الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6-5-2015

سوريا في الصحافة العالمية 6-5-2015

07.05.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الصحافة العالمية
1. ديلي نيوز : داعش في 15 ولاية في أمريكا
2. الصحافة الامريكية :أهمية الاستقرار بالشرق الأوسط
3. الجارديان :داعش يجند مهاجرين فى موسكو للانضمام للقتال فى سوريا
4. التلغراف :الغرب أخطأ فى آماله بربيع عربى ليجد "داعش
5. دايلى بيست: البنتاجون اعترف بمقتل مدنيين فى ضربات التحالف ضد داعش
6. الديلي تلغراف: استهداف ممنهج لمدنيي سوريا بظل عدم معاقبة مجرمي الحرب
7. يديعوت: إسرائيل تتورط بالحرب السورية وتسيطر استخباريا على جانبي الحدود
8. جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-05-2015
9. كريستيان مونيتور: الأردن يغير علاقته مع الجيش الحر ويدرب العشائر السورية
10. فورين بوليسي: كيف تحول مخيم اليرموك لصورة عن ولاءات ثورة سوريا؟
11. الإندبندنت: اتهامات تلاحق الولايات المتحدة بارتكاب مجزرة ضد مدنيين في سوريا
12. «المونيتور»: #الجيش التركي يكبح طموحات السياسيين نحو تدخل عسكري في سوريا والعراق
13. التايمز: فرنسا تأخذ مكان بريطانيا في شراكة دول الخليج
14. معهد دراسات الحرب: ما هي الاضطرابات المحتملة في العاصمة السورية؟
15. بزنس إنسايدر: التنافس مع داعش يغير نهج تنظيم القاعدة
16. فورين بوليسي: سوريا: عجز الأسد أصبح واضحا.. والأحداث الأخيرة أعادت الكفة لصالح المعارضة
 
ديلي نيوز : داعش في 15 ولاية في أمريكا
06 أيار ,2015  09:31 صباحا
عربي 21
قالت صحيفةالـ "ديلي نيوز" الأميركية أن تنظيم "داعش" أمس ، في رسالة نشرها على مدونة الناشطة السياسية باميلا غيلر،عن وجود مقاتلين له على الأرض الأميركية مستعدون لشن هجمات تخدم مصالحهم.
وذكرت الصحيفة بأنّ التهديد الذي نُشر على موقع "جست باستلت"، استهدف الناشطة باميلا غيلر التي شاركت في التخطيط لمسابقة رسم كرتوني مسيء للرسول محمّد في مدينة غارلاند التابعة لولاية تكساس.
حيث تم استهداف المعرض الذي ضم هذه المسابقة، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هذه الحادثة البارحة عبر إذاعة البيان التابعة له في خطوة فريدة من نوعها من ناحية تبنّي التنظيم لهجوم داخل أراضي الولايات المتّحدة للمرّة الأولى.
وفقا للصحيفة الأميركية، فقد تفاخر التنظيم ضمن الرسالة التي عنونها بـ " العهد الجديد" بامتلاكه 71 جنديّاً مدرّباً رهن الإشارة في 15 ولاية مختلفة، منها فيرجينيا وماريلاند وإيلنوي وميشيغان بالإضافة إلى ولاية كاليفورنيا.
في حين نصّت الرسالة على أن الهجوم الذي استهدف تكساس ليس إلّا بداية لإنشاء "ولاية" ضمن أراضي العدو مهجئين كلمة "ولاية" العربيّة والتي تعني حكومة أو سلطة.
ذكرت رسالة التهديد بأن" هدفنا هو الخنزيرة باميلا غيلر، حيث لا نهتم تحت أيّ سماء تكون أو في أيّ أرض تختبئ، وسنرسل أسودنا لذبحها".
=====================
الصحافة الامريكية :أهمية الاستقرار بالشرق الأوسط
الجزيرة :
تناولت صحف أميركية الأزمات المتفاقمة والاضطرابات التي تعصف بالشرق الأوسط، وأشار بعضها إلى تزايد النفوذ الإيراني ودوره في لجوء العرب لإنشاء جيش عربي موحد، وسط الدعوة لاستقرار المنطقة.
فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب اللبناني حسين إبيش أشار فيه إلى القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ المصرية في مارس/آذار الماضي، وإلى إقرارها إنشاء جيش عربي مشترك.
وأضاف أن الحكومات العربية ماضية في إنشاء هذه القوة المشتركة رغم كل الخلافات التي تعانيها الدول العربية، وأن رؤساء أركان بعض الجيوش العربية التقوا بالقاهرة يوم 22 أبريل/نيسان الماضي لوضع حجر الأساس لهذه القوة ومناقشة شأنها.
وقال الكاتب إن من شأن إنشاء هذه القوة أن تجمع بين الموارد المالية لدول الخليج والقوى العاملة في مصر والأردن والمغرب، وذلك رغم التحديات التي تواجهها. ودعا الدول العربية للتغلب على الخلافات السياسية في ما بينها، وبناء الثقة المشتركة والتوحد في سيبل مواجهة التوسع الإيراني بالمنطقة.
"كريستيان ساينس مونيتور: الرئيس أوباما سيلتقي وقادة مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض وكامب ديفد يومي 13 و14 من الشهر الجاري لمناقشة إستراتيجية استقرار المنطقة"
رؤية إستراتيجية
من جانبها، دعت ذي كريسيتان ساينس مونيتور إلى ضرورة إيجاد استقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وأشارت إلى الحروب المشتعلة في كل من سوريا والعراق واليمن، وإلى الطموحات النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن الرئيس (الأميركي) باراك أوباما سيلتقي قادة مجلس التعاون الخليجي بالبيت الأبيض ثم كامب ديفد يومي 13 و14 من الشهر الجاري، وذلك من أجل مناقشة رؤية إستراتيجية لاستقرار المنطقة.
وأشارت إلى دول مجلس التعاون تسعى للحصول على مزيد من المساعدات الأميركية ضد "العدوان الإيراني" على عدد من الجبهات، وأن أوباما يسعى لعقد اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي ومنع حدوث سباق تسلح خطير بالمنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى مساعدة الشرق الأوسط في إيجاد توازن في العلاقات على مبدأ الاحترام المتبادل بين دول المنطقة.
=====================
الجارديان :داعش يجند مهاجرين فى موسكو للانضمام للقتال فى سوريا
اليوم السابع
 قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن تنظيم داعش يجند العمال المهاجرين فى موسكو للانضمام إلى القتال فى سوريا، مشيرة إلى أن ما يقرب من أربعة آلاف من المهاجرين القادمين من وسط آسيا يُقال إنهم قد سافروا إلى سوريا، بعد أن تم تجنيدهم من قبل شيشانيين فى العاصمة الروسية. ومن هؤلاء المهاجرين زوجين مهاجرين قالا إنهما حصلا على 30 ألف دولار من داعش مقابل رحلتهما إلى حلب فى سوريا، وحصل على شقة من أربع غرف مجهزة، وفى المقابل فإنها زوجها لا يشارك فى أى نشاط عسكرى ويقوم فقط بتفتيش السيارات بحثا عن الكحول والسجائر التى تحظرها داعش. وتدفع لهم داعش فى الشهر 35 دولارا شهريا عن كل طفل من أطفالهما الثلاثة. وقالت السيدة وتدعى جولرو، من طاجيكتسان إنها تعتقد أن "دولة الخلافة ستأتى إلى بلدها، فيستطيع المسلمون أن يحيوا مع الله". وكان رئيس طاجيكستان إيمومالى راحمون قد وصف داعش فى ديسمبر بأنها طاعون العصر وخطر فعلى على بلاده، وفى شهر إبريل كرر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف نفس التهديد، وقال إن داعش تجند بنشاط حلفاء فى أفغانستان ويرسلهم إلى طاجيكستان، ووعدت روسيا بتقديم الدعم وعرضت تقديم 70 مليار روبيل، أى حوالى 890 مليون دولار لأس

حة وتأمين الحدود مع أفغانستان. ويبلغ طول الحدود حوالى 840 ميلا وتعانى من ضعف الحراسة كما أن الجانب الأفغانى من الحدود بالكامل لسيطرة طالبان.
=====================
التلغراف :الغرب أخطأ فى آماله بربيع عربى ليجد "داعش
اليوم السابع
" قالت الصحيفة أنه كما هو الحال فى تعامل مع الكثير مما يخص الشرق الأوسط، فإنه الغرب أخطأ فى توقعة بربيع عربى. ففى افتتاحيتها، الثلاثاء، تحت عنوان "كنا نأمل فى ديمقراطية، فحصلنا على داعش"، تقول الصحيفة أن قبل أربع سنوات كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى قبضة الربيع العربى، حيث أنعشت سلسلة من الثورات، الآمال فى تغيير جوهرى من شأنه أن يؤول إلى بناء ديمقراطيات ليبرالية ورأسمالية، التى جعلت من الدول الغربية غنية وحرة. وتشير إلى أن هذه الآمال التى لم تكن فى محلها يمكن رؤيتها يوميا فى التقارير القاتمة عن الشرق الأوسط، التى لا نهاية لها. وتضيف أن داعش هو وجه واحد من أزمة إقليمية تضم الفوضى فى ليبيا، مما سمح لمهربى البشر بالعمل بحرية، ومعركة على السيادة الإقليمية بين السعودية وإيران. لذا فإن الآمال فى منطقة تعيش فى سلام مع نفسها والعالم الأوسع، كانت خطأ على نحو بشع. وأحد دليل على سوء التقدير هذا، بحسب الصحيفة، ما ذكره مايكل موريل، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، الذى يكشف عن العديد من الأخطاء من قبل القائمين على السياسة الخارجية فى الولايات المتحدة. ويشير موريل فى كتاب صدر حديثا إلى أن واشنطن فشلت فى تعلم الدروس المستفادة من العراق، كما أفرطت فى تقدير تأثير وفاة بن لادن، زعيم القاعدة، فضلا عن الاعتماد كثيرا على أجهزة المخابرات العربية. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن ما يوحد هذه الأخطاء هو الفشل الأوسع الذى لازم السياسة الغربية منذ الربيع العربى من حيث الإفراط فى التفاؤل والإيمان بحلول بسيطة لقضايا معقدة.
=====================
دايلى بيست: البنتاجون اعترف بمقتل مدنيين فى ضربات التحالف ضد داعش
اليوم السابع
 قال موقع "دايلى بيست" الأمريكى إن البنتاجون اعترف بأن الضربات الجوية التى نفذتها الولايات المتحدة ضد داعش أدت إلى مقتل مدنيين. وأشار الموقع إلى أنه على مدار أشهر، قال المسئولون إن حملة القصف المستمرة بلا هوادة فى العراق ويوريا لم تؤد إلى قتل أبرياء. إلا أن تحقيقا عسكريا داخليا يتضمن غير ذلك. وخلص التحقيق إلى أن اثنين من المدنيين قد قتلوا فى ضربة جوية للتحالف الذى تقوده أمريكا ضد داعش، بحسب ما أكد مسئولون من وزارة الدفاع الأمريكى لدايلى بيست، وهى المرة الأولى التى يعترف فيها الجيش الأمريكى بقتل مدنى منذ بداية الحملة الجوية قبل تسعة أشهر. ونفذت الولايات المتحدة أكثر من 3500 ضربة جوية دمرت أو أضرت بأكثر من ستة آلاف هدف، وفقا لوزارة الدفاع سابقا، وقال الجيش الأمريكى إنه ليس لديه دليل على أن مدنيا قد قتل فى الحملة الجوية ضد داعش، وهو الزعم الذى اعترف المسئولون العسكريون سرا بأنه من الصعب تصديقه نظرا للاحتمالات المرتفعة للأخطاء غير المقصودة. ومع عدم وجود قوات على الأرض تقيم حجم الضرر الذى سببته الضربات، فإن الحملة الجوية للتحالف تستند على معلومات استخباراتية أمريكية تم جمعها من الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع، إلى جانب معلومات من القوات المحلية. وأشار الموقع إلى أن النتائج التى توصلت إلى مقتل مدنيين تأتى مع زعم إحدى جماعات حقوق الإنسان بأن ضربات التحالف فى 30 إبريل الماضى فى قرية بير محلى السورية أدت إلى مقتل حوالى 64 مدنيا، وتقع بير محلى فى محافظة إدلب، غرب نهر الفرات، وعلى بعد 30 ميلا جنوب مدينة كوبانى الشرقية.. وتعد مزاعمها التى قال الجيش الأمريكى إنه لا يوجد دليل يدعمها، هو أعلى عدد من القتلى المدنيين يسجل فى ضربات التحالف. وتابع الموقع قائلا إن مزاعم الجيش الأمريكى بعدم وجود خسائر بين المدنيين فى حملته ضد داعش، إلى جانب عدم وجود شهادات تفصيلية عن تأثير الضربات، قد سلط الضوء على الطبيعة المعتمة للمعركة، التى يتم خوضها إلى حد كبير من الهواء وبنتائج غير مؤكدة. وقال مسئولون من القيادة المركزية الأمريكية التى أجرت التحقيق إنه يمكن أن تكشف تفاصيل النتائج فى وقت لاحق هذا الأسبوع، ورفضوا الإدلاء بتفاصيل بشأن تلك النتائج.
=====================
الديلي تلغراف: استهداف ممنهج لمدنيي سوريا بظل عدم معاقبة مجرمي الحرب
النشرة
ذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، إن "تقريرا جديدا لمنظمة العفو الدولية أشار إلى أن إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في معاقبة جرائم سوريا "شجع" دمشق على إسقاط البراميل المتفجرة وغيرها من المتفجرات على المدنيين السوريين"، موضحةً انه "وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية فإن القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد انتهكت بصورة واضحة القانون الدولي، واسقطت براميل مليئة بمادة التي ان تي المتفجرة من الطائرات فيما وصفته بأنه استهداف ممنهج للمدنيين".
ولفتت الصحيفة الى إن "الهجمات، التي ضربت مدارس ومساجد ومستشفيات وأسواقا ومنازل، خاصة في حلب، زادت منذ قرار مجلس الأمن الذي كان من المفروض أن يضع حدا لها".
ونقلت الصحيفة عن فيليب روث مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا قوله إنه "منذ أكثر من عام مررت الأمم المتحدة قرارا لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة هجمات البراميل المتفجرة، متعهدة بوجود تبعات إذا لم تلتزم الحكومة السورية".
وأضاف أن "عدم اتخاذ أي اجراء فسره مرتكبو جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أنه مؤشر لأن بإمكانهم استمرار الهجمات على سكان حلب المدنيين دون خوف من العقاب".
 
=====================
يديعوت: إسرائيل تتورط بالحرب السورية وتسيطر استخباريا على جانبي الحدود
الثلاثاء 05 أيار 2015  آخر تحديث 14:11
النشرة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "إسرائيل تورطت في الحرب السورية وأصبحت تسيطر استخبارياً على الحدود وفق استراتيجية اتبعتها للتعامل مع الحرب السورية التي وصفتها الصحيفة بالفعالة"، مشيرة الى أن "إسرائيل وجدت نفسها متورطة في الحرب السورية، والحرب تقودها إيران ضد أعضاء الجهاد العالمي والمجموعات الإسلامية السورية بهدف حماية أبرز حليف لها في الشرق الأوسط – نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
وأوضحت أن "إسرائيل لم تقرر بعد أي من المجموعات المتحاربة الطامحة للحكم ترغب برؤيتها كجار لها في الحدود الشمالية. لحين اتخاذ قرار كهذا بالتالي، يقول: "دعوهم يواصلون قتل أحدهم الآخر"، لافتة الى أن "إسرائيل قد تكون لا تتدخل في الحرب الأهلية في سوريا؛ ولكن عندما يصل الأمر لمصالح القدس هكذا قيل على الأقل، إسرائيل تغوص حتى العنق في الفوضى السورية".
وشددت الصحيفة على أن "لا شيء يحدث على الحدود مع سوريا صدفة، ومن غير المرجح أبدا أن تكون مقاتلة سلاح الجو الإسرائيلي التي قتلت أربعة إرهابيين وهم يحاولون زرع قنبلة على حدود هضبة الجولان الأسبوع الماضي قد استدعيت للمكان محض الصدفة"، كاشفة أن "السوريين القوميين الدروز بإرشاد من "حزب الله"، نفذوا هجوما مشابها قبل 18 شهرا، متسببين بإصابة ضابط في الجيش الإسرائيلي بإصابات خطرة"، لافتة إلى أنّ "الافتراض أن أعضاء من هذه الخلية الإرهابية ليسوا بين الأحياء الآن وأنهم لم يموتوا من أسباب طبيعية معقول جدا".
 
=====================
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-05-2015
 05.أيار.2015 
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه مع توسع تنظيم "الدولة الإسلامية" خارج سوريا والعراق، فإن العديد من الدول الـ60 أعضاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الإرهابي، يضغطون على الإدارة الأمريكية لنقل المعركة لتستهدف الجماعات الإرهابية التي أقسمت بالولاء لـ"الدولة الإسلامية"، ومن الناحية النظرية، تقول الصحيفة في افتتاحيتها، فإن هذا قد ينطوي على امتداد عمليات قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى ليبيا، حيث أرسل "الدولة الإسلامية" مجموعة من المقاتلين لتأسيس فرع له من المسلحين المتطرفين في البلاد، وكذلك سيناء حيث بايعت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية تنظيم "الدولة الإسلامية" فى العراق وسوريا، ويقدر مسؤولو الاستخبارات عدد المقاتلين المتطرفين التابعين لـ"الدولة الإسلامية" داخل سوريا والعراق بنحو 31 ألف مقاتلا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن مئتي من المتطرفين في الأردن ولبنان والسعودية وبلدان أخرى تعهدوا بالولاء للتنظيم الإرهابي، وترى الصحيفة أنه من الضروري مناقشة أي توسع في الحملة ضد "الدولة الإسلامية" أو غيره من الجماعات الإرهابية، بدقة وعلنا، من قبل واشنطن وشركائها في التحالف، وتذهب الصحيفة الأمريكية للقول بأن المشكلة لا تنحصر على "الدولة الإسلامية" أو غيره من الجماعات الإرهابية، فهناك العديد من التهديدات التي تعصف باستقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا، حيث الصراعات الطائفية المستعصية وبعض الدول الفاشلة، وتخلص للقول إن في حين تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا، فإن المسؤولية الرئيسية في مواجهة الجماعات المتطرفة وإنهاء الحروب الطائفية تقع على عاتق دول المنطقة، بما في ذلك السعودية وإيران، وهو ما يطلب منهم تنحي عداواتهم جانبا والتعاون معا بل والقتال جنبا إلى جنب ضد الإرهابيين، كما سيتطلب ذلك إجراء إصلاحات داخلية حيث الأيديولوجية الراديكالية والحكم القمعي يشجعا التطرف.
قالت إريكا سولومون في تقرير لها من بيروت، نشرته صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، إن قلة في كل من سوريا ولبنان ستحزن لوفاة مدير الأمن السياسي السوري السابق رستم غزالي، ولكن الكثير من الناس سيحزنون على الأسرار التي حملها معه إلى القبر، ويشير التقرير، إلى أن غزالي ترأس منصب مدير الأمن السياسي قبل عزله من منصبه الشهر الماضي، ولكنه كان سيء السمعة لعمله في لبنان مديرا للأمن السياسي أثناء الوجود السوري هناك، حيث خضع لبنان للحكم السوري تقريبا في الفترة ما بين 1976 و2005، وانتهى ذلك بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتبين الكاتبة أنه بالإضافة إلى معرفة غزالي العميقة بالمجموعة المقربة من الأسد، فإن الكثيرين في المنطقة يرون أنه أدى دورا مهما في اغتيال الحريري، وربما كانت وفاته الغامضة هي للتخلص من أحد المرتبطين بالجريمة، بعد رحيل غازي كنعان وصهر الأسد آصف شوكت، وترى سولومون أن وفاة غزالي لن تؤثر على مسار الحرب في سوريا، التي مضى عليها أكثر من أربعة أعوام، هذا كله رغم خدمته الطويلة للنظام، وتستدرك الكاتبة بأن هناك عدة تقارير مثيرة للدهشة تلمح إلى دور للنظام في وفاته. ففي العام الماضي ظهر شريط فيديو على "يوتيوب"، وفيه قام المقاتلون بتدمير فيلا تعود لغزالي، وجاء في التعليق المرافق للصور أن التدمير جاء بناء على طلب منه لمنع نهبها من قوات المعارضة، ويورد التقرير أن مصادر المعارضة تقول إن تلك كانت طريقته لمنع استخدام الفيلا من مقاتلي "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، ما يشير إلى أنه كان معارضا لتزايد دورهم في البلاد، وتجد سولومون أن دور غزالي في مقتل الحريري جعل آخرين يعتقدون بأن هناك تفسيرا آخر، فقد مات آخرون ممن كانت لهم علاقة بالاغتيال في ظروف غامضة، فالمسؤول السابق عن ملف الاستخبارات في لبنان غازي كنعان، الذي أصبح وزيرا للداخلية قالت "الحكومة السورية" إنه انتحر، ولكن الكثير من السوريين واللبنانيين يشكون في رواية النظام، وهناك جامع جامع، الذي قتل العام الماضي في عملية شرق سوريا، وكان غزالي المسؤول السوري الأبرز الذي يملك معلومات عن العملية، وتفيد الصحيفة بأن الاغتيال محل تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية الخاصة في لبنان، التي ركزت على دور "حزب الله"، ولكنها بدأت تعيد النظر من جديد حول تورط سوريا.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لأنجيلا هندول بعنوان "مهرجون لرسم ابتسامة على وجوه أطفال عانوا من المآسي"، وقالت كاتبة المقال إن مشروع الثنائي الكوميدي بدأ بزرع ابتسامة على وجود أطفال لاجئين في منطقة الشرق الأوسط، وأضافت أن مينا ليسوني لم تكن لديها أدنى فكرة أنها عندما كانت تحضر لوازم المهرج للذهاب الى الشرق الأوسط أن الأمور ستتغير بسرعة وستبقى مع شريكها الإماراتي علي السيد تحاول زرع ابتسامة على وجوه الأطفال لمدة 7 سنوات، بعد أن كانت الرحلة المتفق عليها 10 أيام فقط، واستطاع الثنائي تحت اسم "The Clowns Who Care" مع مجموعة من المتطوعين تأسيس "مخيم الشباب"، الذي يبعد حوالي ساعة من عمان بالتعاون مع جمعية Mercy corps العالمية، وتنظيم دورات لمدة يومين لصغار السن من حوالي 300 عائلة تعيش في مخيم اللجوء، واستطاع الثنائي في رحلتهم الى الأردن في عام 2014 عرض 10 مسرحيات و10 ورش عمل في مخيمي الزعتري والأزرق على مدى 3 أيام، ولا يتقاضى الثنائي أي مبلغ مالي بل يشجع أن التطوع وزرع البسمة على وجوه أطفال ذاقوا الكثير في حياتهم.
=====================
كريستيان مونيتور: الأردن يغير علاقته مع الجيش الحر ويدرب العشائر السورية
عربي21 - بلال ياسين
تقول صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إن الجيش السوري الحر قد تلقى رعاية من الولايات المتحدة، ولكن صعود المتشددين الإسلاميين أجبر الأردن، الذي يدعم المعارضة السورية ويسهم في استقبالها وتدريبها، على التحول في سياسة مكافحة الإرهاب.
ويقول تايلور لاك في تقريره إن الأردن دعم خلال الأربعة أعوام الماضية المعارضة السورية، لكن الإنجازات التي حققتها المعارضة في الآونة الأخيرة لم تكن مصدرا لارتياح عمّان، التي تخشى من الدور الذي تؤديه الجماعات الإسلامية المتشددة، ما قد يدفع الحكومة الأردنية لقطع الدعم عن المقاتلين.
وينقل التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، عن المسؤولين الأردنيين قولهم إن أولوياتهم قد تغيرت بعد سيطرة المقاتلين على معابر حدودية، كان آخرها معبر جابر، من الإطاحة بالنظام السوري لبشار الأسد  إلى نقل المعركة للجماعات الجهادية، وبينها تنظيم الدولة في العراق والشام.
وتبين الصحيفة أن الأردن يخطط لتدريب أبناء العشائر في شرق سوريا من أجل مواجهة تنظيم الدولة. وتنسجم هذه الاستراتيجية مع الحملة التي تقودها الولايات المتحدة، وتهدف لتدريب مقاتلين سوريين لمواجهة تنظيم الدولة أولا، قبل توجيه أسلحتهم ضد نظام الأسد.
ويجد الكاتب أن الخاسر الأكبر من التحول الأردني هو الجيش السوري الحر، الذي يضم عددا من المنشقين عن النظام ممن يعيشون في الأردن، وقد دعمت الولايات المتحدة ودربت بعض فصائله. ويأتي الموقف الأردني في وقت بدأ فيه الجيش السوري الحر، الذي عاني من انقسامات وخلافات، بتحقيق انتصارات ضد النظام، ولكن من خلال التعاون مع المتشددين الإسلاميين، الذين يرى الأردن فيهم تهديدا له.
وتنقل الصحيفة عن المحلل والخبير في الحركات الجهادية حسن أبو هنية قوله: "هناك خوف وإحباط في الأردن من أنه بدلا من وجود القوى المعتدلة، فقد أدى دعم المقاتلين في الجنوب إلى تقوية الجماعات المتشددة، مثل تنظيم القاعدة". ويضيف أبو هنية أن "هناك رأيا يقول إنه لم يعد بالإمكان الاعتماد على المقاتلين السوريين بعد أربعة أعوام من القتال".
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة خففت أيضا من تعاونها مع الجيش السوري الحر، رغم أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بدأت خططها للتدقيق في المرشحين للتدريب ضمن برنامجها. وقد أبعد العسكريون الأمريكيون أنفسهم في الشهور الأخيرة عن الجيش السوري الحر، وقالوا إن التدريب لن يشمل إلا الجماعات المعترف بها، دون تحديد إن كان الجيش السوري الحر من ضمنها.
وتذكر الصحيفة أن البنتاغون تخطط لتدريب 5400 من "المعتدلين" السوريين في السعودية وتركيا وقطر، وهناك 400 قيد الفحص قبل بدء التدريب، بحسب ما قالته المتحدثة باسم البنتاغون الكوماندر إليسا سميث.
ويلفت لاك إلى أن المكاسب التي حققها المقاتلون السوريون في 4 نيسان/ إبريل، وسيطرتهم على معبر نصيب آخر المعابر الحدودية التي تربط دمشق بعمّان، والخسائر اللاحقة في إدلب وجسر الشغور، قد أثارت الشكوك حول قدرة النظام السوري، وأنه يعاني من انهيار داخلي، لكن الأردن عبر عن مخاوفه بعدما تأكد أن الجماعة التي تقود المعارك هي جبهة النصرة، التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا. فلأول مرة يصل الجهاديون إلى الأراضي الأردنية.
ويورد التقرير أن مصادر الجهاديين تقدر عدد مقاتلي جبهة النصرة في الجنوب بحوالي عشرة آلاف مقاتل، وهم أقل من 60 ألف مقاتل يتبعون الجيش السوري الحر. ورغم أن هذا الأخير لديه قوات أكبر، إلا أنه يعتمد في معاركه مع النظام، كما حدث مع معبر نصيب، على جبهة النصرة.
وبحسب قادة في الجيش السوري فقد أصبحت الحركة بين سوريا والأردن بعد سقوط معبر نصيب صعبة، ومنعت السلطات الأردنية دخول قادة بارزين في الجيش الحر إلى الأردن.
وتنقل الصحيفة عن أحد قادة الجيش الحر أسعد الزعبي، قوله: "لا تزال الحدود مغلقة، وتركت قواتنا لتدافع عن نفسها". وبحسب الزعبي، فإن المقاتلين يتلقون الحد الأدنى من الدعم من السعودية، التي كانت مع قطر وتركيا من أكثر الداعمين الذين يوثق بهم.
ويقول الكاتب إنه لا يعرف ماذا يعني التحول في الموقف الأردني وأثره على الجيش الحر، الذي تلقى دعما لا محدودا من الأردن، وسمح لقادته بالإقامة في عمان، ووفر حركة غير مقيدة لإرسال السلاح إلى المقاتلين، وسمح للمخابرات الأمريكية بتدريب المقاتلين في معسكرات أردنية.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن نيك هيراس من المركز الأمريكي الجديد للأمن، قوله إن الأردن تبنى موقفا حذرا ومدروسا من سوريا، على خلاف الدول التي حاولت الإطاحة بنظام الأسد عبر وكلاء لها هناك. فمنذ البداية لم "يقدم الأردن وعودا للمقاتلين، وأجبرهم على توضيح نواياهم، ولم يعطهم أهمية أكبر من حجمهم" .
وتبين الصحيفة أنه خلال العام الماضي ركز الأردن جهوده عل احتواء الحركات الجهادية بدرجة أقل من هزيمة الأسد. وشدد الموقف الرسمي الأردني على أهمية التوصل إلى حل سياسي.
ويفيد التقرير بأن المراقبين يقولون إن تركيز واشنطن على قتال تنظيم الدولة يعد عاملا في تحول السياسة. فالأردن يعد من الدول المتلقية للدعم الأمريكي، وهو جزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وأدى القبض على طيار أردني في الرقة وحرقه حيا إلى تأجيج الغضب الشعبي، وتعهد الملك الأردني عبدالله الثاني بمواصلة قتال التنظيم.
ويكشف لاك عن أن العامل الآخر هو قلق الأردن من وقوع الدعم والسلاح، الذي يقصد وصوله إلى الجماعات المعتدلة، في يد المتشددين. ويقول عضو مجلس الأعيان ووزير الخارجية السابق جواد العناني، إن "أولوية الأردن وأولوية الولايات المتحدة هي مكافحة الإرهاب، أي داعش". ويضيف أن "الأردن لم يعد راغبا بالانجرار لدعم هذا الطرف أو ذاك في النزاع".
وتبين الصحيفة أن الأردن الآن حرف نظره باتجاه القوى التي لم تتلوث بالفساد، أو بالعلاقة مع الجهاديين، ويحاول الوصول إلى القبائل السورية والمدنيين. ويقدم الأردن الدعم لهم من أجل استعادة قراهم ومدنهم، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وينقل الكاتب عن المتحدث باسم الحكومة الأردنية ووزير شؤون الإعلام محمد المومني، قوله: "نقوم بمساعدة المدنيين والقبائل في شرق البلاد كي يستعيدوا بلداتهم وقراهم من تنظيم الدولة". ويضيف "هذا هو أمر جديد وجهد دولي لمساعدة الشعب السوري، وجزء من الحرب على الإرهاب والمنظمات الإرهابية".
ويظهر التقرير أن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية رفضوا التعليق على برنامج التدريب الأردني للقبائل، لكن المسؤولين الأردنيين يقولون إن جهودهم هي جزء من الجهود الأمريكية والدولية للبحث عن شركاء لهم في سوريا مستعدين لقتال تنظيم الدولة.
وتوضح الصحيفة أن المسؤولين الأردنيين يأملون أن تصبح قوى القبائل أكثر مصداقية من الجيش السوري الحر. ويجد الأردنيون أن القبائل من السهل إدارتها عن بعد، كما ان شيوخ القبائل يتمتعون بسلطة على قبائلهم، وليسوا عرضة للخلافات السياسية التي أثرت على الجيش السوري الحر.
ويأمل الأردنيون أن تؤدي القوة القبلية إلى دفع القبائل التي تحالفت مع تنظيم الدولة، من خلال الترغيب والترهيب، إلى الانشقاق عنه.
وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأردنيين لم يقدموا تفاصيل عن برنامج تدريب القبائل، إلا أن مصادر قبلية كشفت عن اتصال الأمن الأردني بهم، وطلبوا منهم توفير "الآلاف" من أبناء العشائر للمشاركة في التدريب، ومن المحتمل أن هناك ما يزيد على خمسة آلاف مقاتل يشاركون في البرنامج.
وتورد الصحيفة ما قاله العضو في مجلس العشائر، وشيخ قبيلة كبيرة في حمص محمد عزب الدروش: "لدينا 50 ألف مقاتل من العشائر مستعدون لتأمين الحدود مع العراق واستردادها من الجماعات المتطرفة"، مستدركا بأنهم "بحاجة إلى الأسلحة للتحرر من أسر تنظيم الدولة".
ويقول المسؤولون الأردنيون إن السعوديين طالما استخدموا الأردن قاعدة خلفية لدعم المعارضة السورية، إلا أن انشغال السعودية في حرب اليمن خفف من الضغوط على الأردن، وفق التقرير.
وينقل الكاتب عن وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة، قوله: "لم تعد سوريا أولوية للسعودية، ولا يوجد دفع لدعم جانب في نزاع بلا نهاية".
وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى أن مراقبين سعوديين ومسؤولين في الدفاع يقولون إن سوريا لم تعد اولوية أولى لآل سعود، فالجهود منصبة على تحقيق الاستقرار في اليمن، قبل تقديم الدعم لسوريا. وكتب المحرر في الصحيفة السعودية "الرياض" هاني وفا: "في الوقت الحالي فإن الأولوية الأولى والأخيرة للرياض هي اليمن". وهو ما يعطي الأردن المرونة اللازمة للتركيز على أمنه، خاصة الحدود مع العراق. ويقول المعايطة: "لقد تغير التحالف في سوريا خلال الستة أشهر الماضية، والأردن تحرك معه".
=====================
فورين بوليسي: كيف تحول مخيم اليرموك لصورة عن ولاءات ثورة سوريا؟
عربي21 – باسل درويش
الثلاثاء، 05 مايو 2015 06:42 م
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا ميدانيا للصحافية نور سماحة، حول القتال الدائر في مخيم اليرموك بين تنظيم الدولة من جهة وقوات النظام والمليشيات الموالية لها والجبهة الشعبية- القيادة العامة من جهة أخرى.
تقول الكاتبة: "كانت شوارع المخيم خالية إلا من بعض المقاتلين الذين يتراكضون بين أزقته محاولين تجنب رصاص القناصين، البنايات في هذا الجزء الشمالي من المخيم مدمرة بشكل كبير، وتم خرق الجدران للتنقل من بناية إلى أخرى، دون المخاطرة بالخروج للشارع حيث ينتظر القناصة، وتغطي الستائر الضخمة تغرات كبيرة في الجدران لإخفاء حركة المقاتلين عن أعدائهم".
وتضيف أنه "في الدور الثالث من بناية مدمرة يجلس ثائر البالغ من العمر 20 عاما بوجهه الطفولي على كرسي بلاستيكي، وبندقية القنص مرتكزة على كتفه، ولا يكف عن النظر من خلال الناظور. وبقي ثائر في هذا المكان طيلة الفترة الصباحية يرقب مدخل نفق اكتشف أنه يعود إلى جبهة النصرة، ويمشي من خلفه قائده ومقاتل آخر على رؤوس أصابعهما؛ كي لا يحدثا صوتا يلفت الانتباه لوجودهم من القوات المعادية عبر الشارع. يهمس: (انظري هناك، ذلك هو المدخل إنهم يأتون من هناك)، وكان يشير إلى ثغرة تكاد لا ترى بين ركام البناية المقابلة".
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن "ثائر" هو أحد سكان اليرموك، وقاتل على مدى العامين الماضيين في صفوف الجبهة الشعبية- القيادة العامة التي أنشأها ويرأسها أحمد جبريل، وهي حليف مقرب للحكومة السورية.
وتبين المجلة أن أم ثائر وأخته غادرتا المخيم إلى منطقة أكثر أمنا في دمشق عندما تكثف القتال في المخيم قبل عامين. وبقي هو ليساعد رفاقه، واكتسب خبرة جيدة في القنص، ويقول: "أصبت الكثير من الأهداف، وأنا لست خائفا منهم، أنا لست خائفا من تنظيم الدولة".
ويلفت التقرير إلى أنه بعد عامين من القتال لم يبق من مخيم اليرموك سوى هيكله الفارغ، وازداد الوضع سوءا مع الهجمة الأخيرة لتنظيم الدولة، وتمسك كل من مقاتلي الجبهة الشعبية- القيادة العامة ومقاتلي المعارضة بالمناطق التي يسيطرون عليها، ويبدو مستقبل المخيم كئيبا، حيث يرجح أن تستمر هذه المعركة وقتا طويلا.
وتذكر سماحة أن شمال المخيم يقع تحت سيطرة الجبهة الشعبية- القيادة العامة، بينما يسيطر الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني "المليشيات التي تدعمها الحكومة" على الأطراف الشمالية والشرقية، ويقع بقية المخيم تحت سيطرة تنظيم الدولة وجبهة النصرة ومجموعات معارضة أخرى. وتفتح المناطق الشرقية والجنوبية من المخيم على مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وتقول المجلة إنه في أوائل نيسان/ إبريل تسلل مقاتلو تنظيم الدولة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من مخيم اليرموك، وهو واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في سوريا، وكان يؤوي 250 ألف نسمة. وبحسب المسؤولين والمقاتلين الفلسطينيين، فإن دخول المجموعات الجهادية إلى المخيم يسّرته جبهة النصرة. ونتج عن الاقتتال الذي تبع ذلك سيطرة تنظيم الدولة على المزيد من المساحات، حتى وقع 70% من المخيم تحت سيطرته، في الوقت الذي استغلت فيه الجبهة الشعبية- القيادة العامة الفوضى، وسيطرت على ما تبقى من المخيم.
وينوه التقرير إلى أنه لم تبق اليوم بناية واحدة في المخيم كما هي، واتخذ المقاتلون من بيوت الناس مقرات لهم بين الكراسي وألعاب الأطفال التي عفرت بالردم. وبينما يقال إن هناك تقارير واردة من تلك المناطق تقول إن تنظيم الدولة سلم مواقع لجبهة النصرة، فإن تقارير مجموعات المعارضة الأخرى وتقارير الجبهة الشعبية- القيادة العامة، تقول إن تنظيم الدولة ما يزال موجودا ويقاتل مع جبهة النصرة جنبا إلى جنب.
وتذهب الكاتبة إلى أنه منذ عام 2012 كان الوضع في المخيم سيئا، وعلى مدى الثلاثة أعوام الماضية عانى السكان من وجودهم في مرمى النار؛ بسبب الاقتتال الدائر بين قوات الحكومة وقوات المعارضة، كما عانى المخيم من حصار قاتل ترك آلافا من السكان بحاجة ماسة إلى المساعدات. واليوم صار وضع المخيم أسوأ؛ فحوالي 1300 مدني من سكان المخيم بقوا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولا تصلهم المساعدات، ما جعلهم في أسوأ وضع تشهده المؤسسات الإنسانية.
وتستدرك المجلة بأن الصراع من أجل السيطرة على المخيم لم ينته بعد، فأحمد مقاتل شاب قد خرج بالكاد من مرحلة المراهقة، مهمته أن يتأكد من سلامة الطريق لرفاقه بينما يتنقلون بين البنايات في وسط تبادل متقطع لإطلاق النار.
وينقل التقرير عن أحمد قوله عن تنظيم الدولة: "لن أتوقف حتى يغادروا المخيم. لا مشكلة عندي في البقاء هنا في هذا الموقع وعدم النوم وحفر الأنفاق والقتال، نحن بحاجة لفعل ذلك".وتجد سماحة أن المقاتلين الفلسطينيين الذين يقاتلون بجانب النظام لا يقاتلون فقط لحماية بيوتهم، ولكنهم يرون في أنفسهم خط الدفاع الأول للمدينة ضد الجهاديين. ويقع مخيم اليرموك على بعد ستة أميال من مركز دمشق، ويعتقد مسؤولو الجبهة الشعبية- القيادة العامة أن المعارضة خططت لدخول دمشق عن طريق مخيم اليرموك، بحسب خطة أعدها لهم مسؤول الأمن السعودي السابق بندر بن سطان.
وتورد المجلة أنه عندما بدأت المعارضة هجماتها عام 2012 تم استدعاء أبي أحمد، وهو رجل قصير القامة في الخمسينيات من عمره من لبنان، ليقود حربا مضادة، وهو المسؤول الأمني العام للجبهة الشعبية- القيادة العامة في المخيم، وكان قد قاتل بجانب جبريل في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ويعرج بسبب جرح أصابه في بعض المعارك. ويشير إلى الأزقة التي كانت المعارضة استولت عليها من عام 2012، واستعادت الجبهة السيطرة عليها.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن حدة الاقتتال قد خفت صيف عام 2014، بينما حاولت الفصائل العمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم. ويقول أبو أحمد: "تم الاتفاق على تفاصيل الهدنة، وكنا جاهزين لبدء التنفيذ في نهاية آذار/ مارس 2015، عندما قام إرهابيو تنظيم الدولة والنصرة بشن هجوم على المخيم، مدمرين الجهود السابقة كلها"، مضيفا أنه لذلك استمرت المعارك وتوقفت المفاوضات
وترى الكاتبة أنه بسبب عدم بعد المقاتلين في اليرموك سوى أمتار قليلة عن أعدائهم، فإن المعارك انتقلت إلى تحت الأرض، والوصول إلى ساحة ريجي، التي أخذتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة من جبهة النصرة، لا يمكن إلا عبر نفق يمتد تحت بنايات تسيطر عليها الجبهة الشعبية.
وتوضح المجلة أنه يوجد كهرباء داخل النفق توفرها الحكومة السورية لإنارة خافتة، وهناك غرفة فيها كرسي تقابله شاشات لمراقبة بعض النقاط في المخيم. وفي بعض الأماكن من النفق على المقاتلين الزحف، وجر ما يستطيعون من معدات.
ويذكر التقرير أن ابا العز الدحام، وهو رجل ضخم القامة، ويقود مقاتلي الجبهة الشعبية- القيادة العامة في شمال مخيم اليرموك، يجلس على الكرسي ويقول: "في المعركة السابقة كنا نضرب المتطرفين من الأسطح، يكونون هم على الأرض ونحن نطلق عليهم قنابل الهاون، الآن أصبح الأمر مختلفا، حيث حفرنا أنفاقا وبدأنا نضربهم من الأسفل أيضا".
وتشير الكاتبة إلى أن المجموعات الأخرى تبنت الأسلوب ذاته، حيث عرض الدحام فيلم فيديو صوره قبل أيام يظهر باب نفق، يقول إن جبهة النصرة وتنظيم الدولة حفراه، ويظهر صاروخ كاتيوشا وقد لفت عليه متفجرات يضرب باب ذلك النفق ويردمه، ويقول: "يحفرون الأنفاق كما تعلموا من حماس، ومن الذي علّم حماس وحتى حزب الله حفر الأنفاق في الماضي؟ نحن".
وتصف سماحة المخيم بأنه عالم مصغر من الولاءات التي خلقتها الأزمة السورية، وقد شهدت المعارك مع تنظيم الدولة مؤخرا تغيرا للولاءات، حيث انتقل عدد من مقاتلي "أكناف بيت المقدس"، التي تسيطر عليها حركة حماس، للقتال بجانب النظام، بعد أن قام تنظيم الدولة بقطع رؤوس عشرة من المنتمين لها، ولكن مقاتلين آخرين انتقلوا إلى جبهة النصرة وتنظيم الدولة. والآن هناك حوالي 160 من مقاتلي "أكناف بيت المقدس" يقاتلون إلى جانب النظام، بحسب المصادر الفلسطينية، ولكن الدحام لا يزال ينظر إليهم بعين الريبة، ويقول: "لا أثق بهم، إنهم الأشخاص الذين أدخلوا جبهة النصرة إلى المخيم عام 2012، كل منا يعمل هنا باستقلالية، هم يؤدون عملهم، وأنا أؤدي عملي، وأنا شخصيا لا أنسق معهم".
وتنوه المجلة إلى أن العائلات منقسمة الولاءات، فبحسب الدحام فقد اكتشف أحد مقاتلي الجبهة الشعبية- القيادة العامة أن أخاه يعمل مع جبهة النصرة.
ويتناول التقرير قصة أم يوسف، وهي ممرضة انتقلت هي وزوجها المنتمي للجبهة الشعبية- القيادة العامة، من مخيم برج البراجنة في لبنان إلى مخيم اليرموك قبل عدة أعوام، واختطف زوجها وقطع رأسه على يد المعارضة عام 2012، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل على الخطوط الأمامية في إسعاف الجرحى، وتقول: "أسعفت زغموط الحارس السابق لمشعل، أنا أكرهه وكنت أريد قتله، حركة حماس خانت الفلسطينيين جميعهم، ولكني قمت بواجبي وساعدته كي يتحسن".
وتخلص "فورين بوليسي" إلى أن هذه الكراهية متبادلة بين المقاتلين، ففي المناطق التي سيطرت عليها الجبهة الشعبية- القيادة العامة وجد المقاتلون كتابات على الأسوار تقول: "سنلاحقكم يا كلاب الجبهة الشعبية- القيادة العامة".
=====================
الإندبندنت: اتهامات تلاحق الولايات المتحدة بارتكاب مجزرة ضد مدنيين في سوريا
منذ 12 ساعة صدي البلد فى أخبار العالم 8 زيارة 0
الميثاق العربي
أبرزت صحيفة الإندبندنت، على موقعها الإلكتروني، اليوم، تصريحات المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتشير إلى أن المقاتلات الأمريكية التي تحارب "داعش" في بيرمحلي بشمال سوريا قتلت مدنيين.
وقال الميجر كورتيس كيلوج، المتحدث باسم القيادة المركزية، "لم يكن في بيرمحلي مدنيون عندما ضربت المقاتلات الأمريكية "داعش" يوم الخميس، وقتلت 50 داعشيا على الأقل، ولا يوجد ما يدل على مقتل مدني واحد".
وأثبت رامي عبد الرحمن، أن 64 مدنيا قتلوا بينهم 31 طفلا تحت 16 عاما، و19 امرأة لقوا حتفهم، وأبناء على إحصاءات نشطاء على الأرض.
وأشار رامي عبد الرحمن، أن الضربة الجوية نالت من المدنيين وهم نائمون في منازلهم، و"لدينا أسماؤهم وأعمارهم وصورهم وفيديوهاتهم، وكل شيء".
وقال شورش حسن المتحدث باسم ميليشيات تدعى "وحدات حماية الشعب الكردية" لـ"أسوشييتد بريس"، أن بيرمحلي تم إخلاؤها من المدنيين قبل بداية القتال بين الأكراد و"داعش"، ولكن المتحدث باسم التحالف السوري سالم المسلط، أثبت أن الضربات الجوية ربما تكون قتلت مدنيين على الأرجح.
=====================
«المونيتور»: #الجيش التركي يكبح طموحات السياسيين نحو تدخل عسكري في سوريا والعراق
شهدت الفترة الأخيرة حديثًا كثيرًا في الأخبار والمقالات في الإعلام التركي والغربي حول شن تركيا عملية عسكرية ضد سوريا وإيران. فعلى سبيل المثال، كتبت «الهافنجتون بوست» مقالة تدعي بها أن هناك احتمالات لعملية عسكرية مشتركة بين السعودية وتركيا في سوريا، بناءً على مصادر مطلعة حول المحادثات التي تتوسط بها قطر بين تركيا والسعودية لترتيب تحالف سني إقليمي. معلق آخر ادعى أن الأحداث تجاوزت مرحلة الاحتمالية، وأنقرة الآن تعد لتدخل عسكري في سوريا لإنشاء محطة عازلة هناك.
في 30 أبريل، بمقالة بصحيفة «ميليت» التركية عنوانها «جنود أتراك في سوريا»، تربط «آسلي آيدنتشاشباش» هذه الادعاءات بالانتخابات العامة في 7 يونيو، حيث كتبت أنها كانت تسمع في المحادثات بالغرف الجانبية: أن تحالفًا سنيًّا من تركيا والسعودية وقطر والكويت يُعِد لاقتحام سوريا، واختتمت مقالتها بالسؤال: «هل ستأخذ أنقرة خطوة أخرى وتتحرك لإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا بالشهور أو حتى الأسابيع القادمة؟ هل ستفاجئنا الصحف التركية، المشغولة حاليًا بالانتخابات الجارية، بمانشيت: جنود أتراك في سوريا؟».
ادعاء علني آخر حول هذه الخطوط قاله «دينجر مير محمد فرات»، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق، والمرشح البرلماني الحالي لحزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، والذي حذر من أن فشل حزب الشعوب الديمقراطي بتجاوز نسبة 10٪ في #الانتخابات في سوريا قد يؤدي لشغب كبير، محذرًا من أن «شعور حكومة العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان بالخطر، سيدفعها -بلا تردد- لبدء حرب في بلد آخر لتأجيل #الانتخابات».
بالنظر لتأثيرات لهذه الادعاءات، فإن كل العيون الآن على أنقرة. تحدثت «المونيتور» لعدد من المصادر الأمنية، الذين طلبوا جميعًا إخفاء هُويتهم، قالوا: إن احتمالية عملية برية ضد سوريا أو #العراق ليست الآن على جدول أعمال أنقرة.
إحدى المصادر قالت كذلك: «إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة لهم، فلن أكون في أنقرة اليوم، بل على الحدود السورية أو العراقية»، مضيفًا أن كلا من #الجيش التركي والقوة الجوية في المبدأ ضد عمليات كبيرة في سوريا والعراق.
أربعة أسباب
 وتابع المصدر «اليوم؛ واقعية #الجيش هي أفضل نظام لدينا لكبح صناع قرار في تركيا»، مضيفًا أنه: «لا تركيا، ولا #الجيش التركي، يستطيعون تحمل نتائج تدخل #الجيش التركي، بالنظر لعناصره التقليديين في وحدات #الجيش والبر، في المستنقع العسكري السوري. الجنود التقليديون لا يستطيعون الصمود في سوريا بدون دعم قوات المعارضة السورية، الذين لا يمكن تحديد ولاءهم بوضوح».
أورد المصدر أربعة مخاطر رئيسة لأية عمليات برية عسكرية ضد سوريا:
أولا: ستؤدي العملية لجلب الخراب لأمن الحدود التركية، التي تعاني أساسًا من مشاكل قانونية وبنيوية، وقد تنقل الاشتباكات داخل سوريا إلى تركيا. قال المصدر: «فكر فقط بالتدفع اللوجستي للوحدات التي ستدخل سوريا. السير وحده سيربك الحدود أكثر». مصدر آخر أخبر المونيتور أنه: «في اللحظة التي يعبر بها #الجيش التركي الحدود السورية، فإن أمن الحدود السورية التركية سينهار تمامًا».
ثانيا: #الجيش التركي ليس متشجعًا للتعاون مع الفصائل السورية المعارضة. التدخل سيتطلب بلا شك التعاون مع الفصائل الإسلامية الراديكالية، مما قد يؤدي، أساسًا، لإيذاء صورة تركيا العالمية المتضررة ويرفع النظرة لتركيا على أنها دولة تدعم الإرهاب.
ثالثا: أقصر احتمال بالنسبة لأنقرة لنهاية الأزمة السورية هو عامان أو ثلاثة إضافية؛ لذلك فإن التدخل يعني مشاركة طويلة الأمد للجيش التركي داخل سوريا.
رابعا: تدخل مثل هذا قد يجبر #الجيش التركي على التعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يسيطر على مناطق شمال سوريا. رد فعل #الجيش على التقارير حول تعاونه مع حزب الاتحاد أثناء إجلاء ضريح «سليمان شاه» من شمال سوريا كان انعكاسًا لهذا التخوف.
الموصل وطموح «أردوغان»
خبير آخر قدم تحليلاً شبيهًا، حيث قال: إنه لا توجد احتمالية لعملية عسكرية تقليدية ضد سوريا، ولا توجد استعدادات لاحتمالية كهذه، مضيفًا: «اليوم نركز فقط على أمن الحدود. إذا أرادت تركيا دخول سوريا، كنا قمنا بذلك أثناء مبادلة الرهائن من السفارة في الموصل أو أثناء إجلاء ضريح سليمان شاه».
بالنظر لهذين النظرتين، فإن السؤال الذي يخطر بالبال هو حول لعب تركيا دورًا أكثر تأثيرًا في عملية كبيرة للتحالف، الذي تقوده أمريكا، لتحرير الموصل من «تنظيم الدولة».
بحسب خبراء، نوع من هذا التدخل الفعال في عملية الموصل يبدو، لأسباب تاريخية وسياسية واستراتيجية، أكثر منطقية لصناع القرار الأتراك أكثر من عملية ضد سوريا. تاريخيًّا، عدت الموصل عادة «أعمالاً غير منتهية» لأنها داخل الميثاق الوطني التركي الشهير، الذي يوجد بالذاكرة الجمعية للشعب التركي، ويحمل حضورًا رمزيًّا للهُوية الوطنية. «لذلك، تمثل الموصل، سياسيًّا، هدفًا أكثر منطقية لـ«أردوغان» من سوريا. إتمام «أردوغان» مهمةً لم يكملها مؤسس تركيا الحديث «مصطفى كمال أتاتورك»، واعتباره، تاريخيًّا،«محتل الموصل»، قد يرفع مظهره السياسي المحلي بشكل كبير.
لا يبدو أن هناك عائقًا استراتيجيًّا يمنع تركيا من المشاركة في معركة الموصل. يملك حزب العدالة والتنمية علاقات جيدة مع حكومة كردستان، التي أسست لإدارة عملية شمال #العراق، وبمكاسبها في السنوات الأخيرة أخذت خطوات كبيرة نحو تحويل نفسها لإدارة حقيقية.
مصادر في أنقرة تعتقد أن حكومة كردستان تصر على أخذ أنقرة لدور عسكري أكثر فعالية بقتال «تنظيم الدولة» في #العراق. دور كبير كهذا قد يكون مضادا للتأثير العسكري الإيراني المتنامي والمزعج في #العراق. دوري كضابط عسكري سابق كان لي مهمات اتصال في كركوك والموصل خلال 2003 و2004 وراقبت التأثير التركي على القبائل السنية والتنظيمات الأخرى، خصوصًا في الموصل، أستطيع القول أن الجالية السنية في تلك المدينة ستكون منفتحة على تعاون يجب أن تستغله تركيا لأخذ دور أكثر فعالية.
وبالمجمل، من الصعب القول بدقة أن صناع القرار الأتراك يخططون لعملية عسكرية. في مقالة سابقة، لخصتُ الدعم الذي تستطيع تركيا تقديمه لعملية الموصل. جدير بالذكر هنا أن عملية ضد «تنظيم الدولة» في #العراق تتطور بشكل أبطأ من المتوقع، ولا يبدو أن أي شيء سيتم قبل انتخابات يونيو، نافيًا بذلك العناوين الإخبارية المتوقعة التي تظهر «أردوغان» على أنه «محتل الموصل».
إحدى العوامل التي تهيمن على بقية الظروف هي: المسعى الواقعي للجيش التركي تجاه الأحداث في سوريا والعراق. من المعلوم أن القائد العام للقوات المسلحة الجنرال «نجدت أوزال»، والذي تنتهي مدته في أغسطس، وخليفته المتوقع القائد الحالي للقوات البرية الجنرال «حولوسي آقار»، يفضلان مساعي حكيمة حذرة تستبعد المغامرات العسكرية في #العراق وسوريا. في سياسة تركيا تبدو أنها فقدت مكابحها، بسبب هيمنة «أردوغان»، فإن آلية الكبح الوحيدة الواقعية في إقليم عسكري خطير هو المسعى الواقعي والمنطقي للجيش.
يحصل الشخص على انطباع أن الجنود قد عادوا للسيطرة، لكن هذه المرة الأمور مختلفة. هدفهم هو أخذ تركيا لانتخابات ديمقراطية بدون حادث كبير سببه فقدان السيطرة. بالطبع، على #الجيش استخدام واقعيته وكوابحه، داخل حدود الديمقراطية والحكم المدني، لكبح طموحات السياسيين.
=====================
التايمز: فرنسا تأخذ مكان بريطانيا في شراكة دول الخليج
عربي21 - بلال ياسين
الأربعاء، 06 مايو 2015 10:43 ص
تقول صحيفة "التايمز" إن فرنسا أصبحت شريكة لدول الخليج بدلا من الحليف التقليدي بريطانيا. وكان حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قمة خليجية مهمة في السعودية تأكيدا للدور العسكري، الذي باتت فرنسا تؤديه في تسليح دول الخليج.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن الرئيس هولاند قد وقع صفقة لبيع 24 طائرة "رافال" لدولة قطر بقيمة 24 مليار دولار، التي قالت إنها كانت يجب أن تذهب لبريطانيا.
وتعتقد الصحيفة أن الموقف المتشدد الذي أبدته فرنسا تجاه المحادثات النووية مع إيران أدى بعدد من دول الخليج إلى النظر إليها بديلا عن بريطانيا، التي اتسمت سياساتها بالجمود، والتي تتبع السياسة الأمريكية.
ويذكر التقرير أن فرنسا حصلت على عقود تجارية وعسكرية، تقول الصحيفة إنها لصالح بريطانيا؛ نظرا للعلاقات التاريخية بينها وبين دول الجزيرة العربية.
وتبين الصحيفة أن فرنسا تبنت سياسة نشطة ومستقلة جذبت الدول الخليجية، التي لا تعرف مسار واتجاه السياسة الخارجية الأمريكية، بعد التقارب مع إيران وتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تهديداته بضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية عام  2013.
ويلفت التقرير إلى أن البرلمان البريطاني قرر التصويت ضد دعم أي عمل عسكري في سوريا. وعندما قرر أوباما عرض المشاركة على الكونغرس وتراجع عن قراره، أعلنت فرنسا دعم العمل العسكري دون أي تردد.
وتنقل الصحيفة عن الباحث مصطفى العاني من مركز الخليج للدراسات، قوله: "مع بريطانيا هناك شعور أنك عندما تتعامل مع أمريكا وتشتري شيئا فإنك تحصل على شيء آخر مجانا". ويضيف أن "هناك علاقة رومانسية بين بريطانيا ودول المنطقة تاريخيا، ولن نفقد هذه العلاقة، ولكن في مجال السياسة لا نعرف أين تقف بريطانيا، لكن فرنسا لديها صوتها ونستطيع سماعه".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن المحادثات النووية قد عززت من موقف الدول العربية وعلاقتها مع فرنسا، التي وجدت أنها تشاركها مظاهر القلق من المشروع الإيراني، إضافة إلى الموقف الإسرائيلي
وتنوه الصحيفة إلى البيان المشترك بين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي وصل إلى العرش حديثا، والرئيس الفرنسي هولاند، حيث أكدا فيه ضرورة محاسبة إيران. وجاء في البيان: "تؤكد فرنسا والسعودية أهمية التوصل إلى اتفاق قوي وموثوق ودائم ولا جدال فيه مع إيران ".
ويجد التقرير أن العلاقات بين الرياض وباريس ستثير مخاوف الحكومة البريطانية، فأكبر صفقة بريطانية مع الرياض هي صفقة السلام بقيمة 20 مليار دولار لبيع  72 طائرة "تايفون"، التي وقعت عام 2007. وتحاول بريطانيا تعزيز هذه الصفقة بصفقات أخرى في المستقبل، وهي استراتيجية الحكومة لتعزيز التعاون العسكري.
وتكشف الصحيفة عن أن شركة "بي إي إي"، التي وقعت صفقة السلام، تحاول التقدم في المنطقة، التي باتت فرنسا تتفوق فيها على بريطانيا. ويقول العاني إن الأسلحة الفرنسية تمثل بديلا عن السلاح الأمريكي عندما تتردد أمريكا بببيعه.
ويظهر التقرير أن الدبلوماسيين البريطانيين يعبرون عن إحباطهم من غياب الدعم الحكومي لجهودهم، فلم يزر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الرياض إلا بعد عامين من توليه المنصب، أما وزير الخارجية  السابق ويليام هيج فقد كان غائبا. وبالنسبة لفيليب هاموند، الذي حل محل هيج وكان وزيرا للدفاع، فقد زار الرياض تسع مرات، ولكن العلاقات الثنائية يتم تعزيزها من خلال الرجال في قمة الحكم.
وينقل التقرير عن مصدر مقرب من السعوديين قوله إن "مارغريت تاتشر لم تعتمد أبدا على وزراء خارجيتها". وفي غياب الحكومة فقد تركت للعائلة البريطانية المالكة القيام بالدور، فزيارة ولي العهد الأمير تشارلز إلى الرياض أدت إلى توقيع عقد بقيمة 4.4 مليار دولار لبيع طائرات "تايفون" للسعودية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم أن الكثير من البريطانيين لم تعجبهم صور الأمير وهو يرقص بالزي التقليدي السعودي، إلا أن العائلة المالكة تظل الرصيد المهم لبريطانيا في منطقة يحكمها رجال كبار في العمر.
=====================
معهد دراسات الحرب: ما هي الاضطرابات المحتملة في العاصمة السورية؟
جينيفر كافاريلا: معهد دراسات الحرب
ترجمة: عنب بلدي
يبدو أن عمليات كبرى سوف تستهدف المعارضين للأسد في ضواحي العاصمة، إذ يُرتقب أن يقوم كل من “حزب الله” اللبناني وقوات الأسد باستهداف مواقع للمعارضة داخل دمشق وريفها.
وبالإضافة إلى ذلك ظهرت مؤشرات على تدخل محتمل من قبل الجهات الإقليمية الفاعلة للمساعدة في إزاحة بشار الأسد عن السلطة، وشملت المفاوضات التي جرت” لتعميق التعاون” بين الجماعات الإسلامية البارزة كجيش الإسلام وحركة أحرار الشام.
كل ما سبق من شأنه أن يزيد من فعالية وقوة المعارضة على الأرض، بغض النظر عن أمر التدخل الإقليمي المباشر، كما تشير كل هذه الأمور إلى أن تغيرًا كبيرًا سيطرأ على الوضع العسكري داخل محافظة دمشق في الأسابيع المقبلة.
معارك الأسد في دمشق
شن نظام الأسد أمس الأحد هجومًا على بلدة ميدعا التي تعتبر خط الإمداد المتبقي والمهم جدًا للمعارضة المحاصرة بشكل جزئي داخل ضواحي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقد حقق النظام مكاسب فورية على الرغم من استمرار الاشتباكات في المنطقة.
إذا نجح نظام الأسد في السيطرة على بلدة ميدعا يمكنهم استخدامها كنقطة انطلاق لاقتحام الغوطة الشرقية” هذا ما قاله زهران علوش، قائد جيش الإسلام، الذي يتخذ من دمشق مقرًا لعملياته، في إشارة إلى أنها ستكون بداية حملة شرسة لنظام الأسد على العاصمة.
وأشارت تقارير متضاربة عقب الهجوم إلى إصابة ضابط من جيش الأسد بتفجير عبوات ناسفة، أو بأن انتحاريًا فجر نفسه داخل حي ركن الدين في العاصمة دمشق اليوم الاثنين، والذي يعتبر موطنًا لعدد كبير من كبار مسؤولي النظام وعناصر مخابراته العسكرية.
وأشارت جبهة النصرة في وقت سابق عبر تويتر إلى أن ثلاثة من عناصرها نجحوا في اختراق مبنى الخدمات اللوجستية العسكرية في شارع برنية بالقرب من الحي، والذي يرجح على أنه نفس الهجوم الذي قتل فيه الضابط، وهذا ما يمكن أن يكون محاولة من قبل النصرة لتعطيل وإنهاء عمليات النظام في الغوطة الشرقية.
ويشير الهجوم أيضًا إلى قدرة “مذهلة” لجبهة النصرة في اختراق الأحياء الأساسية التي يسيطر عليها نظام الأسد.
وهنا نقول إذا بدأت معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بالتهاوي، يمكن لجبهة النصرة أن تحاول تضييق الخناق على النظام من خلال هجماتها التي تتركز على مناطق جوهرية يسيطر عليها الأسد.
الأسد يطالب العلويين بالتوجه إلى اللاذقية
ويبدو في ضوء هذا التهديد، وبعد ظهور تقارير غير مؤكدة من صحيفة سعودية تشير بأن جهاز مخابرات النظام طالب في الثالث من الشهر الحالي جميع العائلات العلوية بالتوجه إلى مدينة اللاذقية في غضون 24 ساعة.
ووفقًا للتقرير فإن نظام الأسد طلب من عائلات حي المزة بالتحديد مغادرة المدينة.
وتعتبر قاعدة المزة الجوية العسكرية واحدة من المطارات التي يستخدمها الأسد في دعم عملياته داخل دمشق، وتبعد قرابة 8 كيلومتر عن القصر الرئاسي، وهذا مايجعلها المنطقة الأكثر تحصنًا لدى النظام.
هل تتدخل السعودية وتركيا في سوريا؟
إن احتمالية تدخل المملكة العربية السعودية وتركيا إقليميًا لدعم قوات المعارضة المتمركزة في دمشق، أمرٌ يشجع نظام الأسد على تحقيق مكاسب فورية على الأرض في محاولة لتقليل فرص تدخلالجهات الإقليمية الفاعلة.
وقد زادت مؤشرات احتمال التدخل السعودي التركي ضد الأسد في سوريا في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور بيد قوات المعارضة وجبهة النصرة.
وأظهرت تقارير زيادة المساعدات الإقليمية التي يتم تسليمها للمعارضة شمال سوريا، بالإضافة إلى أن جماعات المعارضة الرئيسة جنوب سوريا زعمت أواخر نيسان الماضي أنها ستشارك في مناقشات مع أطراف إقليمية فيما يتعلق بتوفير “غطاء جوي عربي”، أو تزويدها بمضادات طائرات لدعم عملياتها المقبلة ضد نظام الأسد التي سوف تكون على الأرجح جنوب محافظتي دمشق ودرعا.
ويعمل زهران علوش القيادي في جيش الإسلام والمدعوم من السعودية، على سلسلة من الاجتماعات غير المعلنة في تركيا بعد وصوله إليها في 17 نيسان الماضي.
جيش الإسلام “لاعب رئيس” في الجبهات الأمامية
ووفقًا للصور التي نشرها مناصرون للمعارضة السورية، فإن لقاءً عقد مؤخرًا بين علوش وقادة من حركة أحرار الشام الإسلامية، بشأن التفاوض على تعاون جديد بين الفصيلين تحت إشراف السعودية وتركيا على الأرجح.
ونفى عضو في مجلس شورى الجبهة الإسلامية بأن الفصائل تدرس أمر اندماجها بشكل كامل، ولكنه أشار إلى تعميق التعاون بينها في الأيام المقبلة.
ويمكن أن توفرالجهات الإقليمية الفاعلة بتحالفها مع حركة أحرار الشام وجيش الإسلام قوة على الأرض، بمثابة شريك ضد نظام الأسد في المدى القريب.
ويبدو أن الزيادة الأخيرة الواضحة في القدرات العسكرية لجيش الإسلام تشير إلى أن الدعم الإقليمي زاد بالفعل خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما يؤكد بأن هذه المجموعة ستكون شريكًا في أي عمليات إقليمية ضد الأسد في المستقبل.
في منتصف نيسان الماضي أجرى جيش الإسلام عرض تخرج عسكري كبير داخل ضواحي الغوطة الشرقية في دمشق، وتشير الآليات الظاهرة وجودة العرض إلى زيادة الدعم الذي يرجح أن يكون سعوديًا.
بعض المقاتلين المدربين حديثًا الذين ظهروا في العرض شاركوا في معارك السيطرة على جسر الشغور في محافظة إدلب، وكان جيش الإسلام من الفصائل التي وقّعت على المشاركة في غرفة عمليات “معركة النصر” وسيطرت على المدينة في 25 نيسان الماضي.
ووقع جيش الإسلام في اليوم التالي على غرفة عمليات جديدة في حلب في توسع ملحوظ لعملياته داخل حلب، والتي يمكن أن تدل على تنامي دور الفصيل كلاعب رئيس في الجبهات الأمامية داخل سوريا.
معارك النصرة على الحدود.. وحزب الله يحشد
في الوقت ذاته قالت مصادر لبنانية غير مؤكدة أن هجومًا لحزب الله على منطقة القلمون الحدودية مع سوريا بات وشيكًا وأنه من الممكن أن “يبدأ خلال ساعات”.
ووفقًا لتقارير ميدانية نشرت في الثالث من أيار الجاري فإن عددًا كبيرًا من الشباب الشيعة سافروا من البقاع الغربي إلى البقاع الشمالي للتحضير لمعركة “الربيع” في القلمون، والتي من المتوقع أن تبدأ خلال الـ48 ساعة المقبلة.
ويبدو أن الثوار في المنطقة الحدودية يستعدون أيضًا لعمليات جديدة من المحتمل أن تشمل المنطقة الحدودية، وهذا بدوره سيتطلب أن يبذل “حزب الله” جهدًا عسكريًا كبيرًا لتحقيق غايته.
ونشرت جبهة النصرة سلسلة من الصور تظهر تدريبات مقاتليها في منطقة القلمون على مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات.
التغريدات تبعت حفل تخرج لعناصر من الجبهة في وقت سابق، وذكرت إحداها أن “المجاهدين جاهزون لتحرير قراهم”، ما يشير إلى هجوم مقبل للجبهة في المنطقة الحدودية، وخاصة بعد أن هاجمت “حزب الله” اللبناني ونظام الأسد في منطقة الزبداني والطفيل اليوم الاثنين.
وليس واضحًا فيما إذا كانت قوات الجيش اللبناني قادرة على حفظ أمن الحدود مع وادي البقاع اللبناني، في حالة حدوث الهجوم على منطقة القلمون.
في السياق أشار رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى تأييده هجوم “حزب الله” وإلى أن الجانب اللبناني سيواصل الرد على الحدود في حالة التصعيد. وبدعم من الحزب بدأ كل من الجيش والأمن العام اللبناني سلسلة من الاعتقالات “المهمة” في تفكيك “الشبكة الجهادية” داخل لبنان.
تساؤلات خارج نطاق التدخل الإقليمي
وعلى الرغم من كل هذا فإن “الجهات الجهادية” الفاعلة في القلمون بمن فيها جبهة النصرة وتنظيم “الدولة الإسلامية” لديها قوة كامنة في وادي البقاع، ما يشكل تصعيدًا من الجانبين على الحدود اللبنانية السورية.
ومن المرجح أن حساب الأسد لعملياته في دمشق يأتي في سياق تأمين خطوط إمداده الرئيسة الواصلة بين لبنان وريف دمشق، كما أن التصعيد في كل من العاصمة وريفهما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير، ويمكن أن يشكل خطورة على معاقل الأسد في العاصمة وعلى الأخص حي المزة.
حتى الآن يمكن للعمل المشترك بين “حزب الله” وقوات الأسد جنبًا إلى جنب في مواجهة المعارضة التي تسيطر على مواقع في كل من دمشق ومنطقة القلمون، أن يحقق انتصارًا وإعادة تفوق عسكري للنظام في سوريا.
ومن المرجح أن تتعامل الجهات الإقليمية الفاعلة مع الأمر بشكل ديناميكي وتدرس إمكانياتها وتوقعاتها في التدخل وفقًا لحقائق الوضع العسكري على الأرض، فيما يبدو أن جيش الإسلام وحركة أحرار الشام أصبحا لاعبين رئيسين في تحرك المعارضة داخل محافظة دمشق بغض النظر عن أمر التدخل الإقليمي.
=====================
بزنس إنسايدر: التنافس مع داعش يغير نهج تنظيم القاعدة
نشر في : الأربعاء 6 مايو 2015 - 03:37 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 6 مايو 2015 - 03:37 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
عندما اجتاح تنظيم القاعدة مدينة المكلا الساحلية اليمنية الشهر الماضي، عقد قادة الجماعة على الفور اتفاقًا لتقاسم السلطة مع رجال القبائل في المنطقة، ولم يتم رفع أي شعارات جهادية، وأصدر تنظيم القاعدة بيانًا ينفي الشائعات التي قالت إنه حظر الموسيقى في الحفلات أو منع الرجال من ارتداء السراويل القصيرة. ويقوم مجلس قبلي محلي الآن بإدارة شؤون المدينة.
ويعد هذا النهج متناقضًا بشكل صارخ مع نهج منافسة تنظيم القاعدة، جماعة الدولة الإسلامية، التي اشتهرت بوحشيتها. وهذه هي بالضبط النقطة التي تريد القاعدة الوصول إليها.
حيث إنه، وفي منافستها مع مجموعة الدولة الإسلامية على المجندين والهيبة في منطقة الشرق الأوسط، سعت القاعدة إلى تمييز نفسها عن منافستها الدموية من خلال اتخاذ نهج ينظر إليه في الأوساط الجهادية على أنه نهج براغماتي. وتقوم القاعدة ببناء تحالفات مع اللاعبين المحليين، وحتى مع الأعداء القدامى؛ للاستيلاء على أراض جديدة. وطلب زعيمها أيمن الظواهري، من أتباعه تجنب القيام بأعمال وحشية على غرار ما تقوم به الدولة الإسلامية ضد المدنيين، في سبيل حشد الدعم بين السكان المحليين.
وقد حققت هذه الاستراتيجية النتائج المرجوة، وجاءت ببعض المكاسب الجديدة لتنظيم القاعدة. وفي اليمن، تقف المجموعة حتى لتكون بمثابة الفائز الحقيقي بينما تقود المملكة العربية السعودية حملة جوية عربية تستهدف منافسي الشبكة الإرهابية؛ وهم المتمردون الشيعة المدعومون من إيران والمعروفون باسم الحوثيين.
وحذر ضابط يمني كبير في الاستخبارات العسكرية، هو علي الشريف، من أن تنظيم القاعدة “هو حصان طروادة المستقبل”. وقال شريف إنه عندما تضع الحرب أوزارها، وتترك فراغًا أمنيًا، “سوف يأتي دور تنظيم القاعدة … وسوف تقوم المجموعة بملء هذا الفراغ وأخذ زمام السيطرة“.
وفي حين تأمل الولايات المتحدة والغرب في أن المنافسة بين تنظيم القاعدة وجماعة الدولة الإسلامية سوف تضعف في نهاية المطاف اثنين من تهديدات المتشددين الرئيسة، يناور كل من الفصيلين بدلًا من ذلك للاستفادة من الاضطرابات الحاصلة في المنطقة.
وقد كانت مكاسب مجموعة الدولة الإسلامية كبيرةً خلال العام الماضي. ومنذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كان تنظيم القاعدة هو المنظمة الإرهابية الأبرز في العالم من دون منازع، ولكن، الدولة الإسلامية نافسته في ذلك مؤخرًا؛ بل وتجاوزته حتى في بعض الأماكن.
وربما الأهم من ذلك، هو أن لدى مجموعة الدولة الإسلامية الديناميكية والحماس التي بدت وكأنها تتلاشى لدى تنظيم القاعدة. وقد ساعد هذا مجموعة الدولة الإسلامية على تحقيق نجاحات في مناطق نفوذ منافسيها حتى.
وفي أفغانستان، حيث هيمنت طالبان، وهي أكبر حليف لتنظيم القاعدة، لفترة طويلة من الزمن، يشعر النشطاء الشباب بالإحباط من عدم إحراز أي تقدم لما يقرب من 14 عامًا من تمردهم، وهم يرون الدولة الإسلامية كطرف منتصر. وفي فبراير، قام قادة سابقون في طالبان باستبدال علم المجموعة الأبيض براية داعش السوداء، في إقليم زابل الجنوبي، وكانوا وراء اختطاف 31 من الشيعة، وفقًا لزعيم شيعي بارز في أفغانستان، هو محمد محقق.
وقال نادر نادري، وهو مدير وحدة البحوث والتقييم في أفغانستان: “هذه أرض خصبة للغاية“، بالنسبة لجماعة الدولة الإسلامية.
ومن خلال بناء هذه الشراكات مع المجموعات التي يصفها أنصار الدولة الإسلامية بالمرتدة، تراهن القاعدة على أن داعش سوف تحرق نفسه بنفسها من خلال تحمل العبء الأكبر لردود الفعل العسكرية العربية والغربية ضد الخلافة، في حين تقوم هي باكتساب الأرض من خلال تحالفاتها.
وفي وثيقة من عام 2013 بعنوان “إرشادات عامة للعمل الجهادي”، أكد زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، على أن أولوية المجموعة هي ضرب “رأس الكفر، الولايات المتحدة وإسرائيل، وحلفائهم (العرب) المحليين“.
وفي نفس الوقت، تحث الوثيقة مقاتلي القاعدة على تجنب القتل الدموي للمدنيين من أجل حشد الدعم بين السكان، وعلى عدم قتل المدنيين الشيعة، على الرغم من أن الجماعة تعتبرهم كفارًا، أو عائلات المعارضين. وتقول الوثيقة أيضًا إن على أعضاء التنظيم عدم إيذاء المسيحيين أو تفجير المساجد أو غيرها من الأماكن التي يتجمع فيها المدنيون.
وفي سوريا، عملت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الشهر الماضي مع فصائل ثائرة أخرى، بما في ذلك تلك التي تدعمها المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، للاستيلاء على مدينة إدلب وأراض في الجنوب، وهي أكبر الانتصارات التي تم تحقيقها خلال عدة سنوات من الحرب ضد الرئيس بشار الأسد.
وفي اليمن، تعزز وجود تنظيم القاعدة من قبل القتال ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين اجتاحوا العاصمة صنعاء وجزءًا كبيرًا من شمال البلاد، ويقاتلون من أجل الحصول على الجنوب بعد طرد الرئيس المعترف به دوليًا، عبد ربه منصور هادي، إلى خارج البلاد.
وقال آداكي أورين، وهو محلل في لونغ وور جورنال: “لقد برزت القاعدة على أنها القوة الحقيقية الوحيدة في مواجهة الحوثيين. لقد أظهروا أنفسهم كطليعة القبائل السنية”.
وقد استولى مسلحو التنظيم على المكلا، وهي عاصمة أكبر محافظة في اليمن، حضرموت، في أوائل أبريل. ولكن، الجماعة تراجعت إلى وراء الكواليس بسرعة، ومن يقوم بالإشراف على المدينة هي مجموعة معروفة باسم أبناء حضرموت، وتتكون من مقاتلين قبليين وشباب محليين ومقاتلين من القاعدة.
وعندما انتشرت شائعات بأن تنظيم القاعدة يفرض قواعد الشريعة الصارمة في المدينة، بما في ذلك حظر الموسيقى في الحفلات والنهي عن استخدام “القات”، وهو نبات منبه يمضغ من قبل اليمنيين، أصدرت المجموعة بيانًا ينفي صحة هذه الأقاويل، ويقول إنها تنتشر عن طريق أولئك الذين يعارضون القبائل المتعاونة مع القاعدة.
ورغم ذلك، لا يزال تأثير المجموعة على المقاتلين المحليين يقلق بعض اليمنيين. وقال الناشط الجنوبي، عدنان عجم، إن “الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة تستيقظ الآن بفضل الحوثيين“. وأضاف: “سوف يصبح الجنوب أفغانستان جديدة … ولن تكون واحدة أو اثنتين من المدن تحت سيطرة تنظيم القاعدة، بل كل الجنوب“.
=====================
فورين بوليسي: سوريا: عجز الأسد أصبح واضحا.. والأحداث الأخيرة أعادت الكفة لصالح المعارضة
نشر في : الأربعاء 6 مايو 2015 - 02:36 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 6 مايو 2015 - 05:41 ص
فورين بوليسي – التقرير
بعد عامين صعبين قضاهما الثوار السوريون في الدفاع، بدأ الثوار السوريون بالحصول على مكاسب دراماتيكية شمال البلاد. على مدى ستة أسابيع، تحالفات الثوار سيطرت على مدينة إدلب وانتصرت بسلسلة من المعارك الاستراتيجية في مناطق أخرى من المحافظة. في وجه المعارضة، الجيش السوري والميليشيات الداعمة تبدو بأضعف أحوالها منذ بداية 2013.
وبينما اعتبر الكثيرون من المعلقين هذه الأحداث بداية نهاية نظام بشار الأسد، فنحن لا زلنا بعيدين عن ذلك. في الحقيقة، رد النظام على خسائره الدراماتيكية (في الشمال) بشن مئات الغارات الجوية، وقصف القنابل البرميلية، وهجمات الكلور في ريف إدلب وحماة وحلب. هجمات النظام البرية بدأت شرقي دمشق، ومناطق في حمص، وفي الجبال حول الزبداني قرب الحدود اللبنانية، في حين تبدو معركة القلمون المشتركة مع حزب الله في جبال القلمون قريبة.
إذًا، ما الذي يجري في سوريا؟ الأحداث الأخيرة أعادت الكفة لصالح المعارضة: خسائر إدلب ومحافظة درعا في الجنوب وضعت ضغطًا كبيرًا على الأسد، الذي أصبح عجزه في القوات البشرية واضحًا. الغضب، والامتعاض، وبعض المظاهرات ترتفع في أكثر المناطق دعمًا للنظام في الساحل السوري، التي يعيش بعضها تحت الهجمات المباشرة الآن. حزب الله تراجع، وحتى القوات الإيرانية بدأت بالانسحاب لمناطق في سوريا تعتبر الأكثر أهمية لبقاء النظام.
لم يعد النظام قادرًا عسكريًا على شن جمات ناجحة تمامًا خارج أراضي دعمه، بينما تبدو قدراته الدفاعية ضد الهجمات محل تساؤل كبير. النظام كذلك أصبح ضعيفًا دبلوماسيًا، بينما لا تبدو روسيا متمسكة بالبقاء طويل الأمد للنظام، بل أصبحت أكثر انفتاحًا لفكرة انتقال مدار قد يضمن الفرص الأفضل لاستقرار مرحلة ما بعد النظام. أثناء ذلك، مصالحة إيران الظاهرة مع أمريكا ومشاركتها المتوقعة في محادثات جنيف التي يسعى لها المبعوث الأممي الخاص (ستيفان دي ميستورا) قد تفتح الباب، على الأقل، لمناقشات بحل أفضل في سوريا.
إلا أن الدبلوماسية وحدها لا يبدو أنها ستوفر طريقًا ينهي الصراع السوري. حتى مع محادثات دولية كبيرة وراء الأبواب حول إطلاق مبادرة دبلوماسية كبيرة جديدة في سوريا؛ فإن الضغط العسكري داخل سوريا في النهاية هو الذي سيحدد ما إذا كانت فرصة نجاح المبادرة تملك أي فرصة.
الانتصارات الأخيرة للمعارضة في إدلب كشفت تخطيطًا استراتيجيًا أصبح واضحًا أكثر من أي وقت مضى. نجاحات الثوار الأخيرة في إدلب أظهرت استراتيجية كبيرة بعمر 8 أشهر لاحتلال المحافظة كاملة، وتحويلها لنواة المنطقة الرئيسة لسيطرة المعارضة.
الهجوم على مدينة إدلب، على سبيل المثال، انطلق في 24 آذار/ مارس، لكن تم التخطيط له منذ شتاء 2014، وكان مرتبطًا بشكل غير قابل للانفصال بالهجوم المخطط طويلًا والناجح الذي سيطر به الثوار على قاعدتي وادي الضيف والحامدية على تخوم مدينة معرة النعمان في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2014. بعد احتلال مدينة إدلب، شن الثوار سريعًا هجومًا على بلدة جسر الشغور غربي المدينة، قاده بشكل رئيس مقاتلو المعارضة من مدينة اللاذقية المجاورة، بينما شنت قوات الثوار هجومًا على مواقع النظام الرئيسة في معسكر المسطومة ومصنع القرميد وأريحا.

بالنظر للتعقيد الكبير بين الثوار شمال سوريا، فإن مكاسب المعارضة في إدلب تمثل عملًا مثيرًا للدهشة، لكن التخطيط وحده لم يضمن هذه النتائج: عرضت العمليات مرحلة متقدمة من التنسيق بين فصائل الثورة، من فصائل الجيش السوري الحر المدعوم أمريكيًا، إلى الإسلاميين المعتدلين والمحافظين، إلى فرع القاعدة في سوريا، جبهة النصرة وبعض الفصائل الجهادية الأخرى. بالرغم من أن الفصائل المشتركة بالمعركة لم يعترف بها -وبينما أظهر الإعلام الذي غطى المعركة على أن هجوم إدلب كان بقيادة القاعدة أو الجهاديين-؛ فإن الواقع على الأرض هو أن المعركة جمعت تنظيمات تحمل أيديولوجيات مختلفة كليًا.
فصائل الجيش الحر لعبت دورًا ثانويًا في التقدم للمدينة نفسها، لكنها لعبت دورًا كبيرًا بمنع تعزيزات النظام من الوصول إلى المدينة للدفاع عنها، كما أن دورها في السيطرة على جسر الشغور كان أكثر وضوحًا، وهي لا زالت تلعب دورًا مماثلًا في مكان آخر حتى اليوم.
مشاركة فصائل الجيش الحر، في واقع، يعكس كيف غير الداعمون نغمتهم بخصوص التنسيق مع الإسلاميين. بعض القادة المشاركين في قيادة عمليات إدلب الأخيرة أكدوا للكاتب أن غرفة العمليات التي تقودها أمريكا جنوبي تركيا، التي تنسق توفير الدعم الفتاك وغير الفتاك لفصائل المعارضة المختلفة، كانت فعالة من حيث تعزيز مشاركتها في العملية منذ نيسان/ أبريل فصاعدًا، وهي -مع نظيرتها الموجودة في الأردن والتي تغطي جنوب سوريا- يبدو أنها رفعت بشكل دراماتيكي مستوى المساعدات وتقديم المعلومات للفصائل التي تدعمها في الأسابيع الأخيرة.
وحيث طالبت غرف العمليات متعددة الجنسيات سابقًا من متلقي الدعم العسكري وقف التنسيق المباشر مع تنظيمات مثل جبهة النصرة، فإن الأحداث الأخيرة في إدلب تظهر أن هناك شيئًا مختلفًا؛ إذ لم تزدد شحنات الأسلحة لما تسمى “الفصائل المفحوصة”، لكن غرفة العمليات شجعت على تنسيق أكبر مع الإسلاميين الذين يقودون عمليات على الجبهة.
التفسير الأقرب لتحرك مثل هذا هو الضغط من التحالف الجديد الواضح الذي يضم تركيا والسعودية وقطر. الولايات المتحدة تنظر كذلك لطرق تمكنها من إثبات تحالفها المستمر مع حلفائها التقليديين السنة في الخليج، بجانب سياق تصالحها مع إيران.
التنسيق الجديد للثوار هيمن عليه كذلك الاعتماد على القادة الإدلبيين. أحمد العلوان ويوسف قطب وحسام أبو بكر قادة محليون لعبوا دورًا بالسيطرة على مدينة إدلب، بينما كان القائد الرئيس في جسر الشغور هو إياد الشعار، قائد أحرار الشام الذي يتمتع بهيبة عالية بين المعارضة. ينحدر الشعار من جسر الشغور، لكنه غادرها مع أهله قبل 37 عامًا خلال بداية انتفاضة الإخوان المسلمين من سوريا. بالرغم من كونه محاربًا قديمًا في أفغانستان، وعضوًا مؤسسًا لأحرار الشام؛ فإن عودته إلى مدينته للمرة الأولى منذ خروجه كانت احتفالية عبر طيف المعارضة ككل.
الارتباطات المحلية كانت عامل توحد ثمين في سوريا، خصوصًا في مناطق تلعب بها الهوية المناطقية دورًا كبيرًا، مثل حمص وإدلب وحلب. بالرغم من أن معظم القادة البارزين في عمليات إدلب كانوا إسلاميين بطريقة أو بأخرى؛ فإن جذورهم في المجتمع خففت التنافسات داخل التنظيم وعبر الأيديولوجيات، وهذا ما ظهر في مناطق أخرى في البلاد. هذا مع عدم إغفال الاختلافات الحقيقية الموجودة بين، مثلًا، جبهة النصرة، والفرقة 13 التابعة للجيش الحر، مع النظر إلى أن عدم تأثير ذلك سلبيًا بالتقدم في مناطق النظام مؤشر على أنهم عامل توحيد قوي.
يبدو أن الاختلافات الأيديولوجية والدولية دفعت جانبًا، مؤقتًا على الأقل، لصالح تأمين نجاحات أفضل للمعارضة السورية في الميدان. كما أن المعارك الأخيرة كشفت مرحلة من النضج العسكري نادرًا ما تظهرها المعارضة، وذلك أدى لنواتج فعالة وهز ثقة النظام بشكل واضح؛ مما أثر بالمقابل على رفع ثقة المعارضة بنفسها أكبر. لكن، هل سيستمر ذلك؟
بالرغم من التعاون المتقدم في الميدان، لا يزال السوريون يحملون شكوكًا عميقة تجاه أهداف جبهة النصرة في سوريا، والفصائل المدعومة الأمريكية لا زالت تشارك بحذر مع الإسلاميين. بالطبع، الخطاب العام ليس دائمًا مؤشرًا دقيقًا لتحركات الميدان: جنوب سوريا، على سبيل المثال، الفصائل التي تعهدت بإبعاد نفسها عن المتطرفين مثل جبهة النصرة في منتصف نيسان/ أبريل تعاونت معها في درعا بعد أيام قليلة لاحقة.
العامل الوحيد الذي يوحد كل الأطراف حتى الآن كان العزم على تأسيس حكم مدني فعال وثابت في الأراضي المحررة. هجمات النظام الكبيرة والعشوائية والهجمات الكيميائية المتعددة جعلت ذلك شبه مستحيل. استمرار هذه الهجمات الوحشية للقمع سيؤدي لتبعية وحيدة مرئية هي ملء المتطرفين للفراغ. بكلمات أخرى، القاعدة تنتصر.
هذا تمامًا هو ما دفع تركيا علنًا لتعزيز أكبر فصيلين ثوريين سوريين معًا: أحرار الشام، وجيش الإسلام. مع الاتفاق الضمني بين تركيا والقيادة السعودية الجديدة، لا تسعى يد تركيا القوية بتشجيع الإسلاميين على الوحدة لإنتاج جبهة أكثر فعالية ضد النظام وحسب، بل تشكيل قاعدة سورية إسلامية عريضة لموازنة الصعود المستمر للقاعدة؛ مما يؤدي لتوفير حاجز دفاعي أكبر ضد الدولة الإسلامية، سيؤتي أكله يومًا ما بالنظر لخطر عودتها إلى شمال غربي سوريا.
كل من أحرار الشام وجيش الإسلام ضما فصائل معارضة تحت مظلتهما في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك وحدات تتعاون معهما بالغالب، وإن كانت ذات هيئة إسلامية أقل محافظة. مؤخرًا، كانت هناك شائعات عن اندماج فيلق الشام، القريب من الإخوان المسلمين، في أحرار الشام، بالرغم من نفي الفيلق لهذه الأنباء. وعلى الرغم من أن اندماج جيش الإسلام وأحرار الشام يبدو بعيد الأمد؛ فإن قواتهما معًا تمثل على الأقل 40 ألف مقاتل، مع تقديرات أخيرة تقول إن عددهما قد يصل حتى 70 ألفًا.
وبحسب الواقع اليوم، فإن زيادة الدعم الذي تقوده أمريكا والسعودية لفصائل الجيش الحر “المعتدلة”، والدعم الذي تقوده قطر وتركيا للإسلاميين يبدو متكاملًا، بدل أن يكون متنافسًا كما كان في السابق؛ إلا أن هناك الكثير من العوائق لهذه الاستراتيجية، ليست آخرها تحركات جبهة النصرة، التي أظهرت حتى الآن قدرة عالية على التلاعب بديناميات المعارضة السورية لصالحها.
تهدد الدولة الإسلامية كذلك بتعطيل سلسلة نجاحات المعارضة الأخيرة. منذ نهاية 2014، التنظيم الجهادي تسلل بهدوء لمناطق جديدة، وضم حلفاء محليين لتوسيع نفوذه تدريجيًا. حتى الآن، هذه الاستراتيجية -التي أدت لتأثير كبير منذ وصولها لسوريا بداية 2013-؛ أدت لاندلاع معارك في مناطق كثيرة من البلاد، من درعا والقنيطرة جنوبًا، مرورًا بدمشق، وريف حماة الغربي. سياسة التمدد هذه تثير مخاطر إعادة فتح الانقسامات الأيديولوجية داخل المعارضة السورية الأوسع التي تم تجاوزها حاليًا.
الديناميات السورية الأخيرة تمثل لحظة حرجة بالنسبة للمجتمع الدولي. حسُّ الوحدة الجديد بين الثوار تطور إيجابي في القتال ضد النظام، مع غياب بديل أفضل حتى الآن للتعاون مع القاعدة، وبالتالي تعزيز نفوذها.
إذا كان الغرب يريد حلًا أفضل، يجب أن يوسع ويعزز مشاركته مع تنظيمات الثوار السوريين، ويوسع تقديم دعمه بشكل واضح لطيف أكبر من التنظيمات المقبولة، كما يجب أن يقوم بكل الجهود الضرورية لضمان أن المناطق المحررة حديثًا في سوريا ستستفيد من تأسيس حكم مدني وتمثيلي. منع النظام من استخدام القوة الجوية العشوائية أساسي في هذا السياق.
نظرًا لتعقد الحراك الثوري السوري، فإن التعامل معه بفعالية ليس سهلًا أو بلا مخاطر؛ إلا أن التعامل معه بشكل متقطع وبيد أخرى وراء الظهر هو طريقة أكيدة لإعطاء خصومك فرصًا للنمو بشكل أكبر وأخطر.
=====================