الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-11-2015

سوريا في الصحافة العالمية 7-11-2015

08.11.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. هآرتس :شلومو  افنيري :النكبة السورية
  2. معهد واشنطن :تسريع الحملة: كيفية البناء على التقدم المُحرز وتجنب أي جمود في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
  3. كريستيان ساينس مونيتور :اللاجئون السوريون بين «داعش» وقسوة الشتاء
  4. امريكا اليوم : تدريب أمريكا للمعارضة السورية كلف 384 مليون دولار
  5. ذي نيويوركر: على إدارة «أوباما» عدم التدخل في الشأن السوري
  6. وول ستريت جورنال: أوروبا مضطرة لمساومة تركيا للحدّ من تدفق اللاجئين
  7. فورين بوليسي : مصير السوريين ستحسمه المعارك .. و الحلول الدبلوماسية كاذبة
  8. واشنطن بوست :كيف تحوّل الصراع في سوريا إلى أزمة عالميّة؟
  9. لوفيغارو: لماذا أقلق "إعلان فيينا" الأسد ومعارضيه معا؟
  10. تقرير مترجم عن ريل كلير وورلد – هل الأميركيون مستعدون للعودة إلى العراق؟
  11. واشنطن بوست :كيف يمكن أن يزداد الصراع السوري اتساعًا ودموية؟
  12. وول ستريت جورنال :أوهام أوباما السورية
  13. جارديان: الفاطميون وقود إيران لدعم الأسد في سوريا
 
هآرتس :شلومو  افنيري :النكبة السورية
الغد
الصور الكارثية تمزق القلب: جموع من الناس يهربون من وادي القتل السوري ويشقون طريقهم في الحقول نحو حدود تكون أحيانا مغلقة في وجوههم. يكتظون في قوارب متهالكة يفترض بها أن تنقلهم إلى شاطئ الأمان، يتجمعون في محطات القطار. أوروبا التي على مدى سنوات تعاطت مع الحرب الأهلية في سورية كأمر يجري في الجانب المظلم من القمر، تكتشف أن الأجراس تقرع لها أيضا: قصور الصمت لديها يهدد بتقويض انغلاقها على نفسها. فانعدام الوسيلة يميز سياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي رسم بهرائه خطوطا حمراء إذا ما استخدم الرئيس السوري بشار الأسد السلاح الكيميائي، وبعد ذلك تراجع وشكك بذلك بمصداقية الولايات المتحدة كقوة عظمى. ونصب هذا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مكانة المخرج والمدخل في موضوع الحل المحتمل في سورية.
ولكن هذه الجوانب الانسانية والسياسية لا تتعلق بأسس المأساة الجارية في الدولة التي حتى وقت أخير مضى كانت من أبرز الدول في الشرق الاوسط والان هي تتفكك إلى عناصرها الدينية والعرقية. سكانها يتمزقون بين نظام الأسد الدموي والوحشي والقمعي وبين حركة دينية متزمتة تستخدم تكنولوجيا حديثة كي تنقل للعالم رسائل مخيفة تذكر بالقرون الوسطى.
ستكون لهذه النكبة آثار بعيدة المدى على صورة الشرق الاوسط، وليس كلها ممكنة التوقع مسبقا. صحيح أن مصر، أقوى واكبر الدول العربية، هي التي كانت الدولة المركزية في العالم العربي، ولكن سورية كانت دوما عاملا مثيرا ومتصدرا في الحركة القومية العربية. في سورية وفي لبنان، أختها غير الشقيقة، برزت شرارات الحركة القومية العربية في اواخر القرن التاسع عشر.
ميشيل عفلق، رجل دمشق ومؤسس حزب البعث، سعى إلى منح القومية العربية العامة، التي تتغلب على فوارق الدين والطائفة، أساسا ايديولوجيا يدمج القومية والاشتراكية وترافقت معه احيانا أيضا اصداء شبه فاشية؛ ونظاما البعث في دمشق وفي بغداد، رغم العداء الذي نشأ بينهما على مدى السنين، كانا يريان في نفسيهما نواة الوحدة العربية.
مفكرون سوريون، متأثرون بالحركات القومية في اوروبا، رأوا في سورية الشمالية بروسيا وسافويا الشماليتين هما أيضا، واللتين كانتا أساس وحدة المانيا وايطاليا. من هنا وحتى اعتبار الأسد الأب في نظر مؤيديه كبسمارك العرب، كانت المسافة قصيرة. حقيقة أن دمشق كانت عاصمة خلافة الأمويين منحتها هالة تاريخية محوطة بالأساطير والرموز، ورغم طابعه العلماني، استمد نظام البعث الشرعية من الذاكرة الإسلامية.
إلى أين اختفى كل هذا؟ من ينظر إلى اللاجئين السوريين الذين يتدفقون الآن نحو اوروبا يلاحظ أن معظمهم شباب من الطبقة الوسطى، كما يشهد لباسهم وحقيقة ان بوسعهم ان يدفعوا آلاف الدولارات للمهربين الذين جاءوا بهم إلى أوروبا. ويتجه الاهتمام الإعلامي بشكل طبيعي إليهم، ولكن معظم اللاجئين السوريين هم معدومون كل شيء وليس في وسعهم أن يجندوا المبالغ الطائلة اللازمة لتمويل رحلة العذاب إلى اوروبا.
أما الفقراء والمساكين حقا فيكتظون في مخيمات اللاجئين في تركيا (مليونا نسمة)، في لبنان (1.5 مليون حسب  تقديرات غير رسمية) وفي الأردن (نحو 700 ألف). وحسب معطيات وكالة الامم المتحدة للاجئين (UNHCR)، فان نحو 5 مليون سوري نزحوا من منازلهم وهم لاجئون في بلادهم. نحو ربع مليون سوري، معظمهم مدنيون، قتلوا في الحرب. هذه المعطيات قاسية، ولكنها بعيدة عن الاهتمام الدولي لأن هؤلاء اللاجئين أقل قدرة على الوصول إلى كاميرات التلفزيون.
إن اللاجئين الشباب الذين يتدفقون إلى أوروبا هم المفتاح للتدهور الفظيع في سورية نفسها. فسكان سورية قبل الحرب الأهلية كان يبلغ عددهم اكثر من 17 مليون نسمة، ومن الصعب ألا نتساءل كيف حصل أنه في دولة مع هذا العدد الكبير من السكان، لا يوجد سوى جهتين قويتين: قوات الأسد من جهة، وقوات داعش من جهة أخرى. كيف لم ينشأ بين سكان من 17 مليون نسمة قوى معارضة فاعلة، سواء للنظام القمعي أم لداعش، ولماذا لم تنجح قوى المعارضة المعتدلة (ويوجد كهذه) في تجنيد عشرات آلاف المقاتلين الذين يتمكنون من ايجاد بديل لهاتين الجهتين؟
مخزون القوى هذا، كان يمكنه لو انه تحقق، ان يعرض بديلا للخيارين الإجراميين اللذين يقاتلان الواحد الآخر في سورية. هذا لم يتحقق لأن الأسس الاجتماعية التي كانت قادرة على ان تشارك فيه قررت أن تهرب، اذا كان ممكنا إلى أوروبا. هذا هو السبب الحقيقي للنكبة السورية.
لا يحق لأحد أن يحكم على الناس الشباب، وبعضهم ذوو عائلات، ممن قرروا الا يقاتلوا في سبيل اولادهم، بل أن يسعوا إلى ملجأ آمن، بعيدا عن وطنهم النازف. ولكن النتيجة هي أنه لم يتبقَ في الدولة المخزون البشري الذي كان يمكنه أن يشكل أساسا لسورية ديمقراطية، ليبرالية ومتسامحة نسبيا.
ان الرؤيا الايديولوجية للهوية السورية في أنها جزء لا يتجزأ من العالم العربي، تفككت. وأولئك الذين كانوا مستعدين لأن يقاتلوا، فعلوا ذلك في اطار الميليشيات القبلية، الدينية والعرقية. وبضغط الاحداث يتبين أن الهوية السورية لم تعد قائمة. يوجد سنة وعلويون، مسيحيون وأكراد، شيعة ويزيديين، وكل يده تطال غيره. واستعارة للغة السياسية العربية، فان "الشعب السوري الاصيل لم يعد ببساطة قائما، وليس هناك من هو مستعد لان يكافح في سبيله. وحتى الأسد اضطر لان يعتمد على مقاتلي حزب الله من لبنان وعلى الحرس الثوري الايراني، وداعش يجند مؤمنين سُنة من كل العالم. سورية، عرش القومية العربية، تآكلت بين هذه القوى.
يمكن أن نجد تشبيهات واضحة بين البعد الاجتماعي للنكبة السورية وما حصل للفلسطينيين في 1948 مثلما أظهر د. ايتمار رداي في كتابه "بين مدينتين – يافا والقدس في 1947/1948". عندما تدهور الوضع الامني في البلاد في اواخر عهد الانتداب، هربت البرجوازية الفلسطينية الميسورة والمثقفة في يافا والقدس (وحيفا أيضا)  في معظمها إلى مصر ولبنان. أما معظم القتال فخاضه متطوعون (ومرتزقة) من الدول المجاورة، ممن لم يكن دافعهم للتضحية كبيرا على نحو خاص. وعندما لا يكون العمود الفقري للمجتمع – الطبقة الوسطى، المثقفة والميسورة – مستعدة لان تقاتل في سبيل وجوده ("الدفاع عن الوطن")، فانه لا يكون قادرا على البقاء.
في "فلسفة التاريخ" تساءل هيغل عن جذور أفول هبوليس اليونانية الكلاسيكية. برأيه حصل هذا عندما لم يعد المواطنون مستعدين للقتال في سبيل مدينتهم، وفضلوا الاعتماد على المرتزقة وفداء أنفسهم بفدية من الخدمة العسكرية، التي كانت تاريخيا رمز المشاركة المدنية. ودون الحكم على أولئك الشباب السوريين الذين يفضلون ظروف دول الرفاه في أوروبا على الاستعداد للقتال في سبيل بديل للأسد وداعش، فإن النتيجة هي تفكك الدولة السورية.
يحتمل أن يكون في أعقاب التدخل العسكري الروسي سينشأ تحالف دولي ينقذ نظام الأسد ويضمن استمرار وجود سورية كدولة، وإن كان ربما في حدود ضيقة وبدون الأسس الاجتماعية الأهم لوجودها وأدائها. يحتمل أن بدلا من سورية التي تأسست في أعقاب اتفاق سايكس بيكو تقوم سورية جديدة لاتفاق بوتين – روحاني، تحظى بدعم أوباما أيضا (مع صك على الأسنان). ماذا يعني هذا بالنسبة للبنى التحتية، الحصانة والمستقبل للقومية العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص؟ هذا سيبقى لكُتّاب الأزمنة.
======================
معهد واشنطن :تسريع الحملة: كيفية البناء على التقدم المُحرز وتجنب أي جمود في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
مايكل نايتس
3 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
يبدو أن هناك تصوراً في الغرب على أن الحرب القائمة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» تواجه جموداً في الساحات الرئيسية للمعارك في العراق وسوريا. ربما يكون الأمر صحيحاً في شمال غربي سوريا ووسطها، حيث يقوم التنظيم ونظام الأسد الذي تدعمه كل من روسيا وإيران بالحد من التقدم الذي أحرزته قوات الثوار، وزعزعة ما حققته تدريجياً. وعلى النقيض من ذلك، هناك مزيج من الإحباطات والانجازات الراسخة في العراق وشرق سوريا. ولا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على الموصل والرقة والرمادي وعدد من المدن العراقية والسورية الكبرى الأخرى. بيد، لم يتمكن العدو من الوصول إلى بغداد وأربيل وسامراء وكركوك وحديثة. وقد تم استعادة سد الموصل وجرف الصخر وكوباني وتكريت وتل أبيض وبيجي، إلى جانب عشرات المستوطنات الغير معروفة على نطاق واسع.
لقد عدتُ للتو من زيارة دامت ثلاث أسابيع لمختلف مقرات الائتلاف وقواعد تدريب للقوات التي تحارب تنظيم «داعش» في العراق وحوله. عدتُ وإحساسٌ قويٌ يساورني بأن الحملة لا تتجه إلى طريقٍ مسدودٍ، على الأقل ليس في العراق وشرق سوريا. وتمكنت من الدخول إلى كافة مقرات الائتلاف الرئيسية والعديد من الوحدات العراقية، فرأيت الحملة بصورة معقدة ومفصلة، وخرجت أكثر تفاؤلاً بإمكانية هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في ساحات المعارك في العراق وشرق سوريا. كذلك، أجريتُ أحاديثاً خاصة مع كبار القادة ومع القوات اليافعة الواسعة الإطلاع بالتفاصيل العملية والتي تختبر مباشرةً القتال على خط الجبهة، وكان واضحاً أن الأمور تجري على المستوى التكتيكي من المعارك والغارات الجوية بشكلٍ أفضل مما قد يتوقعه الكثير من المراقبين، بمن فيهم أنا.
إن التقدم يحدث، ولكن ثمة تململاً متصاعداً بشأن زيادة زخم الحملة. فبعد خمسة عشر شهراً من الحرب، ظهرت علامات الإرهاق على شبكة التحالفات في المعارك ضد تنظيم «داعش». فقد بدأ القلق يغمر الكثير من دول الائتلاف، وينعكس ذلك في بعض الأسئلة: متى سيبقى الاندفاع مستداماً في سلسلةٍ من المعارك الناجحة؟ هل ستتمكن دول الائتلاف من المحافظة على التزامها لتتناسب مع وتيرة الحملة المترددة؟ وفي الوقت نفسه، بدأت الأطراف الفاعلة العراقية تسأم من التوزيع الشحيح لحصص الدعم العسكري الذي يقدمه الائتلاف إلى الجنود. إنها على يقين بأن بإمكان الولايات المتحدة تقديم دعم أكبر بكثير مما تقوم به حالياً، لكنها اختارت ألا تفعل ذلك على ما يبدو، فيما يبدو للعراقيين بأنها استراتيجية لاحتواء تنظيم «الدولة الإسلامية» وليس هزيمته. وتمارس قادة الميليشيات الشيعية العراقية الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من خلال الإصرار بشكل متزايد على استبدال الائتلاف بتحالفٍ روسي إيراني سوري ضد التنظيم. ولا يفهم الكثير من العراقيين لماذا هذه الفكرة سيئة بالضرورة.
يعود سبب ذلك إلى أن التأثير الإيجابي للإئتلاف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزال إلى حد ما أفضل سر مكتوم للحرب الدائرة. فعندما يبدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» بالترهل بشكلٍ حرج في ضواحي مدينة بيجي، لا يمكننا أن نتوقع من العراقيين أن يقروا بالحقيقة بشكلٍ أو بآخرٍ: فالقوة الجوية الأمريكية تقوم بخفاء بتمزيق شبكة من الشبكات التي تغذي تنظيم «داعش» بالمجندين والتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة التي يستخدمها التنظيم في ميدان هذه المعركة، ولهذا السبب تمكّن الضخ الحكومي العراقي الصغير نسبياً من ترجيح كفة الميزان لصالحه ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في تلك المدينة المحاصرة. ويستطيع الائتلاف، لا بل عليه، أن يبذل المزيد من الجهد من خلال التخفيف من وطأة قواعد الاشتباك الخاصة بالولايات المتحدة، ومرافقة القوات العراقية والسورية إلى حدٍّ أقرب من خط الجبهة لتقوية الوحدات ونقل الأسلحة والامدادت مباشرةً إلى الوحدات السورية والعراقية الصديقة الملتزمة بالمعارك الرئيسية. ولكن بنفس القدر من الأهمية، على الولايات المتحدة القيام بعملٍ أفضل بكثير من خلال الإعلان عما تقوم به بالفعل، والاستفادة من هذه النجاحات لتحقيق علاقة تخطيط أوثق مع حلفائها العراقيين والسوريين عبر عقد مؤتمرات استراتيجية يمكنها من خلالها وبصراحة، مناقشة مستويات الالتزام والجداول الزمنية والأهداف العملياتية. يتعيّن على الولايات المتحدة اتخاذ هذه الخطوات بسرعة لكبح الجهود الروسية والإيرانية العدوانية المتزايدة لتقويض علاقة الائتلاف بحلفاء واشنطن الرئيسيين في العراق وشرق سوريا.
واقع الحرب بالوكالة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
إذا قام المرء بزيارة أي مقر للائتلاف، ستدهشه الحقيقة السائدة في الحملة ضد تنظيم «داعش»: إنها حرب بالوكالة يشكل فيها العراقيون والسوريون أطراف فاعلة رئيسية. وتجسّد هذه الفكرة كل ما يحاول الإئتلاف القيام به: فالخطة الأمريكية هي خطتهم، وجدولها الزمني هي جدولهم الزمني. إن إحدى أكثر الانطباعات الصادمة التي لمستُها مؤخراً في العراق هي التفكك الغريب بين التفكير في صفوف الائتلاف والتفكير العراقي. فالائتلاف يخوض الحرب "من قبل، مع، ومن خلال" العراقيين، بيد، يبدو أن الولايات المتحدة تفتقر للاتصالات الصريحة الكافية مع العراقيين. كما يبدو أن كلا الجانبين يبذلان مقدرة عقلية هائلة لتقدير الخطوات المقبلة التي ينوي الشريك الآخر القيام بها حقاً، ومدى التزامه بمشاريع معينة، ولماذا قام بالوفاء بالتزامات محددة أو لم يفي بها.
وتتقدم "قوات الأمن العراقية" ثانية بصورة ساحقة في ساحات القتال الرئيسية في الرمادي وبيجي. وكما هو الحال في حروب استنزافية سابقة، كالحرب العالمية الأولى، تتخذ عمليات التقدم الصغيرة أهمية كبرى. لكن، المكاسب السطحية في هذه المعارك تُظهر الكثير من المؤشرات المقلقة بشأن قدرات "قوات الأمن العراقية" وحالة قيادة العمليات العراقية. ففي الرمادي، على سبيل المثال، تقدمت "قوات الأمن العراقية" عددياً بـ 100 مقابل 1 على متراس تنظيم «الدولة الإسلامية» الدفاعي الرقيق على الجبهات الرئيسية، [ونتيجة لذلك] وجدت نفسها قوات تنظيم «داعش» تحت قصف جوي يومي من ضربات الائتلاف الصاعقة والمميتة. فلماذا لم تستطع القوات العراقية التقدم على مسافات قصيرة ضرورية لاحتلال أراضٍ توجد حولها دفاعات خفيفة؟
الجواب هو كالتالي. يشكل لواء عراقي متوسط حوالي 1000 رجلٍ في أفضل الأوقات. وعملياً، على خط الجبهة، تكون قوة اللواء نصف قوة هذا العدد. فغالباً ما يُرمى الجنود في المعركة ولديهم فكرة ضئيلة أو معدومة عن توجههم، أو يُسحبون من التدريب أو إعادة التجهيز قبل الأوان لتلبية أحدث حالات الطوارئ. ودائماً ما تنقصهم الذخيرة والغذاء والمأوى والوقود. فيخاف الجنود، وعن حق، من أن يتخلى ضباطهم عنهم أو أن يغزوهم عدو لا يعرف الرحمة: ولهذا السبب، أن أي تلميح غامض عن التراجع يؤدي إلى انهيارات. فإذا أصيب الجندي بجرح بسيط، يدرك أنه لن يكون هناك إخلاء للجرحى أو تقديم أي إسعافات عسكرية لمساعدته، وأنه قد يُترك ليعذبه العدو حتى الموت، أو يمكن ببساطة أن ينزف حتى الموت من جرح يمكن أن ينجو منه. إن العبوات الناسفة المثبتة على السيارات المفخخة الانتحارية المدرعة هي سلاح إرهابي واجهته كل وحدة عسكرية في ساحة المعركة: إن الألوية العراقية التي تتضمن الحد الأدنى من الجنود لا تتمتع بالعدد الكافي، ومراكز قيادتها لا تكون بعيدة أبداً عن مركز الخط الأمامي للوحدة، أي تماماً حيث تضرب العبوات الناسفة. ويقوم تنظيم «الدولة الإسلامية» بزرع الشراك الخداعية بحرّيّة في جميع الخطوط الأمامية، وهذه الأفخاخ المتفجرة هي أيضاً أسلحة إرهابية.
ويتم التعويض عن بعض نقاط الضعف موضع البحث مع تقدم الحملة. وقد تم حالياً تجهيز "قوات الأمن العراقية" المقاتلة في الرمادي بمعدات متخصصة بإزالة الألغام لتطهير الخطوط من العبوات الناسفة. ويجري بناء وحدات لجرافات بلدوزر قتالية لمساعدة العراقيين على تعزيز دفاعهم بسرعة على أراضٍ تم استعادتها حديثاً، وهي طريقة مهمة للحد من الهجمات المضادة لـ تنظيم «داعش» الذي يستخدم السيارات المفخخة. أما الألوية الجديدة لـ "قوات الأمن العراقية" التي دربها الائتلاف، فتؤدي دوراً جيداً عندما يُسمح لها بإكمال التدريب، وعندما تزوّدها الولايات المتحدة مباشرةً بالمعدات بدلاً من الاعتماد على تقلبات النظام اللوجستي العراقي. لقد التقيتُ بالكثير من الجنود الشبان الذين يريدون القتال إذا تلقوا الدعم الذي يتلقاه معظم الجنود في الجيوش الحديثة. والتقيت أيضاً بقادة الفرق والألوية الذين هم في الغالب من العرب السنة الذين أرادوا التخلص من الإذلال الذي عانى منه الجيش العراقي في الموصل في عام 2014 وفي الرمادي في وقت سابق من هذا العام. إذا كان بإمكان تجهيز التشكيلات العراقية ودعمها بشكلٍ صحيح، فإن "إرادة القتال" لن تكون المشكلة الحقيقية.
كيفية تسريع الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
لنكن صادقين هنا، وأعني الولايات المتحدة في هذه الحالة - لقد قضى الائتلاف السنة الأولى من هذه الحرب ضد تنظيم «داعش» وهو يحاول خوض المعركة بـ "ثمن بخس". فخلال معظم فترة الصراع، لم يتم استدعاء "وكالات الدعم القتالية" كـ "وكالة استخبارات الدفاع" و"وكالة الأمن القومي" الأمريكية لتقديم الدعم اليومي خلال ساعات العمل [المعروفة في الغرب] بين التاسعة صباحاً والخامسة بعد الظهر من أصل حرب تدور 24 ساعة يومياً وسبعة أيام في الأسبوع على مدار السنة. إن غياب مركز قيادة مكرس لكبار الضباط في العراق هو مسألة لم تتم معالجتها إلا في أيلول/سبتمبر 2015 مع انتشار أفراد من الفيلق الأمريكي الثالث. ومع اتخاذ هذه الخطوة للتوصل إلى مقر مكرس على مستوى الفيلق لـ عملية «العزم التام»، يمكن القيام بالكثير لزيادة مدى إلتزام الائتلاف في المحاربة، وليس بالضرورة بتكلفة أكبر بكثير أو أكثر تعرضاً للمخاطر. بإمكان قوات الائتلاف تمديد برامج التدريب لتكثيف المشورة، ومساعدة أنشطة وحدات القوات العراقية و "قوات سوريا الديمقراطية" ومرافقتها في الهجمات الرئيسية، حيث يمكن للقليل من الطمأنينة والدعم التخطيطي أن يرجح كفة الميزان لصالح الوحدات ضد عدو متسنفد، وفي النهاية، إخراج الولايات المتحدة من هذه الحرب قبل أشهر [من المتوقع]. إن الوحدات التي يجهزها الائتلاف مباشرةً - كألوية الجيش العراقي الـ 73 والـ 76 - قد أدت دوراً أفضل في ساحات القتال من الوحدات التي جُهزت عبر النظام اللوجستي العراقي الذي تسوده الفوضى. وفي التاجي، وهي إحدى القواعد التي زرتها، يستطيع الائتلاف تجهيز الوحدات التي يدربها مباشرةً من مهبط الطائرات الذي يديره، ولكن عوضاًعن ذلك، تبقى التجهيزات في مستودعات عراقية في مكانٍ آخر في القاعدة، حيث لا يمكن للوحدات الوصول إليها. ليس هناك منطق في ذلك. على الولايات المتحدة أن ترسل التجهيزات مباشرةً إلى القوات الحكومية التي تحتاج إليها، إذ سيكون ذلك أفضل للعراق، وأفضل للولايات المتحدة.
على الرغم من أن للحملة الجوية تأثير مدمر على ساحات القتال الرئيسية، لا تُبذل كافة الجهود الممكنة للتوصل إلى هذه النتيجة. فقواعد الاشتباك الخاصة بمثل هذه الحملة هي بدون شك الأكثر تقييداً بين الحملات الجوية التي شنتها إئتلافات تقودها الولايات المتحدة، وربما الأكثر التي قامت بها أي دولة في أي حرب. وإذا خُففت قواعد الاشتباك بفطنة، ستظل الحملة الجوية هي الأكثر أماناً حتى يومنا هذا، ولكن سيرتفع عدد الضربات الأمريكية ضد أهداف العدو المدروسة بشكلٍ هائل، الأمر سيضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» بصورة أعنف ويحرر الكثير من الأصول الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع التي يعرقلها اليوم التدقيق الحصري في الهدف إلى أقصى حد. وبسهولة، سوف تُظهر الولايات المتحدة للروس (والأهم من ذلك لحلفائها) وتعرض عليهم كيف تكون الحملة الجوية الحقيقية.
على الولايات المتحدة أن تعمل على إبراز حملتها الجوية بكل الطرق الممكنة. ويمكن القيام بذلك من خلال الترويج بصورة أفضل لما تقوم به بالفعل. كما عليها التركيز على ما يحتاج أن يراه حلفاؤها. وتُعد الضربات الخارقة على المناطق الخلفية لتنظيم «داعش» قيّمة وتتناسب مع العقيدة الأمريكية المتمثلة بتشريح العدو كهدف. إلا أن هذه المناطق لا يراها العراقيون، ولا يروا تأثيرها. لذلك، على الولايات المتحدة الاعتراف بأن الأهداف التكتيكية في الخط الأمامي هي استراتيجية في حدِّ ذاتها بسبب تأثير ضربات كهذه على معنويات الوحدات العراقية، وبالتالي قدرتها على زيادة الفرصة لتحقيق إختراقات على مستوى العمليات، والحصول على إقرار الرأي العام العراقي بأهمية الائتلاف. بإمكان هذا الاعتراف أن ينقذ حياة الكثير من المنتمين إلى هذا الائتلاف. فكلما ظهرت الولايات المتحدة كحليفٍ لا غنى عنه، كلما خاطرت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في مواجهة رد فعل الرأي العام والنخبة العراقية بمهاجمتها [الأمريكيين في العراق].
كذلك، يمكن لاعترافٍ عراقيٍ أكبر بدور الائتلاف البالغ الأهمية أن يفتح الطريق أمام حوار استراتيجي أكثر انفتاحاً، على غرار الطريقة التي اجتمع فيها الحلفاء المتفاوتون بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمرات تخطيط كبيرة. ولربما حملت هذه المؤتمرات بعض الأضرار لكنها على الأقل هدّأت الأجواء وسمحت للحلفاء بوضع الخطوط العريضة وتحقيق تناسق أفضل بين أولوياتهم وقيودهم وأهدافهم على المدى القريب وجداولهم الزمنية المختلفة. لدى الائتلاف مصلحة مشروعة في فهم العقلية العراقية حول المسار المستقبلي للحرب والعكس بالعكس. وسيساهم ذلك بالحفاظ على الالتزام الدولي تجاه الحرب، إذا تمكن المساهمون في القوات والعراقيون من التوصل إلى موقف مشترك بشأن الجداول الزمنية. وفي حين أن الميليشيات المدعومة من إيران تفرض مطالب عدوانية متزايدة تهدف إلى تقليص دور الولايات المتحدة، على العبادي وأنصاره إرسال إشارة واضحة تدل على إلتزام متبادل.
كما تحتاج واشنطن إلى خطة حرب حديثة ذات صلة أكثر أهمية. فبإمكان حوار استراتيجي إعادة تحديد خطة الحملة في العراق وشرق سوريا، والتي يمكن أن تُجمع بالتالي في صورة واحدة كحملة الجزيرة المتكاملة التي تركز على معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» بين الموصل والرقة والرمادي. (الجزيرة هي المنطقة العراقية -السورية بين نهري دجلة والفرات، التي تشمل الموصل والرقة ومعظم المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» حيث يواصل التحالف عملياته العسكرية). وخلال فترة كبيرة من الخمسة عشر شهراً الماضية، كانت الاستجابة عبارة عن ردود فعل مرتجلة تجاه اتخاذ تنظيم «الدولة الإسلامية» زمام المبادرة بصورة متكررة. فبعد أن يتم إخلاء الرمادي [من التنظيم]، ينبغي على القوات التي تحارب تنظيم «داعش» أن تتوحد لكسر النمط الذي يتبعه التنظيم بإستعادة السيطرة واتخاذ المبادرة من جديد، وعليها المضي قدماً في خطة عسكرية مدروسة تشمل منطقة الجزيرة بأكملها. وإذا إعتُبرَ الالتزام مرسخاً، سيعمل حلفاء الولايات المتحدة العراقيون والسوريون معها بشكلٍ وثيق لوضع خطة مشتركة. ومن شأن خطة توافق جديدة أن تساعد شركاء الائتلاف في التخطيط لاستدامة الجهود الدولية. ويمكن أن تنتج أيضاً مفهوماً للعمليات يزامن ويدمج العمل على مختلف جبهات القتال. وإذا تم اختيار وتيرة أكثر تأنياً، قد يؤدي ذلك إلى توجيه برنامج الائتلاف التدريبي والتجهيزي وبرنامج المشورة والمساعدة، مما يسمح للقوات بالوكالة أن تتسلح وتتجهز لتأدية مهام معينة كما يسمح لها بإكمال برامج تدريب أطول مدة وأكثر فعالية. ويمكن لخطة جامعة أن تستقطب أخيراً أصحاب المصالح العراقيين والأكراد والسوريين في حوار حول كيفية التخطيط لمخاطر غير مدروسة بدقة كافية في إطار "النجاح الكارثي" في حال حدوث انهيار مبكر لسيطرة تنظيم «داعش» في الموصل أو الرقة.
إن التخطيط في حالات الطوارئ للنجاح غير المتوقع أمراً مهماً لأنه غالباً ما يكون الانطباع الأمريكي عن الأحداث في العراق متأخراً بضعة أشهر. فبينما يسود التصور أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، لا بد من أن يتغير هذا الأمر ومن المحتمل جداً نحو الأفضل. وقد شددت الحكومة الأمريكية على أن الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» هي عملية بطيئة، لكن الواقع هو أن واشنطن لا تملك السيطرة الكاملة على الجدول الزمني. ويريد خصوم الولايات المتحدة المدعومين من إيران وكذلك خصمها الروسي أن يضربوها ضربة حاسمة على المدى القريب قبل أن تتمكن من مساعدة حلفائها على كسب المزيد من الانتصارات. لذلك، على الولايات المتحدة أن تزيد الآن من دعمها للعبادي وتكسب المزيد من النفوذ في الوقت الحالي.
 مايكل نايتس هو زميل "ليفر" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقد عمل في كل محافظة عراقية وفي معظم المناطق الرئيسية التي يبلغ عددها مائة، بما في ذلك فترات قضاها مدمجاً مع "قوات الأمن العراقية" والبيشمركة.
======================
كريستيان ساينس مونيتور :اللاجئون السوريون بين «داعش» وقسوة الشتاء
تاريخ النشر: السبت 07 نوفمبر 2015
عندما سئل عن السبب الذي جعله يغامر بحياته وحياة خمسة أفراد من أسرته بعبور البحر في زورق مطاطي من تركيا إلى اليونان، جاءت إجابة اللاجئ السوري «غسان بدار» مفحمة في بساطتها قائلاً: «داعش استولت على منزل الأسرة، وكل شيء سحقته القنابل ومنازل الناس دمرت واضطروا إلى المغادرة». وبلدة دير الزور التي كان يقيم فيها «بدار»، وتقع على نهر الفرات شبه خاوية حالياً، بعد أن فر منها المدنيون المرتعبون من تقدم عناصر التنظيم الإرهابي.
وكان «بدار» وأسرته التي تتضمن طفلين مبتلين تماماً عندما وصلوا إلى ساموس، إحدى جزر قضاء العطلات في بحر إيجة التي تحملت عبئاً كبيراً في هذا الخروج غير المسبوق لأكثر من نصف مليون لاجئ من سوريا والعراق وأفغانستان ومناطق أخرى هذا العام. وكان «بدار» وأسرته في البحر في قارب مطاطي مع نحو 50 سورياً آخرين عندما بدأ الماء يتسرب بعد ست ساعات من الرحلة ثم بدأوا يغرقون في الظلام. لكن حالفهم الحظ وأنقذهم قارب من دوريات خفر السواحل اليونانية. ووصف «بدار» ما حدث لهم قائلاً: «كنا منهكين، وواجهتنا المشاكل طوال الليل، وكان الأطفال خائفين للغاية». وربما يشعر «بدار» وأسرته بالإنهاك والصدمة لكنهم على الأقل وصلوا إلى اليونان أحياء. فكثيرون غيرهم لم يفلحوا في ذلك، وغرق أكثر من 50 لاجئاً من بينهم مواليد جدد وأطفال صغار في الأيام القليلة الماضية بعد أن انقلبت قوارب غير صالحة لعبور البحر.
وتكافح اليونان التي تعاني أزمة اقتصادية كي تستوعب طوفان المهاجرين الذين يعبر كثيرون منهم الشريط البحري الذي يفصل الأراضي التركية عن الجزر اليونانية في زوارق مطاطية طلبا للجوء في الاتحاد الأوروبي.
وقتلت الحرب السورية 250 ألف شخص وأجبرت نصف السوريين على الفرار من ديارهم، مما تسبب في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ورغم الموت الكامن في الزوارق المتداعية وفوق أمواج بحر إيجه، مازال اللاجئون يتدفقون، وهم يعلمون تماماً المخاطر التي يواجهونها، لكنهم يؤكدون أن الوضع السيئ في بلدانهم لا يدع لهم خياراً آخر.
وأجرت لجنة الإنقاذ الدولية - وهي منظمة مساعدات إنسانية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في البلدان التي تمزقها الحروب حول العالم - مسحاً في الآونة الأخيرة على 800 لاجئ سوري يعتزمون خوض الرحلة إلى اليونان، وتوصل استطلاع الرأي إلى أن ظروف الشتاء القاسية لن تمنعهم من المغامرة في رحلة خطرة. وأكد اللاجئون أنهم سيعبرون البحر، أو يحاولون عبور الحدود التركية البرية مع اليونان، أو ينتظرون انتهاء مناخ الشتاء القاسي حتى يحل الربيع، وقال ثمانية في المئة فقط إنهم سيعودن إلى سوريا إذا بدا عبور البحر شديد الخطورة.
وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية أن «الشتاء واضطراب البحر لن يمنع الناس اليائسين من محاولة الوصول إلى أوروبا. لكن في الشتاء تصبح البحار غير مأمونة مما يتسبب في أعداد أكبر من الوفيات». وفي جنوب البحر المتوسط، يصبح الخروج الكبير للمهاجرين من ليبيا أبطأ تقليدياً، ويصل إلى حالة من التوقف تقريباً في شهور الشتاء عندما تجعل الأحوال المناخية القاسية المعبر البحري الطويل إلى جنوب إيطاليا أكثر خطورة، لكن في بحر إيجة، يدفع قصر رحلة الانتقال من تركيا إلى اليونان ويأس اللاجئين إلى مواصلة التدفق حتى في شهور الشتاء.
وبينما كان أطفال «بدار» يرتعدون من برودة الصباح على جانب رصيف قال الوالد: «إذا ظل الوضع بمثل هذه الصعوبة في البلاد فسوف يواصل السوريون الرحيل، فلا بديل آخر، إنهم يريدون العثور على بر أمان. هذا كل ما في الأمر. إننا نعرض أنفسنا للموت، بحثاً عن السلام ونفعل هذا بصحة أطفالنا، هذه الأزهار الصغيرة».
وذكرت الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة أن ما يصل إلى ثلث سكان سوريا البالغ عددهم قبل الحرب 22 مليون نسمة نزحوا عن بيوتهم داخل البلاد، وحذرت جماعات إغاثة من أنه سيكون من الصعب توفير منطقة آمنة إذ إنها ستكون محاطة بفصائل متحاربة، بل بث مجرد مناقشة هذا الاقتراح الخوف في نفوس بعض اللاجئين الذين يخشون أن يتعرضوا لضغوط للعودة إلى بلادهم، ويعتقد عاملون في مجال الإغاثة أن ذلك ربما كان عاملاً في موجة الخروج الكبيرة من سوريا مؤخراً.
*نيك سكوايرز
*صحفي مقيم في روما
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
======================
امريكا اليوم : تدريب أمريكا للمعارضة السورية كلف 384 مليون دولار
الجمعة 06 نوفمبر 2015 17:51
أنفق البنتاغون على تنفيذ برنامج تدريب "قوات المعارضة " في سوريا الذي تخلى عنه الشهر الماضي، 384 مليون دولار، أي مليوني دولار لكل مقاتل، بحسب ما ذكرته صحيفة "USA TODAY".
وذكرت الصحيفة أن إحصاءاتها هذه تعتمد على مقابلات أجرتها مع مسؤولين وبيانات متعلقة بنفقات البنتاغون، تمكنت من الإطلاع عليها.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن البنتاغون خصص في عام 2015 مبلغا قدره 501 مليون دولار لتمويل جهودها الرامية إلى تدريب وتجهيز 3 آلاف مقاتل سينضمون إلى "القوات السورية الجديدة"، وذلك بغية محاربة تنظيم "داعش".
وتم تعليق البرنامج، في الوقت الذي بلغت فيه نفقاته 384 مليون دولار.
ومازال 145 مقاتلا سوريا من أصل 180 مقاتلا، يشاركون في البرنامج (أي يواصلون التدريب، دون أن يتم إشراك مقاتلين جدد في البرنامج)، ومنهم 95 متواجدون في سوريا حاليا.
======================
ذي نيويوركر: على إدارة «أوباما» عدم التدخل في الشأن السوري
ريهام التهامي منذ 16 ساعة البديل فى اخبار عربية 9 زيارة 0
الحدث
صرحت صحيفة “ذي نيو يوركر” الأمريكية إن الولايات المتحدة تهتم بمنطقة الخليج العربي لتأمين مصالحها، وضمان تدفقات النفط من الدول الخليجية، ولكن استنادا إلى الحقيقة، فإن ##مصر وسوريا ليس لديهما نفط، ورغم ذلك تتدخل واشنطن بشكل كبير في شئونهما، مضيفة أن الولايات المتحدة تربطها مصالح حيوية مع ##مصر، ولكن سوريا العكس، إلا أن واشنطن تصر على التدخل في شئونها، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية عليها عدم التدخل في الشأن السوري.
وتوضح الصحيفة أنه خلال الحرب التي دمرت سوريا، أيدت إدارة الرئيس “باراك أوباما” مهاجمة #الجيش السوري، وتعمل على توفير السلاح للمقاتلين ضد الدولة السورية.
من جانبه، قال “جيريمي شابيرو”، العضو السابق بدائرة تخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، إن سوريا وما تشهده حاليا من أحداث ليست مهمة للإدارة الأمريكية مؤكدا على أنه من الضروري استيعاب ذلك، ويضيف: “أعتقد أن من الأمور التي اعترف بها الرئيس أوباما هي أنه وبالطبع لدينا مصالح في الشرق الأوسط ويتوجب علينا الانخراط فيما يجري هناك، ولكن علينا أن نكون أذكياء في كيفية تحقيق ذلك، وعلينا الاعتراف بمحدودية قدراتنا في الشرق الأوسط ومحدودية الأمور التي نريدها في هذه المنطقة، سوريا ليست مهمة لأمريكا.
وواصل المسؤول الأمريكي السابق قائلا: “من الدارج في واشنطن وعواصم أخرى القول بأن السياسة الخارجية لأمريكا ضعيفة هذه الأيام، مضيفا أن إرسال جنود أمريكيين لخوض معارك غير مهمة للولايات المتحدة الأمريكية في بلدان بعيدة هو ليس المنبع الذي تأتي منه القوة.
وتابع قائلا: “فكرة أن أمريكا استخلصت قوى لها في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية لا تبدو فكرة صائبة من وجهة نظري، فعندما ننظر إلى نتائج التدخل الأمريكي في العراق فلا أعتقد أن ذلك جعل واشنطن أكثر قوة رغم انفاقها تريليونات الدولارات وإرسالها لمئات الآلاف من الجنود، حيث لم نعزز مصداقيتنا أو قوتنا بتلك الخطوة، مشددا: القوة الأمريكية لا تبنى من خلال مغامرات عسكرية بل بمعرفة أين تقف مصالحك الحقيقية وتسخير الموارد لذلك.
======================
وول ستريت جورنال: أوروبا مضطرة لمساومة تركيا للحدّ من تدفق اللاجئين
منذ 11 ساعة صدي البلد فى أخبار العالم 4 زيارة 0
 
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يبحث تكلفة تأمين الحصول على مساعدة تركيا لوقف تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا، وسط مخاوف من احتمالية ارتفاع التكلفة الإجمالية لذلك، وكثير من التساؤلات حول مدى فعالية أي عمل تقوم به تركيا في هذا الصدد.
وأوضحت - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني الجمعة - أنه خلال الشهرين الماضيين، نظر مسؤولو الاتحاد الاوروبي إلى أنقرة باعتبارها الأمل الأفضل في تخفيف وطأة أزمة الهجرة.. لافتة إلى أن بروكسل تتفاوض من أجل تنفيذ خطة عمل مشتركة تتخذ تركيا بموجبها خطوات محددة للحد من تدفق اللاجئين مقابل حصول أنقرة على حزمة من الوعود الأوروبية التي لا تزال قيد النقاش.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي استعاد حزبه الحاكم الأغلبية في البرلمان خلال انتخابات جرت الأحد الماضي، أوضح أنه يريد من الاتحاد الأوروبي عددا كبيرا من التعهدات التي بموجبها يتم الدفع صوب إجراء محادثات بشأن منح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي، وإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الاتحاد.
ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أن أردوغان بات في موضع قوة بعد الانتخابات، وفي ظل وجود ضغوط داخلية على الحكومات الأوربية إزاء تدفق اللاجئين.. راصدة سكوت مسؤولي أوروبا بالفعل عن انتقاد الحكومة التركية لممارستها ضغوطا على الإعلام المستقل والنظام القضائي لديها.
وأضافت أن ثمة مخاوف من أن "صفقة الهجرة" قد تمنح أنقرة نفوذا دائما يطمس مخاوف بروكسل إزاء الديمقراطية في تركيا، كما أن هناك مخاوف من أن الطريق الوحيد لضمان النتائج المرجوة، يتلخص في غض الطرف عن أي نهج تراه أنقرة صالحا للاستخدام لوقف اللاجئين عن التسلل إلى أوروبا.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنه في صلب المحادثات التركية-الأوروبية، لا تزال هناك خطة عمل غير مكتملة تلتزم بموجبها أنقرة بتكثيف دوريات خفر السواحل لديها، وتشدد الرقابة على حدودها البرية، وتتعامل مع تهريب العصابات والسماح للاتحاد الأوروبي بإعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا أوروبا عبر تركيا.
وفي المقابل فإن التعهدات الأوروبية في هذه الخطة تنطوى على تقديم دعم كبير لتركيا لمساعدتها في الإنفاق على 2ر2 مليون سوري ولاجئين آخرين تستضيفهم أنقرة حاليا.. كما تتعهد بروكسل أيضا بموجب الخطة بتوسيع نطاق المحادثات بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وتسريع وتيرة العمل على منح المواطنين الأتراك ميزة السفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة دخول.
وطرحت الصحيفة سؤالا حول مدى إمكانية تركيا الفعلية على الحد من تدفق اللاجئين، وسط تزايد أعداد الفارين من سوريا وفقدان اللاجئين الأمل في انتهاء الحرب الأهلية للأبد.
======================
فورين بوليسي : مصير السوريين ستحسمه المعارك .. و الحلول الدبلوماسية كاذبة
في تحليل كتبه “كولام لينتش” في مجلة “فورين بوليسي”، قال فيه إن الرئيس الأمريكي أوباما أكد شخصيا للسعوديين والقوى الأخرى أن مصالحها لن تتأثر في حالة دعيت فيه إيران إلى طاولة المفاوضات.
ويقول: “وضعت الحرب الأهلية السورية إدارة أوباما أمام امتحان كبير فيما إن كان اتفاقها النووي الهام الذي وقعته مع إيران في يوليو الماضي سيفتح الباب لإنهاء الأزمة، أم يؤدي بشكل أوسع للتعامل مع صعود التطرف في منطقة الشرق الأوسط”.
ويعتقد “لينتش” أن النجاح يعتمد على الطريقة التي سيتم من خلالها إدارة “الدمامل المفتوحة” بين القوة السنية في الرياض ومنافستها الشيعية في طهران اللتان تغذيان حربا بالوكالة في سوريا.
ويقول الكاتب إن جهود الإدارة لتلطيف الأجواء بين السعودية وإيران تأتي في وقت يحضر فيه وزير الخارجية جون كيري واللاعبون الآخرون لجولة محادثات جديدة في لندن بحلول يوم 12 نوفمبر.
وأفاد الكاتب أن الدبلوماسيين المشاركين في المحادثات لا يزالون مختلفين بشكل كبير حول مصير بشار الأسد. ولكن هناك نقاط خلاف أخرى تتعلق بالكيفية التي سيتم فيها التفريق بين الجماعة المسلحة العضو الشرعي في المعارضة السورية وتلك التي تعتبر “إرهابية”.
وتقول المجلة إن اهتمام البيت الأبيض بتسوية سياسية في سوريا بدا من تدخل الرئيس أوباما شخصيا الشهر الماضي عندما أكد للقوى الإقليمية، خصوصا الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي، من أن المواقف لن تتأثر لو شاركت إيران في المحادثات.
وتحدث الرئيس أوباما للملك سلمان بعد أربعة أيام من الضغط الذي مارسه جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تركيا والسعودية في لقاء مغلق عقد بفيينا يوم 23 أكتوبر للمشاركة في مفاوضات التسوية حتى لو لم تكن هناك ضمانات واضحة حول مصير الأسد.
 
وظهرت الخلافات الحادة التي تعلم العلاقات السعودية الإيرانية في الجلسة الأولى من محادثات فيينا عندما تبادل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاتهامات حول التزام كل منهما بالسلام في سوريا.وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار ضم إيران إلى محادثات السلام جاء بالإجماع، إلا أن دبلوماسيين شاركوا في التحضير للعملية قالوا إن الولايات المتحدة هي التي دفعت باتجاه ضم إيران للمفاوضات.
 
واستدعى هذا تدخلا شخصيا من الرئيس أوباما الذي تأكد من حضور الجميع. وبحسب أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: “ما فهمته هو أن الرئيس أوباما شارك شخصيا في دفع كل الدول الـ17 إلى الطاولة بمن فيهم السعوديين والإيرانيين”، مشيرا إلى موقف السعوديين الداعي لرحيل الأسد الذي يؤكد الإيرانيون على وجوب بقائه.
ويرى “إف غريغوري غوس”، الباحث بالشأن السعودي في مدرسة جورج بوش للحكم والخدمات العامة في جامعة تكساس تي وأم إن، أن الشكوك السعودية حول المحادثات الدبلوماسية تذهب أبعد من سوريا، فهي تعكس خوفا عميقا من تحول في السياسة الأمريكي بشكل يقود لتعاون أكبر مع منافسة السعودية، أي إيران.
وفي الوقت الذي يرى فيه أن مخاوف السعوديين مبالغ فيها “ولكن عليك فهم ترددهم، ففي اللحظة التي وقعنا فيها الاتفاق مع إيران نقوم بدفعهم للجلوس معها، وأعتقد أنه من الخطأ دفع السعوديين للحديث مع الإيرانيين خاصة عندما يشعرون أن إيران أعلى منهم”.
ويقلل الكثير من المحللين من أهمية التوصل لتسوية سلمية في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة وروسيا من الجهود العسكرية.
ويرى “جوشوا لانديز”، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن مصير الشعب السوري سيقرر في الميدان. وعلق على المحادثات بأنها ستكون عبارة عن دخان ومرايا أو خداعا وسوف سيكون الفعل الحقيقي على الأرض.
وأضاف أن الكثيرين ينتظرون فيما إن كان الجيش السوري لديه القدرة على استعادة مناطق هامة خسرها في ضوء الدعم الروسي.
وفي الوقت الذي يرى فيه بسام بربندي، الدبلوماسي السابق، أن روسيا لديها النفوذ للتوسط في وقف إطلاق النار إلا أنه يشكك في التزام موسكو بالحل الدبلوماسي، وتفضل تحقيق نجاح في ساحة المعركة. (القدس العربي)
======================
واشنطن بوست :كيف تحوّل الصراع في سوريا إلى أزمة عالميّة؟
الجمعة 06, نوفمبر 2015 في 7:13 م
نَشَرَت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة تقريراً رَصَدَت فيه التطوّر الزمني للصراع السوري، وكيفيّة تحوّله من مشكلة داخليّة إلى نزاع عالمي تشارك فيه دول عدّة بشكل مباشر أو غير مباشر.
الشارقة 24:
الصحيفة قالت إنّ ما بدأ كاحتجاجات بسيطة ضد الحكومة السوريّة توسّع إلى حرب أهليّة ليصبح الآن أزمة عالميّة. ومنذ بداية الاشتباكات في العام 2011، اتّخذت قوى أجنبيّة مواقف مؤيّدة ومعارضة لتنظيمات مسلحة مختلفة، مشعلة حرباً بالوكالة ما زالت تجذب المزيد من الأطراف في الصراع الدائر بين داعمي كل من نظام الرئيس بشار الأسد، "الجيش السوري الحر"، المجموعات الكرديّة، وتنظيمي "القاعدة" و"داعش".
2011: المعارضون يشكلون تحالفاً ضد الأسد
مع تصاعد التوتر بين المعارضة ونظام بشار الأسد الحاكم، أُعلن في يوليو/تموز عن نشأة تحالف يضم مجموعات لعسكريّين منشقّين عن الجيش النظامي تحت اسم "الجيش السوري الحر". وعلى الرغم من معارضة كل هؤلاء للأسد، إلاّ أن أهدافهم كانت مختلفة فضلاَ عن عدم تجانس القوى الخارجية التي تدعمهم. وفي شمال سوريا، أنشأ الأكراد مجموعات دفاعية خاصة بهم.
2012: الصدامات تعنف
إندلع قتال عنيف تخلّلته عمليّات عسكريّة واسعة بين مؤيدي النظام، "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في سوريا. من جانبها، بدأت القوات الكردية تتدخل في الصراع، واصطدمت مع "الجيش السوري الحر"، لكنها حافظت على موقف دفاعي تجاه نظام الأسد.
مجموعات خارجية إضافية باشرت إرسال الدعم للجهات المختلفة في سوريا، فزوّد كل من إيران و"حزب الله" اللبناني مساعدات للأسد، فيما دعمت الولايات المتحدة "الجيش السوري الحر"، لكن بطريقة محدودة، بسبب قلقها من العناصر المتشدّدة في صفوفه.
2013: تصاعد حدّة القتال
بعد ورود أدلة ومعلومات عن استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية، هدّدت الولايات المتحدة بتنفيذ عمل عسكري مباشر. وبعد إلحاح روسيا، تخلى الأسد عن الأسلحة الكيميائيّة لتجنّب ضربة أميركيّة. وفي هذه المرحلة، بدأ تنظيم "داعش" القتال بشكل فاعل في سوريا.
"داعش" يعلن دولته
مع دخول "داعش" إلى سوريا في 2013، بدأ مقاتلون من تنظيمات معارضة للأسد بالإنشقاق عنها والانضمام إلى التنظيم الجديد الذي سيطر على مناطق وحقول نفط وقاعدة جوية عسكرية رئيسية للنظام. وبعد فرض سطوته على أراض شاسعة في كل من سوريا والعراق، أعلن "داعش" قيام دولته.

2014: الحرب على "داعش"
الولايات المتحدة ودول خليجية أعلنت قيام تحالف ضد "داعش" وشنّت ضربات جوية على مواقعه، كما أمّنت دعماً جوياً للأكراد العراقيين و"قوّات حماية الشعب" الكردية السورية لرد هجوم دموي للتنظيم على مدينة "كوباني" شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. ونشأ كذلك تحالف بين الأكراد السوريين مع بعض فصائل "الجيش السوري الحر" لمقاتلة التنظيم المتشدد.
2015: روسيا تتدخّل عسكرياً
حقّق "الجيش السوري الحر" نجاحات لافتة في قتاله نظام الأسد، ما استدعي في سبتمبر/أيلول تدخل روسيا، الحليفة القديمة للنظام السوري، وشنّها حملة جوية لدعم القوات النظامية في معاركها ضد قوات المعارضة.
سوريا المجزّأة
مع حلول خريف 2015، سيطر نظام الأسد بشكل أساسي على غرب سوريا، بما فيه الساحل ودمشق. ويمتلك مسلحون معارضون، فضلاً عن "جبهة النصرة"، معاقل في شمال البلاد وجنوبها، فيما تتمسّك القوات الكردية بمناطقها على الحدود الشمالية مع تركيا، ويسيطر "داعش" على ضفاف الفرات ما يسمح له بالتنقل بين العراق وسوريا.
تواصُل الصراع أدّى إلى ارتفاع عدد السوريين النازحين من بلادهم، وتُقدّر الأمم المتحدة عددهم في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بأربعة ملايين لاجئ مسجلين، معظمهم في لبنان وتركيا والأردن. هذا بالإضافة إلى نحو 7.6 ملايين سوري مهجرين في داخل البلاد إبتداء من ديسمبر/كانون الأول 2014. هؤلاء غادروا منازلهم، لكنهم بقوا في سوريا. أما تقديرات ضحايا النزاع، فقد بلغت في أغسطس/آب 2015 نحو 250 ألف قتيل منذ انطلاقه عام 2011.
وفي الخلاصة، تُظهر هذه الأرقام أنّ أكثر من 12 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر في النزاع، فهؤلاء إمّا فروا من البلاد أو قُتِلوا أو تهجّروا في الداخل، وهذا الرقم يشكّل أكثر من نصف الشعب السوري الذي كان يعُدّ 22.4 مليون نسمة في 2011.
======================
لوفيغارو: لماذا أقلق "إعلان فيينا" الأسد ومعارضيه معا؟
عربي 21
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا يبين تداعيات "إعلان فيينا" على مستقبل الصراع الدائر بين النظام السوري، وبين فصائل الثورة وتنظيم الدولة.
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الإعلان شكّل قلقا للنظام السوري "الذي بات خائفا من خسارته لوزنه السياسي، إلا أن روسيا سرعان ما طمأنت النظام بحفظ مركزيته في أجهزة الدولة".
وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري الروسي الذي انطلق يوم 30 أيلول/ سبتمبر، طمأن النظام السوري المهدد من أعدائه، "لكن اجتماع فيينا يوم الجمعة الماضي؛ مثل خطوة أولى في مسار انتقال سياسي، أصبح يثير قلق بشار الأسد".
وأضافت: "لأول مرة منذ خمس سنوات؛ تم الاتفاق على خارطة طريق  للخروج من حالة الفوضى التي تشهدها سوريا، وبعد ثماني ساعات من المحادثات بين  الممثلين الـ17 للدول المتدخلة في الحرب؛ تم نشر الإعلان الذي يحتوي على تسع نقاط، مضت عليها تلك الدول بما فيها إيران وروسيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري أصبح يجد صعوبة في تحريض طرف على الآخر، مثلما كان يفعل في الاجتماعات الدولية التي عقدت سابقا في جنيف أو مونترو، بقدر ما أبدى الطرفان الداعمان له (روسيا وإيران) تأييدهما للمساعي الرامية لحل الأزمة.
وبينت أن دمشق تبدي تحفظها بالتحديد على النقطة السابعة من الإعلان، التي جاء فيها التأكيد على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، وأن تستجيب الانتخابات لأعلى المقاييس الدولية في ما يتعلق بالشفافية، وأن تكون انتخابات حرة ونزيهة مع كل السوريين القادرين على المشاركة فيها، بما فيهم سوريو الشتات.
 ووصف الصحيفة هذه الخطوة بأنها "إعلان موت" نظام الأسد، "فإذا كان عدد السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية؛ يتراوح بين 10 ملايين و12 مليونا؛ فإن نفس العدد تقريبا يعيش في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وفي الخارج، ومن الصعب أن ينتخب أغلبهم بشار الأسد، وبالتالي فإن دمشق ترى في تصويت سوريي الشتات فخا مُعدا لها".
وأشارت إلى أن بشار الأسد أعيد انتخابه في 2014 بنسبة 88.7 بالمئة من الأصوات، إثر انتخابات أجريت في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وفي السفارات المتواجدة في الدول الصديقة، "وبتصويت سوريي الشتات؛ يمكن لمرشح من الإخوان المسلمين، أو مرشح مدعوم منهم؛ أن يهزم بشار، لأن الإخوان هم الوحيدون الذين يملكون تنظيما قادرا على حشد السُنّيين في الخارج".
وقالت إن موسكو تظهر جديتها الكاملة في التعامل مع الملف، عبر إطلاق مسار سياسي حقيقي في خضم تدخلها العسكري.
ونقلت عن أحد  المقربين من النظام السوري، قوله إن "السعودية وقطر الداعمتين للثوار، يمكنهما أن تقوما بشراء أصوات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن"، داعيا النظام السوري إلى "التصرف بذكاء، وإلا فإن مصيره سيكون الزوال لا محالة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بينما كان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، في زيارة إلى طهران الثلاثاء الماضي، فقد عادت الصحافة الموالية للنظام إلى التهجم وتكرار أسطوانة التدخلات الخارجية"، في إشارة إلى عملية الانتقال التي صيغت في فيينا.
ويشير الفصل الأول من الاتفاق؛ إلى أن وحدة سوريا، واستقلالها، وسلامة أراضيها، وعلمانيتها؛ هي مبادئ أساسية، "فقد تم التخلي عن الحكم الذاتي للأكراد شمال سوريا، أما في ما يتعلق بعلمانية الدولة؛ فهي مطلب انتزعه جون كيري من بقية الأطراف في نهاية المناقشات، ويعد ذلك هزيمة واضحة للمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، التي تدعم المقاتلين الإسلاميين"، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت "لوفيغارو" إن الفصل الثاني يدعو إلى الحفاظ على سلامة مؤسسات الدولة، "وهو ما يتوافق مع المطالب الروسية الداعية للحفاظ على جيش قادر على ضمان الأمن في جميع أنحاء سوريا".
وأضافت أن إعلان فيينا "يعكس بوضوح؛ الحاجة للحفاظ على العلويين - الأقلية التي ينتمي إليها الأسد - باعتبارها العمود الفقري لجهاز الدولة في سوريا الغد".
وأشارت إلى أن هذه البنود من الاتفاق؛ أدت إلى نشوب خلاف حاد في فيينا، بين وزيري الخارجية السعودي عادل جبير، والإيراني جواد ظريف، ما دعا إلى تدخل جون كيري لخفض التوتر بينهما.
واعتبرت أنه "لا وجود لدليل يؤكد على أن اتفاق فيينا سيؤدي إلى انتقال السلطة عن طريق التفاوض، معللة ذلك بأن "النظام والمعارضة لم يكونا حاضرين".
وفي الختام؛ فقد ذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعد بتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وهو الأمر الذي يُعد هاجسا لدى البلدان السنية كالسعودية وتركيا، في حين يعارض الأسد وحلفاؤه الإيرانيون هذا التوجه.
======================
تقرير مترجم عن ريل كلير وورلد – هل الأميركيون مستعدون للعودة إلى العراق؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني – الغد – 6/11/2015
ذكرت الأنباء في الأسابيع الأخيرة  أن جوشوا ويلر، القائد في وحدة النخبة في الجيش الأميركي، قتل بينما كان يساعد مجموعة من عناصر القوات الخاصة الأكراد في شن غارة على سجن يحتله “داعش” في شمالي العراق. وشكلت تلك الأخبار تذكيراً غير متوقع بأن الولايات المتحدة ما تزال منخرطة جداً في العراق بعد أربعة أعوام تقريباً من مغادرة آخر القوات الأميركية البلد رسمياً.
والآن، يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما –الذي كان انتخابه في العام 2008 قد تم في جزء كبير منه على برنامج لسحب أميركا من حربين مكلفتين وغير شعبيتين— يجد نفسه منخرطاً في حرب شبه سرية في بعض أسوأ النقاط الساخنة في المنطقة. وبينما تشدد الإدارة على أن هذه العمليات مصممة صراحة من أجل “تدريب وإسداء المشورة ومساعدة” القوات الصديقة على الأرض، فإنه يصبح من الأكثر وضوحاً، من الناحية الكلامية والفعلية على حد سواء، أن الولايات المتحدة تعود راهناً إلى القتال في العراق.
بأحد المعاني، لم تغادر الولايات المتحدة البلد مطلقاً. بل إن القوات الأميركية ما تزال تعود إلى داخل العراق منذ أكثر من عام الآن. ويصل عدد الرجال والنساء العسكريين الأميركيين هناك إلى 3500 تقريباً، وهم منخرطون في طائفة من النشاطات والعمليات على خطوط المواجهة ضد مجموعة “الدولة الإسلامية”، وفق ما يذكره إيلي ليك وجوش روغين من بلومبيرغ فيو.
وفق مسؤولين أميركيين وأكراد، تدير الولايات المتحدة راهناً مركز عمليات في أربيل عبر قوة تدخل في العمليات الخاصة، ويعد عملها سرياً جداً واسمها من أسرار الدولة. وقد عملت قوة التدخل في الشهور الأخيرة على تحديد مواقع كبار قادة “الدولة الإسلامية” وشاركت في المهمة التي قتل خلالها عضو في قوة دلتا التابعة للجيش الأميركي، بينما كان يحرر سجناء مرتهنين في سجن تابع للمجموعة الإرهابية في الحويجة.
ولا ينتهي التواجد العسكري الأميركي السري في شمالي العراق هناك، حيث تعمل قوات العمليات الخاصة الأميركية فائقة التدريب والتي تعرف باسم “جوينت تيرمينال أتاك كونترولرز” -التي تساعد في رسم أهداف الضربات الاستراتيجية التي تنفذ ضد العربات والمعسكرات والبنايات التابعة للدولة الإسلامية- في شمالي العراق أيضاً. ويقول لنا المسؤولون الأميركيون أن هؤلاء الضباط يعملون أيضاً مع بلدان غربية أخرى ومع العراقيين لتجنب الاصطدام وتحديد المسار الجوي المباشر للطائرات من دون طيار والطائرات الأخرى التي تقوم بدعم المهمة ضد الدولة الإسلامية”.
ربما نكون قد شاهدنا ثمار هذه الأعمال في غارة سجن حويجة، بالإضافة إلى عمليات أخيرة في حصن يازيدي في سنجار (الذي يعرف أيضاً باسم شينغال)، حيث يقال أن الطائرات الحربية الأميركية ساعدت قوات الباشمركة الكردية في جهد لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين ما يزالون يحتلون ذلك الجزء من منطقة نينوى في شمالي العراق منذ العام الماضي.
من قصاصات الأخبار وتعليقات وزارة الدفاع الأميركية بين فترة وأخرى، يكون لدى المراقبين القليل جداً مما يمكن تعقبه في ما يتعلق بالنشاط القتالي الأميركي في شمال البلد. وكان خمسة من أفراد القوات الخاصة الأميركية قد جرحوا في العام الماضي. أما كيف – وعلى يد من- فتبقى أموراً غير واضحة بعض الشيء. وتشرح نانسي يوسف من مجلة “ذا ديلي بيست”، بالقول:
فيما تتمسك إدارة أوباما بالإدعاء المزدوج باستمرار بأن القوات الأميركية ليست منخرطة في قتال ضد الدولة الإسلامية المعينة ذاتياً، يحجب البنتاغون التفصيلات حول جرحاه، والتي من شأنها أن تقدم استبصاراً لنوع القتال الذي تواجهه القوات الأميركية في العراق.
لدى ظهوره أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً، كرر وزير الدفاع آشتون كارتر القول بأن الولايات المتحدة موجودة في المنطقة لقتال داعش، لكنه لم يذكر ما إذا كانت القوات نفسها منخرطة في القتال، حتى بعد أن طلب منه الشيوخ مراراً وتكراراً التوضيح. بل قال كارتر إن ويلر مات في القتال، في حادثة منعزلة، وهو يقوم بأعمال بطولية”.
ثمة بعض المشرعين الأميركيين من جانبي الكونغرس، يبدون حذراً من وجود مهمة مطولة ومعرفة بشكل بائس في العراق. وفي هذا الصدد، قال السناتور الأميركي تيم كين لصحيفة المونيتور، مشيراً إلى البيت الأبيض: “أعتقد أنهم تجاوزوا سلطتهم القانونية في الوقت الراهن”. وأضاف: “وأعتقد بأن الوقت قد حان لأن يتدخل الكونغرس في هذا”.
سوف يضغط الكونغرس بحذر على المسألة، بحيث لا يظهر وكأنه يشل حركة الرئيس في القتال ضد جيش جهادي يوافق معظم الأميركيين على وجوب إلحاق الهزيمة به، حتى لو تطلب الأمر إقحام قوات برية في نهاية المطاف.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
Are Americans Ready to Return to Iraq؟
======================
واشنطن بوست :كيف يمكن أن يزداد الصراع السوري اتساعًا ودموية؟
ديفيد اغناتيوس
يقول الرئيس باراك أوباما إنه لا يريد تحويل الصراع السوري إلى حرب بالوكالة. لكن ذلك يحدث بالفعل للأسف، حيث ينضم المقاتلون إلى المعركة ضد «داعش» انطلاقًا من أجندات مختلفة جذريًا قابلة للتصادم.
دعونا نلق نظرة على المشهد المحير للمعركة: الولايات المتحدة قررت أن شريكها الأقوى في مواجهة «داعش» هو قوة كردية سورية معروفة اختصارًا بـ«واي بي جي». لكن تركيا، حليفتنا الاسمية في الناتو، تقول إن «واي بي جي» على صلة بما تزعم أنها جماعة كردية إرهابية. كيف السبيل لفض هذا الاشتباك؟ لا إجابات بعد.
في غضون ذلك، تدفع روسيا بأنها تقاتل «داعش»، إلى جانب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. لكن الطائرات الحربية الروسية تقصف الثوار المدعومين سرًا من قبل الولايات المتحدة وتركيا والأردن، وتلك الكتائب تبدي مقاومة شديدة في القتال. وينشر الثوار مقاطع فيديو يتباهون فيها بنجاحهم في استخدام الصواريخ الأميركية المضادة للدبابات. وتبدو المعركة على نحو مثير للفزع أشبه بالحرب الروسية في أفغانستان، في مرحلة التشكل. إلى أين يتجه ذلك؟ لا إجابة أيضًا عن ذلك السؤال.
وهكذا إذا ألقيت نظرة شاملة على خريطة سوريا المحطمة سترى تحالفات وشراكات متناقضة. وفي ظل اجتماع هذه القوى العسكرية المتعددة في نفس المنطقة، يصبح خطر وقوع الحوادث والحسابات الخاطئة كبيرًا.
لكن لماذا تتصاعد وتيرة الحرب بالوكالة في وقت تعقد فيه القوى الخارجية محادثات من أجل حل الصراع؟ لقد أرسلت كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والسعودية مندوبين إلى فيينا الأسبوع الماضي لاستطلاع آفاق الانتقال السياسي الذي يزعمون جميعًا أنهم يفضلونه. الاجتماع لم يكن مشجعًا، حيث لم يحضر أي من الجماعات السورية المتقاتلة، وثارت خلافات بين القوى الخارجية حول شكل وطبيعة هذه المرحلة الانتقالية.
«قاتل وفاوض» هي دورة متكررة في الصراع بالشرق الأوسط. لذا ربما يكون التصعيد العسكري الأخير مقدمة لمفاوضات دبلوماسية، فيما يحاول كل طرف أن يوسع منطقة سيطرته ويعزز موقفه التفاوضي قبل بدء المحادثات الجادة. لا بد أننا محظوظون للغاية. لكن الأسد والثوار ليسوا مستعدين الآن للتوصل إلى حل وسط أكثر من أي وقت مضى.
وبدراسة سوريا من شمالها إلى جنوبها، تتضح المواقع التي تحتاج إلى «فك اشتباك»، على حد وصف العسكريين، لتفادي كارثة غير مقصودة.
على الجبهة الشمالية، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعميق مشاوراتها مع تركيا فيما تعزز دعمها للقوى الكردية السورية وحلفائها من العرب. الرئيس أوباما أرسل أقل من 50 عنصرًا من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا، لكن لا تقلل من شأن الخطوة، إنه التزام كبير. فالقوات الأميركية سوف تحتاج إلى دعم جوي، ليس فقط لقصف «داعش»، ولكن لإعادة تزويدها بالمؤن، وتنفيذ مهام الإنقاذ في حال تعرض أفرادها لمشاكل، وربما لتفعيل دورة «المداهمات الليلية» القائمة على معلومات استخباراتية مسبقة، والتي كان لها أثر مدمر في العراق.
لكن ما رأي تركيا في هذا الدور الأميركي المتنامي على حدودها، لا سيما بعد النصر الانتخابي الذي أحرزه الرئيس رجب طيب إردوغان الذي لديه فوبيا من الأكراد؟ يقول مسؤولو البنتاغون إنه ينبغي طمأنة الأتراك، لأن الولايات المتحدة سيتاح لها الآن إشراف أوسع على 25 ألف مقاتل ينضوون تحت لواء «واي بي جي»، ويمكنها منع وصول المؤن إلى حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا جماعة إرهابية. ورغم أن هذه الحجج تبدو منطقية، فإنها تحتاج إلى موافقة أنقرة.
وعلى الحدود الجنوبية السورية مع الأردن، ساعدت الولايات المتحدة في تدريب تحالف من الثوار يعرف باسم الجبهة الجنوبية يضم 35 ألف مقاتل موزعين على 54 فصيلاً عسكريًا. وهاجمت الطائرات الحربية الروسية الأسبوع الماضي بعض القوات المدعومة من الولايات المتحدة في بلدة الحارة جنوب غربي سوريا، وهي موقع مركز روسي سابق لاستخبارات الإشارة وقع في يد الثوار. هذا عمل جنوني. لا بد أن تنظر موسكو وواشنطن في سبل وقف تصعيد الموقف، بدلاً من المساهمة في إزكاء نيرانه.
لكن في ضوء المنطق المستعصي على التغيير، فإن الأسوأ قادم. لقد أبلغني الرائد عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية»، في مقابلة أجريتها معه عبر الهاتف يوم الثلاثاء، بأن قواته تتوقع هجومًا سوريًا جديدًا، بدعم روسي، لاسترداد الأرض جنوب دمشق. هذا السعي وراء «النصر» لا يخدم إلا المتطرفين.
لكن ما الذي تخفيه الأكمة إذا فشلت القوى الخارجية في إيجاد سبيل لوقف تصاعد الموقف؟ إليكم لمحة حزينة على ذلك: تلقيت زيارات على مدار الأسابيع الأخيرة من قادة حركات كردية سياسية في إيران وسوريا ينتظرون اليوم الذي تذيب فيه كردستان الكبرى حدود تلك البلدان.
وإذا لم تساعد روسيا وإيران وتركيا والمقاتلون الآخرون بالوكالة في إبطال هذه القنبلة، فإن انفجارا أشد تدميرًا ينتظر عموم المنطقة.
 
(المصدر: واشنطن بوست 2015-11-07)
======================
وول ستريت جورنال :أوهام أوباما السورية
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
وهكذا فإن الحكومة الأمريكية التي فوجئت باستيلاء فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم, وفوجئت باجتياحه لشرق أوكرانيا, وفوجئت بخططه لبيع صواريخ إس-300 لإيران, وفوجئت بتدخله في سوريا تعتقد الآن أن رجل روسيا القوي سوف يتوسل السلام في سوريا وفقا لشروط الولايات المتحدة والاطاحة ببشار الأسد.
يقول نائب وزير الخارجية أنتوني بلنكين في مؤتمر أمني عقد في البحرين نهاية الأسبوع الماضي :" تدخل روسيا مثال صارخ على قانون التبعات غير المقصودة. وسوف يكون لذلك تأثيران, أولهما أنه سوف يزيد من نفوذ روسيا على الأسد, والثاني أنه سوف يزيد من صراع النفوذ في روسيا نفسها. وبالتالي فإنه سوف يخلق حافزا مقنعا بالنسبة لروسيا للعمل مع , ليس ضد, الانتقال السياسي".
وزير الخارجية جون كيري الساعد الأيمن لأوباما استخدم عبارة تعود إلى حقبة حرب فيتنام لوصف مأزق بوتين المفترض, حيث قال :" المستنقع سوف يتسع ويزداد عمقا, وسوف تتورط فيه روسيا أكثر فأكثر".
بشكل ما نشك بأن بوتين يشعر بأنه محاصر. نتج عن تدخله في سوريا حتى الآن استقرار أكبر لنظام الأسد وسمح للجيش السوري بشن هجوم مضاد ضد المتمردين الذين يقاتلونه ويقاتلون الدولة الإسلامية. قامت روسيا بذلك بكلفة متواضعة لا تعدو كونها بضعة شحنات من السلاح والقنابل وحوالي 2000 مستشار عسكري.
كما استطاع بوتين أن يسمح لإيران بالتواجد في محادثات السلام لأول مرة. أذعن كيري وسمح بمشاركة إيران إلى جانب حلفائنا العرب ذوي التسليح القوي. يبدو أن المنطق الدبلوماسي الذي تسير عليه إدارة أوباما هو أنه أصبح هناك حظوة لإيران في دمشق وأن لديها مقعدا على الطاولة وأن الأسد أصبح في وضع أقوى.
أين يكون ريتشارد هولبروك عندما نكون بحاجة إليه.؟ الدبلوماسي الذي توفي عام 2010, كان مدركا أن التسويات المتبادلة ممكنة فقط عندما تفاوض الولايات المتحدة من موقف قوة. حيث كان في وسعه الدخول في مفاوضات السلام في البلقان في منتصف التسعينات بعد أن أقنع الرئيس بل كلنتون بتسليح كرواتيا سرا في مواجهة صربيا المعتدية. كما دعم كلينتون قيام الناتو بعمليات القصف لوقف اعتداء الصرب في البوسنة.
فقط بعد أن اختلف ميزان القوى على الأرض اضطر الصرب إلى التفاوض بصورة جادة للوصول إلى تسوية. مقياس الانسحاب من الشرق الأوسط الذي تعمل عليه هذه الإدارة لن يؤدي إلى التعلم من التدخل الأجنبي الديمقراطي الناجح.
لا يتعلق الأمر بافتقار الرئيس أوباما للخيارات العسكرية لإحداث الفرق في سوريا. ومع ذلك فقد رفض كل اقتراح جاد قدمه البنتاغون. فهو لا يريد إنشاء منطقة حظر طيران في سوريا لحماية اللاجئين والمتمردين المناوئين للأسد لأن ذلك فيه مخاطرة بإغضاب روسيا وقاعدته المحلية المناهضة للحرب. كما لا يريد نشر طائرات الأباتشي المروحية لمساعدة قوات التحالف على الأرض لأنه لا يريد أن يناقض بصورة صارخة ادعاءه بأنه وضع حدا لحرب العراق.
عوضا عن ذلك, أعلن أوباما بأنه سوف ينشر 50 جنديا أمريكيا من القوات الخاصة لمساعدة القوات الكردية التي تقاتل الدولة الإسلامية. من غير الواضح ما هي مهمتهم تحديدا وكيف سوف يتم نشرهم في سوريا. ليس هناك قوة عسكرية  في العالم أكثر قدرة من القوات الخاصة الأمريكية, وعلى ذلك فإنه من المفترض بأنهم سوف يكونوا قادرين على استدعاء الدعم الجوي عند الحاجة إليه.
ولكن قوة صغيرة سوف تكون أكثر عرضة للقتل أو الأسر على قوات الدولة الإسلامية. يبدو أن عملية النشر هذه تبدو محاولة من قبل البيت الأبيض للرد على الإهانة التي تعرض لها من قبل روسيا وذلك عبر إظهار أن الأمريكان يقومون بشئ ما ضد الدولة الإسلامية على الأقل. ولكن لا يبدو أن ما يجري الإعداد له يمكن أن يكون جزء من استراتيجية عسكرية جديدة.
إذا كان أوباما يريد فعلا الضغط على روسيا وإيران للتفاوض في سوريا فإنه يجب أن ينشئ بديلا سنيا لكل من الأسد والدولة الإسلامية على حد سواء. يجب أن يتضمن ذلك تدمير قوة الأسد الجوية, وهو الأمر الذي يمكن أن يقوم به الجيش الأمريكي بكل سهولة, وأن ينضم إلى جيران سوريا والأوروبيين لإنشاء منطقة حظر طيران لحماية اللاجئيين والقوات المناهضة للنظام وداعش.
كما يمكن للرئيس أن يرفع من كلفة المغامرات الروسية الخارجية. ما يعني تسليح أوكرانيا بحيث يمكنها أن تدافع عن نفسها ضد الاعتداءات الروسية, وتشديد العقوبات من أجل زيادة الضغط المحلي على بوتين.
لن يقوم أوباما بفعل أي شئ مما ذكر. عوضا عن ذلك فإنه سوف يرسل السادة كيري وبلنكين لتأكيد أن تراجع الولايات المتحدة هو نجاح فعلي, وأن التقدم الروسي يعتبر هزيمة, وأن خمس سنوات من الحرب سوف تسفر عن سلام قريب لأن أوباما يعتقد وعكس جميع الأدلة التي تظهر في سوريا أن قوس التاريخ ينحني مرة أخرى.
======================
جارديان: الفاطميون وقود إيران لدعم الأسد في سوريا
الجمعة, 06 نوفمبر 2015 13:17 متابعات
شفت صحيفة "الجارديان" البريطانية النقاب عن استغلال إيران للاجئين الأفغان لديها للقتال في سوريا بجانب حليفها بشار الأسد مقابل الحصول على مرتب وتصريح بالإقامة، للدفاع عن العتبات المقدسة، والمزارات الشيعية في دمشق.
  وقالت الصحيفة في تقرير وصفته بـ"الخاص" إن القوات الفاطمية - الاسم الذي يطلق على القوات الأفغانية في إيران وسوريا- تعتبر ثاني أكبر قوات أجنبية تقاتل في صفوف بشار الأسد بعد قوات حزب الله اللبناني.
وأضافت إن وسائل الإعلام الإيرانية تشير إلى مقتل نحو 200 جندي من الفاطميين في سوريا منذ بداية الحرب، إلا أنه لا توجد إحصاءات توضح حقيقة العدد حتى الآن.
ورغم أن إيران دائما تزعم أنها لا تشارك في القتال في سوريا بشكل رسمي، وإنما بصفة استشارية، حيث تقول إنها ترسل كبار القادة للتخطيط والإشراف على العمليات فقط، إلا أن تورط الأفغاني يؤكد استخدامها لأساليب أخرى.
وأوضحت الصحيفة إن تجنيد الأفغان يتم بشكل يومي في مدينتي مشهد وقم، وهما من أكبر المدن الإيرانية التي يعيش فيها اللاجئين الأفغان.
وعلمت الصحيفة أن إيران تسمح بتجنيد الأفغان الأقل من 18 عاما بشرط الحصول على إذن كتابي من والديهم، وقتل طفل يبلغ من العمر 16 عاما في سوريا في وقت سابق من العام الجاري.وأشارت إلى أن ارتفاع عدد الجنازات للاجئين الأفغان في إيران علامة ملموسة تكشف عن مشاركة أكبر في الصراع السوري في أعقاب الضربات الجوية الروسية.
إيران تطلق مصطلحات دينية على قتلى الأفغان في سوريا من بينها "المدافعين عن الضريح المقدس"، "هذا مجرد استغلال للضعفاء".. يقول مجتبى جلالي لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 24 عاما يعيش في ايران من مدينة مشهد الذي فر مؤخرا إلى أوروبا، ويوضح جلالي إنه شهد ما لا يقل عن 10 جنازات في مدينته للأفغان الذين فقدوا حياتهم في سوريا.
ورغم أن جلالي ولد في إيران، إلا أنه غير قادر على الحصول على الجنسية الإيرانية، بجانب كل طفل أفغاني ولد هناك، فالناس مثل جلالي تواجه صعوبات كبيرة في مواصلة تعليمهم، أو وجود حسابات مصرفية، أو الحصول على أوراق لمغادرة البلاد أو الحصول على عمل في إيران.
"هذه هي حرب إيران للقتال على حساب شخص آخر اللاجئين الأفغان في إيران هم الذين يدفعون ثمن دعم طهران للأسد، ويجري الكذب عليهم حول الدوافع الحقيقيةللحرب، أنها ليست دينية ، إنها سياسية، وبدلا من حماية لاجئيها ايران تستخدمهم وقودا للحرب"
الأفغان في إيران يتوجهون إلى سوريا للمخاطرة بحياتهم ليس على أسس دينية كما يعلن، ولكن بسبب المال والاستقرار لأن مشاركتهم في الحرب يفيد أسرهمويمنحهم الاستقرار في إيران، بحسب جلالي
 فالأرقام الرسمية تظهر أن نحو مليون لاجئي أفغاني يعيشون في إيران، ولكن يعتقد أن البلاد تستضيف ضعف هذا العدد يعيشون بصورة غير قانونية.
وسلط الضوء على الدور الحاسم للفاطميين في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما ظهر مقطع صوتي لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، يشيد يشيد بمشاركة الأفغاني.
 سمح لجلالي بالتقاط صور من جنازة في مدينة مشهد لأنه كان عضوا في الجمعية التابعة للدولة من المصورين، إلا أنه فر من إيران ويطلب اللجوء السياسي في هولندا.
وقال "أسمع كل يوم عن العديد من اللاجئين الأفغان الذين يذهبون للقتال من أجل إيران وبشار الأسد في سوريا وكان ذلك السؤال الكبير في ذهني، لماذا كانوا يذهبون ؟، كل أسبوع كنت أرى نحو 10 إلى 15 شابا يعودون لمدينة قم لدفنه، ونقل عن صديق أفغاني قوله إن:" المشارح طهران مليئة بجثث الأفغان الذين قتلوا في سوريا".
======================