الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5/10/2016

سوريا في الصحافة العالمية 5/10/2016

06.10.2016
Admin


اعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : نيويورك ريفيو اوف بوكس  :آني سبارو :سلاح الكلورين في سورية ... أوبئة أو موت الصحافة الفرنسية والروسية : الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
اورد الامريكي :1969- 1976.. نص شهادة الخارجية الأمريكية عن "حرب أكتوبر"
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1274489-1969-1976-نص-شهادة-الخارجية-الأمريكية-عن-حرب-أكتوبر
الثلاثاء, 04 أكتوير 2016 23:55 وائل عبد الحميد
تحت عنوان "علامة فارقة.. الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973" أورد الموقع الرسمي لـ "مكتب المؤرخ" Office of the Historian  التابع للخارجية الأمريكية تقريرا مفصلا يؤرخ الفترة بين 1969- 1976 من منظور الولايات المتحدة.
وإلى النص الكامل
 كانت حرب 1973 بين العرب وإسرائيل نقطة تحول بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، حيث أجبرت إدارة نيكسون على إدراك أن الإحباط العربي بسبب ممانعة إسرائيل الانسحاب من المناطق التي احتلها في حرب 1967، قد يكون له تداعيات إستراتيجية كبرى على الولايات المتحدة.
 
هكذا مهدت حرب أكتوبر الطريق لـ "الدبلوماسية المكوكية" لوزير الخارجية الأمريكي  هنري كيسنجر، التي أدت في نهاية المطاف إلى إبرام معاهدة السلام عام 1979.
 الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، ورئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير (نوفمبر 1973)
إدارة نيكسون والصراع العربي الإسرائيلي، 1969-1973
 اقتنع الرئيس نيكسون أن المواجهة العربية الإسرائيلية حول مصير الأراضي المحتلة قد تؤدي إلى الإضرار بالوضع الأمريكي في العالم العربي، وتقوض تطلعات حدوث انفراج بين السوفييت والولايات المتحدة.
وفي محاولة لكسر الجمود، أمر نيكسون وزير الخارجية آنذاك ويليام روجرز بالتفاوض مع السوفييت على معالم تسوية شرق أوسطية، بهدف الوصول إلى اتفاق تستطيع كل من القوتين العظميين بيعه لعملائهما الإقليميين.
وبحلول ديسمبر 1969، رفض الاتحاد السوفيتي ومصر وإسرائيل ما يسمى بـ "خطة روجرز"، التي دعت الإسرائيليين إلى الانسحاب لحدود ما أبرمته هدنة 1949، مع تعديلات هامشية مقابل السلام.
فشل خطة روجرز جعل نيكسون يوقف جهود الوصول إلى تسوية مع السوفييت، واقتنع بحجة مستشار الأمن القومي آنذاك هنري كيسنجر، الذي لم يكن تولى بعد حقيبة الخارجية، من أن الولايات المتحدة لا يجب أن تدفع إسرائيل لتقديم تنازلات طالما استمرت مصر، الدولة العربية القائدة، في انحيازها للسوفييت.
وفي صيف 1970، انشق نيكسون عن آراء كيسنجر وسمح لروجرز بتقديم مبادرة أكثر محدودية لوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية المصرية على امتداد قناة السويس، التي أصبح للسوفييت ارتباطا عسكريا بها.
مبادرة "روجرز 2” التي دعت إسرائيل ومصر للاتفاق على وقف إطلاق نار لمدة 3 شهور، وإجراء مفاوضات تحت رعاية الوسيط الأممي جونار يارنج حظيت بقبول كلا الطرفين اللذين توقفا عن القتال في السابع من أغسطس 1970.
ومع ذلك، تضاءلت شهية نيكسون الدبلوماسية، جراء الجهود المصرية والسوفيتية لتحريك صواريخ مضادة للطائرات بالقرب من القناة، وكذلك بسبب التدخل السوري في الحرب الأهلية الأردنية.
وحتى فبراير 1971، كان موقف كيسنجر المناهض لمكافأة عملاء السوفييت هو المسيطر.
 وبالرغم من ذلك، فقد شهد عام 1971 تقديم الرئيس المصري آنذاك أنور السادات فرصة جديدة لادارة نيكسون لإبرام سلام عربي إسرائيلي.
واقترح السادات إعادة فتح مصر لقناة السويس إذا انسحبت قوات الدفاع الإسرائيلية من الضفة الشرقية للقناة، ووضع جدول زمني لمزيد من الانسحابات.
وأشار الرئيس السادات كذلك إلى استعداده للتخلي  عن أي ممارسات قتالية مع إسرئيل إذا انسحب جيشها إلى الحدود الدولية.
جهود روجرز باستثمار تصريحات السادات من خلال العمل تجاه تسوية مؤقتة، وجدت معارضة من الإسرائيليين، ولم تلق إلا القليل من الدعم سواء من كيسنجر أو نيكسون.
واعتقد كيسنجر أن الاقتراحات المصرية لتسوية مؤقتة، بجانب خطة السلام السوفيتية في سبتمبر 1971 سوف تلقى رفضا من الإسرائيليين، ولم يشأ أن يتسبب الخلاف على الشرق الأوسط في تقويض حدوث انفراج بين القوتين العظميين قبل قمة موسكو في مايو 1972.
وبالنسبة لنيكسون، تعزز هذا المنطق برغبة في تفادي حدوث أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قبل الانتخابات الرئاسية عام 1972.
وفي أعقاب قمة موسكو، التي تجنب فيها الأمريكيون والسوفييت عمدا مناقشة أوضاع الشرق الأوسط، اتخذ السادات خطوتين متزايدتين لدفع إدرة نيكسون إلى كسر الجمود العربي الإسرائيلي.
وفي يوليو 1972، قرر السادات طرد المستشارين العسكريين السوفييت من مصر، وفتح قناة اتصال خلفية مع كاسينجر من خلال حافظ إسماعيل مستشاره في الأمن القومي.
وفي فبراير 1973، التقى إسماعيل مع كيسنجر، مخبرا إياه أن مصر ستضحى مستعدة للتوقيع على اتفاق سلام منفصل مع إسرائيل قد يشمل نزع أسلحة الجانبين على الحدود الدولية، ونشر قوات حفظ سلام في مواقع حساسة مثل شرم الشيخ، على أن يكون تطبيع العلاقات بعد انسحاب إسرائيل من كافة المناطق التي غزتها عام 1967.
رد الفعل الإسرائيلي تجاه العرض المصري اتسم بالتردد، كما لم يبذل نيكسون وكيسنجر إلا القليل من الجهود لتغيير فكرهما.
ورغم الإحباط العام الذي اتسم به أداء السادات في تلك الفترة، وكذلك تحذيرات العاهل الأردني الملك حسين وليونيد بريجنيف الزعيم السوفيتي، ، اعتقد نيكسون وكيسنجر أن مصر وسوريا لا تقويان على مهاجمة إسرائيل نظرا لفارق ميزان القوى، وهي الرؤية التي كانت تحظى بدعم من معظم مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وفي خريف 1973، استقر الرئيس نيكسون وهنري كيسنجر على أن أي مبادرة دبلوماسية أمريكية ينبغي أن تنتظر لما بعد الانتخابات الإسرائيلية في أكتوبر.
الحرب وتداعياتها
في 6 أكتوبر، 1973، هاجمت مصر وسوريا القوات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.
 ورغم النكسات الأولية التي منيت بها إسرائيل، اعتقد كيسنجر ، الذي أصبح في ذلك الوقت يشغل حقيبة الخارجية،  بالإضافة إلى دوره كمستشار الأمن القومي، أن إسرائيل ما زال بإمكانها تحقيق نصر سريع.
 بيد أن كيسنجر كان يخشى من أن هذا المسار الذي يتخذه العرب قد يغري السوفييت بالتدخل لرفع أسهمهم في العالم العربي، وبالتالي يضر ذلك بالانفراج بين القوتين العظميين.
ولذلك، اقترح كيسنجر دعوة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى نهاية للقتال بين مصر وإسرائيل،  والعودة إلى حدود وقف إطلاق النار عام 1967.
 ووافق الاتحاد السوفيتي، الذي لم يكن متحمسا للتدخل من أجل عملائه بالشرق الأوسط، لكن المصريين رفضوا اقتراح وقف إطلاق النار.
وبدافع الرغبة في تفادي كل من هزيمة العرب والتدخل العسكري، بدأ السوفيت  إعادة تزويد مصر وسوريا بالأسلحة.
 وفي 9 أكتوبر 1973، في أعقاب فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في شن هجوم مضاد، طلب الإسرائيليون من الولايات المتحدة فعل نفس الشيء من أجلهم.
 وانطلاقا من  عدم الرغبة في رؤية إسرائيل مهزومة، وافق نيكسون، وبدأت الطائرات الأمريكية المحملة بالسلاح في الوصول إلى إسرائيل في 14 أكتوبر 1973.
ومع استمرار الجسر الجوي الأمريكي الإسرائيلي، انقلب مسار القتال ضد العرب.
 وفي 16 أكتوبر 1973، عبرت قوات الجيش الإسرائيلي قناة السويس، وبدأ السادات في إظهار الاهتمام بوقف إطلاق النار، ما دفع بريجنيف إلى دعوة كيسنجر لزيارة موسكو للتفاوض على اتفاقية.
وتفتق ذلك عن اقتراح أمريكي- سوفيتي لوقف إطلاق النار يعقبه محادثات سلام،  صدق عليه مجلس الأمن الدولي يوم 22 أكتوبر 1973 في القرار 338.
وبعد ذلك، طار كيسنجر إلى تل أبيب حيث أخبر الإسرائيليين عدم ممانعة الولايات المتحدة إذا رغب الجيش الإسرائيلي في  التقدم.
وعندما عاد كيسنجر إلى الولايات المتحدة، وافق على الطلب السوفيتي بالبحث عن قرار آخر لوقف إطلاق النار، وهو ما تبناه مجلس الأمن في 23 أكتوبر 1973.
ومع ذلك، رفض الإسرائيليون التوقف.
 وفي 24 أكتوبر 1973، بعث بريجنيف برسالة على الخط الساخن إلى نيكسون اقترح فيها إرسال الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي قوات إلى مصر لتنفيذ وقت إطلاق النار.
وهدد بريجنيف نيكسون إذا رفض الاقتراح قائلا: “سنكون في مواجهة الحاجة الملحة إلى دراسة مسألة اتخاذ قرار ملائم بشكل أحادي".
 وتمثل رد فعل الولايات المتحدة في وضع قواها النووية في حالة تأهب في 25 أكتوبر 1973.
ونهاية اليوم المذكور ، هدأت الأزمة عندما تبنى مجلس الأمن القرار 340، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار، وسحب كافة القوات إلى وضعها التي كانت عليه في 22 أكتوبر، ووضع مراقبين أمميين وقوات حفظ سلام لمراقبة وقف إطلاق النار.
 وفي هذه المرة، وافق الإسرائيليون على القرار.
وهكذا، انتهت حرب 1973 بانتصار إسرائيلي، لكن بتكلفة كبيرة على الولايات المتحدة.
 ولم تحبط الحرب الانفراج الأمريكي السوفيتي، لكنها جعلت الولايات المتحدة في مواجهة نووية أقرب مع الاتحاد السوفيتي أكثر من أي وقت منذ أزمة الصاروخ الكوبي.
الجسر الأمريكي الجوي مع إسرائيل جعل الدول العربية تحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة وبعض الأقطار الغربية الأوروبية، وهو ما تسبب في اضطراب اقتصادي دولي.
وكان المسرح مهيئا لكيسنجر لبذل جهود كبيرة في السلام العربي الإسرائيلي.
========================
امبركان انترست :بعد فشل الاتفاق مع روسيا: هل تلجأ واشنطن لفرض منطقة حظر جوي في سوريا؟
http://thenewkhalij.org/node/47591
04-10-2016 الساعة 10:57 | ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
من الممكن أن يكون إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا، وإن كان يصعب ترتيبها، نقطة محورية في إنهاء الحرب الأهلية المستمرة.
لن ينتهي الصراع في سوريا قبل أن يتم النجاح في وقف إطلاق النار. في الوقت نفسه، يتحدث مرشحو الرئاسة والسياسيون الآخرون في واشنطن حول خطط لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) دون الاعتراف أن الحرب الأهلية السورية توفر بيئة خصبة آمنة لـ (داعش) للعمل والتخطيط ونشر العنف عبر العالم. وتسببت الحرب الأهلية السورية في أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
تم إبرام اتفاقية 9 سبتمبر/ أيلول بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل توفير مسار لوقف الأعمال العدائية كخطوة نحو إنهاء الصراع. لكن وزير الخارجية «جون كيري» قد اعترف أن المفاوضات تستند إلى اعتقاد إدارة «أوباما» أن روسيا «لديها القدرة للضغط على نظام الأسد لإيقاف الصراع والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإحلال السلام». وهو ما يعني أن كل شيء يعتمد على النية الصالح لدى الأطراف المتشاركة، ومع روسيا فلا يوجد أي من هذا. وقد أدركت الإدارة الأمريكية ذلك في نهاية المطاف وقامت بتعليق المحادثات.
وقبل أسابيع من وضع اللمسات النهائية للاتفاقية، جهز بعض صناع القرار بالكابيتول هيل خطة (قانون قيصر لحماية المدنيين)، وهي خة تهدف للضغط على إدارة «أوباما» في أيامه الأخيرة باتجاه إنهاء الصراع، وتشمل الخطة مطلب أن يقدر الرئيس خلال 90 يومًا «الفاعلية المحتملة والمخاطر والمتطلبات العملية لإنشاء منطقة حظر جوي على كل سوريا والحفاظ عليها».
ومع وجود الكثير من المطالبات التي خرجت في الأشهر الأخيرة بوجود منطقة حظر جوي ومناطق إنسانية آمنة عن طريق العديد من السياسيين من بينهم المرشح لمنصب نائب الرئيس «تيم كين» والسيناتور «ديك روبين» وغيرهم، سيكون من غير المقبول من إدارة «أوباما» ألا تكون قد قامت بالفعل بهذا التقييم بنفسها.
تجارب الولايات المتحدة مع مناطق الحظر الجوي
تسعى كل إدارة جديدة أن تأخذ «نظرة خاصة» على أزمات السياسة الخارجية، مع الرجوع للخلف وتقييم الجهود الحالية، ووضع خيارات جديدة للعمل. ويمكن اعتبار إجراء منطقة الحظر الجوي تكتيكًا حديثًا يرجع إلى عهد الرئيس «جورج بوش الأب» وتم صقله خلال وجود الرئيس «بيل كلينتون» في المنصب.
وأول ما نفذت حكومة الولايات المتحدة منطقة حظر جوي كان في شمال العراق عام 1991، بعد أسابيع من إعلان وقف إطلاق النار الذي أنهى عملية عاصفة الصحراء، بعدما ثار الأكراد على «صدام حسين». ورد الطيران العراقي بصورة وحشية مما أدى لهرب الأكراد باتجاه تركيا، وأدى إلى أزمة إنسانية للاجئين الأكراد من العراق. ولحل هذه المشكلة، أعلن الرئيس «بوش» عدم السماح لأي طائرة عراقية بالطيران شمال العراق، وهكذا بدأت منطقة حظر جوي شمال العراق لمدة 12 عامًا.
واستمرت منطقة الحظر الجوي شمال العراق هادئة لسنوات قبل أن يرفض «صدام حسين» دخول لجنة تفتيش الأمم المتحدة لتفتيش مناطق مشكوك باحتوائها على نشاط تسليح نووي، وحدثت اشتباكات بين الدفاع الجوي العراقي وطائرات التحالف التي كانت تحلق في سماء العراق في عام 1998. وبدأت إدارة الرئيس «جوج دبليو بوش» دراسة خياراتها في العراق عام 2001 وتطوير نظام الجزاءات وتحسين فعاليته، ودراسة مخاطر منطقة الحظر الجوي وكلفتها العالية، لكن عدم الصبر، وليس الأداء السيئ، أدى إلى إنهاء الحظر الجوي واستخدام بدائل أكثر عنفًا وتكلفة.
بينما تقتصر خبرة إدارة «أوباما» بالحظر الجوي على ما تم في ليبيا عام 2011، في عملية حظر جوي بقرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 1973، ولكن من الأصح تصنيف العملية كحملة جوية. حيث استمرت طيارات التحالف بالتحليق لـ 7 أشهر فوق ليبيا، لا لتمنع طيران «القذافي» من التحليق، ولكن لقصف مناطق بهدف «حماية المدنيين» للمساعدة في سقوط «القذافي».
وتوفر النماذج السابقة قوالب مختلفة لمتطلبات تنفيذ منطقة حظر جوي، وكذلك الاحتياجات القانونية لمنع الطيران فوق دولة أجنبية، مثل سوريا. كما تعلمنا الدروس السابقة الحاجة إلى جهود دبلوماسية لإيجاد تحالف لفرض مناطق الحظر، والأهم من ذلك استمرار الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة.
المسوغ والقوة وبناء التحالف
في كثير من الأحيان يكون الحصول على مسوغ وتفويض لإنشاء منطقة حظر جوي هي العقبة الأصعب للتغلب عليها. وتكون مناطق حظر الطيران ممكنة عندما يكون هناك شبه إجماع بين القوى العالمية والجهات الإقليمية الفاعلة. وفي العراق، رغم أن قرار مجلس الأمن رقم 688 في 5 أبريل/ نيسان عام 1991 نص على إنهاء فوري للقمع والجلوس على طاولة المحادثات لضمان احترام الحقوق السياسية والإنسانية لكل مواطني العراق، ولم ينص صراحةً على منطقة حظر جوي، إلا أنّه تم استخدام القرار كمسوغ لذلك.
وفي ليبيا، كان هناك إجماع دولي غير مسبوق، بما في ذلك جامعة الدول العربية وروسيا والصين. وقبل العملية بأسبوع، قدم 9 من أصل 22 عضوًا بجامعة الدول العربية طلبًا بإنشاء منطقة حظر جوي. وبعد 5 أيام، صدر قرار مجلس الأمن رقم 1973، والذي خوّل الدول الأعضاء لعمل ما يلزم لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين المعرضة للهجوم في ليبيا، ومن بينها بنغازي، مع استبعاد تدخل أي قوة احتلال بأي شكل من الأشكال.
ومع هذه السوابق التاريخية، يتضح أن الخطوة الأولى والأهم، والتحدي الأصعب، هي خطوة إنشاء التحالف. ويمكن تخيل مبعوث خاص، مثل مبعوث هزيمة تنظيم الدولة، «بريت ماكجورك»، يحاول أن يجمع تركيا والأردن والسعودية وقطر والكويت والإمارات ومصر وفرنسا وبريطانيا وحلفاء غربيين آخرين، للانضمام معًا إلى تحالف لخلق مناطق آمنة، وفرض منطقة حظر جوي، ومناقشة إطار عمل لعملية عسكرية. بالطبع ستكون بعثة معقدة، لكنها الحل الوحيد الناجع على الأرض. ولن يكون الأمر ببساطة قرار من مجلس الأمن، لأن الصين وروسيا بالطبع سترفضان التعاون.
تحديد وتنفيذ المهمة
يجب تحديد الوضع النهائي كخطوة أولى لأي عملية عسكرية مخطط لها جيدًا. ونظرًا للظروف الجغرافية المعقدة التي تحيط بالصراع في سوريا، والدروس المستفادة من الصراعات التي طالت في الشرق الأوسط، والتي تخيم نتائجها على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فسوف يكون تحديد الوضع النهائي بشكل واضح أمرا في غاية الأهمية.
الوضع النهائي المأمول في سوريا ينبغي أن يصل إلى قبول «نظام الأسد» والمعارضة الجلوس إلى طاولة المفاوضات السياسية لإنهاء الصراع، والبدء في «حكومة انتقالية» مثلما نص بيان جنيف لعام 2012. وكانت روسيا والولايات المتحدة قد حاولتا التوصل إلى تسوية سياسية كغرض مشترك لوقف الأعمال العدائية في فبراير/ شباط 2016، كما أكدا مضاعفة الجهود للتوصل إلى التسوية السياسية في مايو/ أيار 2016. وعلى الرغم من هذه البيانات، شهد هذا الصيف ذروة العنف، وشمل أغلب العمليات العسكرية حول حلب. ورغم الانهيار السريع لاتفاق 9 سبتمبر/ أيلول بين الولايات المتحدة وروسيا بوقف الأعمال العدائية، إلا أنه من الواضح أن البلدين لديهما مصلحة مشتركة في انتهاء الصراع عن طريق المفاوضات، حتى وإن كانت وجهات النظر مختلفة حول مصير «الأسد». ولكن مع قصف روسيا لقافلة مساعدات وتجدد قصفها لحلب، فإن الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تجد صعوبة كبيرة في التوصل لاتفاق مع لاعب قوي لديه مجموعة مختلفة من الأولويات.
وخرجت اللجنة العليا للمفاوضات التي شكلتها المعارضة السورية بإطار عمل لحل سياسي، وذلك في 7 سبتمبر/ أيلول من هذا العام، لكن المجموعة الدولية لدعم سوريا فشلت في إقناع «نظام الأسد» بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولا ترغب الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولي حتى الآن التهديد باستخدام القوة ضد «نظام الأسد»، على الأقل منذ التهديد بضربة جوية في أغسطس/ آب عام 2013.
ولكن في حال تغيرت القناعات، سوف تكون هناك حاجة إلى منطقة حظر جوي لإجبار «نظام الأسد» بالجلوس على طاولة المفاوضات، بسحب أداة قوة مهمة من النظام. ويستخدم الأسدالهجمات العشوائية على المدنيين والأسواق والمستشفيات والمدارس ضمن أهدافه لجعل الأوضاع في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة غير صالحة للعيش. وفي تقرير للأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة، أعلنت عن وجود «دليل دامغ» على استخدام «نظام الأسد» للأسلحة الكيميائية، بالرغم من إعلان النظام عن تدميره لترسانته الكيميائية من قبل في 2013، ورغم بيان «إدارة أوباما» في 2014، أن إمدادات الأسلحة الكيميائية لدى «نظام الأسد» قد تم تحييدها.
تنهار آمال تنفيذ منطقة حظر جوي بسبب الاعتراضات الروسية. فهناك خطورة لحدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا إذا قررت أمريكا فرض منطقة حظر جوي. ولكن في الواقع، تملك الولايات المتحدة القوة الجوية الأقوى، وإذا أعلنت عن منطقة حظر جوي، فستلتزم روسيا بها، حيث أنّ المواجهة لن تكون في صالحها. وتتعارض عمليات الولايات المتحدة وروسيا طوال الصراع، مع دعم جهات متعارضة، ويمكن لفرض منطقة حظر جوي أن تتسبب في نشوب نزاعات بين الطرفين، وهو ما يتطلب تبادل بعض المعلومات حول القوى المدعومة لكل طرف، وهذا ما يمثل الجزء الفاشل في اتفاق 9 سبتمبر/ أيلول.
تدل تجارب الولايات المتحدة التاريخية أنّ لديها القدرة على فرض منطقة حظر جوي. ويشير التاريخ أيضًا أن فرض منطقة حظر جوي، نسبيًا، عملية قليلة التكلفة، ولا تقود لعملية برية، حتى وإن تم استخدام القوة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، أكثر من إجبار ديكتاتور عدائي لتقديم تنازلات سياسية، كما كان الحال في العراق. ولن يكون تطبيق منطقة حظر جوي بدون مخاطرة، بما يشمل اعتراضات روسيا أو أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بالنظام. ولكن مع هذه المخاطر، تشير تجربة الولايات المتحدة التاريخية أن التحدي الأكبر هو بناء تحالف. ولكن بناء التحالف المطلوب لفرض منطقة حظر جوي في سوريا سيكون حملًا ثقيلًا، دبلوماسيًا وسياسيًا، وهو ما يتطلب قرارًا من الإدارة الأمريكية. وبعد 5 سنوات ونصف من القتال في سوريا، فإنّ فرض منطقة حظر جوي ستكون واحدة من مجموعة أدوات لازمة لإنهاء الصراع، لكنها ستكون أداة محورية.
المصدر | أمبركان إنترست
========================
واشنطن بوست: إلى متى سيظل أوباما "يهلوس" حول سوريا؟
http://arabi21.com/story/951115/واشنطن-بوست-إلى-متى-سيظل-أوباما-يهلوس-حول-سوريا#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 04 أكتوبر 2016 06:06 م 0
كتب المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" ريتشارد كوهين، عن مبررات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهلوساته حول سوريا.
ويبدأ الكاتب مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالإشارة إلى ملاحظة مهمة في مقال لديفيد سانغر في صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي تحدث فيه عن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخارجية الغريبة، فكتب سانغر قائلا إن "روسيا تتراجع من ناحية الاقتصاد، حيث أصبح ناتجها القومي الإجمالي مثل الناتج المحلي لإيطاليا".
ويعلق كوهين قائلا إن "السؤال هو لماذا استطاعت تحدي الولايات المتحدة، القوة الاقتصادية العالمية الأولى، كما تحدث أوباما الأسبوع الماضي، الذي قال إن (لديها أعظم قوة عسكرية ومتفوقة بأميال)؟ لأن الولايات المتحدة لديها رئيس متردد، لدرجة الظهور بمظهر من لا قلب له".
ويقول الكاتب إن "الأزمة الحالية هي سوريا، وإنهاء حصار حلب، حيث تم ضرب مستشفياتها، بما يطلق عليها القنابل العنقودية، وتم استهداف بقية المراكز المدنية، وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبرين إن حلب تعرضت لقصف وضرب (بمستوى من الوحية لا يمكن لأي إنسان تحمله)، ومن المتوقع أن تقوم قوات النظام، مدعومة بحزب الله على الأرض، والطيران الروسي من الجو، بإنهاء المهمة".
ويشير كوهين إلى أن الأمم المتحدة نظمت الشهر الماضي قافلة إنسانية، تعرضت لقصف من قوات النظام السوري والروس، أو من النظام السوري بدعم من الروس، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ردت بالانتقام من هذا العمل، من خلال تعليق التعاون مع موسكو.
ويعلق الكاتب قائلا إن "رفض أوباما دعم مطالب وقف إطلاق النار، عبر القوة العسكرية، دفع وزير الخارجية جون كيري للتعبير عن حالة إحباط، واعترف بهذا لعدد من الدبلوماسيين، وتم تسريب كلامه بشكل سريع، الذي كشف، مثلما تكهن الكثيرون، عن معاضة لسياسة الرئيس".
ويستدرك كوهين بأن "ما فعله كيري يظل ثانويا، مقارنة بما فعله أوباما نفسه، فقد قاده الوضع الراهن إلى تقديم تفسيرات ذات طابع هلوسي، ويقوم بعصر الحقائق، ويخلط التواريخ، ويحاول إبعاد نفسه عن عقدة الذنب، ويبرئ نفسه من المسؤولية عن مقتل 500 ألف شخص، وتشريد 8 ملايين سوري في داخل سوريا وخارجها، تدفق عدد كبير منهم إلى أبواب أوروبا".
وينقل الكاتب عن أوباما، قوله: "في هذا الوضع، هل وضع عدد من القوات الأمريكية سيحسن الأمور؟"، ويعلق كوهين قائلا إن "سؤال أوباما ليس سيئا، لكن هناك سؤالا آخر: من اقترح هذا السؤال؟ لا أحد، فقد اقترح فريق أوباما على الأمن القومي مرة تدريب المقاتلين وتزويدهم بالأسلحة، إلا أن أوباما رفض الفكرة، ووصف المقاتلين بأنهم (حفنة من المزارعين السابقين، والأساتذة، والصيادلة، الذين تحولوا للمعارضة ضد النظام المتمرس بالحرب)، واستمع أوباما لمدير (سي آي إيه) ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، والقادة العسكريين، وقال لا، ورفض اقتراحاتهم".
ويلفت كوهين إلى أن أوباما انتقد في خطابه في فورت لي، الأسبوع الماضي، روسيا وسوريا، ويعلق الكاتب قائلا: "حسنا، لقد تلقى النظام الدعم من إيران وروسيا، ولم ينضم وكيل إيران في لبنان حزب الله، والروس إلا بعد وقت متأخر، أما أوباما فقد كان بإمكانه عمل شيء عندما بدأت الحرب عام 2011، وفي الحقيقة لمّح إلى أنه سيقوم بعمل ما، وقال في حينه: (حان الوقت لتنحي الأسد عن السلطة)، ولم يفشل في جعل رئيس النظام السوري بشار الأسد يتنحى فقط، بل إن قوات النظام لوّثت لاحقا (الخط الأحمر)، عندما استخدمت السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية عام 2013، حيث توصل الأسد وبوتين وغيرهما إلى نتيجة مفادها أن أوباما ضعيف".
ويقول الكاتب: "أتفهم أنه لا أحد يريد الاعتراف بالفشل، فقال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إنه لن يسامح نفسه لعدم تدخله في رواندا، وأعتقد أن أوباما سيفعل الأمر ذاته".
ويخلص كوهين إلى القول إن "الرئيس لديه الوقت ليتدخل، ويمكنه دعم وزير خارجيته، وبناء مناطق حظر جوي وممرات إنسانية، وقد يقوم بعمليات إنزال لمواد إنسانية، مثل الأدوية والأغذية، فالولايات المتحدة لديها طائرات في المنطقة تحارب تنظيم الدولة، ويمكن لأمريكا عمل هذا الأمر لأنها لا تريد الوقوف متفرجة على الأبرياء وهم يقتلون، ولأنها تستطيع القول للروس إن لديهم واجبا أخلاقيا لحماية الأرواح، فهذا ليس خطا أحمر، لكنه بيت القصيد".
========================
نيويورك ريفيو اوف بوكس  :آني سبارو :سلاح الكلورين في سورية ... أوبئة أو موت
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/17727061/سلاح-الكلورين-في-سورية-----أوبئة-أو-موت
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
لا غنى عن الكلورين - وهو مادة تستخدم في تنقية المياه وتعقيمها وفي صناعة الأدوية الحديثة - لحماية صحة الإنسان في عالم اليوم. والأوبئة الناجمة عن مياه ملوثة تتفشى في المناطق السورية المحاصرة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة. فالحكومة السورية تحرم حرماناً منظماً ودورياً المناطق هذه من وسائل تعقيم المياه. وحبس الكلورين عن السوريين ومنعهم من الحصول عليه هو سلاح دمار شامل غير مباشر. وعلى رغم أن قطــرات صغيرة من هذا السائل تنقذ الحياة البشرية، فإن تنشق كميات غازية كبيرة منها قد يؤدي إلى الوفاة في 30 دقيقة. فنظام الأسد حوّل عاملاً من عوامل الصحة العامة إلى أداة نشر الأوبئة والرعب.
 
الكلورين الخيِّر
الحياة الإنسانية وثيقة الاعتماد على المياه النظيفة. وفي الحضارات القديمة الهندوسية والسنسكريتية واليونانية والعهد القديم دار الكلام على سبل تنقية المياه ومحاولاتها. ولكن قتل الميكروبات التي تستوطن المياه كان متعذراً إلى حين اكتشاف الكلورين الخام في مطلع القرن التاسع عشر. وفي الولايات المتحدة يستخدم الكلورين في تنقية مياه الشفة منذ 1914. ورصد سير هامفري دافي عامل الكلورين الأساسي على شاكلة غاز في 1810، وأطلق عليه اسمه المشتق من اليونانية القديمة كلوروس، أي الأخضر الباهت. وقدرته على تعقيم المياه مردها إلى خصائص الأكسدة التي يتمتع بها. ولكن الكميات الكبيرة منه سامة وقادرة على قتل كل الأجناس الحية. وقدرة هذه المادة على التعقيم الصناعي لم تدرك قبل اكتشاف دور الجراثيم في الأوبئة. وكانت الأمراض تنسب إلى تسرّب مواد ضارة من المقابر والبلوعات والمستنقعات إلى المياه. وفي 1847، توسل إيغناك سملويس، طبيب هنغاري (مجري)، بالكلورين إلى تبديد رائحة الجثث عن يديه قبل زيارة جناح الأطفال في المنشأة الصحية حيث يعمل. وحمل العاملون معه على الأمر نفسه. فانخفضت نسبة الوفيات في الجناح هذا. ولكن مساعيه إلى توسيع استخدام الكلورين في الحفاظ على النظافة في المستشفيات، أخفقت ولفظها المجتمع الطبي. فأودع الطبيب في ملجأ المجانين (مستشفى الأمراض العقلية). وفارق الحياة بعد أسبوعين اثر إصابته ببكتيريا في الدم.
وبدأت موجات الكوليرا تتفشى في الغرب، اثر عودة زوار من حوض الغانج، وقضى الملايين في 6 موجات وبائية. وتستّر على تفشي الكوليرا في نيويورك في ثلاثينات القرن التاسع عشر (1830). ولكن خبر انتشارها بلغ الطبيب البريطاني جون سنو الذي كان أول من ربط بين تلويث المياه الآسنة مياه الشفة وبين الأوبئة القاتلة. والكلورين هو نواة الطب الحديث. ويستخدم في مكونات 90 في المئة من الأدوية الحديثة: المضادات الحيوية ومضادات المالاريا وأدوية الحساسية ومضادات الهيستامين والعلاج الكيماوي وأدوية خفض الكوليستيرول والبنج والأدوية الشائعة المخصصة لتخفيف الألم مثل تايلينول ومضادات الكآبة مثل كزانكس. ويستخدم كذلك في صناعة الكف المعقم وأنابيب غسل الكلى والتمييل وبزّات تحمي من إيبولا.
 
الكلورين السيّء
طوال عقود، استخدم الكلورين في سورية في تعقيم المياه وصناعة الدواء الذي يباع في الداخل والخارج. ولكن قبل أعوام من الثورة الشعبية في آذار (مارس) 2011، لم توفر الحكومة السورية الخدمات الطبية في المناطق التي لا تتعاطف معها سياسياً، وأمسكت عن تزويدها بلقاحات الأطفال والكلورين لتنقية المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي. وهذا ربما ساهم في اندلاع الثورة. واليوم، تفاقم هذا النازع إلى الحرمان من الكلورين في دير الزور والرقة ودرعا وضواحي دمشق وغيرها من المناطق الخارجة على قبضة الحكومة. وبضع قطرات من الكلورين تنقي المياه والأيدي ولكنها بعيدة المنال. وفي المناطق المحاصرة مثل الغوطة، تقطع المياه عنها عقاباً جماعياً. وآثار هذا الحرمان تتفاقم على وقع النزوح الجماعي واضطرار عشرة ملايين نسمة إلى ترك منازلها. وغالباً ما تنزل ثلاث أو أربع عائلات نازحة في منزل واحد شبه متداع ويفتقر إلى معايير النظافة. و642 ألف سوري يعيشون تحت الحصار. وتفشّى داء النغف، وهو التهاب ناجم عن شحّ المياه، في الغوطة العام الماضي، اثر قطع المياه عن المنطقة. وفي دير الزور مياه الشفة غير المعالجة بالكلورين تصل مباشرة إلى المنازل من نهر الفرات على بعد مئتي ياردة (حوالى 182 م) من أنبوب مجارٍ آسنة. فانتشرت هناك 30 ألف حالة من التهاب الكبد أ في البلاد في 2014. وراح ضحية الوباء عدد كبير من الأطفال.
وفي شباط (فبراير) المنصرم، دقت وزارة الصحة العالمية ناقوس خطر انتشار الكوليرا في سورية. وهذا الخطر تفاقم إثر إصابة أكثر من 500 شخص بإسهال حاد في حماة في منتصف آذار الماضي. ويساهم عدد من العوامل، منها غياب الرقابة، والافتقار إلى مختبرات تتقصى الكوليرا، وتستر وزارة الصحة الـسورية على الإصابات بهذا الوباء في 2005 و2009 وإخفاؤها معلومات عن ظهور شلل الأطفال في 2013، في انبعاث الكوليرا. وفيروس الالتهاب الكبدي «أ» (الوبائي) بلغ دمشق حيث المياه لا تزال معقمة. فعدد من زملائي أصيبوا به. والتيفوئيد متفش في دير الزور حيث ظهر الشلل في 2013. ومحافظة درعا أعلنت عن أكثر من مئتي إصابة بأمراض تصيب اليدين والرجلين والـــفم. وهذه الأمراض تنتقل إلى الأطفال. والجرب والقمــــل متفشيان، شأن عدد من الأمراض الوثيقة الصـــلة بتلوث المياه. ويقتضي التشخيص والعلاج فحوصــــات مخبرية ودواء وعزل. والحكومة السورية دمـــّرت مرافــــق العلاج في مناطق المعارضة وقطاع صناعة الدواء في حلب في 2012. وشلل الأطفال هو أكثــــر أمراض الطفولة فتكاً، ولم يكن لينتشر من جديـــد فـــي سورية لو لم يمنع السكان من الكلورين. فهـــذه المادة الكيماوية قادرة على القضاء عليه. وعلى سبيل المثل، على رغم أن الحرب مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات في العراق وتقطّع حملات اللقاح، لم يظهر شلل الأطفال هناك بسبب تعقيم المياه.
 
الكلورين القاتل
وإثر معاناة المدنيين من آثار قطع الحكومة السورية الكلورين عنهم، يعانون اليوم من انهمار كميات كبيرة منه عليهم تلقيها مروحيات النظام. ولم يُلزم الاتفاق الذي أبرمته موسكو مع واشنطن - وهو يقضي بتسليم سورية شطراً راجحاً من ترسانتها الكيماوية إثر الهجوم على الغوطة في آب (أغسطس) 2013 - الحكومة السورية تسليم مخزونها من الكلورين. فهو يستخدم في مشاريع مشروعة. ولكن النظام توسّل دورياً بغاز الكلورين سلاحاً حربياً، وانتهك معاهدة الأسلحة الكيماوية التي وقّعت عليها سورية. واستنشاق الكلورين المكثف يؤدي إلى صدمة قوية قد تكون قاتلة. ووفق لجنة التحقيق في سورية التابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممي، وتقرير صادر عن منظمة حظر السلاح الكيماوي صادر في 10 أيلول (سبتمبر) 2014، توسّل سلاح الكلورين في عشرة هجمات جوية في بلدات شمال سورية منها تلمنس وكفرزيتا وفي نيسان (أبريل) 2014. واستندت تقارير هذه المنظمة واللجنة إلى أدلة جمعها أطباء ينضوون في فريق عمل شبكة معالجة (آثار الهجوم) الكيماوي - البيولوجي. والقوات الحكومية السورية تملك من دون غيرها مروحيات قادرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات. وعلى رغم أن قدرة غاز الكلورين على القتل أضعف من قدرة غاز الخردل الذي قتل أكثر من 90 ألف نسمة في خنادق الحرب العالمية الأولى، وهو غاز بخس الثمن ولا يقتضي التوسّل به حيازة صواريخ مثل تلك المستخدمة في إلقاء السارين. وهو سلاح رعب شامل.
«وصل أطفال في ثياب النوم. الجدة فارقت الحياة، ولكننا لم نجد مكاناً نسجّي جثتها فيه أو نحفظها. فأجلسنا طفلين على جثتها في محاولة لإنعاشهما... كان معنا بالكاد ما يكفي من المياه لغسل المرضى أو أوكسيجين لإنعاشهم أو أدوات تنفس اصطناعي تنقذ الحياة. نزعنا ثياب الأطفال ومكثوا من غير ملابس...»، يروي الطبيب محمد تيناري ما حصل معه بعد هجوم كيماوي في آذار المنصرم. وفي الأعوام الأربعة الماضية، اعتبر النظام الأطباء العاملين في مناطق المعارضة إرهابيين، فاقتص منهم وسجنهم وأعدم بعضهم بتهمة معالجة من يحتاج العلاج أياً كان انتماؤه. وفاقمت وكالات الإغاثة الغربية والحكومات المانحة الضيم اللاحق بالأطباء والمرضى السوريين. فرفضت تزويدهم أبسط معدات الصحة العامة بذريعة جبه «داعش». ولكنها لم تتوقف عن تزويدهم مادة «أتروبين» التي تستخدم في إنعاش الحالات الطارئة. ويرى أطباء سوريون كثر أن هذه الخطوة تخالف المعايير الأخلاقية. ويرون أنها رسالة الحكومات الغربية إلى السوريين مفادها «نعرف أن حكومة بلادكم ستقتل أولادكم، ونحن لن نحرك ساكناً، ولكن على الأقل سنقول إننا ساعدنا». ويقول طبيب سوري إنه وزملاءه يستخدمون الأتروبين حين يعالجون آثار هجوم بالكلورين، على رغم أنه (الأتروبين) مادة تستخدم في حالات طوارئ «عادية». وهم لا يعرفون ترياقاً للكلورين، ولم يتعلموا في كليات الطب سبل علاج آثار الهجمات الكيماوية.
وتركيا مدعوة إلى فتح حدودها أمام اللاجئين والأطباء والمرضى ودعم مساعي جمع بيّنات على هجمات الكلورين. وغلق الحدود إجراء يفتقر إلى البصيرة. فالجراثيم لا تحتاج إلى تأشيرة أو جواز سفر لاجتياز الحدود.
 
 
* طبيبة، عن «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الأميركية، 7/5/2015، إعداد م. ن.
========================
واشنطن بوست :ليز سلاي: مستنقع سوري لا يثقل على جيب روسيا
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/17727052/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%86%D9%82%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AB%D9%82%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%8A%D8%A8-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ساهم التدخل الروسي في سورية، إثر مرور عام من العمليات الروسية الرامية الى دعم الحكومة السورية، في بلوغ موسكو أبرز هدفين من أهداف حملتها العسكرية. فسيطرة الرئيس الأسد على دمشق صارت في منأى من تهديد المتمردين الذين ثاروا عليه في السنوات الخمس الأخيرة. ورسخت موسكو دورها قوة إقليمية ودولية، وبرزت لاعبــاً حيوياً في تسوية الحرب السورية. لكن الهدف الثالـــث من التدخل الروسي لا يزال أثراً بعد عين. ولا يبدو أن الدعم العسكري الروسي للأسد يوجه ضربة قاضية وقاصــمة الى الثوار المعادين للأسد، ولا يرجح كفة موسكو في اتفاق تسوية. وعلى خلاف ما تنبأ الرئيس باراك أوباما حين شنّ الروس تدخّلهم قبل عام، لا مؤشرات الى غرق موسكو في «المستنقع» السوري. ولم تظهر علامات الوهن على الجيش الروسي. واليوم، تنفخ روسيا في زخم دعمها العسكري للأسد، ويتعاظم العنف وتكر سبحته.
والمفاوضات مع الولايات المتحدة انهارت على وقع تنديدات غاضبة، وبرزت شكوك تطعن في الجدوى المرتجاة من التعاون بين موسكو وواشنطن في سورية وتعبيده الطريق أمام طي النزاع. والمقاتلات الجوية الروسية تدعم دعماً شرساً عملية استعادة شرق حلب، وهي نواة دموية للنزاع على مقاليد سورية. وأمطرت القوات الروسية أحياء سكنية ومستشفيين في حلب بقنابل فوسفورية وعنقودية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن 338 شخصاً - منهم مئة طفل - قتلوا في غارات الأسبوع الماضي. وعدد الضحايا الى ارتفاع. وأعلن الكرملين أن روسيا لا تنوي تخفيف تدخّلها في سورية. وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن ثمار التدخل الروسي انعقدت. فتنظيمات إرهابية مثل «داعش» و»جبهة النصرة» المتحدرة من «القاعدة»، أخفقت في السيطرة على دمشق.
لكن وتيرة التقدم في مواجهة الثوار كانت أبطأ خارج دمشق. فالمعارك في شمال غربي محافظة اللاذقية مضت قدماً، لكنها تعثرت في جوار الحدود التركية. ومساعي إطباق الحصار على الجزء الذي يسيطر عليه الثوار في حلب - وهذا ما ترمي إليه الحكومة السورية منذ سيطرة الثوار على شطر المدينة الشرقي في 2012 - على حالها من البطء منذ عام. ويتكبد خسائر هذه العمليات مئات الجنود السوريين وعناصر ميليشيات لبنانية وعراقية تدعمها إيران.
وعلى رغم التضييق عليهم في حلب، يتقدّم الثوار في محافظة حماه، فهم سيطروا على سلسلة من البلدات ويتقدمون على بعد ستة أميال من مدينة حماه، التي كانت مركز احتجاجات سلمية ضد الأسد قبل أن تقمع. وتقدُّم الثوار يسلّط الضوء على مسألة بارزة: هل يسع الحكومة السورية والدعم الروسي إلحاق الهزيمة بالثوار؟ ويرى جيف وايت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن الفوز العسكري لا يزال بعيداً، لكن موسكو ترمي الى إحرازه تدريجاً. ويشير الى أن مواقع المعارضة السورية العسكرية لم تتحسن منذ ربيع 2015، والنظام لم تنزل به خسائر جسيمة مذاك. ويقول روبرت فورد، السفير الأميركي السابق الى سورية، أن لحظة طلب روسيا مخرجاً من سورية لم تحن بعد، على خلاف ما توقعت إدارة أوباما. فهذه حسِبت أن موسكو ستغرق في سورية وستطلب مخرجاً من المأزق السوري.
ولا شك في أن عدد القوات الروسية في سورية قليل، وشطر راجح منها من المستشارين. ومعظم العمليات ينفذها سلاح الجو الروسي. وكلفة التدخل الروسي في سورية تبلغ 3 ملايين دولار يومياً، أي شطر يسير من مجمل الموازنة العسكرية الروسية، ومقدارها 55 بليون دولار سنوياً. فسورية قد تكون «مستنقعاً، لكنها مستنقع (كلفته) مُحتمل(ة)»، يقول فورد.
وتسعى روسيا، على أقل تقدير، الى السيطرة على حلب قبل بدء مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة. وخسارة حلب تقصم ظهر المعارضة السورية وتسلبها السيطرة على مدينة سورية بارزة.
 
 
* مراسلة، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 30/9/2016، إعداد منال نحاس
========================
جيروزاليم بوست :قواعد لعبة «بوتين» في سوريا لاستعادة مجد السوفييت في الشرق الأوسط
http://thenewkhalij.org/node/47580
04-10-2016 الساعة 09:39 | ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
لماذا تضع روسيا نفسها في الجانب الخاطئ من التاريخ؟ لا أحد يشك أن التاريخ سيذكر «الأسد» كطاغية متوحش وروسيا على أنها حليفته الشريرة.
غطت أخبار القتال العنيف وتدمير حلب، ولاسيما الأحياء الشرقية، على أخبار الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يوجد القليل من المراسلين والمصورين الباسلين الذين يغطون أحداث سوريا، لكن الكاميرات تظل دائمًا في أماكن آمنة، لذا فإن ما نراه من دمار هو مجرد ومضات ودخان متصاعد لما بعد انفجار القنابل وسقوطها على المدن. وفي بعض الأحيان، تصل مقاطع الفيديو من الهواتف الذكية لتظهر أناس ضعفاء ومنهكين مصابين، يصرخون من الألم، ولا يجدون من يساعدهم.
هناك إجماع غربي أن الروس يساعدون حلفاءهم السوريين، قوات «بشار الأسد»، في قصف المدينة. ومع بعض التحفظات الدبلوماسية وخاصة من الأمم المتحدة، فمن المرجح أنهم قصفوا قافلة المساعدات الأسبوع الماضي. واستمع مجلس الأمن بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي لعاصفة من الانتقادات لروسيا من القوى الغربية. وقال  ت المندوبة الأمريكية «سامانثا باور» أنّه «بدلًا من السعي للسلام، تشعل روسيا والأسد الحرب، ويقصفون القوافل الإنسانية والمستشفيات وكل من يحاولون إبقاء الناس على قيد الحياة». وذهب مندوب المملكة المتحدة، «ماثيو رايكفورت» إلى أبعد من ذلك، قائلًا: «لقد أشعلت روسيا والأسد جحيمًا جديدًا في حلب. وتتحمل روسيا مع نظام الأسد القيام بجرائم حرب في سوريا».
وحين تم استدعاء المندوب السوري للحديث، انسحب «رايكفورت» بصحبة «باور» والمندوب الفرنسي، «فرانسوا ديلاتر». بينما نفى المندوب الروسي تورط روسيا.
لماذا تضع روسيا نفسها في الجانب الخاطئ من التاريخ؟ لا أحد يشك أن التاريخ سيذكر «الأسد» كطاغية متوحش وروسيا حليفته الشريرة. في الحقيقة، لا تشك روسيا في ذلك، لكنها تغطي أسبابها بأصغر ورقة توت من الإنكار.
ويسعى «فلاديمير بوتين»، شيئًا فشيئًا، أن يعيد لروسيا المجد والقوة اللذان كانت تتمتع بهما في عهد الاتحاد السوفييتي. واليوم، لا يتبقى من هذا الإرث الذي استمر لسنوات إلا ميناء طرطوس على الساحل الشمالي لسوريا على صغر حجمه وعدم مناسبته لاستقبال السفن الحربية الكبيرة، إلا أنه يمثل أهمية للإمدادات الروسية. وهذا هو المتبقي بعد القواعد السوفييتية في الإسكندرية ومرسى مطروح في مصر والتي أخلتها في نهاية السبعينات.
الحسابات السياسية والاستراتيجية للكرملين أكثر أهمية. ويرى «بوتين» أن التدخلات الغربية في الدول الأخرى تحت مسمى الإجراءات الإنسانية، هي قناع لأجندة خفية تمثل الإمبريالية الجديدة. وفي خطاب حاسم للجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، انتقد «بوتين» الغرب على عدم دعم «الأسد» في الحرب الأهلية السورية، واستخدم نفس المنطق في الحديث عن التدخل الغربي في أوكرانيا، حيث أشار إلى تدخل الأغراب الذين أعدّوا لانقلاب عسكري أدى إلى حرب أهلية.
ورغم رؤية «بوتين» للولايات المتحدة كمنافس عنيد ذو قوة عسكرية كبيرة لا بد من مراعاته في كل خطوة، لا يزال الرئيس الروسي مصرًا على دعم «الأسد»، مستندًا إلى تجربته السابقة في الشيشان في منطقة القوقاز.
وتعرضت الشيشان البالغ عدد مواطنيها أكثر من مليون شخص إلى مظلومية شديدة خلال كلًا من الحقبتين القيصرية والسوفييتية. وأعلنت الشيشان استقلالها عن الاتحاد السوفييتي بينما كان يتفكك في عام 1991. ولكن معارضة روسيا لصعود القوميين أشعل حرب الشيشان الأولى (1994-1996). وفي أواخر 1999، اشتعلت الحرب مرة أخرى في الشيشان، وكان وقتها «بوتين» رئيسًا للوزراء واتخذ كل القرارات بدلا من الرئيس «يلتسين» الذي كان مريضًا ذلك الوقت.
وخاض الجيش السوري المستعد جيدًا حربًا وحشية على كلا الجانبين، وحول معظم «غروزني» إلى ركام. وفي عام 2000، كانت روسيا قد قضت على غالبية المقاومة، واستمرت حرب العصابات حتى عام 2007، حينما تولى «رمضان قديروف» نجل الرئيس الشيشاني السابق والمدعوم من روسيا لرئاسة الشيشان، والذي مارس ديكتاتورية وحشية وفسادًا كبيرًا داخل الشيشان. وتم قمع الانفصاليين، وأعيد بناء «غروزني»، وظلت الشيشان على ولائها لموسكو.
ويعدّ ما حدث في الشيشان نموذجًا للحرب في سوريا، وغروزني مثالا لحلب. أي حديث للرئيس الروسي عن هدنة أو مفاوضات هو محض نفاق وتغطية دبلوماسية لما يفعله في سوريا، لكنه لا ينوي اتخاذ أي خيار سوى الحرب التي لا هوادة فيها ضد خصومه.
وكانت الحرب الشيشانية الثانية قد جعلت من «بوتين»، غير المعروف نسبيًا، بطلًا، ورفعت من شعبيته. وكانت مقدمة لتقديم الزعيم الروسي وسياسته التي اعتمد فيها على الحرب والقوة للحصول على شعبيته في الداخل. وكان الطريق معروفًا في القرم في أوكرانيا، والآن في سوريا. استخدام القسوة في الوصول إلى السلطة، وصناعة لاعب رئيسي في بلد تم تخريبها. حلب هي تمثيل لواقع السياسة الروسية.
المصدر | جيروزاليم بوست
========================
'واشنطن بوست': أمريكا ستوجه ضربات عسكرية ضد الجيش السوري
http://royanews.tv/news/101461/'واشنطن_بوست':_أمريكا_ستوجه_ضر
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الْيَوْمَ: إن الإدارة الأمريكية تدرس بشكل جدي إمكانية توجيه ضربات عسكرية ضد قوات النظام السوري؛ ردًّا على انتهاكه وقف إطلاق النار الأخير، ولمهاجمته المدنيين في حلب.
وبحسب مسؤول أمريكي فإن الضربات الجوية ستكون من دون إذن مجلس الأمن، وسيتم الالتفاف على قرار مجلس الأمن من خلال توجيه ضربات مجهولة بصواريخ "كروز" بعيدة المدى وطائرات حربية من دون الإعلان عن المسؤولية عن هذه الضربات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله: إن الخيار العسكري بات مطروحًا بشكل جدي على الطاولة، وسيجتمع الأربعاء مجلس الأمن القومي الأمريكي لمناقشة هذه الخيارات، لكن ما زال هناك تردد من الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الموافقة على هذا الخيار.
وأوضحت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية وهيئة الأركان المشتركة الأمريكية قد وافقتا على هذه المقترحات.
وكشفت الصحيفة عن أنه تم عقد اجتماعات أمنية يوم الأربعاء الماضي على مستوى عالٍ بين القادة العسكريين الأمريكيين، وتمت مناقشة توجيه ضربات عسكرية على النظام في سوريا؛ لتعطيل قدرات الأسد على قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، ودفع تكلفة مخالفاته للاتفاقيات السابقة، ولإجباره على الانصياع والجلوس على طاولة المفاوضات.
وذكرت أنه ربما يشارك الرئيس الأمريكي في اجتماع يوم غد الأربعاء للنظر في هذا الخيار وإعطاء الضوء الأخضر لتنفيذه.
وقالت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين: إن هناك مزاجًا سائدًا بين القادة الأمريكيين، بمن فيهم العسكريون، بضرورة توجيه ضربات عسكرية لتدمير مطارات الأسد ردًّا على جرائمه. كما أن هناك تحذيراتٍ جدية من وكالة المخابرات المركزية وهيئة الأركان المشتركة من أن سقوط حلب سيقوّض الحرب على الاٍرهاب بشكل كبير.
========================
بروجيكت سنديكيت :ندرة المياه وإشكالية سقي الشرق الأوسط
http://www.alghad.com/articles/1166962-ندرة-المياه-وإشكالية-سقي-الشرق-الأوسط
موحى الناجي*
 
فاس- يؤكد تقرير الأمم المتحدة لتنمية المياه في العالم ما يعرفه الكثيرون بالفعل: يواجه هذه السنة مئات الآلاف من الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -وخاصة في الجزائر، الأردن، ليبيا، المغرب، فلسطين، السودان، سورية، واليمن- أسوأ نقص في المياه منذ عقود. وهذا آخر شيء تحتاجه المنطقة وهي تسعى إلى تحسين النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة.
وقد أسهمت عوامل متعددة في الوضع الراهن، بما في ذلك تغير المناخ، والتصحر، وتلوث المياه، وسوء استخدام الموارد الطبيعية. وتفاقمت العديد من هذه التحديات بسبب عدم كفاية المعلومات، وضعف التعليم والاتصالات، الأمر الذي عزز انعدام الوعي -والالتزام الضعيف- بأهمية الممارسات الصديقة للبيئة. أضف إلى ذلك عدم ملاءمة استراتيجيات الحكومات للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها -التي تعاني في كثير من الأحيان من صراعات وأزمات أخرى -حيث صار الوضع مزرياً.
يشهد الجزائر، على سبيل المثال، أخطر موجة جفاف منذ خمسة عقود. ونظراً لاعتماد الزراعة في البلاد بشكل كبير على مياه الأمطار، أضف إلى ذلك البنية التحتية الهشة، فإن محاصيل الحبوب انخفضت بنسبة 40 % هذا العام. وعلى الرغم من ثروتها النفطية والغازية الهائلة، فقد فشل الجزائر في ضمان ما يكفي من الموارد المائية بأسعار معقولة لسكانها، ناهيك عن فرص العمل الضئيلة. ونتيجة لذلك، تشهد البلاد حالياً احتجاجات شعبية.
أما ليبيا فتواجه موجة كبيرة من عدم الاستقرار الناجم عن سنوات من الصراع الداخلي. وأدى انقطاع الكهرباء الناتج عن ندرة الوقود إلى خلل في توزيع المياه في البلاد، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى شراء نحو خمسة ملايين ليتر من المياه من الدول المجاورة في الصيف الماضي لتلبية احتياجات مواطني ليبيا.
ويعاني الأردن من نقص حاد في المياه، وخاصة في المدن الكبرى مثل عمان. وحسب التقديرات، فإن الأردن يمتلك احتياطات كافية من المياه لدعم مليوني شخص. غير أن عدد سكانه يتجاوز ستة ملايين، بدون احتساب نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يقيمون حاليا في البلاد.
في أوقات شح المياه، يكون اللاجئون أول من يشعر بالمعاناة. وقد خُفضت إمدادات المياه في العديد من مخيمات اللاجئين في كل من الأردن ولبنان، إلى الحد الأدنى -وهو القرار الذي يؤثر على الملايين من الناس الذين يعانون من الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة. وفي مخيم الركبان للاجئين على الحدود المشتركة بين الأردن وسورية والعراق، يحصل أكثر من 50.500 من السكان بالكاد على خمسة لترات يوميا للفرد لأغراض الطهي والشرب والغسيل.
والوضع في اليمن قاتم أيضاً؛ حيث يرزح تحت وطأة العنف الطائفي والحرب الأهلية، ويفتقر إلى حكومة فاعلة لإدارة الموارد المائية. ومن المحتمل أن تجف العاصمة صنعاء في عشر سنوات. ولا يحصل نصف سكان اليمن على المياه النظيفة، مما يؤدي إلى ضعف المحاصيل وتفشي الأمراض. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 14.000 طفل دون سن الخامسة يموتون من سوء التغذية والإسهال كل عام. وفي الوقت نفسه، يحفر المزارعون آبارا أعمق من أي وقت مضى من أجل الحصول على المياه -وحيث يصل عمق بعض الآبار إلى 500 متر- من دون أي تنظيم أو مراقبة.
قد يكون التدخل الحكومي الفعال بعيد المنال في اليمن، ولكن هذا ممكن -بل وضروري- في باقي بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بداية، يجب على الحكومات الوطنية أن تعمل على تحديث الممارسات الزراعية، بما في ذلك تدريب المزارعين وإدخال أدوات الري الأكثر كفاءة. كما أن تقليل اعتماد المزارعين على مياه الأمطار أمر ضروري.
اتخذت بعض الدول -ومنها المغرب والأردن- بالفعل بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه. وبذلت الحكومة المغربية على وجه الخصوص جهوداً كبيرة لتطوير مواردها المائية، بما في ذلك بناء السدود.
ولكن، ما يزال الطريق طويلاً لبلوغ الأمن المائي. وتبقى كفاءة توزيع المياه في المغرب منخفضة -60 % منها فقط مخصصة لأغراض الري. وبالنسبة لبلد شهد أكثر من 20 حالة جفاف منذ 35 عاما، فهذه مشكلة خطيرة. والخبر السار هو أن البنك الأفريقي للتنمية وافق مؤخراً على قرض للمغرب بأكثر من 88 مليون يورو لتمويل مشروع يهدف إلى تحسين نوعية توزيع المياه.
ويشير هذا الوضع إلى نقطة حاسمة: لا توجد دولة واحدة تستطيع أن تحل المشكلة وحدها. وهناك حاجة ماسة للتعاون الإقليمي والدولي. ويجب على بلدان المنطقة دعم بعضها البعض في تنفيذ برامج على غرار ما تم القيام به من تجارب في أماكن أخرى.
وعلاوة على ذلك، ينبغي تخصيص استثمارات إضافية -ممولة من مصادر محلية ودولية- لإصلاح البنية التحتية القديمة للمياه، فضلاً عن مشاريع جديدة، مثل بناء السدود وخزانات المياه المُصَممة بشكل جيد. كما يجب بذل جهود قصوى لحماية موارد المياه الحالية.
وهنا يكون للمواطنين دور مهم يقومون به. أولاً، لا يقتصر الأمر على ضرورة استخدام المواطنين المياه بعقلانية أكثر، وإنما يجب عليهم الوعي بكيفية الحماية من مخاطر الكوارث المرتبطة بالمناخ.
وبالنسبة للقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، فإن رفع مستوى إدارة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثل فرصة كبيرة للاستثمار في توفير خدمات المياه والتكنولوجيا ذات الصلة. ويقدر حجم السوق الإقليمية لتعزيز المرافق الصحية المحلية والخدمات المتعلقة بالمياه بأكثر من 200 مليار دولار. وستكون المشاريع التي تهدف إلى تلبية هذا الطلب بمثابة استثمار ذكي.
لكنّ على الحكومات اتخاذ الخطوات الأولى. وإذا لم تتخذ إجراءات وقائية للحفاظ على احتياطي المياه وتوحيد العرض، سوف تستمر معاناة السكان الأكثر عزلة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى اضطرابات -أو ما هو أسوأ. وإذا لم يتم فعل أي شيء لمواجهة التحديات المائية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن تلك التحديات قد تشعل الحروب في المستقبل.
في الاجتماع المقبل لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ، الذي سيعقد في المغرب في تشرين الثاني (نوفمبر)، ينبغي أن يكون الماء في أعلى قائمة جدول الأعمال. وبالنظر إلى أن أكثر من 80 % من المساهمات الوطنية لمكافحة تغير المناخ من قبل دول الجنوب تركز على تحديات شح المياه، فإن العمل المنسق من جانب الحكومات والجهات الفاعلة الدولية لم يعد من الممكن تأجيله.
 
*رئيس مركز الشمال والجنوب للحوار بين الثقافات ودراسات الهجرة في المغرب، وأستاذ الدراسات الثقافية في جامعة فاس. من آخر كتبه "آفاق جديدة لمسلمي الشتات في أميركا الشمالية وأوروبا" و"المهاجرون المغاربة المسلمون في أوروبا".
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
========================
فيرا ميرونوفا؛ ومحمد حسين - (فورين أفيرز) 26/9/2016 :سقوط "داعش": لماذا أصبح المقاتلون الأجانب عقبة؟
http://www.alghad.com/articles/1166992-سقوط-داعش-لماذا-أصبح-المقاتلون-الأجانب-عقبة؟
فيرا ميرونوفا؛ ومحمد حسين - (فورين أفيرز) 26/9/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
على مدى السنوات القليلة الماضية، ظل أحد عناصر تكوين "داعش" يلوح بقوة في مخيلة الجمهور: قدرة التنظيم على استقطاب المقاتلين الأجانب. ويبدو أن هذا الانتباه كان منطقياً؛ فهناك شيء مرعب بشكل خاص في فكرة تحشيد إرهابيين قساة لا يرحمون من كل زوايا العالم لإهلاك السكان المحليين في العراق وسورية، ولمساعدة "داعش" على كسب المزيد من الأرض بسرعة كبيرة. كما شغل المقاتلون الأجانب أيضاً بال الحكومات الغربية التي وجدت نفسها في مواجهة احتمال عودة الجهاديين الذين عركهم القتال إلى الديار. أما الآن، بعد ثلاث سنوات من حرب "داعش"، فقد أصبح سلاحه الذي كان هائلاً ذات مرة يهدد بقطع اليد نفسها التي تطعمه؛ وأصبح المقاتلون الأجانب يتحولون سريعاً إلى واحدة من أكبر العقبات التي يواجهها التنظيم.
كان ينبغي أن يكون واضحاً منذ البداية أن المقاتلين المحليين والمقاتلين الأجانب ينطوون على أهداف مختلفة. وكان موقف "داعش" الرسمي هو أن كل المقاتلين متساوين، لكن التوترات بين الجماعات لم تذهب دون أن يلاحظها أحد. ومع ذلك، ظلت الديناميات الداخلية للمجموعة مستقرة نسبياً لأنها كانت تحقق النجاح في ساحة المعركة وفي إنتاج النفط. أما الآن، بعد أن لم يعد "داعش" غنياً وقوياً كما كان ذات يوم، فإنه لم يعد قادراً على شراء ولاء الجميع. وقد تكوّن انقسام داخلي كبير في صفوف المجموعة مسبقاً، والذي يلحق ضرراً بالغاً بأدائها العسكري. وفي العراق وحده، خسر "داعش" كل المعارك الثلاث التي خاضها، إلى جانب فقدان السيطرة على بلدتين وأكثر من 30 قرية.
وفقاً لمقاتلي "داعش" المحليين، فإن المقاتلين الأجانب يسببون من المتاعب أكثر مما يفيدون في الواقع. وقد أسفرت عدم قدرة -أو عدم رغبة المقاتلين الأجانب في التعاون مع المقاتلين المحليين عن تكوين سباقات قاتلة من أجل المال والسلطة. وفي تموز (يوليو) 2015، على سبيل المثال، قام متشددون ألبان وروس من "داعش" بقتل ثلاثة مقاتلين محليين وجرح عدة مقاتلين آخرين في حقل علاس النفطي جنوب كركوك، وهو نقطة عبور لعمليات تهريب نفط "داعش". وذكر مقاتلون محليون من "داعش" أن الجماعتين تقاتلتا بسبب خلاف حول الاستراتيجيات العسكرية المفترضة على خط الجبهة بالقرب من ناحية العلَم، وأن المقاتلين المحليين رفضوا إطاعة أوامر ضابط أجنبي. لكن السكان المحليين في المنطقة لا يقبلون بهذا التوصيف. ويعتقد معظم المحليين أن الصراع كان على نقود النفط. وقال مزهر عباس، من بلدة العباسية التي يسيطر عليها "داعش"، والذي كان يعمل سائقاً لشاحنة صهريج لنقل النفط في المنطقة: "إحدى المجموعتين، والمكونة من المتشددين العراقيين، باعت النفط لسائقي شاحنات الصهاريج الذاهبين إلى سورية عبر الموصل، وأخذت مجموعة أخرى رشاوى لجعل هؤلاء السائقين يذهبون، لكن المقاتلين الأجانب حاولوا وقف الشاحنات لإجراء تدقيق إضافي. لقد تقاتلوا فقط على المصالح التجارية".
وفي حادثة أخرى، والتي وصل فيها النزاع بين المقاتلين الأجانب ونظرائهم المحليين فعلياً إلى محاكم "داعش"، ضغط المقاتلون الأجانب على القضاة لإصدار أحكام قاسية (مثل عقوبة الإعدام) في حق المقاتلين المحليين الذين يختلفون معهم.
كما أنه ليس سراً أن "داعش" مارس لفترة طويلة سياسة التمييز المؤسسي في مراتبه العسكرية: فقد اعتمد المركز الذي يشغله المقاتل في التنظيم الهرمي على جنسيته. وشغل الأميركيون والأوروبيون والشرق أوروبيون (بمن فيهم الروس والشيشان) مراكز إدارية متوسطة في مصانع العبوات الناسفة ومعسكرات التدريب والقواعد العسكرية على خطوط الجبهة؛ بينما تم استخدام المقاتلين "الصينيين" (أي القادمين من آسيا الوسطى) لتنفيذ العمليات الانتحارية بشكل أساسي. وتم تقسيم العرب الأصليين إلى مجموعتين -أولئك الذين يحتلون مراتب القيادة العليا، وأولئك الذين يشغلون أدنى المراتب الممكنة في الهرم.
دام هذا التسلسل الهرمي نحو سنتين، لكن معركتين وقعتا مؤخراً أفضتا إلى تغيير هذا الترتيب بشكل كبير. ففي المعارك التي جرت في سنجار والبشير، تمكن الجنود الأجانب من إقناع قيادة "داعش" بأنهم مؤهلون لتنظيم وقيادة القتال. (كانوا يدركون بالتأكيد أن من شأن ذلك أن يساعدهم في كسب المكانة العسكرية والحصول على غنائم الحرب -بما فيها النساء والسيارات والمواد الغذائية). ووافقت قيادة "داعش" على جعل الجنود الأجانب يديرون المعركتين، لكنهما لم تكونا أقل من كارثتين كاملتين.
يوم 10 نيسان (أبريل) 2016، عمد المقاتلون الأجانب (الروس، والقوقاز، والصينيون والشيشان)، والذين كان يفترض أن يقودوا القتال في البشير، إلى الهرب قبل أربع ساعات من دخول قوات البشمرغة وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية إلى القرية. وترك هؤلاء المقاتلون الأجانب رفاقهم من المقاتلين المحليين بلا ذخيرة، ولا إمدادات، ولا أسلحة متقدمة يواجهون بها الهجوم البري. وكانت المعركة فشلاً ذريعاً –حيث قُتل العشرات من مقاتلي "داعش"، وفقد التنظيم أكثر من أربع قرى استراتيجية بالقرب من مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وكانت المعركة في سنجار، التي قادها مقاتلو "داعش" الفرنسيون والروس والأميركيون، أكثر سوءا. فقبل أيام عدة من بدء المعركة، سرق أحد مقاتلي "داعش" الأوروبيين مبلغ 70.000 دولار واختفى، تاركاً بقية أفراد الميليشيا مع القليل من الذخيرة والإمدادات الغذائية وقوات الدعم الاحتياطية. ولم يصمد المقاتلون هناك يوماً واحداً. وقال أحد مقاتلي "داعش" المحليين، والذي كان يقود شاحنة صغيرة "بك-أب" خلال تلك المعركة: "إنهم (المقاتلون الأجانب) لم يخسروا سنجار؛ لقد باعوا سنجار بدلاً من الدفاع عنها".
يعزز هذا السلوك الجبان للمقاتلين الأجانب الشكوك العميقة بين المقاتلين والسكان المدنيين المحليين، وقد أصبحت نظريات المؤامرة وفيرة. فقد اعتقد المقاتلون المحليون ذات مرة أن المقاتلين الغربيين كانوا مؤمنين حقيقيين، وعلى درجة عالية من الحِرفية، ومتعلمين حتى النخاع. لكن السكان المحليين أصبحوا ينظرون الآن إلى هؤلاء المقاتلين الأجانب كلصوص وبلطجية؛ والتفسير "العقلاني" الوحيد هو أن هؤلاء المقاتلين الأجانب يعملون في الحقيقة لدى حكوماتهم. ويشرح ضابط سابق في الجيش العراقي: "هناك الكثير من الإشاعات الدائرة في الحويجة، والتي تقول إن أعلام المقاتلين الأجانب تحتوي على مادة فسفورية تقوم بإرسال إشارات إلى طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولذلك، لا تقوم هذه الطائرات بقصف القواعد التي يعملون فيها".
في نهاية المطاف، كانت المعارك في البشير وسنجار عذراً مثالياً حتى يشرع المقاتلون المحليون في استعادة المناصب الإدارية والعسكرية الحساسة في الخطوط الأمامية في محافظة نينوى (بما فيها الموصل). لكن المقاتلين الأجانب لم يكونوا على استعداد للتخلي عن هذه المناصب. وفي آب (أغسطس)، أفضى نزاع بين جماعات محلية ومجموعة فرنسية من مقاتلي "داعش"، والتى أرادت كل منها تولي إدارة المكاتب الإدارية في منطقة باب الطوب، إلى تبادل لإطلاق النار في سوق مزدحم في الموصل.
في النهاية، أضفى قادة "داعش" الاستقرار على الوضع في العراق عن طريق إزالة المقاتلين الأجانب تماماً من المناصب الإدارية والسياسية، وتحويلهم إلى الأعمال المتصلة بالاستخبارات، ومصانع العبوات الناسفة، والمهام الفنية. وفي بعض المناطق، لجأوا حتى إلى إسكان المقاتلين الأجانب في القرى الريفية البعيدة من أجل الإبقاء على تفاعلهم مع السكان المحليين في أدنى حد ممكن. وفي الرد على ذلك، لجأ المقاتلون الأجانب المحرومون من الامتيازات إلى تنفيذ أعمال صغيرة من التخريب. وفي أيلول (سبتمبر)، قام عضو سعودي من "داعش" بتفكيك نفق رئيسي كان يصل وسط بلدة الشرقاط بمنطقة شقرة. وكان ذلك النفق طريقاً لهروب مسلحي "داعش"، لكنه دمره بعد أن عبر منه هو نفسه، جاعلاً من الهوة بين الأجانب والمحليين أكثر اتساعاً.
ليست المنافسة على السلطة بين المحليين والمهاجرين شيئاً جديداً في الشرق الأوسط. فعندما توفي النبي محمد في العام 632 الميلادي، شرع المحاربون المسلمون من مكة والسكان المحليون من المدينة في التصارع على قيادة الدولة الإسلامية الناشئة حديثاً. وفي نهاية المطاف، فرض المقاتلون الأجانب من مكة إرادتهم وعينوا أبا بكر الصديق خليفة.
وعلى الرغم من أن التاريخ ربما يخدم اليوم في إلهام المقاتلين الأجانب وتحفيزهم، يبدو أن الصراع الراهن سيتكشف عن شيء مختلف تماماً. فعلى الأرجح، سوف يستمر المقاتلون الأجانب في فقدان السلطة. وبينما ينحدرون بمستوى القتال، فإنهم سيأخذون "الدولة الإسلامية" معهم في ذلك الطريق.
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: The Downfall of ISIS: Why Foreign Fighters Have Become a Liability
========================
معهد واشنطن :المشاكل تلوح في أفق "إقليم كردستان العراق"
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/trouble-brewing-in-iraqi-kurdistan
بلال وهاب
متاح أيضاً في English
30 أيلول/سبتمبر 2016
في 29 أيلول/سبتمبر، ترأس مسعود برزاني، رئيس "حكومة إقليم كردستان"، وفدًا إلى بغداد - في زيارة نادرة قد تساهم في تكثيف الجهود لتحرير الموصل والتخفيف من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعانيها الإقليم. فالبرلمان الكردي لم يعقد أي اجتماع منذ نحو عام، كما أن الاقتصاد يواجه صعوبات بسبب سوء الإدارة وأسعار النفط المنخفضة وأزمة قائمة منذ فترة طويلة مع الحكومة المركزية في بغداد إضافةً إلى الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". ونتيجةً لذلك، نزل أساتذة وموظفون حكوميون آخرون غاضبين إلى الشوارع احتجاجًا على عجز"حكومة إقليم كردستان" عن تسديد رواتبهم. وفي حال كانت الولايات المتحدة وشركاء آخرون يأملون دعم إحدى روايات الشرق الأوسط  التي تَعدُ بنجاح أكبر، سيتعيّن عليهم إشراك أكراد العراق بشكل أكبر حتى في المسائل السياسية والاقتصادية. وتبدو الحاجة ملحّة لا سيما مع اقتراب الحملة لتحرير الموصل - حيث من المزمع أن تضطلع قوات "البشمركة" الكردية بدور أساسي في استعادة الموصل وسهل نينوى، هي قوات تضمّ نحو 160 ألف مقاتل يقومون بدوريات على طول الحدود مع الأراضي الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية" والممتدة على ألف ميل.
سياسة داخلية متصدّعة
شكّل العقد المنصرم فترةً واعدة لتعزيز السياسة الكردية القائمة على التعددية والتنافسية. وقد دعم هذه العملية تدفق البترودولارات إلى "حكومة إقليم كردستان". كما أن خطوط الأنابيب بدأت أساسًا بتصدير النفط الكردي عبر تركيا، وقد تتمكّن في نهاية المطاف من نقله عبر إيران أيضًا.
لكن في الوقت نفسه، كانت مجموعة من المشاكل الاقتصادية والسياسية تكبّل "حكومة إقليم كردستان". فمنذ العام 2014، طالب برزاني و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يقوده ويتّخذ من أربيل مقرًا له بالاستقلال عن بغداد باعتباره العلاج الشافي لهذه المشاكل. وفي موازاة هذا المسعى لإجراء استفتاء على الاستقلال، يبرز احتمال أن تشهد "حكومة إقليم كردستان" انقسامًا حادًا بين إقطاعيْن متناحريْن ترأسهما عائلتا برزاني وطالباني. وفي الوقت الراهن، أبقى الحزبان المنافسان لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" - "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"حركة التغيير" (كوران) ومقرهما في السليمانية - خطابهما حول الانفصال عن بغداد هادئًا، لكنهما واصلا اتهام برزاني بالانحياز الحزبي وفي المقابل عكّرا صفو الأجواء في الحكومة.
وتقوّض هذه الانقسامات السياسية وغيرها تطلّعات "حكومة إقليم كردستان" سواء للتمتّع بحكم ذاتي أكبر أو بالاستقلال التام. لكن تراجع مستوى الديمقراطية والحوكمة الضعيفة لا يزالان يطرحان مشكلة - فشبكتا المحسوبية في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" تميلان إلى السطوة أكثر منها إلى سيادة القانون، كما أن الولاءات لقوات "البشمركة" غالبًا ما تنقسم بحسب الخطوط الحزبية. وفي غضون ذلك، أقفل البرلمان أبوابه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015 بسبب خلاف حول ولاية برزاني الرئاسية (فعندما انتهت ولايته الثانية العام الفائت، برز خلاف حول ما إذا كان يجب التمديد له أو استبداله عبر إجراء انتخابات). كذلك، يتسبّب هذا الخلاف بتدخّل تركيا وإيران، ما يجعل الشرخ بين الأكراد أكبر.
الأزمات الاقتصادية
يُعتبر واقع الموازنة المحرّك الرئيسي خلف هذا الصراع السياسي. فمع انهيار أسعار النفط، باتت الأحزاب الكردية تتصارع على القضمة الأخيرة من فطيرة آخذة في التقلص. وفي الوقت نفسه، ترزح تحت وطأة الضغوط بسبب استياء شعبي إزاء إخفاقها التام خلال السنوات التي كانت فيها إيرادات النفط مرتفعة، عندما كان يجدر بالحكومة أن تعمل على تسهيل تطوير اقتصاد قائم على القطاع الخاص وغير نفطي ومؤسسات فاعلة على السواء. والآن مضت أشهر على تخلّف "حكومة إقليم كردستان" عن تسديد رواتب الموظفين الحكوميين، ما يؤدّي إلى تظاهرات وإضرابات غاضبة.

كما تطرح الأزمة المالية خطرًا على قطاع النفط والغاز. ونظرًا إلى أن "حكومة إقليم كردستان" غالبًا ما تأخّرت أو تخلّفت عن تسديد المدفوعات المستحقة إلى شركات النفط الدولية العاملة في أراضيها، هدّدت بعض الشركات بتعليق عملياتها أو مغادرة الإقليم بشكل كامل.
وعلى نطاق أوسع، لا يساهم وضع "حكومة إقليم كردستان" داخل العراق في منحها ميزات كثيرة على الصعيد الاقتصادي، على غرار السياسة النقدية أو الحصول على ائتمانات، لذا فهي مرغمة على تسديد ديون متراكمة تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار - وهو مبلغ يوازي تقريبًا إجمالي ناتجها المحلي السنوي. وقد شبّه نائب رئيس الوزراء في "حكومة إقليم كردستان" قباد طالباني مرارًا هذا الوضع المالي السيئ بـ"التسونامي".
العلاقات مع بغدا
في العام 2014، قرّر رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي خفض حصة "حكومة إقليم كردستان" البالغة 17 في المائة من الموازنة الاتحادية (12 مليار دولار خلال 2014) بعدما عجز الأكراد عن تسليم إيراداتهم النفطية. وتسبّبت هذه الخطوة، إلى جانب المطالب الاقتصادية جراء اجتياح "الدولة الإسلامية" وأزمة اللاجئين الناتجة عنه، بإضعاف اقتصاد "حكومة إقليم كردستان" وأوصلت علاقات الأكراد مع بغداد إلى حائط مسدود.
ومنذ ذلك الحين لم تهدأ التوترات ولم يتوقّف تبادل الاتهامات. وفي 21 أيلول/سبتمبر، سحب البرلمان الاتحادي في بغداد الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري، وهو مسؤول كردي رفيع المستوى كما أنه خال برزاني. وقد حمّل زيباري مسؤولية هذه الخطوة للمالكي الذي حافظ على نفوذه السياسي رغم استقالته قبل عاميْن. وكانت الحادثة لتقوّض العلاقات بين أربيل وبغداد بشكل أكبر، لكن بدا أن برزاني نزع فتيل التوترات من خلال زيارته العاصمة بعد أسبوع، في أول جولة مماثلة يجريها منذ ثلاث سنوات. واستنادًا إلى حسابات برزاني، قد يساهم دعم حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي في الحؤول دون عودة المالكي إلى الحكم.
وفي السابق، تميّز السياسيون الأكراد بإظهار الوحدة بشكلٍ مستمر في بغداد بغض النظر عن خلافاتهم في الداخل. بيد أن هذه لم تعد هي الحال. وبخلاف "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، صوّت النواب الأكراد من حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"حركة التغيير" لصالح الإطاحة بزيباري إثر تهم بالفساد وسوء الإدارة. ويبدو أن للمالكي دورًا في هذه الديناميكية من خلال التودّد إلى هذيْن الحزبيْن في السليمانية، ما دفع ببرزاني إلى التخفيف من حدّة ردّ فعله إزاء سحب الثقة من خاله خوفًا من تعزيز مناورات المالكي ضدّ العبادي. يُذكر أنه حين زار المالكي "حكومة إقليم كردستان" في تموز/يوليو، توقّف في السليمانية وليس في أربيل. وهذا الأسبوع، ردّ برزاني الصاع صاعيْن حيث التقى العديد من القادة العراقيين في بغداد وعكف عن رؤية المالكي - وليست هذه الخطوة مفاجئة نظرًا إلى أن ابن شقيق المالكي، وهو عضو في البرلمان، دعا إلى اعتقال برزاني ما إن يحطّ في بغداد
وبالنسبة لكلّ من "حركة التغيير" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، يبدو أنهما على قناعة بأنهما خسرا أي فرصة لفرض كامل سيطرتهما على أربيل، لذا عاودا التركيز على تعزيز موقفهما في السليمانية وحمّلا مسؤولية كافة الأزمات التي تعانيها "حكومة إقليم كردستان" إلى "الحزب الديمقراطي الكردستاني". وفي حال لم يُصر إلى حلّ هذه المسألة وواصلت هذه الثغرات اتساعها، قد تستقلّ السليمانية على نحو متزايد عن أربيل
كما اتسعت رقعة المشاكل السياسية في الإقليم لتطال السياسة العراقية وبشكل أكبر سياسة المنطقة. ولطالما سعت إيران وتركيا إلى ملء الفراغ السياسي الذي تركه انسحاب أمريكا من العراق، وبخاصةٍ منذ تصاعد وتيرة الحرب الأهلية في سوريا. وبفضل اتفاق خط أنابيب مع تركيا، من جملة أمور أخرى، هيمن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" على السياسة الكردية لبعض الوقت ويميل إلى إظهار لُحمة داخلية أكبر من منافسيه. في المقابل، فإن حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" منقسم داخليًا ويتنافس مع "حركة التغيير" للسيطرة على السليمانية، علمًا بأن إيران تحثّ الطرفيْن بشكل مستمر على الوحدة بغية محافظتها على ميزان القوة مع تركيا
الفرص المستقبلية
يمكن أن يصبح الأكراد أصحاب القرارات من جديد في العراق، وهو دور كان منحهم ميزةً ومكانةً كبيرتيْن في مراحل مختلفة منذ العام 2003. واليوم، يتمتّع برزاني مجددًا بميزة مهمة على بغداد، بما في ذلك مشاركة قوات "البشمركة" في تحرير الموصل واستخدام شبكات خطوط أنابيب "حكومة إقليم كردستان" لتصدير نفط كركوك والاستعداد لاستقبال المزيد من اللاجئين. بيد أنه من أجل استخدام هذه الميزات بشكل فعال، على برزاني تمثيل كافة الأحزاب الكردية. وبالتالي، لا يؤدّي الخلاف الداخلي سوى إلى الحؤول دون استفادة الأكراد من الدعم الدولي غير المسبوق الذي يحظون به. وسيكون من الأسهل بكثير تحقيق الوحدة إذا طمأن برزاني منافسيه بأنه لن يكون رئيسًا لمدى الحياة.    
وبغض النظر عمّا ستكون عليه الحال، ستواصل "حكومة إقليم كردستان" الضغط على بغداد في مسائل عدة، منها حمايتها من الميليشيات الشيعية بعد دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" إضافةً إلى حصولها على حصة عادلة من قرض "صندوق النقد الدولي" والعائدات النفطية. ويصبّ المضي قدمًا في تنفيذ متطلبات الإصلاح المشترطة للحصول على قرض الصندوق في مصلحة الطرفيْن - وتشمل هذه المتطلبات تعزيز المالية العامة ودعم القطاع الخاص والمساءلة.
وبالفعل، يتطلّب حلّ هذه المشاكل وتخطيها إقرارًا بأن سوء إدارة الحكومة يشكّل خطرًا أكبر على المدى الطويل بالنسبة "لحكومة إقليم كردستان" مما يفعله تنظيم "الدولة الإسلامية". فالحوكمة القوية والاقتصاد المتين يشكّلان المؤشرات الاستباقية الفعلية على قيام دولة وليس الاندفاع الثوري. وفي غضون ذلك، من شأن إطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع بغداد وإحكام السيطرة في الوقت نفسه أن يساعدا الاقتصاد الكردي. وقد تساهم الفيدرالية النفطية في توفير المزيد من الشفافية لقطاع النفط في "حكومة إقليم كردستان"، وهو مطلب شعبي لم تتمّ تلبيته بعد.
تجدر الملاحظة أن تدخّل الولايات المتحدة قد يكون له دور كبير في تسهيل مثل هذه المساعي والحؤول دون تدهور الوضع السياسي بشكل أكبر في "حكومة إقليم كردستان". فعلى سبيل المثال، تمكّنت واشنطن، من خلال توجيه دعم أمريكي عسكري إلى وحدات "البشمركة" الخاضعة لسيطرة الحكومة الرسمية بدلًا من أولئك الذين يُظهرون ولاءهم إلى الأحزاب السياسية الفردية، من توفير محفّز يرمي إلى تقوية الحكومة مقارنةً "بالحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" وغيرهما من الأحزاب.
يُذكر في الختام أن الأكراد يكنّون الاحترام للولايات المتحدة ويدركون أنها لعبت دورًا مهمًا في نيلهم حريتهم، لذا من شأن موقف أمريكي واضح وناشط أن يؤثّر على سياستهم. فبإمكان ضغط أمريكي شفوي على سبيل المثال لإعادة تفعيل دور برلمان "حكومة إقليم كردستان" أن يُحدث فرقًا. بيد أنه في غياب أي تدخّل حازم من جانب الولايات المتحدة، قد يتزايد الانقسام الذي تشهده السياسة الكردية، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على استقرار العراق أو المنطقة الأشمل.   
بلال وهاب، هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن.
========================
واشنطن تايمز: بعد سوريا.. الاتفاق النووي الأمريكي– الروسي على المحك
http://www.feda-news.com/articles/70850
فريق التحرير  ‏5 دقائق مضت مقالات اضف تعليق
ترجمة منال حميد: الخليج اونلاين
يبدو أن الخلاف بشأن سوريا بين موسكو وواشنطن سيقود إلى تداعيات على مستويات عدة قد تصل إلى إنهاء التعاون بين البلدين في الملف النووي، الذي مضى عليه قرابة 16 عاماً.
وينص هذا التعاون، منذ سنوات، على ضرورة التخلص من البلوتونيوم المستخدم في صنع القنابل الذرية لمنع إنتاج المزيد منها، حسب تقرير لصحيفة الواشنطن تايمز.
وكانت واشنطن أعلنت، الاثنين، أنها أوقفت المحادثات كافة مع موسكو بشأن الملف السوري بعد اتهامات أمريكية لروسيا بعدم الالتزام بتعهداتها، حيث يسعى حليف موسكو، النظام السوري، إلى تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض.
وأعلن السكرتير الصحفي باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، أن الرئيس باراك أوباما نفد صبره حيال الموقف الروسي في سوريا، “لقد فشلنا في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في سوريا ولم تلتزم موسكو بالتهدئة. هذا الوضع مأساوي”.
وفي خطوة وصفتها الـ”واشنطن تايمز” بـ”المشؤومة”، نشرت روسيا مضاد صواريخ متطوراً في سوريا للمرة الأولى، وربما تكون لمواجهة الهجمات الأمريكية وصواريخ كروز التي قد توجه لنظام الأسد وقواته.
وكما تبخرت آمال أوباما في تحقيق التهدئة مع روسيا، فإن آماله في استمرار التعاون النووي مع موسكو يبدو أنها خابت، وذلك بعد إصدار بوتين مرسوماً رئاسياً هدد فيه باتخاذ إجراءات غير ودية بسبب عدم قدرة واشنطن على الوفاء باتفاق 2000 الذي تم توسيعه عام 2006 و2010 والذي ينص على التخلص من 34 طناً مترياً من البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة والذي يكفي لإنتاج قرابة 17 ألف رأس نووي.
روسيا قالت إنها سوف تبقي البلوتونيوم الذي يشمله الاتفاق بعيداً عن برامج الأسلحة.
الصفقة التي وُقّعت بين واشنطن وموسكو بغرض التعاون النووي عام 2000 وُصفت بأنها مثال للتعاون بين البلدين في منع انتشار الأسلحة النووية عقب سنوات الخصومة فيما عرف باسم الحرب الباردة.
المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، قال إن بلاده وبعد مراقبة الاتفاق مع أمريكا فإنها لا ترى أنه بات صالحاً في ظل التوترات الحالية.
موسكو أعلنت أنها علقت صفقة التعاون النووي مع واشنطن ولم تلغها، حسب ما ذكره بيان لوزارة الخارجية الروسية، مؤكدة أن روسيا مستعدة لاستئناف العمل بالاتفاق إذا أخذت واشنطن المخاوف الروسية بعين الاعتبار.
وطالبت موسكو واشنطن بإلغاء ما وصفتها بالإجراءات غير الودية والمتعلقة بالعقوبات الأمريكية على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا وتعويض روسيا عن الخسائر التي تكبدتها بسبب تلك العقوبات.
من جهتها، ترى واشنطن أن تعاونها مع موسكو بشأن سوريا لم يكن مثمراً ومن ثم فهي تراجعت عن الاستمرار في التعاون معها بشأن التهدئة في سوريا.
========================
الصحافة الفرنسية والروسية :
موند دبلوماتيك :القوى الكبرى تريد شنّ حروب من أجل تفادي حروب أخرى
http://www.noonpost.net/content/14309
ميشال تي كلار
بروفسير متخصص في دراسات السلام والأمن العالمي
ترجمة وتحرير نون بوست
بلغت المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية منعرجًا حاسمًا خلال أيامها الأخيرة، وفي الوقت نفسه انغمست الدول الأوروبية في محاولة الوقوف على تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما لم تتغير مخاوف الرأي العام الدولي كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، التي شهدت محاولات عديدة لوضع استراتيجيات دولية لمكافحة الإرهاب، يسعى كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون في حملاتهما الانتخابية إلى إقناع جمهور الناخبين الأمريكيين بقدرتهما على قيادة المعركة الدولية ضد الإرهاب، بينما يتنافس القادة الأوروبيون من أجل تشديد الخناق على الفكر المتطرف ضمن الحدود الأوروبية.
إذا كان الحديث عن مكافحة الإرهاب قد أصبح الشغل الشاغل للإعلام، والأطياف السياسية الأوروبية والأمريكية، فإن ما يثير حقًا مخاوف أصحاب القرار السياسي والعسكري في هذه الدول هو ما يسمونه "بالحروب الكبرى"، التي وضعت الدول الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة في صدام عنيف وواسع مع دول أخرى، مثل روسيا والصين، ولطالما كان هذا النوع من الصدامات العنيفة أمرًا مستبعدًا، لكن الخبراء العسكريين الغربيين أصبحوا يتجهون تدريجيًا إلى اعتبارها خطوة "منطقية"، ضمن رؤية شاملة تقوم على اتخاذ خطوات ردعية، لمنع مثل هذه المواجهات، أو الدخول فيها إذا لزم الأمر.
إن التطورات الأخيرة ستكون لها عواقب وخيمة على المدى القريب، وقد يكون التوتر الحاد بين روسيا والغرب أحد أبرز المؤشرات حول طبيعة هذه العواقب، فكلا الطرفين يتطلع إلى الآخر في انتظار المواجهة المرتقبة، وما يزيد الوضع تعقيدًا، هو الموقف العام للسياسيين الذي أصبحوا يعتقدون أن الحرب ليست مجرد سيناريو محتمل حول طريقة تطور العلاقة بين الطرفين، بل إنها تطور منطقي للأحداث، أي أن الحرب يمكن أن تندلع في أي لحظة، وهو موقف كانت تعقبه دائمًا ردود فعل عسكرية، عندما تصل الحلول الدبلوماسية إلى طريق مسدود. ويمكن فهم أصول هذا التفكير من خلال تحليل تقارير وتعليقات المسؤولين والقادة العسكريين الكبار.
ذكر معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية التابع لجامعة الدفاع الأمريكية، في ملخص لورشات عمل انتظمت في سنة 2015، أنّ "روسيا شكلت دائمًا محور التخطيط العسكري لكل من واشنطن وبروكسل، لكن ذلك قد تغير اليوم وفقًا للرؤية المستقبلية"، وذكر التقرير أن عديد من الخبراء يعتقدون أن "الطريق نحو الحرب مع روسيا أصبح مفتوحًا" بعد الاعتداءات التي قامت بها موسكو في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، ما دفع أصحاب القرار العسكري "إلى ضرورة الاعتراف بالحاجة إلى توجيه اهتمامهم نحو الاستعداد لمواجهة وصراع محتمل مع موسكو".
عودة المنافسة بين القوى الكبرى
من المحتمل أن تندلع هذه المواجهة المرتقبة التي ستوظف فيها الأطراف المتصارعة أسلحة تقليدية ذات تقنية عالية على الجبهة الشرقية لحلف الناتو، التي تشمل بولندا ودول البلطيق، ولكنها قد تمتد أيضًا لتشمل الدول الإسكندنافية ودول البحر الأسود، وليس من المستبعد أن تتطور المواجهة التقليدية إلى حرب نووية، ولذلك تصاعدت دعوات المفكرين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة وأوروبا إلى دعم القدرات العسكرية الغربية لحلف الناتو في هذه المناطق، وتعزيز الخيارات التكتيكية النووية خلال مواجهة محتملة.
اقترحت مجلة الناتو في تقرير نشرته مؤخرًا تعزيز مشاركة الطائرات ذات القدرة النووية في المناورات العسكرية القادمة للدول الأعضاء في الحلف لدفع روسيا إلى الاعتقاد بأن قادة حلف الناتو لن يترددوا في إصدار أوامر بشن هجمات نووية لردع أي اعتداء روسي محتمل على الجبهة الشرقية.
إذا كانت هذه الاستراتيجية اليوم تلقى رواجًا كبيرًا بين الأكاديميات العسكرية ومؤسسات البحث والدراسات، فإنها أصبحت تؤثر بشكل كبير على تحديد ملامح السياسات الحكومية من جوانب عديدة ومختلفة، وهو ما بدا واضحًا من خلال موازنات ميزانية الدفاع الأمريكية، والقرارات التي صادقت عليها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماعها الأخير في شهر يوليو/ تموز، وأيضًا من خلال مصادقة بريطانيا في نفس الشهر على قرار إعادة تفعيل برنامج الصواريخ النووية "تريدانت".
ذكر وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر، أن "المصادقة على الميزانية الجديدة يشكل نقطة تحول في وزارة الدفاع الأمريكية"، فقد ركزت الولايات المتحدة نشاطها العسكري خلال السنوات الأخيرة على مقاومة حركات التمرد على نطاق واسع، لكنها وجدت نفسها اليوم في حاجة إلى "الاستعداد لمنافسة كبرى"، قد تؤدي إلى مواجهة "مع عدو قوي"، مثل روسيا أو الصين.
يعتقد آش كارتر أن هذه البلدان "من أشرس المنافسين" للولايات المتحدة، بفضل امتلاكها أسلحة متطورة قد تفقد واشنطن عامل التفوق التكنولوجي عسكريًا، وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب حقًا في مواجهة هذا التحدي، "فإنه يجب أن تكون لديها القدرة، أو تبدو قادرة على التسبب في أضرار كبيرة للمعتدي، إما عن طريق ثنيهم عن اتخاذ إجراءات استفزازية أو جعلهم يندمون بشدة على اتخاذها".
تقتضي هذه الاستراتيجية على المدى القصير، اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تعزيز قدرة الولايات المتحدة في التصدي لأي اعتداء محتمل من طرف روسيا على مصالح حلف الناتو في أوروبا الشرقية، ولذلك أقر البنتاغون تخصيص ميزانية قدرها 3.4 بليون دولار ضمن الموازنة المالية لسنة 2017، من أجل نشر لواء مدرعات قتالية في أوروبا والاستعداد لنشر لواء آخر،  ضمن "مبادرة الاطمئنان الأوروبي" التي ترعاها الإدارة الأمريكية.
أما على المدى البعيد، فسوف تعمل الولايات المتحدة على تعزيز عملية الإنفاق العسكري على الأسلحة التقليدية ذات التقنية العالية، التي تراهن عليها الإدارة الأمريكية من أجل التصدي "للعدو القوي"، الذي قد ترتقي المواجهة معه إلى حرب تشمل الطائرات المقاتلة، والسفن الحربية والغواصات، وأضاف كارتر أن أبرز أولوياتهم خلال الفترة القادمة ستكون "الاستثمار لتعزيز الدرع النووية الأمريكية"، ولذلك فإنه قد يكون الاعتقاد بأن هذه المؤشرات ليست صدى حرب باردة، مجرد ضرب من الوهم.
يذكرنا البيان الختامي الذي انبثق عن الاجتماع الأخير للدول الأعضاء لحلف شمال الأطلسي في وارسو يوم 9 يوليو/ حزيران، بالتوتر الذي كان يسود خلال حقبة الحرب الباردة، وقد عكس هذا الاجتماع الذي انعقد بعد أيام قليلة من التصويت على قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مخاوف الدول الأعضاء من دخول أوروبا في حالة من الفوضى التي تحركها روسيا.
أشار نص البيان الختامي إلى أن "النشاطات والسياسيات الأخيرة لروسيا أدت إلى زعزعة الاستقرار والأمن وساهمت في تغيير الوضع الأمني"، ونتيجة لذلك يبقى حلف الشمال الأطلسي "مفتوحًا على كل أشكال الحوار"، لكنه يؤكد على ضرورة "تعليق كل أشكال التعاون العسكري والمدني مع روسيا"، وتعزيز "قدراته الردعية والدفاعية"، وقد تضمن البيان الختامي اتخاذ إجراءات دفاعية، من أهمها نشر وحدات قتالية متعددة الجنسيات في بولندا ودول البلطيق الثلاثة، على أن تقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا بقيادة كل وحدة من هذه الوحدات القتالية.
تعتبر عملية نشر هذه الوحدات القتالية أمرًا مهمًا، نظرًا لأنها بمثابة الحامية شبه الدائمة لحلف شمال الأطلسي فوق أوروبا الشرقية التي كانت تنتمي للمجال الجغرافي للاتحاد السوفيتي سابقًا، ما يعني أن أي اشتباك مع القوات الروسية على امتداد هذا المجال الحيوي قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق، التي قد تتطور تدريجيًا لتصبح حربًا نووية.
لقد أصبح من الواضح جدًا بعد الاجتماع الأخير للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن التصعيد النووي أصبح أحد الخيارات المحتملة بالنسبة لقادة الدول الغربية، فبعد فازت تيريزا ماي بمنصب رئيسة الوزراء البريطانية، أكدت في أول ظهور برلماني لها رغبتها في إعادة تفعيل برنامج "تريدانت" الصاروخي النووي وتعزيز قدراته، وقد قالت خلال ذلك اللقاء "إن التهديد النووي لا زال قائمًا، وقد يعود للظهور مرة أخرى"، وطلبت على هذا الأساس من المشرعين البريطانيين الموافقة على خطة على امتداد سنوات عديدة بقيمة 53 بليون دولار، يتم استثمارها لتحديث وصيانة الغواصات حاملات الصواريخ.
تحليل تحركات الطرف الآخر
في كل مرة يشير فيها المحللون الأمريكيون والأوربيون إلى ضرورة الاستعداد لمواجهة "عدو قوي"، إلا ووجهوا اهتمامهم نحو الاعتداءات التي تقوم بها روسيا ضد أوكرانيا والمغامرة الصينية في بحر الصين الجنوبي، وينظر هؤلاء المحللون إلى التحركات العسكرية الغربية على أنها مجرد ردة فعل غير مرغوب فيها، لكنها ضرورية في وجه التحركات الاستفزازية لأطراف أخرى، والجدير بالذكر أن إلقاء نظرة معمقة على طريق تفكير القادة الكبار، يظهر صورة مختلفة للواقع.
إن هذه التغييرات تنبع في جزء مهم منها من القلق السائد حول طبيعة التغيرات العديدة التي يشهدها العالم، والتي تدعم فرضية أن الغرب يتجه نحو فقدان مزاياه الاستراتيجية، بينما تمكنت عديد من القوى الأخرى من كسب نفوذ عسكري وجيوسياسي كبير.
خلال هذه الحقبة الجديدة، "التي تجددت فيها المنافسة بين القوى الكبرى" - على حدّ تعبير كارتر -، لا تظهر القوة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية بنفس الضخامة التي كانت تبدو عليها، في حين أن عديد القوى المنافسة تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية بشكل كبير.
يحاول عديد من المحللين الاستراتيجيين للغرب تسليط الضوء على الاعتداءات الروسية، في كل مرة يتم فيها الحديث عن التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم أو تحركاتها في شرق أوكرانيا، لكن القلق الحقيقي لا يتعلق بمجرد انتقاد التدخل الروسي، بقدر ما يعكس مخاوفهم من الإقرار بأن الاستثمارات التي تقوم بها روسيا منذ عقود من أجل تطوير قدراتها العسكرية بدأت تؤتي ثمارها.
في حين يعتقد المراقبون أن التدخل الروسي في الشيشان وأوسيستيا الجنوبية يبدو دون المستوى المتوقع مقارنة بطبيعة القدرات العسكرية الحقيقية التي تتمتع بها روسيا، فإن التدخل العسكري في سوريا وشبه جزيرة القرم يعكس حقيقة الإمكانيات التي يمكن أن تسخرها موسكو عند الدخول في أي مواجهة محتملة، ولذلك، ذكر تقرير مركز الدراسات والأبحاث أن "روسيا قطعت أشواطًا كبيرة في تطوير القدرة على استخدام القوة بشكل فعّال".
ومن جهة أخرى، يبدو أن قوة وفاعلية الجيش الصيني قد أثارت أيضًا قلق المحللين الاستراتيجيين في الغرب، بعد أن أثبتت الصين قدرات عسكرية كبيرة من خلال تطويع الشعاب المرجانية والجزر النائية في بحر الصين الجنوبي إلى منشآت وقواعد عسكرية كبيرة، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تنظر إلى هذه المناطق باعتبارها بحيرة خاضعة للنفوذ الأمريكي، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا زالت تتمتع بتفوق عسكري جوي وبحري في المنطقة، إلا أن هذه التحركات الجريئة من طرف الصين، تنذر بتحول هذه الدولة إلى قوة عسكرية منافسة، وتهديد مستقبلي.
في ظل هذه الظروف والمعطيات الديناميكية، يعتقد المحللون الاستراتيجيون أن الولايات المتحدة لا تملك أي خيار سوى تعزيز قدراتها العسكرية بطريقة تضمن تفوقها العسكري على كل أعدائها المحتملين خلال العقود القادمة، ومنعهم من فرض إرادتهم على المجتمع الدولي وتهديد المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يعني توجيه اهتمامها نحو "الحروب الكبرى" التي تتطلب معدلات كبيرة من الإنفاق العسكري في صناعة أسلحة تكنولوجية متطورة تمكنها من التفوق على "العدو القوي".
وتضمنت ميزانية الدفاع الأمريكي التي اقترحها كارتر خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، تخصيص مبلغ قيمته 71.4 مليار دولار من بين 583 مليار دولار خلال السنة القادمة، لاستثماره في تمويل مراكز البحث والتطوير التكنولوجي في الصناعات العسكرية بهدف تطوير أسلحة جديدة وفعالة، كما يعادل هذا المبلغ الضخم ميزانية الدفاع كاملة في بعض الدول الأخرى، ولذلك قال كارتر "يجب علينا أن نقوم بذلك، وأن نبقى على استعداد لمواجهة التهديدات المستقبلية في عالم يتغير باستمرار، بينما تسعى بعض الدول الأخرى للفوز بالامتيازات التي تمتعنا بها طيلة عقود من الزمن".
الإنفاق على الأسلحة المتطورة
إلى جانب هذه الجهود في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي العسكري، سيتم إنفاق مبالغ ضخمة لاقتناء أسلحة متطورة تهدف إلى التغلب على الأنظمة الدفاعية الروسية والصينية، وتعزيز القدرات العسكرية في المناطق المحتملة للصراع، مثل بحر البلطيق وغرب المحيط الهادئ التي تعتبر مناطق حيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
تخطط الولايات المتحدة لتعزيز إنفاقها العسكري على المدى المتوسط، بما في ذلك استثمار 21 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة من أجل تطوير طائرة بي-21 القادرة على تحميل رؤوس هيدروجينية لمسافات طويلة واختراق الدفاعات الجوية الروسية، أما بالنسبة للصين، فسيعمل البنتاغون على تطوير غواصات من نوع فرجينيا ومدمرات الصواريخ ونشر "محطة منطقة الدفاعات العالية"، وسيم تسخير هذه الإمكانيات أساسًا من أجل التصدي للنفوذ الصيني المتزايد في المحيط الهادئ.
ومن شأن الرئيس القادم للولايات المتحدة، مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة، أن يترك بصمته الخاصة في السياسة العسكرية الأمريكية، ولكن من المستبعد جدًا أن توقف الإدارة الأمريكية القادمة على التخطيط لصراع كبير مع روسيا أو الصين أو كلاهما معًا، بغضّ النظر عن اسم المرشح الفائز في الانتخابات، وتحظى كلينتون في الحقيقة بدعم العديد من المحافظين الجدد، الذين يعتبرونها أكثر جدارة بالثقة من ترامب، وأكثر حزمًا من أوباما، أما ترامب فقد أكد عزمه إعادة بناء القدرات العسكرية للولايات المتحدة، وقامت رؤيته أساسا على محاربة تنظيم الدولة، لكنه ذكر في سياق حديثة عن رؤيته للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أنه "إذا وقفت بلادنا جنبًا إلى جنب مع روسيا، فإن ذلك سيكون أمرًا عظيمًا"، دون أن يعني ذلك التغاضي عن النفوذ الصيني المتنامي ونشاطاتها المريبة في بحر الصين الجنوبي.
إذا كان عديد المحللين والباحثين الاستراتيجيين في الغرب لم يترددوا في تبني منهج "الحروب الكبرى"، فإن هذه التوجهات لديها أيضًا دعاة أقوياء في روسيا والصين، وهو ما جعل أصحاب القرار العسكري يميلون إلى نفس الخيارات العسكرية، ويبدو من الواضح أن المشكلة لا تتعلق بالغرب في مواجهة الشرق، بقدر ما تتعلق بفرضية أن حربًا واسعة النطاق بين القوى الكبرى تبقى أمرًا ممكنًا، وتقتضي استعدادات عسكرية عاجلة، ويمكن فقط من خلال فرضية معاكسة حول دور هذه الاستعدادات في تحفيز هذا الصراع، أن ندرك مدى أهمية القضاء على كل المخاطر المحتملة للتصعيد، وتعزيز فرص التغلب على المخاطر القادمة.
المصدر: موند دبلوماتيك
========================
غازيتا: حربان «روسيتان» في أوكرانيا وسورية... من غير نصر
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/17727054/حربان-«روسيتان»-في-أوكرانيا-وسورية----من-غير-نصر
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
العملية الروسية في سورية، والتي كانت محاولة لتحويل الأنظار عن الأحداث في شرق أوكرانيا، صارت بعد عامها الأول واحدة من أكبر وأوسع الأعمال العسكرية الروسية، في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. لكن الحرب في سورية لم تتوج بالنصر، كما لم ينسَ المجتمع الدولي الأحداث التي وقعت في أوكرانيا، خصوصاً أن الذكرى الأولى للعملية الروسية تزامنت مع صدور التقرير الأولي للتحقيق في كارثة الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا. وتوالى حدثان في غاية الأهمية في السياسة الروسية الحديثة بفارق بضعة أيام. أولاً، خلص المحققون إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ «بوك» الروسي الذي أطلق من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الأوكرانيون. وثانياً، وقع تصعيد جديد في سورية يهيء لجولة جديدة من التوتر مع الولايات المتحدة. فيما انتشرت أنباء تفيد بأن واشنطن تنوي وقف التعاون الديبلوماسي مع موسكو حول سورية.
وقبل عام، عندما بدأت موسكو عملياتها في سورية، كان أبرز أهدافها هو السعي إلى نقل أنظار العالم واهتمامه عن الأزمة في الدونباس الأوكراني. واتفق هدف موسكو، وهو محاربة تنظيم «داعش»، مع الهدف الأساسي للكرملين أي دعم نظام الأسد، الذي تدرجه واشنطن في سلم الأعداء في موقع أدنى ببضع درجات من المتطرفين الإسلاميين. ويشير التدخل الروسي في الصراع السوري إلى عدم اكتفاء موسكو بصفة القوة الإقليمية في فضاء الاتحاد السوفياتي السابق. واليوم، القوات الموالية للأسد، بدعم من القوات الروسية تتقدم على جبهة حلب - ثاني أكبر مدن سورية، والتي قبل خمس سنوات، في بداية الصراع، كانت مسرح «أم المعارك». وإذا نجح الهجوم، مالت كفة التوازن الاستراتيجي، للمرة الأولى منذ بداية الأزمة، إلى الأسد. وهذا لا يعجب الولايات المتحدة التي تتهم روسيا بأنها لا تقاتل الإسلاميين بل معارضي الأسد. وتعتبر موسكو أنّ فصل المعارضة «المعتدلة» عن الإرهابيين عسير بلّ متعذر، في وقت أعلنت واشنطن ولندن استعدادهما لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
ولا شك في أن الصراع في سورية لم يرص صفوف القوى العالمية على شكل «الحلف الدولي ضد هتلر» الذي تحدث عنه بوتين، بل فاقم التوتر والشقاق. أما صدور التقرير الأولي للتحقيق في حادثة الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا فأظهر أن العالم لم ينسَ تلك المأساة بعد.
والمشكلة ليست في أخطاء السياسة الخارجية الروسية، بل في عقيدتها. فالعقيدة العسكرية الروسية تحسب أن ثمة مؤامرة عالمية على رأسها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى إلى احتواء روسيا. ولا يتقبل الكرملين ببساطة حقيقة أن تقلص النفوذ الروسي الاستراتيجي ليس نتيجة محاربة قوى خارجية لنا فحسب، بل هو ناجم كذلك عن المشاكل الكبيرة في اقتصادنا وعدم جاذبية المشروع الروسي في أوساط النخب الأجنبية ومعظم الروس. لذا، تتدخل روسيا في كل أزمة لحماية «حقوق روسيا التاريخية» ومصالحها، كما يرى الكرملين. ولكن من الجانب الاستراتيجي، وبحسب تجربتي أوكرانيا وسورية، تواصل روسيا زرع الاضطراب، ثمّ تغرق نفسها فيه. والسابقة الوحيدة الناجحة للخروج السريع من الصراع هي المواجهة التي حصلت مع تركيا. ولكن التجربة هذه، وإلى حين الانتهاء من مد خط أنابيب «التيار التركي»، لا يمكن اعتبار أنها انتهت وطويت. والقتال على جميع الجبهات محكوم بعواقب لا تحمد عقباها.
وإذا انتصر الأسد في حلب، لم يترتب على الانتصار أي شيء غير تصريحات صاخبة لمسؤولينا وديبلوماسيينا. فالانتصار هذا ليس ضمانة شيء، في وقت ثبت، بعد عام على هذه الحملة، أنّ لا حلفاء لروسيا في المنطقة. وحتى طهران، التي راهنت عليها موسكو، تجنبت إبداء الدعم للقوات الروسية، (لم تمنح قاعدة للطائرات الروسية، ولم تمدها بقوة بشرية على أرض المعركة). وترددت إيران في الدخول في تحالف مع لاعب لا يمكن التنبؤ بمواقفه (روسيا) في لحظة استئناف علاقاتها مع دول العالم.
وعليه، صمود نظام الأسد بالاعتماد فحسب على الدعم العسكري الروسي، غير كافٍ، في منطقة تختزن المصالح، وهي منطقة مشبعة أو متخمة بالأسلحة، مثل الشرق الأوسط. والروس يرون أن الانسحاب من سورية أو وقف دعم الجمهوريات الانفصالية في شرق أوكرانيا هو مؤشر ضعف. فأبرز الأهداف غير المعلنة لسياسة الدولة العدوانية هو إظهار الكرملين كالمدافع الأول عن «العالم الروسي»، وإبراز روسيا كـ»قوة عظمى». ويبدو أن الخوف في نفوس وأذهان السياسيين من إظهار الضعف أمام الروس هو أكبر من أي شيء آخر. وهو عامل راجح. ولا يخفى أنّ الروس تعبوا من القتال الذي طال أمده، في وقت تفرغ الثلاجات في منازلهم. وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أنّ اهتمام الروس بالأحداث في سورية انحسر من 73 في المئة في آذار (مارس) الماضي إلى 60 في المئة في تموز (يوليو) الماضي.
ويرى الروس أن مبررات العملية الروسية في سورية ضعيفة. ولكن إذا توقفت العملية من دون تحقيق أي نصر هام، خلفت أثراً سلبياً في الداخل الروسي. وبما أن النصر هو، مع مرور الوقت، أقرب إلى الوهم، يبث الدوران في هذه الحلقة المفرغة القلق في صدر السلطات الروسية. وعليه، ربما حان الوقت لندرك أنّه في اللعبة الجيوسياسة الكبرى يتعذر الانتقال إلى الجولة التالية من دون الانتهاء من سابقتها. فالأزمات تتراكم والظروف ضد مصالحنا.
 
* هيئة التحرير، عن «غازيتا» الروسي، 29/9/2016، إعداد علي شرف الدين
========================
الصحافة التركية :
حرييت :مراد يتكن :الهجوم على «داعش» يحسم مصير الأسد
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/17727053/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D8%AD%D8%B3%D9%85-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تطورات سريعة تمر بها تركيا. فإثر اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، خرج نائب رئيس الوزراء، نعمان كورطولمش، ليقول أن «قوات سورية الديموقراطية» بدأت بالانسحاب فعلياً من منبج إلى شرق الفرات، كما وعدتنا واشنطن. ويشير هذا التصريح إلى نقطتين هامتين. ومفاد الأولى أن تركيا لم تثق بالوعد الأميركي في وقت كان الأكراد يعلنون رفض الانسحاب من منبج، وعليه، سعت أنقرة من طريق استخباراتها على الأرض للاطلاع على الأحوال في منبج. والثانية هي أن ما حصل من انسحاب والإعلان عنه بهذه الطريقة يشير إلى تقارب بين أنقرة وواشنطن حول نقطة الخلاف الأهم بينهما، ألا وهي «جيش سورية الديموقراطية» ووحدات الحماية الكردية («وحدات حماية الشعب») في سورية. إثر هذا التصريح بيوم واحد، وصل إلى أنقرة وفد أميركي عسكري ديبلوماسي واستخباراتي.
والوفد ضم أسماء بارزة، وضمنها مساعد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومبعوث أوباما لمحاربة داعش بريت ماكغورك، ومن مركز القيادة العسكرية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، وعدد من رجال الاستخبارات. بعد هذه الزيارة وخلالها، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى اجتماع أمني عاجل في قصره حضره رئيس الوزراء ورئيس الاستخبارات ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية وقائد الأركان.
بدت الخطوة غريبة. فهؤلاء المسؤولون سيجتمعون في نفس المكان في اليوم التالي في إطار اجتماع مجلس الأمن القومي. فهل كان القصد من الاجتماع إعداد ملف خاص يناقش في اجتماع الغد؟ السبب كان الحاجة الملحة والسريعة لدراسة المعلومات التي جاء بها الوفد الأميركي حول الحرب على داعش. وتسعى أنقرة إلى تجنب أي مشاكل قد تواجه الدور التركي في هذه المعركة المهمة والقريبة ضد داعش. ولذا، تشاورت كذلك مع موسكو وطهران.
وبدأ العمل في الخط العسكري الساخن مع موسكو بعد المصالحة بين تركيا وروسيا. وكانت زيارة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، السريعة فرصة للتشاور معه حول الموقف الإيراني. ودخل وزير الخارجية التركي، مولود شاوش أوغلو، اجتماع مجلس الأمن القومي فوراً بعد لقائه ظريف. والاجتماع ناقش ملفي حزب «العمال الكردستاني» وفتح الله غولن، لكنه ركز على الدور العسكري التركي في العملية الأميركية المرتقبة ضد داعش في سورية والعراق. وهي عملية كبيرة. لذا، وضع الـ «ناتو» طائرات أواكس في الخدمة وستنطلق من تركيا وعدد من الدول المجاورة من أجل تحليق مكثف ومستمر. وفي قاعدة كونيا الجوية 4 طائرات أواكس «أطلسية».
ويرمي الهجوم الكبير الذي تعده أميركا إلى طرد داعش من الرقة والموصل. وأعلن الرئيس أردوغان أنه في حال تركت واشنطن التعاون على الأرض مع «جيش سورية الديموقراطية» والوحدات الكردية، يسع تركيا وحلفائها العرب المساعدة في تحرير الرقة. ولا يستخف بالتصريح هذا. فأردوغان أبلغ موقفه مباشرة لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وتلت الإبلاغ هذا زيارة الوفد الأميركي أنقرة. وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتبين إذا ثمة دور حقيقي للقوات الكردية في معركة الرقة أم لا، ورد تركيا على الدور (الكردي) هذا أو موقفها أو دورها في العملية. أما معركة الموصل فيرى «ناتو» وتركيا – التي احتل داعش قنصليتها عندما اجتاحها في 2014- أنها أكثر أهمية. والصورة في الموصل تبدو أكثر ضبابية والدور التركي غامض، لكن جميع التفاصيل ستظهر قريباً، في وقت يؤدي مسعود بارزاني والبيشمركة الذين هم على علاقة جيدة مع أنقرة، دوراً وازناً في عملية الموصل.
وإلى اليوم، يبدو أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر والأردن وألمانيا ستقدم دعماً وعوناً قويين لهذه المعركة، وستدور أبرز معارك التحالف ضد داعش. وقواعد هذه القوات الأساسية في تركيا. واستقبال القوات هذه في تركيا يعزز دورها في التحالف ضد داعش بعد كل الاتهامات التي وجهت إليها.
وهذه المعركة تقرب وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن في الملف السوري. فعلى رغم الخلاف حول حلب التي يسعى النظام السوري بدعم روسي لحسم معركتها في وقت يقتصر الموقف الأوروبي والأميركي على التنديد فحسب، حسم معركة الرقة والموصل والقضاء على دولة داعش، سيعيد النقاش حول بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة طالما أن القضاء على داعش يتصدر الأولويات. وبعد القضاء على داعش سيكون من العسير التذرع بمحاربة الإرهاب لتسويغ بقاء الأسد.
 
 
* كاتب، عن «حرييات» التركية، 29/9/2016، إعداد يوسف الشريف
========================
قرار التركية :ان لم يتم إيقاف روسيا في حلب
http://www.turkpress.co/node/26685
05 أكتوبر 2016
مصطفى كرالي أوغلو – صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس
تعرض أكبر المستشفيات الميدانية التابعة للمعارضة في حلب للقصف خلال نهاية الأسبوع الماضي. وذلك نتيجة الممارسات الاعتيادية للقوات الجوية الروسية طوال السنة والتي ازدادت بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة. فقد أصبح قتل المدنيين وملاحقتهم أحد الأعمال الاعتيادية جداً بالنسبة إلى روسيا وعدم إبداء العالم أي رد فعل تجاه ذلك.
وبالطبع، لا تزال المأساة الإنسانية في حلب مستمرة بوحشية أكبر مما سبق. وذلك من خلال مواصلة روسيا وإيران والقوات التابعة للأسد القضاء على من تبقى في المدينة من المعارضة وبخاصة المدنيين. وبالتالي فإن البؤس الذي أصاب الولايات المتحدة الأمريكية في وقت لم تبدي فيه رد فعل تجاه الحدث أو أي وقف إطلاق نار مفترض، أي كما وصفته الخارجية الروسية "بالانهيار العاطفي" يمكنه إيقاف هذا الاتفاق.
ودعونا نذكر... بالشبهات حول استخدام روسيا قنابل عنقودية بشكل واسع سابقاً وخلال هذا الهجوم وقصفها مشفى الصاخور في حلب بالبراميل المتفجرة. ومن المتوقع قيام الروس بالتخطيط من أجل شن هجمات أكثر دموية نظرًا لغياب أي رد فعل عالمي. وبالرغم من قتل الناس المتواصل في سوريا طوال العام فقد شرعوا في استخدام القنابل الخارقة للتحصينات في الآونة الأخيرة.
ومع تدخل روسيا لمدة عام في سوريا ومشاركتها في الحرب، أحرز الجيش السوري الحر تقدمًا ضد قوات الأسد في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي. ولكن هذا التوازن تغير بوقوف روسيا إلى جانب الأسد وتدخلها مع إيران في الحرب وارتكابها مجازر بحق المدنيين في بعد عديم الرحمة مما أدى إلى توقف عمليات السلام بشكل كامل. وبالتالي صمود نظام الأسد المنتهي طبيعيًا. في حين لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تفكر بما عليه فعله واقتصار سياستها على موضوع محاربة داعش كذريعة لها واكتفائها بإظهار عدم قدرتها على التخلي عن تعاونها مع حزب الاتحاد الديمقراطي.
ولسوء الحظ فقد استشهد نتيجة القصف قرابة 3 آلاف شخص منذ تدخل روسيا في الحرب وإلى الآن من بينهم 750 طفل وأكثر من 55 امرأة وفقًا لجميع الأرقام التي قدرتها الإحصائيات فحسب. إذ لم يعد لدى بوتين شأن آخر سوى قصف المستشفيات بهدف قتل المدنيين. فقد تعرض قرابة 59 مركز صحي للقصف منذ أيلول 2015 وحتى شهر تموز من العام الحالي. بالإضافة إلى فقدان العديد من الأطقم الطبية حياتهم نتيجة هذه الاعتداءات.
وبناء عليه أصبحت ميزة قتل المدنيين ومن ثم مواصلة العمل وكأن شيئًا لم يكن تشمل روسيا بعد أن كانت مخصصة لإسرائيل فقط...
وفي غضون ذلك عرقلة موسكو تطبيق خطط السلام. وتبديدها بكل فظاظة الخطط المقترحة إجراء انتخابات خلال 18 شهراً دون الحاجة حتى لإظهار مهارتها في ذلك. وبالتالي فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تطبيق الخطة المتفق عليها نتيجة المجازر الروسية. وذلك نتيجة مواصلة روسيا قتلها للمدنيين والقصف بحجة محاربة داعش وجبهة النصرة. مما أدى إلى إنهيار المفاوضات بالتزامن مع قصف حلب بعد استمرارها لأسبوع واحد فقط.
ربما انتهت حلب الآن ولكن هناك حقيقة لا يدركها العالم تمامًا. وهي نجاح روسيا في زيادة دائرة نفوذها العالمية في مجال غير محدود فتحه لها أوباما الذي أكمل دائرته في "وضعية المتررد" طوال فترة رئاسته على امتداد 8 سنوات. علاوة على توسع نظام بوتين في منطقتنا بشكل خطير دون رقيب ولا حسيب
ولكن لا بد لهم من إدراك بأنه في حال لم يتم إيقاف هذه القوة في حلب فإنها لن تتوقف في أي مكان آخر. لأن السياسة الروسية تجاه سوريا تتقدم بالشكل الذي أفضت إليه الحروب في العصور القديمة تدريجيًا. وبالتالي فقدان احتمال وجود أي قانون أو قاعدة دولية، أو إقامة أي توازن قوى آخر.
========================
قرار التركية :ما الذي تغير في السياسة الخارجية
http://www.turkpress.co/node/26688
05 أكتوبر 2016
غالب دالاي – قرار - ترجمة وتحرير ترك برس
رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وفي اثناء زيارة للولايات المتحدة الأمريكية كان قد أوضح أن لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية، هذا التصريح كشف عن الموقف التركي ووضع نقطة النهاية للعديد من التخمينات والتوقعات بخصوص موقف أنقرة من العديد من القضايا. أردوغان الذي خصص جزءًا كبيرًا من الخطاب الافتتاحي للمجلس البرلماني المنعقد يوم السبت المنصرم للحديث عن السياسة الخارجية أوضح أثناء حديثه أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تغيب عن طاولة المفاوضات بخصوص الموصل وهو ما يشير إلى رؤية سياسة نشيطة أو (قبيل النشيطة) بخصوص العلاقات الخارجية.
لا شك في أن إعادة التفكر والنظر في هذا الخطاب وفي الأحداث الأخيرة التي عايشناها في نطاق السياسة الخارجية تنطوي على أهمية كبيرة لفهم الأمور وتوقع الآتي. فعلى عكس التوقعات لم يسفر تغير رئيس الوزراء التركي عن تغيير دراماتيكي كبير في طبيعة السياسة الخارجية المنتهجة بخصوص المسألة السورية. إذ نشهد كل يوم أحداثًا وأحاديث تحمل إشارة إلى بطلان الادعاءات المتزايدة حول "إعادة ضبط" السياسة الخارجية، إضافة إلى ذلك يزداد تعمق تركيا يوميا في السياسة السورية وهي في الواقع تملك جيش على الأراضي السورية.
الى أي مدى ستصل تركيا في تعمقها في القضية السورية هو أمر تتم مناقشته الآن خصوصا مع زيادة الوعي والإدراك بأن تحسن العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع روسيا لا يعني بحث الأخيرة عن باب لحل الأزمة السورية. فقد أصبح من الواضح أن مساعي القوى الكبرى لتحسين العلاقات ومساعي هذه الدول لتنقيح وتحسين توقعاتها السياسية والسلطوية هما أمران مختلفان كليا.
فروسيا اليوم تطبق في حلب "نموذج غروزني" الذي تتميز به. بمعنى أنها تسعى إلى تحطيم المدينة وإخضاعها وإلى إركاع أهالي المدينة من خلال حرب مخيفة لا تعترف بأي حدود أو قوانين. لكن يبدو أن ما يدور في حلب لا يلقى صدىً كافيًا في الإعلام ولا يتم تغطية ما يحدث في تلك المدينة بالقدر الواجب إما كنتيجة "للاتفاقات" الروسية الجديدة وثمرة والعلاقات الروسية في "الفترة الحديثة" أو لأن الفاعل المباشر لهذه المذابح وتلك الهمجية يتم تجاهله ولا يخضع للبحث والتمحيص.
أثناء فترة تغيير رئيس الوزراء التركي تناولت وسائل الإعلام الحديث عن مفاهيم عدة منها إعادة النظر وتنقيح و"إعادة ضبط" السياسة الخارجية. لكن النقطة التي آلت إليها الأمور أوضحت أن لا أفعال ولا تحركات حقيقية تقابل هذه المصطلحات وتلك الادعاءات. فالمباحثات بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مستمرة خلف الكواليس ومنذ فترة طويلة وكذلك الأمر مع روسيا إذ إن الحوارات واللقاءات قد بدأت منذ اليوم الأول لنشوب أزمة الطائرة الروسية وهو ما كان معلوم للجميع.
أحد الأمور التي تغيرت خلال هذه الأشهر الستة هو الموقف من مصر إذ يمكن القول إن هناك مباحثات وجهود لإعادة تطبيع العلاقات من مصر بالقدر الكافي للحديث عن وجود مثل هذه الجهود لا أكثر. وإذا كان لا بد من وصف الوضع بدون تلاعب بالألفاظ فعندها يجب القول إن الحديث عن الإصرار التركي لتحسين وتطبيع العلاقة مع مصر أمر خاطئ وغير صحيح. إذ لا يملك أحد الإجابة الشافية أو توقع ما يمكن أن يقدمه نظام السيسي لتركيا خصوصا أن السيسي ونظامه لا يتمتعان بأي مصداقية على المستوى الدولي بل يشكلان مثالا على "الاستثمارات الخاسرة" لبعض دول المنطقة. فالسياسة المصرية اليوم وتأثيرها الدولي أضعف وأقل شأنًا من العديد من دول الخليج الصغيرة، أضف إلى ذلك أن نظام السيسي وإن كان يقدم سياسة حكيمة مناسبة لتحسين العلاقات المصرية مع كل من الإمارات العربية والمملكة السعودية إلا أنه لم يقدم أي سياسات حكيمة أو رشيدة على المستوى المصري ولم يتمتع بالحكمة في معالجة قضايا الشارع المصري ذاته. لقد أصبح السيسي ونظامه عبئًا وثقلًا حتى على الدول التي دعمته وتدعم وجوده. ففي حين أن المكاسب التي ستحققها مصر من تحسين العلاقات مع تركيا واضحة ومعروفة إلا أن المكاسب التركية من تحسن هذه العلاقات مجهولة. ومن غير المنطقي أن يتم إنشاء سياسة خارجية على أساس التمتع بعلاقات جيدة مع الجميع. خصوصا إذا كان موضع الحديث أحد أهم دول المنطقة والتي شهدت العلاقات الخارجية معها منعطفًا تاريخيًا كبيرًا..
حسنا إذا، أليس هناك أي تغيرات على السياسة الخارجية؟ من المحتمل أن التغيرات في السياسة الخارجية لا تعدو نطاق الحديث والكلام. إن الانتقادات التي انطوت على أن تركيا تتبع سياسة خارجية لا تتناسب مع قدرتها هي انتقادات حقيقية ومحقة وقد يكون لطبيعة الربيع العربي دور وتأثير صغير على ذلك. فالربيع العربي الذي ولِدَ بداية على أنه مجموعة من المطالب السياسية كان موضع الحديث والخطاب للعديد من الأطراف الفاعلة وعلى رأسها تركيا. ففي تلك الفترة كان الصراع عبارة عن نماذج سياسية تحمل طلبات معينة، لكن بمرور الزمن بدأ الربيع العربي يخرج من كينونته مطالب ونماذج سياسية ليتحول إلى صراع عسكري وقتال، تغير لون المسألة وطبيعتها غيب إمكانية استخدام الأطراف المؤثرة للخطاب الموجه، السياسة الخارجية التركية عايشت هذه الفترة وما شهدتها من تغيرات وتأثرت بها كذلك.
إن الانتقادات القائمة على عدم الانتظام وعدم التناسب بين الإمكانيات/ والخطاب التركي وإن كانت محقة إلا أنها لم تكن حقيقية بما يكفي لتقديم إجابة شافية عن السؤال القائل "ما هي القضية/ المشكلة". إن محاولة تسويق هذه القضية على أنها السبب الرئيس خلف الأزمة التي تعاني منها السياسة الخارجية يتشابه جدا مع تصريحات الغرب التي طفت إلى السطح لتكشف تحويل الغرب وفي غضون أعوام قليلة لقضية داعش من قضية مناطقية ومحلية إلى قضية وظاهرة عالمية لتصبح خطرا يهدد حدود مجموعة من الدول على رأسها تركيا. وبالمثل فان هذه الادعاءات والانتقادات تحاول أن تسلط الضوء على الحقائق السياسية التركية المتعلقة بالمنطقة لتبدو وكأنها السبب وراء الأزمة السياسية والاجتماعية في المنطقة.
والحقيقة أنه لو تربع اليوم على عرش السلطة في تركيا أكثر الحكومات حيادية لما أمكنها أن تمسك نفسها عن التدخل في الشؤون الخارجية للمنطقة أو التدخل في الصراعات والأحداث التي تقلب الأمور رأسا على عقب في المنطقة. فلو حاولنا أن ندير ظهورنا لأحداث المنطقة ومنعنا أنفسنا من التدخل بما يجري فان التطورات ستجبرنا شئنا أم أبينا أن نكون طرف في بعض النقاشات والنزاعات، فلو لم نذهب إلى المنطقة وما فيها من نزاعات فإن المنطقة بكل ما فيها ستأتي إلينا. أما محاولة تبرير وجود اللاجئين في تركيا على أنه خطأ في السياسة التركية المتبعة بخصوص سوريا أو على أنه خطأ داود أوغلو وحبه "للمغامرات" أمر غير مقبول إذ كيف يمكن شرح وتبرير وجود ملايين اللاجئين في كل من لبنان والأردن وكردستان العراق؟
يجب أن نتخلى عن فكرة شرح المسألة والقضايا في المنطقة بطريقة مبسطة وسهلة انطلاقا من أساس لاعبين وقوى مؤثرة منفردة وأحادية. فالمنطقة تمر بمرحلة وفترة انتقالية قد تستمر لعشرات الأعوام. ولا توجد في هذه الفترة إمكانية للقيام بأي عمل بلا مقابل ودون فواتير. ولهذا يجب أن تتحلى السياسة الخارجية بالمرونة اللازمة وأن تتبع الحذر والدقة بشكل يمكنها من تسخير الظروف الجديدة بما يتناسب معها. ولا بد من جعل هذه المرونة جزءًا من رؤية سياسية خارجية تتعلق بالمنطقة ولا بد كذلك من إقرار هذه السياسة وتمكينها وإرساء قواعدها بشكل يضمن ثباتها وإلا فإن السياسة التركية ستتقلب مع الرياح وستتخذ شكلًا جديدًا مع كل متغير طارئ وستتحول إلى عضو يتلون بالصبغة التي توجبها عليه الاتفاقيات الجديدة بشكل يضمن رضى شركائه وستكون أفعالها وأراؤها ردة فعل لما تقوم به تلك الأطراف. ولهذا السبب فإن رفض رئيس الوزراء بن علي لنظام الأسد قياسا على رفض كل من مبارك والقذافي هو سياسة صحيحة. ولو وضعنا الحقائق المعيارية والتصوراتية جانبا، فإننا لا نملك أي دليل على أن سياسة اليوم (رفض نظام الأسد) ستقدم لتركيا وللمصالح الوطنية التركية خدمات أهم وأكبر.
========================
حرييت التركية :دابق تعني نهاية العالم بالنسبة لداعش
http://www.turkpress.co/node/26689
05 أكتوبر 2016
مراد يتكين - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
قال بيان للجيش التركي صباح الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر إن تنظيم داعش قتل 15 من أفراد الجيش السوري الحر بينما كانوا في طريقهم لتحرير مدينة دابق من احتلال داعش. وكان الجيش السوري الحر قد أطلق عملية كبيرة ضد داعش يوم 24 من آب/ أغسطس بدعم لوجيستي وبغطاء جوي ومدفعي من الجيش التركي.
قبل بضع ساعات فقط من بيان الجيش التركي، وفي ليلة الثاني من أكتوبر، قال بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع تويتر، إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش سيمنح الدعم الكامل لجماعة المعارضة المدعومة من تركيا لانتزاع هذه البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية.
ترجع الأهمية الاستراتيجية لمدينة دابق إلى حد كبير إلى قيمتها التاريخية والدينية، وهي بالتالي تحمل معنى أيديولوجيا عميقا لداعش.
وليس من قبيل المصادفة أن صحيفة داعش الرسمية  يطلق عليها اسم دابق  في علوم آخر الزمان الإسلامي، وهي المكان الذي تقاتل فيه الجيوش الإسلامية التي يقودها المهدي المنتظر جيوش الروم أو غير المسلمين الذين يقودهم المسيح الدجال قبل نهاية العالم.
دابق مكان مقدس بالنسبة إلى داعش. ويفضل كثير من المؤمنين المتشددين أن يقتلوا هناك عن أن يقتلوا في أي مكان آخر. وفي الواقع فإن لدابق أيضا أهمية خاصة في التاريخ التركي، والعلاقات التركية العربية.
في 24 من آب 1516 وقبل 500 عام تحديدا، وفي اليوم نفسه الذي بدأ فيه الجيش الحر عمليته، هزم السلطان العثماني سليم الأول السلطان المصري قانصوة الغوري (وهو أيضا مملوك من أصول تركية) في معركة مرج دابق. فتح ذلك النصر المنطقة أمام الفتح العثماني، وأدى في النهاية إلى انتقال الخلافة إلى أيدي العثمانيين.
حديث المبعوث الأمريكي ماكغورك جاء بعد زيارته لأنقرة في الأسبوع الماضي إلى جانب وفد أمريكي رفيع المستوى ضم دبلوماسيين وضباط استخبارات أمريكيين.
سيكون الهجوم على دابق أول عملية مشتركة جوية برية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على هدف رئيس على الأراضي السورية ضد داعش اعتمادا على التعاون الأمريكي التركي. ومن المثير للاهتمام أن الهجوم يحدث في وقت يختلف فيه رأي الحليفان في حلف الأطلسي حول تحالفاتهما في سوريا، فالولايات المتحدة تتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردي قوة برية ضد داعش في شرق سوريا، لكن أنقرة تعارض بشدة هذا التعاون. لا يزال الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان، يقول إن وحدات حماية الشعب الكردي هي مجرد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقوم بعمليات إرهابية في تركيا، وتعترف واشنطون أيضا بأنه جماعة إرهابية.
دعا أردوغان أخيرا الولايات المتحدة إلى التخلي عن وحدات حماية الشعب الكردي، وإلى التعاون مع تركيا للقضاء على داعش في معقلها في مدينة الرقة السورية.
إذا نجحت عملية دابق، فإنها يمكن أن تكون اختبارا لعمليات مشتركة في المستقبل بين الولايات المتحدة وتركيا ضد داعش في سوريا والعراق.
========================
الصحافة البريطانية :
الاندبندنت :التقارب الروسي-التركي يزعج واشنطن
http://www.alarab.qa/story/979757/التقارب-الروسي-التركي-يزعج-واشنطن#section_75
الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 01:15 ص
سلطت صحيفة إندبندنت البريطانية الضوء على جهود تركيا لحماية خاصرتها الجنوبية ضد كل من المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة، مشيرة إلى أن أنقرة تنفذ عملية برية عسكرية شمال سوريا يمكن أن تمثل نقطة تحول الحرب الأهلية الدموية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش التركي نشر قوات مدرعة وقوة جوية وأخرى من القوات الخاصة يبلغ قوامها 1000 جندي تتحرك في عمق الأراضي السورية بصحبة مقاتلي المعارضة السورية من أجل إقامة «منطقة أمنية» على الحدود.
تقول الصحيفة: إن أنقرة تجاهلت تماما تحذيرات واشنطن لها بعدم ضرب القوات الكردية شمال سوريا، وتحدثت تقارير عن وجود القوات التركية خارج مدينة منبج إلى جانب قوات الجيش السوري الحر لطرد ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية من المدينة التي احتلتها من تنظيم الدولة.
وتابعت إندبندنت: إن ثمة حديثا بين كبار المسؤولين الأتراك عن عبور نهر الفرات -الذي تعده أميركا حدا للنفوذ الكردي- للتعامل مع التهديدات القادمة من قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى اختلاف وجهات النظر بين الأتراك والأميركيين حول التعامل مع مسلحي أكراد سوريا، ففيما تعتبر واشنطن قوات سوريا الديمقراطية ومسلحيها جزءا من حملتها ضد تنظيم الدولة، تنظر أنقرة بعين الريبة والشك نحو المسلحين وطموحاتهم لإنشاء كيان مستقل على خاصرتها الجنوبية.
وتحدثت الصحيفة أيضا عن العلاقات الروسية التركية التي تحسنت مؤخرا بعد اعتذار أنقرة لموسكو عن إسقاط إحدى طائراتها الحربية، ورفع روسيا حظر سفر مواطنيها إلى المنتجعات السياحية التركية.
تقول الصحيفة: إن هذا التقارب يزعج واشنطن، خاصة أن تركيا بدأت تنسق مع روسيا بشأن دخول قوات لأنقرة في سوريا لدحر الإرهابيين ومسلحي الأكراد، وهو هدف مشترك على ما يبدو لكل من أنقرة وموسكو، لكنه بالطبع لا يخدم المصالح الأميركية التي تعتمد على أكراد سوريا في تحقيق أهدافها.;
========================
الجارديان : كيف يمكن تحقيق السلام في سوريا؟
http://www.islamist-movements.com/37409
ثمة قدر كبير من التشاؤم في القول بأن الدبلوماسية فشلت في سوريا وأن خير سبيل إلى إنهاء المعاناة في حلب هو تحقيق "بشار الأسد" لنصر سريع هناك. علينا أن ندرك أن الدبلوماسية لم تواجه قط الاحتياج إلى تقسيم أولي أو مناطق نفوذ تخص الدول المجاورة على طريق تسوية موحدة شاملة في سوريا.
بين 2012 و2014، كانت تركيا على استعداد لخلق منطقة محمية للاجئين في سوريا ، ولكن الناتو لم يدعم ذلك لأسباب عديدة. وكان عزوف تركيا الشديد عن التحرك العسكري في سوريا بمفردها مفهومًا تمامًا. وحينما وسّعت روسيا المجال الجوي بالقرب من اللاذقية، وذلك غير بعيد من الميناء البحري الذي اتخذته في سوريا منذ 1971، ووضعت طائرات متطورة لحماية قوات "الأسد"، تغيّر كل شيء. أسقطت تركيا طائرة روسية وأحست بتهديد من القوات الكردية المندفعة باتجاه حدودها مع سوريا. وأصبحت علاقات تركيا في الناتو شديدة التوتر لا سيما مع الولايات المتحدة في ما يتعلق باستراتيجية التعامل مع الدولة الإسلامية ومع الاتحاد الأوروبي بشأن سياسات اللاجئين وحقوق الإنسان. وكان رد فعل تركيا شديد العقلانية بإزالتها أسباب التوتر مع روسيا.
في هذه المرحلة حقق الجيش الروسي هدفه بدعم من مقاتلي حزب الله في لبنان والقوات الإيرانية، فظفرت باستعادة السيطرة للأسد على الطرق الأساسية الرابطة بين دمشق والبحر المتوسط. ونتيجة لذلك استعادت هذه القوات السيطرة على هذه المنطقة بما فيها حماة التي أصبحت منطقة نفوذ روسية.
تركيا هي البلد الوحيد القادر سياسيًّا وعسكريًّا على التدخل البري في حلب وهي تبين ذلك حاليًا بمهاجمتها داعش. وتركيا قادرة الآن ـ وقد تغيرت الظروف ـ أن تخلق عامل توازن حاسمًا في سوريا بتولي مهام إنسانية عاجلة من خلال قواتها وقوتها الجوية لتخفيف الحصار المفروض على حلب. وفي ظل ميثاق الأمم المتحدة، وحتى مع استعمال روسيا حق الفيتو، بوسع تركيا بما لها من موضع إقليمي وشيء من الشرعية اكتسبته باستيعابها عددًا ضخمًا من اللاجئين.
وهناك دعم ممكن في الناتو لمثل هذا التدخل من قبل تركيا. فهناك بالفعل قوات خاصة من عدد من الدول كالولايات المتحدة وبريطانيا تعمل على الأرض في سوريا ولديها من المهارات ما تساعد به على استهداف المدفعية والصواريخ والطائرات في التحليل الأخير. وثمة مشاركة فعلية في المعلومات مع تركيا ولكن لا بد أن تبذل دول الناتو جهودًا أكبر. وطبيعي أن البعض في تركيا يفضل أن يشترك الناتو بقوات برية، ولكن هناك أيضًا من يبصرون بحكمة مخاطر هذا. فالأفضل بلا جدال لتركيا أن تتدخل كقوة إقليمية يدعمها الناتو، وبإبقائها القوات البرية خارج اللعبة تجتنب إظهار المبادرة برمتها كمواجهة أمريكية روسية.
ما يوفر قاعدة جديدة للتدخل التركي هو أن وزير العدل التركي "بكير بوزداق" قد أعلن في 23 سبتمبر في اسطنبول أن نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أقر بوجود "دليل ملموس" على أن "فتح الله جولن" ـ المنفي التركي المقيم في الولايات المتحدة ـ كان وراء انقلاب يوليو الفاشل. وبافتراض وجود دليل جوهري على تورط "جولن" يصبح الطريق السياسي من ثم مفتوحًا لعمل حاسم مبكر في سوريا.
لقد رحل "جولن" عن تركيا إلى بنسلفانيا في عام 1999. وحركة "سمات" التابعة لجولن حركة إسلامية في تركيا وفي الخارج. وتعمل في العلن وتحت الأرض في تركيا وكانت في مرحلة من المراحل تدعم الرئيس "رجب طيب إردوجان" لكنها تعارضه الآن بشدة. وقد زعم "إردوجان" أن "جولن" هو العقل المدبر للانقلاب وطلبت تركيا من الولايات المتحدة تسليمه. وهي الآن شبه متيقنة من أن النظام القضائي في الولايات المتحدة سوف يرجعه للمحاكمة في تركيا. ومعنى هذا أن مصدر توتر كبيرًا بين واشنطن وأنقرة يوشك أن ينضب.
ينبغي ويمكن القيام بعمل عسكري تركي في غضون ساعات من قرار يتخذه "إردوجان". ولسوف يتوافر لهذا العمل من القوة ما يجعله يقيم منطقة محظورة الطيران تحتوي ممرات برية محمية للمساعدات الإنسانية وحركة الناس من حلب وإليها. وينبغي أن يكون ذلك مصحوبًا بمطالبة قوات "الأسد" بالانسحاب إلى الخط القائم بين حماة وحلب.
طبعي بالتأكيد ولم تمض فترة تذكر على نقلاب عسكري فاشل أن لا تكون شهية بعض القادة العسكريين مفتوحة كثيرًا للقيام بعملية كبيرة من هذا النوع. ولكن الرد على هذا هو أن عملية كهذه كفيلة إذا نجحت باسترداد سمعة القوات المسلحة في تركيا وإظهار ولائها.
قوات الناتو ستحمي تركيا من الجو أثناء قيامها بالعملية الإنسانية. والنشاط الجوي خارج منطقة حظر الطيران سيستمر ضد داعش في سوريا والعراق من خلال روسيا والناتو وقوات "الأسد". ومنطقة النفوذ الكردية في سوريا في ما يتعلق بداعش سوف تستمر كأمر واقع ولكن من دون أن تكون لها تبعات شرعية، لأن ذلك لن يكون مقبولًا من تركيا ولأنه سوف يمنع التسوية الصعبة في المدى المتوسط للقضايا المتعلقة بالعراق وإيران.
ويتم تطبيق مناطق النفوذ في أجزاء أخرى من سوريا في حال استعداد جيرانها كالعراق والمملكة العربية السعودية والأردن أن تدعمها للتعامل الفعال مع داعش. لا بد من مناقشة هذه المبادرة كلها على أعلى مستوى عسكري ممكن، ابتداء بين الناتو وروسيا، قبل الانتقال ثانيًا إلى مجلس الأمن. ويحتمل أن تستعمل روسيا حق الفيتو ضدها في المجلس، ولكن لا ينبغي أن نفترض على أساس القاعدة العسكرية/العسكرية أنه قد يكون من الممكن إطلاق المبادرة في سياق ترى فيه روسيا وجوب عدم التعرض لمنطقة نفوذها.
 
========================
الديلي تلغراف: يحب علينا إيقاف مذابح السوريين الأبرياء
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161004_press_wednesday
دعوة لإيقاف المذابح التي يتعرض اليها أهالي سوريا و قراءة في "معركة دابق" التي يتطلع اليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ فترة طويلة، فضلاً عن المطالبات بضرورة تدخل دول أخرى للتوصل إلى هدنة أو تسوية في سوريا بعد تعثر الجهود الروسية والأمريكية، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لكون كوغلين بعنوان " يجب علينا إيقاف مذابح السوريين الأبرياء".
وقال كاتب المقال إنه " لا يمكن للغرب الوقوف ساكناً أمام ما يجري في سوريا، ويوفر لمجرمي الحرب كامل الحرية لقتل من يريدون ومنحهم الحصانة للقيام بذلك كما فعلوا في البوسنة".
وأضاف أن " الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فشل في التدخل في سراييفو حين عمدت الميليشيات الصربية إلى استهداف المدنيين بصورة يومية بالقذائف ورصاص القناصة".
وأردف كاتب المقال أن " الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديه الرغبة في التدخل بشكل كبير في الحرب السورية المعقدة تماماً على غرار ما قام به كلينتون خلال الحرب في البوسنة".
وتابع بالقول إن "غياب تدخل القيادات الغربية شجع الروس - كما شجع الصرب سابقاً - على إقناع أنفسهم بأنهم جنباً إلى جنب مع حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد باستطاعتهم فعل ما يشاؤون في سوريا".
وختم قائلاً إنه " يجب علينا التطلع إلى اليوم الذي سيحاسب فيه كل من تسبب بالمعاناة الإنسانية الكبرى في سوريا وتقديمهم للعدالة".
========================
الغارديان :سوريا ليست صراعاً كالحرب الباردة لذا لا يمكن للولايات المتحدة أو روسيا إصلاحها
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161004_press_wednesday
ونشرت صحيفة الغارديان مقالاً لماري ديفيجيسكي بعنوان " سوريا ليست صراعاً كالحرب الباردة لذا لا يمكن للولايات المتحدة أو روسيا إصلاحها".
وقالت كاتبة المقال إن القوى الكبرى لديها سيطرة جزئية على مجريات الأحداث في حلب، لذا يجب على أطراف أخرى التدخل لإحلال السلام".
وأضافت أنه "من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق نار في سوريا أو تسوية، فإنه يجب على أطراف أخرى التدخل لضمان ذلك من بينها إيران والسعودية وتركيا أو أنه سيتوجب على السوريين وضع نهاية لذلك، ولن يتحقق ذلك، إلا إذا كان هناك طرفاً منتصراً".
وأوضحت أنه " يبدو أنه الحل الأمثل لسوريا، لأن الولايات المتحدة وروسيا وصلا إلى مرحلة لا يستطيعان فيها حل الصراع في سوريا، لأنه ببساطة، النموذج القديم للقوى العظيمة لم يعد كافياً، لذا على روسيا والولايات المتحدة فهم ذلك، عوضاً عن تبادل الاتهامات فيما بينهما".
========================
غارديان: تغطية الإعلام الروسي للحرب بسوريا انتقائية
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/4/غارديان-تغطية-الإعلام-الروسي-للحرب-بسوريا-انتقائية
علق مقال للغارديان على التباين الواضح بين تغطية وسائل الإعلام الغربية لعمليات القصف والوفيات المدنية في حلب وما تنشره وسائل الإعلام الروسية.
وأشار كاتب المقال أليك لوهن إلى أنه عندما قصفت الطائرات الحربية الأسبوع الماضي مشفى بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة ودكتها على رؤوس المرضى الراقدين في وحدة العناية المركزة؛ تصدرت وفيات الأبرياء عناوين الصحف في كثير من الدول، في حين لم تكن هذه الغارة ضمن أخبار الإعلام الروسي الرسمي، الذي اقتصر تركيزه على معركة القوات السورية المدعومة من روسيا لاستعادة المدينة، مشيرا إلى أن عنوانهم كان "شنت القوات الجوية السورية غارات مكثفة ضد المسلحين قرب حلب".
والتقطت القصة وكالة الأنباء الرسمية (تاس) وعدة مطبوعات أخرى، ونقلت القناة الأولى أن الجنود الروس سلموا مساعدات إنسانية "للاجئين في أحياء حلب التي يسيطر عليها الإرهابيون".
وذكر الكاتب أنه في الوقت الذي ركزت فيه التغطية الغربية على القصف المكثف والخسائر الفادحة بين المدنيين أثناء محاولة الحكومة السورية استعادة المناطق التي ليست تحت سيطرتها، كان الإعلام الروسي ينقل ما يمكن أن يكون صراعا مختلفا تماما.
وأضاف أن محطات التلفزة في الدول الأخرى تستشهد -غالبا- بمسؤوليها وتسافر مع قواتها، لكن التغطية في روسيا، حيث تسيطر الحكومة على محطات التلفزة ووكالات الأنباء الرئيسة، تكون -غالبا- انتقائية ودفاعية بشكل ملحوظ عن الكرملين.
وأورد الكاتب بعض المفارقات الواضحة في تغطية وسائل الإعلام الروسية مقارنة بمثيلاتها الغربية، وأنها تعكس الخطاب الذي تمليه وزارة الدفاع الروسية على وسائل الإعلام لتحسين صورة موسكو.
وختم لوهن مقاله بأنه بالرغم من الرسائل التي تبث في وسائل الإعلام الروسية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يخسر دعم شعبه للحرب في سوريا، حيث انخفضت نسبة التأييد بناء على استطلاع حديث من 81% إلى 61%.
=======================