الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 6/12/2016

07.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية : الصحافة الايطالية والتركية : الصحافة الروسية والعبرية :  
الصحافة البريطانية :
ديلي اكسبريس :وثائق سرية تكشف خطط داعش
http://omandaily.om/?p=413222
وجه التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ضربة قاصمة لظهر التنظيم بحصوله على أكبر «كنز» من المعلومات السرية عن هذا التنظيم من خلال الاستيلاء على أحد مواقعه. وفي هذا السياق كتب زوي افستاتيو تقريرا لصحيفة «ديلي اكسبريس» بعنوان «وثائق – داعش – السرية تكشف عن خطط للإرهاب ضد أوروبا تقشعر لها الأبدان» قال فيه إنه خلال غارة سرية على خلية إرهابية قامت بها قوات مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية تم ضبط مجموعة كبيرة وقيمة من أهم الملفات السرية لتنظيم (داعش) تحتوي على تفاصيل مؤامرات إرهابية ضد دول أوروبية بما في ذلك فرنسا.
وتقول الصحيفة: إنه تم ضبط هذه الوثائق في شهر يوليو الماضي، ولكن لم يتم الكشف عن محتوياتها في حينه ريثما يتم تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الأجهزة الأمنية الأوروبية. وإن هذه الوثائق تحتوي على المواقع المستهدفة المحتملة، كما تحتوي أيضا على قائمة بأسماء ممولي التنظيم ودعاته وأنصاره في الخارج.
وساعد تحليل هذه الوثائق القوات المدعومة من الولايات المتحدة على فهم كيفية عمل هذه المجموعات الإرهابية، وتمكين القوات من زعزعة استقرار شبكات التنظيم على نحو أكثر فعالية.
وذكرت الصحيفة أنه تم تشكيل مركز يتصل بالقاعدة العسكرية الأمريكية في الكويت؛ لدراسة ما يسفر عنه اكتشاف هذه المعلومات من قبل أجهزة المخابرات.
ونقلت الصحيفة عن الميجور جنرال روبرت جونز نائب قائد العمليات التي تقودها الولايات المتحدة قوله: «هناك الكثير مما نقوم به من ضربات قوية لم يسمع بها أحد من قبل». ووصف الجنرال جونز هؤلاء الأفراد باسم «شريان الحياة لأية منظمة عسكرية الذين يجب دحرهم في وقت واحد». وأضاف: «عليك فقط ملاحقة هؤلاء القادة بلا رحمة وببطء اخلع عنهم غطاءهم».
وقال الجنرال جونز إنه تم الاستيلاء في الآونة الأخيرة أيضا على هاتف ذكي لتنظيم (داعش) يحتوي على مخططات لاستهداف مواقع محددة في فرنسا، بما في ذلك سوق (الشانزليزيه) الذي تباع فيه هدايا ومستلزمات الكريسماس (عيد الميلاد) ومقاه في باريس.
وقال نائب القائد: «هناك كمية كبيرة من الوثائق الاستخباراتية، والمواد الإلكترونية التي تم استغلالها … والتي تشير مباشرة إلى المؤامرات ضد دول كثيرة حول العالم».
وتناولت صحيفة «التايمز» نفس الموضوع، حيث نقلت تصريح الجنرال روبرت جونز لعدد من الصحف البريطانية أنه «من المتوقع الكشف عن معطيات كثيرة حول داعش في الموصل، شمال العراق»، وأضاف «هناك كم هائل من المعلومات والوثائق التي سنستغلها في كشف مؤامرات داعش ضد كل الدول في العالم». كما ذكر أيضا أن المعطيات الاستخباراتية السرية التي تم الاستيلاء عليها يتم تبادلها مع باقي استخبارات التحالف لضمان البت فيها في أسرع وقت ممكن.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة حذرت رعاياها من السفر قبيل فترة أعياد رأس السنة، منبهة إياهم من مخاطر مرتفعة بوقوع هجمات إرهابية في مختلف أنحاء أوروبا. وقالت إن هذه الوثائق السرية الداعشية قادت إلى ضبط 5 إرهابيين في مرسيليا وستراسبورغ قبل أيام كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي. ولم تذكر السلطات الفرنسية الهدف الذي كانت هذه الخلية تستهدفه، إلا أنها شددت الإجراءات الأمنية على مكتب التحقيقات الجنائية في باريس.
ورغم أن صحيفة «التايمز» قالت إن الوثائق والبيانات الرقمية لم تحدد ما إذا كانت هناك مؤامرة ضد بريطانيا فإن صحيفة «الصن» الشعبية ذكرت أن تنظيم داعش خطط لتنفيذ هجمات إرهابية في بريطانيا، مشيرة إلى أن عدد الوثائق التي استولت عليها قوات التحالف في سوريا يضم أكثر من 10 آلاف وثيقة، وكمية كبيرة من المعلومات الإلكترونية، وأرقام هواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر شخصية. ويقوم مركز استخباراتي بريطاني في الكويت بتحليل البيانات والمعلومات الموجودة في تلك الوثائق، مع توقع الحصول على معلومات أكثر عن خطط داعش بعد تحرير الموصل.
========================
التايمز: الأطباء في حلب يرفضون عرض روسيا لتأمين "مخرج" آمن لهم
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38217983
لم تشغل قضايا الشرق الأوسط مساحات واسعة من تغطية الصحف البريطانية، فكان أبرز ما تناولته الصحف رفض "أطباء حلب العرض الروسي لتأمين خروجهم من المدينة"، والتمويل البريطاني لدول خليجية لتشديد الإجراءات الأمنية في مطاراتها، ودراسة أمريكية تربط بين مخاطر قلة النوم وقيادة السيارة.
ونطالع في صحيفة "التايمز" مقالاً لريتشارد سبنسر بعنوان "أطباء حلب يرفضون العرض الروسي بتأمين مخرج آمن لهم".
وقال كاتب المقال إن" الأطباء وعناصر المعارضة في حلب على استعداد للقتال حتى الموت عوضاً عن قبول العرض الروسي الذي يقضي بإلقاء السلاح وإنهاء المعركة".
وكشف المعلمون والأطباء في حلب الذين بقوا في المدينة ووثقوا آثار قصف النظام السوري أنهم "يخافون على حياتهم إذا وصلت إليهم قوات النظام، ولكنهم أكدوا أنهم لن يستسلموا أو يتراجعوا".
ونقلت الصحيفة عن عبد الكافي الحمودي، أحد الأساتذة الذي كان على اتصال دائم بالصحافيين، قوله إن "الموت أفضل خيار له، نحن محاصرون، كيف نهرب؟".
وأضاف كاتب المقال أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد استطاعت السيطرة على مزيد من الأراضي في شرقي حلب خلال عطلة نهاية الأسبوع وصباح أمس، الأمر الذي يضع الكثير من الضغوط على عناصر المعارضة وعلى الناشطين المدنيين للقبول بالعرض الروسي".
وفي مقابلة أجراها كاتب المقال مع زكريا ملحفجي ، الناطق باسم "لواء فاستقم" فإن "الأمريكيين سألوا الناطق باسم المعارضة إن كان عناصرها على استعداد للاستسلام، إلا أنهم أجابوا بلا".
وأضاف ملحفجي أن "عناصر المعارضة هم من مالكي هذه الأرض وما من أحد لديه الحق بأن يدعوهم للرحيل".
ويرى بسام حجي، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أن " النظام السوري يحاول إخلاء حلب لتتمركز فيها القوات الإيرانية"، مضيفاً أن " هذا ما حدث في العراق والأمر يتكرر في حلب برعاية أمريكية وروسية".
وختم كاتب المقال بالقول إن "الناشطين السوريين والمعارضين والأطباء وغيرهم يقولون بأنهم سيتعرضون للانتقام من قبل قوات الأسد"، وأضاف أن "الكثيرين يفضلون مواجهه الموت على الاستسلام والمخاطرة بالذهاب إلى السجون التي قضى فيها آلاف من السوريين إما تحت التعذيب أو تحت ظروف قاهرة أخرى".
========================
الإيكونوميست :حلب تتداعى
http://www.alghad.com/articles/1294072-حلب-تتداعى
تقرير خاص - (الإيكونوميست) 3/10/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بيروت- عندما أرسلت روسيا طائراتها الحربية لدعم ديكتاتورية بشار الأسد، حذر باراك أوباما موسكو من أن مغامرتها السورية مصيرها الفشل. وتنبأ أوباما بثقة في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 بأن روسيا سوف تصبح "عالقة في مستنقع، ولن ينجح هذا". لكن سلاح الجو الروسي أثبت منذ ذلك الحين أن الرئيس الأميركي كان مخطئاً جداً.
في 28 تشرين الثاني (نوفمبر)، استطاعت القوات الموالية للحكومة السورية، مدعومة بالقاذفات الروسية، أن تشق طريقها بالقتال في نهاية المطاف عبر خطوط الثوار في شرق حلب. وجاء هذا الانفراج بعد أسبوعين من شن القوات الموالية للنظام عملية لاستعادة آخر معقل حضري كبير للثوار في سورية. ومع سيطرة قوات النظام الآن على ما لا يقل عن ثلث شرق المدينة، فإن سقوط حلب أصبح يبدو شبه مؤكد.
لأشهر عدة، سعى النظام إلى خنق شرق المدينة القديم الذي يسيطر عليها الثوار ودفعِهم إلى الاستسلام. واستطاع الحصار أن يستنزف ببطء قوة ومعنويات المدافعين عن المدينة. وبينما كان الحصار يضيق ويشتد، قصفت الطائرات الحربية الروسية والسورية بلا هوادة البنية التحتية المدنية، وقامت بتدمير المستشفيات والمدارس والمخابز، في محاولة لتجفيف الدعم الشعبي لمقاتلي المعارضة من خلال جعل الحياة لا تطاق بالنسبة للسكان المدنيين المتبقين في شرق المدينة، والبالغ عددهم نحو 250.000 نسمة. وعملت هذه التكتيكات، التي أجبرت الثوار على الاستسلام في أجزاء أخرى من البلاد، على شل شرق حلب. وقد نفدت المواد الغذائية تقريباً وانخفضت كميات المستلزمات الطبية. ومع تدمير مستشفيات المدينة، أصبح الأطباء يعالجون المرضى الآن في أقبية المنازل.
بقيادة الآلاف من مقاتلي حزب الله والميليشيات العراقية الذين شكلوا رأس الحربة، أدى التقدم السريع للقوات الموالية للنظام في الأسبوع الماضي إلى دفع الآلاف من المدنيين المذعورين إلى الخروج من منازلهم. وهم يواجهون الآن خيارات مؤلمة: إما البقاء في شرق المدينة ومواجهة القنابل، أو الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة، التي دأبت على اعتقال وتعذيب المعارضين منذ بداية الحرب في العام 2011.
وقد اختار معظمهم الخيار الأول. ونتيجة لذلك، يقول السكان في شرق المدينة إن عمارات الشقق السكنية التي كان يقطنها ذات مرة خمس عائلات أصبحت تؤوي الآن ما يصل إلى 20 عائلة. وهكذا، تبين أن الضربات الجوية الروسية والسورية، التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين في الأسابيع الأخيرة، سوف تكون أكثر فتكاً عندما يتقلص الجيب الذي يسيطر عليه الثوار ويصبح أكثر اكتظاظاً.
أثار التقدم الذي يحرزه النظام مسبقاً الفورة نفسها المعتادة من البيانات الفارغة من المسؤولين الغربيين. وأرسل بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، تغريدة على حسابه في "تويتر"، تقول: "هجوم مدمر على شرق حلب -هناك حاجة لوقف إطلاق نار فوري. على روسيا وإيران أن تستخدما نفوذهما على نظام الأسد لإنهاء العنف الآن". ويبدو أنه نسي أن كلا من روسيا وإيران تشاركان مباشرة في قصف حلب.
فشلت أميركا وحلفاؤها والأمم المتحدة مراراً وتكراراً في وقف المذبحة أو التخفيف من المعاناة في حلب. وقد انهارت اتفاقيات وقف إطلاق النار ومحادثات السلام. وسوف تواصل روسيا وسورية رفض طلبات الأمم المتحدة للسماح بوصول المساعدات إلى شرق مدينة حلب المحاصر. وعندما وجد الدبلوماسيون الغربيون أنفسهم بلا حول ولا حلول، ناقشوا فكرة رفع الحصار عن طريق حفر الأنفاق أو إرسال طائرات من دون طيار لتنفذ عمليات إسقاط جوي للمواد الغذائية والإمدادات الطبية. لكن عدم وجود إرادة سياسية لدى قادتهم يجعل كلا الخيارين غير محتمل.
تقول حكومة الأسد إنها تريد الاستيلاء على حلب، التي كانت ذات مرة أكبر المدن السورية، قبل أن يتولى دونالد ترامب مهام منصبه. وبمجرد أن تسقط المدينة، سوف يسيطر الأسد على جميع المراكز الحضرية الرئيسية في البلاد. وعندئذٍ، سوف تصبح القوات الموالية للنظام قادرة على تحويل بنادقها إلى جيوب المقاومة حول دمشق، والطريق السريع الرئيسي بين حمص وحلب، ومحافظة إدلب التي يسيطر عليها الثوار. ومع وجود قوات الثوار في وضع لا يسمح لها بإعادة تجميع صفوفها، سيكون هناك القليل المتاح لوقف قوات الحكومة عن متابعة هذه الأهداف.
========================
الغارديان: 6 حكايات من الثورة السورية.. كيف تغيَّرت حياتي؟
http://www.all4syria.info/Archive/368405
– POSTED ON 2016/12/06
  كلنا شركاء: الغارديان- ترجمة رفيدة طه
بعد أربع سنوات من الانتفاضة الأولى ضد الرئيس السوري بشار الأسد، تحدثنا إلى مواطنين سوريين من جميع الأطراف، من الضباط المتمردين وحتى داعمي النظام.
أبو فارس: 35 عامًا، ضابط سابق في الجيش الحر، يعيش في تركيا الآن
ثورتنا فشلت، لقد انتهت. كل ما تبقى منها قصة سنحكيها لأبنائنا، قصة آلاف من السوريين الذين واجهوا طغيان الأسد واستبداده بتضحيات هائلة، لكن العالم أدار لهم ظهره. قصة ثورة حوربت بالمندسين والخونة والأموال الأجنبية.
على الرغم من أنني خدمت كضابط في الجيش السوري بعد تخرجي، فأنا لم أستطع منع نفسي من المشاركة في احتجاجات دمشق في مارس 2011، وسرعان ما انشققت وانضممت للجيش السوري الحر. كانت نيتنا أن نبني سوريا، لا أن نهدمها.
قوات الأمن كانت غالبًا ما تقمع المظاهرات. كنا نهرع نحو الأزقة الخلفية لدمشق باحثين عن مخبأ. الناس كانوا يفتحون أبوابهم لنا. في أحد البيوت، وجدتُ امرأة عازبة تقيم مع والدها العجوز. كنا ثلاث رجال وفتاة، لا نعرف بعضنا. المرأة أدخلتنا وأغلقت الباب بإحكام. «اذهبوا واجلسوا في غرفة أبي»، قالت هذا وهي تشير إلى حيث يرقد والدها المريض، محاطًا بكومة من الأدوية. ثم تابعت: «فقط تظاهروا أنكم أبناء عمومتي جئتم لزيارة والدي». سوريا كلها كانت تحبنا.
الآن توقفت سوريا عن حبنا لأننا دمرناها. لكنه كان نظام الأسد الذي سحق المحتجين بوحشية. عندما تحولت الثورة للقتال المسلح، هرعت إلى بلدي حيث كنت أحتفظ بثلاث قطع من الذهب، بعت القطع لأشتري بندقية. ليس لأطلق النار على المجندين في الجيش، والذين كانوا زملائي وفي الغالب ولم يكن لديهم الفرصة لعصيان الأوامر، ولكن لأطلق النار على الشبيحة الهمجيين، والذين كانوا يقتلون المدنيين ويدمرون ويحرقون منازلهم.
في كل مرة أطلقت فيها قذيفة صاروخية على دبابة للجيش، كنت أوشك على البكاء. هذه الدبابات كان يفترض بها أن تدافع عني وعن أطفالي، لكنني الآن يجب أن أدمرها قبل أن تقتلنا جميعا. واصلنا محاربة النظام حتى دمرت سوريا كلها، بذلنا قصارى جهدنا لنتجنب دمارًا هائلًا هكذا، لكننا فشلنا.
دَعَم الشعب السوري الثورة بكل ما يملك، أولئك الذين يملكون ذخائر أو أسلحة سلموها إلينا. بلغت ميزانية اللواء الذي قاتلتُ فيه أكثر من 25 مليون ليرة سورية شهريا، (88 ألف دولار). السوريون في المهجر كانوا يرسلون لنا المال لنحارب الأسد. في ذات الوقت، بدأنا استلام أموال من الدول العربية، خاصة الخليج. لكن بعد ذلك بدأت تلك الدول محاولات لفرض أجنداتها الخاصة.
كنت ضابطًا في لواء ضخم في الجيش الحر. حاربت في منطقة المعظمية غرب الغوطة لأكثر من عام برفقة 3500 مقاتل مسلح. في يوليو 2012 كنا نبعد عن القصر الرئاسي ثلاث كيلومترات فقط، وكان النظام على وشك الانهيار.
لكن عندما ضربت الطائرات وسط دمشق، كان علينا الفرار إلى «داريا»، جنوب غرب العاصمة، حيث اختبأنا بين البساتين، نحفر الخنادق بمشقة بالغة، وننتظر تعزيزات من الجنود لنمضي قدمًا.
صديقي أحمد نديم كان معي في الخندق عندما أصابه قناص برصاصة في رأسه. توفي بين ذراعيّ، كان في الـ 22 من عمره. لتسع ساعات بقيت في الخندق مع جثته تحت القصف الجوي والمدفعي. ظللت أنظر في وجهه الميت، نفس الرجل الذي كان يقاسمني الطعام منذ دقائق. كنا معًا منذ بدايات الثورة في دمشق. كانت كلماته الأخيرة لي: «أرجوك تذكرني كرجل سوري مات من أجل بلده». فقط بعد منتصف الليل، عندما خفت حدة القصف، استطعنا دفنه قرب شجرة زيتون.
لاحقًا، بدأ الشعب السوري ينقلب ضد الجيش الحر. عنما بدأت داعش بقطع الرؤوس، بدأ الناس يلعنون أولئك الذين ثاروا ضد النظام. كانوا يظنون أننا السبب في قدوم هؤلاء المقاتلين المتطرفين لبلادنا. لكننا أردنا الحرية، وليس داعش. يعتقد بعض الناس الآن أن الحياة كانت أفضل قبل الثورة، هؤلاء هم الذين لم يخسروا أيّا من أحبتهم، أو لم تفجر سياراتهم أو تدمر منازلهم.
في كل مرة أطلقت فيها قذيفة صاروخية على دبابة للجيش، كنت أوشك على البكاء. هذه الدبابات كان يفترض بها أن تدافع عني وعن أطفالي، لكنني الآن يجب أن أدمرها قبل أن تقتلنا جميعا. واصلنا محاربة النظام حتى دمرت سوريا كلها، بذلنا قصارى جهدنا لنتجنب دمارًا هائلًا هكذا، لكننا فشلنا.
دَعَم الشعب السوري الثورة بكل ما يملك، أولئك الذين يملكون ذخائر أو أسلحة سلموها إلينا. بلغت ميزانية اللواء الذي قاتلتُ فيه أكثر من 25 مليون ليرة سورية شهريا، (88 ألف دولار). السوريون في المهجر كانوا يرسلون لنا المال لنحارب الأسد. في ذات الوقت، بدأنا استلام أموال من الدول العربية، خاصة الخليج. لكن بعد ذلك بدأت تلك الدول محاولات لفرض أجنداتها الخاصة.
كنت ضابطًا في لواء ضخم في الجيش الحر. حاربت في منطقة المعظمية غرب الغوطة لأكثر من عام برفقة 3500 مقاتل مسلح. في يوليو 2012 كنا نبعد عن القصر الرئاسي ثلاث كيلومترات فقط، وكان النظام على وشك الانهيار.
لكن عندما ضربت الطائرات وسط دمشق، كان علينا الفرار إلى «داريا»، جنوب غرب العاصمة، حيث اختبأنا بين البساتين، نحفر الخنادق بمشقة بالغة، وننتظر تعزيزات من الجنود لنمضي قدمًا.
صديقي أحمد نديم كان معي في الخندق عندما أصابه قناص برصاصة في رأسه. توفي بين ذراعيّ، كان في الـ 22 من عمره. لتسع ساعات بقيت في الخندق مع جثته تحت القصف الجوي والمدفعي. ظللت أنظر في وجهه الميت، نفس الرجل الذي كان يقاسمني الطعام منذ دقائق. كنا معًا منذ بدايات الثورة في دمشق. كانت كلماته الأخيرة لي: «أرجوك تذكرني كرجل سوري مات من أجل بلده». فقط بعد منتصف الليل، عندما خفت حدة القصف، استطعنا دفنه قرب شجرة زيتون.
لاحقًا، بدأ الشعب السوري ينقلب ضد الجيش الحر. عنما بدأت داعش بقطع الرؤوس، بدأ الناس يلعنون أولئك الذين ثاروا ضد النظام. كانوا يظنون أننا السبب في قدوم هؤلاء المقاتلين المتطرفين لبلادنا. لكننا أردنا الحرية، وليس داعش. يعتقد بعض الناس الآن أن الحياة كانت أفضل قبل الثورة، هؤلاء هم الذين لم يخسروا أيّا من أحبتهم، أو لم تفجر سياراتهم أو تدمر منازلهم.
عندما يجتمع أقاربي وأصدقائي لمشاهدة الأخبار، يقولون: »كم كانت حياتنا رائعة حقًا. نعم لم تكن لدينا كرامة، لكن كان لدينا طعام كاف».
الآن، أيجب علي أن أحافظ على الثورة من أجل الشهداء متسببًا في موت المزيد من الناس جوعا تحت قصف النظام؟ أيجب على أن أضاعف عدد الضحايا؟ أم يجب أن أتوافق مع النظام على أمل أن يأتي يوم يولد فيه طفل يقود سوريا إلى ثورة أخرى غير هذه؟ لأن هذه الثورة ملعونة من الله.
مؤخرًا غادرتُ دمشق بعد أن اشتريت هوية مزورة إزاء ثلاثين دولارًا لأعبر من حواجز الجيش على الحدود التركية. أنا الآن في تركيا، وأفضل المغادرة إلى أي بلد أخرى على العودة إلى سوريا. الذين قاتلوا ضد النظام لن يستطيعوا التصالح معه أبدًا. لن يعودوا للذل بعد أن ذاقوا الحرية. إذا أحنيت رأسك مرة، ستظل محنية إلى الأبد.
أم ناجي: 45 عامًا، مؤيدة للنظام السوري
أعيش في منطقة نبق، شمال دمشق، مع زوجي وأبنائنا الثلاثة. بلقيس، الكبرى، تدرس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق. ناجي، ابني الوحيد، وسحر، الصغرى، وكلاهما طالب في المدرسة الثانوية. درست الاقتصاد لكنني لم أعمل قط. كرست نفسي لتربية أطفالي. أردت لهم أن يتعلموا الموسيقى والشعر وأن يتميزوا في دراستهم. لكن حينما اندلعت الأزمة في سوريا، أصبحت مخاوفي الوطنية أكبر من مخاوفي الشخصية.
كانت هناك بعض الاحتجاجات في حيّنا في مارس 2011. ولكن الجميع هرب عندما ظهرت مدرعات الجيش. ضحكت عندما رأيت الناس يتظاهرون في الشارع وسألتهم: «علامَ تحتجون؟ سوريا بلد آمن ومطمئن». فوجث أن عمتي والعديد من أصدقائي يدعمون الاحتجاجات. قلت لهم، «أنتم تدمرون سوريا». لكنهم لم ينصتوا لي، طلبوا مني أن أسكت.
سيطر الجيش الحر على المنطقة لمدة عام تقريبا، وظل يهدد بخطف ابني ناجي إذا لم أقم بإزالة العلم السوري من سطح منزلي ولم أتوقف عن دعم النظام. لكن العلم السوري رمز مقدس بالنسبة لي. كانوا يهددون الناس لأتفه الأسباب.
الحقيقة هي أننا جميعا – قبل الانتفاضة – كانت لدينا حياة طيبة، حتى أسر الطبقة المتوسطة. كانوا يستطيعون الذهاب في عطلة، وتناول طعام لذيذ، وشراء الأدوية. أولئلك الذين كانوا يتظاهرون حصلوا على المال ليفعلوا ذلك. دُفع لهم لشراء أسلحة وقتل إخوانهم. محتجون آخرون كانوا يعانون من بعض الإحباط، فحصلوا على وعود بمستقبل أفضل، وأن يصبحوا قادة في الحكومة الجديدة.
أولئك الذين تظاهروا مدعين أنهم يريدون الحرية كانت لديهم أجندات شخصية، وليس أهدافًا وطنية. وكانوا أول من أرسلوا عائلاتهم للخارج ثم لحقوا بهم.
قدمت الحكومة للناس كوبونات للسلع الغذائية الأساسية، لكن الجيش الحر صادرها لنفسه. أصبح قادتهم أغنياء من اختطاف الشاحنات المحملة بالبضائع المتجهة إلى دمشق.
كان هناك دائما إطلاق نار. كان أعضاء الجيش الحر إذا اكتشفوا موظفًا حكوميًا ذاهبًا إلى عمله يجبرونه على العودة إلى منزله وترك وظيفته حتى لو كان راتبه هو الدخل الوحيد للأسرة. أصبح من الصعب على ابنتي أن تذهب إلى كليتها في دمشق. زوجي كان خائفا من تعرضها للاختطاف، حينها لن تكون الفدية أقل من 20 مليون ليرة سورية. (70 ألف دولار)
الجيش الحر فعل العديد من الأشياء التي جعلت الناس يكرهونه. كان لديهم كل شيء: السلاح والسيارات، وأي منزل يريدونه. جارنا الذي كان يدعم الجيش الحر بدأ يخبرنا أننا خونة للثورة ولسوريا. الجيش الحر كان يقدم الطعام والمال لمؤيديه وللأسر المشردة التي لجأت للمنطقة. كانت هناك أحياء أخرى تتضور جوعا، لكن الجيش لم يقدم لهم الدعم لأنهم كانوا يؤيديون النظام.
سيطر الجيش الحر على المنطقة لمدة عام تقريبا، وظل يهدد بخطف ابني ناجي إذا لم أقم بإزالة العلم السوري من سطح منزلي ولم أتوقف عن دعم النظام. لكن العلم السوري رمز مقدس بالنسبة لي. كانوا يهددون الناس لأتفه الأسباب.
الحقيقة هي أننا جميعا – قبل الانتفاضة – كانت لدينا حياة طيبة، حتى أسر الطبقة المتوسطة. كانوا يستطيعون الذهاب في عطلة، وتناول طعام لذيذ، وشراء الأدوية. أولئلك الذين كانوا يتظاهرون حصلوا على المال ليفعلوا ذلك. دُفع لهم لشراء أسلحة وقتل إخوانهم. محتجون آخرون كانوا يعانون من بعض الإحباط، فحصلوا على وعود بمستقبل أفضل، وأن يصبحوا قادة في الحكومة الجديدة.
أولئك الذين تظاهروا مدعين أنهم يريدون الحرية كانت لديهم أجندات شخصية، وليس أهدافًا وطنية. وكانوا أول من أرسلوا عائلاتهم للخارج ثم لحقوا بهم.
قدمت الحكومة للناس كوبونات للسلع الغذائية الأساسية، لكن الجيش الحر صادرها لنفسه. أصبح قادتهم أغنياء من اختطاف الشاحنات المحملة بالبضائع المتجهة إلى دمشق.
كان هناك دائما إطلاق نار. كان أعضاء الجيش الحر إذا اكتشفوا موظفًا حكوميًا ذاهبًا إلى عمله يجبرونه على العودة إلى منزله وترك وظيفته حتى لو كان راتبه هو الدخل الوحيد للأسرة. أصبح من الصعب على ابنتي أن تذهب إلى كليتها في دمشق. زوجي كان خائفا من تعرضها للاختطاف، حينها لن تكون الفدية أقل من 20 مليون ليرة سورية. (70 ألف دولار)
الجيش الحر فعل العديد من الأشياء التي جعلت الناس يكرهونه. كان لديهم كل شيء: السلاح والسيارات، وأي منزل يريدونه. جارنا الذي كان يدعم الجيش الحر بدأ يخبرنا أننا خونة للثورة ولسوريا. الجيش الحر كان يقدم الطعام والمال لمؤيديه وللأسر المشردة التي لجأت للمنطقة. كانت هناك أحياء أخرى تتضور جوعا، لكن الجيش لم يقدم لهم الدعم لأنهم كانوا يؤيديون النظام.
أقاربي في الولايات المتحدة وأوروبا طلبوا مني مغادرة البلاد، لكنني لن أفعل. لدي اعتقاد كبير بأن المرء يحيا كريمًا فقط في وطنه. الجيش النظامي دخل نبق في نوفمبر 2013. كانت هناك معارك شرسة وإطلاق نار لأكثر من شهر. بقينا في القبو نتقاسم الطعام مع جيراننا. عندما حرر الجيش السوري نبق، خرجت إلى الشوارع ورفعت العلم السوري في الميدان الرئيسي.
هذه ليست ثورة، إنها كابوس. وأنا متأكدة أننا في خلال 5 سنوات سنسترد بلدنا سوريا. كل هؤلاء الذين أتوا ليجاهدوا هنا هل يمكن أن يشرحوا لي من أجل ماذا يجاهدون؟ الرئيس بشار طبيب محترم دافع عن بلاده. قد تحمل الكثير، ولم يستسلم أبدًا.
سوريا اليوم أفضل كثيرًا مما كانت عليه خلال السنوات الثلاث الماضية. جميع اللاجئين غادروا سوريا لأنهم كانوا مطلوبين من قبل النظام. مرات عديدة قدم لهم النظام عروضا للعودة بالتنسيق مع الهلال الأحمر، لكنهم رفضوا.
في كل مرة يحرر فيها الجيش المزيد من المناطق، يتحسن الوضع الأمني. ابنتي في دمشق تستطيع الذهاب للجامعة بأمان الآن. كل شئ متوفر: الكهرباء، الماء، الخبز والفاكهة. نعم الأسعار مرتفعة لكن الأمور على ما يرام. الرئيس بشار هو الوحيد الذي سيحافظ على سوريا مهد الحضارات.
عندما كانت المعارضة هي المسيطرة، كان هناك سرقة ونهب واغتصاب وذبح. لكن عندما حررت الدولة نبق، أعدنا بناء المنطقة، زرعنا الزهور وأشجار الزيتون. شاركتُ في إعادة بناء المدارس والطرقات من خلال العمل التطوعي. أقدم الآن الدعم لأكثر من 150 عائلة. نوزع المواد الغذائية على المحتاجين في منطقتنا بالتعاون مع الهلال الأحمر. لديّ إيمان كبير بأن سوريا ستعود لتصبح مثالا للعالم، يزيد إيماني هذا كل يوم.
سارة طلال: 30 عامًا، احتجزها نظام الأسد، تعيش الآن في لبنان
على الرغم من أن عائلتي في الأصل من محافظة درعا جنوب سوريا، إلا أننا كنا نعيش في دمشق لنكون بالقرب من وظائفنا. كنت أعمل سكرتيرة في شركة خاصة براتب جيد.
في مارس 2011 كنت أشعر بتصاعد الغضب في الشارع. غمرتني المشاعر عندما رأيت الناس يرفعون اللافتات ضد الأسد في قلب دمشق. لم أستطع مقاومة رغبتي في المشاركة في بعض الاحتجاجات للمطالبة بإصلاحات سياسية. كان رد فعل النظام صادمًا للغاية، قوبلت احتجاجاتنا بإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن.
عائلتي لم تعترض على مشاركتي في المظاهرات إذ كنا نظالب بمجرد إصلاحات. لكن قوات الأمن بدأت تضرب المتظاهرين بعنف واقتحمت المنازل بحثا عن النشطاء.
اعتبرت أنه من الأفضل لي كامرأة أن أساعد أسر الشهداء والمشردين في منطقتنا. معظم المتظاهرين والمناهضين للنظام كانوا يخصصون جزءًا من أموالهم لشراء الأغطية والأغذية والأدوية للعائلات المحتاجة.
 
علمت أنني كنت مرصودة من قبل قوات الأمن فقط عندما اقتحم خمسة رجال منزلنا منتصف الليل. ألقي بي في سيارة، معصوبة العينين مكبلة اليدين تم اقتيادي إلى فرع القوات الجوية للتحقيق معي منذ الـ 6 صباحا وحتى الـ 7 مساء. لحساب من تعملين؟ من الذي يحرضكم؟ من يمولكم؟ من زملائك؟ كنت أجيب أنني لا أستطيع أن أرى الناس يعانون دون أن أساعدهم.
قال المحقق: «لا، أنتِ تساعدين عائلات المسلحين الذين يختبئون في منطقتك».
أجبت: «إذا رأيت امرأة تحمل طفلًا جائعًا، هل ستساعدها أم لا؟ لم تكن جميع العائلات تتظاهر، بعضهم تركوا مناطقهم فقط بحثا عن الأمان».
أحد الظباط تفحص حساباتي على الإنترنت، وعرف أنني شاركت في بعض المظاهرات. من هنا أخذ الاستجواب مسارًا مختلفًا. أصبح التحقيق مصحوبًا بضربات الأيدي والأحذية على وجهي ورأسي. أرادوا مني أن أعترف أنني كنت مع المسلحين، لكنني صرخت: «لن أعترف بشيء لم أفعله».
على الرغم من أن الأجواء كانت مخيفة للغاية، فقدت إحساسي بالخوف. كان هناك 4 ضباط في الغرفة، يحققون معي، يلعنونني ويسبونني.
ألقي بي في زنزانة للنساء. وجباتنا كانت شرائح من الخبز والبيض المسلوق أو البطاطا الفاسدة في الصباح، وشوربا الخضار والطماطم والخيار للعشاء. كان هناك صنبور ماء وحيد في الغرفة، ولم نستحم لمدة 39 يومًا.
لم أرَ عائلتي لشهرين. بعض المعتقلات كنَّ يعدن من التحقيق ليخبرننا أنهنَّ تلقينَ تهديدات بالاغتصاب إذا لم يتعاونّ. بعض المعتقلات تم وضعهنَّ في زنازين انفرادية في قبو فرع الأمن. رأيت اثنتين أو ثلاثة من المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بالكهرباء، وخمسة أو ستة من اللواتي اختفين تماما.
بعد 40 يوما قيّد السجان يديّ وقدميّ لكنه ترك عينيّ مفتوحتين. تم نقلي بعدها مع تسعة معتقلين ذكور تعرضوا للتعذيب إلى سجن عدرا شمال شرقي دمشق. كانوا يرتدون فقط ملابس داخلية. كان للسجن ستة أجنحة ذات غرف كبيرة.
تم حبسي مع ثلاثين امرأة أخرى في غرفة وحمام. كنا ننام على الأرض بلا فرش أو غطاء، وكنا مراقبين بالكاميرات طوال الليل والنهار. بعد شهر، أتيحت لي فرصة للتواصل مع عائلتي. استدعيتُ بعدها للمثول أمام قاضٍ ووقعت على عدة وثائق، على الرغم من أنني لم أعرف ما الذي كان مكتوبًا فيها. أفرج القاضي عني بكفالة.
أطلق سراحي مع ثمانية أخريات، أمي وأختي كانتا تنتظرانني خارج السجن، ولكن ليس أخي عادل الذي كان مدرسا في الثانوية. أخبرتني أختي أن قوات الأمن اختطفت عادل من سريره واتهمته بالتطرف وحمل السلاح. في اليوم التالي، وُجدت جثة عادل أمام باب المنزل. أخي الأكبر ياسر اختطف قبل عامين، لكن الأسرة مازالت لا تملك أي معلومات عن مصيره. دفعت عائلتنا ثمنًا باهظًا للغاية في الثورة ضد نظام الأسد.
 
بقيت في المنزل بعدها لفترة قصيرة خشية اعتقالي مجددا. ثم تنقلت بين منازل أقاربي بحيث لا أبقى أبدا في نفس المكان لفترة طويلة. استطعت أخيرا الهرب إلى لبنان. لكنني لا أشعر بالأمان هنا لأنني لا أملك إقامة شرعية. أبقى دائما في المنزل مع زوجي الذي انتهت إقامته وكذلك جواز سفره.
قبل أسبوعين تلقينا مكالمة هاتفية تخبرنا أن هولندا قد قبلت طلبنا باللجوء لأن أختي عاشت هناك لسنوات طويلة. أمي وأختي بقيتا مع زوجات إخوتي والأطفال في دمشق. والدتي لازالت تأمل أن تسمع خبرًا عن أخي المحتجز.
نحن نؤمن أن ثورتنا لم تنته. عندما كنا نتظاهر في الشوارع، لم نكن نتوقع من النظام أن يستخدم تلك القوة المفرطة ضد شعبه. لم نتظاهر من أجل مصالح شخصية أو لنشعل الفوضى أو ننشر الإرهاب في سوريا. فقد أردنا العدل والحرية. العلويون يعيشون حياة مترفة بينما يكافح الآخرون فقط ليبقوا على قيد الحياة. نحن الآن بحاجة إلى معجزة لننتصر على الأسد.
أنا لستُ نادمة على ما فعلت. مازلت آمل أن أعود إلى سوريا يوما ما بعد أن يتمّ تحريرها، على الرغم من أنه لم يعد هناك ما يسمّى سوريا. لقد دمرت تماما.
أبو حارث: 30 عامًا، من حمص، انضم إلى «داعش» منذ سنة
الأزمة الاقتصادية في سوريا تلقي بظلالها القاتمة على أبناء الطبقة المتوسطة في حمص، أولئك الذين كانوا يكافحون من أجل البقاء في مواجهة غلاء الأسعار وارتفاع الضرائب وانخفاض دخلهم. لم يكن بإمكان الشباب الزواج قبل بلوغ الثلاثين. التمييز في الوظائف زاد من غضب المواطنين ضد الأسد، فالوظائف الحكومية يسيطر عليها العلويون على حساب الأغلبية السنية التي شعرت وكأنها تستعبد.
في المنزل، كراهيتنا تجاه النظام الطائفي العلوي كانت تزيد حدّة. والدي علمني أن ألعن النظام مذ كنت طفلًا، وكان ينتظر فرصة للتعبير عن معارضته علنًا.
كنت سعيدًا لرؤية تساقط الأنظمة بعد اندلاع ثورات تونس وليبيا ومصر واليمن. كان واضحا أن حمّى الثورة ستصل إلى سوريا، لكننا لم نتوقع أن تبدأ الانتفاضة من أهل درعا الذي كتبوا على جدران مدينتهم: «إنه دورك د. بشار». هجوم النظام على أهل درعا أخرجنا للشوارع في حمص، كان ذلك يوم 15 مارس عام 2011.
كان مسجد خالد بن الوليد التاريخي محطة انطلاق مظاهرة حمص الأولى ضد النظام السوري. كانوا حوالي 300 رجلا. البعض ينادي بإسقاط النظام ويلقي الحجارة على قوات الأمن. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، واعتقلوا عددًا منهم.
 
بعد ثلاث أسابيع، بدأ صبر النظام ينفد؛ ليشرع في استخدام الذخيرة الحية؛ ما حول الاحتجاج السلمي إلى ثورة مسلحة. ألقي القبض عليّ في واحدة من هذه الاحتجاجات، وكثير من زملائي تعرضوا للتعذيب والقتل. خلال 30 يوما من الاعتقال في فرع الأمن في حمص، تم تعذيبي بالصعق الكهربائي والضرب. أطلق سراحي بموجب عفو يهدف إلى تهدئة الغضب الشعبي. كنت قد انضممت إلى مجموعة مسلحة صغيرة في السجن. كانوا مدربين جيدا ويتاجرون في السلاح. أيضا صورتُ أحداث العنف على هاتفي النقال في حمص وأرسلتُ لقطات لأصدقائي في الخارج لينشروها على يوتيوب.
بتمويل من مانحين خليجيين، أسَّستُ مجموعة إعلامية من 11 رجلًا مسلحًا لتوثيق جرائم النظام. التبرعات كانت ترسل على شكل مساعدات إنسانية، كنا نبيعها لنشتري معدات إعلامية وأسلحة. شاركت في العديد من المعارك حتى فرض النظام حصارًا على بابا عمرو – أحد أحياء حمص – حينها اضطر معظم السكان إلى الفرار. انضممت إلى حزب التحرير السلفي الذي كان يدعو لإقامة دولة إسلامية. تعلمتُ معهم الكثير من مهارات القتال. لكنني أيضا تابعت بإعجاب كبير صعود جبهة النصرة، وكنت منبهرًا تماما بعملياتهم الاستشهادية.
استمر الحصار لمدة عامين، كان اختبارًا صعبًا بالنسبة لنا. فقدنا من أحبائنا كُثر، وصل بنا الأمر لأكل الزواحف وجلود البقر وأوراق الشجر. حلفتُ يمين الولاء لداعش في مارس 2014. حصلت على دورة في الشريعة لمدة شهر. الدورة شملت 5 دروس يوميًا لتعليم القرآن الكريم، شروط الإسلام، قوانين «داعش» والشريعة الإسلامية. حررنا بعدها الموصل والرقة وأصبحنا دولة إسلامية حقيقة.
حياتي تغيرت تمامًا منذ انضممت إلى داعش. كنت رجلًا جاهلًا اعتاد مصادقة الفتيات. لكنني تعلمت أنه ليس من صحيح الإسلام أن تكون في علاقة مع فتاة دون أن تتزوجها. عليّ أن أتعلم الشريعة وأحارب الكافرين بدلًا من لعب كرة القدم. حياتي الآن لها هدف، ولديّ دولة أحميها.
في غضون أيام قليلة سأتزوج طبيبة مجاهدة تونسية. ساعدتُها مع كثيرين آخرين من بريطانيا، فنلدنا وباكستان أن يأتوا إلى هنا. داعش تعطي الجهاديين المال من أجل الطعام والتدفئة والإنفاق الشخصي. إذا أراد جهاديّ أن يتزوج، فإن داعش تمدّه بالمال وتدفع إيجار منزله.
النظام السوري ضعيف، لديه دبابات وطائرات، ولكن ليس لديه ما يكفي من المقاتلين. معركتنا الآن مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة والصليبيين. نعلم أن أمريكا لا تريد للأسد أن يسقط، وإلا لكان نظامه انهار منذ الأسبوع الأول. يريدون للشعب السوري أن يقول: «لقد هزمَنا النظام، تعالوا وساعدونا». سيقولون أن الحل هو مفاوضات وتشكيل حكومة ائتلافية، حينها ستذهب كل دماء الشهداء سدى.
أنا أعمل الآن في مركز الفرقان الإعلامي. أجرينا استطلاعًا للرأي بخصوص قتل الطيار الأردني. معظم الناس في سوريا أيدوا قتله. يعلم الشعب السوري أن هذه الحملة الصليبية، وهذا التحالف الكافر الخبيث، ليس ضد داعش، وإنما ضد الإسلام.
أبو صالح: 45 عامًا، عاش في رومانيا لمدة 22 سنة، ويقدم المساعدات لسوريا
 
مذ كنت طالب حقوق في دمشق، لم أكن سعيدًا بالحياة تحت حكم النظام السوري وجرائم مخابراته وقوات أمنه ضد المواطنين. الحلّ الوحيد كان مغادرة سوريا، لكن الحصول على تأشيرة كان شبه مستحيل.
تحدثتُ إلى أصدقاء استقروا في رومانيا ودعوني للانضمام إليهم. كان عليّ أن أخدم في الجيش فور تخرجي، لهذا لم أنتظر الامتحانات النهائية. دفعت المال للحصول على تأشيرة سياحية، وغادرت إلى رومانيا بعد التوقيع على وثيقة أعد فيها بالعودة خلال 3 أشهر. لم أعد حتى قيام الثورة.
في رومانيا كنتُ وأصدقائي خائفين دومًا من إجبارنا على المغادرة، أو أن يؤذي النظام أهالينا في سوريا. لكننا تشجعنا بعد الثورات في البلدان العربية الأخرى، تواصلنا عبر فيسبوك وتويتر مع أشخاص داخل سوريا يستطيعون إشعال فتيل الثورة في البلاد. نظمنا مظاهرات في رومانيا والنمسا وألمانيا. تحدثنا للإعلام عن أهداف الثورة وجرائم النظام ضد الشعب السوري.
كان الهدف الدفع باتجاه ثورة سلمية، لكشف حقيقة ما كان يحدث داخل سوريا وكيف كان النظام يقمع ويعذب المتظاهرين في مراكز الاعتقال. مع أول مظاهرة انكسر الخوف من النظام، لكننا لم نتوقع من المجتمع الدولي أن يسمح للأسد بقتل شعبه.
بعد ثلاثة أشهر، قدتُ مع زملائي 4 سيارات لأكثر من 3500 كيلومترا عبر ألمانيا، النمسا، هنجاريا، رومانيا، بلغاريا وتركيا حتى نصل أخيرا إلى سوريا. قمنا بشحن الأدوات الطبية ووسائل الاتصالات الحديثة والكاميرات، كاميرات سرية تشبه الأقلام أو القبعات أو الألعاب ليستطيع المتظاهرون تصوير الجرائم دون أن ينكشف أمرهم. سلّمنا هذه الشحنات لنشطاء انتظرونا على الحدود.
لم تكن هناك تبرعات أجنبية. كنا إذا أردنا 10 آلاف دولار، فإن عددا قليلا من السوريين داخل رومانيا كان الواحد منهم يتبرع بحدود 1500 دولار. ثم كنا نشتري المعدات ونحملها إلى سوريا. بعدها فكرنا أنه من الأفضل أن نفتح مكتبًا قرب الحدود التركية السورية لنساعد في تدفق التبرعات. بعدها بدأتُ في الذهاب إلى إدلب، الرقة والقلمون بنفسي لتوزيع المساعدات.
أحضرنا سيارتيْ إسعاف من هامبورج، لكننا تعرضنا لحادث سيارة إثر إعصار قويّ في جمهورية التشيك، وغرست سيارتا الإسعاف في الثلج. استغرق رفعهما يومين، ثم مررنا من تحت جسر كانت السيارتان أعلى منه، وعلقنا مجددا.
بينما كنا نعبر الحدود، كنا نخبئ الهواتف النقالة وأجهزة الاتصالات في ملابسنا وتحت مقاعد سياراتنا التي كانت مكدسة بالملابس والأحذية والخبز. لم يكن يُسمح لنا بإدخال الأدوية، لكننا كنا نجلب بعض معدات الإسعافات الأولية والنقالات والكراسي المتحركة إلى لجان الجيش السوري الحر والثوار المحليين.
وقعت عدة شحنات في أيدي رجال الأمن، ضُربت عدة سيارات بصواريخ أو علقت في كمائن. أحيانا كانت تُفقد شاحنات محملة بأجهزة اتصالات وهواتف ثريا، إذا اعتقل السائق أو تم قتله أثناء الشحن.
استطعنا ذات مرة إرسال أكثر من 50 سيارة إسعاف مستعملة إلى سوريا. اشترينا بعضها من مجلس مدينة هامبورج، والبعض الآخر من وزارة الصحة في هنغاريا. كلفتنا الواحدة 5 آلاف دولار، دفعناها إما من مدخراتنا أو من تبرعات السوريين في المهجر.
شعرتُ بالذنب للبقاء في رومانيا بينما السوريّون يقتلون في مواجهة النظام. لهذا فتحنا مكتبا في تركيا لنبقى قريبين من شعبنا ولتسهل عمليات الشحن لجميع أنحاء سوريا. المقاتلون داخل سوريا أخبرونا أنهم لا يريدوننا أن نقاتل، يريدوننا فقط أن نوفر لهم المعدات الهامة.

 
كان اهتمامنا الأول أن نوقف حمام الدم في سوريا بينما كان النظام يصبح أكثر وحشية. الثورة كانت فعلًا صحيحًا، ولم نندم على احتجاجنا ضد ممارسات النظام. لن نستسلم أبدا. سنبقى نوفر سلال الغذاء لأسر المعتقلين والشهداء. نحاول الآن الوصول إلى أهالي المناطق الساخنة التي لا يستطيع أحد أن يصل إليها.
أقابل الكثير من الناس الذين ينظرون بتشاؤم لمصير الثورة. لكنني قابلت أيضا أبا فقد أبناءه الثلاثة، سألته: «هل ندمت حين أصبح أبناؤك الثلاثة في عداد القتلى بينما النظام مازال يحكم؟». أجاب الرجل: «لا، أنا أبكي لأنني لا أملك المزيد لأقدمه لسوريا».
بعد 4 سنوات من الثورة، بعض الناس الذين اعتادوا على التبرع بألف دولار لا يستطيعون الآن إلا أن يدفعوا 200. ظننا أن النظام سينهار خلال 3 أو 4 أشهر، لهذا أنفقنا كل ما نملك بشكل مجنون ودون تخطيط.
الآن تعلمنا أن نكون أكثر تنظيمًا. التبرعات أقلّ لكنها تستخدم بشكل أفضل وتذهب للناس الأكثر احتياجًا. نحاول إنشاء مشاريع داخل سوريا لتمويل النشطاء وإيقاف الاعتماد على التبرعات الخارجية. لا نستطيع البقاء كمتسولين نطلب المال. استطعنا بالفعل بناء المعسكر الأول للنازحين داخل سوريا، في آتانا.
كنا في إدلب عام 2012، ننقل المعدات الطبية إلى مستشفى متنقل دُمّر بصاروخ مباشرة بعد أن تركناه. في كفر سجنة أصيبت سيارتنا بقذيفة، ولا أعرف كيف نجونا. أحد الأطباء الذين يعملون معنا قتل برصاص قناص. سوف نستمر في المطالبة بالحرية حتى لو لم تحقق الثورة أهدافها. أشعر أنني قد قمتُ بواجبي تجاه بلدي.
أبو الفاروق: 30 عامًا، قيادي بالجيش الحر في حلب
كنت أدير متجرًا للمواد الغذائية مع شقيقيّ في حلب، شمال سوريا. كان المتجر يدرّ علينا حوالي 2000 دولار في الشهر. لكن إنفاق الأسرة كان يصل أحيانا إلى أكثر من 3000. للحفاظ على عمل حر، عليك أن تقوم برشوة الموظفين الحكوميين باستمرار، حتى لو كانت أعمالك قانونية تماما. كنا دائما غارقين في الديون. كنت وأصدقائي نتحدث عن حاجتنا للقيام بإجراءات ضد النظام، كما فعل آخرون في تونس وليبيا. كنا بحاجة لتحسين وضعنا الاقتصادي.
حين اندلعت المظاهرات في دمشق ودرعا في مارس 2011، تمنينا أن يكون ردّ فعل النظام القيام ببعض الإصلاحات لتهدئة غضب الناس. كان هذا ليكون كافيا. لكن غطرسة النظام جعلته يستخدم العنف ضد المحتجين.
شاركت في المظاهرات في حلب مع شقيقيّ وأصدقائي، نادينا بإسقاط النظام. من المحزن أن قوات الأمن واجهت صرخاتنا المطالبة بالحرية والديمقراطية بالرصاص الحي والاعتقال. أكثر من 150 طالبا تم اعتقالهم لشهرين أو ثلاثة لكونهم نشطاء. لم تكن هناك أي محاولات من النظام للحوار وإيجاد حلول للأزمة. وجدنا أنفسنا نواجه النظام بصدور عارية وبدأنا نجمع المال لنشتري السلاح وندافع عن أنفسنا.
بدأنا عمليتنا العسكرية الأولى في الـ 15 من سبتمبر عام 2011 ضد نقطة تفتيش عسكرية في حلب. ألحقنا خسائر كبيرة بالنقطة لكن ذخيرتنا نفدت قبل تحريرها.
حينها فكرنا أن علينا تكوين جيش لإدارة سوريا بعد سقوط النظام. تشكلت بعدها العديد من الألوية تحت اسم الجيش السوري الحر. انضممتُ له، معتقدًا أن هدفنا هو بناء سوريا ليبرالية ديمقراطية، وليس سوريا طائفية.
اللواء الأول في الجيش الحر ضمّ 25 رجلا من حلب، ثم تتابع انضمام المتطوعين حتى أصبح اللواء يضم 400 مقاتلًا. استطعنا تحرير 90% من حلب في وقت قياسي، لكن قائد الجيش الحر طلب منا التوقف بينما كنا على وشك تحقيق نصر كبير، قائلا أنه سيتوقف عن إرسال الذخيرة لنا ونحن في منتصف هكذا معركة حاسمة. كان القيادي مثيرا للشكوك، وتراجعنا.
بعدها كسر بزوغ جبهة النصرة وداعش في حلب ظهرنا. ادعت النصرة أنهم جاؤوا لدعم الجيش الحر، وأنهم لا يحملون أي طموح لحكم سوريا. لكن عددًا من قيادات الجيش الحر بدؤوا في الاختفاء، ثم كنا نعثر على جثثهم في صحاري حلب. نحن الآن نقاتل جبهة النصرة، داعش، الأكراد والنظام.
إذا كرسنا جهودنا لمحاربة «داعش» وجبهة النصرة، سيسيطر النظام مجددا على الأراضي التي حررناها. لحل هذه المشكلة، عقدنا اتفاقًا مع داعش بأن نبقى خارج المناطق التي حرروها، وأن داعش لن تتقدم في مناطقنا. لكن داعش بدأت في إغراء مقاتلينا بالخطب الدينية والمال، ذهب أكثر من 10 آلاف مقاتل من الجيش الحر للانضمام إلى داعش. كان الأمر للكثير منهم اختيارا بين القتال مع داعش وكسب لقمة العيش، أو القتال مع الجيش الحر ومكابدة الجوع.
لتغطية خسائرنا من المقاتلين الذين تحولوا ضدنا، فتحنا مراكز تجنيد جديدة. أعداد المجندين الجدد جيدة حقًا، لكننا مازلنا نعاني نقص المال والأسلحة. قوتنا الأساسية الآن تتمركز في ريف حلب مع أكثر من 40 ألف مقاتل. معركتنا مع داعش هي معركة وجود.
أي هدنة مع النظام غير مقبولة بعد كل التضحيات التي قدمناها. فقدتُ أكثر من 150 مقاتلًا عرفتهم خلال السنوات الأربع الماضية. لا يزال السكان في حلب يدعموننا، والعدد الكبير من المجندين الجدد أعطانا دفعة لمواصلة نضالنا ضد النظام. يتم إخبار الناس بأن التحرير قد يستغرق 4 سنوات أخرى، وسأبقى أقاتل حتى آخر قطرة في دمي.
========================
التلغراف: النظام السوري يجند المدنيين الفارين من حلب
http://alkhaleejonline.net/articles/1481005779759167700/التلغراف-النظام-السوري-يجند-المدنيين-الفارين-من-حلب/
2016-12-06 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين رابط مختصر
http://klj.onl/127TpG
كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن قيام النظام السوري بتجنيد المدنيين الفارين من شرق مدينة حلب الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة السورية، وتتعرض لقصف متواصل من قبل طائرات النظام السوري وسلاح الجو الروسي.
وبحسب أقارب بعض المدنيين الفارين من المدينة، فإن قوات النظام السوري اعتقلت عشرات من المدنيين لتجنيدهم، حيث تقوم تلك القوات باعتقال كل شخص لا يتجاوز الأربعين من عمره؛ بحجة دعم المعارضة أو لغرض التجنيد.
أحد أقارب المعتقلين الذين احتجزتهم قوات النظام السوري قال للتلغراف، إن جهاز المخابرات اعتقل شقيقه محمد، وذلك "بعد أن تركنا حلب بحثاً عن مصير آمن إثر اشتداد القصف".
وتابع: "لم يكن شقيقي سياسياً، ولم يشارك في أي احتجاجات مناهضة للحكومة"، بحسب ما قال يوسف شقيق محمد الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل خشية الانتقام.
محمد البالغ من العمر 30 عاماً، بحسب والده، كان يعمل ممرضاً في المستشفيات الحكومية، ومع انطلاق الثورة عمل في المشافي الميدانية والمنظمات غير الحكومية المحلية التي تقدم إسعافات وخدمات طبية للمصابين، حيث حاولت العائلة الفرار قبل أسبوع عندما دخلت قوات النظام إلى حي الفردوس، لتقوم أجهزة تابعة للمخابرات السورية باعتقال محمد.
ويضيف والد محمد: "قامت قوات النظام أولاً بنقلنا إلى مصنع القطن القديم في منطقة جبرين في جنوب شرق حلب، حيث تم فصل النساء عن الرجال، قبل أن يسمح لنا بالذهاب بعد بضعة أيام، وعند حاجز في بلدة الراموسة قامت نقطة تفتيش بالتدقيق في الأسماء والبطاقات لتعتقل محمد لكونه كان على قائمة لديهم"، قبل أن تصل عائلة أبو محمد إلى بلدة إعزاز.
وكانت القائمة لدى جهاز المخابرات تضم أسماء كل من عمل في المنظمات غير الحكومية في حلب، سواء أكانوا مسعفين أم غيرهم، فالسلطات تعتقد أن هؤلاء يقدمون الدعم للمعارضة المسلحة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من 300 شخص فقدوا من شرق حلب، بعد محاولتهم الفرار من المدينة، منذ بدء الهجوم الواسع عليها أواخر الشهر الماضي.
العديد من الفارين من حلب عانوا من المصير نفسه الذي تعرض له محمد، ويرجح أن يكون هناك المئات ممّن تعرضوا للاعتقال أو للتجنيد القسري من قبل النظام السوري عقب فراراهم من حلب.
وبحسب التلغراف فإن قوات النظام السوري تسعى، من خلال حملة التجنيد الإجباري التي يتعرض لها الفارون من حلب، إلى سد النقص الكبير في صفوف تلك القوات؛ بسبب الصراع الدامي في سوريا والمتواصل منذ أكثر من خمس سنوات.
ومنذ انطلاق العمليات على مناطق شرق حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، فر أكثر من 40 ألف مدني من المدينة بفعل القصف المتواصل والحصار المفروض على المدينة.
========================
الصحافة الامريكية :
مترجم: رسالة من ثوار إدلب لجبهة النصرة
http://all4syria.info/Archive/368382
كلنا شركاء: ذي نيشن- ترجمة السوري الجديد
ادلب- سورية
لا يمكنك أن تتخيل القبضة الأمنية التي تعيش تحتها هذه المدينة. تعيش إدلب- المحافظة الوحيدة في سوريا التي تسيطر عليها قوات الثوار حالياً- في خوف من تعرضها للقصفk ويجول في المدينة مسلحون ملثمون. ويتم حظر التجوال في جميع الشوارع لحماية قادة الميليشيات الإسلامية التي تحكم هنا.
وقد شل الخوف حركة الاقتصاد، لأن أحداً لن يبدأ بأعمال تجارية جديدة في مدينة تتعرض لغارة جوية كل يوم، وفي بعض الأيام تتعرض إلى 12 غارة جوية. ويتجه أي أولئك إلى أطراف المدينة/ “الضواحي”، بما في ذلك عائلتي، التي تعيش في قرية زراعية.
ربما القادم أسوأ من ذلك بكثير. فإذا سقطت حلب، يمكن أن تكون إدلب المدينة التالية تحت الحصار. وتحضيراً لذلك، يخزن السكان المواد الغذائية، وقد غادر البعض للحدود التركية.
يتوقع الناس انتقاماً كبيراً من النظام لأن الكثير من المقاتلين الثوار قد جاؤوا إلى هنا، بعد أن تم طردهم من الجبهات الأخرى، وخاصة من ضواحي دمشق الغربية. ولكنهم يغادرون أيضاً بأسرع ما يمكن.
ومع ذلك لا يعني التفجير شيئاً لأي شخص. تقول روسيا ونظام الأسد أنهم يهاجمون إرهابيي جبهة النصرة، التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام في تموز/ يوليو، عندما فكت علناً ارتباطها مع تنظيم القاعدة.
في الواقع، أهداف النظام هي الأسواق والمنازل والمصانع والمدارس والمكاتب والجامعات، وليست المواقع العسكرية ولا الإسلاميين الذين يديرون المدينة.
والآن ترسل الولايات المتحدة- التي تدعو الاسم الجديد للنصرة اسماً مضللاً، وما تزال  تعتبرها جماعة إرهابية- طائرات بدون طيار إلى المحافظة لقتل قادة النصرة.
ولكن في شوارع هذه المدينة، المعروفة باللوحة الفسيفسائية لتنوع الأديان ولتسامحها، تبدو مختلفة جداً عما يصورها كل من روسيا وأميركا. عندما أحكمت النصرة سيطرتها هنا في آذار/ مارس 2015، دخلت إدلب نفق الحرمان المظلم. حيث تدهور التعليم العام، وتم إغلاق الجامعة، وتم منع النقاش العام. ولكن منذ انشقاق النصرة عن القاعدة وتغيير اسمها، فقد أصبحت المدينة أكثر ملاءمةً للعيش.
لا يزال الناس هنا يسمونها النصرة، ويشعرون بالاختناق من أقنعتهم وبنادقهم وطريقتهم المتعجرفة. لكن تحسنت الحياة اليومية منذ تموز/ يوليو. وقد تم رفع معظم القيود المفروضة على اللباس. ولم تعد الحسبة -أو شرطة الآداب- تتواجد في الشوارع، ولم تعد الشرطة النسائية موجودة أيضاً. ويقول الجنود أن دوافعهم للقتال هي الأجر/ الراتب.
بعض الأمور طبيعية تقريباً، بالتأكيد مقارنةً مع الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان ذات يوم جزءاً من النصرة والآن هو منافسها. حيث يمكن لأي شخص فتح مقهى إنترنت، والتدخين مسموح على الرغم من الاستياء، لكن من المؤكد أن الموسيقى لا تزال ممنوعة؛ وتعتبرها السلطات كفراً. لذلك لا يذهب الناس إلى صالونات الاحتفالات الآن، حيث تُقَامُ حفلات الزفاف في المنزل.
وقد منع جيش الفتح- وهو مجموعة تضم الفصائل الثورية التي تسيطر عليها النصرة- الكتب المدرسية لنظام الأسد في التاريخ والدين واستبدلها بدورات مملة في التربية الإسلامية.
الحكومة المحلية هي واجهة للإسلاميين. هناك حاكم، رئيس بلدية وشورى أو مجلس بلدي، ولكن الهيئة العليا هي لجنة من جيش الفتح، وهي ليست على اتصال مع السكان. وتنفذ التخطيط العسكري وتزود الخطوط الأمامية وتنظم المقاتلين. وتوجه هيئة ما يسمى بـ “القوة التنفيذية”، التي تنفذ مداهمات وعمليات التفتيش عن خلايا نائمة لنظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية، وعموماً تُعتبر بمثابة وكالة استخبارات قوية، مثل تلك التي ألفناها عند نظام الأسد.
عندما جاءت النصرة لأول مرة إلى السلطة، كانت لها اليد العليا؛ لأنها كانت أكبر مجموعة في جيش الفتح. ولم يكن للناس أي خيار سوى قبول قوانينها. حيث رأوا أنها أقل خطورة من النظام وأنها أهون الشرين. ثم أنشأت النصرة جهازاً كاملاً لفرض الشريعة. ولا تزال المحاكم الشرعية الشكل الوحيد من أشكال العدالة، ولكن معظم قضاتها هم من المنشقين عن نظام الأسد أو محامون، وكثير منهم موظفون مدرَبون.
لكن الحكام تكيفوا. و ظنوا أنه يمكنهم الحكم بـ “الحديد والنار” كما في عصر النبي محمد. ولكن لا أحد يريد زي لباس النصرة، الذي يطلب من النساء ارتداء العباءات الطويلة والتخلي عن وضع المكياج. وأيضاً غادر المسيحيون المدينة. وخلال ستة أشهر، فر معظم المهنيين وذي الشهادات الجامعية إما إلى مناطق سيطرة النظام السوري أو إلى تركيا.
الآن خلصت السلطات أنها لا تستطيع قمع سكان المدينة كلها. لذلك تقود بتخفيف بعض القيود، وبدأت العملية عندما فكت النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة.
في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، اجتمعت قيادة جيش الفتح مع وجهاء المدينة. أراد المتشددون في النصرة إعادة الإجراءات الصارمة، ولكن وجهاء المدينة عارضوا ذلك وكسبوا. ومع ذلك، لم يصدر بيان علني.
يمتد تخفيف القيود إلى المدارس الابتدائية. ففي العام الماضي، تم إلزام التلميذات بلباس الزي الشرعي؛ ابتداءً من الصف الخامس، بنقاب أسود يغطي الوجه، وعباءة سوداء طويلة، وحجاب أو خمار. وفي الشهر الماضي زرت مدرسة محلية ورأيت فتيات يرتدين سترات قصيرة تصل إلى الركبتين ملونة وحجاب ملون ومطرز، وحتى إن بعضهن يضعن المكياج.
واعتادت الشرطة النسائية على إجراء دوريات في الشوارع، وهن يلبسن عباءات سوداء ونقاباً ويحملن بطاقة هوية على صدورهن وبندقية على ظهورهن. كانت تلك الشرطة النسائية تأخذ أسماء النساء اللاتي يرتدين الفساتين الملونة أو اللاتي يضعن مكياج؛ ثم تأمرهن بالذهاب لمبنى إدارة المدينة لحضور دورة في اللباس الشرعي. وتذهب الشرطة النسائية إلى منزل زوج المرأة ويحذرنه بعدم السماح لزوجته بالخروج من منزلها، وتهددنه ضمناً بالاعتقال إذا لم يستجب.
الآن الشرطة النسائية غير متواجدة في الشوارع. وأيضاً أرى نساء تقود السيارات، الأمر الذي كان مستحيلاً في أول الصيف، ولا يُلزم أصحاب المحال التجارية على إغلاق محلاتهم في وقت الصلاة، ولا يُلزمون بتوظيف نساء لبيع الملابس للزبائن من النساء.
ويمتد التخفيف حتى إلى قطاع الأمن. هناك عدد أقل من نقاط التفتيش وتفتيش أقل. وفي الوقت نفسه، تقلص احترام السلطات. يقيم عناصر الشرطة الإسلامية- بسراويلهم السوداء وقمصانهم البيضاء وشارات الشرطة- نقاط التفتيش في الطرق السريعة وداخل المدينة وفي الساحات العامة وفي المقرات الأمنية. وكانوا ذات مرة قوة أمنية مخيفة، ولكنهم الآن رجال ضعفاء وعاجزون وبسيطون، وانضم معظمهم للنصرة لكسب الراتب.
في الآونة الأخيرة، بينما كنت أقود سيارتي في إدلب، تعطلت في منتصف الطريق. حيث ساعدني شرطي بدفع سيارتي إلى جانب الشارع،وحاول إيقاف سائق دراجة ليدفع سيارتي. وقال “لن يساعدك سكان إدلب” . كان ينظر لي بابتسامته اللطيفة، على الرغم من أن لحيته طويلة وشعره كثيف. شكرته، وعدت إلى سيارتي، .
بدأنا الحديث. وقال أنه انشق عن شرطة الأسد وعليه كسب رزقه. “ماذا يمكنني أن أعمل؟ عمري 45 سنة. لا أستطيع أن أعمل عتالاً. وليس لدي رأسمال لأبدأ بعمل خاص بي. تقدمت بطلب للحصول على وظيفة مع النصرة، وقد عينوني في سلك الشرطة”.
يتدرج راتبه من 20 إلى 100 دولاراً في الشهر. وقال لي أنه لا يأبه للأمن في إدلب؛ فالشيء الأكثر أهمية هو راتبه. لشيء واحد، لا يملك السلطة لفرض القوانين. وقال “إذا ركن سائق سيارته في منتصف الطريق،ويتظاهر بأنه لا يراني، فإذا سألته، قد يكون هذا الرجل عنصراً من عناصر جيش الفتح. فربما يصرخ في وجهي. وربما يهينني أو حتى يضربني. وإذا كان مقاتلاً، فقد يطلق علي النار. ولن يأتي أحد لمساعدتي”.
وقال بأنه “رجل بسيط. في نهاية كل يوم أذهب للمنزل. وأحصل على راتبي في نهاية كل شهر. في هذه الأثناء، دعهم يفعلون ما يفعلونه. لست مسؤولاً عما يحدث”.
لقد صُدِمت. وسألته: كيف يمكن لعنصر في النصرة أن يتحدث بهذه الطريقة. فأجاب: “أنا لست عنصراً في النصرة، أنا موظف. وأحصل فقط على راتبي من النصرة”. وتابع قائلاً: اللعنة على قياديي النصرة الذين يتجولون في السيارات الكبيرة التي تستهلك 20 دولاراً من الوقود يومياً. قال: “هذا يساوي راتبي الشهري. فلتذهب النصرة إلى الجحيم”.
في وقت لاحق التقيت بجندي في النصرة. كانت ابتسامة عبد القادر عريضة ومزاجه لطيفاً. سألته ما الذي يفعله للنصرة. فقال: “كل شيء”. في يوم شرطي، وفي اليوم التالي كوماندوس انتحاري، ثم مقاتل عادي. يذهب إلى خطوط الجبهة الأمامية يومين في الأسبوع مع مقاتلين آخرين، ويمضي ما تبقى من الوقت في منزله. في الجبهة، يمضون وقتهم في شرب الشاي واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية عبر هواتفهم الذكية حتى ينتهي وقت خدمتهم.
وقال عبد القادر أنه لا يعنيه سواء تقدم النظام أو الثوار، طالما يحصل على راتبه كل شهر. وقال: “نحن لا نؤمن بالثورة، نحن نؤمن بالراتب!”.
ما قاله خالٍ من كل معاني الجهاد. وأن دوافع أولئك المقاتلين في كسب العيش فقط يضعف جميع مبادئهم. هم يتعرضون للخطر بسبب القتال. حيث صرح عبد القادر: “قد يهاجمنا النظام، وبعد ذلك سنُقتَل. وإذا حدث ذلك، أسأل الله أن يرحمنا. وإذا لم يحدث شيء، يكون ذلك أفضل. الحمد لله. بالنسبة لي، إنها صورة مرعبة. تتحلل جبهة النصرة من الداخل. كل ما لديهم هو الدعاية الفارغة”.
========================
المونيتور  :السبب الجوهري لتحول سياسة أردوغان في سوريا
http://www.turkpress.co/node/28612
أمبيرين زمان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
في بادئ الأمر قيل عن سبب التدخل التركي في سوريا إنه لتطهير الحدود التركية من تنظيم داعش، وبعد ذلك قيل إنه لطرد ميليشيا الأكراد السوريين وحدات حماية الشعب الكردي، أما اليوم فقد جاء تفسير جديد لسبب دخول القوات التركية إلى شمال سوريا للعمل مع مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض، إذ قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في المؤتمر السنوي لرابطة برلمانيون من أجل القدس الذي يعقد في إسطنبول "لماذا دخلنا سوريا؟ دخلنا لإنهاء حكم الطاغية بشار الأسد وليس لأي سبب آخر".
تشير تصريحات أردوغان التي تأتي في وقت تستعد فيه قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، إلى أن تركيا لن ترفع الدعم عن وكلائها من المعارضة السورية في أي وقت قريب. إذا أخذ كلام أردوغان على ظاهره، فإنه يشير إلى تدخل عسكري أعمق في سوريا، وتوجيه القوات التركية ضد داعش ووحدات حماية الشعب والنظام في وقت واحد.
هذا التحول من شأنه أن يترك تركيا على خلاف مع قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التي تعد وحدات حماية الشعب أفضل حلفائها، وعلى خلاف مع روسيا التي تريد أن توقف تركيا دعمها للجيش السوري الحر. ومن شأن هذا التحول أيضا أن يرفع لا محالة شبح مزيد من الجثث العائدة إلى تركيا، ويضاف إلى هذا كله أن تصريح أردوغان يكذب التكهنات التي ثارت أخيرا بأن تركيا تخلت عن حملتها المستمرة منذ مدة طويلة للإطاحة بالأسد، وأنها أرسلت لجس نبض دمشق بشأن قتال القوات الكردية فقط.
نجحت القوات التركية منذ دخولها جرابلس في أغسطس/ آب في تطهير الحدود من داعش، وواصلت توجهها جنوبا واستولت على مدينة دابق معقل داعش في أواخر الشهر الماضي، لكنها رغم ذلك تكافح دون نجاح كبير مع حلفائها من المعارضة السورية المسلحة لإبعاد وحدات الحماية الشعبية من المناطق المحيطة بمدينة الباب معقل داعش التي تشهد تنافسا شديدا للاستيلاء عليها. تعتقد أنقرة على ما يبدو أنها حصلت على تأييد روسيا لتلك الخطة، لكن قتل أربعة جنود أتراك على الأقل قرب مدينة الباب في الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني فيما وصفته هيئة الأركان التركية في البداية بأنه غارة للطائرات الحربية السورية، جعل هذه الفكرة مستبعدة وسط تكهنات بأن روسيا وقفت وراء هذه الغارة.
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، في ال28 من نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد لتركيا أن طائراته لم تنفذ الهجوم. سيسافر رئيس الوزراء، بن علي يلدريم إلى موسكو في الخامس من ديسمبر/كانون الأول للقاء نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، والرئيس بوتين، ومن المؤكد أن سوريا ستكون موضوعا للمناقشة.
وفي غضون ذلك قال مسؤولون أتراك للمونيتور بشرط عدم الكشف عن هويتهم في الثامن والعشرين من نوفمبر إنهم توصلوا إلى أن نظام الأسد ليس مسؤولا عن قتل الجنود الأتراك أيضا، وهذا يشير بالتالي إلى داعش التي ادعت في الواقع مسؤوليتها عن الهجوم. وادعت داعش أيضا في خبر مثير للقلق في التاسع والعشرين من نوفمبر أنها أسرت جنديين تركيين في بلدة دانا غربي الباب.
يعتقد مسؤولون في قوات التحالف الغربي أن من الراجح أن انتحاريا من داعش هو من نفذ هجوم ال24 من نوفمبر، لكن الأمور وصلت إلى منحنى خطير مع تقارير غير مؤكدة من مصادر في شمال سوريا تقول إن طائرة إيرانية دون طيار رصدت في سماء مدينة الباب عندما وقع الهجوم. وتملك إيران طائرات مسلحة بدون طيار، وهناك لقطات لهذه الطائرات يزعم أنها تقصف المعارضة السورية المسلحة.
يقع الخصمان التاريخيان تركيا وإيران على طرفي النقيض في الصراع السوري، لكنها بذلا جهودا كبيرة لتحاشي وقوع مواجهة مباشرة. في السادس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى مزيد من التعاون بشأن سوريا خلال زيارة وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو.
ومع ذلك يقول أحد قادة وحدات حماية الشعب الذي اتصلت به المونيتور هاتفيا إن احتمال أن تكون الطائرة الإيرانية قد ألقت، عن عمد أو غير عمد، ذخائر قاتلة على القوات التركية، لا يمكن التعامل معه على أنه ضرب من الخيال.
========================
وول ستريت جورنال: المسلحون في حلب على شفير الهزيمة
https://arabic.sputniknews.com/world/201612061021103000-سوريا-حلب-جيش-مسلحون/
العالم 09:08 06.12.2016انسخ الرابط 0 17810 تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن يأس المسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري في الجزء الشرقي من مدينة حلب. وقالت الصحيفة إن المجموعات المسلحة التي يسعى الجيش السوري إلى تحرير الجزء الشرقي من مدينة حلب منها، "على شفير الهزيمة". وأشارت إلى أن المسلحين فقدوا الأمل في كسب معركة حلب بعدما احتل الجيش السوري 60 في المائة من الأراضي التي سيطرت المعارضة عليها. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم إحدى المجموعات المسلحة، محمد الشيخ، قوله إنهم يفكرون في الانسحاب لأن قواهم استنفدت، مشيرا إلى أن اليأس يتملكهم. وشكل قادة المعارضة المحلية في الأسبوع الماضي لجنة لمفاوضة الحكومة السورية، ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول في اتصال مع السطات السورية بعد حسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية
========================
"وول ستريت جورنال": سياسة أمريكا بشأن سوريا في مفترق الطرق مع ترنح المعارضة وفوز ترامب
http://www.moheet.com/2016/12/05/2507412
الإثنين، 5 ديسمبر 2016 11:43 ص
متابعات
اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا باتت تقف الآن عند مفترق طرق في ظل ترنح قوى المعارضة السورية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين- أن الخسائر الفادحة التي تلحق بالمعارضة السورية أدت إلى إرباك حسابات السياسة الأمريكية في مرحلة حرجة من الحرب المستعرة في البلاد منذ فترة طويلة، مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مما يشير بالفعل إلى احتمال حدوث تحول جذري عندما يتولى منصبه في يناير المقبل.
وأضافت أن ترامب لم يكشف تفاصيل خططه بشأن سوريا، ولكن الخطوط العريضة التي أعلنها تنذر بالخروج المحتمل عن نهج إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي وفرت كميات قليلة من الأسلحة والتمويل للميليشيات المعارضة التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتكافح تنظيم داعش الإرهابي بشكل منفصل.
واعتبرت (وول ستريت جورنال) أن المكاسب الأخيرة التي حققتها قوات الأسد تعطي قوة دافعة للدعوات بين بعض أقرب مستشاري ترامب وكذا كبار الخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين، بتقليص الدعم للمعارضة السورية، مستشهدة باعتقاد البعض أن الحرب التي ترمي إلى الاطاحة بالأسد قد حسمت بالفعل وأنه يجب على الولايات المتحدة التحالف مع روسيا، وربما مع الحكومة السورية في شن هجوم شامل على المتطرفين.
ونقلت عن رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت جينجريتش, وهو مستشار مقرب لترامب، قوله: “أرني الآن استراتيجية تضمن التخلص من الأسد”، في إشارة إلى عدم وجود مثل هذه الاستراتيجية. وأضاف: “الروس والإيرانيون في صفه  ، وليس هناك تحالف قوى في المنطقة يمكنه هزيمته. لذلك دعونا نواجه الواقع”.
وفي السياق ذاته، استبعد وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، الذي التقى أيضا مع ترامب، احتمال أن يدعم الأمريكيون مثل هذا الالتزام العسكري اللازم للإطاحة بالأسد.
وأضاف “أعتقد أنه علينا البدء في أن نكون واقعيين..الأسد سيبقى في السلطة، والروس ملتزمون بذلك”.‎
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية الأجنبية المتحالفة معها يواصلون- بدعم روسي وإيراني - تقدمهم صوب الأحياء التي تخضع لسيطرة المعارضة في شرق حلب، وهي ساحة قتال محورية، في ظل ما يحققه نظام الأسد من مكاسب إقليمية مهمة منذ أسبوع.
وأشارت إلى أن النظام السوري يتحكم الآن فيما يقرب من نصف أحياء حلب التي كانت تخضع قبل ذلك لسيطرة المعارضة، بل وكان يواصل تقدمه امس الأحد في محاولة للسيطرة على ما تبقى، في خطوة قد تجبر قوات المعارضة السورية على الانسحاب من عدد من الأحياء. ويقول السكان المحليون إن القصف المكثف مستمر على المناطق التي يقطنها المدنيون، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى خلال الأيام الأخيرة.
واختتمت “وول ستريت جورنال” تقريرها بالقول: “إن مسئولي إدارة أوباما يساورهم الشك في أن يتمكن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب من تشكيل أي تحالف هادف مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا”.
========================
واشنطن بوست: في حال تخلى عنها ترامب.. CIA تبحث خيارات دعم معارضة سوريا
http://www.all4syria.info/Archive/368266
كلنا شركاء: واشنطن بوست- ترجمة منال حميد- الخليج اونلاين
بعد ثلاث سنوات من بدء برنامج الاستخبارات المركزية الأمريكية؛ القاضي بتقديم الدعم للمعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد، وخوفاً من تخلّي الرئيس الأمريكي المنتخب عن هذا البرنامج، بدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) البحث عن بدائل جديدة لدعم الآلاف من أولئك المقاتلين الذين تتولى واشنطن دعمهم، بحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
من بين تلك الخيارات التي تدرسها الاستخبارات الأمريكية حالياً تشكيل تحالف من دول إقليمية في الخليج العربي لتقديم الدعم للمعارضة السورية المسلحة، بالإضافة إلى اعتماد مزيد من خيارات حرب العصابات التي تستهدف القوات النظامية السورية والروسية.
المعارضة السورية قبل أكثر من عام كانت قد نجحت في الاستيلاء على مناطق واسعة من سوريا، غير أنه في ظل الدعم الروسي الجوّي، وقصف طائرات النظام بلا هوادة لمناطق المعارضة، إلى جانب الدعم الكبير الذي حصل عليه النظام من المليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية، وحزب الله اللبناني، كل هذه الأسباب غيّرت المعادلة لصالح النظام السوري.
الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، كان قد أعلن أن معركته الرئيسية في سوريا ستكون ضد تنظيم الدولة، وأنه على استعداد للتعاون مع روسيا ونظام الأسد بهذا الخصوص.
غير أن خطط ترامب فيما يتعلق بسوريا، بحسب الواشنطن بوست، تبقى غامضة، حيث سبق له أن رفض وجهة نظر الرئيس الحالي، باراك أوباما، بالدعوة إلى طاولة مفاوضات لإنهاء الحرب في سوريا، كما أن ترامب كان قد أعلن في وقت سابق أنه سيتم تقليص الدعم المقدم للمعارضة السورية.

بشار الأسد، دعا في مقابلة بعد أسبوع من انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، إلى تعاون واشنطن مع دمشق في إطار مكافحة الإرهاب، والعمل ضد تنظيم الدولة.
عملية قطع الدعم المقدم من قِبل واشنطن لفصائل المعارضة السورية ستكون بمنزلة هزة للاستخبارات الأمريكية، التي سبق لترامب أن وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها باتت متدنّية القدرات.
واشنطن كانت تأمل أن ينجح دعمها لفصائل في المعارضة السورية في الضغط على الأسد خلال المفاوضات، بعد أن تتمكن من تنمية القدرات القتالية لتلك الفصائل، إلا أن التدخل الروسي القوي، والوجود الإيراني المكثّف، أفشل ذلك.
تقدّر واشنطن وجود نحو 50 ألف مقاتل من مقاتلي المعارضة المسلحة التي توصف بالمعتدلة، وهي تتركز في شمال غرب إدلب، وفي حلب، بالإضافة إلى جيوب صغيرة في غرب وجنوب سوريا.
وبحسب مسؤول أمريكي فإن هذه المعارضة التي تقاتل منذ سنوات نجحت في الصمود والبقاء، ومن ثم فإن معارضتها لنظام الأسد لن تنتهي.
ورغم الحديث عن الدعم الأمريكي لهذه الفصائل فإنها كثيراً ما كانت تشتكي من قلة هذا الدعم، وخاصة فيما يتعلق بصواريخ تاو المضادة للدبابات، والتي حصلت عليها المعارضة من المملكة العربية السعودية، كما أن المعارضة السورية تشتكي من كثرة الشروط التي تضعها واشنطن أمام الدعم المقدم لها.
أحد قادة الفصائل السورية التي درّبتها واشنطن قال إنهم محبطون جداً؛ “فالولايات المتحدة ترفض توفير الأسلحة التي نحتاج إليها، إنهم يعدوننا بالدعم ثم يتركوننا نغرق ليتفرجوا علينا”.
========================
معهد واشنطن :"دبلوماسيو" «حزب الله» ينتقلون إلى ميدان العمليات
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/hezbollahs-diplomats-go-operational
ماثيو ليفيت
متاح أيضاً في English
2 كانون الأول/ديسمبر 2016
نظراً لإقدام «حزب الله» على نشر الآلاف من المقاتلين في سوريا، تم سحب العديد من قادته العسكريين وعناصره الإرهابية الأكثر خبرةً وتمرساً من مهامهم التقليدية القائمة على التمركز في مواقع محددة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل أو الانخراط في أنشطة مالية ولوجستية وعملياتية في الخارج. فقد تكبّد الحزب في الحرب السورية خسائر في الأرواح فاقت تلك التي تكبّدها في كافة معاركه مع إسرائيل، الأمر الذي أرغمه على استخدام كوادره من العناصر الإرهابية العالمية العاملة في "حركة الجهاد الإسلامي" (المعروفة أيضاً باسم "منظمة الأمن الخارجي") كتعزيزات في ساحة المعركة. ونتيجةً لذلك، عوّل «حزب الله» بشكل أكبر من المعتاد حتى على "وحدة العلاقات الخارجية" التي اضطلع أعضاؤها بشكل رسمي بدور الاتصال مع المجتمعات الشيعية في مختلف أنحاء العالم، لكن يتم استخدامهم أكثر فأكثر لتنفيذ نشاطات إجرامية وإرهابية مختلفة.
معلومات تاريخية
كان أبرز مسؤول في "منظمة الأمن الخارجي" تمّ نقله من مهامه الخاصة بالإرهاب الدولي إلى سوريا هو مصطفى بدر الدين الذي تسلّم قيادة كتيبة جديدة لـ «حزب الله» في سوريا رغم أنه بقي الرئيس الفخري لـ "منظمة الأمن الخارجي" (وقد قُتل في النهاية هناك في أيار/مايو هذا العام). ووفق تقرير صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية في تموز/يوليو 2015، اضطلعت أيضاً عناصر بارزة أخرى في "المنظمة"، من بينها إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، "بدور أساسي" في سوريا عبر مساعدة مقاتلي الحزب وقوات نظام الأسد ضد المتمردين.
ومن المثير للاهتمام، أن العناصر الدولية لـ «حزب الله» خضعت لإعادة تنظيم من نوع مختلف قبل الحرب بوقت قليل فقط، بعد فشل سلسة من العمليات الإرهابية في دول مثل أذربيجان وتركيا. وفي كانون الثاني/يناير 2010، أقدم بدر الدين ونائبه طلال حمية على"مراجعة وإعادة تقييم شاملة للعمليات" بناء على تعليمات الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ما أدّى إلى "تغييرات كبيرة" داخل "منظمة الأمن الخارجي" خلال ستة أشهر. وتمحور جوهر الخطة حول تجنيد عناصر جديدة من وحدات «حزب الله» العسكرية من أجل أن تخضع لتدريبات على مستوى المعلومات الاستخباراتية والعمليات، لتكتسب بالتالي قدرات وتقنيات استخباراتية اضمحلت منذ أن قرر الحزب وقف عملياته الدولية خشية أن تشمله الحرب على الإرهاب بعد عام 2001. لكن مشاركته في سوريا خلال عام 2011 وضعت حداً لمساعي التجنيد هذه، واتّجهت العناصر من "منظمة الأمن الخارجي" إلى الجناح العسكري وليس عكس ذلك.
ما هي "وحدة العلاقات الخارجية"؟
إلى جانب عملياته السرية الخارجية، لا يزال «حزب الله» يحافظ على حضور دولي أكثر علنيةً من خلال "وحدة العلاقات الخارجية"، التي ينتشر ممثلوها في جميع أنحاء العالم. وتعمل "وحدة العلاقات الخارجية" بشكل علني في لبنان وبطريقة شبه علنية في الخارج. ويتولى حالياً علي دعموش قيادتها خلفاً لنواف الموسوي. تجدر الملاحظة أن بعض أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" هم لبنانيون تمّ إرسالهم إلى الخارج، في حين أن الآخرين هم من مؤيدي «حزب الله» يعيشون أساساً في البلدان المستهدفة. وتربط معظمهم علاقات وطيدة بمسؤولين بارزين في الحزب، ويتلقى الكثير منهم تدريباً عسكرياً مكثفاً.
أما في كندا، فيقدّر المسؤولون في مجال الاستخبارات أن تكون "وحدة العلاقات الخارجية" مسؤولة عن تأسيس منظمات واجهة ومنصات أخرى في دول أجنبية من أجل رصد المواهب وحشد دعم الشيعة المحليين لكل من «حزب الله» وإيران. واستناداً إلى مواقع مكافحة الإرهاب الإلكترونية الحكومية ومحادثات خاصة مع مسؤولين، تَعتبر السلطات الكندية أن «حزب الله» هو "إحدى أكثر الجماعات الإرهابية التي تتمتّع بمهارات تقنية في العالم" وقد أجرت تحقيقات في كافة الأنشطة التي أجرتها على أراضيها بما فيها تلك الخاصة بـ"منظمة الأمن الخارجي" و"وحدة العلاقات الخارجية". وهي ترى أن مهمات هذه الأخيرة الأساسية تتمثل بالحملات الدعائية، والتمويل والدعم، في حين تقوم "منظمة الأمن الخارجي" بشراء التجهيزات اللازمة وتنفيذ العمليات الإرهابية.
وعلى نحو مماثل، لطالما أقرّت الحكومة البريطانية "بوجود محدود وعلني للحزب في المملكة المتحدة يتمتّع بروابط واسعة النطاق" مع "وحدة العلاقات الخارجية" التي تعتبرها لندن "مختلفة" عن "منظمة الأمن الخارجي". وفي المقابل، لاحظت حكومات أخرى تداخلاً أكبر في مهامهما؛ فعلى سبيل المثال، تصف التسميات الإرهابية المعتمدة في نيوزلندا "منظمة الأمن الخارجي" على أنها "وحدة «حزب الله» للاستخبارات الخارجية المتخصصة في التجسس، ومكافحة التجسس، وإرسال عناصر إلى الخارج للإندماج مع الجاليات المهاجرة وشبكات الأعمال التجارية وتلك الإجرامية وتنفيذ هجمات إرهابية". لكن هذه الجهود غالباً ما أصبحت غير واضحة حالياً إذ إن عناصر "وحدة العلاقات الخارجية" أخذت تنخرط على نحو متزايد في أنشطة أكثر سرية وعملياتيةً إلى جانب مهامها العلنية.
ووفقاً لدراسة أجراها صموئيل بار من "جامعة الدفاع الوطني" في تشرين الأول/أكتوبر 2006، تكون "وحدة العلاقات الخارجية" مسؤولة أمام "المجلس السياسي لـ «حزب الله»"، في حين أن "منظمة الأمن الخارجي" تكون مسؤولة أمام "مجلس الجهاد". غير أن لدى أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" تاريخ حافل ليس فقط بالمهام على مستوى السياسة والتمثيل الرسمي، ولكن أيضاً على الصعيد اللوجستي، وجمع الأموال، وحتى الأنشطة العملياتية لصالح "منظمة الأمن الخارجي". فعلى سبيل المثال، ذكر تقييم لوزارة الخزانة الأمريكية خلال عام 2015 نُشر في إطار تحديد عناصر من "وحدة العلاقات الخارجية" في أفريقيا أن "الوحدة تزعم أنها مسؤولة عن العلاقات المجتمعية"، لكن الهدف الأساسي لـ "وحدة العلاقات الخارجية" في نيجيريا يتمثّل بجمع مجندين لصالح الوحدات العسكرية لـ «حزب الله»، فضلاً عن تأسيس بنية تحتية إرهابية لوحدات العمليات التابعة للحزب ودعمها في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم".
الأدوار العامة لـ "وحدة العلاقات الخارجية"
على صعيد الأنشطة "الدبلوماسية" العلنية، ينفّذ أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" عدداً من المهام في الخارج. فهم يوفّرون الدعم اللوجستي لوفود «حزب الله» الزائرة، ويبنون "مراكز اجتماعية" لتشجيع الشيعة المحليين على تأييد الحزب ولتكون قاعدة لأنشطته. كما يجمعون الأموال ويرصدون المجندين المحتملين، ويقيمون الروابط ويحافظون على التواصل بين المؤيدين المحليين وقادة الحزب في لبنان من جهة، وبين عناصر الحزب في مختلف البلدان من جهة أخرى.
وفي أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، استثمر الحزب الوقت والطاقة في توطيد علاقاته مع الدول الأوروبية. وقاد مسؤول "وحدة العلاقات الخارجية" السابق نواف الموسوي هذه المساعي الدبلوماسية، حيث أرسل وفوداً إلى الدنمارك وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا في الفترة 2002-2003. وكانت الوفود مؤلفة في المقام الأول من ممثلي «حزب الله» في البرلمان اللبناني؛ وتمثّل هدفها الرئيسي في إبقاء المجموعة خارج لائحة الجماعات الإرهابية التي وضعها الاتحاد الأوروبي وتوطيد علاقاتها مع اللبنانيين والشيعة المقيمين في هذه الدول. وتولّى أعضاء في "دائرة العلاقات الخارجية" مقرهم في أوروبا معاملات السفر وغيرها من اللوجستيات المتعلقة بهذه الزيارات. كما سعى «حزب الله» إلى شراء مبنى في برلين في حزيران/يونيو 2002 ليكون "مركزاً ثقافياً"؛ وقد رجّح المسؤولون أنه كان يمكن أن يمثّل المقر الرئيسي لأنشطة الحزب في القارة.  
وقد وفّرت عناصر «حزب الله» في أمريكا الجنوبية خدمات مماثلة بأسلوب "دائرة العلاقات الخارجية". ففي عام 2008، فضحت وزارة الخزانة الأمريكية أحد داعمي الحزب في فنزويلا ويُدعى غازي ناصر الدين الذي قام، من جملة أمور أخرى، "بتسهيل سفر اثنيْن من نواب الحزب إلى كاراكاس لجمع التبرعات... والإعلان عن افتتاح مركز اجتماعي ومكتب برعاية «حزب الله» في فنزويلا". وفي البرازيل، أدار مسؤولو الحزب مسجداً حيث حظّروا على أي شخص ليس عضواً في الجماعة من المشاركة في الممارسات الدينية. أما في "منطقة الحدود الثلاثية"، فاضطلع صبحي فياض "بدور ضابط اتصال بين السفارة الإيرانية ومجتمع الحزب" في الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وفقاً لتصنيف وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2006. وفي كولومبيا، أجرى عضو "وحدة العلاقات الخارجية" علي محمد صالح "اتصالات مع أعضاء مشتبه بهم تابعين للحزب في فنزويلا وألمانيا ولبنان والسعودية" منذ عام 2010.      
وقد ظهرت مثل هذه الأنماط في أفريقيا أيضاً، حيث ينسّق مسؤول "وحدة العلاقات الخارجية" علي أحمد شحادة سفر أفراد «حزب الله»، بما في ذلك من السنغال إلى ساحل العاج. وهو يساعد بشكل كبير عبد المنعم قبيسي، الذي تعتقد الحكومة الأمريكية أنه الممثّل الشخصي لحسن نصر الله في غرب أفريقيا. كما استضاف قبيسي كبار المسؤولين في الحزب الذين يزورون ساحل العاج وغيرها من الدول في أفريقيا، علماً بأن أنشطته علنية عموماً، كالتحدث مثلاً في المناسبات المحلية التي يقيمها الحزب وافتتاح مؤسسة رسمية لـ «حزب الله» في ساحل العاج (وقد أشارت وزارة الخزانة الأمريكية أنه يتم استخدام هذه المؤسسة "لتجنيد أعضاء جدد للصفوف العسكرية لـ «حزب الله» في لبنان"). وكانت هذه الخطوات وغيرها قد جذبت انتباه المسؤولين في أفريقيا، حيث أشارت الذراع الإقليمية لـ "فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية" إلى أنشطة شحادة ضمن "وحدة العلاقات الخارجية" في تقرير صدر عام 2013 بشأن تمويل الإرهاب في غرب أفريقيا. وفي أماكن أخرى، نظّم العضوان في "وحدة العلاقات الخارجية" فوزي فواز وعبدالله طحيني سفر وفود «حزب الله» إلى نيجيريا.   
الأنشطة التنفيذية
كما ذُكر أعلاه، تربط العديد من أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في «حزب الله»، كما يتمتّع البعض منهم (على سبيل المثال، صالح في كولومبيا) بخبرة في التدريب العسكري أو القتال، وتربط آخرين (على سبيل المثال، فواز والطحينة في أفريقيا) علاقات مع عناصر "منظمة الأمن الخارجي". وبالتالي، ليس من المفاجئ أن يكون «حزب الله» قد دعا بانتظام شبكة "وحدة العلاقات الخارجية" التابعة له إلى الانخراط في أنشطة ذات طبيعة عملياتية أكبر.
على سبيل المثال، في عام 2004، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن قادة «حزب الله» في لبنان قد أوكلوا أسد أحمد بركات ومقره في "منطقة الحدود الثلاثية" -- وهو أحد "أبرز أعضاء الحزب وأكثرهم نفوذاً" -- جمع "معلومات دقيقة" حول العرب المحليين الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وبعد ذلك، قام بنقل هذه المعلومات إلى "وحدة العلاقات الخارجية" في لبنان.   
لقد كانت أنشطة "وحدة العلاقات الخارجية" في أفريقيا مقلقة بشكل خاص. فقد سلّط تقرير صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية في حزيران/يونيو 2013 الضوء على السلوك المنطوي على مشاكل معقدة لمن يطلقون على أنفسهم لقب "سفراء" الحزب في سيراليون والسنغال وساحل العاج وغامبيا. فقد التقى عباس لطفي فواز، عنصر "وحدة العلاقات الخارجية" في السنغال، كبار المسؤولين في لبنان من أجل "مناقشة مسائل أمنية" وسط الاتهام المحتمل لأفراد «حزب الله» من قبل "المحكمة الخاصة بلبنان" التي أنشأتها الأمم المتحدة. وقد عرض إعادة اللبنانيين المقيمين في السنغال إلى بلدهم إذا اعتبر مسؤولو الأمن في الحزب أن لوجودهم منفعة في لبنان. وعلى نحو مماثل، جنّد العضو في ساحل العاج علي أحمد شحادة سكاناً محليين وسعى إلى إرسالهم إلى لبنان. وكانت هذه المعلومات وغيرها قد دفعت بوزارة الخزانة الأمريكية إلى الاستنتاج بأن الحزب "يعتزم تكييف واستخدام شبكات الدعم الدولية التي بناها لدعم الهجمات الإرهابية ضد المدنيين في جميع أنحاء العالم".    
وبالمثل، وصف تقرير صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية في شباط/فبراير 2015 كيف أصبح عنصرا "وحدة العلاقات الخارجية" المذكوران آنفاً فوزي فواز وعبدالله طحيني "عضوان في خلية «حزب الله» الإرهابية" في نيجيريا إلى جانب شقيق فواز ويدعى مصطفى، أحد أفراد "منظمة الأمن الخارجي". واتُهم فوزي بحيازة "أسلحة ثقيلة" وبتورطه في "أنشطة أخرى ذات علاقة بالإرهاب". وبعد اكتشاف مخبأ أسلحة تابع لـ «حزب الله» في مدينة كانو عام 2013، أصدرت السلطات النيجيرية مذكرات توقيف بحق فوزي وطحيني
الاستنتاجات
لم يكن هناك أي جدار واقٍ فعلي بين ما يسمى بـ "أجنحة" «حزب الله»، كما أن واقع تورط العناصر المسؤولة أمام "المجلس السياسي" للحزب وإلى حدّ كبير بأنشطة إجرامية وإرهابية يسلّط الضوء على مبرّر هذا الاختلاف. يُذكر أن العديد من هؤلاء الأفراد هم ممثلون شخصيون لحسن نصر الله نفسه أو تربطهم علاقات وطيدة مع غيره من القادة البارزين في الحزب، مما يقوّض على نحو أكبر أي محاولة للتمييز بين "منظمة الأمن الخارجي" و "وحدة العلاقات الخارجية".
وبعد دخول «حزب الله» في الحرب السورية، كشف مسؤولون في عدد من القارات أنه يتمّ استخدام عناصر "وحدة العلاقات الخارجية" بشكل أكبر للقيام بأنشطة سرية على غرار تجنيد أفراد، وجمع معلومات استخباراتية، وتوفير الدعم اللوجستي للعمليات الإرهابية. وفي الدوائر الدبلوماسية الحقيقية، يتمّ وصف مثل هذا السلوك "بالتصرف غير اللائق"، غير أن أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" ليسوا سفراء حقيقيين -- فهم لا يتمتّعون بأي مكانة دبلوماسية، ويمثلون جماعة مسلحة تشتهر على نطاق واسع بتورطها في أعمال إرهابية. وبالنسبة للدول التي تسعى إلى تقويض ووقف أنشطة «حزب الله» ضمن حدودها، فإن توسّع نطاق تحقيقاتها لتشمل "وحدة العلاقات الخارجية" هي خطوة طال انتظارها وقد تأخرت كثيراً.
 ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.
========================
الصحافة الايطالية والتركية :
من الصحافة الإيطالية: تحقيقات مع شركة إيطالية باعت معدات للمخابرات السورية..
http://all4syria.info/Archive/368524
كلنا شركاء: analisidifesa- ترجمة هافينغتون بوست عربي
في الأسبوع الماضي تم توجيه أصابع الاتهام لشركة إيطالية مشهورة بشبهة بيعها حواسيب بصورة غير مشروعة، لفائدة المخابرات وأجهزة سرية ناشطة في سوريا. وتسمى هذه الشركة “أريا”، ويقع مقرها الأصلي في مدينة فاريزي، وهي متخصصة في مجال الخدمات التكنولوجية، بما في ذلك الحواسيب والهواتف وتطوير وتسويق أنظمة الرصد، وقد فتشتها الشرطة المالية بأمر من مكتب المدعي العام في ميلانو يوم الخميس الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة analisidifesa الإيطالية.
هدف البيع
والهدف من بيعها هذه المعدات للمخابرات والأجهزة السرية في سوريا هو التجسس على الهواتف والرسائل في شبكة الإنترنت، وليس للاستخدام المدني والعسكري. وقد تم تنسيق عملية التفتيش من قبل رئيس مكافحة الإرهاب في ميلانو ألبرتو نوبيلي، والمدعي العام بييرو بسيليوني، سعياً للتحقق من صحة المعلومات حول وجود فرع صغير للشركة في سوريا يتعامل مع الشركة الأم في إيطاليا.
وقد أقر كل من الرئيس التنفيذي للشركة، أندريا فورمينتي، ومدير المشروع أليساندرو ميستو، بأن نشاط شركتهم يهدف إلى تصدير معدات تكنولوجية ذات استخدام مزدوج، أي الصالحة للاستخدام المدني والعسكري على حد السواء. وبأنهما قد أبرما عقداً بقيمة 13 مليون يورو مع الشركة السورية للاتصالات، وأكدا أن تهمة تقديم هذه الخدمات للمخابرات السورية شيء لا أساس له من الصحة.
وبحسب التحليلات فإن العقد ينص على بيع معدات وأجهزة كمبيوتر “ذات استخدام مزدوج”، وبالفعل فقد تم نقلها إلى سوريا بين العامين 2010 و2011 من قبل موظفي الشركة في كنف السرية، وتم أيضاً تجاوز الضوابط الجمركية. وخلال الفترة من فبراير/شباط إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2011، لم يعد تصدير هذه المعدات يتم خفية بل بغطاء رسمي، يتمثل في الترخيص الصادر من وزارة التنمية الاقتصادية، والذي تم الحصول عليه عن طريق توفير بيانات ووثائق كاذبة.
ولهذا السبب قامت الشرطة المالية، بناءً على أمر من السلطات المعنية، بوضع يدها على حساب الشركة الذي تبلغ قيمته حوالي 8 ملايين يورو، وهو الرقم الذي يتناسب مع قيمة إيداع شركة الاتصالات السورية التي دفعت ثمن التزويد غير القانوني.
وفي هذا الإطار أوضحت شهادة أحد الموظفين أن الشركة يمكن تشبيهها بمصنع السكاكين التي لا تستخدم إلا في قتل الناس، ولكن في هذه الحالة بطريقة إلكترونية، كما أوضح هذا الرجل أنه قد تخلى عن العمل في آب/أغسطس 2011 لأسباب أخلاقية.
وبالإضافة إلى ذلك، قال إنه أثناء وجوده في دمشق في كانون الأول/ديسمبر قبل 6 سنوات، شعر ممثلو المخابرات السورية بالخوف من الانتفاضات التي كانت تحدث في مصر وتونس وليبيا، وسارعوا لإدخال المعدات، خوفاً من تحول هذه الفوضى إلى سوريا أيضاً.
وذكر هذا الموظف السابق أيضاً أن الشركة قد فازت بالمناقصة الدولية، وذلك بفضل تدخل شركائها السوريين الذين يرغبون في تكوين علاقات الصداقة والتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد تضمنت المرحلة الثانية من التحقيق التثبت في قاعدة بيانات الاعتراض، التي قام بها مختلف المدعين الإيطاليين على موظفي هذه الشركة. والتحقيق في مدى صحة ما تم الإبلاغ عنه، إلا أنه لا توجد إلى حد الآن أدلة قاطعة وبراهين قوية على حدوث أي استخدام سري وأي تعامل أو وجود فرع في سوريا.
========================
صحيفة خبر تورك :حقيبة درع الفرات
http://www.turkpress.co/node/28614
06 ديسمبر 2016
نهال بينغيسو كراجا - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس
تحدث الرئيس التركي عن درع الفرات خلال الأيام القليلة الماضية، وقال: "نحن ليس لدينا مطامع في الأراضي السورية، ما نريده هو أن يسيطر أهل تلك المناطق على مناطقهم، ولهذا دخلنا سوريا، من أجل تأسيس العدالة، ولإنهاء سيادة نظام الأسد وإرهابه، ولذلك يجب ان لا ينظر أحد لتدخلنا في سوريا من منظور عرقي أو طائفي، لأننا لا ننظر أبدا بأي إيجابية لموضوع القومية والعرقية".
جاء هذا التصريح قبل يوم من زيارة لافروف، ولذلك علّق عليها الكرملين بقوله "كان مفاجئا بالنسبة لنا". وفي الحقيقة أهداف عملية درع الفرات تمثلت بصورة رئيسية بإبعاد خطر داعش عن الحدود التركية، ومنع توحيد كنتونات حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنع سيطرته على المناطق التي يتم تحريرها من داعش.
وصرح أردوغان مجددا بالتوازي مع زيارة لافروف، وقال: "هدف عملية درع الفرات غير موجه لشخص أو دولة ما، وإنما موجه فقط للمنظمات الإرهابية، وهذا تحدثنا عنه عشرات المرات، وأتمنى أن لا يشك احد في ذلك، وأن لا يتم تفسير تصريحاتنا بصورة مغايرة لهذه الحقيقة".
ماذا نفهم من كل هذا؟
دعونا أولا نلخص المشهد.
ربما كانت روسيا ستستفيد لو نجح انقلاب 15 تموز/ يوليو، لأنّ عملية درع الفرات التي قادتها تركيا بعد تلك المحاولة الانقلابية، ستعمل على القضاء على داعش وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي، وكانت تهدف لفتح الطرق نحو تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب، وبالتالي عندما ننظر يمنة نرى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب يرفعان العلم الأمريكي، وعندما ننظر يسرة نرى نظام الأسد وروسيا يحاصران حلب.
كما أنّ عملية الهجوم الجوي التي استهدفت جنودا اتراكا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في ذكرى اسقاط الطائرة الروسية، كان عملية يقودها النظام السوري، لكنها اخذت الموافقة الروسية على ذلك، وأنا أعتقد بأنّ تصريحات أردوغان الأخيرة جاءت بعد وصول معلومات تؤكد له بأنّ هذا الهجوم تم بموافقة روسيا، ولذلك قال "دخلنا سوريا لإنهاء حُكم الأسد"، وما رافقه من تصريح ثاني يشير إلى أنّ تركيا تحاول لعب دور الوسيط، وتحاول اللعب بصورة متوازنة.
تركيا تريد أن تتقدم بالطريقة التي تريدها نحو شرق والغرب، وبدأت بتأسيس منطقة آمنة بين عزيز وجرابلس، ونحن الجنوب، وهي بذلك تريد لعب دور هام على الأرض، وفي نفس الوقت تبحث عن حلول توافقية وسلمية لتغير الواقع.
أعرب لافروف في أنطاليا عن أنّ الاجتماعات مع المعارضة "أمر طبيعي للغاية"، حيث أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أنّ روسيا تجتمع مع مجموعات من المعارضة السورية في انقرة لمناقشة أوضاع حلب، وهناك محاولات لعمل تسوية تتمثل بفتح ممر آمن لأهل حلب مقابل انسحاب مجموعات من المعارضة، وأشارت بعض المصادر الأخرى إلى أنّ 4 أشخاص ممثلين لمجموعات المعارضة قد اجتمعوا معلا المسؤولين الروس في أنقرة، وتجري مناقشات على الطاولة لإنهاء حصار حلب.
لو لم يكن هناك سياسات فاشلة، لما كان هناك إمكانية لجلوس المعارضة السورية مع الداعم الأول للنظام في سوريا على نفس الطاولة
========================
الصحافة الروسية والعبرية :
موسكوفسكي كومسوموليتس: خصوم الأسد يبحثون عن رعاة جدد
http://www.raialyoum.com/?p=576041
تطرقت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس إلى مستجدات الأوضاع في سوريا؛ مشيرة إلى أن معارضي الأسد يبحثون عن رعاة جدد، في ضوء إمكان إيقاف واشنطن مساعداتها.
جاء في مقال الصحيفة:
أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن المجموعات المعارضة لبشار الأسد، والتي كانت تتلقى الأسلحة والمساعدات من واشنطن، بدأت تبحث عن مصادر جديدة لدعمها وتسليحها. والحديث يدور هنا عن اندماج هذه المجموعات بتنظيم “القاعدة” أو التنظيمات الراديكالية غيرها، أو الحصول على المساعدات اللازمة من دول الخليج. وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن كانت خلال ثلاث سنوات تقدم لهذه المجموعات الأسلحة، والآن تنوي وقف هذه المساعدات. وهذا ما تؤكده خطابات وتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
لإلقاء الضوء على مدى خطورة إعادة تشكيل المعارضة السورية، ولمعرفة ما الذي يقف وراء تصريحات ترامب، توجهت “موسكوفسكي كومسوموليتس بأسئلتها إلى المستشرق أندريه سيرينكو:
يقول سيرينكو: “حاليا، تدور على الساحة السورية عدة حروب: ضد “داعش”، وضد بشار الأسد، وضد توسع نفوذ تركيا، وضد عودة نفوذ روسيا إلى الشرق الأوسط. وتخضع المجموعات المسلحة التي تنشط في سوريا حاليا لما يشبه عملية انتقاء: عملياتها القتالية وإمكاناتها المستقبلية. والحرب في سوريا قد تطول كثيرا، حيث أصبحت لبعضٍ عملية تجارية “بزنس.
وهذه المجموعات القتالية تبحث عن لاعبين خارجيين، يمكنهم تقديم الدعم اللازم إليها. وبعض هذه المجموعات المعارضة تبدي اهتماما بتنظيم “القاعدة”، وبقطر والمملكة السعودية. لذلك، يصعب هنا تأكيد أن جميع أطراف المعارضة السورية سوف تكون تحت “رعاية” موحدة، وأن اتحادها مع “القاعدة” ليس خطا أحمر. فنحن نعلم بتعاون حكومات بعض البلدان مع تنظيمات مرتبطة بـ “القاعدة”، وأقصد حركة “طالبان”-أفغانستان. أي أن تعاون مجموعة معارضة معينة مع “القاعدة” ليس عائقا لنشاطها”.
وبحسب رأي سيرينكو، قد يتغير شكل وعدد المجموعات المعارضة في سوريا عام 2017. ويضيف: “سوف يجري ما يشبه إعادة النظر بهذه المجموعات واللاعبين الداخليين والخارجيين. وبعدها يصبح واضحا أي من هذه المجموعات تبقى في هذا الصراع وأي منها (الضعيفة) يقضى عليها حتى جسمانيا. وإن الاتحاد مع “داعش” هو أحد الخيارات المحتملة. ويمكن استخدام بنيتها التحتية كجزء في الحلقة اللوجستية”.
إن سعي المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة للبحث عن رعاة جدد، يرتبط بتصريحات ترامب، الذي أعلن عن رغبته بتركيز العمل في سوريا على محاربة “داعش” وليس إطاحة الأسد.
يقول سيرينكو إن “الولايات المتحدة سوف تتخلى عن مساعدة حلفائها الضعفاء. وترامب باعتباره رجل أعمال يفكر في الشروط المثلى لهذه الأصول. وعندما يتحول الشريك إلى عنصر غير نشيط، يجب التخلص منه. لذلك، ورغم المفارقة، تتمتع تصريحاته بمنطق واقعي – لا حاجة إلى إعطاء الأموال إلى الذين لا يستخدمونها بفعالية. وبالنسبة إلى المعارضة السورية، فإن هذه التصريحات هي حافز لاستعراض إمكاناتها، وإن ما يزعج واشنطن هو عدم تمكن هذه المجموعات من تشكيل جبهة موحدة.
ويضيف الخبير أن من الممكن تفسير تصريحات ترامب بصورة أخرى، فقد يعني “تخلي الأمريكيين عن دعم المعارضة السورية الحالية، انشغالهم بمشروع جديد لدعم معارضة أخرى أقوى وقادرة على الدفاع عن المصالح الأمريكية في المنطقة. ومن المحتمل أن تشكَّل المعارضة الجديدة وفق شروط جديدة”.
ويذكر ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد أعلن أن نظيره الأمريكي سلمه مقترحات بشأن تسوية مسألة حلب “تنسجم مع المواقف التي تتمسك بها روسيا”، وأكد لافروف استعداد موسكو لإرسال دبلوماسيين وخبراء عسكريين إلى جنيف في أي وقت لاستئناف المشاورات مع الولايات المتحدة حول الوضع في حلب، وخروج المسلحين كافة ومن دون استثناء منها.
ولكن، ليس واضحا ما إذا كانت موسكو وواشنطن ستتمكنان من التوصل إلى موقف موحد قبل نهاية السنة الحالية، وماذا سيكون مصير هذا الاتفاق بعد تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.  (روسيا اليوم)
=========================
اسرائيل هيوم :الولايات المتحدة: العودة إلى خلية نحل الجنرالات
http://www.alghad.com/articles/1294462-الولايات-المتحدة-العودة-إلى-خلية-نحل-الجنرالات
 ابراهام بن تسفي
مع تعيين جنرال المارينز المتقاعد، جيمس ماتيس، في الاسبوع وزيرا للدفاع الأميركي، استكملت عملية بناء خلية النحل الأمنية في إدارة الرئيس القادم دونالد ترامب. وقد سبق ذلك تعيين شخصية عسكرية اخرى، رئيس وكالة الاستخبارات للبنتاغون، مايك فلين، في منصب مستشار الرئيس للأمن القومي، وعضو في مجلس الشيوخ من كنزاس، مايكل بومبايو في منصب رئيس الـ سي.آي.ايه.
إن اختيار ماتيس الصلب والفاعل، الذي خلفه 44 سنة في الجيش والكثير من الإنجازات (بما في ذلك في ارض المعركة في العراق وافغانستان)، هو مثابة شذوذ بارز عن تقليد التعيينات لهذا المنصب الهام. وباستثناء تعيين الجنرال جورج مارشل لهذا المنصب في أيلول 1950، فان معظم وزراء الدفاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية جاءوا من البنتاغون بعد سيرة مهنية ناجحة في قطاع الأعمال أو مجلس الشيوخ.
 في مجال الإدارة الرفيعة (كما في حالة روبرت ماكنمارا ودونالد رامسفيلد) أو في عمليات التشريع من تل الكابتول (كما في حالة ملفين لارد وريتشارد تشيني وتشاك هيغل)، وهذا الأمر يعتبر ذخرا مهما بالنسبة للمتنافسين على المنصب أكثر من كونه محاولة قيادية لسنوات طويلة مملوءة بالانجازات.
خلافا لذلك، تعيين فلين لمنصب مستشار الأمن القومي، يعبر عن استمرار التوجه الذي تجذر في العقود الاخيرة. ورغم أن هذا المنصب وضع منذ البداية من قبل الرئيس جون كنيدي، وعلى مقاس مثقف له سمعة على أمل أن ينجح في وضع الاستراتيجية الأميركية في سياق أوسع وأطول، فقد تحول هذا المنصب مع مرور الوقت إلى منصب رفيع بدون تميز. وبدل خريجي هارفارد، ماكجورج باندي وهنري كيسنجر وبروفيسور الاقتصاد السياسي من جامعة تكساس وولتر روستوف وخريج جامعة كولوميا زبغنييف  بججنسكي، سيطر فيما بعد الموظفون أو الضباط المتقاعدون على هذا المنصب.
في المرحلة القادمة للرئيس الذي لا يملك الرؤيا العميقة والاطار الواسع في مجال الاستراتيجيا الشامل، كان يفضل اعادة المثقف من نوع كيسنجر الذي يكون قادرا على تقريب اللبنات المتباعدة في الموقف الامني للرئيس الـ 45. ولكن ترامب فضل شخصية مقربة منه من ناحية رؤية التهديدات المركزية في الساحة الدولية، وفي مركزها ايران، وليس رجل الأكاديميا. وهكذا تم اختيار الجنرال اللامع بولين للمنصب، وهو يستمر في المساق المعروف والمتاح لرجال الجيش الرفيعين مثل برانت سكوكروفت وجوهان بويندكاستر وكولين باول وجيمس جونز، الذين مع الدبلوماسيين والبيروقراطيين ملأوا هذا المنصب منذ تراجع قرن رجال الأكاديميا. ماتيس وفلين وبومبايو ينشئون خلية نحل أمنية متجانسة ومتحدة، حيث أن الضلوع الثلاثة تتحد بالشعور العميق حول العداء لدخول إيران المتجدد إلى أسرة الشعوب في أعقاب التوقيع على اتفاق فيينا.
في هذا السياق ايضا يمكن تفسير الاقوال الانتقادية لوزير الدفاع الجديد حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وليس الحديث عن عداء متجذر لاسرائيل، بل عن مخاوف ماتيس من أي ازمة أو صراع اقليمي (بما في ذلك المشكلة الفلسطينية) الذي من شأنه حرف انتباه العالم العربي المعتدل عن مهمته الاساسية، التي هي المشاركة في الصراع الذي لا هوادة فيه ضد التطرف الاسلامي الايراني أو ضد داعش الذي هو الهدف الثاني في الصراع بالنسبة لهذه الثلاثية.
 رغم حقيقة أننا نوجد أمام نخبة أمنية، اثنان منها لبسا الزي العسكري لفترة قصيرة، والتي تعكس موقف صقوري واضح، لا يجب علينا الاستنتاج من ذلك أننا نوجد أمام مرحلة ستشمل التدخل العسكري المتزايد، بل العكس، ماتيس وفلين وبومبايو هم صقور جارحة، لكنهم اصحاب الهدف المحدد. لأن اسهامهم قد يجد تعبيره في مجال الردع دون استخدام السيوف التي يشحذونها. وفي نهاية المطاف، هم سيسعون الى التعبير عن القوة والتهديد للخصوم في الحقبة التي يمكن أن تنغلق فيها القوة العظمى الأميركية على نفسها أكثر فأكثر.
==========