الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6-1-2016

سوريا في الصحافة العالمية 6-1-2016

07.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. «لوموند»: أزمة السعودية وإيران ستكون «الأسوأ
  2. لوموند :رفسنجاني و آخر الدواء
  3. إدغار موران: «يجب توقيف المجازر بسوريا والحرب ضد «داعش» عبثية»
  4. واشنطن بوست:(داعش) مستفيد وسوريا واليمن أكبر الخاسرين من الخلاف بين السعودية وإيران
  5. ديلي بيست: هل يفسد أوباما سوريا كما فعل من قبل في ليبيا؟
  6. التايمز: جزء من تركيا يشبه سوريا
  7. الاندبندنت: معارضة سورية من الرقة دفعت حياتها ثمنا لسخريتها من "داعش"
  8. " الجارديان":مجلس الأمن يناقش أضرار الكيماوى على الشعب السورى
  9. شاشانك جوشي - (التلغراف) 28/12/2015 :احتواء "داعش" عسكرياً شيء، وهزيمته سياسياً شيء آخر
  10. فريد هيات* – (الواشنطن بوست) 3/1/2016 :تحديات هيلاري كلينتون في قضية مكافحة الإرهاب
  11. اسرائيل هيوم :"الإخوان المسلمون": الخطر الحقيقي
  12. يديعوت :ثأر متسلسل :يعيش حزب الله على إحساس بأن إسرائيل تستغل وضعه على خلفية الأزمة في سوريا
  13. الانعطافات الاستراتيجية الحادة في الأعوام الثلاثة الأخيرة ... ومصادرها
  14. نيويورك تايمز :قلق العرب من إيران في محله
  15. يديعوت :الأزمة السعودية ـ الإيرانية… الحرب ستبقى باردة
  16. فايننشال تايمز :أي صدمات سياسية ستحدث في 2016؟
  17. ديلي تلغراف :معاناة أطباء سوريا تحت وابل القصف الروسي
  18. ميديا بار: هل أصبح تنظيم الدولة في وضعية دفاعية؟
  19. معهد واشنطن: إعدام النمر رسالة لواشنطن وليس فقط لإيران
 
«لوموند»: أزمة السعودية وإيران ستكون «الأسوأ
المصري اليوم
قالت صحيفة «لوموند»، الفرنسية، في افتتاحيتها، الثلاثاء، إن «السعودية وإيران يبدو أنهما يتقدمان بشكل قوى باتجاه الحرب، فكل تحرك من إحدى الدولتين يواكبه رد فعل من الدولة الأخرى».
وأضافت: «ما حدث كان نتيجة طبيعية لتصاعد التوتر في السنوات الأخيرة»، لافتة إلى أن «منطقة الشرق الأوسط بأكملها تأثرت بحالة العداء بين الرياض وطهران، والتى تم اختزالها بشكل متعجل وخاطئ في صراع مذهبى بين السنة والشيعة»، لكنها قالت إن «البعد الدينى حاضر بالتأكيد في الصراع».
وأكدت «لوموند» أن صراعاً بين إيران والسعودية في منطقة تتميز بنسبة كبيرة من التسلح وتشكل المصدر الأساسي للبترول على مستوى العالم سيكون هو «الأسوأ»، على حد وصفها، وقالت إن «على الغرب ان يلعب دوره لتجنب هذا الصراع، وإنه حان الوقت لأن تتبنى باريس مبادرة للسلام أو على الأقل للحوار، وإن مقاومة تنظيم (داعش) تتوقف على تخفيف التوتر بين إيران والسعودية».
======================
لوموند :رفسنجاني و آخر الدواء
لومــــــوند : نزار جاف
التوصل للإتفاق النووي، و التدخل الروسي في سوريا و ماقد تداعى عنهما، يعتبره البعض بمثابة نصرين سياسيين للنظام القائم في إيران، و إيران نفسها تسعى للإيحاء بذلك، کي تظهر أمام المحور الذي تقوده بمظهر"الفارس الهمام"، فتدفع عنهم مشاعر القلق و التوجس التي إزدادت في الآونة الاخيرة ولاسيما بعد تراجع الدور الايراني في سوريا و اليمن على حد سواء و"تهميشه"النسبي في العراق وخصوصا بعد عمليات تحرير الرمادي التي لم يکن فيها أي دور يذکر لإيران سوى متابعة الاخبار!الدور الايراني في المنطقة بعد الاتفاق النووي و التدخل الروسي في سوريا، لايمکن مقارنته بالفترات السابقة أبدا، حيث إن الاعوام السابقة قد شهدت صعودا ملفتا للنظر لهذا الدور، بحيث وصل الامر الى حد الحديث عن سقوط البحرين و دول الخليج و السعودية أيضا في قبضة طهران، لکن إنطلاق عملية"عاصفة الحزم"، کانت بمثابة المنعطف في الدور الايراني في المنطقة، ذلك إن مواجهة هذا الدور في اليمن و کبح جماح توسعه و رد کيده الى نحره، قد أطار صواب رجال الدين في طهران بحيث دفعهم للتهجم على الدور السعودي في المنطقة بأساليب و طرق أقل مايقال عنها غير مؤدبة!علي أکبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، فاجأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و العالم برمته بتصريحه الذي تحدث فيه عن التمهيد لتشكيل مجلس قيادي يخلف المرشد الإيراني عقب وفاته. هذا التصريح الذي يعتبر بمثابة موقف غير مسبوق لشخصية قيادية لعبت دورا مميزا في تأريخ النظام سواء في عهد الخميني أو في عهد خامنئي"الذي کان أهم صناعه"، حيث إنه من الواضح جدا بإن رفسنجاني يمهد لمرحلة سياسية جديدة في تأريخ النظام وهو کما يبدو أثار حفيظة أقطاب التيار اليميني المتشدد في إيران، الى الحد الذي هددوا فيه رفسنجاني، بأنه سيلقى مصير آية الله حسين علي منتظري، الذي مات تحت الإقامة الجبرية.إقتراح أو موقف رفسنجاني، بإجراء تغيير جذري على رأس قيادة نظام ولاية الفقيه، يعتبر إقرارا ضمنيا بإن النظام يعيش أزمة خانقة جدا لاخلاص منهابالاساليب و الطرق المألوفة، في وقت نرى فيه المعارضة الرئيسية للنظام و المتجسدة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية تحقق تقدما ملفتا للنظر على مختلف الاصعدة ولاسيما من حيث عکس الصورة الحقيقية للواقع الايراني بمختلف أوضاعه الوخيمة و المتردية، ويبدو إن رفسنجاني قد أدرك الوضعية الحرجة للنظام تماما ولم يعد أمامه سوى آخر الدواء أي الکي والذي ليس بوسع أحد أن يضمن نتائجه
======================
إدغار موران: «يجب توقيف المجازر بسوريا والحرب ضد «داعش» عبثية»
 
التاريخ: 05 يناير, 2016فى :الرئيسية, حوارات
وهو في الـ 94 من عمره، لا يزال إدغار موران في يناعة فكرية خصيبة. ويبقى بذلك أقرب إلى شعراء ومفكرين من أمثال الشاعر إيف بونفوا (92 عاما) ومن قبلهما ستيفان هيسيل (الذي توفي عن 96 عاما). مبدعون ومفكرون نهلوا وتغذوا باستمرار من السؤال ومن الكتابة.
عايش موران عن كثب أحداث ومآسي القرنين العشرين والواحد والعشرين. من الحرب الكونية الثانية إلى تفتت المعسكر الاشتراكي، مرورا بانبثاق النزعات القومية والعنصرية واللاهوتية. وجاءت كتبه، مثل «الثقافة والبربرية الأوروبية» (منشورات بايار)، أو مؤلفه «أين يسير العالم» (منشورات ليرن) وغيرهما،مرآة صقيلة لهذه الخضات والقطائع. جعل موران من هذا التاريخ المعقد مادة لسؤال فلسفي وسوسيولوجي مستدام وغير قابل للاختزال أو الاستنفاد. من هنا لقبه بـ«فيلسوف ما هو معقد». ولهذا الغرض ابتكر منهجية بنائية، لا بنيوية.. وقد ورد مفهوم «المعقد» عام 1982 واستعمل لأول مرة في كتاب «العلم مع الوعي». ويترجم المفهوم أشكال الفكر القابلة بتداخل وتمازج مختلف مجالات البحث والمناهج. ولا يمكن لتعريف واحد أن يختزل الحضور الكثيف للفيلسوف، عالم الاجتماع، المفكر الاجتماعي، الشاهد والناقد لرموز وعلامات زمانه الحائر، الملتزم بالقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كان ولا يزال أحد مناصريها. وقاده مقال وقعه بجريدة «لوموند» يندد فيه بالسياسة الإسرائيلية،(قاده) إلى المحكمة عام 2004.
نتاج إدغار موران ذو تشعبات منهجية عديدة تتجدد باستمرار. وضمن التناقض والمعقد تألف فكره بشكل متناسق، لكنه فكر يتبرم من الانغلاق اليقيني للتشديد على الحس النقدي وعلى البعد التركيبي. وانصبت مساءلاته على جميع القضايا التي تشغل حداثتنا المعقدة: الموت، الحب، الأساطير، وسائل الإعلام، أوروبا، العنف، التكنولوجيا، الحرب إلخ.. يبقى إدغار موران آخر أعلام «الغرب النقدي» الذين فتحوا للباحثين والمثقفين العرب في الثمانينات والتسعينات نوافذ فكرية ومنهجية على غرب نقدي جديد، من أمثال جيل دولوز، فيليكس غاتاري، رولان بارث، كاستورياديس، لويس ألتوسير، جاك لاكان إلخ.. تتأتى نكهة هذا الغرب النقدي من كونه خاليا وخالصا من أي تمركز ذاتي ومن أية أساطير إمبراطورية أو استبدادية، وفي هذا السياق يندرج إدغار موران.
بدءا، أود أن أستهل هذا اللقاء بالعودة، إن سمحت، لذكر شخصية سياسية وفكرية كان لحضورها في حياتك وفي معاشك اليومي وزن قوي. باختفائها تركت فراغا مهولا لا بالنسبة لك بل بالنسبة لجيل. ذاك هو ستيفان هيسيل رفيق دربك في الكثير من المعارك. بماذا تشعر اليوم بعد سنتين على غيابه؟
في أحايين كثيرة٬ وخلال مناسبات عشتها بعد غيابه٬ كنت أقول في قرارتي: أه لو كان ستيفان حاضرا بيننا! ولشد ما رغبت أن يكون إلى جنبي. أشعر وبشكل لا يعوض بغيابه لأن المشاكل التي طرحناها وواجهناها بشكل ثنائي وجماعي تكاثرت وتكاثفت. كان رفيق درب ومانحا للثقة. كان ذا شخصية نورانية ومتنورة. كما أن طبعه الوديع لم يفقده شدة في الحزم. هذا ما افتقدناه وما ينقصنا مع غياب ستيفان هيسيل. كان أيضا صاحب قضايا عادلة. وقد افتقدت فيه القضية الفلسطينية مناصرا وسندا. لما نرى ما آلت له القضية الفلسطينية اليوم٬ نلمس ونقف عند حجم التزامه وقوة صوته. اليوم ثمة لامبالاة دولية تجاه الشعب الفلسطيني، بل وحتى داخل إسرائيل. لم يعد أحد يشعر ويفكر بأن هناك شعبا يعيش وراء الجدران. شعبا يعيش في قفص. يعيش وضعية «أبارتايد» أو ميز عنصري. كان ستيفان هيسيل شاهدا ومناضلا منخرطا هو وزوجته إلى جانب الفلسطينيين. من موقعه كرئيس للجنة «برتراند راسل»، إلى جانب ليلى شهيد وأعضاء آخرين، كانت تدخلاته لدى الأوروبيين حاسمة. اليوم القضية الفلسطينية في مأزق، ومن واجبنا اليوم عدم التخلي عن الفلسطينيين. صحيح أن المظاهرات لم تعد بالحجم والكثافة التي كانت عليه من قبل. وشخصيا، وفي كل المناسبات، بانخراطي مثلا في لجنة المراقبة وكتابتي لمقالات في الصحف تسبب لي ذلك في شتائم دسمة وفي محاكمة عام 2004.. وقيل في حقي في بعض المنابر الصهيونية بأنني «أدعم الإرهابيين».
على أي أصبحت مقاومة هذا التيار وهذه التوجهات جد صعبة. وكنا سنكون أكثر قوة وعزما لو كان ستيفان هيسيل إلى جانبنا اليوم، خصوصا وأن الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أعادت نتانياهو إلى السلطة قد تعزز من إيديولوجيته الحاقدة.
الرهان مع نيتانياهو هو تسييره لحكومة يمينية متطرفة٬ سعيها ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية. وسيزداد الوضع تأزما إذن. ما يمكن قوله هو أن اعتراف بعض الدول الأوروبية أو غيرها بالقضية الفلسطينية، والمجهودات التي تقوم بها الحكومة الفلسطينية يجب أن لا تدفعنا إلى اليأس.
 
أصبح الشرق الأوسط إجمالا مسرحا لعنف مستدام، بماذا تفسر هذا العنف المصبوغ بلاهوتية ظلامية تحاول إعادة إنتاج نماذج أولية؟
تجب العودة إلى المرجعية التاريخية. فأثناء حرب أفغانستان٬ حاول الأمريكيون تشجيع لا الجماعات الأفغانية العلمانية بقيادة الزعيم مسعود، بل شجعوا وساندوا الجماعات المتطرفة التي كانت تحركها أفكار دينية متزمتة. النتيجة هي انبثاق بن لادن وتنظيمه المتطرف. كما أن سياسة الكيل بمكيالين هذه التي كانت ولا تزال ضحيتها الدول العربية ذاتها، شجعت على نمو الحركات الإسلامية والجهادية. كما أن فشل الأنموذج الاشتراكي بما فيه النظام البعثي والديمقراطي في البلدان العربية، فاقم من حدة الأزمة، علاوة على أن هذه الدول كانت مسرحا للكثير من الرهانات من طرف حكام استبداديين. لذا- في اعتقادي- قادت سلوكات الاحتقار والنبذ العديد من المواطنين إلى الانتفاض وإلى حراك راديكالي لا شخصي وإنما شمولي. عاينا إذن ما يشبه فك عقدة الخوف كشكل من أشكال التحرر٬ الشيء الذي دفع البعض إن لم تكن الأغلبية إلى البحث عن الذات لدى الأسلاف وفي الأصول الأولية للإسلام، وهو ما اعتبره الغرب إحياء لعقلية الحقبة الصليبية. وصلت تداعيات هذه الردة حتى إلى شباب ضواحي المدن الأوروبية التي وجدت في أقوال وفتاوي بعض الفقهاء أو المرشدين الدينيين، مفاتيح لخوض الجهاد وارتداء عباءة الصحابة. نحن أمام إعادة إنتاج لزمن ورسالة هما بحاجة إلى إبداعية وابتكارية جديدة. لأن التكرار والإعادة- كما يقول فرويد- هما أحد نظائر الموت. نحن إذن أمام لا وحسب شباب تائه، بل أمام مثقفين تائهين أيضا. ذلك أن التطرف لا يقتصر فقط على التطرف الديني، بل يتعداه أيضا إلى التطرف الثقافي. بحيث إن أكبر المتطرفين كانوا دائما ضمن المثقفين. وقد نعاين انبثاق «دكاترة للتطرف» وذلك في ظرفية قاتمة تعتبر الحرب السورية إحدى مراحلها القصوى. هذه الحرب هي حرب أهلية بعدة فاعلين وحرب دولية بعدة زبناء ووكلاء. إن أضفنا لها الحرب في اليمن٬ الحرب في العراق الذي تم تفتيته إثر الغزو الأمريكي، مع التكملة التي أضافها تنظيم «داعش» بحربه المقدسة التي انخرط فيها المئات من الشباب المسلم والشباب الغربي المؤسلم. وسبق لأندريه مالرو أن قال إن «الشجاعة مسألة تنظيم»، ويمكنني القول أيضا إن التطرف مسألة تنظيم ونظام. لذلك فإنه انغلاق هلوسي داخل تنظيم إرهابي. تعرفت شخصيا على بعض عناصر الألوية الحمراء الإيطالية التي كانت تعرف بنفسها كتنظيم إرهابي. كان عالمها ومجالها مغلقا٬ لم يكن لهذا التنظيم إحساس بمادية العالم الخارجي٬ كان غير مكترث بإنسانية الآخر٬ يملكون إحساسا واحدا هو إحساس الرفاق. من الصعب التخلص من أسر هذا العالم، لكن تمكنت بعض العناصر من الخروج ومغادرة هذا العالم.. جوانية التطرف لا نجدها فحسب لدى الإرهابيين، لما كنت مناضلا في الحزب الشيوعي الفرنسي صادفت شيوعيا متطرفا في شخص صديقي الفيلسوف جان توسان دوسانتي ٬ الشيوعي التوتاليتاري بامتياز٬ الذي قال لي ذات مرة وببرودة أعصاب: «إن تطلب الأمر قتل مئات الآلاف من الأشخاص بواسطة القنبلة الذرية السوفياتية فيجب القيام بذلك». في كلتا الحالتين: في حالة التطرف الديني والتطرف الشيوعي٬ نحن بصدد تصور قروسطي، بصدد انتكاص بدائي للفكر. وسبق لي في مؤلف بعنوان «في طبيعة الاتحاد السوفياتي»، أن أوضحت بأن الشيوعية هي عبارة عن قناع يحجب الحقيقة التي تدعي تسميتها والتعريف بها. ذلك أن الاتحاد السوفياتي٬ ذلك المفهوم السحري والغامض٬ يعتبر أكبر تجربة وأخطر سؤالا عشته في حياتي. لو تذكرنا أنه في القرن الخامس عشر٬ كانت أوروبا الغربية مسيحية وتحت سيادة مسيحية دموية، حيث كانت السيادة للحروب الصليبية٬ لمحاكم التفتيش٬ ولإعدام اليهود في محارق جماعية٬ فلا نجد أية صعوبة للقول إن العنف٬ البربرية٬ هي القاسم المشترك للإنسانية. وعليه يندرج تنظيم «داعش» ضمن هذه المنظومة. المفارقة هي أن الغرب يبدي امتعاضه وتقززه من بشاعة «داعش»٬ لكنه تناسى أو يتناسى أنها صنو ورديف لما اقترفه في السابق. ثم أليست حروب بوش الأب والابن حروبا بدائية وبعقلية صليبية؟ على أي «داعش» هي قوس دام آيل إلى الزوال. وفي نظري فرهان التربية٬ وبالأخص تربية الشباب٬ مسألة أساسية وحيوية. في فرنسا هذه الشروط لم تجتمع بعد للقيام بهذا العمل.
 
هل لا يزال مفهوم «علم الأزمات-crisologie » الذي أطلقته عام 1976 صالحا للاستعمال، خصوصا وأن أزمات اليوم ليست هي أزمات الأمس؟
زاوجت بين عدة تخصصات، بين مجال العلوم الإنسانية والعلوم البيولوجية والسيكولوجية. لكن رافق هذا التزاوج أو المزاوجة المنهجية تأمل فكري ونظري انصب على هذه المناهج نفسها. هنا يرافق المفكر عالم الابستمولوجيا. وكانت مناسبة إشرافي على أحد أعداد مجلة «communications » التي ساهم فيها مؤرخون٬ علماء اقتصاد٬ علماء بيولوجيا٬ لأجرب نجاعة هذا المفهوم. إذ لاحظت أن الأزمة انتشرت واستشرت في القرن العشرين إلى مختلف مناطق الوعي المعاصر. لا يوجد ميدان لا تشغله فكرة الأزمة ولا حديث سوى عن «أزمة الرأسمالية» «أزمة المجتمع» «أزمة الأزواج»٬ أزمة العائلة»، «أزمة القيم»، «أزمة الشباب»٬ «أزمة البشرية» إلخ.. لكن اتساع رقعة الأزمات تم على حساب فهمها واستيعابها. وأفرغ مفهوم «أزمة» من معناه ودلالته ليعني ما لا نقدر على فهمه وإدراكه. ولإلقاء الضوء على مفهوم الأزمة، كان من الضروري ابتكار نظرية لمجتمع له القدرة على استيعاب الأزمات. لا يزال هذا المفهوم في قرننا المثخن بالأزمات والعنف، ناجعا وعمليا. وبفضله وقفت عند البربرية الجديدة٬ عند الأشكال الجديدة للموت والحياة٬ وفسرت العنف المتعدد الذي استبد بعالمنا وبمعاشنا اليومي. ما لم نفكر في البربرية فإننا لن نرقى إلى طور الثقافة. علينا إذن الوقوف عند العلاقة المعقدة٬ القائمة بين البربرية والثقافة، وذلك لمقاومة البربرية بشكل جيد وناجع.
 
يهيمن على النقاش العام اليوم في فرنسا وفي مجموع أوروبا، أشباه مثقفين وأشباه مبدعين، من أمثال إيريك زمور وميشال ويلبيك. هل يمكن أن نستعمل في حقهم تعبير مثقفين أصوليين؟
لا ينتمي ميشال ويلبيك إلى أشباه المثقفين٬ بل هو كاتب وروائي حقيقي. كما يمكنني القول إن إيريك زمور ليس بمثقف بل هو صحافي. حكاية ويلبيك مختلفة نسبيا. روايته «استسلام»٬ التي نشرت وطرحت في الإطار الدرامي لهجمات السابع من يناير على «شارلي إيبدو» والتشنجات التي رافقتها٬ لو كانت قد ظهرت في ظرفية أخرى٬ في إطار تاريخي آخر٬ لكانت مجرد حكاية فولتيرية (نسبة إلى فولتير). وبالتالي، فإن الإطار والظرفية الدرامية هما اللذان فاقما من حدة السجال من حول الرواية. غير أن هناك مثقفين من أمثال ألن فينكلكروت والعديد من الصحفيين الذين يقوم مشغولهم اليومي على التزييف وعلى أحادية الرأي والنظر. كل ذلك من منطلق ومن منطق متزمت. يبين لنا هذا الوضع المستوى الذي آل له انتكاصنا وردتنا. إن أضفنا إلى ذلك صعود اليمين المتطرف الذي خلق جاذبية إعلامية٬ نحصل على صورة منحطة لغرب قلق على مستقبله٬ غرب بلا بوصلة ومن دون اتجاه ولا توجه. غرب مرعوب من الحاضر والمستقبل. الشيء الذي يدفعه إلى الانزواء والانطواء على نفسه داخل خوف مرعب. هكذا وجد في الآخر أنموذجا لكبش الفداء الذي يجب الخبط عليه باستمرار. الآخر العربي٬ المسلم٬ الزنجي٬ الأجنبي.. فالحملات العنصرية التي تتعرض لها وزيرة العدل الفرنسية٬ كريستيان توبيرا٬ أفضل مثال على هذا «الانسعار» العنصري. إنها إحدى علامات فقدان العقلانية الإنسانية. نسعى إلى مقاومة هذه التيارات الحاقدة٬ لكن تسحقنا أحيانا عجلة التاريخ. الرهان اليوم هو على مستوى تفكيك آليات هذا الخطاب. أعتقد أن للتربية دورا أساسيا في توعية المجتمعات. لكنها اليوم- وللأسف- ليست قادرة على القيام به وأدائه.
 
صدر لك٬ بتوقيع مشترك٬ مع طارق رمضان، كتاب بعنوان: «مخاطرة بالأفكار» (منشورات الشاتليه)، هو عبارة عن حوار في مواضيع تتموقع فيها مواقفك على طرف نقيض من مواقفه.. لمَ طارق رمضان؟ وما الهدف من هذه المقابلة؟
في فرنسا٬ طارق رمضان عرضة لحملات سياسية وإعلامية غير مبررة في نظري. فالرجل صاحب أفكار قد نتفق أو لا نتفق معها. لكن وزنه الفكري يؤهله لأخذ موقعه في النقاش العام حول القضايا الساخنة التي تتعلق بالإسلام والمسلمين في فرنسا. بعض الأوساط تفضل وجوها باهتة فكريا وهي إحدى طرق تبخيس الإسلام.
محاورة طارق رمضان، الذي يحظى بشعبية كبيرة في فرنسا، وبالأخص في أوساط الشباب، هي من منطلق الفيلسوف الذي يؤمن بـ«البوليموس»٬ أي السجال.
 
ثمة سؤال يشغل كتاباتك ومداخلاتك هو الذي يخص المتوسط. أصبح هذا الأخير اليوم عبارة عن مقبرة بحرية لآلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الالتحاق بالضفة الشمالية، وبجنة عدن وهمية. إنه مسرح لأوديسا تراجيدية يومية. ما هو شعورك إزاء هذا الوضع المأساوي؟ وهل أصبح للمتوسط معنى ودلالة أخرى؟ وكيف نفكر في المتوسط اليوم بطريقة جديدة؟ وهل هناك رغبة سياسية لفتح أقفال الحدود؟
صحيح أن الوضع بالمتوسط مرعب. من قبل عاينا موجات للهجرة الإفريقية التي كانت تنطلق على متن قوارب مهترئة، يقودها سماسرة ومهربون يتركونها في ما بعد في عرض المتوسط فريسة للأمواج. نشهد اليوم انبثاقا لهجرات وافدة من بوابات جغرافية أخرى: من أفغانستان٬ باكستان٬ العراق٬ سوريا.. والمهاجرون في غالبيتهم هاربون من ويلات الحرب. صحيح أن المتوسط أصبح اليوم مجالا تراجيديا بامتياز. ولسنا على مقربة من الحل. لا توجد أي إرادة أو رغبة سياسية لدى الدول الأوروبية المتوسطية لاقتراح حلول ناجعة لهذا المشكل. بل على العكس٬ تتحصن هذه الدول وتضرب من حولها سياجا سميكا الشيء الذي يفاقم من الهجرة السرية ومن مافيات التهريب السري. الحل يكمن أيضا في إيقاف المجازر بسوريا. فالحرب ضد «داعش» حرب عبثية. فالضربات الجوية للحلفاء تستهدف بالأساس المدنيين ما يجعلهم يرتمون في أحضان الدولة الإسلامية. وعليه فالضربات تقوي عود وشوكة «داعش» أكثر مما تكسرهما. لا زالت إذن الأوهام نفسها والأخطاء ذاتها على حالها. ولا زالت التدخلات الاعتباطية مستمرة أيضا.
والمطلوب نقاش شمولي على مستوى مجموع دول الشرق الأوسط وأيضا وضع سياسية جديدة كفيلة بتحسين أوضاع هؤلاء المهاجرين المعيشية والعزوف عن الهجرة. لكننا أبعد من أن نحل هذه المعضلات والمشاكل. إننا وبصراحة في وضع جد سيء.
======================
واشنطن بوست:(داعش) مستفيد وسوريا واليمن أكبر الخاسرين من الخلاف بين السعودية وإيران
شؤون خليجية-خاص:
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها: إن توسع الخلاف بين السعودية وحلفائها السنة ضد الحكومة الشيعية الإيرانية يدفع المنطقة بشكل خطير نحو الصراع.
وأبرزت الصحيفة سحب الكويت لسفيرها من إيران في حين انضمت البحرين والسودان إلى السعودية في قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وقامت الإمارات وهي شريك تجاري قوي مع إيران بسحب سفيرها، مضيفة أن الكويت والإمارات لم يوضحا ما إذا كانا قد قطعا العلاقات بشكل كامل مع طهران أم سحبا سفيرهما فحسب.
وتحدثت عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقفت في منتصف الطريق في ظل سعيها لإقامة علاقة وثيقة مع إيران وفي نفس الوقت احتفاظها بتحالفها الطويل مع السعودية.
وذكرت أن الأزمة الحالية بين البلدين قد تزيد من تعقيد جهود التوصل إلى حل للحرب في سوريا وقد تتسبب في تقوية تنظيم "داعش".
وحذرت من أن الخلاف الحالي بين السعودية وإيران من المرجح أن تكون لها تداعيات على الحروب المشتعلة في أجزاء من الشرق الأوسط، وبعض تلك الحروب مشتعل بفعل العداء بينهما.
وأشارت إلى أن الحروب في اليمن وسوريا بشكل خاص معرضة للاتجاه للأسوأ نتيجة الخلاف الحالي بين الرياض وطهران، حيث تدعم البلدين القوى المتصارعة فيهما.
ونقلت عن "محمد بازي" الأستاذ في جامعة "نيويورك" توقعه بألا تتجه الأوضاع لحرب مفتوحة بين البلدين، لكن الأوضاع تتجه لأن تصبح الحروب بالوكالة بينهما أسوأ، مضيفا أن النمط الحالي بينهما يقوم على أنه عندما يصعد طرف فإن الطرف الآخر يصعد أيضا.
وذكر تقرير صادر عن معهد أبحاث استشارية دفاعية في لندن أن تنامي الاستقطاب الطائفي في أنحاء المنطقة سيفيد بشكل أساسي "داعش" الذي يروج للطائفية.
المصدر : شؤون خليجية-ترجمة
======================
ديلي بيست: هل يفسد أوباما سوريا كما فعل من قبل في ليبيا؟
ليبيا - الولايات المتحدة الأمريكية بحث
24: تساءل موقع "ديلي بيست" الأمريكي في تقرير نشره اليوم على موقعه الإلكتروني عما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يفسد الأمر في سوريا كما فعل من قبل في ليبيا وساعد في الإسراع بأن تتحول الأخيرة إلى دولة فاشلة، محذراً من تكرار السيناريو مع سوريا لاسيما أن العواقب في هذه الحالة ستكون أسوأ بكثير. يستهل التقرير بالإشارة إلى أن ليبيا تعاني من حالة فوضى، إذ تتنافس على السلطة منذ عام 2014 حكومتان هما: مجلس النواب (ذو ميول علمانية) والمؤتمر الوطني العام (يسيطر عليه الإسلاميون)، ويعتمد الجانبان على تحالف فضفاض من الميليشيات، والواقع أنهما يفتقدان، برأي التقرير، إلى الشرعية أو السلطة الحقيقية في الوقت الذي تتمتع فيه الميليشيات بالسيطرة الحقيقية على أرض الواقع.
فوضى
أما "حكومة الوفاق الوطني" التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم 23 ديسمبر(كانون الأول) 2015 بوصفها عملية انتقالية، فهي تُعد بحسب التقرير، بمثابة إضافة طرف ثالث إلى حالة الفوضى السائدة في ليبيا. يقول التقرير: "سوريا أيضاً تشهد حالة من الفوضى، ولاشك في وجود بعض الاختلافات بالطبع بين الحالتين، ولكن يبقى التشابه في سيطرة الميليشيات على الحكم والمحاولات الدولية الخرقاء للوصول إلى حلول يمكن أن تقود في النهاية إلى فوضى ودولة فاشلة مثلما حدث في ليبيا. ومن ثم ينبغي على الإدارة الأمريكية، أثناء محاولتها للتعامل مع الأزمة المستمرة في ليبيا، أن تتعلم من أخطائها في ليبيا".
فراغ السلطة
ويلفت الموقع إلى عدد من الدورس التي يتعين الآخذ بها في الاعتبار، وبحسب التقرير فإن الدرس الأول يتمثل في تجنب خلق فراغ في السلطة في منتصف الحرب. وبينما تبدو الإدارة الأمريكية غير مبالية أو مستعدة لتأجيل قضية انتقال الرئيس السوري بشار الأسد، فإن مرشحى الرئاسة الأمريكية يعلنون إصرارهم على رحيل الأسد عاجلاً وليس آجلاً. وعلى الرغم من اتفاق التقرير مع وحشية نظام بشار الأسد واستحالة أن تكون سوريا موحدة تحت سيطرته، ينوه التقرير أن الانهيار الفوري لنظام الأسد سوف يجعل سوريا تتحول إلى ما باتت عليه ليبيا اليوم،وسيتحول المشهد إلى خليط من الميليشيات المتنافسة، ولن تكون النتيجة دولة موحدة تخضع لحكم القانون وإنما منطقة للصراع المسلح.
ميليشيات مسلحة
ويستشهد التقرير بأن تعزيز الولايات المتحدة من قبل للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لم يسفر عن النتيجة المأمولة، وبالمثل فإن تقوية المجلس الوطني السوري أو هيئة انتقالية أخرى لن يغير من الحقائق على الأرض، لاسيما أن تلك المجالس أو الهيئات الانتقالية لا تتوافر لديها إمكانية السيطرة على الميليشيات المسلحة. وفيما يتعلق ببشار الأسد، يرى التقرير أنه لا بديل عن رحيله لتكون سوريا موحدة مرة أخرى، بيد أنه من الأفضل أن يحدث ذلك حينما تكون البلاد أكثر استقراراً، من خلال وقف إطلاق النار، على غرار ما تم مؤخراً في حمص، أو أن يتم فرض إطلاق النار على مستوى أوسع من قبل القوى الدولية.
وعود كاذبة
أما الدرس الثاني الذي يشير إليه التقرير فيتمثل في إدراك حقيقة أن الكثير من الناس يكذبون لاسيما عندما تكون أموالهم وأسلحتهم على المحك. فعندما عرضت الولايات المتحدة مساعدة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا خلال عام 2011، أعلن أعضاؤه تمسكهم بالديمقراطية والتعددية مؤكدين على أنهم سوف يتمسكون بهذه القيم.
يقول التقرير: "لم يتمسك أعضاء المجلس الوطنى الانتقالي في ليبيا بتلك الوعود، ومن أجل تأمين قواتهم، مهدوا الطريق للجماعات المتطرفة والمعادية للديمقراطية لكي تحصل على التمويل الحكومي وكذلك الأسلحة، كما استعانوا بالميليشيات الإسلامية التي لا تدين بالولاء إلا لنفسها وتسعي لتوسيع قوتها ونفوذها بأبشع الوسائل في كثير من الأحيان". ويضيف التقرير أن الأمر نفسه يتكرر مع جماعات المعارضة المتشددة السورية التي أعلنت في أوائل شهر ديسمبر الماضي عن تعهدها بدعم "آلية الديمقراطية" واحترام حقوق الأقليات في البلاد، ومنها الجماعات السلفية المتشددة مثل أحرار الشام وجيش الإسلام التي حاولت إقناع الجمهور الغربي أنها جماعات معتدلة وطلبت من واشنطن وحكومات أخرى دعمها بالسلاح.
يقول التقرير: "لقد وصل الأمر بهذه الجماعات أن كتب أحد قادة أحرار الشام مقالات للرأي في صحيفتي (واشنطن بوست والتلغراف)، في محاولة لتبرئة الأنشطة الإيديولوجية العنيفة والمتطرفة للمنظمة. وحتى الأن تتجاهل الولايات المتحدة هذه الدعوات، رغم وجود بعض الانتقادات الدولية ممن يروجون لأهمية احتضان مثل هذه الجماعات".
تورا بورا
أما الدرس الأخير الذي يلفت إليه التقرير فهو الحذر من الجماعات المتطرفة التي تحاول خلق معاقل لها، فخلال فترة الثمانينيات استغلت الميليشات الإسلامية المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة الليبية، وأكثرها خطورة المدينة الساحلية في شمال شرق درنة والجبال الخضراء المجاورة (يمكن اعتبارهما بشكل أساسي تورا بورا ليبيا). وحسب التقرير، تستخدم جماعات مثل أنصار الشريعة في ليبيا هذه المنطقة في تدريب المقاتلين وتخزين الأسلحة وإجراء العمليات، ولا يقتصر الأمر على تدريب المقاتلين في ليبيا فحسب، وإنما يبدو أن المقاتلين الذين يذهبون إلى سوريا أو يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية في الخارج مثل "مجزرة سوسة في تونس" - يتلقون التدريب في هذه المنطقة.
وبرأي التقرير، لا يختلف مؤطىء قدم الميليشيات السلفية في ليبيا عن المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات السلفية في شمال غرب سوريا مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة. ولكن إذا استمر غياب سيطرة الحكومة عن تلك المناطق، فإن الأمر سيكون أكثر تهديداً في سوريا، لاسيما أن رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة تلك الجماعات أكبر، كما أنها مركز جذب للمزيد من المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم.
معاقل الإرهاب
وينوه التقرير أنه إذا تمكنت تلك الجماعات الإرهابية من توطيد سيطرتها على تلك المناطق وجعلها مناطق غير خاضعة للسيطرة الحكومية بشكل دائم، فإنها سوف تستفيد من قرب شمال سوريا من تركيا، الأمر الذي سيمنحها حرية أكبر في الحركة والتنقل، ناهيك عن الدعم الذي تتلقاه تلك الجماعات من بعض الدول مثل قطر وتركيا، وسيؤدي كل هذا إلى صعوبة الإطاحة بمثل هذه المعاقل.
ويختتم التقرير بدعوة واشنطن للضغط على حلفاؤها مثل قطر وتركيا لوقف دعم الميليشيات السلفية قبل أن تفرض قبضتها في شمال غرب سوريا، موضحاً أن إدارة أوباما ربما تكون قد تعلمت بالفعل إخفاقاتها في ليبيا، ومن ثم لا تسعى بتهور إلى إزاحة بشار الأسد، إذ تضع في اعتبارها عواقب انهيار النظام بصورة مفاجئة.
======================
التايمز: جزء من تركيا يشبه سوريا
التقرير
دوت مصر  منذ 21 ساعة  0 تعليق  0  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن بلدة سور في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا، أصبحت نسخة من سوريا في الفترة التي اندلعت فيها المواجهات، بحسب وكالة "الأناضول".
ويذكر أن مواجهات قد اندلعت منذ أسابيع بين القوات التركية ومنظمة حزب العمال الكردستاني.
وكتبت التايمز أن عدد المهاجرين من بلدة سور بلغ 20 ألف مواطن، وعرفت البلدة بأنها منطقة حرب.
وقالت المراسلة في منطقة سور إنه في كل صباح، يتزامن صوت الآذان مع أصوات البنادق، كما أن حظر للتجوال مفروض، إلى جانب نقاط التفتيش.
وأضافت أنه غادر أغلب أصحاب المحلات منطقة المواجهات كما يرفض سائقو سيارات الأجرة الاقتراب من المنطقة.
كما وصفت تحول بلدة سور التركية بمقبرة أشبه بنسخة مؤلمة من سوريا، فترة اندلاع المواجهات فيها.
======================
الاندبندنت: معارضة سورية من الرقة دفعت حياتها ثمنا لسخريتها من "داعش"
الأربعاء 06 كانون الثاني 2016   آخر تحديث 08:37
النشرة
تطرأت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الى "قصة المعارضة السورية لتنظيم "داعش" في مدينة الرقة، رقية حسن محمد، والتي كلفتها منشوراتها اللاذعة السخرية ضد "داعش" حياتها".
ولفتت الصحيفة الى أن "داعش" أعدم رقية، لكنه أبقى الأمر سرا، واستولى على حسابها الفيسبوكي ليستدرج زميلات وصديقات لها من المعارضات لحكم "داعش" في الرقة".
وذكرت الصحيفة ان "آخر رسالة تركتها رقية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كانت تقول فيها "إذا اعتقلني تنظيم "داعش" وقتلني فأنا لا أكترث، لأنني سأبقى مرفوعة الرأس وسأحتفظ بكرامتي".
======================
" الجارديان":مجلس الأمن يناقش أضرار الكيماوى على الشعب السورى
الثلاثاء، 05 يناير 2016 - 11:03 ص
الانباء
كتب: عواطف الوصيف
أعلنت الأمم المتحدة عن إكتشاف إحدى لجان تقصى الحقائق للطاقة والأسلحة ،أن الشعب السورى قد تعرض لغاز مسيل السارين.
وبحسب اللجنة فقد أجرى تحقيق أثبت استخدام قوات النظام السورى لمواد كيماوية سامة أثرت على 11 شخص فى سوريا ولكن لم تشير التحقيقات إلى الأماكن أو المواقع التى يقطن بها هذه الحالات.
وقامت منظمة مكافحة استخدام الأسلحة الكيماوية بإرسال تقرير الأسبوع الماضى للأمم المتحدة يؤكد أن هناك العديد من المواطنين فى سوريا قد تعرضوا لمادة السارين أو مادة شبيهة بالسارين.
وأكد التقرير أنه من الضرورى عمل العديد من التحقيقات لمعرفة وتحديد كيف تعرض العديد من الأفراد لهذا الغاز بالإضافة لمعرفة الوقت أيضا.
وبحسب الجارديان فقد قامت منظمة مكافحة إستخدام الأسلحة الكيماوية بعدة تحقيقات من قبل فى دمشق أثبتت أن الشعب السورى تعرض للكلور وغاز الخردل.
ومن المفترض أن يعقد مجلس الأمن لقاء اليوم الثلاثاء لمناقشة ما تعرض له الشعب السورى من أضرار بسبب إستخدام الأسلحة الكيماوية بسبب الحرب الأهلية والصراع الجارى هناك.
ومن الجدير بالذكر أن الحرب الأهلية الجارية فى سوريا تحدث بين طرفين هما ممثلى نظام الرئيس بشار الأسد وعدد من المتمردين ويستخدم كلا الطرفين الأسلحة الكيماوية فى مواجهة الأخر التى دفع ثمنها الأبرياء اللذين لاقوا حتفهم ووصل عددهم إلى 250.000 ولكن لا يزال هناك المئات ممن يدفعون الثمن من صحتهم بسبب ما يتعرضون له من آثار استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقد وجه العالم الدولى إنتقادات شديدة اللهجة لممثلى الحكومة السورية بسبب استخدامها للأسلحة مما جعلها تجبر على تسليم ما وصفته الجارديان بترسانة أسلحتها الكيماوية.
وبحسب تقرير منظمة مكافحة إستخدام الأسلحة الكيماوية فقد تم تدمير 99.6 من جميع الأسلحة الكيماوية فى سوريا.
======================
شاشانك جوشي - (التلغراف) 28/12/2015 :احتواء "داعش" عسكرياً شيء، وهزيمته سياسياً شيء آخر
الغد الاردنية
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في غياب اتفاق للسلام في سورية، أو النشر غير المرجح لقوات أجنبية، سوف ينجو "داعش" ويستمر في العام 2016.
*   *   *
منذ 11/9 من العام 2001، ما يزال الساسة الغربيون يقللون من قدر أعدائهم. وقد ساد اعتقاد بأن طالبان ماتت ودفنت بعد العام 2001، لتعاود الظهور والأخذ بالثأر. كما اعتبرت مهمة العراق منجزة في العام 2003، كما أعلن جورج دبليو بوش في كلمته سيئة السمعة من على حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس أبراهام لينكولن"، لكن العراق انهار ليدخل في دوامة سفك دماء طائفية على مدار السنوات العديدة التالية.
إن متلازمة "سيكون الأمر قد انتهى بحلول عيد الميلاد" تجيء نتيجة لدوافع سياسية واضحة: من الصعب تسويق حرب مثيرة للجدل على العامة، بينما يتم الاعتراف بأنها قد تجري لأعوام مقبلة عدة. لذلك، فإن ما يصب في صالح قادتنا هو تعلمهم من هذه الأخطاء. وبينما أساء الرئيس أوباما معاملة الأزمة السورية في العديد من الطرق، فإنه كان صريحاً في القول للشعب الأميركي بأن القتال سيستمر ما بين ثلاث وخمس سنوات. وقد ردد القادة البريطانيون هذه المواعيد النهائية أيضاً. وهذا شيء معقول. فالحملة لطرد الإرهابيين من مناطقهم يمكن أن تمتد بسهولة إلى ما بعد السنة المقبلة. والحيلولة دون إعادة ظهورهم ستستغرق وقتاً أطول.
فلنتأمل حالة الأمور. ليست الجبهة العراقية خالية من الأمل، لكنها تظهر تقدما بطيئاً. وكانت استعادة سنجار في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أخباراً جيدة، كما قامت القوات العراقية بتحرير الرمادي للتو. وتظل القوات الأمنية العراقية تفتقر إلى التجهيز والأسلحة الرئيسية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، وما تزال منذ أشهر عدة بعيدة عن شن هجوم مضاد لاستعادة الجائزة الكبيرة، الموصل، التي أشَّر سقوطها في حزيران (يونيو) من العام 2014 على مدى وصول مجموعة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إلى المسرح العالمي. وفي بعض المناطق، تعتمد هذه القوات على مشاركة الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً. صحيح أن هذه القوات جيدة في القتال وكبيرة العدد، لكن إيديولوجيتها الطائفية وسلوكها يلهبان المعاناة السنية التي سهلت مسار "داعش" نحو السلطة. وعلى ضوء أن هدفنا لا ينصب وحسب على طرد "داعش" إلى الخارج، وإنما أيضاً على إبقائهم في الخارج، فإنه يجب علينا أن نمضي قدماً بحذر -وبذلك ببطء بشكل محتم.
في الأثناء، تعد الأمور في سورية أكثر تعقيداً. ويمضي الائتلاف قدماً في قطع خطوط الإمداد بين المقر الرئيسي لتنظيم "داعش" في الرقة وبين الموصل في العراق. لكن هذه تظل عملية محفوفة بالصعوبات. فلا توجد لدينا قوات للمرابطة عند نقاط التفتيش على الأرض. ولك أن تتخيل صعوبة تمييز مدني من شاحنة تقل مسلحين باستخدام كاميرات فقط من على ارتفاع آلاف الأقدام في السماء. ومن الممكن إعاقة حركة "داعش" لكن من غير الممكن وقفها كلية.
الأكثر قرباً من النقطة هو حقيقة أن وقف "داعش" عن النمو شيء، وأخذ أراضيه هو شيء آخر. وفي العراق، نستطيع التعويل على القوات المحلية بوضعها المزري كما هو. أما في سورية، فإن القوات المقبولة فقط -ثوار ديفيد كميرون "المعتدلون" سيئو الصيت البالغ عددهم نحو 70.000- ليسوا مقسمين في مئات الفصائل فحسب، وإنما ينظرون إلى الأسد على أنه العدو الرئيسي. وتبحث الولايات المتحدة وروسيا سبل إزاحة الأسد، لكن ما تدعى عملية فيينا تستشرف تشكيل حكومة جديدة في منتصف العام 2017. والآن، نجد روسيا تجر قدميها على أمل أن نعود إلى دعم الأسد من دون أن يترتب على موسكو التنازل عن أي شيء. وقد أتقن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، من خلال أربعة أعوام من دبلوماسية سورية، فن وضع قدميه في فمه ليشجع موسكو عن غير قصد على اعتناق هذا الاعتقاد بتصريحات من نوع "إن الولايات المتحدة وشركاءنا لا يسعون إلى تغير النظام في سورية". لكن الموضوع بسيط: حتى يتضح أن الأسد ملتزم بالتنازل عن السلطة في نهاية المطاف، سيكون من المستحيل سياسياً على البلدان الغربية احتواء الثوار، أو التعاون مع جيش الأسد أو مع سلاح جو بوتين. وإذن، من هو الذي سيهاجم ويجتاح الرقة؟
ما وراء العراق وسورية، تبدو الصورة مثيرة للقلق أيضاً. ويقوم "داعش" بإنشاء فروع له في كامل المنطقة الممتدة من الجزائر إلى باكستان. وفي الجزء الضخم منه، يمنح "داعش" ماركته لمجموعات محلية سابقة الوجود بدلاً عن تشكيلها من العدم. لكن هذا لا يجعلها أقل خطورة. فبعد كل شيء، كان فرع القاعدة في اليمن يشكل تهديداً أكبر للغرب من "المركز" النظري للقاعدة في باكستان. وقد قتل "داعش" نحو 1000 شخص تقريباً في هجمات شنها خارج العراق وسورية؛ حيث وقعت أضخم الهجمات في مصر واليمن وتركيا وفرنسا. وربما تكون أكثر مجسات "داعش" موجودة في ليبيا؛ حيث أعطى الفشل في تشكيل حكومة هناك للمجموعة الإرهابية فضاء لتأسيس تواجد من 3000 رجل قوي، متركزين في مسقط رأس العقيد الراحل القذافي، مدينة سرت.
في ظل غياب اتفاق سلام سريع غير مرجح الحدوث في سورية، أو الضخ غير المرجح بالمقدار نفسه لقوات أجنبية برية هناك، تكون لدى "داعش" فرصة معقولة للاستمرار في التمسك بالرقة والموصل خلال العام 2016. وتأمل الحكومات الغربية، في الأثناء، أن يشتري هذا الوقت للدبلوماسية، التي تستطيع بالتالي تأجيل الخيار العسكري. ولكن، إذا فشل هذا، تكون المخاطرة في أننا ربما نستطيع احتواء "داعش" عسكرياً، لكننا لا نستطيع احتواءه سياسياً. وبعد كل شيء، فإن نقاطه الأمامية في أمكنة أخرى وعملاءه في أوروبا يكافحون من أجل استدامته.
======================
فريد هيات* – (الواشنطن بوست) 3/1/2016 :تحديات هيلاري كلينتون في قضية مكافحة الإرهاب
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بينما كان الرئيس باراك أوباما يجري تجربته قليلة الحظ في تقليص القيادة الأميركية العالمية، فإنه استطاع صد هجمات النقاد بما وصفه الكثيرون بأنه حجة رجل القشة: أن البديل الوحيد لنهجه هو ممارسة العدوانية الطائشة التي لا تحسب حساباً للعواقب.
ثم جاء تيد كروس -وتبين أنه هو رجل القشة. فعندما قال السيناتور الجمهوري من تكساس عن "الدولة الإسلامية" إنه كان ليقوم "بقصفهم بكثافة حتى يلقي بهم في غياهب النسيان"، ثم يرى ما "إذا كانت الرمال يمكن أن توهج في الظلام"، بدا وكأنه أراد إثبات أن العدوانية الطائشة ليست مجرد فكرة من نسج خيال أوباما.
لكن هناك خيطاً مشتركاً بين ما يعرضه أوباما وما يعرضه كروز: الوعد الزائف بوجود طريقة سهلة أمام الولايات المتحدة في قتالها ضد الإرهاب.
لقد أراد أوباما من الأميركيين أن يصدقوا -وربما صدقوه فعلاً- أن "موجة الحرب تنحسر"، كما قال لهم في العام 2011. ثم تبين أنه يستطيع إنهاء حروب الولايات المتحدة، لكن ذلك لا يعني أن الحروب تكون قد انتهت -وقبل مضي طويل وقت، أُجبر الرئيس على إعادة الأميركيين إلى المعركة.
أما كروز -مثله مثل دونالد ترامب، الذي يعد بأن "يقصف بسرعة وبحزم ليخرج الجحيم"، من "الدولة الإسلامية"- فيريد من الأميركيين تصديق أن بالوسع إلحاق الهزيمة بالأشرار بسرعة وسهولة، من دون تضحيات يقدمها الأميركيون، ومن دون إلحاق أي ضرر بالقيم الأميركية.
لكن القصف الكثيف يقتل المدنيين، وليس الإرهابيين. كما يحتاج الطيارون إلى معلومات لا يستطيع تقديمها سوى أناس موجودين على الأرض، وتنجح القوة الجوية فقط بوصفها جزءا من استراتيجية عسكرية وسياسية أوسع إطاراً. وبالنسبة للولايات المتحدة، ليس هناك، في واقع الأمر، أي بديل عن التزام مستدام وعلى مدى سنوات بالانخراط في أكثر مناطق العالم فوضى واضطراباً. ولا يعني ذلك شن غزو بمئات الآلاف من الجنود، ولكنه يتطلب حقاً انخراطاً استخباراتياً ودبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً.
وليس هذا شيئاً شعبياً ليقوله أي سياسي. لكن هناك، لحسن الطالع، مرشح واحد يقوله على الأقل. ولعل من المفارقات أن يكون هذا المرشح هو وزيرة خارجية أوباما السابقة.
في خطاب لها أمام مجلس العلاقات الخارجية في تشرين الثاني (نوفمبر)، قالت هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تحتاج إلى شن كل من "حرب فورية ضد عدو طارئ"، و"صراع على مدى أجيال ضد إيديولوجية ذات جذور عميقة".
وأضافت كلينتون: "سوف يتطلب ذلك التزاماً مستداماً من كل ركن من أركان القوة الأميركية. إنه قتال على امتداد رقعة العالم. ويجب على أميركا أن تقوده".
وكان هناك المزيد، حيث قالت كلينتون أيضاً: "يجب أن نكون صادقين إزاء حقيقة أننا حتى ننجح، فإن الضربات الجوية يجب أن تترافق مع وجود قوات برية تستعيد فعلياً مزيداً من الأرض من مجموعة الدولة الإسلامية". واستشهدت كلينتون بالصحوة السنية في العراق في العام 2007 كنموذج ناجح، وقالت: "إننا نحتاج إلى إرساء الأسس لقيام صحوة سنية ثانية". ودعت إلى إقامة منطقة حظر للطيران في سورية، وهو الأمر الذي عارضه أوباما بثبات.
ربما يكون الأمر الأكثر كشفاً هو وعدها بإعادة إلزام الولايات المتحدة بنوع الانخراط المستدام والقائم على المبادئ، وهو الأمر الذي كان أوباما قد أكده (على الرغم من أنها لم تقل ذلك)، والذي سيرفضه كروز وترامب حتماً، بمزيجهما الغريب من المشاكسة والانعزالية.
وقالت كلينتون: "علينا أن ننضم إلى شركائنا في القيام بالعمل الصبور والمستمر من أجل تمكين المعتدلين وتهميش المتطرفين؛ ودعم المؤسسات الديمقراطية وحكم القانون؛ وخلق تنمية اقتصادية تدعم الاستقرار؛ والعمل على استئصال الفساد؛ والمساعدة على تدريب أجهزة فعالة ومسؤولة لإنفاذ القانون، والاستخبارات ومكافحة الإرهاب".
لن يكون الحفاظ على وجهات النظر هذه أمراً يسيراً في حملة رئاسية. ويفضل الناخبون، على نحو مفهوم، أن يقال لهم إن البلد يمكن أن يركز -كما قال لهم أوباما- على "بناء الأمة هنا في الوطن".
بل إن من الأكثر جاذبية ترويج الاعتقاد بأن بالإمكان جعلنا آمنين بالقضاء على الأشرار كما لو في إحدى ألعاب الفيديو.
لا يبيع كل جمهوري زيت الثعابين الذي لدى كروز-ترامب. لكن تحدي كلينتون السياسي صعب بشكل خاص، بما أن عليها النأي بنفسها عن سجل كانت قد ساعدت على تكوينه -وأن تفعل ذلك من دون تنفير المؤيدين الأشد حماسة لرئيس كانت قد عملت معه. ويجسد تنصلها غير المقنع من صفقة تجارة المحيط الهادي، والتي كانت قد ساعدت بنفسها على تصميمها، حجم الضغوط. كما أن السياسات التي تروج لها كلينتون ليست سهلة، كما يشير النقاد -محقين. فليست هناك وصفة جاهزة لدعم المؤسسات الديمقراطية، والتي يمكن أن تعمل دائماً.
لكن كلينتون تبدو غير ميالة إلى تقديم تنازلات حول القضايا المتعلقة بالقيادة الأميركية، على الرغم من الضغط الذي تمارسه الدوائر الانتخابية حمائمية الطابع في الانتخابات التمهيدية. وربما يعكس ذلك عملية حسابية للشيء الذي يمكن تسويقه أفضل ما يكون في الانتخابات العامة، لكنه يبدو أنه يعكس أيضاً تلك المبادئ الأساسية -المبادئ كانت كلينتون قد دافعت عنها، بغير نجاح أحياناً، كوزيرة للخارجية، والمبادئ التي سوف تحكم على أساسها بشكل شبه مؤكد كرئيسة للبلاد.
لكن وجهات نظر كلينتون أضافت إليها فضيلة كون المرء على حق. فالآن، يستطيع الأميركيون رؤية أن سياسة أوباما الخاصة بفك الارتباط السابق لأوانه لم تعمل في ليبيا والعراق وسورية، أو أفغانستان. فهل سيتأملون أيضاً بديل كروز الزائف؟ هذا واحد من الأسئلة الرئيسية التي سوف تتعين الإجابة عنها في العام 2016.
 
======================
اسرائيل هيوم :"الإخوان المسلمون": الخطر الحقيقي
إسرائيل هيوم
 د. افرايم هراره
5/1/2016
قال رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون مؤخرا إن "جوانب معينة من الايديولوجيا والافعال لحركة الإخوان المسلمين تناقض مبادئ بريطانيا والديمقراطية وسلطة القانون وحرية الفرد والمساواة والاحترام المتبادل وتقبل الديانات والاعتقاد". لقد وصف الحركة كتربة خصبة لنشوء العنف. واستنادا لبحث طلب إجراءه قال إن الانتماء للإخوان المسلمين هو مؤشر على التطرف المحتمل.
من بين الادعاءات الصعبة التي يطرحها كاميرون تبرز معارضته الشديدة لرجال الحركة الذين يؤيدون حماس التي هي كما هو معروف الفرع الفلسطيني للحركة. الحديث يدور هنا عن نقطة مهمة جدا في صالح إسرائيل: رئيس حكومة غربية يعتبر أن تأييد الإخوان المسلمين للعنف ضدنا هو دليل على التطرف. البحث الذي أسس كاميرون عليه تصريحه يُذكر بطموح عدد من أعضاء الحركة بتحويل بريطانيا إلى دولة إسلامية، لكنه لم يجد الدليل على أن الحركة نفسها وضعت هذا الهدف. لماذا؟ لأنه منذ 2007 أعلن الزعيم الروحي للحركة، الشيخ القرضاوي، أن "احتلال روما، إيطاليا واوروبا، يعني عودة الإسلام إلى أوروبا. هل يجب أن يكون هذا الاحتلال عن طريق الحرب؟ لا. ليس بالضرورة.. الإسلام يحتل أوروبا ليس بالسيف ولا بالمعارك بل عن طريق الدعوة للإسلام".
في مقابلة مع الصحيفة النرويجية في 2011 قال زعيم الإخوان المسلمين في مصر حتى 2010، محمد مهدي عاكف: "إن هدف الإخوان المسلمين هو تأسيس دولة إسلامية عالمية". وحينما سُئل متى؟ أجاب: "نحن المسلمون نهاجر إلى كل مكان وما زالت الطريق طويلة إلى حين سيطرتنا على أوروبا". أحمد جبالة، من مؤسسي إحدى الحركات الإسلامية الأكبر في فرنسا المقربة من الإخوان المسلمين والتي تحظى باعتراف السلطات قال: "الحركة هي صاروخ من مرحلتين: المرحلة الأولى ديمقراطية والمرحلة الثانية ستكون إنشاء مجتمع إسلامي".
إن الخطر الذي ينتظر أوروبا هو عمليات إرهابية أقل وترجمة خطة الإخوان المسلمين أكثر: ليس هناك في الوقت الحالي عنف أو تهديد علني. وحسب رأيهم سينجح الاحتلال بواسطة كثرة الإنجاب للمرأة المسلمة حيث تشكل النساء النسبة الأكبر في أوروبا، وبواسطة الهجرة ستتحطم الأرقام القياسية، وبواسطة الدعوة للانضمام إلى الإسلام. يمكن أيضا اضافة تعليم الإسلام لجيل الشباب الذي هو متدين أكثر من جيل الآباء، ويرفض قيم المجتمعات المضيفة، وتطبيق القوانين الإسلامية في حياة المجتمع بشكل زاحف، حيث قررت شبكة كبيرة للهامبورغر في فرنسا هي "كويك" مؤخرا، أن جميع فروعها ستبيع اللحوم الحلال فقط.
إن معالجة الجذور، سواء في إسرائيل أو في أوروبا، هي التي ستمنع التعليم من أجل الاحتلال الإسلامي وليس فقط الإسلام المقاتل. الأمر الذي سيوقف تنفيذ حلم سيطرة الإسلام على العالم.
======================
يديعوت :ثأر متسلسل :يعيش حزب الله على إحساس بأن إسرائيل تستغل وضعه على خلفية الأزمة في سوريا
اليكس فيشمان
القدس العربي
 
حالة التأهب في الشمال لم تنخفض. وما بدا، حاليا، كتصفية حساب، من ناحية حزب الله، يمكن أن يتبين بأنه فصل اول وليس أخيرا في سلسلة أحداث الثأر التي تعدها المنظمة على تصفية سمير قنطار. وفقط عندما تتبين صورة الاضرار التي خلفتها صلية القذائف التي أطلقتها إسرائيل أمس نحو أهداف في جنوب لبنان، ولا سيما اذا ما وقعت اصابات، وكم عددها، سيكون ممكنا التقدير بيقين أعلى اذا كان نصرالله نزل بالفعل عن الشجرة.
صحيح حتى الان، ثمة في القيادة الأمنية الإسرائيلية احساس بأنه اتخذت الخطوات الصحيحة التي وجهت حزب الله نحو عملية ثأر دنيا يمكنها ان تلبي الحاجة الإعلامية للمنظمة ـ دون التورط في مواجهة شاملة.
في الاسبوعين الاخيرين دارت في الجبهة الشمالية حرب عقول مشوقة. من تحت الرادار، بين إسرائيل وحزب الله. فاللاعبان يعرفان الواحد الاخر جيدا: في إسرائيل اجرت تحليلات تستند إلى معرفة قدرات حزب الله، انماط سلوكه والقيود التي يعيش فيها.
وأبدت التحليلات إلى سلسلة قرارات اثبتت حاليا نفسها. ضمن امور اخرى، اختارت إسرائيل ان تبقي في الظل الاستعدادات في الشمال قدر الامكان. فلم تصور قوافل دبابات على طرق الشمال، ولم تنطلق اعلانات دراماتيكية عن انتشار القبة الحديدية. العدو لم يرَ خلف الحدود حشود للقوات او تحركات استثنائية في الطرف الإسرائيلي. بحيث ان الجيش الإسرائيلي ليس فقط لم يوفر له اهدافا ـ بل وابقاه أيضا مشوشا حول نواياه.
جرت في الجيش الإسرائيلي في الاسابيع الاخيرة العاب حربية تضمنت اوضاعا وردود فعل. وللدوريات على الخط ارسلت آليات ثقيلة تحت التغطية. وعليه، عندما اصطدمت دورية مؤللة بعبوة ـ تم على الفور تفعيل خطة نار دقيقة جرى التدرب عليها مسبقا.
وتبين تحليل قيود القوة لدى حزب الله كتحليل صحيح: فشبكاته على الحدود السورية لا تؤدي وظائفها عمليا، وعليه فان احتمال وقوع عملية في الجولان ليس عاليا. عمليات محتملة في اوروبا كانت ستضعه في حرج امام الاوروبيين. وفضلا عن ذلك فان وكالات الاستخبارات الغربية تمكنت في السنة الاخيرة من احباط محاولات تنظيمية لحزب الله ـ الامر الذي يجعل من الصعب عليه العمل في الخارج. واصدار عمليات من جانب المنظمة في المناطق أو في داخل الخط الاخضر يستدعي شبكات انضج مما له اغلب الظن الان.
عملية استراتيجية ـ مثل ضرب الشبكات البرية والبحرية بالصواريخ ـ ستكون مثابة اعلان حرب على إسرائيل. والإيرانيون، خلافا للماضي، لم يدفعوا حزب الله إلى تنفيذ عمليات من شأنها ان تؤدي إلى فقدان السيطرة وتقليص أيام الاسد في الحكم. وحتى الروس طلبت إسرائيل منه ان يوضحوا لحزب الله بانه اذا ما فتح النار ـ فلن يكون الرد متوازنا. والى جانب ذلك أطلق رئيس الاركان ووزير الدفاع رسائل مشابهة علنا.
ما تبقى لحزب الله هو عملية على الحدود الشمالية. وكانت العملية التي وقعت أمس في صيغة مشابهة لعملية الثأر التي نفذت في اعقاب تصفية جهاد مغنية في كانون الثاني 2015 في ذات الجبهة، باستثناء الصواريخ المضادة للدبابات التي لم تشغل هذه المرة من قبل حزب الله، (ستار الدخان الذي القته المدفعية العسكرية الإسرائيلية يحتمل ان يكون شوش لهم هذه المرة تشخيص الاهداف).
ويضاف إلى قيود القوة لدى حزب الله في الايام الاخيرة المواجهة الدراماتيكية بين إيران والسعودية ـ وهو تطور يضمن إلا يتحقق اتفاق في سوريا قريبا وحزب الله سيواصل المراوحة لزمن طويل في الوحل السوري ولن يتمكن ايضا من السماح لنفسه باستنزاف قواه امام الجيش الإسرائيلي. اما إسرائيل، من الجهة الاخرى، فلم تخفي نواياها لتدمير الشبكات العسكرية التي بناها نصرالله على مدى سنوات في لبنان باستثمار إيراني. هذا هو ثمن لا يمكن لمحور إيران ـ حزب الله ان يدفعه اليوم.
لقد جاء تردد نصرالله في الرد على تصفية قنطار ليعبر عن نفسه في خطاباته الثلاثة، وعلى نحو استثنائي، في غضون اسبوعين: ففي خطابه الاخير أول أمس حاول أن يبقي في إسرائيل شكا حول نيته في العمل. فقد ألمح بان لإسرائيل وحزب الله حسابات مفتوحة ـ ولعله أيضا سيختار ابقاء هذا الحساب مفتوحا هو الاخر.
في إسرائيل لم يتأثرا بالخطابات. وكان الحساس بانه على الجانب الاخر من الحدود اتخذ قرار بوضع حدود لإسرائيل: تنفيذ عملية تكون شارة ثمنها عالية بما يكفي كي تؤلم إسرائيل ومتدنية بما يكفي كي لا يتم الانجرار إلى حرب شاملة. يعيش حزب الله في احساس بان إسرائيل تستغل وضعه على خلفية الازمة في سوريا وفي واقع الامر فانها لا تعد له شأنا. وعملية أمس تحبطه أكثر فأكثر ما من شأنه أن يشجعه على أن يأخذ مخاطر أعلى في المستقبل.
يديعوت 5/1/2016
اليكس فيشمان
======================
الانعطافات الاستراتيجية الحادة في الأعوام الثلاثة الأخيرة ... ومصادرها
برونو ترتريه
الحياة
يحتسب الكتابان الأبيضان (الفرنسيان) في الشؤون الدفاعية، الصادران في 2008 و2013، فكرتي «المفاجأة الاستراتيجية» و «القطيعة الاستراتيجية» في العدة الرسمية الفرنسية التي تعالج قضايا الأمن والدفاع. ويخلط بعض الدارسين والمحللين بين الفكرتين. ولفكرة «المفاجأة الاستراتيجية» مكانةً بارزة في الفكر السياسي والعسكري الغربي المعاصر، وتناولتها مقالات ودراسات كتبها جوفري دولاكروا وأوليفييه دوبوزي وكورونتان بروستلان، إلى كاتب هذه العجالة. ومرجعها هو حادثة عظيمة غير متوقعة أو (حادثة) رأى أصحاب القرار النافذون أن حظها من الحصول ضعيف.
أما «القطيعة الاستراتيجية»، فهي مفهوم فرنسي ومن غير نظير فعلي في الإنكليزية. وسمته البارزة هي كثرة وجوهه: فالقطيعة عسكرية (تتناول سيرورات «الثورة في الشؤون العسكرية») وتكنولوجية واقتصادية ومجتمعية. ومصدر القطيعة غير ذي بال، فتعريفها ينهض أولاً على مفاعيلها الحاسمة والآيلة إلى تغير عميق في دائرة الأمن والدفاع. ولا تقتصر القطيعة الاستراتيجية على هذه الدائرة، ويجوز حصولها في الصناعة النووية، كما حصل في كارثة تشيرنوبيل. والمفاجأة والقطيعة نسبيتان أو قياسيتان: فالمفاجأة تقال قياساً إلى وقائع وطنية أو إقليمية، وهي ليست كذلك قياساً إلى أخرى. وعلى هذا، فالمقارنة هي السبيل الى تفحصها.
والمفاجآت كلها ليست من باب القطيعة، وعكس هذا صحيح. وبعض الحوادث يدخل تحت بابي الاثنتين: فعملية برباروسا (الهجوم الهتلري على روسيا في تموز- يوليو 1942) وهجوم بيرل هاربور ونصب الصواريخ (السوفياتية) في كوبا (خريف 1962) واجتياح أفغانستان (1979) وسقوط جدار برلين (1989)، إلى هجوم 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وأزمة 2008 المالية العالمية والأوروبية الخاصة، أو الثورات العربية هذه كلها من هذا الصنف. لكن حرب تشرين (أكتوبر) 1973 كانت مفاجأة استراتيجية فعلية من غير أن يصح القول فيها إنها قطيعة، على رغم أن زيارة السادات القدس، وهي ثمرة الحرب جزئياً، تدخل في باب القطيعة. وعلى خلاف هذا، كانت حرب الأيام الستة (حزيران- يونيو 1967) وتصدع الاتحاد السوفياتي والتجربة النووية الكورية الشمالية الأولى، من باب القطيعة غير المفاجئة.
وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة، عدداً غير مسبوق من الحوادث الاستراتيجية الكبيرة أحصي منها 8 حوادث: 1) تعاظم استغلال الطاقة الهيدروجينية والنفطية غير التقليدية في الولايات المتحدة وترتيبه نتائج على استعادتها استقامتها الاقتصادية، وعلى إضعاف بعض الدول النفطية الكبيرة (روسيا، إيران...)، ونسج علاقة جديدة بدول عربية؛ 2) استعمال نظام بشار الأسد السلاح الكيماوي على نطاق واسع؛ 3) تمدد تنظيم «داعش» المزعوم تمدداً إقليمياً وعسكرياً خاطفاً، ورسوُّه على قوة مالية غير مسبوقة، وتردد أصدائه في أنحاء العالم؛ 4) ضم القرم وتدخل روسيا المباشر في أوكرانيا؛ 5) انتشار عدوى وباء إيبولا على نحو شديد الخطورة وغير معروف سابقاً، فالفيروس كان على الدوام لا يتخطى البؤرة التي يظهر فيها؛ 6) مهاجمة أجهزة شركة سوني اليابانية المعلوماتية؛ 7) الهجوم الإرهابي المثلث على فرنسا في كانون الثاني (يناير) 2015 وذيوله؛ 8) التدخل الروسي في سورية.
وهذه الحوادث ليست من صنف واحد، فأزمة الأسلحة الكيماوية السورية وقضية القرم وتعاظم قوة «داعش» مفاجآت وقطيعة معاً. ولا شك في أنها انتهكت 3 محرمات لازمت الحرب الباردة وما بعدها. فأحلّت استعمال أسلحة «دمار شامل» لأول مرة منذ 1988 في حلبجة بكردستان العراق. ورضخت لتغيير حدود دولية بالقوة المسلحة، فمحت الحدود السيادية السورية - العراقية، وتوسلت باستفتاء صوري للاستيلاء على القرم. وثورة الوقود الهيدروجينية والنفطية قد تكون قطيعة إلا أنها ليست مفاجأة، فهي متوقعة منذ عقد من السنين. وحوادث كانون الثاني 2015 من هذا الصنف: فهي قطيعة من المنظار الفرنسي وحده، وبالكاد. والهجوم على سوني ووباء إيبولا لم يفضيا إلى قطيعة على رغم سرعتهما وسعتهما المفاجئتين.
وتقع الأزمات الاستراتيجية الكبيرة في أربع دوائر جغرافية كبيرة، فالعاصفة الشرق الأوسطية تتفاقم وتفضي إلى فشل العراق وليبيا وسورية واليمن، وإلى تعاظم قوة أشباه دولة «حزب الله» و«داعش». وتتشابك 5 أبعاد في هذه العاصفة: 1) الهزات السياسية التي سميت «الربيع العربي» وأدت إلى استقرار سياسي في أحوال قليلة (تونس ومصر في صورة عودة إلى الحال السابقة)، وإلى تدمير دولتي سورية وليبيا في أحوال أخرى، 2) انبعاث «الجهادية» المقاتلة على نحو عريض، وعلى صورة لا مبالغة في تسميتها «الإسلامية الشمولية» وامتدادها إلى المنطقة الصحراوية– الساحلية والمنطقة السورية– العراقية، والمدار أو المحور الليبي بينهما، 3) المضي في المجابهة المذهبية وتطرفها، واتساع العمليات الإيرانية حول الهلال الخصيب الذي يبدو أن إيران تسعى إلى جعله «هلالاً شيعياً»، وفي اليمن، 4) أزمة النووي الإيراني الذي تبدو حظوظ حله نهائياً على المدى القريب ضئيلة، 5) دوام النزاع الإسرائيلي– الفلسطيني.
وتنتهك القضية الأوكرانية، ومعها القرارات الاستراتيجية الروسية منذ أواخر 2013، الإطار السياسي– الحقوقي الذي أقر في تسعينات القرن العشرين، وتعود إلى تجديد قضية الأمن الأوروبي والبحث فيها، بينما لوَّحت نهاية الوصاية الدولية على كوسوفو في 2012 بختام الأزمات البلقانية وحلها.
والفضاء السيبرنيطيقي اليوم ميدان مجابهة استراتيجية لا تفتر، وتدور فيه رحى هجمات بعضها شديد الحدة وواسع، فالهجوم على سوني «ردت» عليه عملية تعطيل خدمات البنى التحتية الكورية الشمالية، على سبيل المثل.
وتعاظم حدة النزاعات بين الدول الآسيوية لم يكبح. فالعلاقات الهندية – الباكستانية تحت رحمة «عملية بومباي جديدة» (بعد عملية 2008). وكوريا الشمالية بقيادة كيم– جونغ أون لا تزال على نزعتها العدوانية، وخطر استفزاز يخلف تداعيات متناسلة يخيم على شبه الجزيرة. والسفن الصينية لا تكف شرقاً وجنوباً، عن تحدي البلدان المشاطئة وبحرياتها.
لكن الأزمات والمفاجآت والانعطافات الحادة، وإفضاءها الى «سيولة» العلاقات الدولية، ينبغي ألا تحجب التيارات العميقة والتطورات الزمنية المديدة، ففي بعض الأحوال ترقى الأزمات المقيمة إلى عشرات السنين، وتضرب جذورها في حوادث وقرارات تعود الى أواخر أربعينات القرن العشرين. وهذا شأن المسألة الإسرائيلية– الفلسطينية، وهي حال شبه الجزيرة الكورية، والنزاع الباكستاني– الهندي، وقضية تايوان. وترجع مقدمات أزمة النووي الإيراني إلى نيف و30 عاماً، شأن تحول «حزب الله» كياناً على مثال الدولة، وتفاقم الحرب الأهلية السورية إلى حد ما، وبعضهم يرد إلى هذا الوقت تعاظم دور الحوثيين اليمنيين. وهذه الظواهر تفرعت عن الثورة الإسلامية (الإيرانية) في 1979، وعن نازعها الحاد إلى مناهضة الغرب.
زعزعة الاستقرار في الدائرة الأفغانية– الباكستانية، المزمنة على الأرجح، هي ثمرة تدويل الأزمة في 1979. وفاقمتها عوامل بنيوية (الحوكمة الضعيفة، وحلقة الحرب الأهلية المفرغة، وهرم الأعمار المواتي للعنف...). ومنذ نيف و10 سنوات انفجرت أزمات أوروبا وشرق آسيا، ومردها الى احتدام النزعة القومية في الدولتين الكبيرتين، روسيا والصين، والى تظاهرها أو التعبير عنها بواسطة التوسع العسكري (عموماً) المقنَّع، والانتهاكات الإقليمية البرية والجوية والبحرية والتعدي على جوارهما القريب. وهذا عدا التلويح بالورقة النووية مثل إجراء التجارب الصاروخية في أوقات ديبلوماسية مختارة. والظاهرة الجهادية المعاصرة استأنفت غليانها في تربة الربيع العربي، بموازاة انقلاب «القاعدة» منظمة مفرطة العنف، ذات ركن إقليمي متماسك، وتجهيز وثراء يفوقان التجهيز والموارد السابقة، إلى احتراف غير معروف في حقلي الدعاية والتجنيد.
* أستاذ بحوث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية بباريس، عن موقع «فونداسيون بور لا رُشرش ستراتيجيك» الفرنسي، 2/11/2015، إعداد م. ن.
======================
نيويورك تايمز :قلق العرب من إيران في محله
دنيس روس
الحياة
لا يربط بين الولايات المتحدة والسعودية حلف، بل تربط بينهما علاقة شراكة قوامها التقاء مصالح ورؤية مشتركة إلى الأخطار. فحلفاء اميركا يشاركونها قيمها وليس مصالحها فحسب. وفي الحرب الباردة، الموقف من الشيوعية جسور التقارب بين البلدين (...) ولم يخف واشنطن ان السعودية قوة استقرار اقليمي، وأنها مصدر نفط مستقر وثابت.
ولا شك في أن القيم الاميركية غير مشتركة مع هذه المنطقة من العالم. ومنذ هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وبروز «داعش»، تدور مناقشات المسؤولين الاميركيين على قطع تمويل مدارس سلفية متطرفة. وتسعى الرياض إلى اجتثاث مؤيدي تنظيم «داعش». ويسلط النزاع في سورية واليمن وقطع العلاقات بين السعودية وإيران الضوء على الإيرانيين وميليشياتهم التي تخوض حروباً بالوكالة عنهم. فهم مصدر الخطر الأبرز. وإثر الاتفاق الاميركي مع إيران، تجبه دول عربية تحديات الخطر الإيراني. وترى السعودية ان إدارة أوباما لا ترغب في جبه الإيرانيين، وتنظر بعين القلق إلى استغلال إيران ارتخاء قبضة العقوبات (للنفخ في الحرب بالوكالة)...
إدارة أوباما لا ترغب في تفاقم النزاع السني – الشيعي في المنطقة. ولكن هل تقف دول سنية وراء هذا التفاقم؟ أم هي إيران في سورية والعراق والبحرين واليمن؟ وهل تتوسل طهران رفع العقوبات لتعزيز مستوى دعم أذرع حروبها بالوكالة؟ الكل في المنطقة ينتظر رد أميركا على ما يجري. واليوم يمر الشرق الأوسط في مرحلة حساسة. والابتعاد عن الدول العربية قد يحمل الإيرانيين على حسبان ان اميركا لن تحاسبهم على انتهاك الاتفاق النووي ولا على سلوكهم الاقليمي. ودفاع اميركا عن أمن الدول السنّية وثيق الارتباط بالامتناع عن إذكاء النزاعات عوض الاحتواء والحل.
* مسؤول سابق في وزارة الخارجية الاميركية ومجلس الأمن القومي، المستشار الخاص للرئيس اوباما في الشرق الأوسط وأفغانستان وجنوب آسيا بين 2009 و2011، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 4/1/2016، إعداد منال نحاس
======================
يديعوت :الأزمة السعودية ـ الإيرانية… الحرب ستبقى باردة
أسباب عديدة لاحتدام الصراع بين الدولتين قد يكون سعر النفط المنخفض أبرزها
سولي شهوار
القدس العربي
بينما تجدنا منشغلين وقلقين من إرهاب السكاكين وفي البحث عن منفذ العملية من شارع ديزنغوف، تحتدم نقطة مواجهة اخرى في احدى المناطق الاكثر قابلية للاشتعال بمعنى الكلمة الحرفي ـ الخليج العربي. ففي الاسبوع الماضي اعدم في السعودية رجل الدين الشيعي الاكبر في الدولة، رغم تحذيرات زعماء إيران من آثار الفعلة.
وبالفعل، لم يتأخر الرد الإيراني: فقد احرقت وسلبت ونهبت السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، وفي اعقاب ذلك قطعت العلاقات بين الدولتين.
لقد لاحت عملية التدهور بين الدولتين مع اقامة الجمهورية الإسلامي الشيعية في إيران في 1979. فصعود نظام ديني شيعي متطرف ذي تطلعات استثنائية تتجاوز الحدود الإيرانية إلى الحكم، شكل تحديا هاما للانظمة السنية في المنطقة، وبما فيها القيادة في السعودية، ذات الخط الديني السني.
غير قليل من ذرى التوتر بين الدولتين في الـ 37 سنة الاخيرة. ويمكن أن نذكر منها الدعم السعودي للعراق في اثناء الحرب الإيرانية العراقية، موت مئات الحجاج الشيعة الإيرانيين في اثناء الحج في 1987 والعملية في خوبر في 1996. لا شك أنه في اعقاب «الربيع العربي» اشتد التوتر أكثر فأكثر، والتعبير عن ذلك يمكن أن نجده في الاجتياح السعودي للبحرين في 2011 لاحباط التمرد الشيعي هناك وفي الجولة الجديدة من المواجهة التاريخية الشيعية ـ السنية، ولا سيما في سوريا، العراق واليمن.
لماذا قررت القيادة السعودية الان اتخاذ عمل هو مثابة «صب الزيت على النار»؟ الجواب يكمن ربما في حقيقة أنه يحتمل ان يكون احتدام النزاع يخدم في النظرة السعودية مصالحها. اما إيران، التي حتى الاتفاق مع الغرب في تموز 2015 كانت منعزلة وتحت عقوبات شديدة، فتقف الان امام ازالة هذه العقوبات وعودتها إلى حضن أسرة الشعوب. وهي تشارك في المحادثات لحل الازمة في سوريا، وزار بعض الوزراء من الدول الغربية طهران، وثمة احاديث عن انضمامها لمنظمة التجارة العالمية. واضافة إلى ذلك تعتبر إيران في نظر العالم الغربي كاحدى القوى المركزية التي يمكنها أن توقف داعش.
امكانية ان تحظى إيران بمكانة اقليمية ودولية افضل مما في الماضي لا تروق للسعوديين. ولهذا السبب، يحتمل أن يكون تشديد الكفاح ضدها بالذات من شأنه أن يؤدي بالإيرانيين إلى اتخاذ اعمال يكون فيها ما يجدد العقوبات ضدها.
يحتمل أيضا ان يكون النفط يلعب دورا في اعتبارات السعودية. فبينما تتضخم نفقاتها (كلفة الحرب في اليمن، الدعم للجهات السنية في الصراع الشيعي ـ السني، شراء سلاح متطور، مشاريع تنمية ومساعدات، البطالة المستشرية في اوساط الشباب)، سعر النفط الذي على اساسه تقوم مداخيلها ـ يوجد في انخفاض مستمر. كل هذه أدت إلى عجز كبير وخفضت احتياطات السعودية من العملة الصعبة والخوف هو أن تصفى تماما في غضون خمس سنوات. اما تشديد المواجهة فكفيل بان يرفع مرة اخرى اسعار النفط الامر الذي سيمنح النظام السعودي الهواء للتنفس.
لاي اتجاه يمكن ان تتطور جولة التوتر الحالية؟ لا يمكن لاي منهما ان تسمح لنفسها بالدخول في مواجهة مباشرة. وعليه، فمعقول الافتراض بانه ستستمر وربما تزداد المساعدة التي تقدمها كل واحدة منها للميليشيات والحليفات الاقليميات. معقول الافتراض بان هذه المواجهة لن تسرع المحاولات لانهاء القتال في سوريا واليمن، حيث توجد إيران والسعودية على جانبي المتراس.
سؤال آخر هو ماذا ستفعل باقي الدول العربية في الخليج الفارسي. فالبحرين اختارت منذ الان جانبا وأعلنت عن قطع علاقاتها مع إيران.
عُمان ستفضل البقاء حيادية وستحاول الابقاء على مكانتها كوسيط. من بين الثلاثة المتبقية فان الامارات ستؤدي في نهاية المطاف السعودية، قطر ستحاول الحفاظ على علاقاتها مع الطرفين، وكلما تعلق الامر بالكويت، يبدو أنها هي ايضا ستحاول قدر الامكان التسويف في الوقت لعدم اتخاذ القرار.
يديعوت 5/1/2016
سولي شهوار
======================
فايننشال تايمز :أي صدمات سياسية ستحدث في 2016؟
التاريخ السياسي الحديث يشير إلى أن الأحداث التي تحدد سنة ما تميل إلى أن تكون مفاجآت كبيرة وانقطاعات مفاجئة. ففي بداية العام 2014 لم يتوقع أي ناقد أن روسيا ستضم شبه جزيرة القرم، أو أن مجموعة "جهادية" تسمى تنظيم الدولة الإسلامية ستستولي على الموصل ثاني أكبر مدن العراق.
ويقول الكاتب غيديون راشمان في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز إنه لا يتذكر أن أحدا في بداية العام 2015 تنبأ بأن أكثر من مليون لاجئ سيصلون إلى ألمانيا خلال السنة نفسها، أو استشرف الصعود المحتمل للسناتور الأميركي دونالد ترامب. ويرى أن كل هذا يوحي بأن أهم الأحداث الجيوسياسية لعام 2016 ستكون أيضا شيئا من قبيل ما لم يتحدث عنه النقاد والسياسيون بعد.
كما يرى راشمان أن العام 2016 سيشهد مفاجأة في الصين بعدما كان أحد مفاتيح النجاح فيها على مدى الأعوام الـ25 الماضية هو تمكن الحكومة من الحفاظ على اقتصاد مثير وسياسة مملة، وأن هذا الأمر يمكن أن يتغير هذا العام مع حملة مكافحة الفساد المتنامية التي يقودها الرئيس شي جين بينغ على كافة المستويات العليا، وهذا الأمر يمكن أن يبقيه في السلطة للعام المقبل.
ويعتقد راشمان أن انتخاب هيلاري كلينتون سيمثل استمرارية في هذا العام ويقوض فرص المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، لأن التاريخ يشير إلى أن المرشحين أمثاله يتحطمون ويحترقون في النهاية.
والاختراق الكبير الآخر الذي يراه الكاتب في أوروبا هذا العام سيكون إذا تحدت بريطانيا الحكمة التقليدية وصوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يؤيده الانقسام السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه الاتحاد ولا يستطيع الاتفاق على إستراتيجية للتعامل مع اللاجئين والمهاجرين القادمين إلى أوروبا.
ويرى الكاتب وجود احتمال قوي بأن تنظيم الدولة سُيمنى بنكسات عسكرية خطيرة في هذا العام، على الأقل في العراق وسوريا، وقد تستمر هذه النكسات لتمتد إلى ليبيا وشمال أفريقيا.
لكن الأخبار السيئة -كما يعتقد- أنه رغم فقدان التنظيم أراضي في قلب معقله فسيكون لديه حافز أكثر للرد بهجمات إرهابية في أوروبا، وهذا ما شهدته الأيام الأولى من هذا العام في ميونيخ وأمستردام وسيكون له استمرارية في العام المقبل.
المصدر : فايننشال تايمز
======================
ديلي تلغراف :معاناة أطباء سوريا تحت وابل القصف الروسي
 
يشير تقرير بصحيفة ديلي تلغراف إلى المخاطر والصعوبات التي يواجهها الأطباء السوريون تحت وابل القصف الروسي والنظام السوري أثناء تأديتهم لعملهم الإنساني لإنقاذ ضحايا هذه الحرب الشرسة.
ويحكي الطبيب يوسف جانبا من هذه المعاناة حيث يعمل في منطقة تحت سيطرة الثوار تعد الأكثر تعرضا للقصف في العالم، والمستشفيات وعيادات الأطباء فيها ليس بمنأى فقط عن هذه الأهوال ولكن يبدو أنها مستهدفة تحديدا.
ويروي أنه فقد خمسة أطباء من أعز أصدقائه وثلاثة ممرضين وفنيين، حيث قتل ثلاثة من الأطباء بطلقات نارية والاثنان الآخران قتلا بقنابل النظام. وأحد الفنيين قتلته قنبلة روسية والآخر ببرميل متفجر للنظام. ومن الممرضين الثلاثة قتل أحدهم بالقصف الروسي والاثنان الآخران بأيدي النظام.
 
وبعد أن كان طبيبا للأنف والأذن والحنجرة بأحد المستشفيات السورية أصبح الآن مطاردا ومطلوبا من قبل النظام لعلاجه الناس في مناطق الثوار، ومن قبل تنظيم الدولة لرفضه الانضمام والعمل مباشرة معهم عندما كان لهم وجود بمحافظتي حلب وإدلب.
ويقول يوسف إن الخطر على حياته ازداد لأن نظام الأسد كان دائما يعتبر ثوار تلك المناطق أخطر عليه من تنظيم الدولة، وبالتالي كان يقصفها بـالبراميل المتفجرة. ويضيف أنه منذ التدخل الروسي صارت القنابل أكبر وأكثر دقة.
وأشارت الصحيفة إلى ما قالته مجموعة من الأطباء التابعين لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية الروسية أصابت عشرة مراكز طبية في أكتوبر/تشرين الأول فقط. ومن جانبها، سجلت منظمة أطباء بلا حدود إصابة 12 مستشفى هذا الشهر أيضا بما في ذلك ست منشآت تديرها أو تدعمها.
وإمعانا في معاناة الأطباء السوريين، يقول الطبيب سمير أحد زملاء يوسف إن العيادات الطبية تضطر للتخفي تحت الأرض "ونقضي معظم حياتنا الأسرية في هذه السراديب. وفي كل يوم يفحص نحو مئتي مريض من المدنيين أو المقاتلين".
وإلى جانب هذه المعاناة، هناك أيضا المخاطر التي تعترض طرق الإمداد بالدواء حيث تختار روسيا استهداف المعابر الحدودية والطرق خاصة لأنها أطواق نجاة للثوار.
المصدر : ديلي تلغراف
======================
ميديا بار: هل أصبح تنظيم الدولة في وضعية دفاعية؟
عربي21 - وناس بن نية# الأربعاء، 06 يناير 2016 02:58 ص 00
نشرت صحيفة ميديا بار الفرنسية تقريرا، تناولت فيه مؤشرات تراجع نفوذ تنظيم الدولة في العراق وسوريا، بسبب الهجمات العسكرية للقوات العراقية، والجماعات المسلحة المعارضة لتنظيم الدولة في سوريا، تحت الغطاء الجوي الذي توفره غارات التحالف الدولي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن استعادة الجيش العراقي السيطرة على مدينة الرمادي، في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر المنقضي، يعدّ مؤشرا على عودة التوازن للقوات العراقية، إلا أنه لا يمكن اعتباره خسارة استراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة، الذي نجح في تصدير فكره إلى خارج منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن نتائج الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة في العراق منذ أشهر، بدأت تؤتي أكلها، من خلال تراجع نفوذ التنظيم في عدة مناطق عراقية، وانتقاله إلى وضعية "دفاعية" تحت تأثير الضربات الموجعة لطائرات ميراج 2000 الفرنسية، المتمركزة في الأردن.
وأضافت الصحيفة أن خسائر تنظيم الدولة لم تنحصر في الحدود العراقية، حيث تمكنت القوات الكردية في شهر تموز/ يوليو من سنة 2015، من السيطرة على مدينة تل الأبيض الاستراتيجية التي تعدّ نقطة العبور الرئيسية لإمدادات تنظيم الدولة في سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن الدعم العسكري والعمليات النوعية التي قامت بها القوات الأمريكية في سوريا والعراق، سواء عن طريق الطائرات الحربية والطائرات دون طيار، أو تلك التي نفذتها الفرق الأمريكية الخاصة، ساهمت جميعها في إرباك تنظيم الدولة، من خلال القضاء على قادة بارزين، يعتمد عليهم التنظيم في نشاطات الدعاية والتمويل.
وذكرت الصحيفة أن الانتصارات التي حققها التحالف الدولي، والتي تجسدت على أرض الواقع من خلال سيطرة القوات الكردية على مناطق شاسعة، من بينها منطقة سنجار الاستراتيجية في العراق، لا زالت مهددة بالانتكاس، بسبب التوتر الشديد بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
أما في مدينة الرمادي، فإن الحكومة العراقية نشرت قواتها في شوارع المدينة، لطمأنة المواطنين وضمان دعم القبائل السنية المهيمنة على مدينة الرمادي، كما قامت بنشر 500 عنصر ينتمون للقبائل السنية بعد تدريبهم وتسليحهم من طرف الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن مدينة بيجي التي تمكنت القوات العراقية من استعادتها بعد المواجهات العسكرية العنيفة خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2015، لا زالت في حاجة لموارد مادية ولوجيستية هائلة، ما يعني أن المصفاة النفطية في بيجي التي توفر حوالي نصف الاحتياجات العراقية من المشتقات النفطية لا زالت في حاجة لأشهر عديدة قبل أن تستعيد نشاطها.
واعتبرت الصحيفة أن القوات العراقية والمجموعات السنية والشيعية المسلحة المنتشرة في الأراضي العراقية، استفادت من الضربات الدقيقة  لطائرات التحالف الدولي، التي نفذت أكثر من تسعة آلاف غارة جوية منذ بداية العمليات الجوية المشتركة.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة خسر مناطق شاسعة في العراق وسوريا؛ حيث صرح وزير الدفاع العراقي بأن نفوذ التنظيم تراجع من 40 إلى 17 في المئة في كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2015، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الذي ألقاه في البنتاغون.
أما في سوريا، فقد استفادت قوات النظام والمجموعات الكردية المسلحة من الدعم الجوي الروسي؛ لدحر تنظيم الدولة في مناطق مختلفة في الشمال الغربي لسوريا وقرب محافظة حلب.
وأضافت الصحيفة أن التدخل العسكري الفرنسي يبدو أكثر وضوحا في سوريا، وتحديدا في محافظة الرقة، في الوقت الذي ينحصر فيه تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في المجال الجوي العراقي، حيث نفذت الطائرات الحربية الفرنسية رافال وميراج أكثر من 400 غارة جوية في مناطق متفرقة من سوريا منذ بداية التدخل الجوي الفرنسي في أيلول/ سبتمبر من سنة 2015.
واعتبرت الصحيفة أن المؤشرات حول الصراع السوري تدعم فرضية تراجع تنظيم الدولة في سوريا، رغم محاولته التستر على نتائج الضربات الجوية الروسية والفرنسية من جهة، والتدخل البري لقوات النظام من جهة أخرى. ورأت أن تنظيم الدولة أصبح يشعر بالتهديد في "عاصمته" الرقة، وهو ما دفعه لدعم انتشار قواته حول المدينة، بالإضافة إلى تسليح عناصر نسائية وحفر أنفاق لتسهيل تحركات قادة التنظيم.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة اضطر إلى تغيير استراتيجيته التوسعية في سوريا والعراق؛ حيث يسعى إلى توسيع نفوذه في المناطق السنية للاستفادة من دعم القبائل السنية في منطقة الشمال الغربي للعراق، وفي المناطق الممتدة على جانب نهر الفرات في سوريا.
وأضافت الصحيفة إن المؤشرات حول الصراع في العراق وسوريا تؤكد تضرر تنظيم الدولة، لكن ذلك لا يعني أن الخسائر التي تكبدها التنظيم تعني اضمحلاله، أو تؤشر على بداية انهيار القوة العسكرية التي تضم في صفوفها قرابة 30 ألف مقاتل.
وقالت إنه ربما يكون تنظيم الدولة انتقل تحت تأثير الضربات الجوية الموجعة والعمليات البرية النوعية من وضعية هجومية إلى أخرى "دفاعية"، إلا أن التنظيم لا زال يمثل القوة العسكرية القادرة على تنفيذ هجمات نوعية في سوريا والعراق، كما في الدول الأوروبية، بفضل مصادر التمويل الضخمة والشبكة المعقدة من الموالين له حول العالم.
واعتبرت الصحيفة أن العمليات العسكرية وحدها لا يمكن أن تؤثر على القدرة الهائلة للهيكل الإعلامي للتنظيم، الذي ساهم في استقطاب آلاف العناصر من المقاتلين الأجانب، بفضل الحملة الدعائية الضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن استهداف تنظيم الدولة عن طريق الضربات الجوية للقوات الدولية في سوريا والعراق، لم يمنع سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، خاصة أن التنظيم كان يستغلهم كدروع بشرية، كما تقول الصحيفة.
======================
معهد واشنطن: إعدام النمر رسالة لواشنطن وليس فقط لإيران
لندن - عربي21- باسل درويش# الثلاثاء، 05 يناير 2016 11:38 م 21
يرى تقرير نشره معهد واشطن للدراسات أن إعدام المملكة العربية السعودية للمعارض الشيعي البارز نمر النمر، لم يكن لأسباب داخلية فقط، إنما حمل "أيضا رسالة قوية مرتبطة بالسياسة الخارجية، مفادها أنه إذا لم تقف الولايات المتحدة في وجه إيران، فإن الرياض ستفعل ذلك بنفسها".
ويشير التقرير الذي كتبه باتريك كلاوسون، إلى تراجع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة عن ردّها المقرر على التجارب الصاروخية الإيرانية، "بإلغائها عقوبات إضافية تسربت تفاصيلها إلى الصحافة".
وقال إنه "بدلا من أن تفرض قيودا جديدة، أجرت واشنطن محادثات مكثفة مع طهران، وفقا لما جاء في وسائل الإعلام الإيرانية وما ذكره كبار المشرعين الأمريكيين الذين تم إطلاعهم على الأمر من مسؤولي الإدارة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، زادت إيران من تفاقم الأمور بإجرائها اختبارات صاروخية استفزازية في ممر ملاحة مزدحم لا يبعد كثيرا عن حاملة طائرات أمريكية".
ويبين المعهد أن "التراجع الملحوظ في فرض العقوبات يأتي في أعقاب التصريحات الكثيرة التي كانت الإدارة الأمريكية قد أدلت بها خلال المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني، التي أكّدت فيها أنّ الولايات المتحدة، وفقا لما قاله الرئيس أوباما: "ستعمل بحزمٍ مع حلفائنا وأصدقائنا للحد من الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي شاركت فيها إيران، على أمل وقفها في مرحلة ما".
وقال كلاوسون إنه "إذا أرادت واشنطن من الرياض اتّباع نصيحتها، سيتوجب عليها أن تثبت أنها تقدم بديلا أفضل. ويعني ذلك اتخاذ إجراءات واضحة لمعارضة التدخل الإقليمي الإيراني. وبالتالي، ستشكل المناقشات المقررة حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 اختبارا هاما".
وأضاف أنه "خلال المحادثات حول سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر، تأججت الشكوك السعودية بشأن سياسة الولايات المتحدة؛ بسبب التراجع الواضح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مطالبة الولايات المتحدة بتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد".
وأوضح أنه "في تلك المحادثات، كانت الرياض، وليست الولايات المتحدة، هي من اتخذ الموقف الأشد وطأة إزاء الأسد والتدخل الإيراني في سوريا، الأمر الذي أثار استياء كيري بشكل واضح. ونتيجة لذلك، فإن دعم الولايات المتحدة القوي للمعارضة السورية، ورفض القبول بوعود النظام الغامضة بالإصلاح، سيكون له وقع كبير في طمأنة الدول الملكية الخليجية بأن واشنطن تعني ما قالته حول التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
وقال إنه "إذا استمرت الإدارة الأمريكية في الضغط على المملكة العربية السعودية بشأن مسألة إعدام النمر وغيرها من القضايا، بينما لا تقوم بالكثير بدورها لمواجهة الاستفزازات الإيرانية، فلن يؤدي ذلك سوى إلى تعزيز مخاوف الرياض من أن الولايات المتحدة ترى في طهران حليفا رئيسيا محتملا لها في المنطقة".
وأوضح أنه "سيؤدي ذلك إلى زيادة تحفيز السعوديين للعمل بشكل حثيث وحدهم، كما فعلوا في اليمن. وبعبارة أخرى، تكمن أفضل طريقة لضمان استقرار الوضع في إظهار إدارة أوباما مهاراتها القيادية عبر الرد على العدوان الإيراني، وإلاّ ستعمل الدول الملكية في الخليج بمفردها على نحو متزايد، وسيكون ذلك على الأرجح بطرق تعتبرها الولايات المتحدة غير مفيدة".
======================