الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5-5-2016

سوريا في الصحافة العالمية 5-5-2016

07.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. واشنطن بوست :إيفو دالدر روبرت كاغان : لا غنى عن دور أميركا الريادي والقيادي في العالم
  2. فورين أفيرز: لماذا ينشق السوريون عن تنظيم الدولة؟
  3. تايمز: ارحموا أطفال سوريا المشردين
  4. الصحافة الامريكية :دعوة لهياكل جديدة للحكم بالعراق وسوريا
  5. سانا :الغارديان: الحكومة البريطانية تدير وتمول الدعاية الإعلامية للمجموعات الإرهابية في سورية تحت مسمى “المعارضة المعتدلة
  6. هافينغتون بوست :ما الذي تبقى من الربيع العربي؟
  7. إيست أونلاين :كيف سيكون مصير الشرق الأوسط بعد رحيل أوباما؟
  8. الغارديان: حملة لإغاثة السوريين ممولة من قبل مكافحة التطرف في بريطانيا
  9. الديلي تلغراف: آلاف من الأطفال بالدول الأوروبية من دون أي شخص يرعاهم
  10. "الديلي تليجراف" تكشف تناقض "أوباما" بشأن حلب
  11. الجارديان: الخارجية تتعاون مع متعاقدين لإنتاج مادة إعلامية لمقاتلى المعارضة السورية.. وهيئة مكافحة التطرف تمول حملة لإغاثة اللاجئين السوريين سرًا
  12. الاندبندنت :مخاوف من إخضاع 90 ألف طفل لاجئ للعبودية الجنسية في أوروبا
  13. التايمز: الجيل السوري الضائع هو الضحية المنسية
  14. واشنطن بوست” تقارن بين الهولوكوست وسوريا وتدعو لوضع حدٍ للأزمة
  15. معهد واشنطن :سوريا والمحرقة: وضع العهد "لن يحدث مرة أخرى" قيد الاختبار
  16. فورين بوليسي :أمريكا سوف تندم لتخليها عن الشرق الأوسط
  17. ليتيرا 43  :ما مدى التشابه والاختلاف بين تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة؟
  18. وور أون ذا روكس :المعركة اللاهوتية بين داعش والدولة التركية
  19. بروس ريدل: لماذا لا تزال أمريكا والسعودية بحاجة الى بعضهما؟
  20. افتتاحية – (الأوبزرفر) 1/4/2016 :دور باراك أوباما في جلب السلام لسورية
 
واشنطن بوست :إيفو دالدر روبرت كاغان : لا غنى عن دور أميركا الريادي والقيادي في العالم
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٤ مايو/ أيار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تطعن شرائح واسعة من الأميركيين في الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية والأمنية التي انتهجتها واشنطن طوال أكثر من سبعة عقود. ويهاجم مرشحو الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، الاستراتيجية هذه. وأميركيون كثر يستخفون اليوم بالنظام العالمي الليبرالي الذي أرسته الولايات المتحدة إثر الحرب العالمية الثانية، ورسّخت أسسه في الحرب الباردة وما بعدها. ويماشي سياسيون جمهوريون وديموقراطيون، على حد سواء، رأي أميركيين كثر في أعباء الريادة العالمية، ولا يشيرون الى دورها في الازدهار غير المسبوق الذي ترتب على السوق الحرة والتجارة العالمية ونشر الديموقراطية وتجنّب نزاعات كبرى بين القوى العظمى.
وربما لا يدرك السياسيون أن ثمن إنهاء الارتباط بالعالم أو طي التدخل فيه، يفوق ثمن حمايته. فالنظام الدولي الذي صنعته اميركا يجبه تحديات لم يعرف نظيرها منذ الحرب الباردة. وبروز القوى الاستبدادية في آسيا وأوروبا يهدّد بتقويض البنى الأمنية التي حفظت السلام منذ الحرب العالمية الثانية. واجتاحت روسيا أوكرانيا وصادرت بعض أراضيها. وفي شرق آسيا، تسعى الصين الى السيطرة على بحر الصين الجنوبي، وهو معبر شطر كبير من التجارة المعولمة. وفي الشرق الأوسط، تبسط إيران هيمنتها ونفوذها من طريق دعم «حزب الله» و «حماس» والنظام الاستبدادي الدموي في سورية. ويسيطر «داعش» على أراض مترامية الأطراف، ولم يسبق أن سيطر تنظيم إرهابي على مساحة مماثلة. وهو يفرض على السكان رؤية متطرفة الى الإسلام، ويشن هجمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا. هذه الأخطار لن تتبدد. ولن تكون الولايات المتحدة في منأى من انهيار النظام العالمي، على ما حصل مرتين من قبل في القرن العشرين. ففي القرن الواحد والعشرين، لم تعد المحيطات آمنة (ولم تعد تحمي مشاطئيها من الهجمات)، ولم تعد الأسوار الحدودية تحمي، ولا منفعة ترتجى من قطع أواصر الولايات المتحدة بالاقتصاد الدولي من طريق إطاحة الاتفاقات التجارية وعرقلة التجارة الحرة.
وتمسّ الحاجة الى بعث الإجماع بين الحزبين على سياسة خارجية تجدد القيادة الأميركية الشاملة والمعولمة. وعلى رغم التنبؤات بعالم ما بعد العالم الأميركي، القدرات الأميركية لا تزال وازنة. فالاقتصاد الأميركي هو الأكثر دينامية في العالم. والدولار هو أقوى العملات الاحتياطية العالمية، ويسعى الناس في أنحاء المعمورة كلها الى الاستثمار في الدولار لدعم اقتصاداتهم الضعيفة. ومؤسسات التعليم العالي الأميركية هي الأفضل، وهي تستقطب التلاميذ من أقاصي العالم. والقيم السياسية التي ترفع أميركا لواءها لا تزال قوة تغيير. وفي زمن ينبعث فيه الاستبداد، تعلو الأصوات المنادية بمزيد من الحرية في روسيا والصين وإيران وغيرها من الدول، ويعوِّل المنادون بالحرية على دعم أميركا الأخلاقي والمادي. والمواقع الاستراتيجية الأميركية لم تضعف. وعدد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في العالم يفوق الـ50 حليفاً، في وقت عدد حلفاء الصين وروسيا لا يزيد عن حفنة صغيرة. وفي وسع أميركا الاستناد الى مكامن القوة هذه في أداء دور قيادي يطالبها كثر به في أنحاء العالم، وليس في ما نقترح سحر أو غموض. فاستراتيجيات رعاية النظام الدولي الحالي هي الاستراتيجيات التي أرسته. وجل ما في الأمر أنها تحتاج الى التجديد والتكييف مع التحديات الجديدة واقتناص الفرص السانحة.
وتتصدر الأولويات اليوم تقوية الاقتصاد الدولي، والأميركيون يجنون حسناته وثماره، من طريق إقرار اتفاقات التجارة التي تشد عرى العلاقات بين أميركا وعدد كبير من اقتصادات شرق آسيا وأوروبا. وعلى خلاف ما يزعم ديماغوجيو الحزبين (الجمهوري والديموقراطي)، تستفيد عامة الأميركيين من اتفاق الشراكة في المحيط الهادئ. وخلصت دراسة معهد بيترسون للاقتصادات الدولية، الى أن الاتفاق يساهم في زيادة المداخيل في أميركا 131 بليون دولار. وتحتاج واشنطن الى إصلاح المؤسسات الدولية، ومنها «صندوق النقد الدولي»، لتشعر القوى الاقتصادية النامية أكثر فأكثر بأن مصالحها مرتبطة بها، والتعامل مع مؤسسات جديدة مثل «بنك الاستثمار في البنى التحتية الآسيوي» من أجل إرساء التكامل بين المؤسسات القديمة وتلك الجديدة، عوض تقويض المعايير الاقتصادية الليبرالية.
وثورة الطاقة التي ارتقت بالولايات المتحدة الى مرتبة أكبر موردي الطاقة، هي كذلك من مكامن القوة الأميركية. وفي مقدور أميركا، من طريق الجمع بين عدد من السياسات، مساعدة الحلفاء في أوروبا وآسيا على تنويع مصادر الطاقة وتقليص هشاشتهم أمام التلاعب الروسي (بسلاح النفط). وهذا الدعم يضعف أمماً تعتمد على صادرات الطاقة مثل روسيا وإيران، وكارتيل «أوبك» النفطي. فترجح كفة القوة الأميركية نسبياً وقدرتها على حفظ النظام العالمي.
وأمم كثيرة ترغب في بلوغ السوق الأميركية و(استخدام) النظام المالي الأميركي و(الاستفادة من) الابتكار الأميركي. ورجال الأعمال في أنحاء المعمورة يسعون الى «استنساخ» «السيليكون فاليه» ومحاكاة نماذج عمل مراكز المقاولة الأميركية. وتمس حاجة الأميركيين الى استقبال المهاجرين. وتحتاج أميركا الى طمأنة الحلفاء وإبلاغهم أنها ستؤازرهم حين يواجهون الاعتداء. وحري بالخصوم المحتملين إدراك أن اندماجهم في النظام الدولي الحالي أمثل من تقويضه. ودعم النظام الدولي يقتضي العودة عن اقتطاعات الموازنات العامة وزيادة الإنفاق الدفاعي. وعائدات هذه الاستثمارات أكبر من كلفتها، إذ تحفظ الأمن الدولي. فالتجارة تعزز الأمن، والقوة العسكرية تحمي الازدهار، وتشريع الأبواب أمام التعليم الأميركي يعزز القوى الرامية الى عالم مشرع وحر.
* سفير أميركي سابق في النــــــاتو، ** باحث في معهد بروكينغ ومعلق، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 22/4/2016، إعداد منال نحاس
======================
فورين أفيرز: لماذا ينشق السوريون عن تنظيم الدولة؟
عربي21- عبيدة عامر# الأربعاء، 04 مايو 2016 04:51 م 0107
ناقشت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في عددها الأخير أسباب ما أسمته "انشقاق" السوريين عن تنظيم الدولة، بعد انضمامهم له، متسائلة عن أسباب هذه الظاهرة المنتشرة مؤخرا.
جاء ذلك بمقال نشرته المجلة في عددها للنصف الأول من شهر أيار/ مايو، كتبه كل من طالبة الدكتواره في جامعة ييل الأمريكية مارا ريفكين، والصحفي أحمد مهيدي، رئيس تحرير المجلة السورية النصف الأسبوعية "عين المدينة".
"تهديد خطير"
وقالت المجلة، الصادرة عن "معهد العلاقات الخارجية" والمعروفة بتأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية، إن زيادة الانشقاقات بين السوريين تمثل تهديدا خطيرا لحكم تنظيم الدولة والعمليات العسكرية في سوريا، كما نقلت عن ثمانية مقاتلين سابقين مع تنظيم الدولة في تركيا، دوافعهم للانضمام أولا، ثم للانشقاق.
ورغم أن غالبية قيادات تنظيم الدولة في سوريا من الأجانب أو العراقيين، إلا أنه يعتمد بشدة على الأعضاء السوريين في سوريا للمهام الاستخباراتية وبناء العلاقات مع المدنيين وعقد الصفقات مع العشائر وإدارة المؤسسات المهمة، بما في ذلك الضرائب، مما يتطلب فهما داخليا للجالية المحلية والجغرافيا.
وتكشف قصص المنشقين عن التنظيم عما أسمته المجلة "تنظيما يكافح للحفاظ على سيطرته على أعضائه".
لماذا ينضمون أساسا؟
وناقشت المجلة أسباب الانضمام أساسا، نقلا عن منشقين عن التنظيم، مشيرة إلى خمسة أسباب أساسية.
السبب الأول هو الاعتقاد الأيديولوجي الفعلي لبعض السوريين بهدف تأسيس خلافة إسلامية تقيم الشريعة، فبعد عقود من الحكم الاستبدادي؛ انضم هؤلاء للتنظيم بسبب وعوده بتقديم الأمن والازدهار والعدالة الإسلامية، فبحسب منشق عن التنظيم، فإن "الولايات المتحدة والغرب يقولون إنهم يقاتلون الإرهاب، لكنهم يستخدمونه كذريعة لقتل المسلمين"، معتبرا أن "تنظيم الدولة هو المدافع والممثل الوحيد للمسلمين في هذه المعركة بين الإسلام والغرب".
أما السبب الثاني، فهو أن بعض السوريين ينضمون للتنظيم لأنهم إما مجرمون مطلوبون أو أعداء معتقلون للتنظيم؛ تلقوا عفوا عن أحكامهم مقابل الولاء للتنظيم، مما يجعل الانضمام للتنظيم هو الحل الوحيد لتجنب الموت الفظيع على أيدي مسلحي التنظيم.
وفي بعض المناطق، أطلق تنظيم الدولة سراح مئات المجرمين الذين أدينوا من محاكم النظام، في حال انضمامهم كمقاتلين، كما انضم مقاتلان سابقان في الجيش السوري الحر للتنظيم بعد أن أجبرت ألويتهما على الاستسلام له، أحدهما قرب مطار دير الزور، والآخر في الحسكة، وتلقيا دورة "استتابة"، إذ قال أحدهما: "لم أعتقد يوما بأفكار التنظيم، لكنني كنت عالقا ولا أستطيع الهرب وعرفت أنني سأقتل لو لم أنضم، ولذلك فضلت الانضمام ولو مؤقتا قبل الهرب".
اقتصاديا
ثالثا؛ بحسب المجلة الأمريكية؛ ينضم عدد كبير من السوريين للتنظيم لأسباب اقتصادية، ففي سوريا، التي تشهد أكبر نسبة بطالة في العالم العربي، يقدم تنظيم الدولة وظائف أفضل من أي بديل آخر.
وبحسب وثائق رسمية لتنظيم الدولة، فإن أول راتب للمقاتل هو 50 دولارا شهريا، بالإضافة لـ50 أخرى للزوجة، و50 لكل والد، و35 لكل طفل، مما يجعل الرواتب تتفاوت ما بين 400 - 1200 دولار شهريا.
وبالإضافة للراتب الأساسي، فإن المقاتلين يتلقون فوائد مادية عينية، منها الطعام المجاني والغاز والسكن، كما أشار مقاتلون سابقون إلى أن المتمتعين بالخبرات أو المهارات الخاصة، وغالبا ما يكونون أجانب، يتلقون رواتب أفضل.
وبالمقارنة، لا يستطيع الجيش السوري الحر أن يدفع لمقاتليه أكثر من 36 دولارا شهريا، بدون هذه الحوافز؛ كما أن جيش النظام السوري يدفع 63 دولارا، وجبهة النصرة ما يقارب مئة دولار شهريا.
وأوضح أحد المنشقين عن تنظيم الدولة في دير الزور أنه انضم للتنظيم لأنه كان ملتزما ماليا عن ستة أخوات ولم يكن قادرا على تأمينهم بالغذاء والحماية.
وعندما توقف النظام عن دفع الرواتب في دير الزور، وأجبرت المنظمات الإنسانية على الانسحاب؛ انهار الاقتصاد الدولي، إذ قال المقاتل: "قضيت شهرين أبحث عن وظيفة، ثم وجدت واحدة بعمل 12 ساعة يوميا براتب ضئيل جدا لا يكفي للخبز لعائلتي"، موضحا: "لم أكن سأترك عائلتي تجوع، ولذلك لم يكن لدي خيار سوى الانضمام للتنظيم".
الأسد هو العدو
السبب الرابع الذي يدفع بعض السوريين للانضمام هو نظرتهم إلى أن النظام السوري هو العدو الأكبر، وتنظيم الدولة هو أكبر التهديدات له، فكما قال أحد المنشقين: "العالم كله تخلى عن سوريا، وكان تنظيم الدولة هو الطرف الوحيد الذي وقف في وجه الأسد".
وقال منشق آخر قتل النظام السوري كل عائلته: "انضممت لتنظيم الدولة لأنتقم لهم"، مضيفا أن معظم المنضمين للتنظيم من محافظة حمص، التي قمعها النظام وقصفها دون رحمة، انضموا للسبب نفسه.
وأخيرا، فإن السبب الخامس لانضمام بعض السوريين هو أنهم "انتهازيون يسعون لتعظيم سلطتهم وأموالهم"، بحسب ما قال أحد المنشقين من محافظة إدلب، لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وسعى تنظيم الدولة لتجنيد المسؤولين العسكريين السابقين الذين يملكون خبرات عسكرية واستخباراتية كبيرة، وهم الذين لم يشاركوا في الثورة ويعتبرون منبوذين في مناطق بعيدة عن سيطرة النظام.
ويستذكر أحد المنشقين حوارا بين زعيم عشائري في ريف دير الزور ومسؤول شرعي في تنظيم الدولة كان يحاول تجنيده، إذ سأل الزعيم: "كيف أنضم لتنظيم يعظم عصابات وسارقي المجتمع؟ وكيف تقبلهم وأنت تسمي نفسك دولة إسلامية؟"، فأجابه أن التنظيم يسعى لـ"إصلاح" هؤلاء المنشقين عبر الدعوة.
وقدر أحد المنشقين بأن ما نسبته 80 بالمئة من أفراد تنظيم الدولة هم من "الأشرار"، الذين ينضمون للتنظيم من باب الانتهازية، ويسببون المشاكل.
لماذا انشقوا؟
وعلى النقيض، تظهر مقابلات مع أفراد سابقين في التنظيم أن دوافع الانشقاق والهرب من التنظيم مختلفة ومتنوعة، مثل أسباب الانضمام، بحسب "فورين أفيرز".
أحد الأسباب أن بعض الأفراد ينشقون لتنظيمات أخرى لأنهم يرون أن تنظيم الدولة يخسر، فبحسب أحد المنشقين فإن "التنظيم يضعف مع الأيام"، فهرب إلى تركيا لأنه كان خائفا من الاعتقال على يد النظام أو فصيل معارض، في ظل عمليات انتقامية قد تحصل إذا اعتقل.
البعض الآخر ينسحب لأنه رأى أن تنظيم الدولة الذي يتعهد بتدمير نظام الأسد "الطغياني" والأنظمة الأخرى، مستبد وقمعي مثل الحكومات التي يسعى لإسقاطها، فمثل النظام السوري؛ يمنع تنظيم الدولة مؤسسات المجتمع المدني والإعلام المستقل.
وبالإضافة لذلك، يستخدم التنظيم آليات النظام السوري نفسها في التعذيب، إذ قال أحد المنشقين إنه انضم للتنظيم لأنه "جُذب" من وعده بالعدالة الإسلامية، لكنه تشوش عندما رأى الواقع القاسي لحكم تنظيم الدولة، بما في ذلك إعدامه لأعضائه أنفسهم، قائلا: "شعرت أنهم كذبوا علي، وتفسيرهم للإسلام كان خاطئا"، واصفا إياهم بـ"المستبدين جدا، مثل النظام السوري".
تفضيل المهاجرين
ومن بين العناصر الأساسية في دعاية تنظيم الدولة هي أن كل المدنيين "سواسية كأسنان المشط، دون فرق بين غني أو فقير أو قوي أو ضعيف"، بحسب وثيقة من "ولاية الرقة".
في حين ركز نص آخر على الحيادية في النظام القضائي، إذ إن الشرطة "يتم اختيارهم من الأتقياء دون تفضيل، وإن قام أحدهم بما يستحق الحد، سيتم تطبيقه عليه مباشرة بدون تأجيل"، وسط تركيز على أن الأحكام معممة على المدنيين والعناصر أنفسهم.
وبالرغم من ذلك، بحسب "فورين أفيرز"، يتلقى المقاتلون المرتبطون بالقيادات الكبيرة معاملة تفضيلية، ويسامحون عن ارتكابهم الأخطاء، مثل الدخان وتعاطي المخدرات.
وعادة ما ترتبط هذه الميزات ذات المعايير المزدوجة بالمقاتلين الأجانب، فقد عبر خالد، المقاتل السابق من دير الزور، عن إحباطه من اكتشاف أن المقاتلين الخليجيين أو الأوروبيين أو القادمين من منتصف آسيا، يتلقون مقابلا أكثر من السوريين، ويتلقون ميزات إضافية.
وقال خالد إن "وزارة حرب تنظيم الدولة بها مكتب خاص للإشراف على المهاجرين"، موضحا أنه "إذا طلب مهاجر هاتف آيفون، يستطيع الحصول عليه بشكل مجاني من المكتب، بدون أي سؤال".
وبينما يصعد المهاجرون لمواقع القيادة، ينقل السوريين لأخطر المواقع على الجبهات، خصوصا أولئك الذين لا تثق بهم قياداتهم للاشتباه بالتخطيط للانشقاق أو لا يعتبرون ملتزمين بشكل كاف للقضية، إذ إن السوريين متهمون بـ"قربهم جدا" من المدنيين.
ويروي المنشقون والهاربون من التنظيم مظلمة أخرى، هي قطع الرواتب، فالسوريون يتلقون رواتب بشكل أقل بكثير من المهاجرين، وفي الشهور الأخرى، خفض تنظيم الدولة رواتب كل أفراده بنسبة خمسين بالمئة، مما يفقد السوريين، الذين انضموا لأسباب اقتصادية، ميزات الانضمام للتنظيم مقابل المخاطر التي يرونها.
فرز خارج سوريا
وأخيرا، ينشق السوريون من التنظيم لتجنب فرزهم إلى العراق وليبيا، في الجبهات التي تبعدهم عن السبب الأساسي لصراعهم مع نظام الأسد.
وقبل انضمامه لتنظيم الدولة، عام 2014، قاتل عمار مع الجيش السوري الحر، إذ كان عدوه دائما هو النظام السوري، لا الحكومة العراقية ولا التحالف ولا أي قوة "كافرة" أعلن ضدها تنظيم الدولة الحرب.
======================
تايمز: ارحموا أطفال سوريا المشردين
تناولت افتتاحية صحيفة تايمز محنة أطفال سوريا الذين شردتهم الحرب ووصفتهم بأنهم صاروا ضحايا منسيين، حيث فر نحو ثلاثة ملايين من منازلهم التي هدمها القصف ويعيشون الآن في مساكن مؤقتة داخل البلاد، وخارجها يشكلون نحو ربع الخمسة ملايين لاجئ المنتشرين في مخيمات الأردن وتركيا ولبنان، وقد تعطلت دراستهم، والعديد منهم يعانون صدمات نفسية وأصبحوا "جيلا ضائعا".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن محنة هؤلاء القاصرين وخلفياتهم وأسماءهم وأعمارهم غالبا ما تكون غير مؤكدة، ووفق وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) فإن نحو عشرة آلاف طفل وحيد يعيشون في القارة. وبعضهم ربما تيتموا أثناء عبورهم البحر المتوسط، وآخرون لابد وأنهم انفصلوا عن والديهم في رحلتهم البرية الطويلة، والبعض الآخر ربما أرسلتهم أسرهم اليائسة مسبقا إلى أوروبا لعجزهم عن إطعامهم.
وألمحت تايمز إلى أن بعض هؤلاء الأطفال المشردين ربما استغلهم المجرمون، وأن الطريقة الوحيدة الأكيدة لمساعدتهم هي إعادة أسمائهم إليهم وتحديد احتياجاتهم بوضوح وتقييم كيفية مساعدتهم.
ورأت الصحيفة أن السياسة الأكثر إقناعا في ذلك هي مقابلة واختيار وتدبير أمر الأطفال المكروبين في المخيمات وبيوت الشباب بالدول المجاورة لسوريا.
ونبهت إلى أنه كلما طال بقاء الأطفال في طي النسيان بالمخيمات زاد احتمال وقوعهم فريسة للتجنيد من قبل الجهاديين، ومن ثم يتعين على قيادات كل بلد يأويهم أن يكونوا متعاطفين معهم.
======================
الصحافة الامريكية :دعوة لهياكل جديدة للحكم بالعراق وسوريا
تناولت واشنطن بوست وواشنطن تايمز الأوضاع في الشرق الأوسط، فدعت الأولى إلى مساعدة سكان هذه المنطقة التي وصفتها بأنها ممزقة، على إقامة هياكل فعالة للحكم والمحافظة عليها، ودعت الأخرى الرئيس باراك أوباما إلى التخلي عن سياسة التدرج في الحرب على تنظيم الدولة.
وقالت واشنطن بوست في مقال للكاتب ديفد إغناشيوس إنه بعد مرور مئة عام على معاهدة سايكسبيكو هذا الشهر، التي أقامت العراق وسوريا والدول الضعيفة الأخرى بالشرق الأوسط الحديث، فقد وفّرت الأسابيع الأخيرة دليلا آخر على أن الإطار الاستعماري القديم الذي أقامته بريطانيا وفرنسا غير مفيد وغير قابل للاستمرار.
وتحدث الكاتب عن فشل النظام الذي وضعته أميركا بعد 2003 في العراق وحاولت إيران العمل به أيضا، "لكنها وجدت نفسها غير قادرة على المحافظة على النظام هناك"، قائلا هذا هو الدرس الذي برز من أحداث المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي "وهي إلى حد كبير عبارة عن صراع شيعي-شيعي".
الفدرالية والكونفدرالية
وأوضح الكاتب أن العراق وسوريا قد انقسما بالفعل إلى مناطق متحاربة على أسس عرقية وطائفية وأن الدولة المركزية في البلدين قد اختفت، وقال إن أي محاولة للاستمرار في الدولة الموحدة ستفشل، ودعا إلى شكل فدرالي أو كونفدرالي للحكم في العراق وسوريا.
وقال إغناشيوس صحيح أن الأولوية الآن لهزيمة تنظيم الدولة، لكن على الولايات المتحدة أن تبحث مع حلفائها هيكلا للحكم في المستقبل بديلا للخطوط التي وضعها مارك سايكس وجورجيس بيكو على الرمال، ولما وضعته واشنطن بعد 2003.
وقالت افتتاحية بواشنطن تايمز إن الحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط مستمرة مثلما هي مستمرة الأعذار لعدم وجود إستراتيجية أميركية للشرق الأوسط.
لعنة الدولة العظمى
وأضافت أن أميركا لا يمكنها الهروب من صراعات الشرق الأوسط، رغم زعم الرئيس باراك أوباما أنه أخرج بلاده من تلك الصراعات "إنها لعنة الدولة العظمى".
وأوضحت أن التورط في حرب بالشرق الأوسط دون تخطيط صحيح أو استعداد، من شأنه جر الكوارث لأميركا، وإن التدرج في التصعيد ليس مبررا لعدم وجود إستراتيجية، كما أثبتته تجربة حروب أميركا في كوريا وفيتنام.
ودعت الصحيفة واشنطن إلى قيادة الحرب في الشرق الأوسط ليس بالتدريج وليس من الخلف، بل من الأمام ولعب دورها المرسوم لها بوصفها دولة عظمى.
======================
سانا :الغارديان: الحكومة البريطانية تدير وتمول الدعاية الإعلامية للمجموعات الإرهابية في سورية تحت مسمى “المعارضة المعتدلة
لندن-سانا
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن متعاقدين مع الحكومة البريطانية يديرون بشكل مباشر مكتبا صحفيا يقدم خدمات إعلامية للمجموعات الإرهابية في سورية وفي الوقت ذاته يحاولون إخفاء أي علاقة للحكومة بذلك.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم “إن الحكومة البريطانية تشن حرب معلومات في سورية من خلال تمويل الحملات الإعلامية لبعض المجموعات المسلحة وهي تبرر ذلك بما وصفه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالحرب الدعائية ضد تنظيم داعش”.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تهدف من خلال ذلك إلى تعزيز سمعة ما تسميه “المعارضة المعتدلة” رغم أن الأمر محفوف بالمخاطر لأن “جماعات كثيرة أصبحت تميل وعلى نحو متزايد إلى التطرف”.
وكشفت الصحيفة أن المتعاقدين المستأجرين من وزارة الخارجية البريطانية ينتجون تحت إشراف وزارة الدفاع “أشرطة الفيديو والصور والتقارير العسكرية والبث الإذاعي ويطبعون المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية بشعارات المجموعات المسلحة ويديرون بشكل فعال المكتب الصحفي لهم وتعمم المواد في الإعلام العربي المرئي والمسموع وتنشر على الإنترنت مع إخفاء أي دليل على تورط الحكومة البريطانية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهود الدعاية في بريطانيا لمصلحة ما تسميه “المعارضة المعتدلة” في سورية بدأت بعد فشل الحكومة في إقناع البرلمان بدعم عملية عسكرية ضد سورية في عام 2013 حيث شرعت بالعمل سرا على التأثير في مسار الحرب من خلال وضع تصورات “للمسلحين”.
وتظهر وثائق التعاقد التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان أن الحكومة عرضت المشروع باعتباره “وسيلة للحفاظ على موطئ قدم في سورية إلى أن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني”.
وأنفقت الحكومة البريطانية على هؤلاء المتعاقدين الذين يديرهم مستشار الاتصالات الدولية في وزارة الدفاع ريجستر لاركن نحو 4ر2 مليون جنيه استرليني وهم يعملون في اسطنبول على تقديم الاتصالات الاستراتيجية والحملات الإعلامية لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
 
======================
هافينغتون بوست :ما الذي تبقى من الربيع العربي؟
نشر في : الخميس 5 مايو 2016 - 01:35 ص   |   آخر تحديث : الخميس 5 مايو 2016 - 03:10 ص
هافينغتون بوست- التقرير
هل يمكننا الكشف عن الآراء التي لم يتحدث عنها أحد؟
اليوم، يكشف موقع أصداء “بورستن مارستيلر” عن نتائج البحث الذي استغرق حوالي ثماني سنوات، استجوب خلالها حوالي 200 مليون شاب من 16 دولة من العالم العربي. وقد كشف هذا البحث عن بعض الأرقام المثيرة للدهشة حول الشباب العربي، ولكن للأسف لم تتناول الكثير من الصحافة الغربية هذه الأرقام.
ومن الأرقام المثيرة للاهتمام والتي تلفت النظر في هذه الدراسة؛ هو أن حوالي 72 بالمئة من الشباب كانوا يعتقدون أن الربيع العربي كان مفيدا للمنطقة خلال سنة 2012، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 36 بالمئة اليوم.
وهذا من شأنه أن يظهر أن وسائل الإعلام الغربية تغض الطرف عن هذه الحقيقة. ففي حقيقة الأمر، يأمل الشباب العربي هذه الأيام في تحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة، وليس في تعزيز الثورة ودعمها.
وبطبيعة الحال، فإن الأغلبية الساحقة من الشباب العربي ترفض تنظيم الدولة ولا تؤيد توسعه في المنطقة، كما أن حوالي 24 بالمئة من الشباب العربي يعتقدون أن ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب هو أحد الأسباب الأساسية التي تدفع بالشباب إلى التوجّه إلى الجهاد والانخراط في منظمات إرهابية مثل “تنظيم الدولة”.
من جهة أخرى، فإن 18 بالمئة من الشباب العربي يعتقدون أن الاختلافات الدينية هي التي تدفع بتنظيم الدولة لاستقطاب الشباب، و17 بالمئة يعتقدون أن السبب وراء ذلك هو التوترات القائمة بين الشيعة والسنة. في حين أن 15 بالمئة يؤكدون أن انتشار القيم الغربية العلمانية في المنطقة هو ما يدفع الشباب إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة.
وعند السؤال عن الحرب في سوريا؛ يرى 39 بالمئة من الشباب أن هذا الصراع هو حرب تقودها القوى الإقليمية والعالمية، ويعتقد 29 بالمئة منهم أن ما يحدث ما هو إلا ثورة ضد نظام بشار الأسد، أما حوالي 22 بالمئة من الشباب، فيعتقدون أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية بين السوريين.
وفي ما يتعلق بالحلفاء الرئيسيين للمنطقة العربية؛ يذكر الشباب الذين تم استجوابهم أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة هي أهم حلفاء للمنطقة. وتتصدر المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى لأول مرة بنسبة 31 بالمئة، تليها الإمارات العربية المتحدة بنسبة 28 بالمئة، في حين أنه من المستغرب أن تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثالثة في قائمة الحلفاء بنسبة 25 بالمئة. كما أن إيران تحتل المرتبة 10 في هذه القائمة للمرة الأولى؛ حيث إن حوالي 13 بالمئة من الشباب يعتبرون أن إيران حليفة للمنطقة.
كما كشفت هذه الدراسة أن الشباب العربي ينتظر عددا من الإنجازات من قادتهم للنهوض بالحريات وحقوق المواطن خاصة حقوق المرأة.
فحوالي 67 بالمئة منهم يأملون في أن يدعم قادتهم حقوق الإنسان والحريات الفردية. وعلاوة على ذلك فإن هذا الطموح هو أولوية إقليمية؛ حيث إن 74 بالمئة في دول مجلس التعاون الخليجي، 57 بالمئة في الشرق الأوسط و68 بالمئة في شمال إفريقيا، يشدّدون على ضرورة ضمان الحقوق والحريات، كما أن حوالي 67 بالمئة ينتظرون دعم قادة الدول العربية لحريات المرأة وحقوقها.
ويمكن ملاحظة تنامي ظاهرة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في هذه المنطقة؛ فخلال سنة 2016، 52 بالمئة أصبحوا يستخدمون موقع فيسبوك لتبادل المقالات الإخبارية، مقابل 41 بالمئة خلال العام الماضي.
كما يفضل حوالي 32 بالمئة من الشباب الاطلاع على المعلومات اليومية عبر شبكة الإنترنت، ويفضل 29 بالمئة منهم الاطلاع على المستجدات عبر المحطات التليفزيونية، في حين أن 7 بالمئة فقط من الشباب العربي يفضل قراءة الصحف (مقابل 13 بالمئة خلال سنة 2015)؛ وهذا دليل يبيّن أن الصحافة قد بدأت تفقد مصداقيتها.
وأخيرا، يعتبر الشباب العربي دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج الدولة التي يجب أن تقتدي بها باقي الدول العربية؛ فهي دولة مستقرة اقتصاديا، يحبذ الشباب العيش فيها وإنشاء المشاريع التجارية.
استنتاج
بالنسبة للكثير من الشباب العربي، فقد تحول الربيع العربي إلى خريف كارثي!
======================
إيست أونلاين :كيف سيكون مصير الشرق الأوسط بعد رحيل أوباما؟
نشر في : الخميس 5 مايو 2016 - 01:36 ص   |   آخر تحديث : الخميس 5 مايو 2016 - 03:02 ص
إيست أونلاين- التقرير
على الرغم من تميز سياسة أوباما مع قضايا الشرق الأوسط بالانسحاب التدريجي، تظل بعض الاهتمامات وبعض القضايا، كتنظيم الدولة والشأن العراقي والملف النووي مع إيران، عالقةً في البيت الأبيض حتى بعد رحيل أوباما ولا يمكن للرئيس الجديد تجاهلها.
من السهل معرفة ما يحمله المرشحون في برامجهم الانتخابية من خلال ما تقدموا به طوال السنة والتي شملت، بطبيعة الحال، قضايا الشرق الأوسط في الحديث عن سياستها الخارجية.
تنقسم البرامج إلى قسمين مختلفين: قسم أول يضم الديمقراطيين يتبنى سياسة أوباما في التعامل مع الشرق الأوسط والمتكون من هيلاري كلينتون وساندرز، وقسم ثانٍ يضم الجمهوريين، متكون من ترامب وكروز ويسعى إلى بدء سياسة جديدة أكثر نجاعة، في التعامل مع الشأن العربي ومحو ما بدأه أوباما.
تنظيم الدولة
يتمحور الاهتمام الأول حول كيفية القضاء على تنظيم الدولة، الذي نصب شراكه في كل من العراق وسوريا، حيث تستبعد وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة للانتخابات، هيلاري كلينتون، احتمال تفعيل تدخل مباشر للقوات العسكرية الأمريكية لمهاجمة مقاتلي تنظيم الدولة، وتسعى نحو تكثيف الغارات الجوية على المناطق المتواجد فيها هذا التنظيم مع تكثيف التدريبات لصالح القوات الكردية والسنية وتفعيل التعاون والتكاتف بين الغرب والعرب للقضاء على هذا التنظيم.
في المقابل، تحدث ترامب عن برنامج إرسال 30000 جندي أمريكي إلى المناطق المتواجد فيها تنظيم الدولة، إذ يعتبر أن هذا الإجراء هو الوسيلة الوحيدة للقضاء عليهم وإبادتهم.
الملف النووي في إيران
يشتمل الاهتمام الثاني للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط على مسألة الملف إيران النووي والاتفاقية التي تجمع البلدين.
وقد أجمع المرشحان عن الحزب الديمقراطي على دعم الاتفاق المبرم في يوليو المنصرم، وأكدت كلينتون على وجوب اتخاذ تدابير صارمة وتكثيف المراقبة على إيران لتكون الولايات المتحدة في كامل استعدادها للتدخل العسكري إذا ما  قررت إيران الحصول على الأسلحة النووية، في حين أبدى الحزب الجمهوري تخوفه وانتقاده لهذا الاتفاق، حيث نعته ترامب بالرهيب وعبّر عن سعيه لإعادة التفاوض إذا ما تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
كما أعرب كروز عن استعداده لتمزيق هذا الاتفاق وعدم رفع العقوبات ضد طهران، لكن على رئيس الولايات المتحدة القادم أن يتعامل بحذر مع الملف الإيراني كون هذه الدولة تملك من النفوذ ما يجعلها صعبة المراس.
القضية الفلسطينية
تعتبر هذه القضية الثالثة على لائحة اهتمامات المرشحين والتي تخص الشرق الأوسط، فقد شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل توتراً كبيراً في فترة إدارة أوباما، على الرغم من التاريخ الكبير والمهم الذي جمعهما معا، ذلك لأن أوباما قد أبدى تضامناً كبيراً  مع القضية الفلسطينية رغم الانتقادات الحادة التي وجهها ضده نتنياهو.
لم يبدِ أي مرشح رفضه لسياسة إسرائيل مع فلسطين، وهو ما يفسر استمرار تواجد وتأثير الأيباك (AIPAC) في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأسفر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة غالوب (Gallup) مؤخراً لمعرفة نسبة تضامن المرشحين مع القضية الفلسطينية، عن 58% بالنسبة للديمقراطيين و26% بالنسبة للجمهوريين، حيث أبدت هيلاري كلينتون موافقتها على إنشاء دولتين لكنها تدين وبشدة الإرهاب الفلسطيني. في المقابل، ورغم أصوله اليهودية، يدين عضو مجلس الشيوخ، ساندرز، وبشدة، الحصار المسلط على غزة وردة فعل نتنياهو تجاه استفزازات حماس خلال المناقشات المنعقدة.
وبغض النظر عمن سيتولى رئاسة البيت الأبيض، ستكون أمامه مسؤولية كبيرة في التعامل مع قضية الشرق الأوسط.
======================
الغارديان: حملة لإغاثة السوريين ممولة من قبل مكافحة التطرف في بريطانيا
النشرة الدولية
 
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان "الحملة الإنسانية التي تدعي مساعدة سوريا، وتبدو وكأنها حملة مستقلة لتأمين المسكن والمياه والتعليم للاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية في بلادهم، ما هي إلا حملة حكومية سرية اسُتخدمت في إطار حملتها لمكافحة الإرهاب"
ولفتت الصحيفة الى أن "هناك وحدة امنية مهمتها تحويل انتباه البريطانيين المسلمين إلى هذه الحملات الإنسانية عوضاً عن السفر إلى سوريا ليصبحوا مقاتلين أو عمال إغاثة"، مشيرين إلى أنه "روج لهذه الحملة الإغاثية لآلاف الطلبة في الجامعات في أرجاء بريطانيا، ولم يكونوا على علم بأنها جزء من حملة الحكومة البريطانية لمكافحة الإرهاب في البلاد".
======================
الديلي تلغراف: آلاف من الأطفال بالدول الأوروبية من دون أي شخص يرعاهم
النشرة الدولية
أفادت صحيفة "الديلي تلغراف" أن "هناك آلافا من الأطفال في بعض الدول الأوروبية من دون أي شخص راشد يرعاهم، كما ان هناك حملات في بريطانيا، رفضتها الحكومة، تدعو إلى إدخالهم إلى البلاد، إلا أن مجلس اللوردات دعم مرتين الاقتراح المعدل من قبل حزب العمال، وسيصوت على هذا الاقتراح مجدداً الأسبوع المقبل".
واوضحت الصحيفة أن "هناك تسريباً مفاده أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد يتراجع أمام التصويت وهذا خطأ كبير"، معتبرة أن "الأطفال اللاجئين الذين وصلوا إلى أي دولة أوروبية، يجب أن يعاملوا بشكل جيد فيها".
وشددت الصحيفة على إن "بريطانيا مستعدة لأخذ أطفال لاجئين من المخيمات في الشرق الأوسط، لذا على كاميرون أن يتمسك بموقفه ولا يخف من خسارة الأصوات التي المؤيدة لذلك المقترح".
======================
"الديلي تليجراف" تكشف تناقض "أوباما" بشأن حلب
منذ 24 ساعة كلمة حق فى اخبار 1 زيارة 0
انتقدت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية, الموقف الأمريكي من المجازر المتواصلة في حلب شمالي سوريا.
ووصفت الصحيفة في تقرير لها في 2 مايو, هذا الموقف بالمتناقض, لأنه تحدث عن أن الهدنة مستمرة, بالتزامن مع انتشال عمال الإنقاذ جثث الأطفال من أنقاض مستشفى القدس, الذي تم قصفه من قبل نظام الأسد وروسيا في 27 إبريل.
وتابعت " الموقف الأمريكي يظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الآمر الناهي الآن في سوريا، وأنه استخدم  وقف إطلاق النار غطاء للتخطيط للمجازر الحالية في حلب".
وحذرت الصحيفة من أن مساعي نظام الأسد للانتصار في حلب ستتيح له قدرة أكبر على المساومة على طاولة مفاوضات جنيف, وهو ما سيعزز من النفوذ الروسي في سوريا  والمنطقة.  
واستطردت " إذا نجح الأسد في استعادة كامل حلب, فإن ذلك سيغير مجرى الحرب لصالح روسيا وإيران".
وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، كشفت في وقت سابق أن روسيا تقوم حاليا بتحريك قوات مدفعية نحو الشمال السوري، لمساعدة نظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين في شن هجوم بري واسع على حلب, عقب أكثر من أسبوع من القصف الجوي الوحشي.     
وقالت المجلة في مقال لها في مطلع مايو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خدع الغرب مجددا, عندما أعلن عن بدء سحب قوات بلاده من سوريا، مؤكدة أن العكس هو الذي حصل, حيث أرسلت موسكو قوات ومعدات إضافية لمساعدة نظام الأسد.
وحذرت المجلة من أن بوتين سيفعل أي شيء في سوريا وتحديدا في حلب من أجل جعل روسيا قوة عظمى , ولذا فإنه لن يتخلى عن نظام الأسد بسهولة.
وتابعت " بوتين يدعم نظام الأسد لسبيين، أولهما أن موسكو ترغب بالوجود العسكري حول العالم، وذلك من أجل بث رسالة مفادها أنها قوة عالمية، كما أنها تريد استخدام نفوذها في سوريا لتأمين موقف قوي في المفاوضات مع الغرب على مسائل أخرى مثل أوكرانيا.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, كشفت عن إحصائية كارثية جديدة فيما يتعلق بالمجازر المتواصلة في حلب شمالي سوريا, قائلة إن الأسبوع الأخير شهد مقتل طفل كل 25 دقيقة.
وحذرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي في 30 إبريل, من أن ما سمته "جزار دمشق"  سيرتكب مجازر أبشع مما سبق في حلب في الأيام المقبلة.
وتابعت " نظام الأسد يسعى لتطويق حلب لطرد مسلحي المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقي المدينة”.
واستطردت " إذا نجح نظام الأسد في حلب وشمالي سوريا وإحكام السيطرة على دمشق واللاذقية, التي يهيمن عليها العلويون، فإنه سيربح الحرب".
وأشارت إلى أن الحفاظ على نظام الأسد وإبقاء موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط يمثلان أيضا نصرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وتابعت الصحيفة " المخططات السابقة تفسر تصاعد المجازر في حلب, لأنه ليس هناك التزاما من قبل نظام الأسد وموسكو بمفاوضات جنيف, فيا يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم داعش".
وفي الأيام القليلة الماضية, نفذ نظام الأسد وروسيا غارات جوية وحشية غير مسبوقة استهدفت تحديدا مراكز طبية في حلب بينها مستشفى القدس في حي السكري الذي تعرض في 27 إبريل لغارة أوقعت خمسين قتيلا بينهم أطفال وأطباء ومسعفون.
وأنهت هذه الغارات عمليا الهدنة السارية منذ 27 فبراير الماضي.
وقد أعلن الدفاع المدني في حلب أن حصيلة الغارات بين 21 و29 إبريل بلغت على الأقل 600 قتيل وجريح .
وتستهدف الغارات المتواصلة أحياء بستان القصر والهلك وباب النيرب والكلاسة والطراب وعزيزة وطريق الباب والجزماتي والأنصاري وبستان الباشا وكرم حومد، وهي تقع في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب.
وحسب الجزيرة, تعيش المدينة شللا شبه كامل بسبب هذه الغارات, التي تعتقد المعارضة السورية أنها محاولة لإفراغ معاقلها من السكان قبل هجوم بري محتمل يستهدف اجتياحها.
وفي تعليقها على مجزرة مستشفى "القدس" في حلب شمالي سوريا, قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن هذا الهجوم هو جزء من نمط أوسع لاستهداف ممنهج للمستشفيات من قبل نظام بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 مارس أن مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دُمر في غارة جوية، مما أدى إلى مقتل مرضى وأطباء بمن فيهم أحد آخر أطباء الأطفال المتبقين في الجزء الذي يسيطر عليه الثوار في المدينة.
ونقلت الصحيفة عن أطباء بلا حدود قولها إن مستشفى القدس استهدف في 27 إبريل في غارة قتلت العشرات من المرضي وأفراد الطاقم الطبي.
وأضافت المنظمة "هذا الهجوم دمر المستشفى والمركز الرئيسي لرعاية الأطفال في المنطقة", واستنكرت الصمت الدولي إزاء المجازر ضد المدنيين في سوريا, قائلة :"أين غضبة أولي الأمر والذين بأيديهم وقف هذه المذبحة؟".
وأشارت "الجارديان" إلى أن نظام الأسد يعتبر أي منشآت طبية في الأراضي التي تحت سيطرة المعارضة أهدافا عسكرية مشروعة.
وسقط خمسون قتيلا على الأقل في مجزرة مستشفى القدس في حي السكري بحلب.
وضحايا المجزرة كانوا من الأطباء والمسعفين والمرضى، بينهم محمد وسيم معاذ أشهر طبيب أطفال في المدينة.
وحسب "الجزيرة" قالت ميريلا حديب المتحدثة باسم مكتب منظمة "أطباء بلا حدود" في بيروت الذي يقدم الدعم المالي لمستشفى القدس، إن محمد وسيم معاذ اختار المجازفة بحياته لمساعدة سكان حلب.
وأضافت "مستشفى القدس هو المستشفى الرئيسي للأطفال، وكان معاذ يعمل فيه منذ سنوات طويلة"، معتبرة أن "خسارته لا تعوض".
وفي الإطار نفسه قالت ميسكيلدا زنكادا رئيسة بعثة المنظمة في سوريا والتي تتخذ من مدينة كلس التركية مقرا لها، إن مقتل الطبيب معاذ "مأساة".
وأضافت "لم يبق سوى ما بين 70 و80 طبيبا للاهتمام بـ250 ألف شخص لا يزالون يعيشون في القسم الشرقي من المدينة، لأن 95% من الأطباء غادروا أو قتلوا".
وفي رسالة نشرتها منظمة "كراسيس آكشن"، وجه أطباء حلب نداء قالوا فيه "قريبا، لن يكون هناك المزيد من العاملين في مجال الصحة بحلب.. لمن سيتوجه المرضى والجرحى؟". ووفقا للمنظمة فإن 730 طبيبا قتلوا في سوريا منذ خمس سنوات.
وتتعرض حلب منذ أكثر من أسبوع لقصف جوي مكثف من الطيران الروسي والسوري، يستهدف المشافي والمنشآت المدنية والمنازل، وأوقع العشرات، بينهم نساء وأطفال، بين قتيل وجريح، رغم الهدنة المعلنة منذ 27 فبراير الماضي برعاية أمريكية روسية.
وأكد الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن نظام الأسد وروسيا يطلقان رصاصة الرحمة على الهدنة الهشة بعد "المجازر الشنيعة" التي ترتكب في حلب، مؤكدا أن ذلك جريمة حرب واضحة.
وقال رئيس الائتلاف أنس العبدة إن التصعيد العسكري من قبل النظام في حلب ومناطق أخرى،  "هروب من استحقاقات تتعلق بالانتقال السياسي".
من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة العليا التابعة للمعارضة في محادثات جنيف العميد أسعد الزعبي لـ"الجزيرة" إن ما يجري في حلب عار على الجامعة العربية والإنسانية والمجتمع الدولي.
ورأى الزعبي أن ما يجري هدفه تحقيق أمر واقع على السوريين من قبل روسيا والنظام السوري وهو ما لن يحصل، على حد تعبيره.
وفي ردود الفعل الدولية، أدان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت هجمات مقاتلات النظام السوري وحلفائه على المدنيين بحلب، وأعرب عن "قلقه الكبير" إزاءها.
ودعا الوزير الفرنسي المجتمع الدولي إلى "حشد جهوده من أجل ممارسة ضغوط على النظام تجاه التزامه بوقف إطلاق النار"، مطالبا مجلس الأمن الدولي بالتحرك بشكل فوري وتطبيق القرار الأممي رقم 2254، الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا.
وفي السياق ذاته ، أعربت إيطاليا عن "قلقها" إزاء ما وصفته بالقصف العشوائي الذي يقوم به طيران النظام، فضلا عن الأوضاع الإنسانية "المأساوية" في بعض المناطق الخاضعة للحصار من قبل النظام.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان ستفان دي ميستورا دعا في 27 إبريل  موسكو وواشنطن إلى تدخل عاجل، وعلى "أعلى المستويات" لإنقاذ المفاوضات، واتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي قال إنه في "خطر شديد ومُهدد بالانهيار"، مشيراً إلى أنه يسعى لعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف في مايو المقبل، دون أن يحدد تاريخاً لذلك.
======================
الجارديان: الخارجية تتعاون مع متعاقدين لإنتاج مادة إعلامية لمقاتلى المعارضة السورية.. وهيئة مكافحة التطرف تمول حملة لإغاثة اللاجئين السوريين سرًا
 الأربعاء، 04 مايو 2016 - 09:43 م وزارة الداخلية البريطانية كتبت رباب فتحى قالت صحيفة "الجارديان" إن الحكومة البريطانية تمول "حرب دعائية" ضد تنظيم داعش فى سوريا، بعد أن تعاونت مع متعاقدين لإدارة مكتب صحفى لمقاتلى المعارضة، دون الكشف عن دور المملكة المتحدة، فى إطار مساعيها لـ"شن حرب معلوماتية" فى سوريا عن طريق تمويل الإعلام الخاص بالجماعات المتمردة لتشكل بذلك "الجبهة الخارجية" لهذه الحرب. وتهدف الحملة لتعزيز سمعة ما تطلق عليه الحكومة "المعارضة المعتدلة المسلحة"، وهو تحالف معقد من الفصائل المسلحة، واعتبرت الصحيفة أن تحديد أى فصيل يستحق الدعم، أمر محفوف بالمخاطر، لأن الكثير من الجماعات انزلقت إلى هاوية التشدد، مع استمرار الحرب للعام الخامس. وشرحت الصحيفة كيف استأجرت وزارة الخارجية البريطانية متعاقدين لإنتاج لقطات فيديو وصور وتقارير عسكرية، وبث إذاعى ومحتوى مطبوع، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى تحمل شعار الجماعات المقاتلة، ولإدارة مكتب إعلامى لمقاتلى المعارضة، وكل هذا تحت إشراف وزارة الدفاع. وتوزع هذه المواد باللغة العربية، وتنشر على الإنترنت، دون الإشارة لدور الحكومة البريطانية، وأوضحت "الجارديان" أن مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب فى وزارة الداخلية البريطانية، يقوم بجهد موازى داخل المملكة المتحدة، بهدف إحداث "تغيير فى السلوك والمواقف"، بين الشباب البريطانى المسلم عن طريق إنتاج رسائل تواجه داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن دور الحكومة فى كلا من الحملات الخارجية والداخلية، غالبا لا يتم الكشف عنه، ويتم توزيع هذه الرسائل من خلال جماعات ومنظمات مستقلة داخل المجتمعات فى المملكة المتحدة، والجماعات المسلحة فى سوريا. وفى تقرير آخر لها ، واصلت صحيفة الجارديان متابعتها لقضية مكافحة التطرف سرا عن طريق منظمات الإغاثة، فكتب إيان موبن مقالا بعنوان "حملة لإغاثة اللاجئين السوريين تمول سراً من قبل هيئة مكافحة التطرف فى بريطانيا". وقال كاتب المقال إن "الحملة الإنسانية التى تدعى مساعدة سوريا، وتبدو وكأنها حملة مستقلة لتأمين المسكن والمياه والتعليم للاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية فى بلادهم، ما هى إلا حملة حكومية سرية اسُتخدمت فى إطار حملتها لمكافحة الإرهاب". وأضافت الصحيفة التى أطلعت على وثائق مسربة تثبت استخدام وحدة أمنية هذه الحملة سرا لمعالجة التطرف وتستهدف البريطانيين الذين يريدون مساعدة أشقائهم الذين يعانون جراء هذه الحرب. وأوضح كاتب المقال أن "مهمة الوحدة تحويل انتباه البريطانيين المسلمين إلى هذه الحملات الإنسانية عوضاً عن السفر إلى سوريا ليصبحوا جهاديين أو عمال إغاثة". وأشار إلى أنه "روج لهذه الحملة الإغاثية لآلاف الطلبة فى الجامعات فى أرجاء المملكة المتحدة، ولم يكونوا على علم بأنها جزء من حملة الحكومة البريطانية لمكافحة الإرهاب فى البلاد". يذكر أن حملة "ساعدوا سوريا" أنشأت منذ 3 سنوات، وهى مصدر ملىء بالمعلومات على الإنترنت، يقدم إرشادات لأى شخص يريد أن يجمع أموالا لمساعدة لسوريا. وفى مقابلة أجراها كاتب المقال مع آيمي ميلز، وهى إحدى الطالبات التى تم توظيفها من قبل حملة " ساعدوا سوريا"، قالت إنها " لم تكن تعلم بأن هذه الحملة هى جزء من برنامج الحكومة البريطانية لمكافحة التطرف فى البلاد". وكانت الصحيفة البريطانية كشفت فى تقرير لها أمس أن الحكومة البريطانية بدأت سلسلة من الحملات الدعائية السرية لإحداث "تغيير فى وجهة نظر وسلوك" الشباب البريطانى المسلم ضمن برنامج للتصدى للتطرف، وذلك من خلال عملية سرية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات الاسترلينية تقوم بها وحدة فى الوزارة. وأضافت أن هذه الوحدة تستخدم مجموعات داخل المجتمع لنشر رسائل تواجه التطرف، غير أن البعض يرى أنها قد تساهم فى "تنفير" مسلمى بريطانيا. وتقول الصحيفة إنه فى مؤشر على القلق المتزايد لدى الحكومة البريطانية بشأن دعاية تنظيم داعش المقنعة على الإنترنت، طورت وحدة فى وزارة الداخلية البريطانية عملية سرية ذات نطاق واسع، معتبرة أن أساليب "وحدة البحث والمعلومات والاتصال"، التى تخفى دور مشاركة الحكومة فى هذه الحملة، قد تصيب بعض المسلمين بالفزع والضيق، بل أنها من الممكن أن تقوض الثقة فى برنامج مكافحة التشدد، الذى يواجه بالفعل انتقادات واسعة.
======================
الاندبندنت :مخاوف من إخضاع 90 ألف طفل لاجئ للعبودية الجنسية في أوروبا
2016-05-04 19:57
المدينة نيوز :- كشفت أرقام نشرتها الأندبندنت البريطانية    أن ما ينوف من 90 ألف طفل دون الرابعة عشرة ، سعوا للجوء في أوروبا ، اغلبهم من منطقة الشرق الأوسط من سوريين  و من أفريقيا .
وقالت الصحيفة في تقرير لها نشر الأربعاء ورصدته جي بي سي نيوز  : إن هؤلاء سعوا للجوء بدون معيل ، حيث لا أهل لهم ولا أحد .
 وتخشى منظمات حقوق الإنسان المعنية من أن يكون هؤلاء ضحية لعصابات الإتجاربالأعضاء البشرية ، والعبودية الجنسية الشاذة والعمالة غير الشرعية وترويج المخدرات .
======================
التايمز: الجيل السوري الضائع هو الضحية المنسية
AM:09:13:05/05/2016 خندان
خندان – افادت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الجيل السوري الضائع"،بانه "خلال السنوات الخمس الماضية من الحرب الرهيبة في سوريا، فإن الأطفال هم الضحايا المنسيون".
وقالت الصحيفة أن الأطفال النازحين داخل سوريا يبلغ عددهم 3 ملايين شخص وهم يعيشون في مساكن مؤقتة، موضحة أن عدد الأطفال السوريين اللاجئين خارج سوريا يبلغ عددهم نحو ربع اللاجئين الموزعين على مخيمات اللجوء في كل من الأردن وتركيا ولبنان.
وأوضحت الصحيفة أن "العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من الصدمة كما أنهم توقفوا عن تلقي تعليمهم" ووصفتهم بأنهم "جيل ضائع".
وتابعت بالقول إن "عدد الأطفال القاصرين في أوروبا بلغ عشرة آلاف بحسب اليوربول ( الشرطة الأوروبية) ، وهذا الرقم مرشح للازدياد".
ووفقا للصحيفة، هؤلاء الأطفال إما أن يكونوا قد فقدوا والديهم خلال رحلتهم عبر البحر إلى أوروبا أو ضاعوا منهم خلال انتقالهم من بلد لآر في أوروبا، أو يكونوا قد أرسلوا من قبل والدين يائسين غير قادرين على إطعامهم.
وترى التايمز أن الطريقة المثلى لاختيار الأطفال المتواجدين في أوروبا بدون عائلاتهم، هي بمعرفة احتياجاتهم وتقييم الوسيلة المثالية لمساعدتهم.
وحذرت الصحيفة من أن "بقاء هؤلاء الأطفال في المخيمات سيجعلهم أكثر عرضة للتجنيد من قبل المتشددين".
وقالت الصحيفة إن "جهود بريطانيا مركزة بالتحديد على الأطفال القابعين في المخيمات ومساعدتهم للانخراط في التعليم، ومعرفة احتياجاتهم مما يسهل للسلطات المحلية التخطيط لنقلهم إلى أسر بديلة وكذلك إيجاد مدرسة مناسبة لهم".
وختمت بالقول إن "السماح لأعداد ضخمة من الأطفال العالقين في كاليه من القدوم لبريطانيا سيكون تكراراً لخطاً المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي وجهت دعوة مفتوحة للمهاجرين وحولت أوروبا إلى مغناطيس ومصدر لمهربي البشر".
======================
واشنطن بوست” تقارن بين الهولوكوست وسوريا وتدعو لوضع حدٍ للأزمة
أماني زهران - إرم نيوز
دعت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إلى مناقشة الوضع الإنساني في سوريا، وذلك خلال إحياء الذكرى السنوية لمحرقة الهولوكوست في مبنى الكابيتول الأمريكي، وطالبت في الوقت ذاته بوضع حد للأزمة الإنسانية في البلاد.
دعوة الصحيفة الأمريكية، جاءت فيما يبدو في إشارة منها للمقارنة بين محرقة الهولوكوست، ومحرقة سوريا، التي تعد أكبر الأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمة الثانية، وعلى اعتبار أن ما يحدث في سوريا من حرق لأجساد السكان عبر البراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية التي يطلقها النظام السوري، يمكن تسميته بالمحرقة أيضا.
والهولوكوست، هي إبادة جماعية قتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه، وذلك من الفترة  1941 حتى 1945.
وفي مقال رأي، نشر على صفحات صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء، ذكرت أن “عدد المصابين والقتلى في سوريا في ازدياد، ورغم تحمل العديد من الجهات المسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا، إلا أن بشار الأسد، يتحمل النصيب الأكبر من مسؤولية سقوط هؤلاء الضحايا”.
وبينت الصحيفة أن “قوات نظام الأسد، أقدمت على قتل ما يزيد عن 300 ألف سوري، ثلثهم مدنيون، فضلاً عن تشريد أكثر 11 مليون لاجئ منذ العام 2011، أي أكثر من نصف سكان البلاد
وفي معرض مقارنتها بين الهولوكوست والوضع في سوريا، رأت “واشنطن بوست” أنه بالنظر إلى التاريخ نجد أن أرقام القتلى في سوريا لم تكن صادمة، مقارنة بضخامة الأرقام التي سقطت في محرقة الهولوكوست”، منوهة إلى أنه “في العدد ذاته من السنوات، قتل هتلر من اليهود أكثر من 50 ضعف أعداد المدنيين الذين قتلوا في سوريا”.
في الإطار، تشير الصحيفة إلى وجود اختلافات قائمة بين الهولوكوست والوضع السوري، وذلك عبر منافذ وأبواب مفتوحة، تسمح بعدم تكرار محرقة الهولوكوست.
وفي ذكر أولى هذه الاختلافات والتباينات تقول الصحيفة إنه “على النقيض من محرقة اليهود، فهناك أبواب مفتوحة لإنقاذ السوريين، فبينما لم يتمكن سوى حوالي 500 ألف يهودي من الفرار من أوروبا خلال الهولوكوست، فإن نحو 4 ملايين سوري فروا خارج البلاد”.
وواصلت الصحيفة في ذكر الاختلافات بين أزمة سوريا والهولوكوست، إذ اعتبرت أن “سوريا اليوم ليست ألمانيا، في العام 1941، فسوريا دولة فقيرة، صغيرة ضعيفة ليس لديها أصدقاء بين جيرانها، في حين أن أقرب حلفائها روسيا وإيران، يبعدون عنها مئات الأميال”.
وأردفت الصحيفة في السياق نفسه، أنه “على الرغم من التقاء المصالح السورية والروسية والإيرانية، وتنظيم داعش، لجعل البلاد منطقة خالية من وسائل الإعلام، إلا أن العديد من الأدلة ظهرت من شهادات الضحايا، والتغطية الصحفية وتقارير المراقبين الدوليين، ما لا يدع مجالا للشك، أنه تم ارتكاب فظائع وجرائم بحق الإنسانية في سوريا منذ العام 2011”.
واختتمت الصحيفة مقالها، بالإشارة إلى مواقف قادة الغرب التي وصفتها بـ”المعيبة” بقولها”الأهم من ذلك كله، هو قدرة قادتنا المعيبة، وفشلها في وقف أو حتى المحاولة لوقف ما يحدث من جرائم وفظائع في سوريا، حتى أنه يبدو أن الألمان ينظرون إلى ما يحدث في سوريا بعين اللامبالاة”.
======================
معهد واشنطن :سوريا والمحرقة: وضع العهد "لن يحدث مرة أخرى" قيد الاختبار
روبرت ساتلوف
متاح أيضاً في English
"واشنطن بوست"
3 أيار/مايو 2016
بينما يجتمع زعماء الأمة الأمريكية في مبنى الكابيتول لإحياء الذّكرى السّنويّة للمحرقة في يوم ذكرى المذبحة النازية، لا بدّ من تكريس بعض ملاحظاتنا للحديث عن سوريا الّتي تشكّل ساحةً لإحدى أكبر الأزمات الإنسانيّة منذ الحرب العالميّة الثّانية. ففي حين أنّ عدد القتلى ليس نهائيّاً، يتحمّل نظام بشّار الأسد الجزء الأكبر من مسؤوليّة مقتل أكثر من 300 ألف شخصٍ، ثلثهم تقريباً من المدنيّين، وظهور أكثر من 11 مليون لاجئ ونازح منذ عام 2011 - أي أكثر من نصف سكّان البلاد قبل الحرب. وقد نفّذ أطراف آخرون - لا سيّما تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») - عمليّات قتلٍ متعمّدة، إلّا أنّ نظام الأسد وشركاءه مسؤولون عن عددٍ كبير من القتلى يفوق ذلك الّذي تسبّبت به الجماعات الأخرى مجتمعةً.
ويأتي التّاريخ ليذكّرنا بأنّه، على الرّغم من  فظيعة هذه الأرقام، إلا أنها لا تلامس ولو قليلاً ضخامة أرقام المحرقة اليهوديّة. لكن هل يجب حقاً أن يساوي عدد القتلى في سوريا ذلك المستوى غير المعقول من القتلى الّتي تسبّبت بها المحرقة لكي يصحى ضميرنا ونسارع إلى اتّخاذ إجراءات فعالة؟
دعونا لا ننسى بعض الاختلافات الأخرى بين سوريا ومحرقة اليهود.
أوّلاً، لا تشبه سوريا اليوم ألمانيا في عام 1941 تقريباً. فهي دولة صغيرة وفقيرة وضعيفة لا أصدقاء لها بين البلدان المجاورة، ويبعد أقرب حلفائها - أي روسيا وإيران - مئات الأميال عنها. ومهما كان التّوصّل إلى إنهاء القتل الجماعي معقّداً في سوريا، فتحقيقه لا يتطلّب حتماً ما تطلّبه النّصر على ألمانيا.
ثانياً، على الرّغم من تلاقي المصالح السّوريّة والرّوسيّة والإيرانيّة ومصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» لتحويل البلاد إلى منطقة خالية من وسائل الإعلام، برز الكثير من الأدلة - من شهادات الضّحايا والتّغطية الصّحافيّة وتقارير المراقبين الدّوليّين - التي تشير بأنّه لا يمكن أن يكون هناك أي شك حول ما حدث في سوريا منذ عام 2011.
وبهذا المعنى، يشبه النّزاع السّوري محرقة اليهود (الهولوكوست)، الّتي عرف عنها العامّة وكبار المسؤولين على حدٍّ سواء أكثر ممّا يُعتقد عموماً. لكن بينما لم يصدّق الكثير من الأمريكيّين فكرة أنّ الألمان المتحضّرين قد يستطيعون التّفكير بارتكاب الفظائع الّتي اتُّهموا بها، إلا أن رد الفعل السائد اليوم إزاء قصص الفظائع المرتكبة في سوريا لا يتمثّل في الصدمة بل في اللامبالاة.
لكن يبدو أن الأمر الذي نتراجع به أكثر من غيره هو قدرة الزعماء الأمريكيين على الشّعور بالعار إزاء الفشل في إيقاف - أو حتّى محاولة إيقاف - المجزرة. فلنقارن ثلاثة ردود فعل أمريكيّة تجاه الأعمال الوحشيّة.
يتم ذكر جون ماكلوي، مساعد وزير الحرب الأمريكي، بأنه كان قد وجّه رسالةً إلى "المؤتمر اليهودي العالمي" شرح فيها سبب عدم تمكّن الحلفاء من تحويل الموارد لقصف معسكر "أوشفيتز". وبسبب تهمة قسوة القلب تجاه اليهود المدانين للموت الّتي لاحقت ماكلوي لعقود، فقد جرّب تكتيكاً جديداً عام 1986، عندما أخبر الشخص الذي كان يجري مقابلة معه أنّه يجب توجيه اللّوم إلى الرّئيس فرانكلين د. روزفلت، في ما يخصّ القرار الّذي اتُّخذ بشأن "أوشفيتز". (وبطبيعة الحال، لم يتواجد روزفلت للدّفاع عن نفسه؛ وقد توفي ماكلوي عام 1989).
أما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون فقد اعتمد وجهة نظر مختلفة. في عام 1994، قرّر ألّا يوقف الإبادة الجماعيّة في رواندا، وخلص إلى أنه لا توجد مصالح للولايات المتّحدة تبرّر التّدخّل. وبعد أربعة أعوام، زار البلاد نادماً ليتقدّم باعتذار رئاسي. فقال: "نحن، في الولايات المتّحدة والمجتمع الدّولي، لم نقم بما كان في وسعنا القيام به وما كان ينبغي أن نقوم به في محاولة للحد مما حصل في رواندا عام 1994".
وخلال نصف القرن الذي يفصل بين ماكلوي وكلينتون، بدأ القادة الأمريكيّون يتصارعون مع فكرة التمتع بإمكانيات - وبالتّالي تحمّل مسؤوليّة - وقف الفظائع الجماعيّة. وعلى الرّغم من أنّ الرّئيس أوباما قد ضمّ إلى لائحة إنجازاته عام 2012 إقامة ما سُمّي بجرأة "مجلس منع الفظائع"، لكن يبدو أنه عكس هذا الاتجاه. لننظر في رده على الهجوم الكيميائي المروّع على الغوطة، الّذي تسبّب فيه الدّكتاتور السّوري الأسد بمقتل ما يقارب 1700 مدنيّ من بينهم أطفال.
في حزيران/يونيو 2012، اتخذ "متحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتّحدة" خطوة غير اعتياديّة بإصداره تحذيراً من "إمكانيّة حصول إبادات جماعيّة إذا لم تسارع الأمم في اتّخاذ تدابير للالتزام بمسؤوليّاتها الّتي تتمثّل في حماية الجماعات والأفراد المستهدفين من قبل النّظام السّوري". وحتّى ذلك الحين، كان الرّئيس الأمركي متردداً في الإشارة إلى أي تدخّل مباشر في النّزاع السّوري، لكن بعد ستّة أسابيع، رسم "خطّاً أحمر" مفاده أنّ استخدام السّلاح الكيميائي في سوريا سيبدّل حساباته وينذر برد فعل أمريكي.
وإذا تقدمنا بعام، برز دليل لا جدال فيه حول وقوع مجزرة الغوطة، وحان وقت اتّخاذ القرار، فاختار الرّئيس ألّا يحرّك ساكناً. وبطريقة كادت أن تكون معجزة، قدّمت موسكو إلى الإدارة الأمريكية مخرجاً مشرّفاًعبر اتّفاق للتخلص من معظم أسلحة سوريا الكيميائيّة المتبقّية. ومع ذلك، ومنذ ذلك الوقت، قُتل في سوريا عدد من المدنيّين يفوق العدد الّذي سبق حادث "الخطّ الأحمر"، وبعضهم لاقوا حتفهم من خلال المزيد من الهجمات الكيميائيّة.
لقد اختار كلٌّ من أوباما وكلينتون اتباع سياسات عدم التّصرف إزاء الفظائع. لكن بينما اعترف كلينتون بالخطأ الّذي ارتكبه عندما كان لا يزال رئيساً، اتّخذ أوباما موقفاً مختلفاً جداً. فسياسة التقاعس، بالنسبة له، لم تجعله يشعر ولو بقليل من النّدم ولم يودِ به إلى إعادة النّظر في المسألة؛ ولم يشكّل خيار البقاء متفرّجاً لا "مهرباً ضيّقاً" ولا "قراراً صعباً".
وعلى العكس من ذلك، وفقاً لما قاله الرّئيس أوباما، كان اختيار عدم التّصرّف مصدر شرف بالنسبة له. فقد أخبر مؤخّراً الصّحافي جيفري غولدبورغ قائلاً: "أنا فخورٌ جدّاً من هذه اللّحظة. وعلمت أنّني سأدفع الثّمن سياسيّاً بسبب التّمهّل في تلك اللّحظة..... كان قراراً صعباً اتخذته - وأؤمن أنّه أنه كان القرار الصّائب في النهاية".
ومع مقتل آلاف السّوريّين وتعرّض الكثيرين غيرهم للمصير نفسه، كان أوباما صريحاً بما يكفي لكي يقرّ أنّ قلقه بشأن التكاليف السّياسية الّذي قد يتكبّدها بسبب عدم التّصرّف في موضوع أولئك القتلى، كان أكبر من قلقه من تكاليف الحياة أو الموت التي سيتكبدوها بسبب تقاعسه.
ومهما كان التّحدّي الخاصّ بالسّياسة السّوريّة معقداً، يبقى موقف أوباما تجاه الأعمال الوحشيّة السبب الذي يناسب إدراج سوريا على جدول أعمال اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست هذا العام. فعندما يعتبر قائد أمّة تلعب دوراً عالمياً أساسياً أنّ الأمر تطلّب شجاعة وقناعة لعدم التّصرّف، يدفعنا ذلك جميعاً إلى إعادة التّفكير في ما نعنيه حين نردّد العهد القائل: "لن يحدث مرة أخرى".
روبرت ساتلوف هو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.
======================
فورين بوليسي :أمريكا سوف تندم لتخليها عن الشرق الأوسط
فورين بوليسي – إيوان24
اعتقدت واشنطن لعقود أن الشأن العربي مهم. ولكن الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية الآن أنهت هذا الاعتقاد.
كشفت الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية هذه السنة عن الفجوة العميقة بين السياسة الخارجية التي تتبنّاها النخبة والتي يتطلع إليها الشعب. موضوع السياسة الخارجية قلب موازين كلا الحزبين رأسا على عقب. ومن المثير للجدل أن هذا النقاش خلق وعي جديد لدى الحزبين، مثل بعض الأصوات المنددة بالتدخل الأمريكي في العالم العربي.
فقد انتقد المرشح الجمهوري دونالد ترامب حرب العراق ووصفها بالجريمة النكراء. وسخر من حلفاء أمريكا القدماء، كما أشاد بالدكتاتورين خاصة زعيم ليبيا معمر القذافي. ليس الحزب الجمهوري وحده من ندد بحرب العراق، بل حتى الحزب الديمقراطي انتقدها، فقد وصف برني ساندرز دعم هيلاري كلينتون لتلك الحرب بالامتحان المصيري وقد فشلت في تجاوزه.
كما يحاول ساندرز وأنصاره من الشباب إضفاء طابعهم الجديد على الحزب الديمقراطي؛ عبر دعم التعاون مع روسيا وإيران بهدف توسعة قائمة حلفاء أمريكا.
منذ الحرب الباردة، اتبعت مؤسسة السياسة الخارجية بأمريكا نهج تقوية الفواصل والجدران بين دول منطقة الشرق الأوسط، واتفقت النخبة والجمهور على هدف واحد وهو الحفاظ على مصادر النفط. من الملاحظ في هذه المؤسسة أنها تجاوزت فشلها لدى الوعي القومي بعد حرب الفيتنام. رغم تعاقب الإدارات بين جمهوريين وديمقراطيين، إلا أنهم اتفقوا على ممارسة نفس السياسة في الشرق الأوسط وعلى تحقيق النجاح المظفر.
وحتى في فترة ما بعد الحرب الباردة وتقلص التوتر بين أمريكا والاتحاد السوفياتي، بقي الشرق الأوسط له مكانته عندها. فقد سعى كلا الحزبين لحل الصراع العربي-الإسرائيلي ومواصلة احتواء العراق وإيران، والتعامل مع خطر الإرهاب.
ربما وجدت فوارق وعدم اتفاق في بعض النقاط التكتيكية ولكن لم تصل لتكون جذرية، ففي سنة 2003 ساند الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي، الحرب على العراق، واتفقا على ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق. للأمانة فإن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر المأساوية وفرت الظروف المناسبة لهذا التناغم في المواقف.
وقد حطمت حرب العراق وما خلّفته من مشاكل هذا التناغم، فقد كَلّف فرض الديمقراطية في العراق أمريكا الشيء الكثير، ولكن إدارة أوباما تجاوزت الحد في أخذ العبرة من حرب العراق، بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي قراره غير المسؤول بالانسحاب السريع من العراق وبعدم التدخل في سوريا، وبإطلاقه حرب الطائرات بدون طيار ضد المجموعات الإرهابية. بدون وضع الإصبع على السبب الحقيقي لظهور الإرهاب؛ فالإرهاب قبل كل شيء ظاهرة عنيفة تتكون لغياب المؤسسات في مستوى معيشي تعيس.
كما تعرضت إدارة أوباما بشكل تصاعدي للوم من قبل النخب السياسية المختصة في الشؤون الخارجية، ليتزايد هذا اللوم خاصة مع ازدراء أوباما لما سمّاه “قواعد اللعبة في واشنطن”.
ولكن المثير للجدل أنه منذ سنوات وإدارة أوباما تتستر خلف غطاء الدعم الشعبي، ولكن الحملة الانتخابية لكلا الحزبين لم تكشف عن عدم ثقة غالبية الشعب بالنخب وبمؤسساته الحكومية فقط ولكن أيضا كشفت شكوكه في ضرورة تحمل أمريكا لأعباء الشرق الأوسط ومشاكله.
لم يقبل أي طرف من كلا الحزبين إعادة النظر في سياسة أمريكا التسلطية في منطقة الشرق الأوسط، فقد تحدث المرشحون للرئاسة من الحزبين عن ضرورة تدمير ما يدعى بتنظيم الدولة ومواصلة دعم إسرائيل وتقوية التعاون مع الحلفاء القدامى.
ولكن حتى الآن مازال المترشحون للبيت الأبيض يخطبون وُد الجماهير بالتعهد بعدم إرسال قوات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وهم يتجاهلون بذلك حقيقة أن الحرب الأهلية في سوريا لن تنتهي، ولن يهزم تنظيم الدولة كليا إلا بوجود قوات أمريكية على الأرض. فلن تنهي الطائرات بدون طيار الوضع الإنساني المأساوي في سوريا أو تعيد الجزء الذي أفتكه تنظيم الدولة من العراق.
وتكمن أزمة الشرق الأوسط في أن التجاهل الأمريكي تزامن مع صراع عنيف يمثل أصعب انتقالاتها. فالأنظمة العربية التي تطورت في القرن العشرين كان لديها كل مقومات النجاح ولكنها انهارت، ما فتح المجال أمام المجموعات الإرهابية لتوظيف تصريحاتها الروحية العابرة للأوطان للسيطرة على المناطق التي غابت فيها سلطة حكوماتها. فالحرب الأهلية الطائفية في نمو في منطقة تعج بالأنظمة الفاشلة، في الوقت الذي تحقق فيه إيران نجاحات تكتيكية.
ومنذ تخلي بريطانيا عن دورها الريادي في الشرق الأوسط، أصبحت الولايات المتحدة مصدر الاستقرار ، حيث دعمت واشنطن المحافظين العرب لفرض أنظمتهم وحرمت الراديكاليين من امتيازاتها. وتحت مظلة الحماية الأمريكية تطورت دويلة إسرائيل، لتتحول من مجرد مؤسسة حديثة الولادة إلى دويلة قوية قادرة على الدفاع عن مصالحها. كما أن بترول المنطقة مازال في متناول أمريكا وبأسعار معقولة.
ويدعم كلا الحزبين الإنجازات الأمريكية في المنطقة حتى الآن، ولكن اليوم في بلد منهك من الحروب ومن أمراض العالم العربي ستتشكل اتفاقيات جديدة، حيث ستستجيب النخب السياسية، خلال الأسابيع القادمة، لمواقف الجماهير المعارضة للمزيد من التدخل في الشرق الأوسط.
ولن يترك أي رئيس أمريكي الشرق الأوسط ولكن زمن الحرص الأمريكي على التدخل في صراعاته قد ولى. ستشفى أمريكا يوما ما من متلازمة العراق – الشبيهة بمتلازمة فيتنام – ولكن لأول مرة منذ نهاية الاستعمار يجد الشرق الأوسط نفسه وحيدا. ومخاطر هذه العزلة  ستصبح أكثر وضوحا مع الأيّام.
======================
ليتيرا 43  :ما مدى التشابه والاختلاف بين تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة؟
نشر في : الخميس 05 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الخميس 05 مايو 2016 - 12:03 ص
ليتيرا 43 – إيوان 24
بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، نقدم تقريراً يعرض أوجه التشابه والاختلاف بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.
يوافق يوم 2 مايو من كل سنة ذكرى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي داهمت قوات الأمن الأمريكية المجمع الباكستاني الذي كان يسكنه سنة 2011 وقضت عليه.
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات على هذه الحادثة، لا يبدو أن الإرهاب قد دفن مع زعيمه.. ما فتئ أن ظهر من جديد مع حرب العراق والأزمة السورية.. ظهر في شكل تنظيم جديد أكثر قوة وأكثر تعطشاً للدماء باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام
وفي ما يلي مقارنة بين تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة باعتماد الأرقام والبيانات:
1- ولادة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة من رحم الحروب
انطلق تنظيم القاعدة سنة 1988 على اثر الصراع المحتدم بين الإتحاد السوفياتي وأفغانستان.
تنظيم الدولة يعتبر الابن الأكبر لتنظيم القاعدة، ولد في حرب الخليج التي شنها الرئيس بوش لتحرير العراق من الزعيم الراحل صدام حسين.
تسببت السيطرة التي فرضتها القوى الأمريكية على العراق وأفغانستان في فتح المجال للإرهاب لفتح شبكة عالمية والدخول والتغلغل في كل ركن بالعالم.
في 2006، تم تغيير اسم “تنظيم القاعدة” ب”دولة العراق الإسلامية
(ISI) بقيادة أبو مصعب الزرقاوي إلى نهاية السنة. و تولى أبو عمر البغدادي قيادتها بعد ذلك من 2007 إلى غاية 2010 وانتقلت القيادة إلى أبو بكر البغدادي على إثره لتمتد إلى يومنا هذا.
في البداية كان التنظيمان يتشاركان نفس الأهداف ولكن مع اندلاع الحرب السورية تباعدت الأهداف وانفصل التنظيمان، كل على حدة.
حول تنظيم الدولة اسم التنظيم من ISI إلى ISIS ونقل أنشطته إلى سوريا مع تغيير الإستراتيجية التي لم تعد تستهدف الغرب فقط، كما وظفها تنظيم القاعدة، بل أصبحت تشمل المسلمين أيضاً وعلى رأسهم الشيعة.
2- عدد القتلى: القاعدة تسببت في مقتل 5582 شخصاً وقضى تنظيم الدولة على 7191 شخصاً.
تعتبر وحشية البغدادي وسلوكه من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا العدد من القتلى، حيث أن مقاتلي تنظيم الدولة لا يتراجعون أمام الإبادة لكل من يرفض الخضوع لسياستهم الإرهابية ونظامهم المتشدد وفكرهم الجهادي.
وتظهر البيانات التي جمعتها جامعة شيكاغو تقارب عدد القتلى المتسبب فيه هذين التنظيمين.. ولكن المخاوف ترتكز حول مدى تواصل عمليات القتل هذه، حيث أن تنظيم الدولة ينبئ بعمليات إرهابية من شأنها رفع هذا الرقم.
3-  يضم تنظيم القاعدة 4000 مقاتل بينما يضم تنظيم الدولة 27000 مقاتل.
يعتبر عدد المقاتل من أهم العناصر التي تميز هذين التنظيمين.
بما أن هجمات التنظيم في الشرق الأوسط وأوروبا لا تتطلب الكثير من المقاتلين، يسعى تنظيم الدولة إلى تفعيل استراتيجيات الدعاية التي نجحت إلى حد اليوم في جلب الآلاف من المقاتلين.
يتراوح عدد المقاتلين المنتمين إلى تنظيم الدولة بين 27000 و30000، على خلاف القاعدة التي لم يتجاوز عدد مقاتليها الأربعة ألاف.
وتضم جبهة النصرة ما يقارب من 10000 مقاتل.
4- الكشوفات المالية: 1.5 مليار في خزائن الخلافة.
وفقاً للتحاليل التي كشف عنها مركز الدراسات الأمريكي “سفران غروب”، تقتضي عملية تفجير إرهابي ميزانية لا تتجاوز 6000 دولار. وتفيد العديد من مراكز المخابرات الغربية أن ميزانية تنظيم الدولة تقدر 1.5 مليار دولار.
 يضم تنظيم القاعدة يومياً إلى ميزانيته ما يربو عن 2 مليون دولار. وتعد حرب اليمن السبب الرئيسي وراء انتعاش ميزانيته.
تواجد التنظيم في شبه الجزيرة العربية مكنه من السيطرة على عديد المناطق وجمع ما يربو عن مليوني دولار، وسواء أكان ذلك من خلال جمعه للضرائب أو من الآبار النفطية.
======================
وور أون ذا روكس :المعركة اللاهوتية بين داعش والدولة التركية
نشر في : الخميس 05 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الخميس 05 مايو 2016 - 12:02 ص
وور أون ذا روكس – إيوان24
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مؤخرًا أنَّ محمد جورمز، رئيس الشؤون الدينية التركية والمعروفة باسم “ديانت”، مرتد. “ديانات” هي الكيان المسؤول عن شبكة المساجد في تركيا، مما يجعل هذا الإعلان هجومًا على التيار الإسلامي السُني في تركيا. وجادل العدد الثالث من مجلة داعش الصادرة باللغة التركية أنَّ “ديانات” كانت أداة تركيا في “تكييف الإسلام مع العلمانية”. ظهر في العدد أيضًا بعض الصور لجورمز مع البابا وأسقف الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ومصطفى كمال أتاتورك، الزعيم المعلمِن لتركيا الحديثة، وجميعهم بالنسبة لداعش، مثل مصافحة الشيطان. وجاء في العدد أيضًا: “إنَّ مساجد ديانات هي مدارس لهؤلاء الذين يعيشون في الجاهلية، ومعلموهم هم أئمة النظام الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.”
لا يتوقف تنظيم داعش أبدًا عن التعبير عن آراءه إزاء الحكومة التركية، لكنه لم يبدأ هذه المعركة بالذات، بل بدأتها مؤسسة “ديانت”.
في أواخر عام 2015، نشر علماء “ديانت” تقريرًا يعرّفون فيه داعش ويستنكرون ما يفعله التنظيم. يرى التقرير أنَّ التنظيم “تجلٍ ديني لأصل كاذب” وعلى مضض وصفوا التنظيم بأنه سلفي، أو “قريب من التفسير الوهابي للمذهب الحنبلي.” وهذا يعني أن جذور داعش تعود إلى المدرسة الحنبلية المنتشرة في منطقة الخليج العربي، لكن داعش اليوم يفضل قراءة حرفية للدين؛ قراءة تتجاهل مذاهب الفقه الأربعة في الإسلام. ووفقًا للتقرير، فإنَّ داعش مجرد جزء من الاتجاه الجديد “لآلاف من أنواع الفيروسات الجديدة التي تتضاعف وراء قناع ” السلفية “، تشوّه جوهر الإسلام تحت ذريعة الجهاد من أجله.” وقد عقدت مؤسسة “ديانت” مؤتمرات مع علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وتستعد لنشر تقرير جديد حول داعش.
ولفهم العلاقة بين داعش وديانت، فمن المفيد أن نتعمق في تاريخ المؤسسة ومكانتها في الحياة العامة التركية. ارتدت الإمبراطورية العثمانية عباءة الخلافة بعد السيطرة على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. في هذا السياق، كانت أشبه بالإمبراطورية الرومانية المقدسة – مزيج من السلطة السياسية العليا والسلطة الدينية. كانت اسطنبول موطن لتسلسل هرمي صارم لعلماء المسلمين، على رأسهم شيخ الإسلام. كان هؤلاء العلماء بارعين للغاية ويشرفون على القوانين والأنشطة التنفيذية داخل الإمبراطورية
كان شيخ الإسلام يعتمد المذهب الحنفي، من المدرسة الماتريدية ذات الميول الفلسفية. عزّز المذهب الحنفي الماتريدي ثقافة التعددية التي ظهرت في المدن الكبرى في سمرقند وبغداد، معقل التنوير الإسلامي بين القرنين التاسع والثاني عشر. ومن خلال مكانتها الجديدة في اسطنبول، وصلت هذه المدرسة إلى حلب ودمشق والقاهرة، فضلًا عن المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. واعتمد العثمانيون بالمدارس الأخرى السائدة في النطاق الجغرافي الواسع، ولكن في مسائل النظام العام الخاضع لأحكام المذهب الحنفي.
عندما انهارت الإمبراطورية وأسس بعض الجنود جمهورية تركيا في عام 1923، اعتمدوا النموذج الفرنسي الصارم للعلمانية. وبقيادة مصطفى كمال، ألغت الحكومة الجديدة الخلافة وحظرت المؤسسات الدينية. وبدأ العثمانيون عملية إصلاح النظام القانوني، ولكن هذه التغييرات كانت ثورية في نطاقها. لقد أزال مصطفى كمال كل ما تبقى من الهيئة القديمة للمذهب الحنفي، بين عشية وضحاها، لصالح القانون المدني الجديد.
ومع ذلك، كانت هناك أجزاء من القانون حيث انسجم النظام الجديد مع القديم. اختلف مؤسسو النموذج الفرنسي في أنهم امتنعوا عن القضاء تمامًا على مكانة الدين الذي تقرّه الدولة. القانون رقم 429 في 3 مارس عام 1924 ينص على أن الغرض من “ديانت” كان “تنفيذ الأمور المتعلقة بالعقيدة والعبادة في دين الإسلام، وإدارة المؤسسات الدينية”. وهذا يعني أن ديانت كان من المفترض أن تستمر في اعتماد المذهب الحنفي، ولكن المؤسسة اكتفت بمساحة ضيقة للغاية. ومع تطور البيروقراطية الجمهورية، احتلت ديانت مكانة هامة في نظام رئاسة الوزراء المضطرب.
في التحول من الخلافة إلى الجمهورية، كان من المفترض أن توفر مؤسسة “ديانت” الحاجة العامة لسلطة دينية في حين توجيه ممارستها نحو مزيد من العلمانية، وفصل الدين عن السياسة. ولكن التجارب سيئة السمعة مثل رفع الآذان باللغة التركية توضح أن المؤسسة ذهبت إلى أبعد من ذلك. ونتيجة لذلك، ابتعد المحافظون عن ديانت ورفضوا الاعتراف بها باعتبارها استمرارًا لشيخ الإسلام.
عارض المحافظون في الأناضول هذا الموقف بحزم. وفي حين أنه كان يتم تخويفهم من قِبل النظام الجمهوري المشاركين فيه أيضًا، إلّا أنهم لم يقبلوا شرعيته الدينية.  نجيب فاضل كيساكورك، المفكر الشهير والشاعر الذي اعتبرته قيادة حزب العدالة والتنمية بطلًا، لم يتصنع كلماته حول هذا الموضوع. نّعي رئيس ديانت أحمد حمدي أكسكي في مجلة بويوك دوجو التي يديرها كيساكورك، ينطوي على حوار كاشف بين الرجلين. “يتساءل كيساكورك، نائب رئيس ديانات آنذاك: “هل تفضل أن تكون عامل صرف الصحي وتحمل الفضلات على ظهرك، بدلًا من أن تجلس على مقعدك في ظلّ الظروف الحالية؟” كلمات كيساكورك كانت حادة، ولكن أكسكي تقبلها بصدر رحب. وردّ قائلًا: “أنت محق! أنا هنا فقط لمنع حدوث ما هو أسوأ.” جاء ذكر أكسكي في النّعي باعتبارها عضوًا عاديًا في ديانت، ولكن التناقض بين المبدأ والإذعان لم يخف على قرّاء مجلة بويوك دوجو. لقد كانت الرسالة واضحة: مشاركة رجال الدين في ديانت الذين يعملون لحساب دولة معادية للقيّم الإسلامية هو أمر غير مقبول.
انتشرت الفكرة على نطاق واسع بين الجماعات المنظمة. وقد أدانت جماعة “السليمانيّة،” بشدة ديانت واعتبرتها أداة للنظام العلماني لتقويض الإسلام. وفي فترة الخمسينات، احتجت الجماعة ضد مساجد ديانت حتى لأداء صلاة الجمعة، ومن ثمّ لم يكن أمام أتباعها أي خيار آخر سوى استخدام المساجد (غرف الصلاة، وليس المساجد بأكملها) في مهاجع الجماعة. ولا يزال الكثيرين في الجماعة ينزعجون من هذا الأمر.
وظهر اتجاه منفصل من المتشددين أيضًا في فترتيّ السبعينات والثمانينات، متأثرين بكتابات الإسلاميين من مصر والمملكة العربية السعودية. وكانوا يعتمدون المذهب الحنفي اسميًا، ولكن في الواقع اعتمدوا العديد من الأفكار التي ترتبط بالسلفية، وأكّدوا على صحة قراءاتهم الخاصة للقرآن والسُنة. وفي حين أنَّ الاسلاميين المعتدلين كانوا مناهضين للعلمانية على النمط الفرنسي بدلًا من فكرة ديانت، جادل هؤلاء المتشددين بأنّه ينبغي إلغاء المؤسسة تمامًا. وكانت إحدى هذه المجموعات “حزب التحرير”، وهي جماعة دولية تميل إلى إعادة تأسيس الخلافة. قالت لأنصارها في كتيبات داخلية (تمّ الحصول عليها من قِبل المؤلفين) إنَّ مواعظ أئمة ديانت لا يمكن اعتبارها معيارًا للممارسة الدينية.
ولكن الدولة التركية خففت من حدّة موقفها تجاه الإسلاميين المعتدلين. في عام 1993، ألقى الرئيس تورغوت أوزال، وهو زعيم قوي من يمين الوسط من خلفية دينية، خطابًا في ندوة أنقرة بعنوان “الإسلام أثناء عملية التغيير“. وكانت النخبة السياسية في تركيا تعتبر الإسلام أثر مُخْجِل للماضي العثماني. حدّد خطاب أوزال تحولًا نحو إعادة قبول الإسلام في الأوساط السياسية وفي سياسة الدولة التركية. في السنوات الأخيرة، انقسمت جماعة “ميلي جوروش”، وهي حركة إسلامية، وأفسحت الطريق أمام حكومة حزب العدالة والتنمية في عام 2002، بقيادة عبد الله غول ورجب طيب أردوغان. كانت هذه الجماعة من أنصار مجلة “بويوك دوجو” وكانت تنتقد مؤسسة ديانت، ولكن بمجرد وصولها إلى السلطة، اعتمدوا على إرث أوزال المعتدل. وانضم البروفيسور سعيد يزيد أوغلو، الذي كان رئيس ديانت في عهد أوزال، إلى حزب العدالة والتنمية، وأصبح نائبًا لرئيس الوزراء المسؤول عن شؤون ديانت.
ومما أثار استياء الإسلاميين المتطرفين، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتطوير مؤسسة ديانت بدلًا من حلّها. تطورت المؤسسة في التسلسل الهرمي، وارتفعت مكانتها في ترتيب الأسبقية من المركز 51 إلى المركز العاشر، متجاوزة بذلك جميع الوزراء. كما ارتفعت ميزانيتها من 1.1 مليار ليرة تركية في عام 2005، إلى 5.7 مليار دولار في عام 2015. وبعد ذلك طلبت المؤسسة زيادة ميزانيتها إلى 6.7 مليار ليرة تركية. ربما يأتي جزء من هذه الزيادة من انتقال المؤسسة مؤخرًا إلى مبنى جديد لامع مع مسجد جديد واسع أمامها. كما أنها توفر وظائف جديدة للخبراء بأجور مجزية. ويظهر رئيس ديانت أحيانًا في اجتماعات مجلس الوزراء ويرافق الرئيس ورئيس الوزراء في الزيارات الخارجية.
في شكلها الحالي، تتشكّل ديانت لتصبح مثل كنيسة انكلترا قبل القرن العشرين؛ أي مؤسسة تابعة للدولة تنظّم الدين المهيمن في البلاد. ومثل المدارس والمستشفيات، ومراكز الشرطة، ترتبط جميع المساجد في تركيا (والعديد من المساجد التركية في الخارج) بمؤسسة واحدة في أنقرة تحدد السياسات والمسائل الإدارية. يمكن للمواطنين أيضًا أن يسألوا ديانت حول المسائل الفقهية وتصلهم الردود في شكل فتاوى.
ديانت مقابل داعش
يرى بعض المراقبين في الغرب نمو ديانت ويعتقدون أنَّ هذا قد يدفع تركيا نحو الصراع الطائفي في المنطقة، ولكن هذه قراءة خاطئة للوضع. التطرف السلفي في تركيا، بما في ذلك شبكات داعش، لا يحدث في تركيا بسبب القوة المتزايدة لمؤسسة ديانت، بل على العكس من ذلك. وخلافًا للتصوّر الشائع، انقسام العالم الإسلامي إلى طوائف هي قوة مخففة لحدة التوترات. الطوائف، أو “المذاهب”، هي تراكم لمدارس تفسير اثنين من المصادر المقدسة للإسلام: القرآن والسُنة. هذه المدارس تضم هيئات شرعية ومذهبية مختلفة، وتسمح للأفراد بالاختلاف على أساس التفسير. وهذا يؤدي إلى قدر معين من التنوع الشرعي في الفكر. وهذا هو السبب في أنَّ المسلمين في جميع أنحاء العالم كانوا يختلفون اختلافات طفيفة في الممارسة العملية، ولكنهم يقبلون بعضهم البعض كمسلمين في النهاية. ومع ذلك، ترفض الحركات السلفية النواميس او التمذهب كوسيلة لممارسة الإسلام، وتزعم أنها تضع فهمها الخاص للدين من قراءتهم للقرآن والسُنة. من منظور السلفيين، هذا لا يدع مجالًا للنقاش؛ لأن أي انتقاد لهم يرقى إلى إهانة المصادر المقدسة. ولذا، فإنَّ المشكلة ليست أن الإسلام ينقسم إلى طوائف، ولكن أنَّ هناك مجموعة تعتقد أنها قد تجاوزت هذا الهيكل الطائفي.
في حين أنَّ تركيا تعتمد المذهب الحنفي، كما ذكرنا آنفًا، كانت هناك بعض الاتجاهات بين الاسلاميين الأكثر تشددًا في البلاد التي تشبه المعتقدات السلفية. الإسلاميون غالبًا ما يشعرون بعدم ارتياح عند الحديث عن هذا الانقسام، لأنهم يشعرون أنَّ المسلمين الأتقياء يجب أن يؤثروا الوحدة على الانقسام. ولكنَّ ظهور داعش يحوّل الوضع إلى مشهد استقطابي. لقد كان هناك ضغط على مؤسسة ديانت للتأكيد على ملامح المذهب الحنفي والوعظ ضد داعش، وهو الدور الذي تقوم به بكثافة. المساجد في تركيا وفي الخارج تدين هجمات داعش جهارًا وتؤكد على رسالة الرحمة والتعايش التي يدعو لها الإسلام. وورد في خطبة بعد هجمات باريس “إنَّ أعظم جريمة على وجه الأرض هي وصف هذه المجازر غير الأخلاقية باسم” الجهاد.”
ربما كان تأثير مؤسسة “ديانت” أكثر وضوحًا بين المجتمعات التركية في أوروبا؛ حيث ترتبط هذه المجتمعات بمجموعاتهم اللغوية والثقافية الخاصة، المعزولة نسبيًا. نمط الإسلام في تركيا – حتى بين المتدينين –    يتشكل داخل وحول المساجد التي يتم تمويلها وإدارتها من قِبل المؤسسة. هناك أنماط تميّز هذه المساجد، وهي مساجد لا يرتادها الناس تقريبًا، وتكون نظيفة تمامًا؛ حيث السجاد، والركائز، وحتى رائحة المصلين، تكون متشابهة الى حد كبير من طوكيو إلى فرانكفورت. السلفيون من العالم العربي يجدون صعوبة في اختراق هذه الدوائر. كما أشار مسؤول أمني بلجيكي مؤخرًا، “لا يوجد زخم بين الشعب التركي للانضمام لداعش.”
كلما ازدادت قوة مؤسسة “ديانت”، تصبح تركيا دولة غير مضيافة ومن ثمّ سيكون شتاتها على يد السلفيين الراديكاليين. ومع ذلك، هناك خطر من أن تصبح “ديانت” أداة سياسية، لا سيما في وقت ذروة السياسات اليمينية في تركيا. ويمكن أيضاً أن تصبح المؤسسة تهديدًا من قبل المواطنين غير الحنفيين في البلاد، بما في ذلك السلفيين السلميين وغير المسلمين. وهذا هو السبب في أنَّ الاعتدال ينبغي أن يظلّ سمة أساسية من سمات سياسات ديانت في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يفهم العلمانيون في تركيا أن أيّام العلمانية على الطريقة الفرنسية قد ولّت دون رجعة. إنهم محقون في مساءلة ديانت عن ميزانيتها الكبيرة والتشكيك في سياساتها، لكنهم يجب أن يعتادوا على مشاركة المؤسسة الدينية في الحياة العامة، وإقامة علاقات معها.
على الرغم من كل أخطائها، لا تزال تركيا معقل الاعتدال في منطقة تموج بالتطرف على أسس طائفية. نجاحات تركيا ليست بالضرورة نتيجة لأداء القادة الأتراك خلال هذه الأوقات العصيبة، ولكن بسبب المؤسسات والتقاليد الفريدة للبلاد. مؤسسة ديانت هي جزء حيوي من هذه المعادلة، ومن المرجح أن تزداد أهميتها في السنوات القادمة.
======================
بروس ريدل: لماذا لا تزال أمريكا والسعودية بحاجة الى بعضهما؟
مايو 04, 2016 By  بروكنجز طباعة البريد الإلكتروني
عرض وترجمة: علاء البشبيشي
تدهورت العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة منذ عام 2000؛ بسبب خلافات جدية وجوهرية بخصوص إسرائيل، والديمقراطية، وإيران، وغيرها من القضايا. لكن زيارة الرئيس باراك أوباما يمكن أن تساعد في احتواء هذه الخلافات، والتأكيد على المصالح المشتركة، لكنها لن تعيد العلاقة إلى ما كانت عليه أيام مجدها.
ملك جديد مختلف عن سلفه
كان الملك عبدالله زعيما ذرا يتجنب المخاطرة. لكن الملك سلمان أكثر جرأة وأكثر عدوانية؛ إذ زجر أوباما ذات مرة، وشن حربًا في اليمن، وأعدم العشرات بتهمة الإرهاب، ودشن تحالفًا عسكريًا مكونا من 34 دولة إسلامية ضد إيران. ومنذ وقت قصير، زار مصر متعهدا بتقديم مليارات من المساعدات والاستثمارات، وإنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مضيق تيران.
كما تضغط المؤسسة الدينية الوهابية على سلمان ليتبنى موقفًا أكثر صرامة ضد ما تصفه بـ"الصفوية الإيرانية الشيطانية". ووجه 140 عالم دين يتمتعون بعلاقة طويلة وعميقة مع الملك رسالة هذا الشهر تطالبه بالنضال الأيديولوجي ضد إيران في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
اهتمامات مشتركة
رغم كل هذه الاختلافات، لم يحدث الطلاق بين الولايات المتحدة والسعودية؛ إذ لا يزال البلدان بحاجة إلى بعضهما.
وهناك مجالات ذات توافق واهتمام مشترك تجمع بين أوباما وسلمان:
- باع أوباما أسلحة بقيمة 95 مليار دولار للسعودية.
- وكلاهما عازم على محاربة تنظيم الدولة والقاعدة.
- ويعتبر ولي العهد الأمير محمد بن نايف شريكا أثتت التجربة أنه جيد في التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
- ويجب على البلدين تعزيز التعاون لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي نمى بشكل كبير خلال فترة حرب في اليمن.
- وتستطيع واشنطن والرياض أيضا التعاون للحد من الأنشطة الإيرانية التخريبية خاصة في الخليج. حيث تزداد خطورة أن تكثف إيران أنشطتها التخريبية الآن بعد تدفق المزيد من عائدات النفط.
- سوريا هي الأخرى متواجدة على جدول الأعمال. فالسعوديون يريدون التزاما واضحا برحيل بشار. وهم يعتقدون أن الحل الأهلية لن تضع أوزارها إلا برحيل الأسد
- كما سيكون إحلال السلام في اليمن أولوية قصوى، وإذ يقول ولي ولي العهد محمد بن سلمان إن الوقت قد حان لإطلاق عملية سياسية، فإنه على حق.
لاعب رئيسي في الشرق الأوسط الفوضوي
يقول محمد بن سلمان أيضا: إن السعودية تريد دورا أمريكيا أكبر- لا أقل- في حراسة المنطقة. وتعتبر اليمن مكانا جيدًا لتجريب النهج المشترك. وفي الواقع، من مصلحة واشنطن والرياض الحد من نفوذ طهران مستقبلا في صنعاء، ما يتطلب إقناع الحوثيين من الشيعة الزيدية بأنهم لا يحتاجون إلى الدعم الإيراني ليحصلوا على حصة جيدة في الحياة السياسية اليمنية. وقد حالف أوباما الصواب إذ واصل العمل مع القيادة السعودية رغم خلافاتهما؛ ففي الشرق الأوسط الذي تعصف به الفوضى، تعتبر المملكة لاعبًا رئيسيًا.
* عمل مستشارًا لأربعة رؤساء أمريكيين منذ جورج بوش الأب وحتى أوباما، ويشغل منصب مستشار لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الامن القومي، وهو زميل رفيع في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز.
======================
افتتاحية – (الأوبزرفر) 1/4/2016 :دور باراك أوباما في جلب السلام لسورية
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تماماً عندما بدا أن الأمور في سورية لا يمكن أن تصبح أسوأ، يبدو الآن أنها ذهبت إلى مزيد من السوء. فقد انهار "وقف الأعمال العدائية" الجزئي الذي تستند عليه الآمال الهشة بتحقيق السلام سريعاً في الأسبوع الماضي. وجاءت التقارير عن تجدد الفظائع وسط تصاعد مفاجئ في عدد القتلى والجرحى. وفي حلب، تعرض أحد المشافي لقصف أسفر عن مقتل نحو 27 شخصاً، بينهم أطباء وأطفال. وتطابق الهجوم الذي شنه سلاح جو بشار الأسد مع نمط ما قبل وقف إطلاق النار المعروف، والقائم على الاستهداف المتعمد للمدنيين في المستشفيات والمدارس والأسواق. لكن الذي تغير الآن هو أن هذا النظام القاتل، معززاً بالدعم الروسي ومنتعشاً بوقف إطلاق النار، لم يعد يتكلف حتى عناء إنكار ذلك.
استقطبت محنة حلب الاهتمام العالمي، لأسباب ليس أقلها استخدام كبار مسؤولي الأمم المتحدة لها لدعم التماساتهم إلى الولايات المتحدة وغيرها لإنقاذ محادثات السلام في سويسرا، والتي أصبحت توصف بالميتة. ويقول زيد رعد الحسين، رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: "يعود العنف محلقاً إلى المستويات التي سبقت وقف الأعمال العدائية. هناك تقارير مقلقة بعنف عن التحشيدات العسكرية التي تشير إلى تصعيد قاتل. كانت محادثات جنيف هي الوحيدة الموجودة. وإذا تم التخلي عنها، فإنني أخاف التفكير بكم الرعب الذي سنراه في سورية".
كانت الحقيقة الأقل ذكراً في التقارير الإخبارية هي محنة السوريين الجائعين الذين تقطعت بهم السبل، والمحاصرين مناطق أخرى من البلاد. ويقول ستيفن أوبراين، رئيس عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى الوضع المزري في حمص وإدلب واللاذقية وريف دمشق: "بحرمانهم المتعمد من الطعام والدواء، يواجه الكثيرون ظروفاً مريعة للغاية. يجب أن نخجل جميعاً لأن هذا يحدث أمام أعيننا". وفيما يعود الفضل فيه جزئياً إلى وقف إطلاق النار، تلقى نحو 3.7 ملايين شخص طعام المساعدات في آذار (مارس)، كما قال. ووصلت القوافل التي عبرت الحدود إلى ضعف عدد الناس الذين وصلتهم في الفترة نفسها من العام 2015 تقريباً.
لكن كل هذا التقدم المحدود أصبح الآن تحت الخطر بسبب تجدد القتال؛ حيث تقوم قوات الأسد على وجه الخصوص بعرقلة قوافل المساعدات. وقال أوبرين: "في الأسبوع الماضي، في القافلة الذاهبة إلى الرستن، أزالت السلطات السورية الأدوية من الإمدادات والمقصات والأدوية المخدرة من الحزم الخاصة بالتوليد. وتتسبب هذه الممارسة غير الإنسانية مباشرة إلى معاناة لا داعي لها وإلى خسارة الأرواح. إن الحرمان من الإمدادات الطبية في زمن الحرب هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني، لكنه يحدث مرة أخرى مع ذلك. لا يمكن أن يكون هناك أي عذر. الأمر كله وحشي بالكامل. يجب أن تتم المحاسبة. وذات يوم، سوف يدفع المرتكبون ثمن جرائمهم".
ونحن نقول ذلك أيضاً. لكن الواقع البغيض، للأسف، هو أن هذه الدعوات إلى القيام بعمل سوف تلقى نفس التجاهل والازدراء، كما كان حالها على مدى السنوات الخمس الماضية، إلى أن تكف الجهات الفاعلة الخارجية الرئيسية في هذه المأساة عن ممارسة ألعاب السلطة، وتشرع في تحمل مسؤولياتها، وفي مقدمتها تأتي روسيا وإيران. وكان بوتين قد أعلن في آذار (مارس) أن قواته تنسحب. لكن ذلك يبدو الآن خدعة هدفت أساساً إلى طمأنة الرأي العام في الداخل ونزع فتيل الانتقادات الدولية للقصف الروسي العشوائي. وبينما يتصاعد القلق إزاء حلب، تقول موسكو إنها ستدعم "ترتيب هدوء" مؤقتاً ومحدوداً.
سيكون من الجيد، والساذج مع ذلك، الاعتقاد بأن بوتين صادق. لكنه ليس هناك أي دليل على أن أهدافه الأوسع في سورية -الحفاظ على القواعد الروسية، وزيادة نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط، وإبقاء الأميركيين خارجاً- قد تغيرت. ربما أصبحت طلعات القصف الجوي التي تنفذها قاذفاته أقل، لكنها تستمر في حماية الأسد.
وعلى نحو مماثل، تنظر القيادة الإيرانية إلى سورية، بطريقة نفعية، على أنها مجرد جبهة أخرى في ميدان منافستها الإقليمية مع السعودية ودول الخليج السنية. وليس ثمة فائدة في التطلع إلى الدول العربية لإعادة السلام إلى مساره الصحيح، في حين يبدو سجلها الجماعي في حالة يرثى لها.
وهكذا، مرة أخرى، وكما اعترف مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية، ستيفان دي ميستورا، في الأسبوع الماضي، فإنه يقع على عاتق الولايات المتحدة أن تقوم بعمل شيء -أي شيء- بينما تلعب أوروبا التي بلا قيادة دورها الداعم المعتاد. وفي قمة هانوفر التي انعقدت الأسبوع الماضي، لم يعرض أوباما أي اهتمام بإنفاق رأس المال السياسي على مشكلة غير قابلة للحل، والتي يقول له محللوه بأنها يجب أن تترك لتأخذ مجراها على هواها.
ولكن، على أساس السياسة العملية والكرامة الإنسانية، يجب على أوباما أن يتصرف. ومع أنه قد لا يكون قادراً على حل المشكلة السورية، فإنه يستطيع أن يجلب بوتين إلى الحظيرة الدولية. وهو فقط من يستطيع الضغط على الأطراف، وإعادة الفرقاء إلى جنيف، وتثبيت وقف لإطلاق النار، والحد من المذابح، وربما عقد صفقة مع موسكو حول مستقبل الأسد. وبالنظر إلى أخطائه السابقة، ومن أجل الشعب السوري المدمر، فإن عليه واجب بذل المحاولة على الأقل.
======================