الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-1-2016

سوريا في الصحافة العالمية 7-1-2016

09.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :سبق السيف العذَل: الأكراد يجتازون الفرات
  2. الجارديان: لماذا قتل #تنظيم_الدولة الصحفية السورية رقية حسان؟
  3. ديلي تلغراف: أطباء سوريا الشجعان مستمرون في العمل رغم تساقط القذائف الروسية وقصف النظام
  4. التلغراف: على بريطانيا أن تدعم السعودية في مواجهة إيران
  5. تقرير مترجم عن التلغراف – احتواء “داعش” عسكرياً شيء، وهزيمته سياسياً شيء آخر
  6. "واشنطن بوست": السعودية: لن ندع خلافنا مع إيران يؤثر على دورنا فى حل الأزمة السورية
  7. إريك شميت وديفيد سانغر - (نيويورك تايمز) 29/12/2015 :بينما تركز أميركا على "داعش" وطالبان، تنظيم القاعدة يعاود الظهور
  8. هآرتس 6/1/2016 :المبادرة السعودية لمحاربة إيران
  9. الغارديان: لماذا قتل تنظيم الدولة الصحفية رقية حسن بالرقة؟
  10. هارتس: الأزمة بين السعودية وإيران ستعيق الحل في سوريا
  11. ديفيد هيرست يقرأ تداعيات الأزمة بين السعودية وإيران
  12. إندبندنت: تنظيم الدولة يطوّر صواريخ تسقط الطائرات
  13. غارديان: أهل مضايا يموتون جوعا
 
معهد واشنطن :سبق السيف العذَل: الأكراد يجتازون الفرات
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
5 كانون الثاني/يناير 2016
ترزح قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» في المنطقة الشرقية من محافظة حلب السورية تحت وطأة الضغط منذ تشرين الأول/أكتوبر إذ تضطر للقتال على عدة جبهات ضد «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي وحلفائه العرب بالقرب من "سد تشرين" الضخم، وضد الجيش السوري والطيران الروسي في محيط مطار "كويرس" العسكري وبحيرة "الجبول"، وضد اتحاد جماعات الثوار المسمّى «جيش الفتح» (الذي تهيمن عليه «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة») في معبر"أعزاز" بين حلب والحدود التركية، وكذلك ضد أهالي مدينة "منبج" التي يتقدم نحوها «حزب الاتحاد الديمقراطي» وحلفاؤه. ومع استحواذ هذا الأخير على الجسر السليم الوحيد فوق نهر الفرات على مسافة مئات الأميال، ومع احتمال تقدم الجيش السوري بصورة أكثر في الشمال أو الغرب، قد يتعذر على مجموعة كبيرة من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» المتواجدين في منطقة حلب الوصول برّاً إلى عاصمتهم في الرقة. إلا أن هذا الاحتمال يثير السؤال من الذي قد يستفيد من القضاء على تنظيم  «داعش» على هذه الجبهة وكيف سيستفيد من ذلك.
منطقة متعددة الأعراق ذات تضامن قبلي ذو نفوذ
على الرغم من أن السكان الحاليين في شرق محافظة حلب سنّيون بمعظمهم تقريباً، إلا أنهم ينقسمون ما بين جماعات عرقية مختلفة وقبائل وعشائر أكثر انقساماً تشكل شبكة التضامن الأساسية في الأرياف والمدن. وبينما يشكل العرب غالبية السكان، توجد أقليات كردية وتركمانية قاومت موجة العروبة، في حين اندمج الشركسيون في المجتمع العربي بعد أن تلاشت هويتهم تدريجياً منذ أن أحضرهم العثمانيون إلى المنطقة منذ أكثر من 150 عاماً. أما المسيحيون الذين كانت أعدادهم كبيرة في بلدات "جرابلس" و"كوباني" و"أعزاز" الحدودية حتى خمسينات القرن الماضي فقد رحلوا عنها تدريجياً نحو مدينة حلب ودمشق.
بالإضافة إلى ذلك، إن هذه المنطقة ريفية إلى حدٍّ كبير، فمؤشرات التنمية البشرية فيها تأتي في المرتبة ما قبل الأخيرة في البلاد ويليها "وادي الفرات". وقد شهدت نموّاً سكانياً كبيراً على مدى الأعوام ليزيد معدل النمو السنوي عن ثلاثة في المائة قبل الحرب الأهلية. وحيث تهيمن الزراعة على المنطقة، تحتوي أيضاً على ثلاثة أقطاب حضرية تكاد تخلو من الصناعات، وهي: "الباب" و"منبج" و"جرابلس"، مع الإشارة إلى أن المشروع الصناعي الوحيد فيها هو مصنع الإسمنت التي أنشأته شركة "لافارج" الأوروبية بين الأعوام 2008 و2010.
"أكراداً من الناحية التاريخية"
يعتبر الأكراد أنفسهم أصحاب أجزاء كبيرة من هذه المنطقة، بما فيها البقعة الطويلة الممتدة على طول الحدود التركية - وليس فقط مقاطعة "عفرين" في الغرب ومقاطعة "كوباني" في الشرق المتواجدتين تحت سيطرة الأكراد، إنما أيضاً الأراضي الواقعة بينهما والتي تسيطر عليها مجموعات الثوار أو تنظيم «الدولة الإسلامية». وللأكراد آراء مشابهة بشأن "منبج" التي تقع في عمق المنطقة الجنوبية من الحدود. ومع أن غالبية سكان بعض هذه المناطق من العرب، إلا أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» لا يزال يعتبرهم "أكراداً من الناحية التاريخية"، مستنداً في حجته هذه بالظاهر على مفاهيم من القرون الوسطى وأيام صلاح الدين.
ومن هذا المنطلق، يسعى «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى ضمان تواصل إقليمي بين مقاطعة "عفرين" التابعة له وما تبقّى من منطقته الكردية التي أعلن سيادته عليها من تلقاء نفسه (والمدعوة "روج آفا").  وقد سبق لهذه الجماعة أن ضمّت إليها منطقة "تل أبيض" ذات الغالبية العربية التي تقع أكثر بعداً إلى الشرق، وسيصعب عليها تكرار هذا الإنجاز في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان - فابتداءً من عام 2010، أقام أكثر من مليون نسمة في مناطق "أعزاز" و"الباب" و"منبج" و"جرابلس" المتنازع عليها، مقابل 130 ألف نسمة تقريباً في "تل أبيض". وصحيحٌ أن مئات آلاف المدنيين هربوا إلى تركيا منذ ذلك الحين، إلا أن الأكراد لا يزالون يواجهون تحدّي دمج شريحة كبيرة من السكان العرب في "روج آفا"-  ناهيك عن الأقلية التركمانية المحلية التي تنعم بحماية حكومة أنقرة.
وبالفعل، ترفض تركيا السماح للأكراد بالسيطرة على كامل الحدود وقد حذّرت عدة مرات من شنّ هجوم عليهم إذا ما تجاوزوا نهر الفرات كما سبق لها أن فعلت في تموز/يوليو حين قصفت موقعاً لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» بالقرب من "جرابلس". وفي 26 كانون الأول/ديسمبر، قامت «قوات سوريا الديمقراطية» (وهي عبارة عن تحالف يضم «حزب الاتحاد الديمقراطي» وحلفاءه العرب) بالسيطرة على "سد تشرين" قبل أن تستحوذ بعد ثلاثة أيام على بلدة "أبو قلقل" عند الضفة المقابلة من النهر لتصبح بذلك على بعد اثني عشر كيلومتراً فقط من "منبج". وعلى الرغم من أن البلدة لا تقع في مرمى الصواريخ التركية، إلا أنه يمكن لأنقرة أن تضرب قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» هناك بأسلحة أخرى، مع أن ذلك قد يكون صعباً من الناحية السياسية في الوقت الذي ينخرط فيه الأكراد في قتال تنظيم  «داعش» على الحدود التركية الجنوبية وعندما تكون المنطقة الحدودية التي يحاول «حزب الاتحاد الديمقراطي» السيطرة عليها هي الممر الرئيسي لإرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» العابرين إلى أوروبا من الشمال وللمتطوعين القادمين من الجنوب للانضمام إلى التنظيم في سوريا.  ومع ذلك، يبقى بوسع الحكومة التركية أن تحاول تبرير ضرباتها على الأكراد بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«حزب العمال الكردستاني». وفي الواقع، بدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أنقرة، يرجّح أن تعمل تركيا على تقويض أي مكاسب كردية في سوريا.
ومع ذلك، فإن العائق الرئيسي أمام أهداف  «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو التحدي المتمثل بإخضاع مثل هذه المنطقة العربية والتركمانية الواسعة وإحكام سيطرته عليها. فهل يتقبّل السكان المحليون وصول المقاتلين الأكراد؟ من المؤكد أن الوضع بين العرب والأكراد في شرق محافظة حلب لا يحمل على المواجهة بقدر ما يحمل عليها في شمال شرق سوريا، فالاختلاط السكاني في المنطقة الأولى أكبر منه في الثانية، كما يشيع فيها الزواج بين الفئتين. بالإضافة إلى ذلك، بما أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» قد تحالف مع الميليشيات العربية، يمكن أن تكون القبائل المحلية أكثر استعداداً لإعلان ولائها للطرف السياسي المهيمن كما أعلنت الولاء لـ تنظيم  «داعش» خدمةً للمصالح القبلية.
هل سيصبح تنظيم «الدولة الإسلامية» محاصراً؟
بينما سيطر «حزب الاتحاد الديمقراطي» وحلفاؤه على "أبو قلقل"، أشارت عدة مصادر إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يتخلى عن "منبج"، وذلك بالدرجة الأولى لأنه يواجه عداوة محلية كبيرة فيها وقد يتعذّر عليه الدفاع عن البلدة بوجه الزحف الكردي. ففي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، احتّج المدنيون في "منبج" على تجنيد الشبان بشكل إجباري للقتال مع تنظيم  «داعش» على جبهة "أعزاز" الأمامية. وفي 19 كانون الأول/ديسمبر، قام التنظيم بإعدام أربعة عشر مدنياً خوفاً من نشوب تمرّد ضده.
وفي الوقت نفسه، كان الهجوم الذي يشنه «حزب الاتحاد الديمقراطي» مصحوباً بضربات جوية من قوى التحالف، مما يشير إلى أن الخطوة تمت بتنسيق جزئي على الأقل مع الولايات المتحدة ولم تأتِ نتيجة قرار فردي من «حزب الاتحاد الديمقراطي». ومن هذا المنطلق، قد يشكل الزحف نحو "منبج" جزءاً من استراتيجية تهدف لاستعادة الرقة. فإذا سقطت "منبج"، قد تصبح عاصمة "دولة الخلافة" معزولة في النهاية عن سائر الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا. كما أن كافة جسور الفرات المنتشرة من الحدود التركية جنوباً حتى "بحيرة الأسد" أصبحت مدمّرة أو تحت سيطرة الأكراد. لذلك، إذا تقدّم «حزب الاتحاد الديمقراطي» بصورة أكثر نحو الجنوب وشنّ الجيش السوري هجوماً باتجاه منطقة "الباب" أو "بحيرة الأسد"، سيتم محاصرة العديد من عناصر تنظيم  «داعش» في شرق محافظة حلب.
من سيكون المستفيد الأكبر؟
أما في الجهة الغربية، فتنخرط حالياً مجموعات الثوار المسيطرة على معبر "أعزاز" في عمليات دفاعية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على عدة قرى في تلك المنطقة منذ أيلول/سبتمبر ويتقدم ببطء نحو "أعزاز". كما أن أولوية «جيش الفتح» المدعوم من السعودية وتركيا تتمثل بالدفاع عن طريق الإمدادات إلى شرق حلب بوجه الأكراد غرباً وبوجه الجيش السوري جنوباً. بيد، يضاعف الطيران الروسي غاراته على المعبر ويُضعف دفاعات الثوار لا سيما بالقرب من معبر "باب السلام" الحدودي، وخسارة تلك الطريق ستترك وحدات الثوار في المناطق الشرقية محاصرةً بشكل شبه كامل من قبل قوات النظام. وفي حين قد تنجح بعض المساعدات في الوصول من معبر "باب الهوى" الحدودي الغربي، إلا أن تقدم الجيش السوري حول حلب يهدد ذلك الطريق أيضاً.
وبالتالي، لن يكون الثوار هم المستفيدون الرئيسيون من تراجع تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة حلب إلا إذا سُمح لهم بشن الهجمات من تركيا. ومع أن حكومة أنقرة لا ترغب في التدخل مباشرةً في سوريا، إلا أنها قد تسمح للثوار العاملين كوكلاء لها باستخدام الأراضي التركية كمنصة لإطلاق عملياتهم ضد تنظيم  «داعش» في "جرابلس"، على سبيل المثال، مع هدف ضمني هو الحؤول دون سيطرة الأكراد على كامل الحدود. وبالطبع ستعتمد أي استراتيجية تُتّخذ على ما إذا كان الثوار مستعدين لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» وما إذا كانوا قادرين على القيام بذلك على نحو فعال.
وفي الوقت نفسه، كان المقصود من الهجوم السوري الأخير على مطار "كويرس" العسكري إنقاذ الموقع العسكري من مجزرة أخرى كتلك التي ارتكبها تنظيم  «داعش» في مطار "الطبقة"، إضافةً إلى حماية طريق حلب-السلامية المهددة بغارات تنظيم «الدولة الإسلامية». ولكن حتى الآن لم تكن للجيش أي نية بالانخراط في أي وقت قريب في حملة أوسع لاستعادة الأراضي التي خسرها في الشرق - فأولويته هي القضاء على جماعات الثوار في مدينة حلب ومحيطها. وقد أدرك الرئيسان بشار الأسد وفلاديمير بوتين أنه لا يجدر بهما منازعة الأكراد في السيطرة على مناطق أخرى، على الأقل مؤقتاً، إنما عملا في المقابل على تسهيل الجهود الكردية من خلال قصف الثوار في معبر "أعزاز".
ولكنّ إذا نجح الهجوم الكردي الأخير، فقد يغيّر الاستراتيجية السورية والروسية والإيرانية في تلك المنطقة. وإذا وصل الأكراد إلى "منبج"،ف قد يدفعون الجيش السوري إلى شن هجوم على منطقة "الباب" الواقعة شمال شرقي حلب. ويحتمل أن تلتقي القوتان في النهاية فتحتجزان بذلك قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» كما هو موضح أعلاه. وعلى الرغم من أنه لا يبدو أن الرئيس الأسد ولا الثوار في وضع جيد لاستعادة الأراضي التي خسرها تنظيم  «داعش» في شرق حلب، قد يتقبّلهم العرب المحليون أكثر مما قد يتقبلون الأكراد.
خيارات قليلة للغرب
منذ الهجوم الإرهابي الذي استهدف باريس في تشرين الثاني/نوفمبر، يصرّ الأوروبيون على إقفال الطريق ذو الاتجاهين التابع لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر تركيا بشكل تام. ولكن في غياب قوة عربية سنية معتدلة قادرة على تلبية هذا الطلب، قد يفضّل الغرب أن يتولى الأكراد إقفال المعبر عوضاً عن الجماعات التابعة لـ تنظيم «القاعدة» على غرار «أحرار الشام» أو «جبهة النصرة». فالأكراد يتوقون إلى تحقيق حلمهم بمنطقة "روج آفا" موحدة على طول الحدود الشمالية بأكملها، لذلك فإن حرمانهم من بعض التقدم على الأقل نحو بلوغ هذا الهدف قد يعني ردع الحليف الفعال الوحيد ضد تنظيم  «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا. وإذا لم يعمل الغرب معهم لبلوغ هذه الغاية، سيدفعهم بذلك في أحضان موسكو التي سبق وأوضحت لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» استعدادها التام للمساعدة، مع العلم بوجود تنسيق كردي واضح مع القوات السورية في شمال محافظة حلب.
ولكن في الوقت نفسه، لن تقبل تركيا بالسماح لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» بالاستحواذ على كامل الحدود، بينما الغرب بحاجة إلى مساعدة تركيا على عدة جبهات، بما فيها مسألة اللاجئين والحرب ضد تنظيم  «داعش». ولذلك ، إذا واصل «حزب الاتحاد الديمقراطي» هجومه باتجاه "منبج" وربما أبعد من ذلك متخطياً الخط الأحمر الذي رسمته تركيا عند الفرات، يتوجب على الولايات المتحدة وشركائها في التحالف أن يتخذوا الحيطة في تحديد ما إذا كانوا سيدعمون هذا التقدم وأين وكيف سيدعمونه - فضلاً عن ردودهم على الاحتجاجات التركية.  ومن جانبها، سيتعين على أنقرة أن تقرر إلى أي مدى هي مستعدة لفرض الخط الأحمر نظراً للمخاطر السياسية والدبلوماسية التي ينطوي عليها أي تدخل أكثر عمقاً، وخصوصاً ضد القوة البرية الوحيدة التي تحرز تقدماً بوجه تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا. وفي هذا السياق، يعتبر الهجوم الذي يشنه «حزب الاتحاد الديمقراطي» إشارة واضحة بوضوح مقولة يوليوس قيصر عندما عبر وجنوده نهر "روبيكوني" في إيطاليا: سبق السيف العذل.
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
الجارديان: لماذا قتل #تنظيم_الدولة الصحفية السورية رقية حسان؟
الإسلام اليوم- قسم الترجمة- منير أحمد
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مسلحي تنظيم الدولة قتلوا صحفية سورية كانت تتحدث عن الحياة اليومية في الرقة التي يسيطرون عليها، مشيرة إلى أنها اتهمت بأنها "جاسوسة".
وأضافت "الجارديان" أن رقية حسان (٣٠ عاما) قتلت في أيلول/ سبتمبر، لكن خبر مقتلها انتشر الآن بعد ادعاء التنظيم بأنها لا زالت حية.
وكانت حسان تكتب تحت اسم "نيسان إبراهيم"، وتصف منشوراتها الحياة اليومية لسكان الرقة، معقل تنظيم الدولة، في ظل حكم التنظيم، وتحت الغارات اليومية للتحالف الدولي ضد التنظيم.
ودرست حسان الفلسفة في جامعة حلب، وأصبحت معارضة لنظام الأسد عندما بدأت الثورة، ورفضت مغادرة المدينة، ثم أصبحت مكان مراقبة من تنظيم الدولة بعد سيطرتها على المدينة، إذ تم اعتقالها في آب/ أغسطس الماضي بتهمة "التواصل مع الصحوات"، بحسب "الجارديان".
ونشرت حسان رسائل ومنشورات على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تضمنت مشاعرها وتفاصيل الحياة وأرسلت رسائل أمل لمتابعيها، منها "فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا".
وفي منشور آخر، تحدثت حسان عن المشاكل التي تواجه الرقة، التي تتعرض لنيران "داعش" وقصف التحالف، متسائلة: "حسنا، إذا كنا لا نريد داعش، ولا نريد من التحالف أن يقصف داعش، ولا نريد من الجيش الحر أن يقاتل داعش، فما الذي نريده بالضبط؟".
وتحدثت حسان في وقت سابق عن كيفية احتلال تنظيم الدولة لمساحة الاهتمام والتعبير، مما يعني فقدان الوسائل الوحيدة للتواصل مع العائلة والسوريين المشتتين في العالم.
ونشر الناشط السوري أبو محمد، مؤسس مجموعة "الرقة تذبح بصمت"، الكلمات الأخيرة لحسان، كانت كتبتها على "فيسبوك"، حين قالت: "حسبي الله بالذل، بس بدي فيدك أنا جوا الرقة وعم تجيني تهديدات وبس يلقطوني ويقصوا راسي معليش قصة راس بكرامة ولا عيشة بذل ويلعن هالراس يلي ذلنا".
وقالت المجموعة إن نيسان (حسان) ليست الصحفية الأولى التي تقتل في سوريا على يد التنظيم، لكن هوية وعدد الأخريات ما زال غير معروف.
ولا زال حساب نيسان مفتوحا، إذ قال مراقبون إن تنظيم الدولة قد يستخدمه ليستفيد من خلاله معرفة معلومات عن الصحفيين الذين يتواصلون معها في الرقة.
والأسبوع الماضي، نشر تنظيم الدولة إصدارا مرئيا يظهر قتله لخمسة أشخاص بتهمة التجسس، ويعرض المتهمين وهم يصفون "جرائمهم"، مثل: إدارة المقاهي الالكترونية، وإرسال صور من الرقة إلى تركيا.
وفي كانون الثاني/ ديسمبر، قتل تنظيم الدولة ناجي الجرف، محرر المجلة الشهرية "حنطة" والناشط مع مجموعة "الرقة تذبح بصمت"، والذي وثق انتهاكات التنظيم في حلب في فيلم وثائقي.
*ترجمة خاصة لموقع "الإسلام اليوم".
======================
ديلي تلغراف: أطباء سوريا الشجعان مستمرون في العمل رغم تساقط القذائف الروسية وقصف النظام
ديلي تلغراف: ترجمة مركز الشرق العربي
كحال الكثير من الأشخاص, لدى الدكتور يوسف طقوس خاصة عندما يبدأ أسبوع العمل. يركن سيارته, ويترك المفاتيح مع مسئول الموقف.
ومن ثم يذكر المسئول برقم هاتف صديقه ليتصل معه إذا لم يعد. سوف يكون عارا على أسرته أن تضيع سيارته.
لدى الدكتور يوسف المزيد من الأسباب التي يمكن أن يخشى منها أكثر من غيره. إنه طبيب في سوريا, ولنكون أكثر تحديدا فهو يعمل في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون, وهي المناطق التي تتعرض لأكبر قصف في العالم, وإحدى المناطق التي لا تأمن فيها المستشفيات والأطباء والعيادات من الرعب, بل والتي تتعرض لقصف متعمد على ما يبدو.
يقول الدكتور يوسف :” لقد فقدت خمسة من أصدقائي الأطباء المقربين وثلاث ممرضات وفنيين”. وقد ذكر لنا كيف قتلوا واحدا واحدا وكيف حصل ذلك بأسلوب الأطباء في التصنيف.
“لقد قتل ثلاثة أطباء رميا بالرصاص. وقتل إثنان بقصف من النظام. أحد الفنيين قتل بقصف روسي, وآخر ببرميل متفجر ألقاه النظام”.
الدكتور يوسف ومئات من الأطباء وغيرهم من الموظفين الذين على شاكلته لم يشهدوا تغير حياتهم خلال السنوات الخمس الماضية فقط – كباقي السوريين- ولكن حتى الطريقة التي يعملون بها تغيرت.
لقد كان في الماضي جراح أنف وأذن وحنجرة في مستشفى حكومي سوري. حاليا أصبح رجلا مطلوبا من قبل النظام – بسبب علاجه للناس في مناطق المتمردين- وللدولة الإسلامية في العراق والشام, لرفضه الانضمام والعمل معهم بصورة مباشرة.
جاء  التهديد الأخير عندما أصبح لداعش وجود قوي في بلدات حلب وإدلب حيث تتواجد ثلاثة مستشفيات يشرف على عملها حاليا. ولكن منذ ذلك الوقت تم طرد داعش من مساحات كبيرة من شمال سوريا من قبل المتمردين غير المنتمين لداعش, إلى معاقلهم في وحول مدينة الرقة.
التهديد على حياته يزداد سوء. يعتبر نظام الرئيس بشار الأسد التهديد القادم من المتمردين من غير داعش, الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من حلب وإدلب أكبر من ذلك التهديد الذي تفرضه داعش. فقد استهدفوا هذه المناطق بالقصف العقابي, الذي يشمل استخدام البراميل المتفجرة التي تحوي مادة التي أن تي والشظايا المعدنية.
منذ أن انضمت روسيا إلى الحرب قبل ثلاثة شهور, أصبح حجم القصف أكبر وأكثر تركيزا ودقة, كما يقول الأطباء. ولكن هذا الأمر ليس جيدا أيضا.
وفقا لادعاءات منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان, التي نشرتها منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع فإن الضربات الجوية الروسية استهدفت 10 منشآت صحية في أكتوبر لوحده.
بصورة منفصلة, سجلت منظمة أطباء بلا حدود 12 مستشفى تعرضوا للقصف خلال الشهر, بما في ذلك ست منشآت تديرها المجموعة أو تدعمها.
بشكل متزايد, تجبر العيادات على العمل تحت الأرض. أحد أصدقاء الدكتور يوسف, وهو الدكتور سمير, الذي يعمل في مستشفى في إدلب ،يمضى معظم حياته في تسوية تحت الأرض سواء من أجل عمله أو حيث يعيش مع زوجته واثنان من أبنائه.
ولدت ابنتاه بعد بداية الحرب الأهلية, وهو ما يشير إلى حالة ملفتة من التفاؤل ربما.
يقول الدكتور سمير من داخل سوريا عبر السكايب :” إن الأمر صعب جدا, وخطر جدا. في الحقيقة, ليس هناك أي شكل من أشكال الأمان أو قوات الأمن وليس هناك مرافق لذلك. برغم ذلك فإن الحياة لا زالت تسير بشكل ما”.
في كل يوم, كما يقول, يراجع عيادته حوالي 200 مريض, ومدنيين تعرضوا للقصف, أو مقاتلين يحضرون إليه من جبهات القتال التي تبعد 20 ميلا, في نفس الوقت يحاول إبقاء مساحة للحالات اليومية الاعتيادية والعمليات الجراحية.
في اليوم السابق لحديثه, عالج فريقه طفلا يبلغ الثالثة من العمر أصيبت ذراعه جراء غارة جوية, وامرأة كسرت ساقها في غارة أخرى. إنه يوم عمل اعتيادي.
كحال جميع الأطباء في سوريا, فإن لديه ذكريات معينة.
يقول :” الحالة التي اتذكرها جاءت نتيجة قصف جوي. كان هناك عائلة من 10 أفراد, جميعهم نازحون داخل سوريا, كانوا يقيمون في مدرسة. قتل اثنان من أفراد الأسرة. وجاء آخر وهو مصاب بجراح حرجة في بطنه, وأحدهم المصابين كان مبتور الساق. لقد كانت فوضى عارمة, كل الأسرة كانت في حالة رعب, وكانوا يصرخون ويسألون عمن كان على قيد الحياة ومن قتل. لقد كانوا جميعا مصابون بالصدمة, وفي نفس الوقت, جميعنا كنا خائفين من القصف”.
تحسنت بعض الأمور قليلا بالنسبة للمستشفيات السورية في الأعوام الثلاثة السابقة. في عام 2012, عرض طبيب يعمل في المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين في حلب لفريق من التلغراف خزائن أدوية خاوية تقريبا في مستشفى دار الشفاء. ودس في يدهم ورقة فيها متطلبات المستشفى, وكانت الصدمة من قائمة الطلبات لأنها أساسية مثل مواد التخدير والمضادات الحيوية, من أجل تمريرها عندما نخرج ” لأي شخص يمكنه المساعدة”.
دمر المستشفى تماما عندما تعرض لقصف من قبل طائرات النظام بعد أسابيع قليلة على ذلك, ولكن منذ ذلك الوقت تحركت بعض منظمات الإغاثة للمساعدة, ونقلت المساعدات عبر الحدود التركية.
المستشفيات الثلاثة التي يديرها الدكتور يوسف من ضمن ستة مستشفيات تديرها منظمة كير الدولية, وهي واحدة من الجمعيات التي احتلفت بها التلغراف في رأس السنة.
حتى طرق إيصال المساعدات أصبحت خطيرة, وذلك مع قيام روسيا بقصف المعابر الحدودية والطرق على وجه التحديد لأنها تشكل شرايين حياة للمتمردين.
في جميع الأحوال, في الوقت الحاضر, فإن أطباء مثل الدكتور يوسف وسمير –أسماؤهم ليست  حقيقية, خشية من تعرضهم للأذى هم شخصيا أو المنشآت التي يعملون بها- قادرون على الاستمرار في العمل على عدد كبير من ضحايا الحرب الذين يحضرون لهم.
لقد عانوا من مآس تخصهم شخصيا. زوجته, وهي طبيبة أيضا, فقدت طفلا كانت تحمله عندما تعرض المستشفى للقصف, وهو كابوس صدم الجميع حتى مع انشغالهم بعدد المرضى الكبير.
سافر الدكتور يوسف إلى نيويورك وجنيف وخاطب الأمم المتحدة لمطالبة الجميع بتجنب قصف المنشآت الطبية, ولكن دون أي جدوى, ويقول إنه لن يذهب إلى الخارج مطلقا.
يزور الدكتور يوسف أسرته التي تقيم في المنفى في تركيا كل أسبوع. ومن ثم يعود مرة أخرى, وربما تكون الرحلة الأخيرة له, ويترك سيارته ومفاتيحها مع مسئولي موقف السيارات الذي يقع عند المعبر.
يقول :” لا أستطيع توقع أي شئ الآن. ولكن بإمكاني إخبارك, وإخبار الجميع, أن علينا البقاء في سوريا.  وأن علينا أن نواجه كل شيئ”.
======================
التلغراف: على بريطانيا أن تدعم السعودية في مواجهة إيران
شفق نيوز/ لم تنقطع الصحافة البريطانية عن مناقشة التوتر الذي تصاعد بين إيران والسعودية عقب إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر.
في صحيفة الديلي تلغراف نطالع مقالا بعنوان “يجب أن تدعم بريطانيا السعودية في مواجهة إيران”، كتبه كون كوغلن.
يستهل الكاتب مقاله بالقول “في آخر مرة زار فيها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لندن تلقى محاضرة من وزارة الخارجية البريطانية حول حل الخلافات مع إيران. جاء عادل الجبير إلى لندن في الخريف ليتأكد من نظيره البريطاني فيليب هاموند من أن العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين لندن والرياض لن تتأثر بسبب إعادة العلاقات مع طهران”.
وكان الجواب الذي حصل عليه جبير هو أن السفارة البريطانية في طهران سوف تستخدم وضعها الجديد وعلاقاتها من أجل مساعدة القوتين الشرق أوسطيتين (إيران والسعودية) على التقارب.
ويقول الكاتب إن وزارة الخارجية البريطانية لم تفهم جيدا الانقسام الحاد بين السعودية السنية وإيران الشيعية، ويشير إلى جواب الجبير الذي قال إن ليس لدى بلاده نية لرأب الصدع مع طهران.
وأكد الجبير أنه طالما بقيت إيران تتفاخر بنفوذها المتصاعد في بلدان عربية كسوريا ولبنان واليمن والعراق فإن السعودية لن تهدأ حتى تعود الأراضي العربية إلى السيطرة العربية.
ويرى الكاتب أن إعدام الشيخ النمر لم يكن سوى بلوغ التوتر القائم بين البلدين أوجه.
ويختم الكاتب مقاله بالقول “إن تحسين العلاقات مع طهران قد يكون خطوة دبلوماسية جيدة، لكن حين نفكر بالدفاع عن مصالحنا فإن الخيار الأكثر صوابا هو البقاء إلى جانب الحلفاء المجربين كالسعودية”.
“السعودية تستحق الثناء لا العقاب”
وحول نفس الموضوع يكتب روجر بويز في صحيفة التايمز مقالا بعنوان “السعودية تستحق الثناء لا العقاب”.
يتساءل الكاتب في مقاله عما إذا كان إعدام السعودية للشيخ النمر “خطأ” وقع مصادفة أم هو محاولة مخططة للفت انتباه الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما أن الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هو مكافأة للعدو اللدود للسعودية.
من وجهة نظر سعودية فإن إيران تتحدى السعودية في ساحتها الخلفية في قضية النفوذ في المنطقة.
ويقول الكاتب إن القيادة السعودية الجديدة تنظر إلى العالم نظرات أكثر برودا مما كان سائدا في عهد الآباء والأعمام، وإذا كان ردع إيران سيتطلب امتلاك سلاح نووي فليكن.
ثم ينتقل الكاتب إلى مقارنة السعودية بإيران من وجهة نظر المصالح البريطانية.
يقول إن السعودية استمعت جيدا إلى المطالب الغربية وشكلت تحالفا إسلاميا من أجل مكافحة الإرهاب الإقليمي، وتحاول تشكيل جبهة موحدة من المعارضصة السورية لتشارك في حل سياسي لإنهاء النزاع.
في المقابل تقوم إيران بتوجيه الشيعة في الدول العربية مثل سوريا والعراق وتدعم حزب الله وتنشر قوات إيرانية للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد.
ويخلص الكاتب إلى أن السعودية ليست حليفا مثاليا، لكنها عماد أساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
قتلوها واستولوا على حسابها الفيسبوكي
وفي صحيفة الإندبندنت نطالع قصة رقية حسن محمد، المعارضة السورية لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة التي كلفتها منشوراتها اللاذعة السخرية ضد “تنظيم الدولة” حياتها.
أعدم “تنظيم الدولة” رقية، لكنه أبقى الأمر سرا، واستولى على حسابها الفيسبوكي ليستدرج زميلات وصديقات لها من المعارضات لحكم “تنظيم الدولة” في الرقة.
وكانت آخر رسالة تركتها رقية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تقول فيها “إذا اعتقلني تنظيم الدولة وقتلني فأنا لا أكترث، لأنني سأبقى مرفوعة الرأس وسأحتفظ بكرامتي”.
======================
تقرير مترجم عن التلغراف – احتواء “داعش” عسكرياً شيء، وهزيمته سياسياً شيء آخر
الكاتب: المركز الناطور كتب في: يناير 06, 2016 فى: ترجمات خاصة وأجنبية | تعليقات : 0
شاشانك جوشي – (التلغراف) –  28/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني – الغد – 6/1/2016
في غياب اتفاق للسلام في سورية، أو النشر غير المرجح لقوات أجنبية، سوف ينجو “داعش” ويستمر في العام 2016.
*   *   *
منذ 11/9 من العام 2001، ما يزال الساسة الغربيون يقللون من قدر أعدائهم. وقد ساد اعتقاد بأن طالبان ماتت ودفنت بعد العام 2001، لتعاود الظهور والأخذ بالثأر. كما اعتبرت مهمة العراق منجزة في العام 2003، كما أعلن جورج دبليو بوش في كلمته سيئة السمعة من على حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس أبراهام لينكولن”، لكن العراق انهار ليدخل في دوامة سفك دماء طائفية على مدار السنوات العديدة التالية.
إن متلازمة “سيكون الأمر قد انتهى بحلول عيد الميلاد” تجيء نتيجة لدوافع سياسية واضحة: من الصعب تسويق حرب مثيرة للجدل على العامة، بينما يتم الاعتراف بأنها قد تجري لأعوام مقبلة عدة. لذلك، فإن ما يصب في صالح قادتنا هو تعلمهم من هذه الأخطاء. وبينما أساء الرئيس أوباما معاملة الأزمة السورية في العديد من الطرق، فإنه كان صريحاً في القول للشعب الأميركي بأن القتال سيستمر ما بين ثلاث وخمس سنوات. وقد ردد القادة البريطانيون هذه المواعيد النهائية أيضاً. وهذا شيء معقول. فالحملة لطرد الإرهابيين من مناطقهم يمكن أن تمتد بسهولة إلى ما بعد السنة المقبلة. والحيلولة دون إعادة ظهورهم ستستغرق وقتاً أطول.
فلنتأمل حالة الأمور. ليست الجبهة العراقية خالية من الأمل، لكنها تظهر تقدما بطيئاً. وكانت استعادة سنجار في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أخباراً جيدة، كما قامت القوات العراقية بتحرير الرمادي للتو. وتظل القوات الأمنية العراقية تفتقر إلى التجهيز والأسلحة الرئيسية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، وما تزال منذ أشهر عدة بعيدة عن شن هجوم مضاد لاستعادة الجائزة الكبيرة، الموصل، التي أشَّر سقوطها في حزيران (يونيو) من العام 2014 على مدى وصول مجموعة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” إلى المسرح العالمي. وفي بعض المناطق، تعتمد هذه القوات على مشاركة الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً. صحيح أن هذه القوات جيدة في القتال وكبيرة العدد، لكن إيديولوجيتها الطائفية وسلوكها يلهبان المعاناة السنية التي سهلت مسار “داعش” نحو السلطة. وعلى ضوء أن هدفنا لا ينصب وحسب على طرد “داعش” إلى الخارج، وإنما أيضاً على إبقائهم في الخارج، فإنه يجب علينا أن نمضي قدماً بحذر -وبذلك ببطء بشكل محتم.
في الأثناء، تعد الأمور في سورية أكثر تعقيداً. ويمضي الائتلاف قدماً في قطع خطوط الإمداد بين المقر الرئيسي لتنظيم “داعش” في الرقة وبين الموصل في العراق. لكن هذه تظل عملية محفوفة بالصعوبات. فلا توجد لدينا قوات للمرابطة عند نقاط التفتيش على الأرض. ولك أن تتخيل صعوبة تمييز مدني من شاحنة تقل مسلحين باستخدام كاميرات فقط من على ارتفاع آلاف الأقدام في السماء. ومن الممكن إعاقة حركة “داعش” لكن من غير الممكن وقفها كلية.
الأكثر قرباً من النقطة هو حقيقة أن وقف “داعش” عن النمو شيء، وأخذ أراضيه هو شيء آخر. وفي العراق، نستطيع التعويل على القوات المحلية بوضعها المزري كما هو. أما في سورية، فإن القوات المقبولة فقط -ثوار ديفيد كميرون “المعتدلون” سيئو الصيت البالغ عددهم نحو 70.000- ليسوا مقسمين في مئات الفصائل فحسب، وإنما ينظرون إلى الأسد على أنه العدو الرئيسي. وتبحث الولايات المتحدة وروسيا سبل إزاحة الأسد، لكن ما تدعى عملية فيينا تستشرف تشكيل حكومة جديدة في منتصف العام 2017. والآن، نجد روسيا تجر قدميها على أمل أن نعود إلى دعم الأسد من دون أن يترتب على موسكو التنازل عن أي شيء. وقد أتقن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، من خلال أربعة أعوام من دبلوماسية سورية، فن وضع قدميه في فمه ليشجع موسكو عن غير قصد على اعتناق هذا الاعتقاد بتصريحات من نوع “إن الولايات المتحدة وشركاءنا لا يسعون إلى تغير النظام في سورية”. لكن الموضوع بسيط: حتى يتضح أن الأسد ملتزم بالتنازل عن السلطة في نهاية المطاف، سيكون من المستحيل سياسياً على البلدان الغربية احتواء الثوار، أو التعاون مع جيش الأسد أو مع سلاح جو بوتين. وإذن، من هو الذي سيهاجم ويجتاح الرقة؟
ما وراء العراق وسورية، تبدو الصورة مثيرة للقلق أيضاً. ويقوم “داعش” بإنشاء فروع له في كامل المنطقة الممتدة من الجزائر إلى باكستان. وفي الجزء الضخم منه، يمنح “داعش” ماركته لمجموعات محلية سابقة الوجود بدلاً عن تشكيلها من العدم. لكن هذا لا يجعلها أقل خطورة. فبعد كل شيء، كان فرع القاعدة في اليمن يشكل تهديداً أكبر للغرب من “المركز” النظري للقاعدة في باكستان. وقد قتل “داعش” نحو 1000 شخص تقريباً في هجمات شنها خارج العراق وسورية؛ حيث وقعت أضخم الهجمات في مصر واليمن وتركيا وفرنسا. وربما تكون أكثر مجسات “داعش” موجودة في ليبيا؛ حيث أعطى الفشل في تشكيل حكومة هناك للمجموعة الإرهابية فضاء لتأسيس تواجد من 3000 رجل قوي، متركزين في مسقط رأس العقيد الراحل القذافي، مدينة سرت.
في ظل غياب اتفاق سلام سريع غير مرجح الحدوث في سورية، أو الضخ غير المرجح بالمقدار نفسه لقوات أجنبية برية هناك، تكون لدى “داعش” فرصة معقولة للاستمرار في التمسك بالرقة والموصل خلال العام 2016. وتأمل الحكومات الغربية، في الأثناء، أن يشتري هذا الوقت للدبلوماسية، التي تستطيع بالتالي تأجيل الخيار العسكري. ولكن، إذا فشل هذا، تكون المخاطرة في أننا ربما نستطيع احتواء “داعش” عسكرياً، لكننا لا نستطيع احتواءه سياسياً. وبعد كل شيء، فإن نقاطه الأمامية في أمكنة أخرى وعملاءه في أوروبا يكافحون من أجل استدامته.
======================
"واشنطن بوست": السعودية: لن ندع خلافنا مع إيران يؤثر على دورنا فى حل الأزمة السورية
عادل الجابر
كتب: عواطف الوصيف
الانباء
أعلنت المملكة العربية السعودية أن خلافاتها مع إيران التى تأججت بعد إعدام 47 شيعيا من ضمنهم الشيخ نمر النمر أحد أهم رموز المذهب الشيعى فى السعودية لن تؤثر على المباحثات السلام المتعلقة بالشأن السورى والتى من المفترض أن تقعد فى وقت لاحق من هذا الشهر.
وأشارت واشنطن بوست إلى الموقف الذى قامت به الكويت حيث أن بإعتبارها  واحدة من أهم دول المذهب السنى وتأييد السعودية وقررت قطع علاقاتها مع إيران واستدعت سفيرها ،بعد حرق السفارة السعودية فى طهران.
وتشير الصحيفة إلى أن الخلافات التى نشبت بين كل من السعودية وإيران تعد من أقوى أشكال الصراع التى يشهدها الشرق الأوسط حيث أنها تنأ بحرب بين السنة والشيعة.
وبحسب الصحيفة يعتبر الصراع الحالى بين السعودية وطهران أزمة جديدة يمر بها الشرق الأوسط بجانب ما تعانيه سوريا من صراع وحرب أهلية استمرت حتى الآن خمس سنوات.
وتعد أزمة سوريا هى الشغل الشاغل لإدارة الرئيس باراك أوباما والعديد من دول الغرب ولكن يبدو أن العالم سيشهد أزمة جديدة وحرب دينية بين دول السنة والشيعة بحسب الصحيفة.
من ناحية أخرى تنوه صحيفة واشنطن بوست أن هناك العديد من التحديات من قبل دول عدة لبذل الجهود المساعدة فى نجاح مباحثات السلام الخاصة بالشأن السورى خاصة بعد أن فشلت منذ عامين قبل أن يمر عليها شهر واحد.
وبحسب الصحيفة فإن الخلافات الحالية بين السعودية وإيران من المتوقع أن تؤثر بالسلب على المباحثات المتوقع عقدها فى جنيف خاصة وأن كل من السعودية وإيران من الدول المتناحرة والتى ذات علاقة بالحرب الدائرة فى سوريا وفقا لما ذكر.
هذا وقد قضى جون كيرى يومان وهو يجرى العديد من الإتصالات الهاتفية مع الزعيمان السعودى والإيرانى والدول المشاركة فى الإئتلاف الذى من شأنه الوقوف ضد"داعش" فى سوريا وحث الجميع على محاولة وضع الخلافات، والتفكير فى توحيد الصفوف لتحقيق النصر على داعش.
وبحسب الصحيفة فإن موافقة كل من إيران والسعودية على نسيان خلافتهما هو العامل الأساسى فى وصول مباحثات فينا لنتيجة إيجابية فيما يتعلق بالشأن السورى.
وعلى الرغم من التخوفات من أن تؤثر الخلافات بين السعودية وطهران على مباحثات جنيف التى تتعلق بتهدئة الأوضاع فى دمشق إلا أن مبعوث الأمم المتحدة أكد وبعد لقاءه بوزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى الرياض أن السعودية لن تسمح بأن تؤدى خلافتها مع إيران إلى ما وصفه بالسقوط التدريجى فى عقد المباحثات.
وتعهد الجبير أن السعودية سوف تستمر فى القيام بالدور المنوط بها دائما وسوف تتعاون مع مختلف الدول الأوروبية لحل الأزمة التى تعانى منها سوريا أو أى أزمة أخرى فى الشرق الأوسط مهما كان كم المشاكل التى تعانى منها.
وأشار الجبير إلى الدعم الذى ستعمل السعودية على تقديمه للشعب السورى إقتصاديا ومعنويا منوها إلى وقوفها مع ممثلى المعارضة لردع الرئيس بشار الأسد.
على صعيد أخر أرسل مجموعة من الإيرانيين رسالة إلى الأمم المتحدة يعربان فيها عن أسفهم لما حدث للسفارة السعودية فى طهران وهو ما لقى ترحيب شديد من ممثلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة.
وإختتمت واشنطن بوست بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى الآن لكسب صداقة إيران التى ظلت عدو لها لسنوات والآن وبعد الخلافات التى نشبت بين طهران والسعودية سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تحديد موقفها حيال إيران، لأن السعودية تعد من أبرز حلفاءها .
======================
إريك شميت وديفيد سانغر - (نيويورك تايمز) 29/12/2015 :بينما تركز أميركا على "داعش" وطالبان، تنظيم القاعدة يعاود الظهور
إريك شميت وديفيد سانغر - (نيويورك تايمز) 29/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
حتى بينما تتعثر إدارة أوباما في مواجهة مجموعة الدولة الإسلامية "داعش" وحركة طالبان التي استعادت نشاطها، يبدو أن عدواً قديماً أخذ يعاود الظهور في أفغانستان: حيث تتزايد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة بسرعة هناك، مجبرة وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الأميركية على تقييم ما إذا كان يمكن أن تصبح هذه القواعد مرة أخرى أرضية خصبة لتفريخ الهجمات على الولايات المتحدة.
ليست معظم هذه الحفنة الصغيرة من المعسكرات بمثل حجم تلك المعسكرات الكبيرة التي كان قد بناها أسامة بن لادن قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) من العام 2001. لكنها لو كانت عاودت الظهور مجدداً قبل أعوام عدة، لكانت قد قفزت وارتقت إلى قمة التهديدات المحتملة الماثلة أمام الرئيس أوباما في إيجازاته الاستخبارية اليومية. أما الآن، فإن تلك المعسكرات لا تعدو كونها من الكثير من التهديدات، أو أنها، كما يقول المسؤولون الأميركيون، ليست حتى من بين الأكثر إلحاحاً في قائمة وزارة الدفاع في أفغانستان.
مدى تشبث القاعدة المميت في أفغانستان أخذ المسؤولين الأميركيين والأفغان على حين غرة وضربهم بالمفاجأة. فحتى هذا الخريف، كان المسؤولون الأميركيون قد ركزوا وبشكل كبير على استهداف آخر أرفع قادة تنظيم القاعدة المتبقين والمختبئين على طول حدود أفغانستان الوعرة والجبلية مع باكستان.
وفي العلن، على الأقل، قالت الإدارة النزر اليسير فقط عن هذا التحدي الجديد، أو عن استراتيجيتها لمواجهة التهديد من تنظيم القاعدة، حتى وهي تهرول لمساعدة الحكومة الأفغانية في مواجهة ما اعتبر أنه التهديد الوشيك أكثر ما يكون، الصعود في وتيرة الهجمات العنيفة التي تشنها طالبان وشبكة حقاني ومنظمة تابعة لمجموعة "لدولة الإسلامية". وكان مسؤولون في الإدارة الأميركية السابقة أكثر انفتاحاً في الحديث أكثر -وخاصة أولئك الذين كانوا قد خدموا في الخطوط الأمامية من المعركة الأصلية لتدمير القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.
وقال مايكل موريل، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حتى عامين سابقين: "أشعر بالقلق من عودة ظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان لأن قائمة استهدافهم ستكون -نحن". وتجدر الإشارة إلى أن كتاب موريل "الحرب الكبرى في زماننا" يستحضر الجهود التي بذلتها إدارتا بوش وأوباما لتدمير قيادة القاعدة.
وأضاف موريل: "هذا هو ما يفسر قلقنا من عودة نجوم طالبان لأنه، تماماً كالسابق، ستؤمن طالبان ملاذاً آمناً للقاعدة".
لكن مسؤولاً رفيعاً في الإدارة عرض وجهة نظر مختلفة، فقال إن نشاط القاعدة المتزايد يجيء نتيجة للعمليات العسكرية الباكستانية التي تدفع بالمقاتلين عبر الحدود إلى داخل أفغانستان، أكثر منه ناجماً عن كون القاعدة تسجل مجندين أفغان جدداً في داخل البلد.
في تشرين الأول (أكتوبر)، هاجم جنود أميركيون وأفغان من القوات الخاصة، مدعومين بعشرات من الضربات الجوية الأميركية، معسكر تدريب تابعا للقاعدة في الجزء الجنوبي من البلد. قال المسؤولون العسكريون إنه كان من أضخم المعسكرات التي تم اكتشافها. وشمل الهجوم الذي تم في أيام عدة قصف منطقتي تدريب -واحدة تمتد لأكثر من 30 ميلا مربعاً- والتي ضمت أنفاقاً موسعة وتحصينات. وقال مسؤولون أميركيون إن ما وصل إلى 200 مقاتل قد قتلوا خلال الهجوم.
كما يقر مسؤولون رفيعون في الإدارة بأن هناك معسكرات وقواعد أخرى تابعة للقاعدة، بما في ذلك واحدة على الأقل في مقاطعة هيلمند، مع أنهم ليسوا متأكدين من العدد على وجه التحديد لأن مديريها جعلوا من أمر اكتشافها أكثر صعوبة يها في أعقاب هجوم تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتحدث المسؤولون الرفيعون -أربعة منهم من ثلاثة أجهزة فيدرالية مختلفة- شريطة عدم ذكر أسمائهم، عن تقييمات استخباراتية سرية.
ومن جهته، رفض الناطق بلسان الجيش الأميركي في أفغانستان، الكولونيل مايكل تي لوهورن، في رسالة بالبريد الإلكتروني بحث "أي معلومات استخبارية حالية قد نتوافر عليها بخصوص معسكرات التدريب التي تعود للقاعدة".
وكان المعسكران اللذان هوجما في الخريف يقعان في منطقة قليلة السكان في مقاطعة قندهار على طول الحدود الجنوبية لأفغانستان مع باكستان. ويبدو أن بعض المرافق كانت قائمة في المكان منذ نحو عام ونصف العام، ولم يتمكن الجواسيس الأميركيون ولا الأفغان ولا طائرات الاستطلاع من اكتشافها.
وقد علق الجنرال الأميركي الأعلى في أفغانستان، جون أف كامبل، على ذلك اجتماع مع مراسلين صحفيين قبل أسبوعين، فقال: "إنكم تعرفون أن الكثير من هذا يعود إلى أنها (المعسكرات) كانت في منطقة نائية جداً في قندهار".
على مدى أشهر، كان الجنرال كامبل يحذر من القاعدة في السياق الأوسع من بيئة التهديد المعقدة في أفغانستان؛ حيث قال للكونغرس في تشرين الأول (أكتوبر) "إن القوات الأمنية الأفغانية أثبتت حتى الآن أنها غير قادرة على القضاء على القاعدة بشكل كامل".
وأضاف في شهادته أمام الكونغرس: "لقد حاولت القاعدة إعادة بناء شبكاتها وقدراتها التخطيطية بهدف إعادة تأسيس قدرتها في ضرب الوطن الأم الأميركي والمصالح الغربية".
وقال الجنرال أيضاً إن الضغط الذي مارسته على مقاتلي القاعدة الولايات المتحدة وحلفاؤها الأفغان قد أجبرهم على "أن يكونوا أكثر تركيزاً على الاستدامة منه على التخطيط للهجمات المستقبلية وتسهيلها"، لكن ذلك التهديد كان ضرورياً لمنع القاعدة من كسب مواطئ أقدام جديدة.
وكان اكتشاف معسكر التدريب الكبير في تشرين الأول (أكتوبر) قد أثار أسئلة حول قدرة الجيش الأميركي على تعقب وتدمير حصن رئيسي للقاعدة في البلد، بعد أكثر من 14 عاماً من طرد الغزو الأميركي للقاعدة من أفغانستان وإسقاط حكومة طالبان التي دعمتهم.
وكان الجنرال كامبل قد قال في وقت غارة تشرين الأول (أكتوبر) على المعسكر، إن ذلك المعسكر كانت تستخدمه منظمة تابعة للقاعدة، تدعى القاعدة في شبه الجزيرة الهندية. وكان أيمن الظواهري زعيم القاعدة قد أعلن عن إنشاء المنظمة التابعة في أيلول (سبتمبر) من العام 2014 كرد -في الجزء الضخم منه- على صعود منافس القاعدة، تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ويعتقد بأن الجناح الذي يقول المحللون الأميركيون إنه يضم مئات عدة من المقاتلين يتخذ من باكستان مركزاً له، كما يتركز أيضاً في الهند وباكستان ودول أخرى في جنوب آسيا.
وكان مقاتلو القاعدة في شبه الجزيرة الهندية قد بدأوا الهجرة من ملاذات في شمال وزيرستان وشرقي أفغانستان إلى مقاطعات هيلمند وقندهار الجنوبية في البلد في العام الماضي، بعد أن شنت باكستان هجوماً عسكرياً مضاداً كبيراً في المنطقة، وفق ما قاله سيث جونز، المتخصص في الشؤون الأفغانية في مؤسسة راند الفكرية. وتجدر الإشارة إلى أن قندهار وهيلمند لم تكونا، تقليدياً، ملاذات لتنظيم القاعدة. وقال السيد جونز: "إنه توسع حديث نسبياً إلى الجنوب".
من جهتهم، يقول مسؤولو الأمن الأفغان إن العديد من هؤلاء المقاتلين الأجانب يأتون من آسيا الوسطى، وفي العديد من الحالات لا تعرف انتماءاتهم. وفي الماضي، كانت بعض هذه المجموعات تابعة لتنظيم القاعدة، لكن هناك تقارير تقول إن بعض هؤلاء المقاتلين أعلنوا ولاءهم لمجموعة "الدولة الإسلامية".
لكن أحد مسؤولي المخابرات الأميركيين سعى إلى التقليل من شأن التهديد القادم من المنظمة الجديدة التابعة للقاعدة، واصفاً إياها بأنها "تهديد إقليمي يركز راهناً على التخطيط لهجمات في باكستان، وعلى تأسيس تواجد في جنوب آسيا. وعلى الرغم من ملاذها الآمن، لم تشن المجموعة هجمات ضد أهداف أفغانية أو غربية في أفغانستان".
يأتي ظهور معسكرات التدريب الجديدة التابعة للقاعدة في غمرة تآكل واسع النطاق للأمن في الكثير من أنحاء أفغانستان، كما قالت وزارة الدفاع الأميركية في تقرير صدر قبل أسبوعين وذكر قوات الدفاع والأمن الوطني الأفغانية.
وكان الجنرال كامبل قد قال للمشرعين في الكونغرس، إن المتشددين المتمركزين في باكستان، شبكة حقاني، تظل "ميسراً" مهماً للقاعدة في أفغانستان. وأضاف أن المجموعتين تتقاسمان أهدافاً تكمن في "طرد قوات الائتلاف، والإطاحة بالحكومة الأفغانية، وإعادة تأسيس دولة متطرفة".
وفي تفصيله للتهديدات القائمة في أفغانستان، قال الجنرال كامبل للمشرعين إن فرع "الدولة الإسلامية" في البلد يجتذب بوتيرة سريعة مقاتلين جدداً إلى "إيديولوجيته السمية والمتطرفة". ومستخدماً الاختصار العربي لمجموعة الدولة الإسلامية، قال كامبل: "بينما ما يزال العديد من الجهاديين ينظرون إلى تنظيم القاعدة على أنه يشكل الأساس الأخلاقي للجهاد الكوني، فإنهم ينظرون إلى داعش على أنه ذراع العمل الحاسم".
ومستشهداً بملاحظة للرئيس الأفغاني، أشرف غاني، قال الجنرال كامبل: "إذا كانت القاعدة "ويندوز 1، فإن داعش سيكون ويندوز 7".
 وكان فرع القاعدة في شبه الجزيرة الهندية قد خطط أيضاً لهجمات خارج أفغانستان. فقد حاول متشددون من القاعدة اختطاف فرقاطة باكستانية بحرية واحدة على الأقل في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2014، واستخدامها لشن هجوم على قطعة تابعة للبحرية الأميركية أثناء قيامها بدورية لمكافحة الإرهاب في شمال غربي المحيط الهندي.
وقد تم إحباط الغارة على المركب البحري بعد اندلاع اشتباكات نارية. وتبين لاحقاً أن الهجوم نفذ في جزء منه من جانب جنود في البحرية الباكستانية كانت القاعدة قد جندتهم، طبقاً لما قاله مسؤولون باكستانيون وأميركيون. وكانت الغارة، التي قتل خلالها 10 متشددين، قد أثارت مخاوف من احتمال حدوث تسلل إرهابي إلى القوات العسكرية في باكستان، والتي تتوافر على أسلحة نووية.
وفي شهر أيار (مايو) الماضي، نشر قائد فرع القاعدة الجديد شريط فيديو يدعي فيه المسؤولية عن مقتل أفيجيت روي، المدون البنغلاديشي الأميركي الملحد، والذي كان قد قتل يوم 27 شباط (فبراير) على يد رجال مسلحين بمناجل بينما كان يغادر معرضاً للكتب في العاصمة البنغلاديشية، دكا.
وكان فرع القاعدة الجديد قد مني ببعض الانتكاسات. فقد كان نائب زعيم المجموعة هو أحمد فاروق، المتشدد الأميركي المولد الذي نظر إليه في بعض الدوائر الجهادية لبعض الوقت على أنه نجم صاعد. وفي رسالة كانت قد أرسلت إلى بن لادن في العام 2010 والتي ظهرت إلى العلن خلال محاكمة للإرهاب في نيويورك هذا العام، تم تخصيص متشدد يحمل الاسم نفسه باعتبار أنه يتوافر على إمكانات قيادية.
لكن السيد فاروق قتل مع خمسة قادة آخرين مشتبه بهم في الضربة الجوية نفسها التي شُنت في كانون الثاني (يناير)، والتي قتلت أيضاً -بالخطأ- موظف الإغاثة الأميركي، ووارن فاينشتاين، ورهينة إيطالياً أيضاً.
 
======================
هآرتس 6/1/2016 :المبادرة السعودية لمحاربة إيران
صحف عبرية
JANUARY 6, 2016
 
قطع العلاقة الدبلوماسية بين السعودية وإيران هو خطوة رسمية لخصت علاقة محطمة أصلا بين الدولتين. وقد كانت الذروة في اعدام العلامة الشيعي الراديكالي نمر باقر النمر اضافة إلى 46 شخص (بعضهم من نشطاء القاعدة) أُدينوا باعمال ارهابية والحاق الضرر بأمن الدولة. السعودية رفضت الضغط الدولي ويشمل ذلك ضغط الامم المتحدة والادارة الامريكية التي خشيت من الصدام الطائفي في الشرق الاوسط. الرد كان فوريا. فقد تم احراق السفارة السعودية في طهران وهرب موظفوها. ورغم استنكار الرئيس حسن روحاني للحريق ومطالبته اعتقال المسؤولين. إلا أن السعودية قامت بقطع العلاقات.
السؤال هو هل كانت السعودية تعرف حجم الرد وأوجدت عن قصد سببا لقطع العلاقات. حسب مصادر عربية، الجواب هو نعم.
في هذه المرة ايضا لم يتأخر الجواب: البحرين قطعت علاقاتها مع إيران، ودولة الامارات قلصت التمثيل الدبلوماسي في طهران والسودان طردت السفير الإيراني من الخرطوم ومصر لم تعلن عن موقفها بعد.
وعموما، الاعدام في السعودية وإيران ليس شيئا نادرا. فحتى شهر تموز الماضي تم اعدام 700 شخص في إيران على الاقل منهم نشطاء سنيين. وفي 2015 أعدمت السعودية 150 شخصا. لكن طالما أن الاعدام هو عقاب على جرائم جنائية فان الاهتمام الدولي يقتصر على التنديد والتقارير الغير مفيدة لمنظمات حقوق الانسان. حقوق الانسان في إيران والسعودية مسجونة داخل جدران واقية، بُني بعضها بـ «التبرع» من الدول الغربية لمنع الحاق الضرر بالمصالح مثل الاتفاق النووي مع إيران، أو الحفاظ على التحالف السعودي الامريكي. لكن في هذه المرة قد تؤثر القضية بشكل بعيد المدى ليس فقط على العلاقات بين السعودية وإيران.
خلال أكثر من ثلاث سنوات، منذ اعتقاله في السعودية، تعاملت إيران مع نمر النمر كبطل وأيقونة يجب انقاذه من السجن السعودي. وسائل الاعلام الإيرانية ولا سيما تلك التي تبث الاخبار باللغة العربية عظمت من شخصيته وطلبت من السعودية اطلاق سراحه. في محادثات سرية وخطابات علنية طلبت إيران من السعودية عدم الحاق الضرر بالعلامة وحذرت من الرد الممكن. يبدو أن تعظيم العلامة قد أوضح للسعودية أن لديها ذخرا «استراتيجيا» ضد إيران يمكن استخدامه بعدة اشكال. قبل سنة حينما كانت المحادثات النووية في ذروتها وجهت إيران تلميحات علنية بأنها معنية باصلاح العلاقات مع السعودية، بل وتم الحديث عن امكانية زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للدولة. وأوضحت إيران ايضا أنها تريد الحديث عن مصير النمر. ولم تسارع السعودية في الرد رغم أن الولايات المتحدة أعطت أهمية كبيرة للتقارب بين الدولتين. حيث أن الرياض وضعت نفسها كرأس حربة ضد الاتفاق النووي. وفي محادثات سرية أوضحت للامريكيين أنها تعتبر هذا الاتفاق خيانة للسياسة المناهضة لإيران والتي تم الاتفاق عليها بين القصر الملكي وبين البيت الابيض.
خوف السعودية كان وما زال من أن الولايات المتحدة قد تفضل إيران عليها، وأن الاتفاق النووي ستكون له نتائج كارثية على مكانة السعودية في الشرق الاوسط واقتصادها عندما يتم رفع العقوبات عن إيران. لم تقتنع السعودية من رسائل التهدئة التي قدمها الرئيس اوباما ووزير الخارجية جون كيري للملك السعودي والقيادة في المملكة ـ لا سيما بعد أن فهمت أن الولايات المتحدة مستعدة للتنازل ايضا في موضوع الحرب في سوريا.
بعد اربع سنوات من الصمود الامريكي ضد استمرار نظام الاسد، تم اهمال هذه السياسة في صالح توافق امريكي، إيراني وروسي ـ حيث كان مطلوبا من السعودية أن تهز رأسها ولا تلحق الضرر بهذه التفاهمات. وبالفعل جلس ممثلو السعودية وإيران في الشهر الماضي على طاولة المباحثـات مع الولايات المتحدة في فيينا وعدد من الدول التي استدعيت لنقاش الحل السياسي في سوريا.
لكن «جلسة الاخوة» هذه لم تصمد. ففي ذلك الشهر استدعت السعودية إلى الرياض بضع عشرات من ممثلي المليشيات والمعارضين السوريين من اجل الاتفاق على صيغة الحوار السياسي الذي سيتم مع الحكومة السورية، وعلى المجموعات التي ستمثل المعارضة. إيران غضبت كثيرا وكان هذا من اجل سحب البساط من تحت اقدامها واعطاء السعودية رافعة التأثير على الحوار ولا سيما على المشاركين.
التحالف السني ايضا الذي اعلن عن اقامته الملك سلمان في الشهر الماضي «من اجل محاربة الارهاب» تم اعتباره في إيران صراعا على التأثير، ومن اجل كبح تأثير طهران، أكثر من كونه اعلان الحرب على الارهاب.
اشارة اخرى واضحة على نية السعودية «ملاحقة» إيران في كل مكان في الشرق الاوسط ظهرت من خلال اعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد 25 سنة من القطيعة الدبلوماسية الرسمية. العراق صاحب الاغلبية الشيعية، والذي يعتبر حليف إيران، تحول ايضا إلى ساحة للصراع بين الدولتين. هذا اضافة إلى الحرب التي تديرها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الذين هم ايضا موالين لإيران.
الشرخ بين إيران والسعودية من شأنه افشال الجهود الدبلوماسية على انهاء الحرب في سوريا واليمن لأن الانتقال إلى عدم الاتفاق في المواقف بين السعودية وإيران أضيف اليه الآن البعد القومي الديني الذي من شأنه افشال الاعتبارات العقلانية والسياسية التي يجب أن تكون في مركز الجهود الدبلوماسية.
السعودية التي قادت قبل سنة قرارات دول «الاوبك» عدم تقليص انتاج النفط رغم انخفاض الاسعار، لم تظهر حتى الآن أنها تنوي تغيير سياستها رغم أنها بحاجة إلى اسعار نفط أعلى. يبدو أن السعودية ستزيد الآن من انتاج النفط من اجل الحاق الضرر بإيران قبل رفع العقوبات. واذا فعلت السعودية ذلك فان اقتصاد روسيا سيتأثر من الصدام السعودي ـ الإيراني وكذلك العراق.
هذا فقط مثال على التحول الدراماتيكي في الاستراتيجية السعودية التي بدأت بعد تنصيب الملك سلمان. وقياسا بالعقود السابقة التي اعتمدت فيها السعودية استراتيجية سلبية، فان الملك سلمان وخصوصا ابنه محمد، قد انتهجا استراتيجية فعالة ومبادرة بدأت منذ اليوم الاول لوجودهما في الحكم. تغيير المناصب السريع في السعودية والحرب ضد اليمن ولي ذراع مصر واقامة تحالف سني واصلاح العلاقات مع تركيا والتصريحات الانتقادية العلنية ضد سياسة الولايات المتحدة ـ كل ذلك يُبين أن هناك حقبة جديدة في السعودية.
تسفي برئيل
هآرتس 6/1/2016
صحف عبرية
======================
الغارديان: لماذا قتل تنظيم الدولة الصحفية رقية حسن بالرقة؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الأربعاء، 06 يناير 2016 11:44 ص 03.2k
كشفت مصادر صحافية عن قيام تنظيم الدولة بقتل الصحفية السورية رقية حسن (30 عاما) في معقله في مدينة الرقة.
وبحسب ما يقول ناشطون، فإن جريمة رقية حسن، هي أنها كتبت مقالات ناقدة عن الحياة اليومية في مدينة الرقة، واتهمت بأنها تقوم بالتجسس لصالح جهات خارجية.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن حسن قتلت في أيلول/ سبتمبر، لكن الأخبار انتشرت عن مقتلها في وسائل التواصل الاجتماعي عندما نفى التنظيم قتلها، وقال إنها لا تزال على قيد الحياة.
ويشير التقرير إلى أن حسن كتبت مقالاتها تحت اسم مستعار، وهو نيسان إبراهيم، وكتبت من خلاله مدونات يومية عن الحياة في معقل التنظيم في سوريا، والغارات الجوية المتكررة عليه.
وتذكر الصحيفة أن حسن درست الفلسفة في جامعة حلب، ولكنها انضمت لاحقا للمعارضة ضد نظام بشار الأسد، عندما بدأت الثورة في آذار/ مارس 2011، ورفضت مغادرة المدينة عندما دخلها مقاتلو تنظيم الدولة.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رقية حسن وضعت تحت الرقابة، واعتقلت في آب/ أغسطس، واتهمت بالتواصل مع "الصحوات" وهي كلمة يحتقر من خلالها الجهاديون "الجيش السوري الحر"، الذي يعدونه خائنا. وكتبت حسن على حسابها في "فيسبوك" عن مشاعرها اليومية، وما استمعت إليه من موسيقى، وكانت تكتب رسائل أمل للمعجبين بها.
وتورد الصحيفة أن حسن كتبت في الصيف الماضي "بعد العسر يسرا"، وفي كلمة أخرى عبرت عن المشكلات التي تواجه مدينة الرقة في ظل تنظيم الدولة، والغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي على مواقعه، وتقول: "إن لم نكن نريد تنظيم الدولة، ولا غارات التحالف الدولي ضده، وإن كنا لا نريد الجيش السوري الحر، فمن نريد إذن؟".
ويفيد التقرير بأن حسن كتبت في السابق عن قيام تنظيم الدولة بأخذ مساحات الإنترنت كلها، وهو ما يعني انقطاع اتصالها مع أهلها والعائلات السورية في الشتات.
وتبين الصحيفة أن ناشطا كنيته أبو أحمد، وهو مؤسس الموقع المعارض لتنظيم الدولة "الرقة تذبح بصمت"، كتب آخر كلمات حسن في تغريدة على "تويتر". وجاء في الكلمات الأخيرة: "تهديدات بالكون، وعندما يقبض علي ويقتلني هاشتاغ تنظيم الدولة، فهذا جيد؛ لأنهم سيقطعون رأسي، وهذا أكثر لأن فيه مهابة".
وينقل التقرير عن الجماعة الناشطة قولها إن حسن ليست هي الصحفية الوحيدة التي قتلها تنظيم الدولة في سوريا، ولكن عدد وهوية الصحفيين، الذين ماتوا على يد التنظيم، غير معروف.
وتنوه الصحيفة إلى أن صفحة حسن على "فيسبوك" لا تزال مفتوحة، حيث يعتقد الناشطون أن تنظيم الدولة يحاول استخدامها من أجل البحث فيما دونته سابقا عن معلومات عمن كانت تتواصل معهم في الرقة.
وبحسب التقرير، فقد أعدم تنظيم الدولة يوم السبت خمسة أشخاص، قال إنهم تجسسوا عليه لحساب دول أجنبية مثل بريطانيا. واعترف الضحايا- تحت التعذيب- بالجرائم التي ارتكبوها، مثل فتح مقاه للإنترنت وإرسال صور إلى تركيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر قتل التنظيم الصحفي نايف الجرف محرر الصحيفة الشهرية "حنطة" والناشط مع "الرقة تذبح بصمت"، الذي قام بتوثيق جرائم التنظيم في مدينة حلب.
======================
هارتس: الأزمة بين السعودية وإيران ستعيق الحل في سوريا
القدس المحتلة – عربي21# الأربعاء، 06 يناير 2016 03:04 م 03
قال الكاتب الإسرائيلي، تسفي برئيل، إن أزمة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران قد تعيق أو تفشل الجهود الدولية لإنهاء الحرب في سوريا واليمن، علاوة على أن العلاقة أصلا كانت محطمة بين الدولتين.
وفي مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس"، الأربعاء، قال برئيل إن قطع العلاقات هو خطوة رسمية لهذه العلاقة المحطمة، وبلغت ذروتها بإعدام نمر النمر.
وتساءل: "هل كانت السعودية تعرف حجم الرد وأوجدت عن قصد سببا لقطع العلاقات؟ بحسب مصادر عربية، الجواب هو نعم. إنهم يذكرون أن السعودية لم تتردد في قطع علاقاتها مع قطر حينما اعتقدت أنها تنافسها في قيادة الشرق الأوسط، ولم تكن بحاجة في حينه إلى حدث دراماتيكي من أجل جر البحرين والإمارات وراءها".
وتابع: "في هذه المرة أيضا لم يتأخر الجواب؛ البحرين قطعت علاقاتها مع إيران، ودولة الإمارات قلصت التمثيل الدبلوماسي في طهران، والسودان طردت السفير الإيراني من الخرطوم، ومصر لم تعلن عن موقفها بعد".
وأشار إلى أنه قبل عام من المحادثات النووية، كان هناك حديث عن إمكانية زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للمملكة، وأبدت إيران رغبة في الحديث مع السعودية عن مصير النمر، إلا أن السعودية، بحسب المقال، لم تسارع للرد، حيث إن الرياض وضعت نفسها كرأس حربة ضد الاتفاق النووي. وفي محادثات سرية أوضحت للأمريكيين أنها تعتبر هذا الاتفاق خيانة للسياسة المناهضة لإيران والتي تم الاتفاق عليها بين القصر الملكي وبين البيت الأبيض.
وبعد حوارات فيينا، استدعت السعودية إلى الرياض العشرات من ممثلي الفصائل السورية المعارضة المقاتلة، من أجل الاتفاق على صيغة الحوار السياسي الذي سيتم مع الحكومة السورية، وعلى المجموعات التي ستمثل المعارضة. إيران غضبت كثيرا وكان هذا من أجل سحب البساط من تحت أقدامها وإعطاء السعودية رافعة التأثير على الحوار ولا سيما على المشاركين. التحالف السني أيضا الذي أعلن عن إقامته الملك سلمان في الشهر الماضي "من أجل محاربة الإرهاب" تم اعتباره في إيران صراعا على التأثير، ومن أجل كبح تأثير طهران، أكثر من كونه إعلان الحرب على الإرهاب.
وتابع: "إشارة أخرى واضحة على نية السعودية ملاحقة إيران في كل مكان في الشرق الأوسط ظهرت من خلال إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد 25 سنة من القطيعة الدبلوماسية الرسمية، العراق صاحب الأغلبية الشيعية، والذي يعتبر حليف إيران، تحول أيضا إلى ساحة للصراع بين الدولتين. هذا إضافة إلى الحرب التي تديرها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الموالين لإيران".
ولفت إلى أنه إضافة إلى عدم الاتفاق بين المواقف السياسية بين السعودية وإيران، يأتي البعد القومي الديني الذي من شأنه أن يفشل الاعتبارات العقلانية والسياسية التي يجب أن تكون في مركز الجهود الدبلوماسية.
======================
ديفيد هيرست يقرأ تداعيات الأزمة بين السعودية وإيران
لندن ـ عربي21# الخميس، 07 يناير 2016 12:41 ص 13
قدم الكاتب البريطاني الشهير دافيد هيرست قراءة متعددة الأبعاد لتداعيات القرار السعودي بإعدام الشيخ الشيعي نمر النمر وما تبعها من أزمة نشبت بين السعودية وإيران وحلفاء كل منهما.
وحاول هيرست في مقالته المطولة التي نشرتها "هافنغتون" بوست معالجة القضية من عدة محاور أهمها بروز السعودية كقوة إقليمية صارمة، والموقف الضعيف المتخبط الذي ظهرت فيه إيران، وانعكاسه بشكل مبدئي على إطالة أمد الصراع في الساحة السورية، كما حاول قياس ردود فعل حلفاء البلدين الذين وضعوا في موقف لا يحسدون عليه، إذ لا يمكن لأحدهم العودة للخلف بعد أن تورط بقدر كبير في "المعادلة السورية".
وفي توصيفه لمجريات الأحداث، شدد هيرست على أن السعودية دشنت موسما مفتوحا من الصراع الإقليمي مع جارتها الفارسية، ربما برأي الكاتب أكبر من مجرد المواجهة المفتوحة في اليمن وسوريا وقتال الإيرانيين وحلفائهم، وعلى رأسهم حزب الله، ولكنه أكد أن السعودية استعدت لهذا الأمر بشكل جيد، من خلال ضمانهم لموقف دبلوماسي عربي مساند.
وأشار الكاتب إلى أن التحركات السعودية أربكت إيران التي كانت تعتقد أن السعودية ما زالت تتحرك بحذر وخل "ستارة من الخرز"، لتتفاجأ مرة أخرى كما حدث في السيناريو اليمني الذي لم تتوقعه إيران أبدا.
وشدد هيرست على أن عنوان الصراع الإيراني السعودي اليوم هو "العداوة على المكشوف" وتحدي النفوذ العسكري والسياسي الإيراني في دول الإقليم.
وذهب الكاتب لأبعد من مجرد إجراء بني عليه وقف كافة أشكال النقل التجاري والجوي بين البلدين، إلى القول: إن مجرد استضافة الحجاج الإيرانيين المسلمين في موسم الحج، بات أمرا مشكوكا فيه.
 ونوه هيرست إلى أن المملكة مستعدة للدفاع عن مصالحها بالقوة، ووجود حلفائها تركيا وقطر والدول العربية عموما سيسهل مهمتها في مواجهة إيران وحليفتها روسيا.
وشدد هيرست على أن السعودية لم تشعر حليفتها أمريكا بعزمها قطع العلاقات مع إيران إلا قبل وقت قصير، مؤكدا أنها لم تعد تنتظر موافقة "راعيها ومزودها العسكري الأساسي"، بل إنها اعتادت على التصرف بمفردها.
التداعيات على الساحة السورية واليمنية
ولخص الكاتب الموقف في سوريا واليمن بعد الأزمة السعودية الإيرانية، بأن محادثات وقف إطلاق النار في سوريا واليمن ستتوقف، وستمضي السعودية في سياستها الرامية لتقييد "قدرة إيران" على الدخول للأسواق العالمية عبر سلاح النفط وإبقائه بأدنى مستوى له.
 وفي تبريره للموقف السعودي بإعدام نمر النمر، تساءل الكاتب: لو كان ذلك مخططا له من قبل، فلمَ يجري تنفيذ الخطة الآن تحديدا؟ خمسة وأربعون من بين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام هم مواطنون سعوديون، وشملت الدفعة مواطنا تشاديا وآخر مصريا. وكان ثلاثة وأربعون منهم من السنة، كثيرون منهم من مقاتلي القاعدة الذين صدرت بحقهم أحكام بالإعدام وكانوا ينتظرون التنفيذ منذ مدد متفاوتة يعود بعضها إلى العام 2004. كان إعدام هؤلاء ورقة بإمكان الرياض أن تلعبها في أي وقت منذ آخر موجة تفجيرات شنتها القاعدة في عام 2012. ولكن لمَ جرى اللعب بالورقة الآن؟ وما هي الرسائل السياسية التي أرسلت؟ ولمن وجهت؟
السعودية تواجه مصادر التمرد
ونوه الكاتب إلى أن السعودية تاريخيا واجهت مصدرين من التمرد الداخلي: الأقلية الشيعية، التي يقطن كثير من أبنائها في المنطقة الشرقية، والجهاديين السنة. إلا أن واحدا فقط من هذين المصدرين هو الذي يهز النظام. يجمع معظم المحللين على أن الاحتجاجات الشيعية لا تملك القدرة ذاتها. من بين السنة الثلاثة والأربعين الذين أعدموا، ركزت وسائل الإعلام المملوكة للدولة على واحد فقط هو فارس الشويل الزهراني.
ونوه إلى أن الزهراني وصف بأنه المنظر الذي وقف وراء سلسلة الهجمات التي استهدفت الأجانب ومراكز الشرطة ومرافق النفط وتسببت في قتل المئات. من خلال إعدام "داعية التكفير" يكون النظام قد صفى حسابه مع منافس له في المعتقد. فطبقا للسلفية الوهابية، لا يملك صلاحية التكفير سوى داعية مكلف من قبل الدولة، ويقصد بالتكفير اعتبار شخص ما كافرا أو خارجا عن الملة. ولعل المقصود من إعدامه هو طمأنة الأغلبية السنية. ولكن ثمة رسالة ضمن ذلك موجهة إليهم، رسالة تأتي في عام يرفع فيه الدعم عن أسعار الوقود وتخفض فيه مكافآت العمل الإضافي في المؤسسات التي تديرها الدولة، ويفرض على الجميع دفع المزيد من الضرائب بما في ذلك ضريبة معينة على المبيعات، ومفاد هذه الرسالة أن الدولة لن تتسامح مع أي شكل من أشكال الاحتجاج.
وفي قراءته للتمرد على المستوى الخارجي، نوه هيرست إلى أنه كان محتما أن يثير إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر موجة من الاحتجاجات في الخارج، وخاصة أن إيران كانت قد بذلت جهودا كبيرة لتسليط الضوء على قضيته. وانسجاما مع الموقف الإيراني، سارع كل من حسن نصر الله، رئيس حزب الله، ومقتدى الصدر، رجل الدين العراقي، إلى التنديد بإعدام النمر.
وتابع القول بأنه: "كانت فرص إجراء محادثات جوهرية بشأن سوريا تلقت ضربة قاتلة؛ بسبب المزاعم بأن غارة جوية روسية هي التي قتلت زهران علوش، قائد جيش الإسلام. وذلك أن زهران علوش وافق على الانخراط في عملية السلام السعودية، في الوقت الذي نأي غيره من قادة المليشيات السورية بأنفسهم عنها. يبدو أن روسيا أرادت من خلال قتلها لعلوش، نيابة عن الأسد، أن تثبت أنها قادرة على إعادة تشكيل البيئة التفاوضية؛ من خلال تصفية من لا تريد لهم المشاركة في العملية السياسية، وإبقاء من ترغب فيهم".
وشدد هيرست على أن "فرص نجاح المحادثات باتت في عداد الأموات"، على حد وصفه. وأشار إلى ما "يشاع بأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى الرياض تمخضت عن إبرام صفقات لشراء سلاح وعربات مصفحة تركية بمليارات الدولارات".
توقعات هيرست
وأوضح الكاتب في قراءته للتداعيات المستقبلية للأزمة أنه من المتوقع الآن أن شدة المعارك ومستوى القتل، اللذين تصاعدا منذ أن بدأت الطائرات الحربية الروسية تقصف من الجو أهدافا تعود بشكل أساسي إلى المعارضة، سيزدادان سعارا على الأرض أيضا. وبما أن خطوط المواجهة على الأرض لم تتغير إلا قليلا فإن ذلك يعنى شيئا واحدا، ألا وهو أن الصراع سيمتد وسيطول أمده. وأي حديث عن أن الحرب الأهلية توشك أن تنطفئ جذوتها من خلال إبرام اتفاقيات محلية لوقف إطلاق نار بات الآن مجرد صدى لثرثرة متفائلة من الماضي البعيد.
ونوه إلى أنه بالنسبة لواحدة على الأقل من القوى المتدخلة – روسيا وإيران من جهة وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر من جهة أخرى – ستتحول سوريا إلى أفغانستان أخرى، وسيتوجب على قوة أجنبية واحدة الانسحاب من هذه الحرب وهي تجر ذيول الخزي والعار. يبدو أن المملكة العربية السعودية، التي تلقى سياستها الخارجية دعما في أوساط الأغلبية السنية من سكان المنطقة، واثقة من أنها لن تكون تلك القوة التي ستضطر إلى ذلك.
وأكد على أنه من شأن ذلك أن يعمق الصراع أكثر فأكثر في المنطقة خلال عام 2016، وإذا كان عام 2015 عنيفا، فإنه يتوقع للعام الحالي أن يكون أشد عنفا. كما أن التحرك السعودي سيشكل تحديا لمصر، حيث إن السعوديين الذين يمولون حكم العسكر في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي تسامحوا حتى الآن إزاء التجاوب البارد الذي أبدته مصر تجاه المملكة العربية السعودية في كل من اليمن وسوريا.
سيكشف القادم من الأيام إلى أي مدى سيستمر السعوديون في تساهلهم هذا، خاصة إزاء التقارب المصري مع كل من روسيا وإيران.
وخلص هيرست إلى أنه "من أي زاوية نظرت إلى الموضوع ستجد أننا بصدد حراك لن يسهل على أي طرف الانسحاب منه سريعا. المجازفات كبيرة جدا على المستوى الدولي، وما من لاعب في هذا الصراع إلا ويشعر أنه استثمر فيه الكثير؛ فلا يسهل عليه الانتقال مباشرة إلى الغيار العكسي ليعود إلى الخلف. وكل حكومة من الحكومات المشاركة لديها ما يشغل بالها ويشعرها بالخطر داخليا.
المساحة المتاحة للتنازل ضيقة جدا، ولكن في نهاية المطاف لا مفر من وضع خط لتوازن القوة ما بين إيران والمملكة العربية السعودية. وهذا ما سيتحقق الآن من خلال اختبار دولي للإرادات يجري في منطقة تعج بالأسلحة، وهي أسلحة يشهرها أناس يعرفون جيدا كيف يستخدمونها".
======================
إندبندنت: تنظيم الدولة يطوّر صواريخ تسقط الطائرات
ذكرت صحيفة إندبندنت أن علماء وخبراء الأسلحة في تنظيم الدولة ابتكروا تقنية أسلحة متطورة قادرة على إسقاط طائرات الركاب.
وبحسب الصحيفة تظهر لقطات فيديو نشرت مؤخرا مقاتلين بقاعدة التنظيم في مدينة الرقة السورية وهم يبتكرون بطارية حرارية محلية الصنع لاستخدامها في الصواريخ سطح جو المفككة.
ويقول خبراء الأسلحة الدوليون إن التنظيم كانت لديه إمكانية الوصول إلى هذه الأسلحة منذ عقود لكن تخزينها وابتكار البطارية الحرارية الأساسية لوظيفة الصاروخ صعبة جدا من دون معرفة متقدمة، وبالتالي فإن هذا التطور في غاية الأهمية. ويُخشى الآن احتمال تمكّن التنظيم من إعادة آلاف الصواريخ غير المستخدمة إلى الخدمة مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصواريخ التي ظهرت في الفيديو الذي بثته شبكة سكاي نيوز، تبلغ نسبة دقتها نحو 99% بمجرد تصويبها إلى أهدافها.
ويظهر شريط فيديو آخر، تقول سكاي نيوز إنها حصلت عليه من مقاتلي الجيش السوري الحر كانوا أخذوه من أسير عمل مدربا للتنظيم، اختبارا لمركبة كاملة التحكم عن بعد.
كما يظهر الشريط مقاتلي التنظيم مع مجسمات لأشخاص مزودة بأنظمة تنتج إشارة حرارية بشرية تسمح للمركبات بتفادي أجهزة المسح الضوئي الأمنية المتطورة وشن هجمات بالقنابل على أهداف رفيعة المستوى. وتشمل اللقطات أيضا تدريبات تلقن المقاتلين كيفية شن هذه الأنواع من الهجمات في بلدانهم.
 
======================
غارديان: أهل مضايا يموتون جوعا
يروي نشطاء في بلدة مضايا السورية، المحاصرة منذ يوليو/تموز الماضي والتي يقطنها 30 ألف شخص، الأحوال المعيشية المزرية لأهلها الذين يبحثون عما يسد رمقهم للبقاء على قيد الحياة.
ويقول سكان البلدة الصغيرة التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة دمشق، إنهم يموتون من الجوع نتيجة لهذا الحصار الطويل الذي فرضته القوات الموالية لنظام بشار الأسد.
فقد ألجأ الجوع الناس لأكل أوراق الشجر والأعشاب وشرب المياه العكرة، والأرز يباع بالغرام لأن الكيلوغرام منه يتكلف نحو 250 دولارا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد اضطر البعض لذبح وأكل حيواناتهم الأليفة.
ويقول أحد النشطاء واسمه لؤي إن "الناس يموتون ببطء"، وهو نفسه ضعف صوته من طول فترة الجوع. ويضيف "كان لدينا بعض الزهور تنمو في الأواني في المنزل، واضطررنا أمس الأول لقطفها وأكلها رغم مرارتها الشديدة". ويستطرد لؤي "لقد اعتدنا القول إنه لن يموت أي أحد من الجوع، لكننا رأينا بأعيننا أناسا يموتون فعلا من الجوع".
وتشارك النشطاء صور المآسي المرتسمة على وجوه الناس، والأطفال خاصة، من شدة الجوع ومنها غلام صغير في عربة أطفال لا يكاد يستطيع الجلوس فيها لصغر حجمها بالنسبة له نظرا لضعفه الشديد وعدم قدرته على المشي.
وآخرون ممن يستطيعون الحركة يجازفون بحياتهم وهم يحاولون جمع النباتات من حقول الألغام المنتشرة في ضواحي البلدة، ومع ذلك لم يسلم العديد منهم، وفقد بعض أعضاءه.
ويقول إبراهيم عباس، وهو منشق عن الجيش السوري، إن "الناس سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، وسواء كانوا في السبعين أو العشرين من عمرهم، فقد الواحد منهم نحو 15 كيلوغراما من وزنه". وأضاف "لن ترى طفلا إلا وعيناه غائرتان في وجهه ويحدق من شدة الجوع".
ويقول سكان البلدة المحاصرون إنهم يعاملون كبيادق في لعبة السلطة المعقدة ويعاقبون على معاناة قريتين تبعدان مئات الكيلومترات تحاصرهما القوات المناهضة للحكومة، حيث استولى ائتلاف ما يعرف بـ"جيش الفتح" على مساحات واسعة من نظام الأسد في شمال غرب سوريا محاصرا جيبين للشيعة في محافظة إدلب هما الفوعة وكفريا. ولهذا يصب النظام غضبه على بلدة مضايا والزبداني المجاورة.
======================