارديان: الغارات الأمريكية قتلت مئات المدنيين فى سوريا والعراق
14. لماذا لن تتخلى إيران عن سوريا؟
 
بلومبيرغ :ليونيد بيرشيدسكي :النفط الإيراني قد يؤذي الولايات المتحدة وروسيا
الشرق الاوسط
جاءت صفقة إيران النووية كمقامرة كبيرة للولايات المتحدة وروسيا، فقد هددت الصفقة صناعة النفط في كلتا الدولتين، وكذلك هددت النمو الاقتصادي في روسيا. يعتمد الأمر الآن بشكل كبير على قدرة إيران على تسريع وتيرة إنتاج النفط حسبما قالت، وعلى رد فعل المتأملين لتلك الجهود، وما إذا كان سيماثل ردّ فعلهم عند سماع إخبار إبرام الصفقة مع إيران.
قفز سعر نفط برنت الربيع الماضي إلى 68 دولارا أميركيا للبرميل، وكان ذلك في 6 يوليو (تموز)، إلا أن السعر تراجع إلى 56 دولارا للبرميل في أول يوليو، بعدما أظهرت المحادثات مع إيران تقدما ملحوظا. بيد أن المحللين عزوا ذلك التراجع لسبب آخر، وهو عدم اليقين من مدى تأثير أزمة اليونان على الطلب الأوروبي على النفط، وانهيار البورصة الصينية، إلا أن أي تأثير محتمل لهذين السببين يجب أن يكون قد تلاشى في حينه، إذ إنه عند إبرام الاتفاق مع إيران في 14 يوليو، استقر سعر برميل «برنت» عند 56 دولارا.
وهذا السعر يعتبر قريبا من السعر الذي تستطيع كل من روسيا والولايات المتحدة تحمله من دون تكبد خسائر كبيرة.
بناء على الموازنة الروسية، من المقرر أن يتم تصدير مزيج نفط الأورال بسعر 50 دولارا للبرميل في العام الحالي، و60 دولارا، العام المقبل، بينما السعر الحالي بلغ 55 دولارا للبرميل، وفي حال تراجع السعر إلى 50 دولارا للبرميل أو أقل، فقد تستمر روسيا في مواجهة الركود عام 2016، بدلا من تحقيق نسبة نمو 2.3 التي تتوقعها الحكومة. حتى السعر الحالي سوف يسهم في زيادة عجز الموازنة وسوف يجبر معدلات الإنفاق الحكومي على التراجع.
في دولة يشكل إنتاج النفط والغاز فيها نسبة 17 إلى 25 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، فإن أي تراجع في استثمارات الشركات النفطية يشكل إزعاجًا كبيرًا لا يمكن تعويضه بأي زيادة في الطاقة النووية، أو بزيادة التعاون في مجال النفط والغاز مع إيران.
في الولايات المتحدة، استقرت صناعة «التكسير المائي» أو «الهيدروليكي» على السعر الحالي؛ فبعد تراجع طفيف في مايو (أيار) الماضي، ارتفع إنتاج الولايات المتحدة مجددا إلى 9.6 مليون برميل يوميا، واستقر على المستوى نفسه على مدى الشهرين الماضيين. توقفت مؤشرات شركة «ريغ» للتنقيب عن النفط عن التراجع، وكذلك عن الارتفاع، ومع ثبات أسعار الخام فوق حاجز 50 دولارًا للبرميل، لن يتراجع النشاط، وسوف يستقر على ما هو عليه، حسب تقرير حديث أعده أندرو كوسغروف وويليام فويلز، المحللان بمؤسسة «بلومبيرغ» البحثية. إلا أن شركات التكسير الهيدروليكي الأميركية الصغيرة تظل مهددة، ومن الممكن أن تحتويها الشركات الكبرى، ولذلك لن يتراجع الإنتاج، لكن في حال تراجع السعر دون مستوى الخمسين دولارا للبرميل، فسوف يتعرض اللاعبون الكبار أيضا للخطر.
بالطبع سوف تتراجع الأسعار نتيجة لانخفاض الطلب، وفي الوقت الحالي يتم إمداد سوق النفط العالمي بنحو 800 ألف برميل يوميا، حسب مؤسسة «مورغان ستانلي». وتتوقع منظمة الدول المصدرة للبترول، التي تقول «مورغان ستانلي» إنها المسؤولة عن الإنتاج الزائد، أن يرتفع الطلب بمقدار 1.34 مليون برميل يوميا عام 2016. وهنا يأتي العامل الإيراني، ومفاده أن الزيادة في الإنتاج الإيراني، بعد رفع العقوبات عنها قد يشير إلى الفارق بين سوق متوازن وإمدادات متواصلة زائدة عن الحاجة.
بمقدور وزير النفط الإيراني بيزان نمدار زنغنه أن يجعل الأميركان والروس يرون ما هو أسوأ. ففي شهر يونيو (حزيران) الماضي ضخت إيران 2.85 مليون برميل نفط يوميا، إلا أن زنغنه أفاد بأن تلك الكمية سوف ترتفع إلى 4 ملايين برميل خلال سبعة شهور من تاريخ رفع العقوبات. وبناء عليه، وحسب تصريح الوزير، فقد يرتفع الإنتاج فجأة إلى 4.7 مليون برميل يوميا. تهدف إيران بذلك إلى استعادة حصتها السوقية السابقة. ويضيف زنغنه أن «المسؤولين عن حماية الأسعار، هم أنفسهم من شغل مكاننا في الإنتاج خلال الفترة الماضية واستفاد منها».
وهنا يبرز التساؤل عما إذا كان الرقم الذي طرحه زنغنه قابلا للتحقيق. ويتوقع رتشارد نيفيو، الأستاذ في مركز دراسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، أنه خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرا من رفع العقوبات، سوف تضيف إيران 300 ألف إلى 500 ألف برميل يوميا فقط إلى سوق النفط العالمي، لأن حقول النفط الإيرانية عانت من قلة الاستثمار خلال السنوات الماضية. وحتى تستعيد شبابها ومقدرتها، سوف تحتاج تلك الحقول استثمارات بقيمة 50 مليار دولار، ولن يكون هذا المبلغ متاحا بالضرورة.
وحسب نيفيو «سوف تكون إيران قادرة على ضخ مخزونها النفطي الذي يقدر بـ30 إلى 40 مليون برميل إلى الأسواق، إلا أن هذا الكم يعتبر أكبر من أن يضخ كله في وقت واحد، وسوف تتلقى إيران ضربة في السعر، لو أنها أرادت تصريف مخزونها النفطي بسرعة. وسوف تسعى بعد ذلك لضمان زيادة إنتاجها الجديد، وسوف تحارب لاستعادة المكان الذي فقدته في سوق النفط منذ ثلاث سنوات. سوف يكون ذلك صعبا حتى وإن ارتفعت الأسعار في سوق النفط، وفي ضوء الأسعار الحالية، سوف يكون التحدي كبيرا».
إن صدق نيفيو، ألا يعنى ذلك أن أسعار النفط سوف ترتفع؟ من الصعب الجزم بذلك لأن السعر لا يحدده العرض والطلب فقط، إذ إن الأخبار الواردة من إيران عن زيادة صادراتها النفطية وصفقاتها المبرمة مع اللاعبين الكبار في سوق النفط تنبئ بانخفاض أسعار النفط.
حتى الآن، تبدو صناعة التكسير الهيدروليكي الأميركية والاقتصاد الروسي، الذي يعتمد بشكل أساسي على قطاع الطاقة المملوك للدولة، مقدرا لهما السير على حبل تستطيع إيران، أو الأخبار الواردة منها، انتزاعه بسهولة. التوازن هش، وكان من الممكن أن يكون أقل هشاشة من دون الاتفاق النووي، بيد أن موسكو وواشنطن بالتأكيد قد رأتا في الاتفاقية مزايا تفوق مخاطر النفط. إحدى تلك المزايا المقايضة بين روسيا والولايات المتحدة: التعاون في الشرق الأوسط مقابل فرصة تجميد الصراع في أوكرانيا. من الممكن أن تكون روسيا والولايات المتحدة تسعيان للاستفادة بشكل متبادل من التوسع الاقتصادي داخل إيران. في كلتا الحالتين، فإن الكلفة، التي ينظر لها باعتبارها انهيارا جديدا في سعر النفط، من الممكن أن تكون أكبر من المتوقع.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
======================
شونتي بانت – (كرستيان سينس مونيتور) 27/7/2015 :لماذا هرب الارهابي جون من "داعش"؟
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ذكرت التقارير مؤخراً أن الإرهابي البريطاني المعروف باسم "الجهادي جون" قد غادر مجموعة "الدولة الإسلامية"، خوفاً على حياته بعد أن تم التعرف إليه قبل ستة أشهر من الآن على أنه الابن كويتي المولد لعائلة حسنة الأحوال في لندن.
غادر الجهادي جون "داعش" لأن المنظمة الإرهابية ربما تلقي به "مثل حجر أو أسوأ إذا شعرت بأنه لم يعد يفيدها بعد الآن"، وفقاً لأحد مصادر الصحيفة الإخبارية البريطانية "ديلي إكسبرس". ولم يتأكد تقرير الديلي إكسبرس من أي مصادر حكومية أو أي مصادر إخبارية أخرى.
حصل الرجل المولود باسم محمد إموازي في البداية على سمعة دولية سيئة، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى المنظمة الإرهابية التي ينتمي إليها، بعد صدور شريط فيديو عن مجموعة "الدولة الإسلامية" في آب (أغسطس) 2014، والذي يظهر فيه وهو يقطع رأس الصحفي الأميركي جيمس فولي.
في ذلك الوقت، كتبت ديان فولي على صفحة الفيسبوك الخاصة بابنها الذي قتل بعد أن أمضى عامين في الأسر: "لم نكن فخورين بابننا جيم أكثر مما نحن الآن. لقد ضحى بحياته وهو يحاول أن يكشف للعالم معاناة الشعب السوري".
السيد إموازي مطلوب الآن بتهم ارتكاب جرائم قتل لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب قتله الصحفيين وعمال الإغاثة فولي، وستيفن ساتلوف، وديفيد هاينز، وألان هينينغ، وبيتر كاسيغ، من بين آخرين. وكان آخر شريط ظهر فيه الإرهابي كويتي المولد البالغ من العمر 26 عاماً هو الذي قطع فيه رأس الصحفي الياباني كينغي غوتو قبل أكثر من ستة أشهر. وتعتقد صحيفة "ديلي إكسبرس" أن إموازي ربما يعمل الآن مع "مجموعة جهادية أقل شهرة في مكان ما في سورية، في محاولة لإبقاء نفسه بعيداً عن الأنظار".
في شباط (فبراير) الماضي، أماطت صحيفة "واشنطن بوست" اللثام عن شخصية الإرهابي المقنع، وقالت إن إموازي نشأ في غرب لندن في أسرة ثرية، وحصل على شهادة في علوم الكمبيوتر من جامعة ويستمنستر. وقد ظهرت روايات متضاربة حول سلوك إموازي في المدرسة الثانوية والجامعة، وتراوحت بين أوصاف لطالب حسن السلوك للإسلام، وبين وصف واحد تجاهل السلطة والقواعد السلوكية الإسلامية بشربه الخمر وتعاطيه المخدرات.
متى ذهب "الجهادي جون" إلى التطرف؟
حاول الشاب السفر إلى تنزانيا في أعقاب تخرجه من ويستمنستر، لكنه اعتقل على الطريق. وتساءل ضباط الأمن عما إذا كان الشاب مهتماً بالوصول إلى الصومال للعثور على المجموعات الإرهابية في الشمال. وبعد سنوات من ذلك، انتقل إموازي إلى الكويت، وتم اعتقاله في عدة مناسبات عندما عاد إلى لندن؛ وعند إحدى النقاط، قامت السلطات البريطانية بمنعه مباشرة من العودة إلى بلده الأم، الكويت.
كتب إموازي في رسالة بالبريد الإلكتروني لصديق: "أشعر في لندن وكأنني سجين، وإنما ليس في قفص فقط. إنني شخص مسجون يتحكم به رجال أجهزة الأمن، الذين يحولون بيني وبين عيشي حياتي الجديدة في مسقط رأسي وبلدي، الكويت". ومن غير الواضح كيف غادر إموازي لندن وعاد إلى الشرق الأوسط.
إذا كان قد ترك المنظمة، ماذا تقول مغادرة إموازي عن "داعش"؟
يقال أن إموازي يخشى أن تكون قيمته كعضو في "الدولة الإسلامية" قد انخفضت الآن بحيث يستطيع الناس أن يتعرفوا إلى هويته. وعلى الرغم من كسبه اهتماماً كبيراً استثنائية من وسائل الإعلام، فإن "داعش" ما يزال يعمل في الظل إلى حد كبير. وحتى زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، هو "شخص غير معروف وملغز نسبياً"، وذو تاريخ غير مؤكد، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
"تتفوق" الجماعة الإرهابية في تجنيد الشباب من خلال مناشدة الشعور بالهوية، والدعاية المتطورة على الإنترنت، واللعب على الحس بالالتزام الديني، وتجنيد المستهدفات الإناث، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "كرستيان سينس مونيتور".
في العام الماضي، قدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عدد أعضاء مجموعة "داعش" من المجندين الأجانب بما يصل إلى 20.000. وبينما قد لا تشكل مغادرة عضو واحد الكثير من التأثير في المجموعة عددياً، فإن خسارة "الجهادي جون"، الذي يشكل واحداً من أكثر الأعضاء شهرة في المنظمة بالنسبة للعالم الخارجي، ربما تشير إلى بعض الاضطراب في داخل المجموعة.
يُذكر أن البغدادي أعلن مؤخراً أن "داعش" لن يعرض بعد الآن مشاهد الإعدام الفعلية في فيديوهات عمليات قطع الرؤوس الدموية التي تنتجها المجموعة، والتي كان "الجهادي جون" قد أصبح معروفاً بها.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Why did 'Jihadi John' flee Islamic State?
ala.zeineh@alghad.jo
======================
جوشوا وولكر، وأندرو بوين – (فورين أفيرز) 29/7/2015 :حرب أردوغان: مغامرة الرئيس التركي الخطِرة
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
نظر الغرب إلى المواجهة الأخيرة التي وقعت مؤخراً بين مجموعة الدولة الإسلامية "داعش" وتركيا، والتي أسفرت عن مقتل جندي تركي واحد ومتشدد واحد، على أنها أول مواجهة عسكرية تركية مباشرة مع المنظمة الإرهابية منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2011.
وبعد وقت قصير من الهجوم، أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن الحملة العسكرية اللاحقة، "عملية يالجين" التي سميت كذلك تكريماً للجندي المقتول، سوف تشن "ضد كافة المنظمات الإرهابية". وكانت الفكرة التي أراد إيصالها هي أن الحملة لن تكون مقصورة على "داعش" وإنما يمكن أن تستهدف عدو تركيا الآخر، حزب العمال الكردستاني، المنظمة الكردية المتشددة الموالية للانفصاليين. وعلى الرغم من أن المراقبين تنبأوا بمثل هذا التصعيد منذ بعض الوقت، فإن عدداً من العوامل لعبت دوراً في قرار أردوغان تغيير النهج الآن. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت مغامرته المحسوبة ستؤتي ثمارها في شكل تحقيق قدر أكبر من الأمن، والمزيد من النفوذ الإقليمي، والمزيد من السلطة في الوطن، أم أنها ستأتي بنتائج عسكية.
يأتي نشاط أنقرة المفاجئ بعد أشهر من الضغوط التي مارستها عليها واشنطن. وفي غضون أسبوع واحد، رفعت تركيا من مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية، ورفعت القيود المفروضة على تحليق الطائرات الأميركية من قاعدة إنجرليك العسكرية التركية إلى سورية. كما دعت تركيا أيضاً إلى عقد اجتماع طارئ لحلف الناتو، والذي انتهى إلى إظهار التضامن مع حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، لكنه لم يتم الاتفاق على الخطوة التالية. وقد اقترحت تركيا إقامة منطقة حظر للطيران حول الحدود السورية. ومع أن واشنطن رفضت هذه الخطة، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما اتفقا فعلياً على زيادة التنسيق مع تركيا بشأن الغارات الجوية الأميركية ضد "داعش" وعلى الاستمرار في تدريب مقاتلين تم فحص أهليتهم من المعارضة السورية، من أجل دعم الجهود التركية.
ليست رغبة تركيا في إقامة مناطق آمنة في شمال سورية شيئاً جديداً، لكن إرادتها السياسية تحويل الخطط إلى واقع من جانب واحد هي الشيء الجديد. وكانت تركيا تقول طوال فترة الصراع إن الحاجة تمس إلى إقامة مثل هذه المناطق من أجل الدفاع عن حدودها والمساح للاجئين السوريين بالعودة إلى الوطن. وردد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو هذه الفكرة يوم السبت من الأسبوع الماضي، عندما قال إنه "بمجرد أن يتم طرد مجموعة داعش، فإن المناطق الآمنة ستتشكل من تلقاء نفسها، وسوف يستقر النازحون فيها". وقد استبعدت أنقرة نشر قوات برية لدعم العملية، لكن أردوغان أكد يوم الثلاثاء الماضي التزام تركيا بتأمين هذه المناطق. ومع أنه ما يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت العملية ستتخطى مجرد شن الغارات الجوية والعمليات الخاصة لمساعدة المعارضة، فإن من الممكن أن تحتاج تركيا إلى الاستعداد لمواجهة قوات الأسد في حال هاجمت المنطقة الآمنة، أو احتمال إرسال قوات برية إلى داخل سورية في حال لم تستطع قوات المعارضة السورية تأمين المنطقة.
كان العامل الآخر وراء توقيت أردوغان هو عدم ارتياحه المتزايد من "داعش". وفي الأشهر التي أعقبت صعود "داعش" أول الأمر، بدا أن أنقرة قد استنتجت أن هذه المنظمة لا تختلف عن أي مجموعة معارضة أخرى في سورية –لا أفضل، ولا أسوأ- ولذلك اختارت منح الأولوية للأسد والأكراد كأكبر الأخطار التي تتهدد استقرارها. بل إن أردوغان اشتكى من أن هوس الغرب بمجموعة "داعش" متجذر في رهاب الإسلام والانحياز المناهض لتركيا. فبعد كل شيء، كما أوضح، اختارت وسائل الإعلام الغربية التركيز على طرق تجارة سوق "داعش" السوداء عبر الحدود التركية بدلاً من التركيز على البلدان التي يأتي منها المقاتلون في الأصل.
لكن حسابات أردوغان السياسية تغيرت خلال الأشهر الستة الماضية، بينما صعد "داعش" خطابه حول إعادة تأسيس خلافة "مناسبة" في إسطنبول. وكانت مثل هذه التعليقات مزعجة بشكل خاص في الفترة التي سبقت الانتخابات الوطنية التي كان أردوغان يعرض فيها حزبه الإسلامي المحافظ كقوة من أجل النهوض الديمقراطي لتركيا كقوة إقليمية قوية تتجاوز إرثها العثماني. وكان الأسوأ من ذلك هو التفجير الذي نفذه مجند تركي في "داعش" في بلدة سروج في الأسبوع قبل الماضي. ولا بد أن يكون ذلك التفجير الذي قتل أكثر من 30 شخصاً وأدى إلى إصابة مئات آخرين بينما يستعدون للذهاب إلى معقل كوباني الكردي في سورية، هو القشة التي قصمت ظهر البعير.
في مواجهة ثلاثة من التهديدات معاً –الأسد، والأكراد، و"داعش"- والتدفق المتزايد لآثار الصراع إلى داخل بلده، استنتج أردوغان على ما يبدو أنه لا تمكن معالجة شأن الأمن التركي بعد الآن من دون إجراء استباقي. لكن من المؤكد أن يكون أردوغان قد دخل، بفتحه حرباً من جبهتين ضد حزب العمال الكردستاني و"داعش"، في منطقة مجهولة غير واضحة المعالم. وسوف تؤدي العملية بالتأكيد إلى إرهاق الجيش التركي والأجهزة الأمنية، وبالتالي جعلها أكثر اعتماداً على المساعدة الأميركية. وفي الأشهر القادمة، يمكن أن يعمد كل من "داعش" وحزب العمال الكردستاني إلى تكثيف العنف ضد الحكومة التركية، واستهداف البنية التحتية والمدنيين الأتراك. وإذا قامت كلا المجموعتين بتصعيد هجماتهما، فإن ذلك يمكن أن يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد التركي أيضاً.
في الوقت نفسه، ربما تُلحق حسابات أردوغان السياسية ضرراً بعلاقة بلاده بواشنطن –فقط في وقت حاجتها إلى الولايات المتحدة أكثر ما يكون. وعلى الرغم من أن واشنطن دعمت العملية ضد "داعش"، فإن أوباما لا يشارك أردوغان نظرته فيما يتعلق بقراره ضرب حزب العمال الكردستان، وتعتقد واشنطن أن المجتمعات الكردية في سورية والعراق تشكل شركاء مفيدين في مكافحة "داعش". وسوف تصبح إدارة الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا أكثر صعوبة في حال أفرطت أنقرة في تصعيد حملتها ضد المجتمعات الكردية إلى الجنوب من حدودها.
أما كيف سيؤثر ذلك كله على شخصية أردوغان، فهو شأن أكثر عوزاً لليقين. وكان الرئيس سابقاً راغباً في المغامرة بصنع السلام مع الأكراد. والآن، يمكن أن تفضي إجراءات تركيا وخطابها القوي ضد حزب العمال الكردستاني إلى تقويض وحدة الأكراد في الوطن وإقليمياً. ويمكن أن يخلق ذلك المزيد من عدم الاستقرار المحلي، في حين يتم وضع قوة تركيا العسكرية الكبيرة على المحك ضد المجموعات الإرهابية القتالية التي قسّتها المعارك، والتي تسيطر على مساحات كبيرة من سورية. وفي الوقت نفسه، سوف تشكل القدرة على إظهار قيادة قوية بينما تتشاحن أحزاب تركيا السياسية فيما بينها على السلطة في مفاوضات الائتلاف، فوزاً واضحاً لأردوغان، ويمكن أن تجعل من أمر إجراء انتخابات وطنية في وقت مبكر أمراً مفيداً. وسيستطيع أردوغان أن يستخدم مثل هذه الانتخابات لاستعادة أغلبية من المقاعد لحزبه، وربما أيضاً تأمين حصة كبيرة بما يكفي من مقاعد البرلمان للتحرك من أجل إقرار الإصلاحات الدستورية الرامية إلى تحويل تركيا إلى نظام رئاسي. وبهذا المعنى، يكون لأردوغان  الكثير ليكسبه والكثير ليخسره أيضاً من القتال الأحدث الذي تخوضه البلاد –لكن المطاف سينتهي به إلى توتير علاقاته مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن الكيفية التي تخلص إليها الأمور.
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:Erdogan's War: The Turkish President's Big Gamble
ala.zeineh@alghad.jo
======================
هفينغتون بوست || الدور السعودي في الهجمات التركية على سوريا
on: الإثنين, أغسطس 3, 2015In: الصحف العالمية
الابجدية
بعد أيام من إعلان تركيا الهجوم على مواقع داعش في شمال سوريا، أعلنت المملكة العربية السعودية رسميا دعمها للعمليات التركية، وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن “من حق تركيا الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية” بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ونشرت الوكالة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل هاتفيا بالعاهل السعودي لإطلاعه على مجريات العمليات العسكرية التي تشنها بلاده ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، بعد التفجيرات الأخيرة التي أوقعت عشرات الضحايا في تركيا.
كانت تركيا قد اتفقت مع المملكة العربية السعودية وقطر على ضرورة فرض حظر جوي وإنشاء منطقة عازلة في سوريا، وفقا لما صرح به أردوغان في حديث لقناة “أن تي في”.
وأضاف أردوغان أنه يجب على تركيا أن تحل مشاكلها بنفسها، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجهها تركيا بسبب وجود الحدود المشتركة مع سوريا، وهي ميزة رئيسية تتميز بها تركيا عن الدول الأخرى التي تعني بالشأن السوري مثل إيران.
ويتقاسم أكثر من مئة فصيل مختلف السيطرة على أراض شاسعة من البلاد، ويعتبر أقواها وأكثرها نفوذا تنظيمي داعش وجبهة النصرة.
تقاسم أدوار
التقارب السعودي التركي مؤخرا إضافة إلى التعاون العسكري بين قطر وتركيا كان له أثر على أرض الميدان في سوريا عبر تشكيل تحالف بين الدول الثلاث يهدف إلى القضاء على نظام بشار الأسد وفقا لتقرير نشرته صحيفة “هافينجتون بوست”.
وذكر التقرير الذي نشر في إبريل الماضي أن طبيعة تدخل التحالف التركي السعودي في سوريا يتضمن أن تقدم تركيا القوات البرية في حين تقدم السعودية الدعم بالغارات الجوية، وذلك كله بهدف مساعدة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين للانتصار على نظام الأسد وقواته.
ويتماشى القرار السعودي والتركي بأخذ خطوات إلى الأمام بالتدخل عسكريا في تركيا مع الحملة التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين والتي تظهر أن السعودية أصبحت أكثر جرأة في استخدام قواتها لمواجهة التحديات المحيطة بها، بدلا من الاعتماد على أمريكا أو حركات مسلحة تحارب بالوكالة عنها.
بيد أن التعاون التركي السعودي لا يقتصر على المجال العسكري فقط، بل يشمل تعزيز المساعدات للمعارضة السورية، وتوسيع نطاق التعاون الشامل وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية.
ويعد الجيش التركي واحدا من أكثر الجيوش المهيمنة في المنطقة، وهو ما يفسر حرص السعودية الحصول على مساعدات تركيا في تحقيق الاستقرار في أجزاء من سوريا، ودعم المعارضة غير الإسلامية، والضغط على الأسد للتفاوض؛ لإنهاء الحرب الأهلية بطريقة تشمل رحيله عن السلطة.
إصرار السعودية على فكرة التدخل العسكري بسوريا عبر تعاون مع تركيا وقطر يهدف إلى إعادة تشكيل المعارضة السورية، والعمل على بلورة رؤية مشتركة تطلق حراكا سياسيا دوليا يدفع باتجاه عزل نظام الأسد. وللرد على التقارب الإيراني الأمريكي الذي يعمل على إطالة أمد الأسد على كرسي السلطة.
السعودية وتركيا ضد إيران
بعد موت الملك عبدالله بن عبد العزيز، حدث تقارب أكبر بين تركيا والسعودية رغم أن وجهات النظر السعودية والتركية لا تتطابق دائما حول القضايا الإقليمية، إلا أنهما يشتركان في الحذر من من توسع النفوذ الإقليمي لإيران خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي جمع المصالح السعودية والتركية في خندق واحد.
وخلال زيارته للسعودية في أول مارس الماضي، اتفق أردوغان مع الملك سلمان بن عبد العزيز لرفع الدعم التركي السعودي للمعارضة السورية، وتعهد سلمان لأردوغان بدعم تركيا في إنشاء منطقة حظر طيران شمال سوريا.
وقال صحيفة “يني شفق” التركية إن سعي إيران الطائفي في المنطقة تسبب في غضب أنقرة والرياض خاصة بعد تسبب إيران في توسيع دائرة نزيف الدم المسلم وعدم استقرار البلدان المسلمة في المنطقة العربية والخليجية.
وهكذا يبدو التحالف السعودي التركي  محاولة من السنة لتشكيل كتلة ضد توسع النفوذ الإيراني في العراق وسوريا، ويأمل الملك سلمان من خلال هذا التحالف في مواجهة الأزمات السياسية التي تحيط بمملكته.
وبعيدا عن الخلافات السعودية التركية في قضايا أخرى مثل مصر، فإن اهتمام الملك سلمان الحقيقي حاليا يتمثل في تشكيل تكتل سني للحد من تأثير إيران وهو ما يتوافق مع هوى أردوغان الذي يحمل إيران مسؤولية عدم تحقيقه طموحاته الإقليمية. وذلك في نفس الوقت الذي أصبح فيه تنظيم داعش تهديدا حقيقا للجميع.
استفادة أمريكا وإسرائيل
وبينما تتصاعد حدة الصراع بين المعسكر السني والشيعي في دول العالم الإسلامي، فإن المستفيد الأكبر من هذا التمزق الإسلامي هما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللذان يبقيان في موقف المتفرج على تكوين تلك التحالفات التي تنشغل بخلافات أخرى بعيدا عن العدو الإسرائيلي.
فعائلة آل سعود تجد نفسها محاصرة من كل الاتجاهات، ويفكرون جديا بتجاوز هذه العزلة بتشكيل تحالف سني ضد إيران. وهنا تستفيد كل من إسرائيل والولايات المتحدة التي تشعر بأنها تملك عنصر ضغط جديد ضد إيران لابتزازها في قضايا عديدة.
ويبدو الخطر الإيراني أكثر تهديدا للسعوديون المدركين للتأثير الإيراني المنطقة، بينما ترتفع أصوات في تركيا بضرورة البقاء بعيدا عن الجبهة المضادة لإيران لأن رفع التوترات الطائفية في المنطقة لن يفيد تركيا بل سيعني مزيدا من العنف والصراع، وأن تركز تركيا على محاربة ما يهدد أمنها القومي في المقام الأول وعدم اختلاق عداوات جديدة.
======================
فورين بوليسي || الأهداف الخفية للصفقة التركية- الأمريكية للحرب على داعش
الابجدية
في الظاهر، يُعتبر الاتفاق التركي الأمريكي بالسماح للقوات المضادة للدولة الإسلامية بالانطلاق من القاعدة التركية إنسيرليك تقدمًا جديرًا بالترحيب. فقبل ذلك كان الطيارون الأمريكيون مُجبرين على الإقلاع للهجوم على الدولة الإسلامية من البحرين، وهو الأمر الذي كان يتسبب في تقليل عدد الغارات المتاحة التي يُمكن تنفيذها ضد الدولة الإسلامية في يوم واحد. لكن العمل من خلال إنسيرليك سوف يسمح لواشنطن بتكثيف الحملة الجوية ضد المتطرفين. لكن هناك خدعة وراء هذا الأمر، وتأتي هذه الخدعة من قِبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
أهداف أردوغان من الصفقة
أردوغان لديه ثلاثة أهداف رئيسية من هذه الصفقة، وهزيمة الدولة الإسلامية ليست أحدها. الهدف الأول لأردوغان هو سحق حزب العمال الكردستاني PKK، وهي الجماعة الكردية المتمردة التي أعلنت واشنطن – ضمن دول أخرى- أنها جماعة إرهابية. ولتحقيق هذه الغاية، أمر أردوغان بضربات جوية جديدة ضد الجماعة الكردية في العراق، وهو الأمر الذي سُيضعف بالتأكيد المليشيات الكردية السورية وثيقة الصلة بحزب العمال الكردستاني “قوات حماية الشعب” YPGعلم حزب العمال الكردستاني
أما هدف أردوغان الثاني فهو إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وبرغم أنه كان يتودد له في البداية، لكن وبسبب ما رآه الرئيس التركي من أن الأسد قد كذب عليه كثيرًا في بداية الحرب الأهلية السورية بشأن القيام بإصلاحات سياسية في سوريا، وبعد شعوره بالإهانة تحول أردوغان ضد الرئيس السوري وقرر أن يدمره منذ ذلك الحين.
لكن هدف أردوغان الثالث والأهم هو تقويض حزب الشعب الديموقراطي الكردي HDP، والذي نجح في حصد 10% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التركية التي أُقيمت مؤخرًا. وهو الأمر الذي منع حزب أردوغان – العدالة والتنمية- من الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان. وقد نتج عن ذلك إحباط طموح أردوغان المستلهم من فرنسا- ديجول بتحوله لرئيس بصلاحيات كاملة. ويترقب أردوغان الآن فشل المفاوضات بين الأحزاب لتكوين تحالف ذي أغلبية يستطيع من خلالها تشكيل الوزارة، وإذا وقع ذلك الفشل فسينتج على أثره إعادة الانتخابات من جديد، وحينها سيكون حزب الشعب الديموقراطي قد فقد مصداقيته بسبب صلته بحزب العمال الكردستاني، مما سيترتب عليه فشله في تخطي العتبة الانتخابية اللازمة لدخول البرلمان والمُقدرة بنحو 10% من المقاعد. مما سيُمكن حزب العدالة والتنمية من استعادة قوته وسيطرته، وحينها فقط يستطيع أردوغان مواصلة سعيه للوصول لحلمه برئاسة ذات صلاحيات كاملة.
تعارض الأهداف التركية مع الأهداف الأمريكية
لكن، هل يناسب كل ما سبق أهداف واشنطن؟ لا، بالطبع لا يناسبها ذلك. فمن الواضح أن الأولوية العليا لإدارة أوباما الآن هي هزيمة الدولة الإسلامية. وفي هذا الصدد، فهدفها متطابق مع جماعة “قوات حماية الشعب” YPG والتي استفادت من الدعم الجوي الأمريكي في عملياتها الناجحة ضد الدولة الإسلامية، في شمال شرق وشمال غرب سوريا، بما فيها مدينة كوباني ذات الموقع الإستراتيجي المهم. ولم يعد المتحدث الرسمي باسم الإدارة الأمريكية يذكر أي شيء عن تغيير النظام في سوريا، بعدما كان أحد الأهداف الأمريكية الرئيسية، بالإضافة لأن التفاهمات غير الرسمية بين الإدارة الأمريكية والإدارة السورية بتجنب استهداف قوات النظام لا تزال قائمة. وعلى الأغلب سيتم تقوية هذه التفاهمات بسبب الاتفاق الحديث على “خطة العمل المشتركة” بين ما يُسمى مجموعة خمسة+1 مع إيران أقرب الحلفاء للأسد، وأشد داعميه.
ومما تم ذكره، أن من النتائج الإضافية للاتفاق التركي- الأمريكي هو بداية إقامة منطقة آمنة للاجئين في تركيا، والتي سيتم إقامتها على طول الحدود التركية السورية. وقد تعارضت رؤى كل من أنقرة وواشنطن بخصوص هذا الشأن. فقد ضغطت تركيا كثيرًا من أجل إقامة هذه المنطقة لتُمكنها من استيعاب اللاجئين السوريين المتدفقين عليها، في حين كانت واشنطن معارضة لإقامة مثل هذه المنطقة، وقد نفت الإدارة الأمريكية مرارًا أن تكون تلك الخطة موضع تطبيق، حيث كانت تريد بدلًا من ذلك إخلاء المنطقة من الدولة الإسلامية مما يُتيح للقوى السورية المعتدلة أن تعمل بحرية أكثر.
في نفس الوقت، فجهود الإدارة الأمريكية في تدريب المعارضة “المعتدلة” لم ترق لأي شيء ذي قيمة بعد. فحتى الآن، تخرج 60 مقاتلًا فقط من نظام التدريب الأمريكي ذي الـ500 مليون دولار، وهذ العدد أقل من نصف أي كتيبة أمريكية. وإذا توقفت الولايات المتحدة عن دعم جماعة YPG كما يأمل أردوغان، فستقل فرص مقاومة الدولة الإسلامية على باقي سوريا. وستترك الجماعة المتطرفة تُقاتل الأسد، وهو ما يريده أردوغان أن يحدث.
الخطة الأمريكية تجاه سوريا
والآن، بعد أربع سنوات كاملة من بدء الحرب الأهلية السورية، لم تأت الإدارة الأمريكية بخطة إستراتيجية واضحة تجاه الوضع في سوريا. وباتفاقها الأخير مع أردوغان يبدو أنها تُمكنه من تجديد حربه ضد PKK وإنهاء عملية السلام بينه وبين الأكراد، مما سيخلق جوًّا من الاستقرار داخل تركيا، خاصة إذا فشل حزب الشعب الكردي HPD في تحقيق أي مقعد في البرلمان، هذا في حالة إعادة الانتخابات كما هو متوقع. بينما لا تزال جهود الإدارة الأمريكية في دعم المعارضة “المعتدلة” في حالة يُرثى لها، بالإضافة للتخلي عن جهودها المسبقة في سبيل إزاحة الأسد. فهل يجب عليها فعلًا – وزيادة على كل ما سبق- أن تترك دعم جماعة YPG؟ فهذا الأمر بلا شك سيوفر الفرصة للدولة الإسلامية للبقاء طويلًا في سوريا. من كل ما سبق من الحقائق المؤسفة فيمكن وصف خطة الإدارة الأمريكية تجاه الأزمة السورية بكلمتين فقط: “عشوائية وتخبط”.
======================
لوموند: النظام الإيراني يعزز شعبيته بفضل تدخله في العراق
لندن – عربي21 - حذامي هنية
الإثنين، 03 أغسطس 2015 03:12 م
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تعرضت فيه إلى العلاقة بين مشاركة عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس في المعارك ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وزيادة شعبيتها في إيران، وأشارت فيه إلى أن شعور الشعب الإيراني بالخطر الذي يمثله هذا التنظيم الذي يتمدد في الجوار، أدى إلى تزايد الشعور القومي لديه ودعمه لسياسة النظام الحاكم، رغم أنه لا يزال يفضل الحلول السلمية إن كان ذلك ممكنا.
 وقالت الصحيفة إن الضابط علي رضا موشاجاري هو "أول شهداء الحرس الثوري الايراني، وذلك بعد أن لقي حتفه في العراق وهو بصدد الدفاع عن الأماكن المقدسة لدى الشيعة التي يهددها تنظيم الدولة في العراق والشام"، ويقصد بذلك مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين. وأضافت أن الضابط تم دفنه في مقبرة "بهجة الزهراء" الواقعة في جنوب البلاد وأن كلمة "شهيد" المنقوشة باللون الأحمر على شاهد قبره تؤكد موته في سبيل الدفاع عن المقدسات، كما يصفها الشيعة.
 ولفتت "لوموند" إلى أن المقبرة نفسها تضم "شهيدا" آخر سقط في العراق في نهاية شهر أيار/ مايو، وهو الضابط سعيد غرغلي الذي يرقد منذ بداية شهر تموز/ يوليو في المقبرة نفسها في قبر غير بعيد عن قبر أخيه حميد الذي توفي خلال الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت بين 1980 و1988.
وأشارت إلى أن دفن أليزيرا موشاجاري في حزيران/ يونيو لم يصحبه أي بلاغ أو تصريح رسمي، على اعتبار أن إيران كانت لا تزال تنفي تدخلها العسكري في الأراضي العراقية آنذاك.
ولكن الوضع تغير، بحسب الصحيفة، حيث إن طهران أصبحت تدافع بشراسة عن تدخلها لمواجهة تنظيم الدولة، وأصبحت جميع مواقع الإنترنت تتحدث عن حيثيات استشهاد الضابط، وتذكر أنه لقي حتفه في سامراء شمال بغداد، حيث يقع مقام الإمامين علي الهادي وحسن العسكري.
واعتبرت الصحيفة أن "الأعمال الوحشية" التي يقوم بها تنظيم الدولة قد أحيت في نفوس الإيرانيين خوفا من انتشار العنف على أراضيهم وتكرار سيناريو حرب العراق، وخاصة أن الخطاب الرسمي يكثف من تحذيراته من خطر تعرض إيران لهجمات إرهابية أو غزو عسكري من تنظيم الدولة بهدف الاحتلال.
ونقلت الصحيفة عن قائد القوات المسلحة البرية الإيرانية، أحمد رضا بوردستان، قوله إن "عناصر تنظيم داعش قريبون من الحدود الإيرانية"؛ وأكد أن التنظيم حاول اختراق الأراضي الإيرانية من خلال مدينة جلولة، التي تقع على بعد 40 كيلومترا غربي البلاد.
ونقلت عن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، أن "إيران ستتدخل إذا ما اقترب تنظيم الدولة إلى مدى أربعين كيلومترا من الحدود وبدأ البحث عن طريقة للنفاذ".
وأشارت "لوموند" إلى أن الجيش الإيراني قام بتحضير خمس فرق بهدف التصدي للتنظيم المسلح، بالإضافة إلى نشر طائرات الاستطلاع.
وأفادت الصحيفة بأن شعبية النظام الحاكم قد تعززت بفضل هذا التدخل ضد تنظيم الدولة، وأن أكبر دليل على ذلك هو تنامي شعبية قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والمكلف بتسيير مئات المقاتلين الشيعة الذين يساعدون القوات العراقية على محاربة التنظيم المسلح.
 وقلت عن باحثة علم اجتماع إيرانية، فضّلت عدم نشر اسمها، أن "القومية شعور قويّ لدى الإيرانيين، ولذلك فإن قاسم سليماني الذي يدافع عن الوطن ضد العدو هو حبيب الشعب وبطل حرب"، وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية أيضا تعتبر قاسم سليماني ذا استراتيجية ناجحة، حيث إنه لم يشارك في قمع المحتجين على إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة.
 واضافت الباحثة أن جزءا كبيرا من الرأي العام الإيراني قد تحول ليقف في صف النظام الحاكم، بعد توقيع الاتفاق النووي في 14 تموز/ يوليو الماضي بين طهران ودول "خمسة زائد واحد"، وأكدت أن الآفاق التي تفتحها عملية رفع العقوبات الدولية ورفع التجميد عن السيولة قد ساهمت في وضع حد للانتقادات.
 وفي الختام، فقد نقلت "لوموند" عن عالمة الاجتماع هذه أن "الذكريات المرة لحرب العراق وإيران بالإضافة إلى عدم استقرار المنطقة وفشل الربيع العربي، قد أقنعت الإيرانيين بأن الحل يكمن في العمل السياسي والمدني السلمي"، ما جعلهم يتخلون عن فكرة السعي وراء أي تغيير سياسي جذري في بلادهم.
======================
ذي ديلي بيست: أمريكا لم تقض على تنظيم الدولة بل جعلته أقوى
لندن ـ عربي21
الثلاثاء، 04 أغسطس 2015 09:37 ص
قالت صحيفة "ذي ديلي بيست" في تقرير لها، إن الجيش الأمريكي فشل في القضاء على تنظيم الدولة، وما زال جيش التنظيم الإرهابي بعد عام من الضربات الجوية المحدودة ناجحا في جذب مجندين جدد من جميع أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة ربما تكون قدراته العسكرية تدهورت، ولكن سمعته ذاعت وانتشرت ونجح في نزع لقب له كقوة عظمى.
ونوهت إلى أنه رغم خسارة تنظيم الدولة لما يُقدّر بنحو 2000 مقاتل خلال العام الماضي، فإن التنظيم جذب 20- 30 ألف مقاتل جديد، وفقا لمسؤول في المخابرات الأمريكية.
وأضافت أن هذا الوضع يشكل خاتمة ونهاية قاتمة لـ"أوباما"، وتعثرا لمشروعه في القضاء على تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، خاصة بعد "مقتل أسامة بن لادن".
وأورد تقرير الصحيفة تصريحا لمدير الاستخبارات الأمريكية "جيمس كلابر" قال فيه: "إن الهم الأمريكي الأكبر يتمثل في إعلان الخلافة، لأنه يؤدي لإيجاد مجموعات فرعية جديدة، وأكثر تلك المجموعات تطورا موجود في ليبيا".
وشددت الصحيفة على أن هناك مسابقة للجهاد العالمي بين القاعدة وتنظيم الدولة، يتقدم فيه تنظيم الدولة بشكل أسرع مع مرور الوقت، محذرة من أنه يمكن أن يكون هناك تطور نوعي في سلسلة التهديد للغرب وأمريكا.
واستدركت بالقول: "ولكن تنظيم الدولة قد يلجأ لهجمات صغيرة محتملة في أمريكا وهذا يجعل التنظيم أكثر خطورة من القاعدة، في المدى القريب على أقل تقدير".
وأكدت أن تنظيم الدولة في سوريا والعراق يضم مئات المقاتلين الغربيين، وعشرات المقاتلين الأمريكيين، وفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية.
ونوهت إلى أنه قد سافر أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة إلى سوريا، وعلى الأقل 4500 من الغربيين، بما في ذلك 250 من الولايات المتحدة الذين سافروا إلى سوريا والعراق، أو حاولوا أن يصلوا إلى هناك.
وحصرت الصحيفة استراتيجية أوباما لهزيمة تنظيم الدولة بالاعتماد على ضربات جوية وعمليات خاصة وتدريب المعارضة واستشارات ونصائح عسكرية للجيش العراقي والقوات الكردية، وأكدت الصحيفة أن معظم القوات المعارضة التي يتم تدريبها على استعداد للقتال والانسحاب من البرامج الأمريكية لأن أمريكا ترفض أن يهاجموا العدو الرئيس الديكتاتور بشار الأسد.
وأكدت "ذي ديلي بيست" أن تنظيم الدولة يدفع ما يقرب من 360 مليون دولار سنويا لـ30 ألف مقاتل، براتب مقداره 1000 دولار في الشهر للمقاتل الواحد، مشيرة إلى أن مصدر هذا المال من خلال مبيعات النفط والابتزاز والخطف وفرض ضرائب على من هم تحت حكمها، بالإضافة إلى ما تقتطعه المجموعة من رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن القوة الكامنة في تنظيم الدولة تتمثل في أنه يعمل من خلال الآلاف من حسابات بوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا من شأنه أن يجعل التنظيم شديد الخطورة.
وفي طريقة اختبار ولاء الأتباع بين تنظيم الدولة والقاعدة قالت الصحية إن القاعدة كانت تطلب من عناصرها المؤثرة والفاعلة زيارة باكستان أو أفغانستان للتدريب على صنع قنابل متطورة أو ما شابه ذلك، لكن تنظيم الدولة يتحدى أتباعه من خلال إرسالهم لقتل شخص ما في أمريكا أو إرسالهم للخطوط الأمامية للقتال بسوريا، وحتى لو فشلت العملية وقتل هذا العنصر فإن التنظيم يصنع لنفسه دعاية كبيرة جدا.
واستدركت بالقول إن مثل تلك الهجمات لا يمكن مقارنتها بإسقاط طائرة تحمل مئات، كما يفعل فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا ما زالت تشعر بالقلق من قدرة القاعدة على تطوير مستويات عالية للتخطيط.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ما زال يستهدف الغرب، ولكن لا يوجد بينه وبين تنظيم الدولة قضايا مشتركة أو عملية تقويم استراتيجي.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن إطالة أمد الصراع من شأنها أن تضعف القاعدة في القوة والعدد، وفي المقابل فإنه سيتوقف سعي تنظيم الدولة للتكيف مع القاعدة، معتمدا على فقدان القاعدة لهيبتها وقلة القوى البشرية المنضوية تحت رايتها.
======================
موندافريك: البغدادي دمية يحركها جنرالات صدام حسين
عربي21 - يحيى بوناب
الإثنين، 03 أغسطس 2015 02:03 م
نشر موقع موندافريك الفرنسي، تقريرا حول "الوزن الحقيقي" لأبي بكر البغدادي، داخل تنظيم الدولة، أورد فيه أن جنرالات سابقين في جيش صدام حسين، من بينهم ضابط الاستخبارات السابق حجي بكر، هم الصانعون الحقيقيون لهذا التنظيم، وأن الشعارات الدينية ليست إلا أداة يعتمدونها لتأجيج الحرب الطائفية، واستقطاب المقاتلين.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك فرضية قائمة تفيد بأن "الخليفة البغدادي" ليس إلا دمية يحركها الجنرالات المتقاعدون من جيش صدام حسين الذي تفكك بعد الغزو الأمريكي للعراق في سنة 2013، وواجهة لمافيا دموية تسعى في الحقيقة لوضع يدها على الثروات الطاقية في العراق وسوريا.
وأضاف أن إبراهيم عواد البدري المعروف بالخليفة البغدادي، والمولود في سنة 1971 بسامراء أو الفلوجة؛ لم يكن شخصا بارزا أو قويا في شبابه، بل كان طالبا متواضع الإمكانات، لم ينجح في الدخول لكلية الحقوق، وتم أيضا رفضه في صفوف الجيش العراقي بسبب مشاكل حادة في النظر، وهي الظروف التي قادته في النهاية إلى تلقي دراسة دينية في إحدى جامعات بغداد.
وأشار التقرير إلى أن هذه الفرضية تؤكدها مجموعة من الوثائق التي تظهر المخططات التوسعية المستقبلية للتنظيم، التي عثر عليها لدى العقل المدبر للتنظيم، سمير الخليفاوي، المعروف باسم حجي بكر، وتمت مصادرتها بعد النجاح في تصفيته بشمال سوريا.
وأوضح أن البغدادي وُضع على رأس التنظيم منذ خمس سنوات، فقط من أجل إضفاء صبغة دينية على هذه المجموعات المسلحة، التي يقودها ضباط سابقون محنّكون، خدموا لسنوات ضمن الجيش العراقي، ويطمحون في الحقيقة إلى تحقيق التوسع الجغرافي والسيطرة على حقول النفط والغاز.
وذكر التقرير أن البغدادي تم القبض عليه في سنة 2004 من قبل القوات الأمريكية، ولكن كان ذلك عن طريق الصدفة ودون أن يعرفوا مدى خطورته، حيث عثر عليه في منزل أحد أقاربه المفتش عنهم بسبب قيادته مجموعة مسلحة، وظن الأمريكان حينها أنه مدني يعمل كموظف، ورغم ذلك تم إرساله إلى سجن معسكر بوكا، الذي يمثل معقلا لتخريج قيادات تنظيم الدولة، وإثر خروجه من السجن واصل نشاطه المسلح.
وأشار "موندافريك" إلى الخلاف الاستراتيجي الذي حدث بين البغدادي وبين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري؛ "لأن القاعدة كانت تريد التركيز على محاربة الغزاة الأمريكان، بينما كان البغدادي وأتباعه يفضلون محاربة جيرانهم الشيعة، وتركيز هجماتهم على السلطة المركزية في بغداد وقياداتها الشيعية".
واعتبر أن الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا؛ كانت الفرصة الحقيقية لتنظيم الدولة لاكتساب أبعاد جديدة، ومكنت زعيم التنظيم من أن يصبح الرجل الأخطر في العالم بعد موت أسامة بن لادن. ورغم أن جبهة النصرة كانت الفصيل الأكثر حضورا في سوريا في البداية؛ إلا أن البغدادي ورجاله كانوا يخططون لقلب المعادلة ووضع يدهم على الثورة السورية.
وأشار إلى أن الظواهري أرسل حينها عرضا يقضي بدمج التنظيمين وتوحيد الصفوف، "ولكن رد تنظيم الدولة كان قتل حامل الرسالة، ودخل الطرفان في أشهر من القتال الضاري في سوريا"، مضيفا أن تفوق تنظيم البغدادي بدأ يظهر بسبب دمويته، ونجاحه في استقطاب آلاف المقاتلين من الشرق الأوسط والدول الغربية "لأنه يعرض على الملتحقين أجرة شهرية، ويطلق أيديهم على الغنائم التي يحصلون عليها من المعارك".
وتابع: "هذه الاعتبارات المالية، بالإضافة إلى الدعاية الدموية التي يتم بثها بشكل يومي على شبكة الإنترنت؛ ساعدت تنظيم الدولة وزعيمه أبا بكر البغدادي؛ على السيطرة على مساحة كبيرة تتضمن نصف الأراضي السورية، ومحافظة الأنبار الشاسعة في العراق".
وتساءل التقرير عما إذا كان البغدادي لا يزال موجودا على رأس التنظيم، "خاصة وأن مصادر عديدة تشير إلى أنه تعرض لإصابات بليغة خلال غارة جوية للتحالف الدولي في شهر آذار/ مارس الماضي، ولكن الشيء الوحيد المؤكد الآن؛ هو أن آخر تسجيل صوتي له يعود إلى أيار/ مايو".
======================
لوموند: جبهة النصرة.. رهان قطر والسعودية وتركيا المحفوف بالمخاطر
آب/أغسطس 3, 2015كتبه وطن
الغموض الذي يكتنف مواقف "جبهة النصرة" جعلها أكثر المجموعات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، إثارة للقلق سواء لدى العديد من الدول التي تدعم الانتفاضة ضد النظام السوري، أو حتى المقاتلين المعارضين للأسد.
صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت تقريرا حول هذه الجبهة، ومواقفها بعد أن تبنيها خطف مقاتلين سوريين مدربين ضمن البرنامج الأمريكي للمعارضة "المعتدلة"، متهمة إياهم بالتعاون مع الغرب.
وقال بنجامين بارت، مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط: إنه على الرغم من أن جبهة النصرة ليست أقوى المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام في سوريا، لكنها الأكثر غموضا وإثارة للقلق بالنسبة للعديد من المراقبين".
وأضاف " منذ ظهورها على ساحة المعارك في سوريا عام 2012، تعاملت مع الوضع من خلال عنصرين: الأول المجموعة المسلحة، التي تقاتل ببسالة وتتقاسم الآن السلطة في إدلب، والثاني: الحركة الجهادية، الفرع الشامي من تنظيم القاعدة، التي ترجم النساء الزانيات في الأماكن العام وتسحق المقاتلين المعارضين القريبين من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار الكاتب إلى أنه في اليوم الأخير من الشهر الماضي، أعلنت الجبهة اختطافها مقاتلين متمردين تم تدريبهم من قبل واشنطن منذ مايو في تركيا، كتحذير إلى "عملاء أمريكا"، موضحا أنه رغم تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية عدم اختطاف أي مقاتل من 60 الذين دربتهم، فقد أكد ذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر قريبة من المعارضة
المواقف المتناقضة لـ"جبهة النصرة"- يقول بارت- وصلت إلى ذروتها في الأسابيع الأخيرة. ففي أواخر مايو الماضي، أقسم زعيمها الغامض أبو محمد الجولاني ، في مقابلة مطولة مع قناة "الجزيرة" القطرية، أن الأقليات السورية ليس لديها ما تخشاه من حركته. وبعد أسبوعين، في 10 يونيو، قتل أعضاء من جبهته 30 درزيا ، بعد مشادة كلامية في قرية بالقرب من إدلب.
وتابع الكاتب، ورغم شجب الجولاني لهذه العملية ووعده بمعاقبة الجناة؛ إلا أن هذا أحيا النقاش داخل المعارضة السورية حول النوايا الحقيقية للجبهة والدخول معها في شراكة، وهو ما زد المعضلة تعقيدًا.
فهذه الجماعة الجهادية، بالاشتراك مع الحركة السلفية "أحرار الشام"، تعد أهم الفاعلين الرئيسين في "جيش الفتح"، الذي استطاع تحقيق عدد من الانتصارات منذ نهاية الشتاء، فبدون العمليات الانتحارية ضد نقاط التفتيش أو القواعد للجيش النظامي، التي تعادل الضربات الجوية المستهدفة، كان سيجد المتمردون صعوبة كبيرة في اختراق تحصينات النظام. يضيف بارت.
ونقلت لوموند عن مستشار سياسي لأحد الجماعات المسلحة المعتدلة في سوريا، اشترط عدم كشف هويته القول: جبهة النصرة هي ستالين سوريا. فخلال الحرب العالمية الثانية، تحالف الأمريكان معه لأنه لم يكن لديهم أي خيار آخر. لكنهم كانوا يدركون جيدًا أنه بمجرد هزيمة هتلر، ستبدأ حرب أخرى ضد الاتحاد السوفيتي.
وأوضح بارت أن جبهة النصرة استطاعت الحصول على نحو 16 مليون دولار، دفعتها قطر، التي توسطت لإطلاق سراح الراهبات من دير معلولا، شمال دمشق، في شهر مارس 2014، وهو ما غذى فكرة أن المخابرات القطرية تدعم الجبهة بالأسلحة، وهو ما ينكره القطريون.
وأشار إلى أن قطر حاولت "عبثًا" إقناع الجولاني بكسر ارتباطه مع تنظيم القاعدة، حتى لا تكون جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، وعندما ظهر الجولاني على "الجزيرة" أراد أن يطمئن الجميع إذ أعلن أن جماعته لا تقاتل إلا من يقاتلها، ووعد بحماية العلويين، إذا تركوا دينهم وبشار الأسد، وعدم مهاجمة الغرب وأن مهمته هي تغيير النظام في دمشق.
تشارلز ليستر، المحلل في مركز بروكنجز الدوحة أكد أن الجولاني فهم أن تنظيمه أصبح متشددًا جدًا وبعيدًا عما يرغب فيه بقية المتمردون في سوريا؛ ما جعله يحاول الاندماج في المشهد الثوري السوري، موضحا أن تنظيم الدولة يريد كل شيء وعلى الفور، لكن جبهة النصرة هي أكثر صبرًا، بالنسبة لطريقة تغيير النظام.
وتساءل الكاتب هل تستطيع جبهة النصرة، بفضل برجماتيتها، التنصل من أهداف تنظيم القاعدة العابرة للحدود وتندمج مع التمرد السوري؟ .
وأجاب هذا هو رهان قطر، وأيضًا السعودية وتركيا، وهو رهان محفوف بالمخاطر، كما أظهرته مذبحة الدروز في قرية قلب لوزة، فمن بين المقاتلين المنتمين لجبهة النصرة يوجد محاربون قدامى وصلوا من باكستان وأفغانستان والذين تتهمهم واشنطن بالتخطيط لشن هجمات ضد الغرب، أنصار أسامة بن لادن الذي يتعرضون للقصف وبشكل متكرر من الطائرات الأمريكية.
"الجولاني كاذب" يقول حسام المرعي، أحد المتحدثين السابقين باسم الجيش السوري الحر والذي انضم لمركز الدرسات " Sadaad " ، ومقره تركيا مضيفا "جبهة النصرة لها نفس تفكير تنظيم الدولة، والفرق بينهما هو مجرد مسألة تكتيكية".
وتابع "بمجرد التعرض لصعوبات في مواجهة النظام السوري، سيبدأ التنافس بين الجماعات المسلحة لتتحول مرة أخرى إلى اشتباكات داخلية. ويمكن عندها لرجال جبهة النصرة الانضمام إلى تنظيم الدولة".
وأكد الكاتب أن الجهات الراعية للتمرد السني، والتي هي على دراية بهذا الخطر، تعمل حاليا على خطة بديلة وهي تقديم يد العون لـ "جيش الإسلام" المجموعة الأقوى في ضواحي دمشق، حيث لوحظ قائدها زهران علوش، في أوائل يونيو موجودا بإسطنبول وعمان.
كذلك يتم العمل أيضا على بناء مصالحة بين قوات "جيش الإسلام" وتلك التابعة للجبهة الجنوبية، النشطة في منطقة درعا، وحال انهيار نظام الأسد، يعتبر علوش أحد القادة المتمردين القلائل، الذي يمكنه صد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة ومنعهم من الدخول إلى دمشق.
======================
واشنطن بوست: إيران سعيدة بتدمير سوريا.. وسبب وحيد يجعلها تتخلى عن بشار
7:12 م, 18 شوّال 1436 هـ, 3 أغسطس 2015 م29811
تواصل- ترجمة:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً للكاتب الأمريكي “جاكسون ديل”، تحدث فيه عن سبب عدم تخلي إيران عن سوريا، ومتى تتخلى عن نظام بشار الأسد.
وأشار الكاتب إلى أن إيران مستمرة في دعم نظام بشار الأسد؛ لأنها تستخدم سوريا كجسر إلى “حزب الله” اللبناني.
وأبرز الكاتب تصريحات لـ”روبرت فورد” سفير الولايات المتحدة سابقاً لدى سوريا، اعتبر فيها أن “حزب الله” يعتبر حاملة طائرات إيران شرق البحر المتوسط.
وأضاف الكاتب أن “حزب الله” يجعل تشكيل أي حكومة لبنانية رهن موافقة إيران، كما أن الآلاف من مقاتليه يبقون على نظام الأسد في دمشق ليس حباً في العلويين؛ وإنما من أجل الحفاظ على الجسر السوري الذي يربط بين “حزب الله” في لبنان وإيران.
وذكر أن عدم وجود منفذ إيراني بحري إلى لبنان يجعل طهران في حاجة للسيطرة على مطار دمشق والحدود بين سوريا ولبنان لاستمرار إمداد “حزب الله” بما يحتاج إليه.
ووصف الكاتب الجيش السوري الآن بأنه بات أشبه بالوكيل لصالح إيران، حيث بدأ في تعزيز قواته من أجل الدفاع عن القطاع الضيق بين دمشق والحدود مع لبنان.
وأشار “فورد” وغيره من الخبراء في الشأن السوري، أن المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” لن يقبل بأي تسوية للحرب في سوريا تضر بحزب الله.
واعتبر “فريدريك هوف” المستشار السابق بالخارجية الأمريكية، أن اعتماد نظام بشار الأسد كلياً على التمويل المالي والعسكري من إيران يجعل نفوذ روسيا بشأن إحداث تغيير في القيادة السورية كما ترغب واشنطن غير موجود.
ونقل عن “فورد” أن إيران ليست مستعدة للتخلي عن “الأسد”، ولا يوجد من وجهة النظر الإيرانية سبب للتخلي عن “الأسد”، إلا إذا أثبت عدم قدرته على السيطرة على دمشق والمنطقة الحدودية، أما باقي سوريا، فإن إيران سعيدة بالاقتتال حتى الموت بين “داعش” والقوى السنية السورية المعارضة.
======================
واشنطن بوست: تدفق للأسلحة الثقيلة للمعارضة جنوب سوريا لمواجهة تزايد نفوذ الإسلاميين في الشمال
شيماء محمدنشر في البديل يوم 24 - 02 - 2013
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسئولين عرب وآخرين داخل المعارضة السورية، قولهم "إن تزايد تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة في سوريا يرجع جزء منه إلى تدفق الأسلحة الثقيلة، في محاولة جديدة من قبل قوى خارجية لتسليح الجماعات الأكثر اعتدالا في الجيش السوري الحر" بحسب وصف الصحيفة.
وأضاف مسئولون مجهولو الهوية، إنه قد تم إرسال الأسلحة الجديدة، بما في ذلك أسلحة مضادة للدبابات وبنادق هجومية ثقيلة، عبر الحدود الأردنية إلى محافظة درعا في الأسابيع الأخيرة لمواجهة النفوذ المتزايد للجماعات الإسلامية المتطرفة في شمال سوريا من خلال تعزيز الجماعات الأكثر اعتدلًا التي تقاتل في الجنوب.
ورفض المسئولون تحديد مصدر هذه الأسلحة المقدمة مؤخرًا، لكنهم أشاروا إلى أن البلدان المنخرطة عن كثب في دعم حملة المعارضة للإطاحة بالأسد بدأت تشعر بالقلق بشكل متزايد من تصاعد وتفوق نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة على قوات حركة المعارضة المجزأة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه البلدان تشمل الولايات المتحدة وحلفاءها من الأوروبيين الرئيسيين، جنبا إلى جنب مع تركيا والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وقطر، وهما البلدتان المنخرطتان بشكل مباشر في تزويد الأسلحة والدعم لقوات المعارضة السورية.
ومن جانبها ، قالت "واشنطن بوست"على الرغم من أن إدارة أوباما لا تزال ترفض تسليح قوات المعارضة مباشرة، إلا أنها وفرت مساعدات استخباراتية للدول التي تشارك في الإمدادات.
وذكر المسئولون الذين تحدثوا للصحيفة الأمريكية أن الهدف من هذه الإمدادات المتجددة للأسلحة هو عكس مسار ما حدث من تأثير غير مقصود لجهود تسليح قوات المعارضة في الشمال بأسلحة صغيرة وذخيرة ، لكن هذه الجهود توقفت بعد أن أصبح واضحا أن الجماعات الإسلامية المتطرفة هي المستفيد الوحيد من تلك الإمدادات.
======================
إيميلي كاديل – أوزي  :الجاسوس الأكثر أهمية في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية
نشر في : الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 04:22 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 04:22 ص
إيميلي كاديل – أوزي (التقرير)
رغم عدم معرفة معظمنا به، قد يكون “فيصل الشوبكي” الجاسوس الأكثر أهمية في العالم عندما يتعلق الأمر بالحملة ضد جماعة الدولة الإسلامية. وعادةً ما نميل عند تفكيرنا في وكالات التجسس القوية إلى تذكر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، والموساد الإسرائيلي، أو حتى KGB الاتحاد السوفييتي؛ ولكن تبين الآن أن الأردن، وهي المملكة الهاشمية الصغيرة في الشرق الأوسط، قد طورت جهازًا استخباراتيًا عالي القيمة أيضًا، يدعى بمديرية المخابرات العامة GID، أو المخابرات.
وتعد قدرة جهاز المخابرات هذا على جمع الاستخبارات البشرية الفائقة ما يجعله فعالاً جدًا، وذا قيمة مرتفعة بالنسبة للحلفاء مثل الولايات المتحدة. ووجدت مديرية المخابرات الأردنية نفسها في موقع محوري بالنسبة للحرب ضد الدولة الإسلامية، وهو التنظيم الذي قام بسلسلة من جرائم القتل الوحشية، بما في ذلك عملية حرق الطيار الأردني التي جذبت اهتمامًا عالميًا في فبراير الماضي.
ويرسل مدير هذه الوكالة، وهو الشوبكي نفسه، تقاريره مباشرةً إلى الملك عبد الله. وتحصل أجهزته الأمنية على ما يقدر بمئات الملايين من الدولارات كل عام من الولايات المتحدة، ويمتلك رجاله عقودًا من المعرفة المؤسسية والاتصالات في جميع أنحاء المنطقة. وبالتالي تعد مخابرات الأردن الآذان والعيون الأكثر موثوقية في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة.
وقد عملت الولايات المتحدة مع الأردن بشكل وثيق منذ أن اشتعلت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. ولوجودها في قلب الشام، إلى الجنوب من سوريا، والشرق من “إسرائيل”، وإلى الغرب من العراق، تعد الأردن صديقًا ذا قيمة استراتيجية هائلة بالنسبة للولايات المتحدة. وقد خدمت المملكة كذلك كنقطة انطلاق مركزية لعمليات الجيش الأمريكي، وقواته الخاصة.
ودربت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مقاتلي المعارضة على الأراضي الأردنية، لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد أولاً، ولشن هجمات ضد جماعة الدولة الإسلامية لاحقًا. ولا تقتصر إمكانات الأردن على عامل الجغرافية فقط. ورغم امتلاك الجواسيس الأمريكيين تقنيات تكنولوجيا فائقة تساعدهم في تتبع الحركات الإرهابية عبر الأقمار الصناعية واعتراض مكالمات الهاتف المحمول، إلا أنهم لازالوا يفتقرون للقدرة على العمل على أرض الواقع، وهو ما يعد عاملاً سلبيًا جدًا في قدرتهم على تنفيذ أهدافهم المرجوة.
ووفقًا لديفيد شينكر، وهو من كبار المساعدين السابقين في وزارة الدفاع: “تجلب الأردن الكثير مما يسمى بالذكاء البشري إلى الطاولة. إنها تساعد في مراقبة تدفق المقاتلين الذاهبين للجهاد في سوريا عبر الحدود“.
ولكن الكثير من النقاد يشيرون كذلك إلى أن أغلب موارد الاستخبارات في المملكة تكرس في التجسس على الشعب الأردني. وبالطبع، لم يحصل جهاز الشرطة السرية الأردني حتى الآن على أي أوسمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وتتهم المخابرات بشكل منتظم بأن تقوم بتعذيب السجناء، وإسكات المعارضة.
ورغم هذه الانتقادات، لم تمتنع أمريكا عن متابعة شراكتها مع المخابرات الأردنية؛ بل وتمتلك دائرة المخابرات العامة الأردنية علاقة سهلة ومتينة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على عكس وكالات التجسس العربية الأخرى.
وقال رويل مارك جيريشت، وهو متخصص في شؤون الشرق الأوسط وعمل من قبل في وكالة المخابرات المركزية، ويعمل الآن في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه “لا وجود لمثل هذه العلاقة في العديد والعديد من الأماكن في العالم العربي“.
وليست العلاقة الاستخباراتية بين الولايات المتحدة والأردن بجديدة، بل تعود جذورها إلى حقبة الخمسينيات، حين بدأت الولايات المتحدة بتزويد المملكة بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية كمكافأة لسياستها المؤيدة للغرب. وفي مذكراته، يسترجع الرئيس السابق لمركز وكالة المخابرات المركزية في المملكة، جاك أوكونيل، ما حدث عندما التقى لأول مرة مع العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، بعد فترة وجيزة من وصوله إلى عمان، قائلاً: “لقد سألته عما إذا كان من الممكن أن ألتقي برئيس جهاز مخابراته لإقامة علاقة عمل معه، فرد عليه: إنك تنظر إليه الآن“.
ولكن الشراكة الراهنة بين الدولتين شهدت انطلاقتها الحقيقية في التسعينيات، حين تخلت الأردن عن صدام حسين، ووافقت على توقيع معاهدة سلام مع “إسرائيل”. ووفقًا لخبراء الاستخبارات، عملت الدولتان وخدماتها للتجسس كفريق واحد تقريبًا خلال هجمات 11 سبتمبر، والحرب على العراق، والمعركة ضد جماعة الدولة الإسلامية الآن.
وقد كان مدير المخابرات الأردنية هو من قدم المعلومات اللازمة لتنفيذ العملية التي قتلت فيها القوات الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، عام 2006، وفقًا لتقارير متعددة نشرت في ذلك الوقت.
وبالطبع، لم يكن التعاون الاستخباراتي الأمريكي الأردني ناجحًا دائمًا. وعلى سبيل المثال، كانت وكالة المخابرات الأردنية مسؤولة جزئيًا عن واحدة من النكسات الأكثر تدميرًا التي تعرضت لها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال العقود الماضية، وذلك عندما عرفت هذه الوكالة أعضاء الاستخبارات المركزية إلى عميل أردني فجر في نهاية المطاف موقعًا للوكالة الأمريكية في أفغانستان، وهو التفجير الذي ظهر في مشهد مروع في فيلم Zero Dark Thirty عام 2012.
وفي أعقاب الإعدام العلني والعنيف جدًا الذي نفذته مجموعة الدولة الإسلامية بحق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، انتشر السؤال حول إلى أي مدى سوف يكون الأردن على استعداد للذهاب ضد التنظيم؟ ورغم أن المملكة شاركت في قصف معاقل جماعة الدولة الإسلامية في سوريا من السماء، وساهمت في حشد غيرها من الشركاء العرب للانضمام للقتال، إلا أن قادة الأردن مستمرون في الإصرار على أنه ليس لديهم أي نية لاستخدام القوات البرية في سوريا.
المصدر
======================
الجارديان: الغارات الأمريكية قتلت مئات المدنيين فى سوريا والعراق
 منذ 13 ساعة  عدد القراءات: 72
الشعب
أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الإثنين، أن غارات التحالف الدولي بقيادة أمريكا بالعراق وسوريا قتلت أكثر من 450 مدنيًا، بينهم 100 طفل وفقًا لتقرير جديد أعده "إير وايس"- وهم مجموعة من الصحفيين المستقليين.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الرقم يبدو بعيد تمامًا عما تؤكده القيادة الدولية للتحالف، حيث ذكرت أن غاراتها قتلت  طفلين بالخطأ.
وأشارت "جارديان" إلى أن أكثر من 5.700 غارة جوية نفذها التحالف مع اقتراب الذكرى الأولى لبدء الحملة السبت المقبل، ولم تؤكد علمها مدى تأثير ذلك على المدنيين حتى الأن، فيما أوضح تقرير "إير وايس" أن 52 غارة بالتحديد هي التي تسببت في مقتل 459 مدنيًا بينهم 100 طفل، وأكد وجود قلق خليجي على المستوى الشعبي وقيادات التحالف بسبب وقوع ضحايا مدنيين.
ونشرت قيادة التحالف تقريرًا يرجع تاريخه إلى نوفمبر الماضي يفيد بمقتل طفلين فقط في غاراتها ذلك الشهر، كما ادعى القائد العام لعمليات التحالف الدولي "جون هيسترمان" بأن تلك الحملة هي الأكثر دقة وتنظيمًا في تاريخ الحروب البعيدة الجوية بقيادة أمريكا،مشيرًا إلى التشديد على الدقة في اختيار الأهداف على الأرض، وكانت تحقيقات سابقة من قبل الحلف الدولي أشارت إلى أن مايو الماضي لم يتم رصد أي حالة وفاة من المدنيين.
======================
لماذا لن تتخلى إيران عن سوريا؟
نشر في : الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 01:45 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 04:36 ص
واشنطن بوست – التقرير
مع التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، يبدو أنّ الرئيس أوباما بات مستعدًا لصب اهتمامه على وقف الحروب والأعمال الوحشية الجماعية والكوارث الإنسانية التي انتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال فترة رئاسته. لقد أعلن عن مجموعة من الأهداف الكبيرة التي يريد تحقيقها قبل أن يتولى الرئيس المقبل منصبه، ومنها؛ وضع الولايات المتحدة وحلفائها “على الطريق الصحيح لهزيمة” تنظيم الدولة الإسلامية، و” بدأ عملية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا“، والدفاع عن إسرائيل وحلفاء آخرين للولايات المتحدة من العدوان الذي شنته إيران، ووكلاؤها.
وهنا تكمن المشكلة؛ آخر هدفين، كما يتصورهما أوباما، يتصارعان بشكل مباشر مع بعضهما البعض.
في المؤتمر الصحفي بعد الصفقة النووية الشهر الماضي، اعترف أوباما بأن إيران قد تستخدم بعض المليارات التي ستحصل عليها قريبًا؛ لتزويد ميليشيا حزب الله اللبناني بأسلحة جديدة، وتعهد بأن يبذل قصارى جهده لوقفها. وأضاف “من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة منع إيران من إرسال أسلحة إلى حزب الله“.
وفي الوقت نفسه، ذكر أوباما حلًا للحرب السورية، وأن ذلك يتطلب “اتفاقية بين القوى الكبرى التي تهتم بالشأن السوري“. وأضاف: “إيران واحدة من تلك القوى، وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لها أن تكون جزءًا من تلك المحادثة“.
هذا التصريح يدل على تغيّر في سياسة أوباما السابقة باستبعاد إيران من محادثات السلام السورية. وفي ظل إصرار الولايات المتحدة تم تجاهل طهران في المؤتمرين اللذين عُقدا في جنيف عامي 2012 و2014. والأهم من ذلك هو أن الاعتراف بالدور الإيراني في سوريا يتناقض مع هدف أوباما لوقف دعم إيران لحزب الله؛ لأنّ سبب الدعم الإيراني العميق والثابت حتى الآن لنظام بشار الأسد هو استخدام سوريا كجسر بري للميليشيات الشيعية.
ويقول روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا: “إنّ حزب الله هو حاملة الطائرات الإيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط.”  تنشر الميليشيات الشيعية عشرات الآلاف من الصواريخ في جنوب لبنان الموجّهة إلى إسرائيل، وتضمن عدم تشكيل أي حكومة في لبنان دون موافقة طهران. الآلاف من مقاتليها يحافظون على بقاء نظام الأسد في دمشق؛ ليس حبًا في الطائفة العلوية التابعة لنظام الأسد، ولكن للحفاظ على هذا الرابط مع إيران.
تفتقر إيران إلى منفذ بحري يمكن الاعتماد عليه إلى لبنان، ولذا فهي بحاجة إلى السيطرة على مطار دمشق وعلى الحدود بين سوريا ولبنان لضمان تمويل حزب الله. ولهذا السبب، ورغم خسارته للمتمردين في الشمال والجنوب، بدأ جيش نظام الأسد -الوكيل الإيراني- في التركيز على الدفاع عن شريط ضيق من الأرض بين دمشق والحدود.
يقول فورد وغيره من الخبراء في الشؤون السورية إنّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لن يقبل بإجراء تسوية بشأن حرب السورية تؤدي إلى التخلي عن حزب الله؛ لأنّ القيام بذلك سيكون بمثابة التخلي عن طموحات إيران الإقليمية، بما في ذلك قدرتها على تهديد إسرائيل. وكتب المستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فريدريك هوف، والذي يعمل الآن مع المجلس الأطلسي: “سياسة إيران عمومًا تركز بشكل قوي (في سوريا) على حزب الله“.
ويسأل هوف: إذن؛ كيف نتفق مع خامنئي حول مستقبل سوريا؟ ماذا يفترض بنا أن نفعل؟ هل نساعد في إيجاد بديل للأسد الذي سيعمل مع إيران للإبقاء على الصواريخ، والقذائف موجّهة نحو تل أبيب؟
للتأكد من ذلك، فإنّ وصف أوباما للآفاق الدبلوماسية حول سوريا لم يبدأ مع إيران ولكن مع روسيا، الداعم الرئيس الآخر للنظام السوري. ويقول مسؤولون أمريكيون إنّ الرئيس أجرى محادثات واعدة مع فلاديمير بوتين بشأن سوريا في الأسابيع الأخيرة. لذا؛ فمن الممكن أن نتخيل أنّ التسوية الأمريكية الروسية المشتركة قد تتطلب إزالة الأسد من السُلطة، والسماح للمعارضة غير الجهادية بالانضمام إلى الحكومة الجديدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
المشكلة، كما يشير هوف، هي أن روسيا تفتقر إلى النفوذ اللازم لإحداث تغيير في القيادة السورية. يتم دعم نظام الأسد بشكل كامل من خلال الأموال والمقاتلين والأسلحة التي تقدمهم إيران. ويقول فورد إنّ طهران “ليست مستعدة للتخلي عن الأسد“.
من جهة النظر الإيرانية، لا يوجد سبب للتخلي عن نظام الأسد ما لم يثبت أنه غير قادر على الاستمرار في السيطرة على دمشق والمنطقة الحدودية. في بقية البلاد، تشعر إيران الشيعية بالرضا والسعادة لمشاهدة تنظيم الدولة الإسلامية السُنية وقوات المتمردين السوريين السُنيين يقاتلون حتى الموت.
الخلاصة هي أن الجهود الجادة لإنهاء الحرب في سوريا ستتطلب أن يختار أوباما بين تحدي الجسر البري السوري من إيران لحزب الله من خلال المزيد من الدعم القوي للقوات المناهضة للأسد، أو قبول تسوية تسمح ضمنيًا بوجود جيش إيراني وكيل على حدود إسرائيل. بالنظر إلى استثمار أوباما في الصفقة النووية، فلن يكون من الغريب إذا رفض كلا الخيارين، وسلّم الكابوس السوري لخليفته القادم.
المصدر
======================