الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/11/2017

سوريا في الصحافة العالمية 4/11/2017

05.11.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية والايطالية :  
 
الصحافة الامريكية :
ديبلو ويب: القوات الجوية السورية… إعادة هيكلتها ومرونتها من سنة 2011 إلى غاية سنة 2017
http://idraksy.net/syrian-air-force/
كيف يمكن تفسير بقاء النظام السوري في الحكم رغم انسلاخ جنوده عنه، وفقدانه لجزء هام من مناطقه، علاوة على اتهام المجتمع الدولي له بارتكاب جرائم حرب؟ يكمن جزء هام من الإجابة عن هذا السؤال في التفوق العسكري الجوي للنظام السوري.
فبفضل فعالية سلاح الجو وقوته النارية، نجح النظام السوري في الحفاظ على رباطة جأشه واستعادة المناطق التي فقد سيطرته عليها. وسنوضح في هذا التقرير كيف نجح النظام السوري في ذلك، بالاعتماد على خريطة للقواعد الجوية السورية.
منذ شهر آذار/مارس من سنة 2017، دخل الصراع السوري سنته السابعة، حيث كان هذا الصراع مجرد “انتفاضة” محلية في وجه محافظ مدينة درعا قبل أن يتحول إلى حرب أهلية، وبذلك أصبحت سوريا مسرحاً تتواجه فيه القوى الإقليمية والعالمية. كانت عواقب هذا الصراع وخيمة؛ حيث سقط أكثر من 400 ألف قتيل، فضلاً عن تسجيل أكثر من 3.8 ملايين لاجئ من إجمالي عدد السكان الذي كان يبلغ قبل الحرب 20 مليون نسمة.
مع سقوط حلب بتاريخ 22 كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، الذي تزامن مع فشل الهجوم على مدينة حماة خلال ربيع سنة 2017، أجبر الثوار على التراجع نحو كل المناطق التي ما زالت خاضعة لهم، تحديداً في الشمال الغربي في محافظة إدلب، وجنوباً في درعا وأحياء منطقة الغوطة المحاصرة منذ سنة 2012. من جانب آخر، فقد تنظيم الدولة الإسلامية عاصمتيه، أي كلاً من مدينتي الرقة والموصل، في حين يواصل الأكراد تقدمهم بعد أن وقّعوا هدنة ضمنية مع النظام نحو تأسيس منطقة ذاتية الحكم “روج آفا”.
يبدو أن كفة الصراع في سوريا تميل لمصلحة قوات بشار الأسد، ولكن
كيف يمكن تفسير بقاء النظام السوري في الحكم رغم انسلاخ جنوده عنه، وفقدانه لجزء هام من مناطقه، علاوة على اتهام المجتمع الدولي له بارتكاب جرائم حرب؟ وكما أشرنا سابقاً، فإن جزءاً هاماً من الإجابة عن هذا السؤال يكمن في التفوق العسكري الجوي للنظام السوري.
لا يمكن، في هذا الإطار، إنكار الدور الإيراني، والدور الذي قام به حزب الله، بالإضافة إلى الدور الروسي الذي ساهم في احتواء حركة التمرد. ومع ذلك لا يمكن التغاضي عن فعالية سلاح الجو وقوته النارية، خاصة أن النظام السوري قد نجح بفضله في الحفاظ على رباطة جأشه، وتمكن من استعادة المناطق التي فقد السيطرة عليها.
إلى جانب أجهزة الأمن والحرس الشخصي للنظام، تأسس سلاح الجو السوري أولاً بهدف اعتراض المقاتلات الجوية الإسرائيلية في خضم احتدام الصراع بين الطرفين، تطور إلى سلاح لفرض الحصار على الشعب وإخضاعه. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم تكليف القوات الجوية السورية بمهام جديدة تتمثل في نشر الهلع وتجسيد انتقام النظام من معارضيه، في تناقض صارخ مع الاستعمال الغربي لسلاح الجو.
خلال عملية “عاصفة الصحراء” سنة 1991، أو خلال الحروب التي هزت منطقة يوغسلافيا السابقة، تم الاستعانة بالطائرات الحربية الأمريكية والأوروبية، لتوجيه ضربات دقيقة تجنباً لسقوط ضحايا من المدنيين. لكن يبدو أن سلاح الطيران السوري متأثر أكثر  بالإستراتيجية التي طبقها الروس لكبح جماح التمرد الشيشاني، والتي ترتكز على القصف المكثف للبنى التحتية الاقتصادية، مع استهداف السكان وممتلكاتهم.
وتعكس هذه الإستراتيجية سياسة “الأرض المحروقة” التي ترتكز أساساً على تنفيذ العمليات على نطاق واسع، دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة إرهاق سلاح الجو، ما سيفضي إلى إلحاق الضرر بالقوات المشاركة على أرض الميدان. كما ستؤدي هذه السياسة إلى تدمير التجهيزات وتكبد المزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. ويبقى السؤال المطروح: “لماذا وكيف يطبق سلاح الجو السوري هذه الإستراتيجية؟”
القوات الجوية السورية أسطول من الطائرات السوفيتية الرائدة في مجال قمع حركات التمرد (2011-2013)
صُممت القوات الجوية السورية لتكون عبارة عن سلاح يشبه إلى حد ما أسلحة الحرب الباردة، نظراً لتأثره بالأساليب السوفيتية السابقة القائمة على إشراك الطيران في العمليات البرية بهدف التغطية والتعزيز دون القيام بمناورات عسكرية. ويتكون سلاح الجو السوري من طائرات اعتراضية من نوع “ميغ-21، و23، و25، و29، التي تعزز الأسلحة المضادة للطائرات، وتوفر تغطية جوية للقوات المقاتلة “على الجبهة”. ويستعين النظام لتحقيق ذلك بطائرات الهجوم الأرضي النفاثة من نوع “سوخوي سو-22 و24”.
اعترفت سوريا قبل الثورة بامتلاك قواتها الجوية 500 طائرة مقاتلة، يعود تاريخ أغلبها إلى سنوات السبعينات والثمانينات. كما تم إشراك بعض هذه الطائرات في الصراع المتوتر ضد إسرائيل (حيث خاضت سوريا ثلاث مواجهات مع الدولة العبرية سنوات 1967، و1973، و1982)، ويتم استغلال هذه الطائرات، التي عفى عليها الزمن ولم تعد مؤهلة كثيراً في حرب النظام لحركة التمرد. في الواقع لم تبق سوى ثلاثين مقاتلة من نوع “سوخوي سو-24 يعود تاريخها لسنة 1990، كما أن البعض من مقاتلات سوخوي سو-24 و”سو-22” مجهزة بأنظمة تقصي الهدف التي تساعد في استخدام الأسلحة الموجهة بدقة، وهذه الطائرات لا زالت قادرة في تجنب الوقوع في مرمى أنظمة الدفاع الجوي المحمول أو أية أسلحة خفيفة أخرى مضادة للطائرات.
في المقابل، لا تقتصر أهمية سلاح الجو السوري على هذه الطائرات فحسب، بل تم تعزيز القوات الجوية منذ استيلاء حافظ الأسد على الحكم سنة 1970 بجهاز أمني استخباراتي يحظى بالنفوذ والهيبة، وساعد النظام مع احتدام الصراع على بث الشكوك في صفوف الثوار، وتجاوز النقائص التقنية التي يعاني منها النظام في تحديد أهدافه العسكرية.
شاركت القوات الجوية في أولى العمليات ضد حركة التمرد معتمدة على سرب الطائرات المروحية القتالية من نوع “ميل مي-24” و”ميل مي-2، علاوة على طائرات تدريب نفاثة من نوع  “آيرو إل-39 ألباتروس” بعد أن تم إعادة تجهيزها. من جانب آخر، لم يتم استعمال مقاتلات “الميغ” نظراً لأنها غير ملائمة للدعم الأرضي، كما أن النظام قد انتابته مخاوف من تعرض سربه لعمليات انتقامية غربية، مثلما حصل تماماً مع النظام الليبي، لذلك قرر استثناء طائرات الميغ وعدم إشراكها في العمليات الأولى، في الوقت الذي انشقت  فيه عناصر من القوات الموالية له، فضلاً عن تعزيز الثوار لترسانتهم من الأسلحة المضادة للطائرات.
تحت ضغط التقدم الذي أحرزه الثوار، بدأ النظام تدريجياً بإشراك باقي أسرابه، خصوصاً مقاتلاته الاعتراضية من نوع ميغ-23 وميغ-29 التي استعملها في القصف على مدينة حلب، فضلاً عن توجيه ضربات أرضية خلال شهر آب/أغسطس من سنة 2012. وقد تزامنت هذه الضربات مع أول أيام القصف باستخدام البراميل المتفجرة التي ترمى من مروحيات من نوع “ميل مي-8 و”ميل مي-17” المخصصة لنقل الجنود، مع العلم أنه خلال سنة 2011 كان من المنتظر أن يخضع قرابة 50 بالمئة من أسراب طائرات النظام إلى الفحص الفني، خاصة الطائرات من نوع “ميل مي-8” و”ميل مي-17، ومقاتلات من نوع ميغ-21 وميغ-23، وطائرات سوخوي-22. كما تم تسجيل أكثر من ألفي ضربة جوية لطائرات النظام بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2012 ونيسان/أبريل من سنة 2013.
في المقابل، تعد الفترة الممتدة بين شهري تموز/يوليو من سنة 2012 إلى غاية شهر تموز/يوليو من سنة 2013، الأسوأ في تاريخ القوات الجوية السورية نظراً لفقدانها ما يقارب 350 طياراً؛ حيث وقع بعضهم تحت الأسر، في حين هرب البعض الآخر، كما فقد العديد خلال المعارك. وقد تزامنت هذه الخسائر مع تعرض 45 طائرة مروحية و30 طائرة مقاتلة تابعة للنظام للتدمير. وقد فقد سلاح الجو السوري خلال هذه الفترة نصف إمكانياته.
خلال صائفة سنة 2013، تسبب حدثان هامان في إعادة خلط الأوراق من جديد؛ يتمثل الأول في أن مطار دمشق الدولي كان على مرمى قذائف الهاون التابعة للثوار، وثانيهما أن القوات الموالية للأسد قد فقدت خط الإمداد العسكري مع قطع الطريق السريع المؤدي لحلب.
بمساعدة حزب الله حقق النظام انتصاراً في مدينة “القصير” يوم 5 حزيران/يونيو سنة 2013، ما مكنه من تأمين خطوط الإمداد العسكري القادمة من لبنان في الوقت الذي فقد فيه النظام سيطرته على باقي المراكز الحدودية المشرفة على كل من تركيا، والعراق، والأردن. من جانب آخر، لم يرد الغرب على قيام النظام بهجوم كيميائي في ضواحي دمشق وتحديداً في الغوطة؛ ممَّا شكل لحظة حاسمة للنظام الذي أصبح موقناً باستحالة فرضية التدخل الغربي ضده، ويعود الفضل في ذلك للتغطية الدبلوماسية الروسية. ولذلك أضحى من الممكن أن يعوض النظام ما فقده من سربه من الطائرات المروحية خلال المعارك بالعودة إلى إشراك الطائرات الهجومية من نوع ” سوخوي سو-22 و”سوخوي سو-24 دون الخوف من عمليات انتقامية غربية. من هذا المنطلق، يعد هجوم الغوطة حدثاً هاماً للنظام، حيث سجل من خلاله بداية التفوق الجوي وتحويل القوات الجوية السورية لسلاح  يثير الذعر.
إلغاء ما يسمى بمناطق “سوريا المفيدة” والدفاع عن القواعد الجوية: جيش الطيران السوري في عملية إعادة تجهيز كاملة (2013-2014)
في صائفة 2013، ظلت المواقع التابعة للثوار والنظام على حالها منذ بداية السنة. وقد كان الصراع بين الطرفين أشبه بسباق للسيطرة على المنافذ الحدودية وعلى الموارد، قبل أن يتحول هذا الصراع إلى أشبه بحرب استنزاف على طول الطريق السريعة المؤدية لحلب، التي تعتبر محوراً إستراتيجياً هاماً في المعركة. فهذا الطريق يربط بين عاصمة سوريا السياسية (دمشق) وبين مركزها الاقتصادي (حلب)، ويمر بمهد الانتفاضة التاريخي (درعا) وحمص وحماة اللتين كانتا بدورهما مسرحين لعمليات القمع سنة 1982.
قررت فصائل الثوار، التي عانت من هجمات سلاح الجو السوري، التخلي بصفة تدريجية عن المناطق التي تسيطر عليها بهدف التركيز على تطبيق إستراتيجية “منع الوصول”، حيث قامت أولاً باستهداف طرق الإمداد اللوجستي البرية باستخدام العبوات الناسفة ونصب الكمائن للنظام. ثم شن الثوار هجمات لاقتحام القواعد الجوية بهدف تدمير طائرات النظام وهي لا زالت على الأرض.
منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2012 إلى غاية شهر آب/ أغسطس من سنة 2014، تم فرض حصار على مطار “مرج السلطان” للطائرات المروحية، أعقبه سقوط مطار “الطبقة”، وآنذاك لم يقل عدد المطارات الرئيسية التي سقطت في أيدي الثوار عن سبعة مطارات. ولكن هذه الإستراتيجية كانت مربحة بالنسبة للثوار؛ نظراً لأنها ألقت النظام داخل موجة من العوائق اللوجستية ممَّا فتح الطريق أمامهم للسيطرة على أسلحة مضادة للطائرات، تحديداً بتاريخ 12 شباط/ فبراير من سنة 2013، فضلاً عن وضع أيديهم على طائرات عاملة من نوع “آيرو إل-39 ألباتروس”.
بطبيعة الحال، عزز الثوار صفوفهم بأنظمة الدفاع الجوي المحمول، على غرار مضادات الطائرات المحمولة على الكتف من نوع “إف إن-6 الصيني، وأخرى من نوع ” سام 7 جريل”، بالإضافة إلى النماذج الحديثة من صواريخ “إيغلا 16 و”إيغلا 17” مرفقة بمدافع مضادة للطائرات تقليدية تعود إلى العصر السوفيتي من نوع “زو-23 عيار 57مم. أما في الغوطة، فتم استعمال منصة إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات من نوع ” 9 كيه 33 أو إس إيه” المجهزة برادار.
لكن ذلك لم يحرم النظام من تشغيل مراكز تدريبه المنتشرة في “قاعدة منغ” وكشيش وكويرس، ولكن أضحت هذه القواعد غير صالحة للاستعمال نظراً للحصار الذي فُرض عليها إلى حدود سنة 2017، ما تسبب خلال سنة 2014 في تفاقم النقص في عدد الطيارين من ذوي الخبرة مع انخفاض كبير في وتيرة الطلعات الجوية إلى حدود 50 طلعة في اليوم الواحد. كما أن هذا النقص التكتيكي يعكس تخوف النظام من انشقاق طياريه عنه. علاوة على ذلك، منع النظام تبادل الحوارات أو النقاشات المذهبية بين جنوده، كما تم تخفيض عدد الطائرات التي تقوم بطلعات جوية إلى طائرة واحدة، مع التأكد من توجهها مباشرة نحو هدفها بالاعتماد على وسائل الملاحة الجوية البسيطة، على غرار “غوغل إيرث”.
خريطة القواعد الجوية السورية في منتصف تشرين الأول/أكتوبرخريطة القواعد الجوية السورية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر
التعليق على الخريطة: اقتحام مدينة الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، خلال النصف الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2017، الذي أعقبه اقتحام الجيش السوري لمنطقة دير الزور، ومنذ يوم 12 أيلول/ سبتمبر من سنة 2017، بدأت مساحة تنظيم الدولة الترابية تتقلص. ومع ذلك فليس هناك ما يبشر بنهاية سريعة للصراع الدائر مع الثوار في غربي سوريا دون الوصول إلى اتفاق سياسي، حيث لا زال أغلب الثوار يحافظون على معاقلهم في كل من إدلب وضواحي درعا.
على الرغم من أن الثوار يتفوقون عددياً فإن النظام السوري حقق انتصارات في مدينة القصير أعقبتها استعادة تدريجية لمدينة حمص، في حين تراجعت بعض قواته لحماية مركز سوريا تحديداً حول العاصمة دمشق ومنطقة اللاذقية الساحلية التي يقطنها أبناء الطائفة العلوية، وهي الطائفة العرقية الدينية التي تشكل الإطار الإداري والعسكري للاذقية.
في الوقت نفسه، عوض النظام النقص الحاصل في جيشه بإشراك الميليشيات الموالية له من خلال تسليح الأقليات المسيحية والفلسطينية والدرزية، أو عن طريق تسليح وتجهيز شبكاته الزبائنية وعناصر المافيا، على غرار ما يسمى بالشبيحة. وتساعد هذه الميليشيات، التي يتم انتدابها من داخل سوريا، النظام على أن يحافظ على مصالحه المحلية وتجذره في المناطق السورية بتكلفة منخفضة. ولكن في المقابل، لا تتميز هذه الميليشيات بقدرات هجومية كبيرة. ومع ذلك فهي توفر للنظام شبكة دفاعية مكثفة بما يكفي لامتصاص هجمات الثوار مع انتظار التحاق قوات النخبة وخاصة منها القوات الموالية للنظام، على غرار “قوات النمر” أو قوات “صقور الصحراء”، لتتولى مهمة القيام بهجوم معاكس.
أضحت القوات الجوية السورية  “حجر الأساس” لهذه الإستراتيجية القائمة على “عزل المناطق الخاضعة للنظام السوري”، حيث تؤدي أولاً دور الحامية لهذه المناطق من أية محاولة لفصائل الثوار لغزوها، كما تتكفل القوات الجوية بالدعم اللوجستي لخطوط الإمداد العسكري. والجدير بالذكر أن حفاظ قوات النظام على موقعها حول مطار دير الزور العسكري، الذي كان تحت الحصار منذ سنة 2012، يدل على الكفاءة والتكلفة الهائلة التي دفعها النظام من الأرواح البشرية والمعدات العسكرية لإنجاح إستراتيجية مثل هذه.
بالإضافة إلى ذلك، استُخدمت القوات الجوية السورية كسلاح لتعزيز الحصار الذي فُرض حول مدينة حمص وضواحي مدينة حلب، حيث كان دورها يتمثل في تعويض سلاح المدفعية الثقيلة في حالة التعرض لصعوبات في تنقلها. وكي تستجيب أكثر لإستراتيجية النظام، تم تركيز مقاتلات جوية تكون أكثر قدرة على تكثيف عمليات القصف، حيث قامت القوات الجوية بتطوير طائرات “ميكويان-غوريفيتش ميغ-21” الخاصة بالتدريب، علماً بأنها تخلت عن استعمال طائراتها من نوع “ميغ-25” منذ شهر آذار/مارس من سنة 2014.
عُرفت الفترة الممتدة بين سنتي 2013 و2014 بفترة الاحتواء، أي إن سقوط كل من مدينتي إدلب خلال شهر آذار/مارس وتدمر خلال شهر أيار/مايو سنة 2015، قد أماط اللثام عن انقطاع التنسيق بين قوات النظام وسلاحه الجوي، ممَّا جعل من مستقبل بقاء النظام السوري في الحكم على المحك.
ولكن تغيرت قواعد اللعبة مع التدخل الروسي الذي انطلق خلال شهر أيلول/سبتمبر من سنة 2015، حيث ساهم هذا التدخل في عودة النظام وتمكنه من استرجاع مكانته العسكرية. وفُتح بذلك فصل جديد من الصراع السوري مع بروز بوادر انفراج بحلول سنة 2017، إذ لم يعد النظام يقاتل من أجل بقائه، وإنما يقاتل من أجل تحقيق انتصارات عسكرية بصفة تدريجية، وأضحى “يعاقب” و”يسترجع ما أُخذ منه بالسلاح”.
منذ سنة 2015: بين العقاب والغزو، القوات الجوية السورية سلاح هام لفرض الحصار
مع بداية سنة 2015، تراجعت طلعات القوات الجوية السورية بشكل خطير على النظام، وذلك قبل أن يستفيد من التدخل الروسي لإعادة تجهيز  طياريه وتدريبهم. ومع استعادة مطار حلب الدولي سنة 2013، أضحى من الممكن عودة العمل في الورشة الرئيسية أو “المصنع” التابع للقوات الجوية السورية، حيث بدأت هذه الأشغال تحديداً بين سنتي 2014 و2015، وذلك بفضل قطع الغيار التي اقتنتها إيران من روسيا البيضاء وساهمت في صيانة نحو أربعين طائرة من نوع “آيرو إل-39 ألباتروس” ومن نوع “سوخوي سو-22”.
تزامنت هذه الفترة، التي تم فيها تجهيز طائرات التدريب “آيرو إل-39 ألباتروس”، مع تخزين تجهيزات تتمثل في منظومات الدفاع الجوي المحمول، ومجموعات مناظير رؤية ليلية، وقد سرّع ذلك في استئناف عمليات القصف خصوصاَ على مدينة حلب سنة 2016. علاوة على ذلك، تم تطوير قدرات البراميل المتفجرة من خلال تزويدها بزعانف، وإضافة المواد المتفجرة، وأحياناً غاز الكلور.
أما في خصوص الطلعات الجوية التدريبية، فقد استعادت فعاليتها منذ سنة 2013، كما استفادت القوات الجوية السورية كثيراً من هجوم “كويرس” الذي شنه النظام خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2015، والذي ساهم في تحرير العديد من الطيارين والمدربين. واستأنفت الطلعات الجوية نشاطها من جديد، خلال سنة 2016، حيث بلغت أكثر من 60 طلعة جوية خلال اليوم الواحد، ووصل بعضها إلى قرابة 70 طلعة مع نهاية سنة 2016.
وبفضل التدخل الروسي أخذ النظام السوري بزمام المبادرة، وبدأ في إعادة تطبيق الإستراتيجية ذاتها التي طُبقت سنة 1982 في مدينتي حماة وحمص، والمتمثلة في استعمال القوة النارية لضرب المراكز الحضرية وتطهيرها. ولإتمام ذلك، وجب أولاً الربط بين مختلف المناطق التابعة للنظام، التي تحوّل العديد منها إلى نقاط دعم، والهدف من ذلك عزل مواقع الثوار وشن هجمات ضدهم. وتذكرنا هذه الإستراتيجية بما طبقه الاتحاد السوفيتي سابقاً، حيث حاصر الجيش النظامي المنطقة ثم قصفها بطريقة منهجية، كما تستهدف عمليات القصف البنية التحتية المدنية فقط، على غرار المستشفيات، والمخابز، ومقرات الصحافة ومقرات الحكومة القضائية، والأمنية والسياسية.
أصبحت الحياة مستحيلة في سوريا ممَّا دفع السكان إلى الهجرة، في حين أضحت المجاعة سلاحاً لإخضاع الخصم. وفي ظل هذا الوضع، يرضى النظام بأية مبادرات لتنظيمات سياسية (ذات توجه جهادي أو معتدل)، المهم أنها تقصي فكرة رحيله أو طرده من الحكم. علاوة على ذلك، تم إنشاء ممرات “إنسانية” لتسهيل هروب السكان. والهدف أساساً من هذه الإستراتيجية الرامية للقضاء على حركة التمرد ضد النظام، يتلخص في حرمان الثوار من دعم السكان، و”تجفيف” المناطق الخاضعة لسيطرتهم من المقاتلين والناشطين. ومن هنا، يتبين لنا أن النظام يطبق تعاليم الحرب التقليدية التي ستفضي في نهاية المطاف إلى التطهير العرقي.
والجدير بالذكر أن المناطق التي استعادها النظام ظلت نائية وأصبحت أشبه “بمدن الأشباح” على غرار مدينة الرستن. فبالنسبة للنظام تبدو هذه السياسة التي تقوم على التطهير العرقي كافية، خاصة أنها تجنبه وقوع وحدات النخبة في الكمائن (حزب الله وقوات النمر…)، كما من شأنها أيضاً أن تكسر التماسك الدفاعي للخصم عن طريق إرسال الميليشيات “الشعبية” التي تعمل على اجتثاث جيوب المقاومة.
مع النقص الذي يعاني منه النظام في الدعم الأرضي، أضحت القوات الجوية السورية سلاحاً فعلياً لتطبيق سياسة الحصار مع تراجع نجاعة سلاح المدفعية، حيث توجّه الطائرات ضربات أكثر دقة مستهدفة البنية التحتية ومراكز القيادة الخاصة بالثوار، ضمن إطار تنفيذ ضربات جوية دون تمييز وخاضعة لمنطق إرهاب الخصوم. في الواقع، تتمتع المقاتلات الجوية بميزة كبيرة عن سلاح المدفعية؛ حيث تسبب هلعاً نفسياً للخصوم. وفي حال كان الهدف الحد من سير الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الثائرة، فينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الضربات الجوية المكثفة أقل أهمية من توجيه ضربات ثابتة ومتكررة. والهدف من كل ذلك تجسيد وجود النظام وإظهار انتقامه من شعبه.
ويذكرنا هذا الأسلوب السوري بالنموذج الروسي المطبق خلال الحرب الشيشانية الثانية، وخاصة مع حصار مدينة “غروزني” من قبل الجيش الروسي، حيث امتد هذا الحصار من يوم 25 كانون الأول/ديسمبر سنة 1999 إلى غاية السادس من شباط/ فبراير من سنة 2000. وقد استخدمت موسكو أسلحة عديدة من أبرزها القنابل الفراغية، والحارقة، والقنابل العنقودية. كما اتبع النظام السوري الخطوات نفسها والإيقاع ذاته في إستراتيجيته، حيث قام أولاً بالتطويق، ثم الإخضاع، وأنهى العملية بالاحتلال. وقد طبق ذلك بحذافيره خلال حصاره لمدينة حلب، ولا زال النظام يطبق الإستراتيجية نفسها في باقي المناطق المنتشرة في كامل البلاد.
انتصار لا يحل أية مشكلة
لم تغير الضربات الأمريكية شيئاً من ديناميكية الصراع ولا من موازين القوى في سوريا، خاصة أن هذه الضربات التي تمت في الليلة الفاصلة بين السادس والسابع من نيسان/أبريل سنة 2017، جاءت في شكل عقاب للنظام بسبب قصفه لمدينة خان شيخون بالسلاح الكيماوي.
وقد تسببت هذه الضربات الأمريكية في إحراز نقص يقدر بالعشرات في سرب النظام السوري من طائرات سوخوي-22، مع تعرض إحدى مقاتلاته للتدمير بتاريخ 18 حزيران/يونيو من سنة 2017. ولكن كان لهذه الخسائر طعم مميز بالنسبة للنظام، إذ لم تلحق ضرراً بالإستراتيجية الجوية التي لا زالت بالنسبة له ناجعة، إلا أنه اكتشف أنها سلاح ذو حدين. بعبارة أخرى، ساهمت هذه الإستراتيجية فعلاً في اقتحام النظام للمناطق التي كانت خارج سيطرته ولكنها عمها الدمار، كما هاجر سكانها إما نزوحاً أو بالرحيل بعد الاتفاق مع النظام. وقد حولت عمليات القصف الجوي هذه المناطق إلى “مدن شهيدة”.
مع تتالي الهزائم العسكرية للثوار، أجبر بعضهم على التحول إلى حركة سرية أو شبه سرية تخوض حرب عصابات. في هذا السياق، حققت جبهة فتح الشام، أو جبهة النصرة سابقاً التي كانت أحد فروع تنظيم القاعدة في سوريا، انتصاراً في إدلب ضد فصائل الثوار الأخرى، تحديداً يومي 23 و24 تموز/يوليو من سنة 2017. وقد شكل هذا الانتصار غلبة للفصائل الراديكالية ومكنها من الإمساك بزمام الأمور على حساب الفصائل المعتدلة.
بالعودة للقوات الجوية السورية، كانت وتيرة الطلعات الجوية منهكة لسرب الطائرات والتي فاق بعضها قدرتها على التحمل، وقد كان من الممكن أن تضر كثيراً بالقدرات الجوية للنظام لولا دعم إيران أو روسيا.
ومن منظور أعمق، فإن واقع الصراع السوري يتماشى وفقاً للأهداف الروسية أو الإيرانية، وهذا ما يبرر الاستخدام العشوائي للقوة الجوية الذي يعكس بدوره غياب الأخلاق وعدم احترام قانون الحرب.
وفي الختام،  وفي حال استقر الصراع السوري على انتصار بشار الأسد، فإن ذلك لن يحد بأي حال من الأحوال من التوترات التي تهز المنطقة ككل، بل سيزيد من تفاقم وتيرة العنف بين الأطراف المتنازعة. ومع محاولات المملكة العربية السعودية إخضاع إمارة قطر، يبدو أن ذلك قد تسبب في بروز تحالفات إقليمية ستزيد من حدة الأزمة الخليجية وستضعف احتمال عودتها إلى الوساطة … وعلى ضوء هذه المعطيات لسائل أن يسأل، هل هي بداية حرب باردة، أم حرب ستعصف بالشرق الأوسط  لمدة ثلاثين سنة؟
المصدر: ديبلو ويب
========================
أسوشتيد برس: روسيا تقود الدبلوماسية بالشرق الأوسط في ظل غياب الولايات المتحدة
http://www.masrawy.com/news/news_publicaffairs/details/2017/11/3/1184500/أسوشتيد-برس-روسيا-تقود-الدبلوماسية-بالشرق-الأوسط-في-ظل-غياب-الولايات
أسوشتيد برس: روسيا تقود الدبلوماسية بالشرق الأوسط في ظل غياب الولايات المتحدة بوتينكتب - عبدالعظيم قنديل: رصدت وكالة "أسوشتيد برس" الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها الجمعة، هيمنة روسيا على مقاليد الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وذلك في ظل غياب الدور الأمريكي المعهود، حيث قالت الوكالة الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من إقامة موطئ قدم قوي لبلاده، وتكوين تحالفات مع شركاء غير محتملين بالمنطقة العربية. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى تصاعد نفوذ روسيا في ساحات سوريا وإيران، ثم إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، لافتة إلى الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة لأول مرة في ظل إدارة أوباما، بينما تشهد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من عدم الاتساق. ووفقًا للتقرير، تتولى روسيا قيادة الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية للحرب الأهلية السورية بمشاركة كل من إيران وتركيا، الأمر الذي ساهم في تقويض العنف على الساحة السورية، ومن ثم أدى دور روسيا في سوريا إلى إبراز مكانتها الدولية والسماح لها بالمطالبة بقتال الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "داعش". وقال بلال صعب، مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط: إنه "في حين أن روسيا أصبحت بوضوح الاعب الأكثر تأثيرا في سوريا، لكن مايزال هناك حدودا واضحة لسيطرتها في المنطقة"، موضحًا: أن ما تقدمه روسيا هو "صفقات وليس استراتيجيات"، بينما تقدم العلاقة السياسية العميقة، وهو ما تقدمه واشنطن، رغم التوترات المستمرة مع الشركاء الرئيسيين". واستكمل صعب: "يبدو أن بوتين وضع نفسه كوسيط في الشرق الأوسط، يسعى لتوسيع نفوذه في منطقة تبقى فيها الولايات المتحدة أكثر العناصر المهيمنة". "المقامرة السورية" وفى الأسبوع الحالى، أعلنت روسيا عن خطط لاستضافة المجموعات السورية وممثلي الحكومات لإجراء محادثات سياسية يوم 18 نوفمبر، وذلك قبل 10 أيام فقط من بدء جولة جديدة من المحادثات التى ترعاها الأمم المتحدة فى جنيف. ودعت روسيا أكثر من عشرة جماعات معارضة، وهي مزيج من ممثلي الحكومة وأحزاب المعارضة السياسية، بما في ذلك للمرة الأولى الحزب الكردي الرئيسي المدعوم من الولايات المتحدة الذي يسيطر الآن على شمال سوريا، وتم منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري سابقا من المشاركة في المفاوضات السياسية بمحادثات جنيف، بإصرار تركيا. وذكر التقرير أن العملية العسكرية الروسية في الحرب السورية، عام 2015، ساعدت الرئيس السوري بشار الأسد في تحويل الصراع لصالحه، مضيفًا أن دعوة روسيا إلى الجماعات المعارضة دفعت للتكهن بأن موسكو قد تستخدم المؤتمر للوساطة في مصالحة أوسع بين الأسد والأكراد السوريين. وبحسب "أسوشتيد برس" قال بدران سيا، سياسي كردي سوري: إن "روسيا تدعم المشروع الفيدرالي الكردستاني في حين كانت الاستراتيجية الأميركية غامضة"، موضحًا: "لم يتضح بعد ما هي استراتيجية (الأميركيين) بعد الرقة ونود أن نفهم" وذلك في اشارة إلى مدينة الرقة بعد تحريرها من قبضة مسلحي "داعش" الشهر الماضي. "عقود الخليج" وفي منطقة الخليج العربي، تحملت الولايات المتحدة مسئولية ضمان الأمن منذ حرب الخليج عام 1991، غير أن دول الخليج توجهت في السنوات الأخيرة نحو الصناعة الدفاعية الروسية، خاصة بعد تزايد الحذر من الانفراج الأمريكي مع إيران في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وألمحت "أسوشتيد برس" إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو الشهر الماضي، حيث اعتبرتها الوكالة الأمريكية مؤشر على بداية عهد جديد من التعاون وذوبان في العلاقات الثنائية بين روسيا والمملكة، والتي توترت بشدة منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا نيابة عن الأسد. "التعاون مع إسرائيل" ويضيف التقرير، تحتفظ إسرائيل وروسيا بعلاقات وثيقة، وإن كانت غير مستقرة في بعض الأحيان بشأن القضايا الإقليمية - وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحرب في سوريا المجاورة، ولكن في السنوات الأخيرة، كثفت القوات الجوية الإسرائيلية ونظيرتها الروسية من التواصل في المجال الجوي السوري، وذلك لمنع الاشتباكات بين قواتهما الجوية. ومع ذلك، يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق إزاء تعاون روسيا مع إيران. لكنهم يعتقدون أيضا أن المصالح الروسية والإيرانية يمكن أن تتناقض مع تنافس البلدين على عقود إعادة الإعمار المربحة والتأثير السياسي في سوريا بعد الحرب. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون ان روسيا تعتبر إيران قوة مزعزعة للاستقرار فى سوريا بعد الحرب، كما أن الكريملين يتفهم مخاوف إسرائيل الأمنية من تنامي النفوذ الإيراني.
========================
وول ستريت جورنال :الأكراد يتراجعون بكل أنحاء الشرق الأوسط
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/11/3/الأكراد-يتراجعون-بكل-أنحاء-الشرق-الأوسط
اهتمت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بالأزمة المتفاقمة في أعقاب الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان العراق، وسط معارضة محلية وإقليمية ودولية، وقالت إن الأكراد يتراجعون بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ياروسلاف تروفيموف قال فيه إنه مع اندحار تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وسوريا فإن الغرب لم يعد بحاجة إلى مساعدة من الأكراد، وإن الأكراد يواجهون الآن كارثة تاريخية مرة أخرى، وإن سبب هذا يعود في جزء منه إلى أخطاء قادتهم.
وأضاف أن الإنجازات الكردية في تركيا والعراق تراجعت في السنوات الأخيرة، وكذلك في سوريا، حيث تواجه المكاسب الكردية مخاطر جديدة، حيث تعمل الدول القومية في المنطقة معا على إجهاض إمكانية إقامة وطن كردستاني مستقل في الشرق الأوسط.
وقال إن القومية الكردية البالغ عددها نحو 30 مليون نسمة تعتبر الأكبر بين المجموعات العرقية في العالم، وتعيش متفرقة بين الدول دون دولة خاصة بها تجمعها، لكن كثيرا منهم يعتقدون أن التاريخ بدأ ينصفهم بعد عقود من تعرضهم للمجازر والاضطهاد والحرب.
وأوضح الكاتب أن الأكراد الذين يعيشون في تركيا والعراق وسوريا حصلوا في الفترة الأخيرة على شكل من أشكال القوة والنفوذ غير المسبوق، وقال إن وجود تنظيم الدولة منح الأكراد الفرصة لنيل التعاطف الدولي والمساعدة العسكرية الأميركية.
لكن الأكراد فقدوا كثيرا من المكاسب التي حققوها في الفترة الأخيرة، وذلك في أعقاب إلحاق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الهزيمة بتنظيم الدولة بالدرجة الأولى، ثم في أعقاب إصرارهم على إجراء الاستفتاء في كردستان العراق وسط معارضة شرسة.
وأشار إلى انتشار الجيش العراقي في كركوك النفطية وفي المناطق المتنازع عليها وانسحاب قوات البشمركة الكردية منها، وإلى مواصلة تركيا الحملة ضد حزب العمال الكردستاني " بي كي كي" التي تعتبره منظمة إرهابية.
وقال إن الزخم لا يزال مع الأكراد في سوريا، وذلك في ظل دعم الولايات المتحدة لـقوات سوريا الديمقراطية، ولكن كثيرا من الأكراد يخشون أنه مع اندحار تنظيم الدولة في سوريا بالكامل، فإن الولايات المتحدة ستعقد صفقة مع روسيا وتركيا وحتى من رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك على حساب الأكراد أنفسهم.
========================
ذا نيويورك تايمز: الحرب السورية تستمر لكن مصير الأسد يبدو آمناً
https://microsyria.com/2017/11/03/ذا-نيويورك-تايمز-الحرب-السورية-تستمر-ل/
رغم أن الحرب الدموية في المستمرة منذ ست سنوات تبدو بعيدة عن الانتهاء، فإن نتيجة واحدة تبدو واضحة: أن الرئيس بشار الأسد يبدو وكأنه سيبقى في مكانه.
على أرض المعركة لم يبقَ أحد راغب وقادر على الإطاحة به. فقوات المتمردين تتضاءل، والرئيس ترامب ألغى برنامج المخابرات المركزية (سي آي إيه) الذي يزودهم بالدعم والأسلحة. والدولة الإسلامية بمشروعها لحكم سورية كخلافة قد هزمت في معاقلها.
القوى الإقليمية والمسؤولون الأجانب والسوريون أنفسهم بدؤوا يعملون كما لو أن الأسد سيحكم سوريا لسنوات قادمة، ولو كان ذلك في دولته التي تقلصت بشكل كبير، بدأ حلفاؤه يعلنون ما يرونه نصراً قد اقترب تحقيقه، وبدأت حكومته الحديث عن إعادة إعمار المدن المدمرة، حيث كانت مستضيفة معرض التجارة الدولي في الشهر الماضي، وأشارت إلى الاتفاق مع إيران لإعادة بناء شبكة الكهرباء.
حتى إن من دعموا المتمردين لفترة طويلة قد سئموا من هذه الحرب، وبدؤوا يتقبلون الأمر الواقع.
منذ أن استعادت الحكومة السورية السيطرة على مدينة مضايا الجبلية، بعد فترة طويلة من الحصار، وأوضاع المعيشة فيها تتحسن لمن بقوا فيها. غادر القناصة، وعادت الكهرباء، والأغذية ملأت الأسواق، فتحت المقاهي من جديد، وبدأ الناس بالخروج والتنزه.
“تعبنا من الحرب” تقولها إحدى المعلمات مخفية اسمها حتى لا تناقض معارضتها السابقة للنظام، وتضيف: “نريد أن نعيش بسلام وأمان، ولا يمكننا ذلك إلا إذا كنا مع النظام”.
هذه التطورات توحي أن أمام الأسد طريقاً سهلاً، لقد بقي كشخص منبوذ لدى معظم العالم، يترأس بلاداً مدمرة ومقسمة، وإن أظهر انتصاراته فهو في الحقيقة ترك مع دولة ضعيفة مدينة بالفضل لقوى أجنبية، وتنقصها الموارد لأجل إعادة البناء.
لكن ثباته وقدرته على التحمل لهما تداعيات خطيرة على الدول وعلى ، وكذلك على إمكانية استقرار مستقبل سورية، وعودة اللاجئين إلى بلادهم، وعلى قدرة الحكومة السورية على الاستفادة من الصناديق الدولية لإعادة بناء المدن المدمرة.
إن من المحبط في نهاية انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، وبينما أطاحت الاحتجاجات والتمردات المسلحة قادة الدول كتونس ومصر وليبيا واليمن، أن يبقى الأسد بالرغم من المقدار الكبير جداً من العنف الذي مارسه على شعبه.
الأسد وسط مسجد في قارة في سوريا هذا الشهر، بينما يظهر انتصاراته فإنه قد ترك مع دولة ضعيفة مدينة بالفضل للقوى الأجنبية وتفتقر للموارد من أجل إعادة البناء (وكالة الأنباء العربية السورية)
اعترف الأسد بنفسه بكلفة الحرب، لكنه جادل بأن ذلك طهر البلاد بالقضاء على التهديدات التي كانت تمس السوريين ووحدتهم على مشروع مشترك.
وقال في مؤتمر في العاصمة الشهر الماضي: “لقد فقدنا أفضل شبابنا وخسرنا البنية التحتية”، وأضاف: “تكلفنا الكثير من المال والكثير من الجهد لأجل الأجيال القادمة، لكن في المقابل لقد كسبنا مجتمعاً صحياً أكثر ومتجانساً أكثر”.
الصراع السوري بدأ بانتفاضة شعبية عام 2011 ضد الأسد، حاولت أجهزته الأمنية قمعها بكميات مفرطة جداً من القوة، حملت المعارضة السلاح، وقامت الولايات المتحدة والسعودية والدول الأخرى المؤيدة بدعمهم وتزويدهم بالسلاح والمال.
الآن نجح الأسد إلى حد كبير بإزالة تهديد الثورة، وذلك بسبب الدعم المالي والعسكري الثابت من أنصاره من الخارج. وتسيطر حكومته على كبرى المدن السورية، ويعيش معظم السكان المتبقين فيها في ظروف أفضل من أولئك الذين يعيشون في أي مكان آخر في سورية، ووقف حلفاؤه بجانبه، ودعموا جيشه المستنزف وساعدوه في التقدم.
الثوار بمجموعات متفاوتة وفصائل مختلفة فكرياً لم يتمكنوا قط من تشكيل جبهة موحدة، أو إقناع جميع السوريين أنهم سيصنعون مستقبلاً أفضل، والمتطرفون المرتبطون بالقاعدة انضموا لصفوفهم، وتقلصت مناطقهم كما تخلى عنهم مؤيدوهم ليركزوا على قتال الدولة الإسلامية.
“النظام السوري الآن أبعد ما يكون عن السقوط”، هذا ما قاله بسام الأحمد المدير التنفيذي لمجموعة سوريين من أجل الحقيقة والعدالة، مؤسسة في تركيا  لمراقبة حقوق الإنسان، وأضاف: “القوى والجهات المهتمة بحدوث ذلك هي أقل من الذين أرادوا ذلك عندما كانت الحرب السورية في بدايتها”.
ولكن بأي حال فالرئيس الأسد صار محدود الصلاحية، فقد بقيت الكثير من المناطق في سوريا خارج سيطرته، وقلصت القوى الأجنبية مجالات نفوذه، مقوضة رغبته في حكم سوريا كاملة.
تقدم القوات السورية في مدينة البغيلية في شمال ريف دير الزور في الأسبوع الماضي، الحكومة السورية تسيطر الآن على المدن الكبرى في سورية ومعظم سكانها (كريديت جورج أورفاليان / أجانس فرنس-بريس)
تحالفت القوات التركية مع الثوار المحليين الذين يسيطرون على منطقة في الشمال، وتعمل الولايات المتحدة مع المقاتلين الكرد والعرب ضد الدولة الإسلامية في الشرق.
حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الأسد رسمياً، فإن روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات المحلية قد ترسخت بواسطة الحرب، وفي الغالب تمارس سيطرة أكبر من الدولة السورية. وتقود روسيا دبلوماسية سوريا الدولية، وتفاوض القوى الأجنبية بشأن المناطق الآمنة محاولة إيقاف العنف.
كلفة الحرب ضخمة جداً، ومن الممكن أن تشكل عبئاً على الأسد وحلفائه خلال العقود القادمة. وقدر التقرير الأخير للبنك العالمي الناتج الاقتصادي المفقود خلال السنوات الست الأولى من الحرب بـ226 مليار دولار، ما يوازي أربعة أضعاف إجمال الناتج المحلي لعام 2010 قبل بدء الصراع، وبينما صارت صور المدن المدمرة في سوريا رمزاً للكلفة الباهظة للحرب، فإن كلفة الأمور الأخرى غير المادية كفقدان الثقة بين أفراد المجتمع، وتفكك الشبكة الاجتماعية، قد تكون تجاوزت كلفة الأضرار المادية بعدة أضعاف، هذا ما قاله السيد هارون أوندر المعد الرئيسي لهذا التقرير في أحد المقابلات، حيث قال: “باستمرار الحرب لا يكون الدمار على المستوى المادي وحسب، بل أيضاً يؤدي إلى زيادة الانحلال في النسيج الاجتماعي”.
ومجرد بقاء الأسد في السلطة يعيق عملية إعادة الإعمار، فالمسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا لا زالوا يأملون أن الأسد قد يغادر باتفاق سياسي نهائي، لكنهم وعدوا بأنهم لن يكافئوه على وحشيته وعلى تفشي انتهاكات حقوق الإنسان بمساعدته على إعادة بناء المدن إذا بقي في السلطة.
الدول الأخرى التي كانت تدعم الأسد من الممكن أن تقوم بمساعدته، لكن مواردها محدودة، إيران وروسيا تحت وطأة العقوبات الدولية، كما أن اقتصاديهما قد تأذيا نتيجة الانخفاض في أسعار النفط.
أقامت الحكومة السورية، في الشهر الماضي، معرض التجارة الدولي في دمشق لأول مرة منذ عام 2011، مستقبلاً شركات من إيران وروسيا وفنزويلا وبلاد أخرى، واحدة من بين الصفقات التي وقعت كانت لاستيراد 200 حافلة من روسيا البيضاء، وعقوداً لتصدير 50.000 طن من المنتجات الغذائية.
كجزء من صفقة لإنهاء حصار عامين على مضايا تم إخراج المقاتلين وعوائلهم ثم دخول قوات الحكومة السورية، وبعد انتهاء الحصار تحسنت ظروف المعيشة في المدينة: عادت الكهرباء، امتلأت الأسواق بالأغذية، فتحت المقاهي
كريديت جورج أورفاليان / أجانس فرنس-بريس
تمسك الأسد بالسلطة قد يؤثر أيضاً على عودة اللاجئين وهي مسألة حرجة للدول المجاورة.
ما يقارب نصف الشعب السوري قد نزحوا بسبب الحرب، وأكثر من خمسة ملاين منهم يبحثون عن ملجأ خارج بلادهم، كثيرون فروا من هجمات قوات الأسد ولا يمتلكون بيوتاً ليعودوا لها، وآخرون يقولون إن الوضع في سوريا ليس آمناً، أو يخافون من الاعتقال، أو التجنيد بواسطة قوات الأسد الأمنية.
بعد سنوات من العيش في المنفى، حاول بسام المالك رجل الأعمال والعضو السابق في مجموعة المعارضة الرئيسية في المنفى العودة إلى سوريا عبر وسيط، لبيع بعض ممتلكاته، لكن الحكومة حذرته من العودة وإلا فسيتم إعتقاله.
الآن هو عالق “بين المعارضة والنظام” كما قال.
بعض السوريين تركوا معارضتهم للنظام وتصالحوا مع الحكومة التي تبدو أنها تربح المعركة، ففي عام 2012 أخبر فراس الخطيب نجم كرة القدم جماهيره بأنه لن يلعب مع الفريق الوطني لسوريا “ما دامت أي مدفعية تقصف أي مكان في سوريا” كما قال. وفي الشهر الماضي عاد إلى دمشق واستقبل في المطار كاستقبال الأبطال، وقال: “اليوم نحن على أرض وطننا وفي خدمة وطننا”. والفريق الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع الأسد لا يزال يسير مسرعاً للتأهل لكأس العالم لعام 2018.
مواطنون آخرون كمعلمة مضايا  يكونون سعداء بدعمهم لأي جهة تؤمن لهم الأمن والخدمات الأساسية، حيث تقول: “نحن من الناس الذين يمشون مع الرياح حيثما أخذتهم”، وأضافت: “خلال الحصار كنا مع الثورة، والآن نعلق صور بشار ونغني له”.
المصدر: ذا نيويورك تايمز
========================
«واشنطن بوست»:الأسد ذكي جدا... والجيش السوري عظيم
http://www.alchourouk.com/280478/675/1/«واشنطن-بوست»:الأسد-ذكي-جدا...-والجيش-السوري-عظيم--.html
واشنطن (وكالات)
قال الصحفي الأمريكي الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» ( هانريك بانتينوي ) ان الرئيس السوري بشار الأسد أصبح قاب قوسين أو أدنى من إعلان انتصاره الكبير على العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وبحسب موقع «سوريا الان» اضاف بانتينوي:» الرئيس الأسد ذكي جداً وقد فاق ذكاؤه حد المعقول ، وبات رجلاً لا يحتمل بالنسبة للغرب. إن أمريكا تلقت صفعات متلاحقة قوية في عقر دارها من هذا الشاب . والجيش السوري يستحق الاحترام، وهو جيش عظيم و لا يمكن لجيش في العالم أن يحتمل ما احتمله هذا الجيش».
واضاف قائلا : «أيعقل أن يعلم إنسان انه ذاهب للموت ، ويكمل طريقه إلى هناك ، وهو لا يأبه بما سيحل به . هم يسعون لإنقاذ نظامهم و بلدهم. ومع هذا أقول : في كلتا الحالتين لم أتصور أن الجيش السوري لديه كل هذه الشجاعة والعظمة ، وانه يمكن لشاب صغير في السن جميل الوجه بريء العينين ، أن يحكم جيشا ويسيطر على بلده كل هذه السيطرة».
واقترح بانتينوي «على الولايات المتحدة بدلا من أن تبحث عن طرق لإسقاطه ؛ أن تبحث عن سبب بقائه في السلطة إلى الآن ، و عن سبب ولاء جيشه له كل هذا الولاء ، و عن حب الناس له . هل الشعب السوري لا يتابع الإعلام ؟! هل الشعب السوري ليس لديهم تلفاز في منازلهم؟! الشعب السوري ليس متخلفا ، ولا أعتقد أنه تنطبق عليه تصنيف شعب من دول العالم الثالث !! إنه شعب تحتاجه أي دولة ، تريد البقاء حول العالم» .
========================
الصحافة البريطانية والايطالية :
"الإيكونوميست": عودة النازحين تعرقل مشروع الاسد لاعادة الاعمار
http://www.almarkazia.com/Reports/Article?ID=155276
المركزية- تحت عنوان "النظام السوري يسرق الأراضي من معارضيه"، نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريراً عن "مصادرة دمشق ممتلكات المعارضين بموجب الأحكام القضائية"، كاشفةً أنّ "الرئيس السوري بشار الأسد ينوي بناء ناطحات سحاب وفنادق ومطاعم في المناطق التي كان فيها هذا النوع من المشاريع مرفوضاً قبل العام 2011".
وتحدّثت المجلة عن "استبدادية أحكام مكافحة الإرهاب السورية التي صنّفت آلاف معارضي الأسد على أنهم أعداء الدولة وزجتهم في السجون"، لافتةً إلى أنّ "المحاكم السورية تقضي بمصادرة ممتلكات الذين تحاكمهم غيابياً عقاباً لهم".
واعتبرت المجلة أنّ "الأسد اقتنص فرصة في خضم الحرب المأساوية التي هجرت 12 مليون شخص من منازلهم، وتسببّت بأكبر أزمة لجوء في التاريخ الحديث"، مؤكدةً أنّه "يعتزم إبقاء الأمور على حالها وتصعيب عودة الذين غادروا البلاد إلى منازلهم إلى حدّ كبير".
وتابعت المجلة قائلةً إنّ "السجلات العقارية قُصفت عمداً وإنّ سندات الملكية تُصادر على الحواجز العسكرية وإنّ قوانين جديدة لتسهيل عملية سيطرة النظام على الأراضي والأعمال والمنازل أُقرّت حديثاً"، مشيرة الى أنّ "النظام السوري كافأ المؤيدين له في بعض المناطق بملكيات صادرها من المعارضة، وبالتالي بات مسؤولون ورجال أعمال نافذون يسيطرون على مساحات عامة كبيرة في المدن".
وأوضحت أنّ "النظام يأمل في السير بالمشاريع التي لاقت نفوراً كبيراً قبل الحرب"، موضحةً أنّه "يرغب في بناء ناطحات السحاب والفنادق والمطاعم من الأنقاض، ومرّر قوانين لتشجيع المستثمرين من القطاع الخاص لدفع تكاليف إعادة الإعمار، نظراً إلى أنّه لا يملك ما يكفي من المال".
وفيما أكّدت المجلة أنّ "عدداً كبيراً من السوريين الذين غادروا البلاد يسكنون في الخارج"، اعتبرت أنّ "قلة قليلة منهم، إذا ما عادت، ستتمكن من تكبّد تكاليف المنازل الجديدة".
========================
"نتزيو جيوبوليتيك" الإيطالية :هل سيفاقم انهيار تنظيم الدولة الأزمة في الشرق الأوسط؟
http://arabi21.com/story/1046205/هل-سيفاقم-انهيار-تنظيم-الدولة-الأزمة-في-الشرق-الأوسط#tag_49219
نشرت صحيفة "نتزيو جيوبوليتيك" الإيطالية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى ما سيؤول إليه الوضع الأمني في الشرق الأوسط بعد انهيار تنظيم الدولة في الرقة، خاصة على ضوء ما تشهده كل من العراق وسوريا من توتر وأزمات. بالإضافة إلى ذلك، ترغب العديد من الأقاليم في الانفصال على غرار إقليم كردستان العراق.
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة قد شارف على الانهيار في ظل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضده، علاوة على الحرب التي تشنها القوات النظامية السورية وميليشيات حزب الله بدعم من روسيا لاستعادة مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات.
   وتجدر الإشارة إلى أن مهمة قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في منع حكومة الأسد من السيطرة على كل المناطق وخاصة آبار النفط في المناطق الشرقية.
ذكرت الصحيفة أنه في 26 من تشرين الأول / أكتوبر أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي انطلاق عملية استعادة "قضاء القائم" من تنظيم الدولة. وقد أورد العبادي أنه "ليس أمام تنظيم الدولة خيار سوى الموت أو الاستسلام".
وقد تمكنت القوات العراقية من استرجاع أكثر من 90 بالمئة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة في سنة 2014. وفي الوقت الراهن، وقعت محاصرة عناصر تنظيم الدولة في المناطق القريبة من وادي نهر الفرات، بالإضافة إلى بعض المناطق الصحراوية السورية.
وذكرت الصحيفة أن هزيمة تنظيم الدولة ساهمت في تفاقم الأزمة في كل من العراق وسوريا. وفيما يتعلق بالشأن السوري، فقد عقد رئيس الأمن الوطني السوري، علي مملوك، يوم الاثنين اجتماعا مع قادة حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة القامشلي من محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي على الحدود مع تركيا. وخلال الاجتماع، اقترح مملوك منح حزب الاتحاد الديمقراطي الحكم الذاتي في شمال البلاد، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض من جهة الحزب الذي اقترح عليه في المقابل منطقة فيدرالية تحت سلطة الدستور.
أما بالنسبة للعراق، فبعد إقدام إقليم كردستان العراق على إجراء الاستفتاء على الاستقلال على الرغم من معارضة العديد من الجهات لذلك، جاء الرد من قبل بغداد قاسيا، حيث عملت على السيطرة على آبار النفط في كركوك والمناطق المحيطة.
 ونقلت الصحيفة تصريحات أحد قياديي الحشد الشعبي، تقي المهدي، الذي اتهم البيشمركة بمساعدة عناصر من تنظيم الدولة على الفرار من مدينة الحويجة. وفي هذا الصدد، أفاد المهدي، قائلا: "لقد حظينا بهذه المعلومات من قبل مصادر موثوقة داخل البيشمركة. يوجد في الشرق الأوسط العديد من الخونة الذين يفضلون المال على الوطن".
والجدير بالذكر أنه وفي 5 من تشرين الأول / أكتوبر، تمكنت القوات العراقية من استعادة كامل مدينة الحويجة، وطرد تنظيم الدولة منها. وحسب ما أفادت به مصادر كردية، سلم المئات من مقاتلي التنظيم، الأسبوع الماضي، أنفسهم لقوات البيشمركة، في حين أن جزءا من هذه مجموعة، وفور دخول القوات العراقية إلى الحويجة، قد فر باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد.
 وأكدت الصحيفة أن إقليم كردستان العراق يعاني من أزمة خانقة، حيث لم يتلق أي موارد مالية من بغداد لأكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي يعاني فيه عناصر البيشمركة من تأخر سداد رواتبهم. علاوة على ذلك، لا يزال الإقليم في تبعية للعراق، خاصة فيما يتعلق باستيراد الأسلحة، حيث لا بد من الحصول أولا على موافقة بغداد. والجدير بالذكر أن سبب سقوط مدينة الموصل في يدي تنظيم الدولة في سنة 2014، يعزى إلى تأخر وصول الأسلحة من طهران إلى مدينة أربيل مباشرة.
 واشارت الصحيفة إلى تراجع نفوذ الأكراد في العديد من المناطق وذلك بعد تمكن بغداد من السيطرة عليها، عقب المفاوضات التي أدت إلى انسحاب البيشمركة. وبعد أيام قليلة من الحرب على كركوك، أعلن زعيم إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني استقالته من منصب الرئيس، مؤكدا أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى. كما بادر برزاني بتوجيه لائحة من الاتهامات للولايات المتحدة.
من جهتها، انتقدت واشنطن وبشدة، البارزاني، مشددة على أنه قد تنكر ونسي دعم البيشمركة له في الحرب ضد تنظيم الدولة في الموصل ومناطق أخرى من العراق.
 وأفادت الصحيفة أن البارزاني اتهم الحكومة العراقية بانتهاك الهدنة والدستور وذلك من خلال "احتلال كركوك". وقد وصف ما تعرض له بالخيانة، مما أدى إلى فقدان الأكراد للمدينة وحقولها النفطية، التي تعتبر موردا أساسيا للخزينة في أربيل.
========================