الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2015

06.12.2015
Admin



إعداد : مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديلي تلغراف :أبو بكر البغدادي شخصية العام بغلاف مجلة تايم
  2. إندبندنت: لماذا لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة من الجو؟
  3. ليبراسيون: السوريون في منفى لا نهاية له بالأردن
  4. جيوبوليس: اتفاق بين طهران وواشنطن لملء الفراغ الرئاسي في لبنان
  5. تلغراف: الجبهة الجنوبية دعت كاميرون لإسقاط الأسد لا ضرب داعش
  6. الإندبندنت: لهذه الأسباب داعش في أزمة كبيرة
  7. ذي تايمز: 70 ألف سوري مستعدين لقتال داعش
  8. وول ستريت جورنال: مدبر هجمات باريس كان له علاقات بأشخاص في بريطانيا
  9. معهد واشنطن :التطهير العرقي يهدّد وحدة سوريا
  10. الإندبندنت: لماذا يعد تنظيم الدولة الإسلامية عدوا شرسا لايمكن هزيمته من الجو؟
  11. واشنطن بوست: نظرية مثيرة للجدل حول السبب وراء ظهور داعش
  12. نيويورك تايمز :منشقات عن شرطة أخلاق "داعش"، يتحدثن عن القسوة، والكرب والهروب (1 من 2)
  13. نيويورك تايمز :منشقات عن شرطة أخلاق "داعش"، يتحدثن عن القسوة، والكرب والهروب (2 من 2)
  14. واشنطن بوست :سوريا وإسبانيا.. تشابهات الحرب الأهلية
  15. ديلي ميل :بريطانيا .. الهدف التالي لـ "داعش"
 
ديلي تلغراف :أبو بكر البغدادي شخصية العام بغلاف مجلة تايم
الجزيرة
أشار الكاتب ديفد بلير إلى أن مجلة تايم الأميركية ترى في زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، بما له من تاريخ غير مسبوق في القتل وسفك الدماء منذ ظهور التنظيم إلى الوجود وخاصة خلال الاثني عشرا شهرا الماضية، أهم فرد يستحق أن يكون "شخصية العام" على غلافها في عام 2015 كما هو متبع لديها منذ عام 1927.
وعلق الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن أهمية البغدادي في عام 2015 تفوق بكثير المنافسين الآخرين المحتملين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صعد تدخله غير العملي في سوريا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قررت فتح أبواب بلادها لـ900 ألف لاجئ.
وقال إنه من المؤسف أن جهود البغدادي لجلب الحروب إلى العالم أهم من صنع السلام الذي يقوم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أنجز الاتفاق النووي مع إيران في يوليو/تموز المقبل.
وأضاف أن الأكثر أسفا هو أن ذكرى "هذا الزعيم الإرهابي" ربما تبقى في الذاكرة أطول من الطفل السوري إيلان الكردي ابن الثلاث سنوات الذي هزت صورة غرقه على أحد الشواطئ التركية ضمير أوروبا.
وختم الكاتب بأن ما يميز شرّ البغدادي عن أسامة بن لادن أن الأخير كان يقوم فقط بتنظيم "عروض إرهابية مثيرة"، أما البغدادي فقد تمكن من إقامة شيء أقرب إلى الدولة وحقق ذلك بالنار والسيف وهو يدمر واحدة من أكبر الآلات العسكرية في العالم.
 
======================
إندبندنت: لماذا لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة من الجو؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 04 ديسمبر 2015 04:49 م 03
يقول باتريك كوكبيرن في تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت"، إن بريطانيا انضمت إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة، بهدف إضعاف تنظيم الدولة، وفي المحصلة هزيمته. مشيرا إلى أن هذه الحملة تعتمد بالدرجة الأولى على القوة الجوية، ويرى أن المشاركة البريطانية لن تفرق بشيء، فهناك طائرات بعدد أكبر من عدد الأهداف المعروفة.
ويشير التقرير إلى أن التحالف قام بـ 59015 طلعة في العراق وسوريا منذ آب/ أغسطس 2014، تسببت بـ 8573 ضربة جوية، وهذا يعني أن أكثرية الطائرات تعود إلى قواعدها دون أن تستخدم أسلحتها.
وترى الصحيفة أنه "حتى لو كانت مشاركة بريطانيا رمزية في هذه المرحلة، إلا أنها انضمت إلى حرب حقيقية ضد عدو ذي شراسة وخبرة عاليتين، خاصة خبرة التعامل مع الغارات الجوية. فمثلا يشير المحلل العسكري التركي واسع الاطلاع متين غوران في موقع (مونيتور) إلى نجاح الغارات الجوية في تدمير اتصالات ومواقع تدريب تنظيم الدولة، ولكنه يستدرك بأنه (من الغريب عدم إصابة أي منشأة قيادة من ضربات التحالف الجوية)".
ويجد كوكبيرن أن هذا "ليس بسبب عدم المحاولة، وهو يعكس أن الكلام عن تدمير مراكز قيادة التنظيم في الرقة ليس أكثر من مجرد أحلام، خاصة عندما نعلم أن 2934 غارة أمريكية فشلت في أن تحقق ذلك على مدى 14 شهرا من القتال".
ويلفت التقرير إلى أن "الغارات الجوية كانت فاعلة، ولها أثر على تكتيك تنظيم الدولة ونسبة الضحايا. وستكون فاعليتها أكبر عندما تستخدم قوات برية منظمة تنظيما جيدا، مثل وحدات حماية الشعب الكردي. وخسر التنظيم ما لا يقل عن 2200 مقاتل في كوباني، وهي بلدة صغيرة ومكتظة، ومع ذلك فإن الفترة الزمنية التي استهلكت لطرد التنظيم، بالإضافة إلى 700 غارة جوية، يبينان مدى استعداد مقاتلي التنظيم للموت".
وتذكر الصحيفة أن هناك تقارير تفيد بأن عددا من قيادات تنظيم الدولة يعدون تكتيك التنظيم في كوباني خطأ كلفهم الكثير من الضحايا، ويجب ألا يتكرر. ولفعل ذلك، فقد تنازل التنظيم عن أهم عنصرين عسكريين في جعبته، وهما عنصر المفاجأة وعنصر الحركة.
ويرى الكاتب أن هذا لا يعني أن التنظيم لن يقاتل حتى آخر رصاصة في الرقة أو الموصل، ولكنه لم يفعل ذلك في تكريت أو سنجار، حيث استخدم القناصين والتفخيخ والمتفجرات المصنعة محليا، ولكنه لم يلزم نفسه بقطاعات كبيرة من المقاتلين.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن التنظيم قام بتعديل التكتيك، للأخذ بعين الاعتبار مخاطر الغارات الجوية المستمرة. كما قام بإلغاء المركزية في التركيبة القيادية، بحيث تتمكن قيادات صغيرة تقود 8 إلى 10 مقاتلين من اتخاذ قرارات تكتيكية، بعد إقرار مهمتها بشكل عام مركزيا، دون التدخل في كيفية تنفيذها. وهذا يقلل من تمكن أعداء التنظيم من الاستفادة من اتصالاته.
وتبين الصحيفة أن قوات التنظيم تقوم بالتجمع بسرعة، وتهاجم بعد ذلك بقليل، مستخدمة عمليات تمويهية متعددة، كما تم عند احتلال الموصل في شهر حزيران/ يونيو 2014، وتكرر ذلك عندما سيطر التنظيم على الرمادي في شهر أيار/ مايو. وكانوا يقاتلون محاولين احتلال بيجي، ولكن ظهر بأن ذلك كان مجرد تمويه؛ لأن قواتهم انسحبت مباشرة بعد سقوط الرمادي في أيديهم.
وينوه كوكبيرن إلى أن التنظيم يتبع نهجا هو عبارة عن خليط من التكتيكات العسكرية التقليدية وحرب العصابات والإرهاب، وليس واحدا منها خاصا بهم، ولكنه لم يستخدم أيا من تلك التكتيكات مجتمعة. وتعني الغارات الجوية أن التنظيم لا يستطيع الاعتماد على الدبابات التي استولى عليها، ولا على قوافل طويلة من السيارات الحاملة للمقاتلين، وبدلا من ذلك أصبح يعتمد على المتفجرات المصنعة محليا والمفخخات والقناصين وفرق الهاون بشكل أكبر.
ويوضح التقرير أنه إن كان الاستشهاد هو تعبير عن الإيمان وهو عنصر مركزي في عقيدة التنظيم، فإنه يمكنه نشر الانتحاريين الذي ينفذون العمليات على أقدامهم، أو في سيارات بأعداد كبيرة، لتدمير التحصينات وتثبيط العدو. وقد استخدم 28 انتحاريا في المراحل الأخيرة من معركة الرمادي.
وتورد الصحيفة أن الحرب النفسية شكلت جزءا مهما من تكتيك تنظيم الدولة. فسعى دائما إلى تخويف قوات العدو بعرض فيديوهات تظهر فيها عمليات قطع رؤوس، أو إعدام بالرصاص للجنود العراقيين أو السوريين الأسرى.
ويكشف كوكبيرن عن أنه أحيانا تصل أهالي الجنود السوريين مكالمة بالهاتف الخلوي لابنهم مع صورة لجسده الممثل به. وكأن القتل بالجملة سمة من سمات انتصارات تنظيم الدولة طيلة الوقت (كما أن جبهة النصرة المنضوية تحت تنظيم القاعدة تفعل الشيء ذاته).
ويجد التقرير أن الحرب الجوية المكثفة ضد تنظيم الدولة ستزيد من خسائره، وسيكون من الصعب عليه استجلاب المزيد من المقاتلين الأجانب، خاصة أن معظم الحدود مع تركيا تم إغلاقها. مستدركا بأن التنظيم يحكم منطقة عدد سكانها لا يقل عن 6 ملايين، ويجند الشباب كلهم، الذين في العادة يرغبون بالتجنيد؛ لأنه لا عمل آخر متوفر لديهم.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه قد يكون لدى التنظيم 100 ألف مقاتل، كما تشير الحدود الطويلة التي يمتلكها، وتمكنه من شن عدة هجمات في آن واحد. مشيرة إلى أنه مهما كان الدور الذي ستؤديه بريطانيا فإنها ستحارب آلة عسكرية ضخمة.
======================
ليبراسيون: السوريون في منفى لا نهاية له بالأردن
عربي21 – وليد اليعقوبي# الخميس، 03 ديسمبر 2015 03:43 م 04
نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا حول أزمة اللاجئين بالأردن، قالت فيه إن أزمة توافد اللاجئين على أوروبا صرفت أنظار العالم عن وضع اللاجئين بالأردن، ذلك أن هذا البلد يستقبل أكبر جزء من اللاجئين الفارين من جحيم الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب في سوريا سببت أكبر موجة هجرة جماعية للاجئين في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، بأن أكثر من أربعة ملايين سوري فروا من بلادهم منذ انطلاق الأزمة.
وقالت الصحيفة إنه من المفارقات التاريخية أن سوريا، بعد أن كانت الملاذ الأول لمئات الآلاف من الفارين من جحيم الحرب في العراق إبّان الغزو الأمريكي سنة 2003، والتي استقبلت قبلهم 500 ألف لاجئ فلسطيني، يعاني أهلها اليوم من التشريد.
وأضافت الصحيفة بأن العديد من الدول المجاورة لسوريا فتحت أبوابها أمام اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة، على غرار الأردن ولبنان وتركيا، لكن أمام الصعوبات التي يعيشها اللاجئون اليوم في بلدان الملجأ، قرر الكثير منهم البحث عن ملاذ أفضل في أوروبا.
ولاحظت أن أزمة اللاجئين الفلسطينيين، التي كانت الشغل الشاغل للساسة ووسائل الإعلام حتى زمن قريب، قد حُجبت عن الأنظار مع اندلاع الثورات العربية، وأصبحت الأزمة السورية وتداعياتها محط أنظار العالم.
وقالت الصحيفة إن الأردن، التي لطالما كانت الملاذ الأول للاجئين الفلسطينيين والعراقيين والآن ملاذا للسوريين، قد غيّر توافد السوريين عليها شكلها الديمغرافي، خاصة في مناطق شمال المملكة الهاشمية، حيث يتمركز أغلب اللاجئين السوريين.
فمخيم الزعتري، الذي تم فتحه في سنة 2012 لاستقبال السوريين بعد اندلاع الثورة هناك، يقطنه الآن أكثر من 80 ألف سوري، أغلبهم قد قدم من المناطق الريفية، كما أن المنظمات الإنسانية تتواجد في المخيم لمساعدة السكان المفتقرين لأبسط مقومات العيش.
وقالت الصحيفة إن السوريين اللاجئين ممنوعون من العمل حسب القانون الأردني، كما أن على من يريد أن يحصل على صفة لاجئ في المخيم أن يتحصل على ترخيص من قبل السلطات تحدد له فترة إقامته وتوقيت خروجه منه.
ورغم ذلك فقد أوجد اللاجئون حياة طبيعية داخل المخيمات، حيث سكنوا الخيام ومنازل الصفيح الجاهزة، وتوزعوا وفقا للعلاقات الأسرية، ليكونوا بذلك مجتمعات شبيهة بتلك التي تركوها في بلادهم، وأقاموا تجارتهم الخاصة وصناعاتهم التقليدية.
وأضافت الصحيفة بأن موجات اللاجئين الوافدين على شمال الأردن، قد أثرت على نمط الحياة اليومية للسكان المحليين، خاصة وأن فترة إقامتهم في المخيمات قد طالت، ذلك أن أكبر ثلاث مخيمات في الأردن تستقبل 20 بالمئة من مجمل السوريين اللاجئين في العالم.
وقالت الصحيفة إنه رغم العلاقة التاريخية التي تجمع شمال الأردن وجنوب سوريا، والتي سهّلت التأقلم بين الشعبين، إلا أن ذلك لا ينفي الصعوبات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، خاصة في سوق الشغل وفرص الإسكان والحصول على الخدمات العامة.
واعتبرت الصحيفة بأن أزمة اللاجئين السوريين بأوروبا فرضت على الغرب مراجعة سياساته في منطقة الشرق الأوسط، حيث يدرس الاتحاد الأوروبي الآن زيادة الدعم المادي والمساعدات الإنسانية للدول الحدودية مع سوريا، للتخفيف من توافد اللاجئين على أوروبا.
واعتبرت أن أزمة اللاجئين تتمحور في ثلاث إشكاليات، الإشكالية الأولى تتمثل في فترة بقائهم في بلدان اللجوء، حيث إن بقاءهم مؤقت وليس طويل الأمد.
أما الإشكالية الثانية فتتمثل في عدم القدرة على إرجاع اللاجئين إلى بلدهم، حيث مازالت الحرب تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين، والإشكالية الثالثة والأخيرة فتتمثل في عدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم في أوروبا وأمريكا الشمالية، والذي لا يمثل إلا جزءا صغيرا من إجمالي عدد اللاجئين.
وفي الختام قالت الصحيفة إن اللاجئين السوريين لا يرغبون في ركوب قوارب الموت للوصول إلى أوروبا، وبالتالي يتوجب على الغرب مراجعة سياساته الأورو-متوسطية وإيجاد حلول جذرية لهؤلاء
======================
جيوبوليس: اتفاق بين طهران وواشنطن لملء الفراغ الرئاسي في لبنان
عربي21- أمل عويشاوي# الخميس، 03 ديسمبر 2015 04:23 م 04.3k
نشرت صحيفة جيوبوليس الفرنسية تقريرا حول ترشيح كل من طهران وواشنطن لسليمان فرنجية لمنصب رئيس لبنان، لإنهاء أزمة سياسية استمرت في لبنان منذ حوالي السنة، بسبب فراغ منصب الرئاسة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن المناورات والحوارات تعددت من أجل إيجاد وسيلة للخروج من الأزمة السياسية في لبنان، الذي يشهد فراغا رئاسيا منذ الخامس والعشرين من آيار/ مايو 2014.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحالف ثمانية آذار، المؤيد للنظام السوري والذي يتكون أساسا من حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر المسيحي الماروني، يرفضون ترشيح أي رئيس للبلاد ما عدا زعيم هذا التيار، ميشال عون.
 تريد طهران أيضا غلق الملف الرئاسي اللبناني في أقرب الآجال، ففي زيارة رسمية إلى لبنان، أعرب مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي أكبر ولايتي، عن دعم بلاده لانتخاب رئيس للبنان من قبل الشعب اللبناني ومن قبل جميع الأطراف.
 وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق الإيراني يأتي على خلفية الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قام بها المكلف بالشؤون الأمريكية في لبنان، ريتشارد جونز، من أجل إيجاد حل وسط يضم جميع الأطراف حول المرشح الجديد للرئاسة.
وأن التحضيرات لمشروع الاتفاقية التي تواصلت منذ أربعة أشهر، بلغت ذروتها خلال اجتماع مفاجئ جمع بين سعد الحريري زعيم حركة 14 آذار التي تضم تيار المستقبل، الحركة السنية الموالية للسعودية، وحلفائها اللبنانيين المسيحيين، وسليمان فرنجية، زعيم تيار المردة الماروني في شمال لبنان ومؤيد للتحالف بين دمشق، طهران وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن سليمان فرنجية هو المرشح المحتمل الذي سيشغل المنصب الرئاسي في لبنان. فسليمان فرنجية البالغ من العمر 50 عاما، هو نائب ووزير سابق، كما أنه حفيد لرئيس لبناني سابق ينحدر من عائلة ذات صلة بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وبالإضافة إلى أنه صديق طفولة لبشار الأسد، فإن فرنجية لم يتوانى عن مدح الرئيس السوري في مقابلات سابقة له، حيث قال: "الرئيس بشار الأسد شخص استثنائي، لديه شخصية قوية وثابتة ويستمد قوته من إيمانه في شعبه وجيشه".
كما أن فرنجية مقتنع تماما بأن الفوضى الموجودة في سوريا سببها، بحسب زعمه "هو مشروع صهيوني أمريكي يهدف إلى إعادة البلاد إلى عصر الجاهلية"،  وقد عبر فرنجية أيضا عن دعمه لحزب الله اللبناني، الذي يدافع عن مصالح الأقليات المسيحية في المنطقة".
وفي الختام بيّنت الصحيفة أنه على الرغم من دعم حزب الله لزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، إلا أنه يوافق من حيث المبدأ على مقترح ترشيح سليمان فرنجية رئيسا للبلاد.
======================
تلغراف: الجبهة الجنوبية دعت كاميرون لإسقاط الأسد لا ضرب داعش
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الخميس، 03 ديسمبر 2015 10:51 ص 00
قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إن الجبهة الجنوبية السورية قدمت أدلة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، عن نجاعة الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي أعدته لويزا لافلاك، إلى أن تحالف الجبهة الجنوبية يضم 54 فصيلا، وتقاتل كونها جزءا من الجيش السوري الحر. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذكر اسم التحالف في بيانه، الذي قدمه إلى البرلمان، وبرر فيه مشاركة بريطانيا بالضربات الجوية ضد التنظيم في سوريا. وقال كاميرون: "هم بحاجة لمساعدتنا، وعندما يحصلون عليها ينجحون، وبحسب رأيي، فإن علينا عمل المزيد لمساعدتهم من الجو".
وتقول الكاتبة إن الأدلة التي قدمتها الجبهة الجنوبية للجنة البرلمانية، واطلعت عليها "التلغراف"، عشية التصويت البرلماني على الضربات الجوية، تظهر أن الجبهة الجنوبية قدمت تقييما لاذعا للغارات الجوية الغربية في سوريا حتى الآن. وفي وثيقة من 11 صفحة، قالت الجبهة الجنوبية إن تقدمها ضد تنظيم الدولة والنظام السوري جاء على الرغم من الحملة الجوية الغربية ضد الجهاديين، ودعت الجبهة المجتمع الدولي إلى المساعدة والإطاحة بالنظام السوري لبشار الأسد.وتورد الصحيفة أنه جاء في الوثيقة: "يجب إضعاف (داعش) وتدميره، ولتحقيق هذا لا يمكننا التركيز على (داعش) وحده"، و"يجب علينا استهداف أسباب وجود (داعش)، والمستفيد الأول منه، ألا وهو النظام السوري".ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن نظام الأسد وجيشه قتلا من الشعب السوري سبعة أضعاف ما قتله تنظيم الدولة، الذي يعد التنظيم الأكثر بربرية في التاريخ. ويقول الخبراء إن نظام بشار الأسد دعم شبكة من الجهاديين منذ بداية القرن الحالي، وقام بتهيئة الظروف لصعود تنظيم الدولة وتوسعه في البداية.
وتلفت لافلاك إلى أن عدد مقاتلي الجبهة يبلغ ما بين 20 ألف مقاتل إلى 30 ألفا، وتسيطر الجبهة على مساحات واسعة في الجنوب السوري. ودعت أكثر من مرة المجتمع الدولي إلى قتال نظام بشار الأسد. ولكن القوى الغربية ترددت في تقديم أسلحة نوعية لمساعدتها في شن هجوم موسع ضد قوات الأسد، والتقدم نحو دمشق. ويخشى الغرب من سقوط النظام دون وجود هيئة انتقالية جاهزة لملء الفراغ الذي سيتركه.
وتذكر الصحيفة أن كاميرون أكد أن توسيع الغارات الجوية إلى سوريا، هو جزء من خطة موسعة تضم دفعة دبلوماسية جديدة ضد الأسد.
وينوه التقرير إلى أن هناك رغبة دولية لإنهاء النزاع السوري، الذي تسبب بمقتل حوالي ربع مليون سوري، وهجرة نصف سكان البلاد. مستدركا بأنه مع ذلك، فإنه من غير المحتمل التوصل إلى حل قبل الانتحابات الرئاسية الأمريكية، وهي مناسبة لن تحدث إلا بعد عام.
وتبين الكاتبة أن الجبهة الجنوبية قدمت في وثيقتها المكتوبة تحليلا دقيقا لأثر الغارات الجوية على سوريا، ودعت إلى إنشاء مناطق حظر جوي. وجاء فيها: "منذ بداية غارات التحالف على (داعش) في أيلول/ سبتمر 2014، شاهدنا التنظيم الإرهابي القاتل يحقق أهم إنجازاته على الأرض". وتضيف: "حتى نهزم (داعش) علينا أن نحدد الأسس لحكومة ديمقراطية في المستقبل، وحتى نفعل هذا فعلى حلفائنا تبني خطة شاملة للتعامل مع الحرب المستمرة التي يخوضها النظام السوري ضد المدنيين وعلى مناطق المعارضة".
وتوضح الصحيفة أنه بعد 15 شهرا من بداية الحملات الجوية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، لم تحقق الحملة إلا تقدما بطيئا. ولكن كاميرون أخبر البرلمان الأسبوع الماضي أن الغارات الجوية أسهمت في إخراج تنظيم الدولة من نسبة 30% من الأراضي التي سيطر عليها. ولكن الخبراء يقولون إن الرقم لا يأخذ بعين الاعتبار المكاسب الاستراتيجية التي حققها التنظيم في مناطق أخرى، مثل الرمادي في العراق وتدمر في سوريا.
وبحسب التقرير، فقد قدمت الجبهة الجنوبية تقييمها كونه جزءا من التحقيق الذي أجرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، حول توسيع الغارات الجوية البريطانية إلى سوريا.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن اللجنة توصلت في تقريرها إلى أن الغارات تعد إلهاء عن المهمة الأكبر، وهي التوصل إلى حل للأزمة السورية، والتخلص من الذين أسهموا في صعود تنظيم الدولة.
======================
الإندبندنت: لهذه الأسباب داعش في أزمة كبيرة
 صدى البلد  منذ 12 ساعة  0 تعليق  4  ارسل لصديق  نسخة للطباع
ذكر تقرير نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن تنظيم داعش الإرهابي يواجه أزمة كبيرة بسبب تخلي بعض داعميه عنه، والضربات الجوية المتلاحقة على خطوط إمدادها النفطية.
وذكرت الصحيفة أن السوريين الذين يعيشون في الرقة يعانون من الحظر المفروض عليهم من داعش التي تحتاج إلهم إما لقتلهم في أغراض دعائية وإعلامية، أو يحتاجون لضرائبهم، وفقا لصحيفة "الاندبندنت".
وقالت الصحيفة إن أسس داعش في دولة الخلافة تبدو متداعية، وربما تكون المرة الأولى التي تقع فيها داعش تحت تهديد خطير.
ينشق الكثير من المقاتلين الآن عن داعش بسبب الضربات الجوية على خطوط إمدادات النفط، والاقتصاد المتداعي، وتظهر "دولة داعش" أضعف من أي وقت سابق.
وأضافت أن التزامها بوجهة نظر دينية متشددة ووحشية جعلت السكان لا يرحبون بهم، وأدت إلى اضطرابات جعلت من الصعب الإبقاء على السكان داخل الخدود.
واستبعدت الصحيفة وجود الانهيار الكامل لداعش في سوريا، على الرغم من الهزائم الأخيرة، والضربات الجوية المتلاحقة، فداعش لاتزال القوة العسكرية الفاعلة في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة أن السوريين الفارين من أماكن تحت سيطرة داعش قالوا أنهم كانوا متسامحين مع السكان في بداية الأمر، ولكنهم متشددون للغاية الآن.
======================
ذي تايمز: 70 ألف سوري مستعدين لقتال داعش
 دوت مصر  منذ 11 ساعة  0 تعليق  7  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
حذر مسؤولون عسكريون الحكومة البريطانية من القول بأن 70 ألف متمرد سوري مستعدون للانضمام إلى القتال ضد تنظيم "داعش"، طبقا لصحيفة "ذي تايمز" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن هناك مخاوف بأن مثل هذه التصريحات قد تجعل كاميرون يواجه اتهامات بالخداع في المستقبل إذا لم يكن ذلك الأمر صحيحا.
وبدأت بريطانيا غارات جوية على حقول النفط السورية يوم الأربعاء بعد فوز رئيس الوزراء بدعم أغلبية كبيرة من النواب. وكان جزءا أساسيا من النقاش الجاري هو قول رئيس الوزراء إن هناك 70 ألف سوري على استعداد لقتال داعش في الأرض بمجرد اتمام مهمة الغارات التي تقودها الولايات المتحدة.
وأثار طرح هذا الرقم انتقاد الكثيرين، الذين يقولون إنه من المحتمل أن يكون الكثير من هؤلاء متطرفين لا يمكن الاعتماد عليهم،
لكن متحدثا باسم رئاسة الوزراء نفى وجود مثل هذا التحذير، قائلا "إن تحديد رقم 70 ألفا جاء من لجنة الاستخبارات المشتركة، التي تضم في عضويتها مسؤولين من وزارة الدفاع".
وأضاف "أن وزارة الدفاع لم تثر مخاوف مع رئاسة الوزراء حول ما إذا كان يجب وضع هذا الرقم في الرد على لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، قبل التصويت على قصف سوريا"
حذر مسؤولون عسكريون الحكومة البريطانية من القول بأن 70 ألف متمرد سوري مستعدون للانضمام إلى القتال ضد تنظيم "داعش"، طبقا لصحيفة "ذي تايمز" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن هناك مخاوف بأن مثل هذه التصريحات قد تجعل كاميرون يواجه اتهامات بالخداع في المستقبل إذا لم يكن ذلك الأمر صحيحا.
وبدأت بريطانيا غارات جوية على حقول النفط السورية يوم الأربعاء بعد فوز رئيس الوزراء بدعم أغلبية كبيرة من النواب. وكان جزءا أساسيا من النقاش الجاري هو قول رئيس الوزراء إن هناك 70 ألف سوري على استعداد لقتال داعش في الأرض بمجرد اتمام مهمة الغارات التي تقودها الولايات المتحدة.
وأثار طرح هذا الرقم انتقاد الكثيرين، الذين يقولون إنه من المحتمل أن يكون الكثير من هؤلاء متطرفين لا يمكن الاعتماد عليهم،
لكن متحدثا باسم رئاسة الوزراء نفى وجود مثل هذا التحذير، قائلا "إن تحديد رقم 70 ألفا جاء من لجنة الاستخبارات المشتركة، التي تضم في عضويتها مسؤولين من وزارة الدفاع".
وأضاف "أن وزارة الدفاع لم تثر مخاوف مع رئاسة الوزراء حول ما إذا كان يجب وضع هذا الرقم في الرد على لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، قبل التصويت على قصف سوريا".
======================
وول ستريت جورنال: مدبر هجمات باريس كان له علاقات بأشخاص في بريطانيا
النشرة
السبت 05 كانون الأول 2015   آخر تحديث 08:51
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصدر مسؤول غربي إن "المدعو عبد الحميد أباعود مدبر هجمات باريس الإرهابية، كان له علاقات مع أشخاص في بريطانيا"،مشيراً الى ان "من بين أولئك الذين كان له صلة بهم في بريطانيا أشخاص من أصول مغربية يعيشون في منطقة برمنغهام".
واوضحت الصحيفة أن "عبد الحميد أباعود قام بزيارة بريطانيا قبل وقوع الهجمات"، لافتة الى أن "شرطة لندن امتنعت عن التعليق على هذه الأنباء، علما أن ضباطا من شرطة لندن موجودون الآن في باريس للتعاون مع السلطات الفرنسية في التحقيق وكشف ملابسات العملية الإرهابية وفيما إذا كان هناك أشخاص أخرون لهم يد فيها متوارون عن الأنظار".
 
======================
معهد واشنطن :التطهير العرقي يهدّد وحدة سوريا
 
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
3 كانون الأول/ديسمبر
منذ أن بدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، غادر أكثر من نصف سكان البلاد ديارهم وأصبحوا لاجئين أو مشردين داخلياً. ولفهم سبب ذلك وما يمكن فعله لعكس الوضع، علينا أن ننظر في التركيبة السكانية للبلاد بالتفصيل.
النقص السكاني
تضم سوريا حالياً حوالي 16 مليون نسمة – وهو عدد بعيد كل البعد عن التقديرات التي قامت بها الأمم المتحدة في العام 2010 حين قالت إنّ عدد سكان سوريا سيصل إلى 22.6 مليون بنهاية العام 2015. حيث تسبب تراجع عدد المواليد وزيادة عدد الوفيات (سواء تلك الناتجة عن أعمال العنف أو الطبيعية) بخفض النمو السكاني الطبيعي بمقدار النصف منذ العام 2011. وحتى إذا أضفنا اللاجئين إلى عدد السكان الحالي، يبلغ الإجمالي عندئذٍ 21.3 مليون نسمة فقط، أي أقل بـ 1.3 مليون من تقديرات ما قبل الحرب. سجّلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 4.2 مليون سوري حتى الآن، لكنّ هذا العدد يقلل عدد اللاجئين الفعلي بـ 20 في المائة على الأقل، حيث يرفض بعض اللاجئين التسجّل خوفاً من أن يتم إلقاء القبض عليهم وإعادتهم إلى سوريا (كما يحصل الآن في لبنان)، في حين لا يجد العديد من اللاجئين الأثرياء جدوى في التسجيل. لذا فالتقدير الأكثر واقعية لمجموع اللاجئين هو 5.3 مليون نسمة.
ويُتوقع لهذا العدد أن يرتفع بشكل حاد. ففي محافظة حلب وحدها، تسبب تصاعد الأعمال العدائية في ترك 200 ألف نسمة أخرى منازلها في الشهرين الأخيرين، فيما أقنع الهجوم الروسي وغياب الأمل بإحلال السلام على المدى القصير الكثير ممن يعيشون في مناطق تتسم بالهدوء النسبي إلى المغادرة أيضاً، وقد يحذو المزيد من السكان حذوهم في حال تطبيق الخطة الصادرة مؤخراً بقيادة ألمانيا والتي تقضي باستقبال المزيد من اللاجئين.
مناطق السيطرة
على الرغم من صعوبة إعطاء عدد دقيق للأشخاص المشردين داخلياً، تشير البيانات المتاحة إلى أنّ 6.5 مليون سوري فرّوا من مناطق العنف إلى مناطق اكثر أماناً في البلاد. ويشمل هذا العدد حوالي مليوني شخص فروا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حالياً من مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى، كما وملايين الأشخاص الآخرين الذين فروا من منطقة يسيطر عليها النظام إلى أخرى بسبب القتال العنيف.
وقد خسرت المناطق التي يسيطر عليها الثوار (الشمال الغربي والجنوب وجيوب أخرى صغيرة مثل الغوطة) العدد الأكبر من الأشخاص لأنّها الأقل أماناً– حيث تعيق الغارات الروسية والتابعة للنظام الحياة الطبيعية فيها، فيما يُنشئ تواجد العديد من فصائل الثوار المختلفة حالة مستمرة من انعدام الأمن. وتبدو المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي أعلن قيام "الدولة الإسلامية" بنفسه أكثر أماناً، وذلك يعود بجزءٍ منه إلى أنّها تتحلى بسلطة مركزية. ومع أنّ الأقليات الدينية والسنّة غير المتدينين فرّوا من الرقة ودير الزور، لكن حلّ محلهم جهاديون أجانب وسوريون نازحون من حلب. ويميل السكان بشكل عام إلى اللجوء إلى حيث لديهم أقارب وحيث المناطق التي لا تشهد قتالًا؛ إذ إن هوية الفصيل الذي يسيطر على المنطقة ليس هامًا بالضرورة. فالمنطقة الكردية تستقطب الأكراد المشردين ولكن ليس الكثير من العرب – وهو ليس بالأمر المفاجئ نظراً إلى أنّ الفصيل الذي يسيطر على المنطقة، أي "حزب الاتحاد الديمقراطي"، يهدف إلى جعل المنطقة متجانسة عرقياً.
غالباً ما تسلّط تقارير وسائل الإعلام الرئيسة الضوء على أنّ الجيش السوري يتحكم بأقل من 17 في المائة من البلاد، فيما يتحكم تنظيم "داعش" وفقاً لها بأكثر من 50 في المائة منها. ومع ذلك، لا تراعي هذه الأرقام التي تبدو صادمة معالم البلاد الجغرافية – وتحديداً أنّ 47 في المائة من البلاد هي عبارة عن سهوب قليلة السكان. بالطبع إنّ توسيع نطاق السيطرة ليشمل بعض السهوب قد يحمل مصالح استراتيجيةً لـ"داعش"؛ فتشكل تدمر مثلاً مركزاً رئيساً للحركة يشمل موارد غاز ونفط هامة وهي تقع على الحدود مع العراق والأردن. على أي حال، يسيطر نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الحصة الأكبر من مناطق سوريا السكانية، والمناطق المأهولة أكثر بالسكان. كما أنّ حوالي 10.1 مليون نسمة يعيشون في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة، أو ما يعادل 63 في المائة من إجمالي السكان المقيمين في البلاد. في حين أنّ المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الثلاث الرئيسة الأخرى (الأكراد و"داعش" والثوار) فهي متساوية تقريباً، حيث تتضمن كل منها حوالي المليوني نسمة. باختصار، فقد انتقل النظام من السيطرة على ما يقارب 20 مليون سوري قبل الحرب إلى حوالى 10 ملايين سوري حالياً.
التطهير العرقي المحلي
إلاّ أنّ التحرّكات السكانية واسعة النطاق لم تكن مجرّد نتيجة ثانوية أسفرت عنها الحرب، بل تمثّل استراتيجيات تطهير عرقي واعية تنفذها كل من الفصائل.
ودلالة على ذلك أنّ تركيبة البلاد العرقية الطائفية لم تتغير كثيراً ككل على الرغم من فرار اللاجئين المسيحيين والسنّة العرب بأعداد غير متناسبة. فلطالما كان المسيحيون منتشرون في كافة أنحاء البلاد من دون منطقة لجوء خاصة بهم مثل حالة العلويين والدروز، ما دفع الكثير منهم إلى اللجوء إلى الخارج. أما السنّة العرب، فلأنّ التمرّد بدأ في صفوفهم، كانوا الهدف الأول لقمع النظام وغاراته (على الرغم من أنّ بعض العشائر السنّية تدعم بشار الأسد وقد بقيت بأمان في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة). بشكل عام، فإنّ تركيبة سوريا السكانية الحالية مقسمة بين 22 في المائة من الأقليات الدينية و16 في المائة من الأكراد و61 في المائة من السنة العرب – وبتعبير آخر، لا يختلف أمرها كثيراً عن التركيبة التي كانت سائدة قبل الحرب.
بالطبع إنّ هذه الأرقام قد تتغير في الأشهر القادمة، وبالأخص إذا أنشأ "حزب الاتحاد الديمقراطي" منطقة متواصلة خاضعة للسيطرة الكردية على طول الحدود مع تركيا عبر الاستيلاء على الأراضي بين أعزاز وجرابلس، علماً أنّ أي خطوة من هذا القبيل لربط جيب عفرين ذي الغالبية الكردية ببقية أراضي الحزب في الشمال الشرقي (الذي يعرف بـ"روج آفا" أو كردستان السورية) قد يدفع بمئات آلاف السنّة العرب إلى الفرار. وفي هذا الوقت، من المرجّح أن يسفر توسيع الجهود المبذولة للقضاء على "داعش" عن حرب سنية داخلية بين العشائر التي تدعم الجماعة الإرهابية وغيرها من الفصائل، ما سيؤدي إلى المزيد من تدفق اللاجئين.
في الوقت الراهن، لا تظهر أعداد السكان في سوريا الفصل العرقي السائد الذي بدأ يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة كل فصيل من الفصائل. أمّا النظام، إذ يدرك جيّدًا أنّ قاعدته العلويّة ما هي إلا أقلية قد بدأت بالانحسار، فقد أنشأ منطقة تحت سيطرته تضمّ 41 في المائة من الأقليّات الدينية، مقارنة بالعدد السائد على المستوى الوطني الذي يشير إلى 22  في المائة. من جهته يهم الجيش بالدرجة الأولى أن يحكم السيطرة على المناطق المسيحية والعلوية والدرزية والاسماعيلية والشيعية
في المقابل، غالباً ما تدفع انتصارات الثوار الأقليات المحلية الدينية والعرقية إلى الرحيل. وتبقى منطقة جبل السماق ذات الغالبية الدرزية في محافظة إدلب الشمالية الغربية وحدها تحت سيطرة الثوار، متنعّمة بحماية سعودية خاصة مردّها الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، حيث يتّضح أنّ الاستثناء الهش هو الذي يبرهن القاعدة. فجماعات الثوار تسيطر على أرض عربية سنية حيث الأقلية هي من التركمان السنّة الذين هم على الأرجح الأكثر عداءً لبشار الأسد.
بالمثل، تميل الأقليات الدينية كلها إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". وقد بقي عدد من الأكراد، نظراً إلى أنّه لا يبدو أن "داعش" يميّزهم عن غيرهم من أهل السنّة من العرب، وذلك على الأرجح لأنّهم من المؤمنين السنة أيضاً. بالتالي، فرّ عدد كبير من الأكراد غير المتدينين إلى مناطق التي يسيطر عليها "حزب الاتّحاد الديمقراطي".
أمّا في منطقة "روج آفا" الكردية، فلا بدّ للعرب القبول بالعيش كأقليات، شأنهم شأن الأكراد في خلال حكم العرب، أو الرحيل. وقد دفع هذا الانقلاب في الأدوار بعض العرب السنّة إلى مناصرة "داعش" إذ صعب عليهم تقبّله نظراً إلى اعتيادهم السيطرة على شمال شرقي البلاد.
لا تعني سيطرة النظام على المناطق الأكثر تنوّعاً أنّ الأسد خيرًا أكثر من الثوار أو الأكراد أو تنظيم "داعش". بل يعكس ذلك استراتيجيته السياسية. فالأسد يعلم أنّ عليه طرد ملايين العرب السنّة ليكون ميزان القوة في صالح الأقليّات التي تدعمه. كما يحتاج إلى تقسيم السنّة عبر إعادة توزيع الأراضي والبيوت التي تعود إلى اللاجئين، الأمر الذي يجعل الموالين السنّة أكثر امتناناً له ويحرّضهم على أي شخص يقرر العودة.
في المحصّلة، إنّ الصراع السوري عبارة عن حرب طائفية، والتطهير العرقي جزء لا يتجزّأ من الاستراتيجية التي تتّبعها مختلف الجهات، حتّى لو ادّعت العكس.
ماذا يعني التطهير العرقي بالنسبة إلى مستقبل سوريا
على الرغم من أنّ  الكثير من اللاجئين والمتشردين سيودّون العودة إلى ديارهم عندما يحلّ السلام، إلّا أنّهم لن يتمكّنوا من فعل ذلك بسبب عرقهم و/أو انتمائهم السياسي. بالإضافة إلى ذلك، ستكون إعادة تنظيم أوضاع النازحين مسألة استراتيجية للجهات كافّة. فجهودها الرامية إلى التطهير العرقي المحلّي قد جعلت من التقسيم مسألة يصعب حلّها أكثر فأكثر. إنّ التنوّع الطائفي في زوال في عدد من المناطق السورية وعملية توحيد لون المنطقة هذه تؤدي إلى رسم حدود داخلية
بيد أنّ التقسيم الرسمي لا يشكّل بالضرورة حلّا جيّداً، إذ يمكن أن يقود إلى صراعات جديدة، الأمر الذي شهده السودان، حيث انتهى أمر دولة جنوب السودان الجديدة بحربٍ أهليّة.
بالتالي، قد يضطر المجتمع الدولي إلى العمل على اتّفاق سوريّ يكون من جهة كاتفاق الطائف الذي فرض نوعاً من الوحدة في لبنان، واتفاقية دايتون التي ألزمت البوسنة بتقسيم عصيب بإشراف دوليّ كثيف. ستقبل الطوائف المختلفة في سوريا العيش في جمهوريّة جديدة وموحدة، ولكن ليس في الجمهورية العربية السورية التي كانت قبل الحرب. ويتّضح أنّ النظام الفدرالي هو النظام السياسي الأنسب لأنّه لا يمكن إعادة المركزية التي كانت سائدة، بغضّ النظر عن الفريق الحاكم
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
الإندبندنت: لماذا يعد تنظيم الدولة الإسلامية عدوا شرسا لايمكن هزيمته من الجو؟
لندن ـ نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب باتريك كوبيرن مراسل الصحيفة في الشرق الاوسط بعنوان “الضربات الجوية في سوريا: لماذا يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية عدوا شرسا لايمكن هزيمته من الجو؟
يشير كوبيرن الذي يعمل في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1979 إلى نقطتين في البداية الاولى هي ان بريطانيا انضمت لتحالف كبير يعتمد على الضربات الجوية بشكل أساسي لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
أما النقطة الثانية فهي ان الجهد العسكري الجوي البريطاني لن يشكل فارقا في الموضوع لسبب واضح وهو أن هناك بالفعل أعداد كبيرة من المقاتلات تشارك في القصف بينما لايوجد عدد من الاهداف الواضحة لدى التنظيم يسمح باستخدام هذه المقاتلات جميعا.
ويوضح كوبيرن ان التحالف قام بما يزيد عن 59 ألف طلعة جوية في العراق وسوريا منذ بدء العمليات في أغسطس/آب عام 2014 تحولت من بينها نحو 8500 فقط إلى غارات استخدمت فيها القنابل والقذائف ضد اهداف على الارض.
ويخلص كوبيرن من هذه الارقام إلى أن أغلب المقاتلات التى قامت بطلعات فوق العراق وسوريا عادت لقواعدها دون أن تجد أهدافا تقصفها وهو ما يعني أن ما يتعدى 50 ألف طلعة جوية لم تجد هدفا واحد لضربه.
ويعود كوبيرن ليفترض أنه حتى لو كانت المشاركة البريطانية في التحالف الأن رمزية فإنها قد انضمت لقتال عدو شديد الشراسة والخبرة ناقلا عن المحلل العسكري التركي متين غوركان قوله إن الضربات الجوية يمكن فقط أن تكون ناجحة ضد مراكز التدريب والاتصال التابعة للتنظيم لكن من الامور الغريبة أنه لم يتم استهداف مركز تحكم واحد تابع للتنظيم خلال كل الغارات التى تمت. (بي بي سي)
======================
واشنطن بوست: نظرية مثيرة للجدل حول السبب وراء ظهور داعش
2015-12-04 12:38:10
الحدث  - مصدر الخبر
في هذه الصورة غير المؤرخة، مسلحون من تنظيم داعش يستعرضون أسلحتهم، ويرفعون الأعلام عبر مدينة الرقّة في سوريا على الطريق المؤدي إلى العراق.
 بعد عام من كتابه “رأس المال في القرن الحادي والعشرين” المكون من 700 صفحة والذي اعتلى قوائم أفضل الكتب مبيعًا في أمريكا، خرج علينا توماس بيكيتي بنظرية جدلية جديدة بشأن عدم المساواة في توزيع الدخل، والتي قد تكون أكثر إثارة للجدل من كتابه الذي لا يزال محل نقاش في الأوساط السياسية والاقتصادية.
هذه النظرية الجديدة التي أوضحها بيكيتي مؤخرًا في صحيفة لوموند الفرنسية تقول بأن عدم المساواة هي الدافع الرئيسي للإرهاب في الشرق الأوسط، بما في ذلك هجمات الدولة الإسلامية “داعش” الأخيرة في باريس، والدول الغربية نفسها هي السبب الرئيسي لعدم المساواة تلك.
ذكر بيكيتي أن النظام السياسي والاجتماعي في الشرق الأوسط صار هشًا بسبب تركّز نسبة كبيرة من الثروة النفطية في عدد قليل من البلدان التي يعتبر عدد سكانها قليل نسبيًا. إذا نظرتم إلى المنطقة الواقعة بين مصر وإيران –والتي تضم سوريا- ستجد العديد من الممالك النفطية والتي تتحكم في 60% – 70% من ثروات المنطقة، والتي تضم فقط 10% أو أكثر بقليل من إجمالي 300 مليون شخص يعيشون في تلك المنطقة. (لم يحدد بيكيتي أي الدول التي يتحدث عنها، ولكن بناء على دراسة شارك بيكيتي فيها العام الماضي بشأن عدم المساواة في الشرق الأوسط، يبدو أنه يقصد قطر والإمارات والكويت والسعودية والبحرين وعمان. وفقًا له، بلغ عدد سكان هذه الدول 16% من عدد سكان المنطقة في عام 2012، ونحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة).
الدولة الإسلامية هي واحدة من أكثر المنظمات الإرهابية تمويلًا في العالم، فمن أين إذًا تحصل على تلك الأموال؟
تركّز ثروات هائلة في بعض البلدان التي لديها أعداد قليلة من السكان يجعل هذه المنطقة “أكثر منطقة غير متكافئة على كوكب الأرض”، كما يقول بيكيتي.
ويقول أيضًا أن داخل تلك الممالك الثرية، تسيطر شريحة صغيرة العدد على معظم الثروة، بينما يتم إبقاء النسبة الأكبر من السكان –بما فيهم النساء واللاجئون- في حالة أشبه بالعبودية. هذه الظروف الاقتصادية، إلى جانب ضحايا سلسلة الحروب التي ارتكبتها القوى الغربية في المنطقة، أصبحت الدافع الذي يحرك الإرهابيين.
تبدأ قائمة بيكيتي بحرب الخليج الأولى، التي يقول أنها أسفرت عن عودة النفط للأمراء. على الرغم من أنه يتحدث تفصيلًا لربط تلك الأفكار، إلا أن التضمين الواضح من كلامه أن الحرمان الاقتصادي وفظائع الحروب التي لم تعد بالنفع سوى على شريحة معينة مختارة من سكان المنطقة، كانا بمثابة “برميل البارود” –حسب تعبيره- الذي أشعل الإرهاب في المنطقة.
يلقي بيكيتي اللوم بشكل لاذع فيما يخص عدم المساواه في المنطقة، واستمرار الممالك النفطية التي تتحكم في الثروات على الغرب، ويقول: “هذه هي الأنظمة التي يتم دعمها سياسيًا وعسكريًا من جانب القوى الغربية. لا عجب أن دروسنا في العدالة الاجتماعية والديموقراطية لا تلقى ترحيبًا كبيرًا بين الشباب في الشرق الأوسط”.
ويضيف بيكيتي قائلًا إن أفضل طريقة لمواجهة الإرهاب الذي تعود جذوره إلى عدم المساواة، هي مواجهته اقتصاديًا.
لكسب المصداقية مع السكان الذين لا يحصلون على نصيبهم ثروات المنطقة الهائلة، يجب على الدول الغربية أن تثبت اهتمامها بالتنمية الاجتماعية في المنطقة أكثر من اهتمامها بمصالحها المالية وعلاقاتها مع الأسر الحاكمة. ويقول بيكيتي أن السبيل لذلك هو ضمان أن أموال النفط في الشرق الأوسط تذهب لتمويل “التنمية الإقليمية” بما في ذلك تطوير التعليم.
ويختتم كلامه بالنظر إلى فرنسا، منددًا بالتمييز في توظيف المهاجرين، وارتفاع مستويات البطالة بين هؤلاء السكان. ويقول أن أوروبا عليها أن تبتعد عن “التقشف” وأن تنشط نموذجها للتكامل وخلق فرص العمل، ويشير أيضًا إلى أن أوروبا كانت تستقبل صافي مليون مهاجر سنويًا قبل الأزمة الاقتصادية.
لم تلق هذه “الحُجة” اهتمامًا كبيرًا في الولايات المتحدة حتى الآن، إلا إنها تقوم على بعض المبادئ المثيرة للجدل بما في ذلك حديثه عن مقارنة عدم المساواة في الشرق الأوسط ببقية العالم، تتأصل المشكلة في مدى سوء الإحصائيات الاقتصادية للمنطقة. في تقريره العام الماضي، وجد بيكيتي والمؤلف المشارك معه أن مدى التفاوت كان كبير جدًا.
 ينص التقرير في ملخصه أنه “من خلال افتراضات منطقية، حصة الدخل التي يحتفظ بها أعلى 10% (في الشرق الأوسط) تتخطى 60% وحصة الدخل التي يحتفظ بها أعلى 1% تتخطى 25% (مقابل 20% في الولايات المتحدة، و11% في غرب أوروبا، و17% في جنوب أفريقيا)”
حصة الدخل التي يحتفظ بها أعلى 1% في 2012
في الواقع، هذه الأرقام تبدو صادمة، ومن المرجح أن يُثار الجدل في الفترة القادمة بشأن ما إذا كان ذلك سببًا رئيسيًا لقيام تنظيم داعش أم لا.
 
======================
نيويورك تايمز :منشقات عن شرطة أخلاق "داعش"، يتحدثن عن القسوة، والكرب والهروب (1 من 2)
آزاده موافينوف - (نيويورك تايمز) 21/11/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بداية، تود صحيفة "نيويورك تايمز" تأكيد الحقائق الآتية:
النساء السوريات الثلاث اللواتي يظهرن في هذه المادة، كلهن عضوات سابقات في "كتيبة الخنساء"؛ جهاز شرطة الأخلاق في "الدولة الإسلامية"، واللواتي انشققن عن المجموعة وهربن إلى تركيا هذا العام. وقد التقتهن مراسلتنا في مدينة بجنوب تركيا حيث أمضت ساعات من المقابلات معهن، معاً وكلاً على حدة، في زيارات متعددة على مدى يومين.
الأسماء: أوس، ودعاء وأسماء، هي أسماء مستعارة بقصد حمايتهن، لكنهن عرَّفن لنا أنفسهن وصلاتهن العائلية بشكل كامل.
رواية هؤلاء السيدات الجماعية عن عملهن مع "الدولة الإسلامية" وحياتهن، وعن الأحداث التي جرت في الرقة السورية في السنوات الأخيرة، تتفق مع رواياتهن الفردية المنفصلة، ومع مقابلات وروايات سكان حاليين وسابقين في الرقة.
شاركتنا النساء أيضاً صوراً في هواتفهن المحمولة لمواقع في الرقة، ولحياتهن هناك، وتم التأكد من صحتها بشكل منفصل.
*   *   *
جنوب تركيا- كان شهران فقط قد مرا على بدء دعاء عملها في "كتيبة الخنساء"؛ وحدة شرطة الأخلاق المكونة كلها من الإناث في "الدولة الإسلامية"، عندما جيء بصديقتيها إلى المركز لجَلدهما.
جلبت الزميلات في الشرطة امرأتين تعرفهما دعاء منذ الطفولة؛ أم وابنتها المراهقة، وقد اعتراهما ذهول مطلق. لقد اعتبرت الشرطة عباءتيهما السوداوين ضيقتين وتكشفان تفاصيل الجسد بشكل غير مناسب.
عندما رأت الأم دعاء، هرعت إليها وتوسلت إليها حتى تشفع لهما. وأصبح جو الغرفة خانقاً بينما تحاول دعاء تقدير ما يجب أن تفعل.
تقول دعاء: "كانت عباءتاهما ضيقتين جداً في الحقيقة. قلت للأم إن ذلك خطؤهما؛ لقد خرجتا وهما ترتديان الملابس الخطأ. ولم تكونا سعيدتين بما قلت".
جلست دعاء إلى مكتبها وراقبت الشرطيات الأخريات وهن تأخذن المرأتين إلى غرفة خلفية لجلدهما. وعندما أزلن النقابين اللذين يخفيان وجهيهما، وجدت الشرطيات أن صديقتيها تضعان الماكياج أيضاً. وهكذا تلقت المرأتان 20 جلدة لجريمة العباءة، وخمسا للماكياج، وخمسا أخرى لأنهما لم تكونا وادعتين بما فيه الكفاية عند اعتقالهما.
بدأ صوت صرخاتهما يعلو ويتردد في المكان، وحدقت دعاء في السقف، بينما شرعت غصة في الصعود إلى حلقها.
في الفترة القصيرة منذ انضمت إلى كتيبة الخنساء في مسقط رأسها؛ مدينة الرقة في شمال سورية، أصبحت قوة الأخلاق في "الدولة الإسلامية" أكثر قسوة باطراد. كان ارتداء العباءات والنقاب ما يزال جديداً على العديد من النساء في الأسابيع التي أعقبت تطهير جهاديي "الدولة الإسلامية" المدينة من الميليشيات المنافسة والاستيلاء عليها بالكامل. وفي البداية، طُلب من الكتيبة أن تمنح المجتمع فرصة للتكيف، وعوقبت جنح ارتداء الملابس غير المناسبة بفرض غرامات صغيرة.
مع ذلك، وبعد أن تكرر ارتكاب العديد من الشابات للمخالفات، ودفعهن الغرامات من دون تغيير في السلوك، انتهى الأسلوب الناعم. والآن، أصبحت العقوبة هي الجَلد -لكن صديقات دعاء هن اللواتي كُن يعاقبن هذه المرة.
بعد ذلك، جاءت الأم والابنة إلى منزل والديّ دعاء للتعبير عن غضبهما منها والتنفيس عن غضبهما من "الدولة الإسلامية". وتقول دعاء: "قالتا إنهما تكرهانها وتتمنيان لو أنها لم تأت يوماً إلى الرقة". وتوسلت دعاء إليهما، وأوضحت لهما أنه لم يكن في يدها ما تفعله لهما باعتبارها صغيرة وجديدة في كتيبة الخنساء.
لكن صداقة بطول عمر، والتي شهدت التشارك في تجمعات العطل وحفلات أعياد الميلاد، وصلت إلى نهايتها فجأة. وتقول دعاء: "بعد ذلك اليوم، أصبحن يكرهنني أيضاً. لم تعودا إلى بيتنا ثانية أبداً".
عملت أوس، ابنة عم دعاء، مع كتيبة الخنساء نفسها أيضاً. وبعد وقت قصير من جَلد صديقتي دعاء، رأت أوس مقاتلين آخرين يجلدون رجلاً في ساحة المدينة. كان الرجل الضعيف أبيض الشعر في السبعين من عمره قد سُمع وهو يشتم الذات الإلهية. وبينما تجمع حشد في المكان، جره المقاتلون إلى ساحة عامة وجلدوه بعد أن جعلوه يركع على ركبتيه.
تقول أوس: "كان يبكي كل الوقت. من حسن حظه أنه شتم الذات الإلهية لأن الله رحيم. ولو أنه شتم النبي لكانوا قد قتلوه".
اليوم، تعيش أوس (25 عاماً)، ودعاء (20 عاماً) في مدينة صغيرة في جنوب تركيا بعد هربهما من الرقة وحكامها الجهاديين. وقد التقتا هنا بأسماء (22 عاماً)، وهي منشقة أخرى من كتيبة الخنساء، والتي وجدت لنفسها ملاذاً هنا في المجتمع الكبير للاجئين السوريين في المدينة.

تعرف الرقة على نطاق واسع بأنها عاصمة خلافة "الدولة الإسلامية" المعلنة ذاتياً، وبكونها موضع تركيز للغارات الجوية الكثيفة التي يشنها عدد من الدول الساعية إلى الانتقام من هجمات المجموعة الإرهابية الأخيرة. لكن المدينة التي ترعرعت فيها الفتيات الثلاث كانت مختلفة تماماً. وباستخدام أسماء مستعارة، تحدثت هؤلاء الفتيات لساعات عدة وعلى مدار يومين من الزيارات في هذا الخريف؛ حيث روين تجاربهن في ظل حكم "الدولة الإسلامية"، ووصفن كيف غير الجهاديون الحياة تماماً في الرقة.
وصفت الفتيات الثلاث جميعاً أنفسهن بأنهن كُن يطابقن نموذج الفتيات السائد في الرقة. كانت أوس منجذبة إلى النمط الهوليوودي، بينما انجذبت دعاء إلى بوليوود. وكانت عائلة أوس من الطبقة الوسطى، ودرست الفتاة الأدب الإنجليزي في فرع لجامعة الفرات على بعد ثلاث ساعات بالحافلة في مدينة الحسكة. وكانت تقرأ الروايات: بعضها لأجاثا كريستي، لكنها فضلت كتب دان براون بشكل خاص. وكان "الحصن الرقمي" هو كتابها المفضل.
يعمل والد دعاء مزارعاً، ودخله أقل. لكن حياتها الاجتماعية كانت متشابكة كثيراً مع حياة أوس، وأحبت ابنتا العم مدينتهما الساحرة. كانت هناك المسيرات الطويلة إلى قلعة جبر، الحصن القديم من القرن 11 الميلادي عند بحيرة الأسد؛ والمقاهي في متنزه الرشيد؛ وجسر الرقة، حيث يمكن رؤية أضواء المدينة في الليل. وفي الحدائق العامة ومتنزه الترفيه وسط المدينة، هناك البوظة والشيشة اللتين يتجمع حولهما الناس.
تقول دعاء: "في الصيف، كان الجميع يخرجون في الليل ويظلون في الخارج حتى وقت متأخر، لأن الطقس يكون حاراً خلال النهار".
تحتفظ الفتيات بصور لحياتهن القديمة في الرقة على هواتفهن المحمولة، وفيها مشاهد من الحفلات والرحلات إلى الريف. ويتضمن أرشيف أوس صوراً لأيام قضتها على شاطئ البحيرة، ولصديقاتها في ملابس السباحة، وهن يرقصن في الماء.
كانت أسماء، ذات النظرة المشرقة، شابة أخرى تتطلع إلى الحياة، وتدرس إدارة الأعمال في جامعة الفرات. كانت أمها من أصل دمشقي، من العاصمة، وأمضت أسماء سنوات مراهقتها في اللقاءات مع الصديقات، والسباحة في البرك، والخروج إلى المقاهي. وهي أيضاً قارئة نهمة، مولعة بروايات إيرنست همنغواي وفيكتور هوغو، وتتحدث بعض الإنجليزية.
كانت الفتيات الثلاث ينتمين إلى جيل من النساء السوريات اللواتي يعشن حيوات أكثر استقلالاً من أي وقت سابق. كن يختلطن بحرية مع الشباب، حيث يتواصلون ويدرسون معاً في مدينة متعددة الأديان وذات أعراف متساهلة نسبياً.
كانت الكثير من الشابات هناك يرتدين ما يسمى "السبور"، حيث لا شروط مشددة على شكل الملابس في الصيف أو على وضع الماكياج. وفي حين ارتدت بعض ساكنات الرقة الأكثر محافظة العباءات والحجاب، كانت الفتيات يذهبن إلى الجامعة بأعداد أكبر ويتزوجن في وقت لاحق. وكان معظم الرجال والنساء يختارون شريك الحياة بأنفسهم.
عندما بدأت الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد بالامتداد عبر سورية في العام 2011، بدت الأحداث أولاً بعيدة عن الرقة. وعندما شرعت أخبار القتال والمذابح بالقدوم إلى المدينة، كان أغلبها يأتي من مدن بعيدة في غرب البلد، مثل حمص. وحتى عندما بدأ المشردون من ديارهم بالظهور في مدينة الرقة، وبدأ الشباب بالانضمام إلى المجموعات المناهضة للأسد في المنطقة، بما فيها "جبهة النصرة" وما أصبح الآن "الدولة الإسلامية"، بدا نسيج الحياة في المدينة متماسكاً.
لكن كل شيء تغير في بداية العام 2014. فقد انتزعت "الدولة الإسلامية" السيطرة على الرقة وجعلت المدينة مركز قيادتها، ووطدت سلطتها هناك بالعنف. وتعرض أولئك الذين قاوموا، أو كانت لعائلاتهم أو أصدقائهم صلات خاطئة، للاعتقال والتعذيب أو القتل.
أصبحت "الدولة الإسلامية" تعرف في العالم بأسماء ومختصرات عدة. لكن سكان الرقة يسمونها "التنظيم". وسرعان ما أصبح واضحاً أن كل بقعة في الترتيب الاجتماعي، وأي فرصة لسلامة العائلة، إنما تعتمد تماماً على هذه المجموعة.
لم يقتصر الأمر على تحول سكان الرقة إلى محكومين خاضعين لقيادة المنظمة العراقية في أغلبها، وإنما تراجعت مكانتهم في المجتمع بين عشية وضحاها. وعندما بدأ المقاتلون الأجانب والمتطوعون الآخرون بالتدفق على المدينة، ملبين دعوة الجهاد، أصبحوا هم الأضواء الهادية والرواد في المجمتع المهتز. في الرقة، أصبح السوريون مواطنين من الدرجة الأولى -في أفضل الحالات.
لكن دعاء وأوس وأسماء كن من بين المحظوظات: كان خيار الانضمام إلى المجموعة متاحاً لهن. واختارت كل واحدة منهن مقايضة حياتها، من خلال العمل والزواج، مع "التنظيم".
لم تشارك أي منهن المنظمة إيديولوجيتها المتطرفة. وحتى بعد فرارهن من بيوتهن والاختباء، ظللن يناضلن لمحاولة شرح كيفية تحولهن من شابات عصريات إلى شرطيات يفرضن قوانين "الدولة الإسلامية" على الأخريات في جهاز شرطة الأخلاق.
في تلك اللحظة، بدا كل خيار وكأنه هو الخيار الصحيح، وطريقة للحفاظ على حياة مقبولة: الزواج من مقاتلين لتهدئة عنف التنظيم والإبقاء على أسرهن في وضع تفضيلي؛ الانضمام إلى "كتيبة الخنساء" لكسب بعض حرية التنقل وتأمين دخل في مدينة جُردت فيها النساء من حق تقرير المصير.
لكن كل تنازل تحول إلى هول مطلق قبل مرور وقت طويل، وشرعت النساء في استنكار الطريقة التي حُرضن بها ضد جيرانهن، وأصبحن جزءا من قوة تمزق أوصال المجتمع الذي أحببنه. وبعد مرور أشهر فقط، ولدى ترملهن أو هجرهن وإجبارهن على الزواج ثانية من الغرباء، شرعن في اكتشاف كيف يتم استغلالهن كعبدات جنس مؤقتات للمقاتلين الأجانب الذين كان إخلاصهم الوحيد للعنف ولإله لا تعريف له.
كل ذلك دفع كل واحدة منهن إلى الاعتقاد بأن الهرب هو الفرصة الوحيدة لمواصلة الحياة. وانضمت كل منهن إلى سيل السوريين الذين يهجرون وطنهم، تاركين فجوة ليملأها الأجانب الذين لا يحتفظون لسورية في قلوبهم بشيء.
الخطوبة
يوم اجتاز أبو محمد؛ المقاتل التركي في "الدولة الإسلامية"، عتبة منزل والديّ أوس طالباً الزواج، قدمت أول تنازلاتها للتنظيم.
استقبل والدها وجدها "أبو محمد" في غرفة الجلوس، وقالا لأوس إنها تستطيع رؤيته لاحقاً إذا عرض مهراً مناسباً. لكن أوس كانت رومانسية جداً، وشاهدت الكثير من أفلام ليوناردو دي كابريو، بحيث وافقت مباشرة على الزواج من رجل لم يسبق أن شاهدت وجهه على الإطلاق.
عندما انحنت خلف باب غرفة الجلوس لتترك فناجين القهوة التي صنعتها، أطلت ولمحته لحظة خاطفة. كان له حاجبان مجنحان، وعينان فاتحتان وصوت عميق. وبينما انتظرت انتهاء النقاش، حاولت أن تتخيل كيف يمكن أن تكون حياتهما معاً. وعندما حل وقت استدعاء أبيها لها للدخول، كانت قد قررت مسبقاً وبعصبية أن تقول نعم، من أجل عائلتها.
بعد زواجهما، فوجئت حين وجدت ذلك الزواج يبدو حقيقياً -بل وحتى حنوناً. أحب أبو محمد الشامتين اللتين صنعتا كويكبين على خدها الأيسر؛ واعتاد أن يمازحها ويغيظها بلطف متندراً على لهجتها عندما حاولت لفظ الكلمات التركية.
لكنه لم يكن يأتي إلى المنزل في الليل في كثير من الأحيان، وغاب أحياناً ثلاثة أو أربعة أيام ليقاتل مع "الدولة الإسلامة". وقد كرهت أوس تركها وحيدة وكانت تعبس عندما يعود أخيراً إلى البيت؛ لكنه يجيب بإلقاء النكات ويحملها على الغفران.
حاولت أوس أن تشغل نفسها بالعلاقات الاجتماعية مع زوجات المقاتلين الأخريات. وبينهن، شعرت بأنها محظوظة. فقد تزوجت بعضهن من رجال فاسدين يسيئون معاملتهن.
الكل سمع عن فاطمة، التي قتلت نفسها بقطع أوردة رسغيها بعد إجبارها على الزواج من مقاتل؛ وهناك فتاة تونسية في البيت المجاور، كانت تنفجر بالبكاء كلما ذكر أحد اسم زوجها. وحتى هؤلاء كن يعتبرن أفضل حظاً من النساء الأسيرات من الأقلية الأيزيدية، اللواتي يجري تهريبهن إلى البلدة ليكن عبدات للمقاتلين الآخرين.
مع ذلك، أصبحت أيام أوس في غالب الأحيان فراغاً لا يُطاق. وأصبحت، هي الفتاة الأنيسة لطيفة المعشر ذات السعر الأسود الطويل المجعد والوجه الطفولي، تمتلئ بالضجر والتعاسة. كانت تنهي أعمالها المنزلية بسرعة، وإنما لا تجد مكاناً تذهب إليه. كان العثور على كتب جديدة شبه مستحيل بعد أن أحرق الجهاديون معظم الروايات تقريباً، في عملية تطهير للمكتبات والمركز الثقافي المحلي.
ألقت المنظمة أيضاً بظلها الطويل على زواجها. فمع أن أوس أرادت دائماً إنجاب طفل، طلب منها أبو محمد تناول حبوب منع الحمل التي ما تزال متوفرة في صيدليات الرقة. وعندما ضغطت عليه، قال لها إن قادته نصحوا المقاتلين بتجنب حمل زوجاتهم. فالآباء الجدد يصبحون أقل ميلاً إلى التطوع للمهمات الانتحارية.
كانت تلك من اللحظات المبكرة المدمرة في تجربة أوس، حين رأت أن حياتها ستكون خالية من الطبيعية والاختيار؛ كانت "الدولة الإسلامية" شريكاً ثالثاً في زواجها، وتشاركها حتى غرفة نومها نفسها. وتقول أوس: "في البداية، داومت على ذكر المسألة أمامه، لكن ذلك كان يضايقه حقاً، ولذلك توقفت".
بالنسبة لعائلة دعاء، كانت النقود دائماً قضية. كان والدها ما يزال يزرع، لكن العديد من المحامين والأطباء الذين فقدوا وظائفهم عندما استولى الجهاديون على المدينة، شرعوا أيضاً في بيع الفواكه والخضار لكسب العيش، خالقين منافسة جديدة. وفرض التنظيم الضرائب التي التهمت المزيد من دخل الأسرة. وعندما جاء مقاتل سعودي طالباً الزواج من دعاء، في شباط (فبراير) 2014، دفعها والدها إلى القبول.
جاء السعودي، أبو سهيل الجزراوي، من أسرة غنية تعمل في الإنشاءات في الرياض، ووعد بتحويل حياة دعاء جذرياً. فكرت ثم وافقت في نهاية المطاف. والتقت به للمرة الأولى يوم زفافهما، عندما وصل حاملاً الذهب لعائلتها. وأحبت دعاء ما رأت: كان أبو سهيل فاتح البشرة، بلحية سوداء ناعمة، طويل القامة ونحيلاً، وصاحب كاريزما وله طريقة سهلة في جعلها تضحك.
أسكنها في شقة واسعة بأجهزة مطبخ أوروبية حديثة ووحدات تكييف للهواء في كل غرفة -على نحو لم يُسمع بمثله في الرقة تقريباً. وتفاخرت ببيتها بشغف أمام صديقاتها وقريباتها. وأصبح مطبخها المكان الذي تتوقف فيه زوجة مقاتل آخر في المبنى -فتاة سورية تزوجت، أوس، من مجند تركي- لشرب القهوة. كل صباح، كان خادم أبو سهيل يتسوق لهم ويترك أكياس اللحم والأغراض خارج الباب.
في الأمسيات، كان الزوجان يجتمعان على مائدة العشاء، وكان يثني على طبخها، خاصة عندما تصنع له طبق "الكبسة" الذي يحبه. بل إن أبو سهيل لم يمانع وجود وشم الوردة الصغير على يدها، مع أن الأوشام الدائمة ممنوعة في تفسيرات الإسلام المتشددة. وتقول دعاء: "لقد غير حياتي تماماً. أقنعني بأن أحبه".
ملء ساعات الفراغ
بينما كان قليل من الضوء، على الأقل، يصل إلى حياة كل من أوس ودعاء، كانت غرفة معيشة أسماء مظلمة وخانقة على الدوام. كانت تبقي الستائر مسدلة والنوافذ مغلقة حتى لا يعرف أحد أنها تشغل جهاز تلفازها في الداخل. التلفاز، الموسيقى، والراديو -كل شيء تبقي أصواتها منخفضة إلى الحد الأدنى وبما يكفي لتسمعها فقط.
ولكن، حتى ذلك المخرج أصبح أكثر ندرة بينما تضاءل وجود الكهرباء في الرقة إلى ساعتين أو أربع ساعات في اليوم أحياناً. ولم تعد تستطيع بالتأكيد أن تذهب إلى الصالون لملء وقت فراغها.
أصدر التنظيم مرسوماً يقضي بأن يستعمل الإنترنت فقط للأعمال الضرورية جداً، مثل العمل المضني لأولئك المجنّدين والمجنّدات الذين يظهرون على الشبكة من أجل إغواء المقاتلين الجدد والنساء الأجنبيات بالقدوم إلى سورية. وأسماء، التي كانت تقضي سابقاً ساعات على جهاز حاسوبها المحمول كل يوم، وجدت نفسها منقطعة عن العالم.
تذكرت أوس لاحقاً، بينما تجلس النساء الثلاث معاً هنا في تركيا: "لكن ذلك كان مقبولاً بالنسبة لهم، الاتصال بكل أولئك الفتيات لجلبهن إلى سورية". ورفعت النساء حواجبهن دهشة: "ذلك كان عملاً".
في شباط (فبراير) 2014، بعد أن مر شهران على زواجها ولم تستطع إقناع أبو محمد بجعلها تحمل، قررت أوس الانضمام إلى كتيبة الخنساء. وانضمت دعاء إلى الكتيبة في الوقت نفسه تقريباً، وبدأتا تدريبهما العسكري والديني الإلزامي معاً.
كانت لدى ابنتي العم مخاوفهما من الانضمام. لكنها كانتا قد تزوجتا مسبقاً من مقاتلين، مختارتين محاولة تجنب تبعات احتلال الرقة بالاصطفاف إلى جانب التنظيم. وكان العمل مع كتيبة الخنساء فرصة لتحقيق أكثر من مجرد الإعالة. كان يماثل عمل زوجيهما. كما أن المدى الكامل للاضطهاد الذي تمارسه الكتيبة سوف يظهر لهما فقط مع مرور الوقت.
كان عدد من أقرباء أسماء قد بدأوا العمل مسبقاً مع "الدولة الإسلامية" بالكثير من الطرق. وقد فكرت جيداً قبل الانضمام في كانون الثاني (يناير) من العام 2014. وبما أن عائلتها اندمجت مسبقاً مع التنظيم، بدا لها ذلك أكثر الخيارات منطقية.
وتقول أسماء، وهي تتحول إلى الإنجليزية لوصف تلك الدوافع: "بالنسبة لي، كان الأمر يتعلق بالسلطة والمال، وخاصة السلطة. وبما أن أقاربي انضموا مسبقاً، فإن انضمامي لم يكن ليغير الكثير. أصبح لدي المزيد من السلطة فقط".
مع أن النساء الثلاث حاولن تبرير انضمامهن، فإنها لم تكن هناك أي طريقة لتجنب رؤية التنظيم في صورة آلة القتل الوحشية التي كانها. لكن كل سورية، كما يبدو، كانت قد أصبحت موطناً للموت.
في الليل، سمعت أوس ودعاء محاولات لتبرير السلوك الذاتي من الزوجين اللذين انتظرتاهما وتعيشان معهما. كانا مضطرين لأن يكونا وحشيين عندما يستولي التنظيم على بلدة جديدة من أجل تقليل الخسائر فيما بعد، كما أصر الرجلان. كانت قوات الأسد تستهدف المدنيين، وتقتحم البيوت في منتصف الليل وتعامل الرجال بوحشية أمام زوجاتهم؛ ولم يكن لدى المقاتلين خيار سوى الرد بوحشية مماثلة، كما قالا.
اجتازت النساء الثلاث دورة التدريب المطلوب من الملتحقات بكتيبة الخنساء. ومعهما، حضرت 50 امرأة تقريباً دورة في استخدام الأسلحة لمدة 15 يوماً في آن واحد؛ وخلال ثماني ساعات كل يوم، تعلمن كيف يعبئن وينظفن ويطلقن نيران المسدسات. لكن إشاعات قالت إن النساء الأجنبيات اللواتي جئن إلى سورية للانضمام إلى "الدولة الإسلامية" كن يدربن على "الروسيات"؛ الاسم العامي لبنادق "كلاشنكوف" الهجومية.
======================
نيويورك تايمز :منشقات عن شرطة أخلاق "داعش"، يتحدثن عن القسوة، والكرب والهروب (2 من 2)
آزاده موافينوف – (نيويورك تايمز) 21/11/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بداية، تود صحيفة "نيويورك تايمز" التأكيد على الحقائق التالية:
النساء السوريات الثلاث اللواتي يظهرن في هذه المادة، كلهن عضوات سابقات في"كتيبة الخنساء"، جهاز شرطة الأخلاق في "الدولة الإسلامية"، واللواتي انشققن عن المجموعة وهربن إلى تركيا هذا العام. وقد التقتهن مراسلتنا في مدينة بجنوب تركيا حيث أمضت ساعات من المقابلات معهن، معاً وكلاً على حدة، في زيارات متعددة على مدى يومين.
الأسماء: أوس، ودعاء وأسماء، هي أسماء مستعارة بقصد حمايتهن، لكنهن عرَّفن لنا أنفسهن وصلاتهن العائلية بشكل كامل.
رواية هؤلاء السيدات الجماعية عن عملهن مع "الدولة الإسلامية" وحياتهن، وعن الأحداث التي جرت في الرقة السورية في السنوات الأخيرة، تتفق مع رواياتهن الفردية المنفصلة، ومع مقابلات وروايات سكان حاليين وسابقين في الرقة.
شاركتنا النساء أيضاً صوراً في هواتفهن المحمولة لمواقع في الرقة، ولحياتهن هناك، وتم التأكد من صحتها بشكل منفصل.
*   *   *
الصفوف الدينية التي انضمت إليها الفتيات الثلاث، التي تولى التدريس فيها أناس من المغرب والجزائر، ركزت على قوانين الشريعة ومبادئ الإسلام. وقد سرت دعاء بذلك، حيث شعرت بأنها كانت تعرف ما يكفي عن الإسلام قبل أن يستولي التنظيم على المدينة.
بحلول آذار (مارس) 2014، أصبحت أوس ودعاء تخرجان كل يوم في دوريات الكتيبة في الشوارع، وتتنقلان مع زميلاتهن في المدينة في مركبات رمادية من طراز "كيا"، كتبت على جانبيها "الخنساء". وقد ضمت الكتيبة نساء من كل أنحاء العالم: بريطانيات، تونسيات، سعوديات وفرنسيات.
لكن التنظيم أصدر مرسوماً صارماً، سواء في وحدتهما أو في كل الرقة بشكل أوسع، "لا اختلاط بين النساء المحليات والأجنبيات. اعتقد المحتلون أن الثرثرة شأن خطير. ربما يقود الحديث إلى عقد مقارنات حول الرواتب والسكن، بحيث تتكشف مواطن الازدواجية والتمييز.
كانت المكانة في الرقة –كيف تنشأ هذه المكانة وكيف يتم التعبير عنها- تصبح موضوعاً للتظلم باطراد. وشرحت دعاء بصراحة، بتعبير متواضع وإنما يشف عن الرضا، أنها تمتعت بوضع أفضل من الأغلبية لأن زوجها كان سعودياً ثرياً، والذي قيل أنه يحتل منصباً رفيعاً في التنظيم.
وتقول أوس، مشيرة إلى الأزواج بشكل عام: "كنساء، كانت مكانتنا تعتمد على مكانته". بين المقاتلين الذكور، كان ذلك واضحاً من البداية: كانت الرواتب، السيارات، الأحياء والشقق السكنية تتحدد بالجنسية إلى حد كبير.
سرعان ما أصبح واضحاً أن النساء الأجنبيات يتمتعن بقدر أكبر من حرية التنقل، وبالمزيد من الدخل القابل للتصرف والامتيازات الصغيرة: القفز إلى مقدمة طابور الخبز على سبيل المثال، وعدم الدفع للمستشفيات. وبدا أن البعض تمتعن بوصول غير مقيد إلى الإنترنت، بما في ذلك إنشاء عدة حسابات على تويتر. وقالت أسماء شاكية: "كانت النساء الأجنبيات يفعلن ما يشأن. كن يستطعن الذهاب إلى حيث أردن".
وعلقت أوس: "كن مدللات، حتى أولئك اللواتي أصغر منا كانت لهن سلطة أكبر".
وتقول دعاء، المترددة أكثر كعادتها في الانتقاد: "ربما لأنهن غادرن بلدانهن للقدوم إلى هنا –بدا أنه يجب معاملتهن بطريقة خاصة".
وتقول أوس: "لم نكن نستطيع أن نقول أي شيء. بل لم نكن نستطيع حتى أن نسأل لماذا".
لم يكن لدى التنظيم أي منفد للتظلم. بدا وكأنه يعمل خلسة، ولم يوفر الزواج من أعضائه أي معلومات عن عملياته ومطامحه. ولم تشاهد شخصياته الرفيعة مثل الخليفة نفسه –أبو بكر البغدادي- في الفضاءات العامة أبداً. وحتى في داخل الرقة نفسها، بقي ظلاً، كما قالت النساء.
تضمن دور أسماء في كتيبة الخنساء استقبال النساء الأجنبيات عند الحدود مع تركيا، 50 ميلاً إلى الشمال، ومرافقتهن إلى داخل الرقة في الليل. وقد جعلتها معرفتها القليلة بالإنجليزية وحس العالمية مناسبة جيداً للمهمة. كانت تتلقى قطعة ورق عليها الأسماء، والطاقم –اثنتين أو ثلاث من نساء الكتيبة، ومترجم وسائق- وتبدأ رحلتها على الطريق السريع.
كان الكثير من النساء يصلن من أوروبا. وفي ليلة ربيعية هذا العام، استقبلت أسماء وطاقمها ثلاث فتيات في ملابس أوروبية وإنما يضعن أغطية على الرأس. وتتذكر أسماء: "كن صغيرات جداً، نحيلات، وسعيدات جداً بالوصول، يضحكن ويبتسمن".
رافقتهن إلى مكان الإقامة وساعدتهن على الاستقرار. وكما هو الحال مع معظم الأجنبيات اللواتي رافقتهن، لم ترهن مرة أخرى. كان في وقت لاحق فقط حين رأت وجوههن تملأ الإنترنت، بعد التعرف إليهن كطالبات مدرسة من بينثال غرين في لندن، واللواتي هاجرن طوعاً للانضمام إلى "الدولة الإسلامية".  وشعرت أسماء بالحيرة من قرارهن أن يعتنقن بمرح نفس الحياة التي كانت تستنزفها في كل يوم.
في السابق، كان لأسماء صديق من الكلية. وكانت علاقتهما معقدة: كان قد حثها على ارتداء غطاء للرأس ولباس محافظ أكثر حتى قبل استيلاء "الدولة الإسلامية" على الرقة، لكنها رفضت فكرة الحكم على قيمتها من مجرد حجم البشرة التي تغطيها أو تكشفها. وبعد استيلاء التنظيم على الرقة، انتقل ذلك الصديق إلى الأردن لإكمال دراسته.
الآن، أصبحت ترتدي حجابها طوال اليوم وتفرض ارتداءه على النساء الأخريات. لكنها تستمع في الليل إلى فرقة الروك "إيفانيسنز" على هاتفها المحمول وتنتحب.
ذات يوم ربيعي في العام 2014، ذهبت النساء في وحدة شرطة دعاء إلى واحدة من الساحات الرئيسية في المدينة لمشاهدة رجم اثنتين من النساء المحليات، فيما يفترض أنه لتهمة الزنا. ورفضت دعاء الذهاب. لم تحب الطريقة التي يتسابق بها المتشددون لمشاهدة التنفيذ الصحيح لأحكام الشريعة الإسلامية. وقالت: "في الإسلام، تحتاج أربعة شهود على فعل الزنا حتى تطبق مثل هذا العقاب".
في غضون ساعات، انتشرت الأخبار بأن المرأتين لم تكونا متورطتين مع أي رجل على الإطلاق. قيل أنهما ظهرتا فقط خارج مقر قيادة الشرطة وهما تحملان شاخصة كتب عليها: "يسقط التنظيم".
مع إزهار الأشجار في ذلك الربيع، أصبح من المألوف رؤية رؤوس الجنود الأسرى والناس المتهمين بالخيانة معلقة في الساحة الرئيسية بالقرب من برج الساعة. لكن معظم الذين ظلوا في الرقة كانوا إما خائفين من التمرد أو غير راغبين فيه.
استمرت ابنتا العم في محاولة التكيف، ولو أنهما ظلتا مسكونتين بالرعب، وكانتا تعزيان نفسيهما بفكرة أنه على الرغم من انضمامهما للتنظيم، فإنهما لم تكونا تشاركان شخصياً في قتل أحد على الأقل.
وتتذكر دعاء: "رأينا الكثير من الرؤوس وهي تُقطع".
وصححت أوس: "أنتِ رأيت الرؤوس –كانت الرؤوس فقط هي التي رأيتِها".
"حسناً، التمثيل بالجثث محظور في الإسلام".
"رأيت أجساداً ظلت ملقاة في الشارع لأسبوع كامل".
استدارت أسماء التي بدت غير مرتاحة لوجهات الحديث، وبدأت في تصفح "فيسبوك" على هاتفها المحمول. من بين النساء الثلاث، كانت الوحيدة التي تقرأ التغطيات الإخبارية الغربية على الإنترنت: وكانت تعرف أن العالم يعتبر "الدولة الإسلامية" بشعة، وظلت مسكونة بهاجس تطليخ نفسها في بداية حياتها كراشدة.
في داخل كتيبة الخنساء، شرعت النساء في استخدام سلطتهن لتسوية الخلافات التافهة أو الانتقام. وتتذكر أوس: "كانت النساء المقاتلات يذهبن إلى التنظيم ويتهمن أعداءهن بمخالفة ما. وحتى لو لم يكونوا قد ارتكبوا خطأ، فإنهم كانوا يُجلبون إلى المقر".
وتضيف أوس: "في الكثير من المرات، رأيت نساء أعرفهن يبتسمن لي عندما رأين أنني أنضمت. لكنني كنت أعرف أنهن يشعرن تجاهي بشيء مختلف في دواخلهن. عرفت ذلك لأنني قبل أن أنضم، كنت أشعر بالاشمئزاز إذا عرفت عن فتاة أعرفها أنها بدأت العمل مع "الدولة الإسلامية".
زوجات الشهداء
كما حدث مع زوج أوس، لم يكن زوج دعاء، أبو سهيل، يريد إنجاب أطفال أيضاً. لكن دعاء لم تكن مستعجلة، ولم تضغط عليه.
ذات أسبوع في شهر تموز (يوليو)، لم يعد زوجها إلى المنزل لثلاث ليالٍ. وفي اليوم الرابع، طرقت مجموعة من المقاتلين باب بيتها. أخبروها بأن أبو سهيل فجر نفسه في معركة ضد الجيش السوري في بلدة تل الأبيض، على الحدود مع تركيا.
شعرت دعاء بالتمزق، خاصة عندما أخبرها القائد بأن أبو سهيل طلب تنفيذ مهمة انتحارية. لم يكن قد أخبرها مطلقاً عن مثل هذه الخطة، وقد انهارت وأخذت تهتز بالنشيج وتنتحب، عند أقدام الرجال.
حاولت أن تعزي نفسها بفكرة أن كونها زوجة شهيد هو شيء مشرِّف. لكنها علمت بعد بضعة أيام حقيقة جعلت تحمل المسألة أكثر صعوبة: لم يقتل أبو سهيل نفسه في عملية ضد الجيش السوري المكروه، وإنما ضد جماعة ثوار منافسة كانت "الدولة الإسلامية" عاكفة على محوها من الوجود.
وتقول دعاء: "بكيت لأيام. لقد مات وهو يقاتل مسلمين آخرين".
بعد 10 أيام فقط، جاء رجل آخر من وحدة زوجها إلى البيت. قال لدعاء أنها لا يمكن أن تظل في المنزل وحدها ويجب أن تتزوج ثانية، وعلى الفور.
مرة أخرى، كان التنظيم يحرف الشريعة الإسلامية حسب رغباته. فوفق تفسير شبه عالمي للإسلام، يجب أن تنتظر المرأة ثلاثة أشهر قبل الزواج ثانية، بشكل اساسي لإثبات أبوة أي طفل ربما تكون حاملاً به. وليست فترة الانتظار التي تسمى "العدة" متطلباً شرعياً فقط، وإنما هي حق من حقوق المرأة، للسماح لها بأن تحزن. ولكن، وحتى في منطقة القانون المقدس، كانت "الدولة الإسلامية" تعيد صياغة كل شيء.
تقول دعاء: "أخبرته بأنني لا أستطيع التوقف عن البكاء بعد. قلت له: "أنا حزينة. أريد أن أنتظر فترة الثلاثة أشهر كلها"". لكن القائد أخبرها بأنها تختلف عن الأرملة. قال لها: "لا يجب أن تحزني وتبكي. لقد طلب الشهادة بنفسه، وأنتِ زوجة شهيد. يجب أن تكوني سعيدة".
لقد جعلها التنظيم أرملة، وهو يريد أن يكرر ذلك مرة وأخرى، محولاً إياها إلى موضوع تسلية مؤقت للمقاتلين الانتحاريين. لم يتبق لها أي خيار، ولا أي كرامة، وإنما تقوم بمجرد أداء الخدمة التي تتطلبها حاجة "الدولة الإسلامية" إلى قذف الرجال إلى الخطوط الأمامية.
تقول دعاء: "كان لدي زواج جيد مع رجل جيد، ولم أرد أن ينتهي بي المطاف إلى زوج سيئ. عرفت أنه سيكون من المؤلم أن أتزوج من أحد ما، فقط لأعود فأفقده عندما يذهب في مهمة استشهادية. من الطبيعي أن تكون للإنسان مشاعر وأن يصبح مرتبطاً. وأدركت دعاء أن عليها الهروب، حتى مع أن ذلك سيعني ترك منزلها الذي كان ينبغي أن يكون ميراثها.
جاءت الأخبار إلى أوس بعد وقت قليل من قدومها إلى دعاء. لقد قتل زوجها أبو محمد أيضاً في عملية انتحارية. لم تكن هناك جنازة لحضورها ولا أقارب زوج يمكن أن تحزن معهم. وتمزقت هي الأخرى. ولم يتسن لها الوقت لتتعافى هي أيضاً قبل أن يأتي التنظيم ويطرق الباب. وتقول أوس: "أخبروني أنه أصبح شهيداً الآن، ومن الواضح أنه لم يعد بحاجة إلى زوجة، لكن هناك مقاتلاً آخر يحتاج زوجة. قالوا أن هذا المقاتل كان صديق زوجي، وأنه يريد أن يحميني ويعتني بي نيابة عنه".
وافقت على مضض، على الرغم من أن شهراً كان قد تبقى من فترة العدة البالغة ثلاثة أشهر. لكن الأمور لم تكن جيدة مع هذا الزوج الجديد، المصري الذي تواجد في البيت حتى أقل من أبو محمد. كل شيء يتعلق به –شخصيته، مظهره، علاقاته الجنسية- رفعت أوس كتفيها وعبرت عنه بكلمة مريرة واحدة: "عادي".
عندما فر براتبه بعد شهرين، حتى من دون وداع، تُركت أوس مهجورة، ومحرومة حتى من وضع الأرملة. وعندما عادت إلى منزل والديها، تجولت من غرفة إلى غرفة، متحسرة على حياتها السابقة هناك، ومندهشة من كم أصبحت تلك الأيام بعيدة عما وصلت إليه.
المغادرة
بالنسبة للعالم الخارجي، ربما تبدو المناطق التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" أرضاً مغلقة بإحكام، محكومة بأقسى قوانين القرن السابع. لكن الطرق إلى الرقة ومنها ظلت مفتوحة في أغلبها حتى وقت قريب. كان التجار يأتون ويذهبون، ملبين حاجات التنظيم ورغباته –بما في ذلك السجائر، التي يدخنها بعض المقاتلين على الرغم من حظرها على سكان الرقة.
كانت دعاء، غير قادرة على تحمل زواج قسري آخر، هي أولى المغادرات. أجرى شقيقها اتصالات مع صديق سوري في جنوب تركيا، والذي يمكنه أن يستقبلهما على الجانب الآخر، وركب الشقيقان حافلة صغيرة لساعتين إلى معبر تل الأبيض في وقت مبكر من هذا العام. كان تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا ما يزال كثيفاً في ذلك الحين، وعبر الاثنان دون أن يوقفهما أحد.
عندما قررت أوس المغادرة بعد أربعة أشهر لاحقاً، كان عبور الحدود قد أصبح أكثر صعوبة، لأن تركيا شرعت في تشديد إجراءاتها الأمنية. وقد اتصلت بدعاء وأصبحت على صلة بالرجل الذي ساعد دعاء على الخروج.
كان الرجل جزءا من شبكة تعمل في جنوب تركيا، والتي أنشأت صناعة لتخليص الناس من مناطق "الدولة الإسلامية". وعندما وصلت أوس إلى المعبر الحدودي، كان أحد زملاء الرجل في انتظارها مع هوية مزورة تقول أنها شقيقته في حال استجوابها.
صعد قلبها إلى حلقها من شدة الرعب. ولكن عندما جاءت لحظة العبور، لم يسألها الرجال في نقطة التفتيش عن هويتها، ناهيك عن طلب رفع نقابها.
في وقت مبكر من هذا الربيع، كانت أسماء تتعذب بالتفكير فيما إذا كانت ستهرب هي أيضاً. لقد تم تحويل الرقة جذرياً. في السابق، كانت تشاهد أحداً تعرفه كل 20 خطوة؛ وبدت المدينة صغيرة. لكن كل الذين أتيحت لهم سبل الخروج هربوا. في العمل وفي الأماكن العامة، أصبحت محاطة بالوجوه الغريبة واللهجات الأجنبية.
رفض التنظيم بقاء الشابة بلا زواج، وأصبح وضع أسماء معقداً. أصبحت مكتئبة بعمق، وأيامها تتطاول ويملؤها الضجر والتوتر بشكل غريب.
تقول أسماء: "لم يكن بالإمكان الذهاب إلى الطبيب بلا أب أو شقيق. لا يمكنك الخروج للتنزه سيراً على الأقدام. لم أعد أستطيع تحمل ذلك وقتاً أطول".
شعرت أسماء بأن هويتها تتعرض للمحو. وقالت للصحفية التي أجرت هذه المقابلة وهي تلوح بذراعيها: "في السابق، كنت مثلك. كان لي صديق، وكنت أذهب إلى الشاطئ وأرتدي البكيني. حتى في سورية، كنا نرتدي الملابس القصيرة والقمصان العصرية، وكان كل ذلك طبيعياً. حتى أخي لم يكن يهتم –لم أواجه أي مشكلة مع أحد".
عندما خططت للهرب مع واحدة من بنات عمها، لم تخبرا أحداً عن ذلك، ولا حتى عائلتيهما، ولم تأخذا شيئاً في حقيبتيهما اليدويتين. وافق صديق داخل التنظيم على إخراجهما، وجعل خوفهما منه رحلتهما الليلية أكثر رعباً. قادهما الصديق عبر ثلاث نقاط للتفتيش. وأخيراً بعد الواحدة ليلاً، وصلتا إلى المعبر الحدودي. وهناك عرضتا بطاقتي هويتهما وغمغمتا بالوداع.
تتذكر أسماء: "الرجل في نقطة التفتيش. كنت مقتنعة بأنه عرف أننا نحاول الهرب. كنت متوترة وخائفة. لكنني أدركت عندئذٍ أن الأمر بدا مثيراً للشكوك في ذهني فقط، لأنني كنت خائفة جداً".
بدت السيارة التي استقبلتهما على الجهة الأخرى من الحدود رمادية في ضوء القمر. ركبتا وابتعدتا عن "الدولة الإسلامية" وعما تبقى من سورية.
سورية صغيرة
تستقر المدينة التركية الصغيرة حيث تعيش النساء الثلاث الآن على سهل من العشب الجاف، وتتخلله ضواحيها بساتين اللوز والبرقوق والصنوبر وأشجار الزيتون. كانت الشقق السكنية المنخفضة قد بنيت خلال طفرة الإسكان قبل بعض سنوات، موفرة أماكن إقامة رخيصة جعلت من الممكن لكثير من اللاجئين السوريين أعادة تأسيس حياة لهم هناك.
ثمة أطفال سوريون ضائعون يتسولون ويبيعون علب المناديل الورقية في الشارع، تماماً كما هو الحال في إسطنبول وبيروت ولبنان. لكن هناك فرصاً للعمل، وليس استئجار شقة بغرفتي نوم شأناً بعيد المنال تماماً.
هناك الآن ما يكفي من السوريين بحيث أصبح لوسط المدينة مطاعمه السورية ومحلات البقلاوة. وأصبح التجار في السوق متمرسين في القول لزبائنهم بالعربية: "هذا السعر لك فقط".
ولكن، لم يكن كل المهاجرين في المدينة متعاونين مع "الدولة الإسلامية"، ولذلك تحرص أوس ودعاء وأسماء على إخفاء سرهن بقوة. إنهن مشردات وبلا جنسية، ويخفين ماض قد يجلب عليهن الضرر.
الآن، تأخذ الفتيات الثلاث دروساً في الإنجليزية والتركية، على أمل أن يساعدهن ذلك ذات يوم في رسم مستقبل في مكان آخر، ربما في جزء أكثر مدنية من تركيا. وهن يعشن مع عائلات سورية أكثر رسوخاً في المكان، مع أناس كن يعرفنهم في الوطن ولديهم صلات هناك. وتغطي العائلات معظم كلف إقامتهن، بينما يكفيهن ما جلبنه معهن من الوطن لدفع مصاريفهن اليومية وكلف دروس اللغات.
تستيقظ أوس وتستمع إلى أغنيات فيروز بينما تصنع قوتها الصباحية. وهي تتعامل بحذر في حياتها الاجتماعية، لكنها ترينا جزءاً من ملف جديد للصور على الهاتف المحمول، والتي تبدو أنها ترجع صدى حياتها السابقة في الرقة، قبل استيلاء التنظيم على المدينة: أصدقاء وسيمون، ومقاهي شيشة لا نهاية لها. وتتحدث أوس مع عائلتها عن طريق الدردشة الصوتية بضع مرات في الشهر بواسطة "واتس آب".
تريد أوس العثور على طريقة لإكمال دراستها الجامعية، ولاستعادة الشعور بالطبيعية. وتقول: "لكنهم هنا، بينما تسيرين في الشارع، لا يجعلونك تنسين أبدا أنك اضطررت إلى مغادرة بلدك. ذات مرة، قال أحدهم لصديق لي: "لو كنت رجلاً حقيقياً لما غادرت بلدك." لقد قتلني سماع ذلك".
لكن أسماء تبدو أكثر خوفاً، وهي نادراً ما تخرج في المدينة. وقد قطعت الاتصال مع عائلتها، خشية أن يعاقب المتشددون أهلها على هروبها. وتقوم مرة في الأسبوع بإرسال رسائل بالبريد الإلكتروني وتتصل بصديقة في الرقة لتشكو من رفض أسرتها لها. وذلك غير صحيح. لكنها تأمل بأنها إذا كررت ذلك بما يكفي، فسيذيع الخبر -وربما يصل إلى مخابرات "الدولة الإسلامية"- عن القطيعة، وبذلك تحمي عائلتها من تداعيات مغادرتها.
بعد سنوات من العار والخيبة، لم تقل أي من النساء الثلاث أنها تستطيع مجرد تخيل العودة أبداً، حتى لو سقطت "الدولة الإسلامية". إن الرقة التي كانت وطنهن توجد فقط في ذكرياتهن.
وتقول أسماء: "من يعرف متى سيتوقف القتال؟ سوف تصبح سورية مثل فلسطين؛ كل سنة سيفكر الناس: "في العام القادم سينتهي هذا، وسوف نتحرر". وتمر العقود. إن سورية غابة الآن".
وتقول أوس: "حتى لو أصبحت الأمور جيدة ذات يوم، لن أعود أبداً إلى الرقة. الكثير من الدم أريق هناك من جميع الأطراف –أنا لا أتحدث عن الدولة الإسلامية فقط، وإنما عن الجميع".
======================
واشنطن بوست :سوريا وإسبانيا.. تشابهات الحرب الأهلية
تاريخ النشر: السبت 05 ديسمبر 2015
الحرب الأهلية التي تمزق سوريا منذ قرابة خمس سنوات تحمل بين ثناياها ما يذكّر بحرب سابقة في الطرف الآخر من «المتوسط»، بيد أن أوجه الشبه بين الحربين الأهليتين السورية والإسبانية تشير إلى أن الحرب السورية، وعلى غرار الحرب الإسبانية من قبلها، يمكن أن تكون مقدمة لحروب أخرى في المستقبل.
أحد وجوه الشبه المفاجئة بين النزاعين هو حجم مشاركة الأجانب في الحروب الأهلية لبلدان أخرى. ففي الحرب الأهلية الإسبانية، تدفق المتطوعون من كل أوروبا والأميركتين من أجل دعم الجانب الجمهوري (الحكومي) في الحرب التي دامت من 1936 إلى 1939، تماماً مثلما ينضم المتطوعون اليوم من مختلف بلدان العالم إلى إحدى المجموعات المختلفة التي تحارب نظام بشار الأسد في الحرب السورية.
أحد أشهر المتطوعين في الحرب الإسبانية كان الروائي والكاتب البريطاني «جورج أورويل»، الذي نجا من إصابة في الحنجرة، غير أن آلاف المتطوعين الآخرين تلقوا تدريبات وتجربة في إسبانيا قبل أن يعودوا إلى بلدانهم أو يتوجهوا لبلدان أخرى. كما شاركت في تلك الحرب أيضاً جيوش وطنية من ألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية، والاتحاد السوفييتي، قامت خلالها في كثير من الأحيان باختبار أسلحة أو تكتيكات حربية جديدة استعملتها في حروب أخرى لاحقاً.
وأمس مثل اليوم، كانت التدخلات الرئيسية التي قامت بها الجيوش الأجنبية جوية. وقد كان قصف ألمانيا لمدينة «جورنيكا» الإسبانية، التي خلدها بيكاسو لاحقاً في لوحة شهيرة، واحداً فقط من ضمن سلسلة من التدخلات التي قامت بها القوات الجوية الألمانية في تلك الحرب، وكان من نتائج كل هذا التدخل الأجنبي على كلا الجانبين في إسبانيا أن الحكومات المتدخلة في الحرب، وعلى غرار الحرب الأهلية السورية، كانت تجد نفسها أحياناً في حرب مع مواطنيها على الجانب الآخر. وعلى سبيل المثال: كانت القوات الحكومية الإيطالية تحت سيطرة موسوليني تجد نفسها أحياناً تقاتل ضد متطوعين إيطاليين معارضين للفاشية، تماماً مثلما تستهدف القوى الغربية وروسيا أحياناً مواطنيها الذي يقاتلون ضمن صفوف «داعش».
أما وجه الشبه الآخر بين الحربين، فيتمثل في أنه حتى في الوقت الذي تدخلت فيه الدول المجاورة في النزاع بقوة، إلا أنها لم تسعَ إلى انتزاع أراضٍ رسمياً من دولة تمزقها الحرب الأهلية. وعلاوة على ذلك، فإن كلاً من الحربين الأهليتين السورية والإسبانية عرفتا مشاركة عدة أطراف مختلفة، بدلاً من أن تكون نزاعاً بين طرفين واضحين على غرار الحرب الأهلية الأميركية، ذلك أن سوريا اليوم تواجه ثواراً منقسمين على أنفسهم، من بينهم قوميون أكراد، وإسلاميون معتدلون، وتنظيمات تابعة لـ«القاعدة»، ومقاتلو «داعش»، الذين يحارب الكثير منهم بعضهم بعضاً أكثر مما يحاربون الحكومة.
سكوت سافيتز: خبير في الدفاع والأمن الداخلي بمؤسسة «راند» الأميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
ديلي ميل :بريطانيا .. الهدف التالي لـ "داعش" 05 كانون الأول ,2015  09:00 صباحا     
القسم : مقالات مترجمة
المصدر: عربي برس - ترجمة: ريم علي
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تحذيرا لخبراء أمنيون من قيام عناصر في تنظيم داعش بشن هجمات إرهابية في بريطانيا، مؤكدين أن المسلحين البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم المتطرف قد كلفوا بالعودة إلى وطنهم لتنفيذ هجمات إرهابية على غرار باريس في غضون أسابيع.
ونقلت وكالات أمنية أوروبية عن معلومات استخباراتية خاصة، أن بريطانيا هي الهدف التالي على لائحة داعش.
وتصاعدت تلك التهديدات في أعقاب تصويت مجلس العموم الذي شهد تأييد غالبية النواب للغارات الجوية على معاقل المسلحين في سوريا.
من جهته، قال المحلل بول كروكشناك أنه تحدث إلى المسؤول عن مكافحة الإرهاب الذي شدد على امتلاكه لمعلومات استخباراتية تؤكد سعي داعش لضرب المملكة المتحدة في المرة المقبلة.
وأضاف: "إن الأجهزة الاستخباراتية تعتقد أن التنظيم كلف مقاتلين بريطانيين بالعودة إلى بريطانيا لشن هجمات ضد المملكة".
======================