الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8-3-2016

سوريا في الصحافة العالمية 8-3-2016

09.03.2016
Admin

 
إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. فورين افيرز :واشنطن ستواجه خيارات صعبة في الشرق الأوسط
  2. غارديان: أوروبا على وشك الانهيار والحل في تركيا
  3. موقع إسرائيلي: السعودية سترسل مضادات طيران للثوار السوريين
  4. الغارديان: بريطانيا ترسل قوارب حربية لمنع تدفق المهاجرين
  5. غلوبال بوست: اللاجئات السوريات طعم للزواج المبكر
  6. واشنطن بوست :هل الروس معجبون ببوتين؟
  7. هآرتس :عندما تطلب السعودية ..وضع حزب الله على قائمة الإرهاب يضع الدول العربية أمام اتخاذ موقف حاسم
  8. غراهام اي فولر* - (ميدل إيست أونلاين) 24/2/2016 :تقاطع الطرق التركي الخطِر
  9. افتتاحية - (النيويورك تايمز) 24/2/2016 :كيف تسيء تركيا فهم الأكراد؟
  10. معهد واشنطن :الانقسامات السياسية التركية فريسة الدولة الإسلامية وروسيا
  11. لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
 
فورين افيرز :واشنطن ستواجه خيارات صعبة في الشرق الأوسط
خلص باحث في معهد بروكنغز إلى أن الإدارة الأميركية القادمة ستواجه خيارات صعبة في منطقة الشرق الأوسط، وأن اتباع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سياسة النأي بالنفس في التعامل مع إشكالات المنطقة سيضر في النهاية بمصالحها.
وقال الباحث كينيث أم بولاك، إن التغيير فشل في دول الربيع العربي لأن أنصار الاستبداد في هذه الدول نجحوا في منع بروز أي قائد ثوري يتمتع بصفات قيادية يمكن أن تلتف حوله الجماهير، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط اتسمت بالغليان والاضطرابات السياسية على مدى تاريخها الحديث، لكن لم يكن الوضع فيها بالسوء الذي عليه اليوم في أي مرحلة تاريخية سابقة.
فشل الرهان الأميركي
وبعد أن استعرض بولاك في بحث مطول نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية -التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- الأزمات التي تضرب دول المنطقة حاليا، رسم صورة قاتمة لخيارات الإدارة الأميركية القادمة في المنطقة.
وقال إن رهانات الولايات المتحدة على قدرة الأنظمة والكيانات العربية لحل مشاكلها بنفسها قد فشلت، وإن الأنظمة العربية لطالما اعتمدت حلولا وإستراتيجيات من شأنها تأجيج الصراع وتعميق حالة عدم الاستقرار.
واعتبر الباحث أن تداعي الأنظمة العربية التي بنيت على خطأ -بحسب رأيه- بدأ في عقد التسعينيات من القرن الماضي، مع تصاعد الشعور الشعبي بعدم الرضا واتجاه قوى عديدة -خاصة الإسلامية منها- إلى التحرك لإسقاط الأنظمة الحاكمة سواء سياسيا أو عسكريا.
وقال إن الكثير من تلك التنظيمات اعتمد مبدأ ضرب الداعم الأجنبي لتلك الأنظمة الحاكمة وعلى رأسها الولايات المتحدة، مضيفا أن الغليان وصل إلى نقطة الانفجار عندما نزلت الشعوب العربية إلى الشارع في ما عرف بالربيع العربي عام 2011.
سفينة دون ربان
وأوضح بولاك أن علم السياسة يعتبر الثورات مثل سفينة دون ربان لا يمكن التنبؤ بوجهة التيار الذي سيدفعها، وهذا ما حدث في الربيع العربي، فبعد النجاح في منع ولادة قيادات ناجحة من رحم الثورات العربية، غرقت دول مثل ليبيا وسوريا واليمن في حالة من الإخفاق السياسي والفراغ الأمني والحرب الأهلية، بحسب تعبيره.
واستعرض بولاك في بحثه خيارات الإدارة الأميركية في معالجة قضايا الشرق الأوسط، والسياسة التي يمكن أن تتبعها لتحقق أهدافها الإستراتيجية، منتقدا في الوقت نفسه سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الإدارة الأميركية، ورأى أن دول الشرق الأوسط لطالما كانت بحاجة لقوة حاضرة ليس للتبعية ولكن لتحييد الأزمات عند الضرورة، وأن الضرر الأكبر الذي نتج عن هذه السياسة الأميركية يتجسد في الحال التي آل إليها العراق.
تغيير السياسة
ووجه الباحث اللوم بشكل مباشر إلى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في جر الشرق الأوسط إلى الحال التي هي عليها اليوم، نتيجة لسياسة النأي بالنفس التي تتبعها وأدت إلى أن تستل كل حكومة أو مجموعة سيفها وتنزل إلى الميدان لتدافع عن مصالحها بالطريقة التي تراها مناسبة.
ولأن الوضع لن يتحسن قبل انتهاء فترة الرئيس باراك أوباما، طرح بولاك الخيارات الممكنة للإدارة القادمة، ورأى أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتطلب نهجا جديدا ينصب مباشرة على الأسباب، ويتمتع بالموارد الكافية لتحقيق الأولوية الأولى وهي إنهاء الحروب الأهلية -بحسب تعبيره- الجارية عن طريق إرسال مزيد من القوات الأميركية لبؤر الصراع.
واعتبر أن مهمة هذه القوات هو إفهام الأطراف المتصارعة أن تحقيق النصر الحاسم أمر مستحيل، ومن ثم بناء جيوش قادرة على فرض وقف إطلاق النار.
أما إذا اختارت الإدارة الأميركية القادمة الاستمرار في نفس سياسة الإدارة الحالية، فسيتحتم عليها إجراء حسابات دقيقة حول الأضرار التي ستلحقها الحروب المستعرة دون وازع بمصالحها في المنطقة، والتي لخصها في: حماية أمن إسرائيل، والنفط، ومحاربة "الإرهاب".
وحذر الباحث في معهد بروكنغز من أن الأضرار الجانبية للحروب الأهلية والحروب غير النظامية لا يمكن التنبؤ بها أو توقعها، وهو ما أثبته تاريخ هذا النوع من الصراعات، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستكون أمام حالة مستديمة من الاستنفار والاستعداد لمواجهة ومعالجة الأضرار التي قد تلحق بمصالحها في المنطقة.
المصدر : فورين أفيرز
======================
غارديان: أوروبا على وشك الانهيار والحل في تركيا
تناولت بعض عناوين الصحف البريطانية اليوم أزمة اللاجئين التي تعاني منها أوروبا، ومحنة أحد المخيمات السورية، ودور تركيا الحاسم في حل هذه الأزمة.
ومن صحيفة غارديان كتبت رشيدة داتي -وزيرة العدل السابقة في الحكومة الفرنسية وعضو بالبرلمان الأوروبي- أن زعماء الاتحاد الأوروبي يبدون بلا حول ولا قوة في مواجهة تحديات الأزمات المتداخلة المتعلقة بسوريا واللجوء والإرهاب، ومع ذلك رأت أن هناك حلا سياسيا لتلك الأزمات ويمكن أن يبدأ بتركيا.
"عدم وجود وحدة أوروبية ودبلوماسية حقيقية لا يمنعها من الاتفاق على نقطة واحدة، ألا وهي وجود فرصة لمعالجة أزمة اللجوء إذا فشلت في حل الأزمة السورية أو استعادة الاستقرار إلى الباحة الخلفية لأوروبا"
وأشارت الكاتبة إلى أن عدم وجود وحدة أوروبية ودبلوماسية حقيقية لا يمنعها من الاتفاق على نقطة واحدة، ألا وهي وجود فرصة لمعالجة أزمة اللجوء إذا فشلت في حل الأزمة السورية أو استعادة الاستقرار إلى الباحة الخلفية لأوروبا.
ورأت أن مساعدة تركيا في هذا الأمر لها أهميتها الكبيرة في مراقبة تدفق اللاجئين، وأن تجاهل علاقة أوروبا بها هو ما أوصلها إلى الوضع الذي تعانيه اليوم، وهذا الثمن الباهظ الذي تدفعه الآن.
وألمحت الكاتبة إلى أهمية تقوية العلاقة بتركيا؛ نظرا لأهميتها في مواجهة تلك التحديات الثلاثة وأولها الإرهاب، بما أن تركيا تمثل جسرا بين الاتحاد الأوروبي وقارة آسيا، مما يعدّ نقطة عبور لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين ينضمون إلى مناطق الحرب في سوريا والعراق، ومن خلالها أيضا يعود المقاتلون الأجانب إلى أوروبا.
وثانيا في ما يتعلق بأزمة اللجوء، فيجب زيادة التعاون مع تركيا لتعزيز مراقبة الحدود، وتبادل المعلومات له أهميته في هذا الشأن، كما يجب التعجيل بإحداث تقدم حقيقي في اتفاقات إعادة الدخول، ودون هذين الأمرين سينفجر ضغط اللجوء في اليونان.
والتحدي الثالث هو إيجاد حل للحرب في سوريا، وهذا يفرض إيجاد صيغة للمصالحة بين العملاقين في هذه المنطقة، روسيا وتركيا، لمنع حرب أخرى بالإضافة إلى الصراع في سوريا، ويجب أيضا أن تتصالح أوروبا مع روسيا، التي استغلت تسويفها لتصبح لاعبا رئيسيا في هذه الأزمة.
وحول محنة اللاجئين السوريين علّق الكاتب إيان بيريل على الحالة اليائسة والمدمرة للنفس في أحد المخيمات القريبة من الحدود السورية، روت فيها أم شابة حكايتها المرعبة من تدمير منزلها وتعطل الحياة والنكبة التي أصابت عائلتها، حيث قتل لها خمسة من أقاربها في مذبحة الصراع.
ويحكي الكاتب بصحيفة إندبندنت أنه بالرغم من المعاناة الكبيرة لفقد أقاربها كلما تذكرتهم، كانت المرأة موقنة من شيء واحد، وهو أنها تفضل العودة لسوريا بالرغم من الوحشية التي تراها على أن تعود إلى مخيم اللاجئين الذي فرت منه لأنه كان أشبه بالسجن، حيث لا عمل ولا كهرباء وغلو أسعار المطعم والملبس.
وبعد مشاهدات مأساوية في كثير من مخيمات اللاجئين في ثلاث قارات، أشار الكاتب إلى ضرورة تفنيد خرافة فكرة أن مخيمات اللاجئين هي الحلول الإنسانية والقابلة للتطبيق لمثل هذه الأزمات، وقال إن هذا نهج خاطئ أخلاقيا وعمليا.
وختم الكاتب بأن مفتاح حل هذه الأزمة هو السماح للاجئين بالعمل بطريقة شرعية حتى يتمكنوا من بناء بداية جديدة أينما كانوا؛ فهؤلاء اللاجئون ربما هربوا من الجحيم، لكن هذا لا يعني أن نسومهم سوء العذاب، وكما قال لي أحد الشباب اللاجئين "الموت أفضل في سوريا على العيش في مخيماتكم".
======================
موقع إسرائيلي: السعودية سترسل مضادات طيران للثوار السوريين
إسطنبول- عربي21- عبيدة عامر# الإثنين، 07 مارس 2016 01:41 م 516.8k
قال موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، إن السعودية تستعد لمنح الثوار السوريين "صواريخ مضادة للدروع والطائرات"، سعيا لمواجهة القوات الروسية التي تعمل على تثبيت نظام حليفها بشار الأسد في سوريا.
وقال الموقع الإسرائيلي إن مخطط هذه العملية هو محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، إذ إنه يسعى لمد الثوار السوريين بصواريخ قادرة على ضرب دبابات "تي 90" الروسية، التي شحنتها روسية إلى قاعدة "نوفوروشيك" الروسية في البحر الأسود، لنقلها لجيش النظام السوري، بحسب مصادر استخباراتية لـ"ديبكا".
ونقلت الحاملة الروسية "نوفورشيركاسك" عددا من هذه الدبابات الروسية الحديثة إلى قاعدة طرطوس، الخميس الماضي، كما أنها قدمت مجموعة من قاذفات الصواريخ، فيما يتوقع أن تأتي مجموعة أخرى من الصواريخ بمزيد من الأسلحة.
ويأتي هذا ضمن السعي الروسي لتطوير جيش النظام السوري المستنزف خلال سنوات القتال، في خطوة تعتبر مرفوضة سعوديا، لتثبيت الأسد في السلطة.
وأضاف "ديبكا" أن معظم المراقبين الغربيين والشرق أوسطيين يعتقدون أن السعودية تخادع حول خطتها لتسليح الثوار السوريين بالصواريخ، سعيا لإجبار واشنطن وموسكو على أخذ السعودية بجدية أكبر كلاعب في الأزمة السورية، ومراعاة مصالحها، كما أن الرياض تسعى لتفتيت التعاون الأمريكي مع إيران في العراق، والروسي مع إيران في سوريا.
وتقدم السعوديون لهذه الخطوة عبر إجرائين اثنين، بحسب "ديبكا"، الذي أوضح أن هذين الإجرائين هما، أولا: "نشر أربع مقاتلات سعودية من طراز (F 15) في قاعدة إنغرليك التركية قرب الحدود السورية، ليتبعها نشر قوات برية في سوريا"..
أما الخطوة الثانية فهي "التحدي المباشر لذراع إيران المقاتل في سوريا، حزب الله اللبناني، عبر إلغاء الهبة السعودية الممثلة بأربعة مليارات دولار التي تعهدت بها لتطوير الجيش اللبناني، والتي يصل معظمها إلى حزب الله".
وبحسب ما نقل "ديبكا" عن مصدر سعودي كبير، لم يسمه، فإن قرار تسليح الثوار السوريين بالصواريخ حتمي ونهائي، قائلا إن "المعارضة السورية قد تحصل قريبا على صواريخ أرض-جو، ما سيزيد في الكلفة على إيران وروسيا"، مضيفا أنه "لا يوجد مسؤول سعودي سيعترف بهذه الشحنات، لكن كما حصل قبل ثلاثين عاما، فإن السعودية لم تمتنع عن المشاركة في أفغانستان ضد الجيش السوري، وخرجنا منتصرين، ولن نتردد بمواجهة الجيش الروسي بسوريا مجددا".
وبحسب ما أشارت إليه مصادر عسكرية لـ"ديبكا"، فإن السعوديين تحركوا بدعم كامل من الأمريكيين في الحرب الأفغانية، بعكس ما يجري في سوريا، حيث يعارض الأمريكيون بشدة أي تدخل سعودي، ما يشكل فارقا كبيرا بين الحالتين.
ويشكل إدخال الصواريخ السعودية إلى المعارضة السورية حالة جديدة في الصراع السوري، إذ إنها ستوسع مساحة السعودية فيه، وليس فقط واشنطن وموسكو وطهران، وهذا تماما ما سعى إليه وزير الدفاع محمد بن سلمان، بحسب "ديبكا".
واختتم الموقع الإسرائيلي تقريره، بالقول إن السعي السعودي لإعطاء السوريين صواريخ سيجر السعوديين في الأزمة أكثر مما تدخلت به إسرائيل ودول الخليج والأردن وحتى تركيا، حتى اللحظة.
======================
الغارديان: بريطانيا ترسل قوارب حربية لمنع تدفق المهاجرين
لندن- عربي21- باسل درويش# الإثنين، 07 مارس 2016 10:28 ص 082
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الحكومة البريطانية قررت نشر قوارب خفر سواحل، بينها سفن لسلاح البحرية الملكي؛ من أجل منع سفن المهاجرين من الاقتراب من الشواطئ الأوروبية، وإجبارها على العودة من حيث جاءت، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي متزامنا مع اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل؛ لمناقشة أزمة الهجرة، ووضع ترتيبات للحد من تدفق المهاجرين.
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن عن نشر سفينة "ماونتس بي"، التابعة لسلاح البحرية، لتكون مشاركة بريطانية أولى لعمليات نشر السفن الحربية في بحر إيجة، وتحمل  السفينة على متنها مروحية من نوع "وايلدكات"، وستنتضم إلى سفن حربية من ألمانيا وكندا وتركيا واليونان؛ كجزء من التدخل الذي يقوم به الناتو لوقف تدفق اللاجئين.
وتذكر الصحيفة أن إعلان الحكومة البريطانية جاء بعد ساعات من غرق قارب كان يحمل على متنه 25 لاجئا، وتم إنقاذ ثلاثة أطفال على الأقل قرب المنتجع التركي ديم، لافتة إلى أن الخطوات الأوروبية هي رد على الضغوط التي يتعرض لها القادة الأوروبيون للحد من الهجرة إلى بلادهم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تركيا استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين، وحذرت من أن هناك عشرات الآلاف من الذين فروا من تقدم القوات التابعة للنظام السوري في الشهر الماضي يريدون الانضمام لهم، مشيرا إلى أن تركيا، باعتبارها النقطة الأولى التي يصل إليها اللاجئون، فإنها تتعرض لضغوط كبيرة من الحكومات الأوروبية، لعمل اللازم للحد من  تدفق المهاجرين من أراضيها باتجاه أوروبا.
وتبين الصحيفة أن عمليات تدفق اللاجئين إلى اليونان تواصلت، حيث حذر المسؤولون من كارثة إنسانية؛ نظرا لازدحام ما يزيد على 14 ألف مهاجر على حدودها الشمالية، وعلق الأطفال والنساء والرجال على الحدود المقدونية، حيث رفضت السلطات فتح حدودها أمام المهاجرين.
ويفيد التقرير بأن مسؤول سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبوليس، قدر عدد المهاجرين الذين سيصلون إلى اليونان هذا الشهر بحوالي 100 ألف شخص، ودعت حكومة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تيسبراس دول الاتحاد الأوروبي إلى تحمل حصتها من الأعباء التي يفرضها وصول المهاجرين، حيث هناك ما يزيد على ثلاثة آلاف مهاجر يصلون إلى الشواطئ اليونانية من تركيا يوميا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في حزب سيزيرا الحاكم، قوله إن "أوروبا تعيش حالة عصيبة، وهي سبب من أسباب الضعف"، وانتقد مسؤولي حكومات دول أوروبا الشرقية والبلقان، التي وضعت قيودا على تدفق اللاجئين، وهي إجراءات تركت حوالي 35 ألف لاجئ عالقين في اليونان.
وينوه التقرير إلى أنه يتوقع أن تبدأ بريطانيا عملياتها في بحر إيجة في الأيام المقبلة، وستقوم بوقف وصول قوارب المهاجرين إلى اليونان، وستقدم معلومات إلى خفر السواحل الأتراك لملاحقة القوارب، وسينضم لاحقا لعمليات بريطانيا قاربان آخران وثالث فيما بعد، التي ستعمل تحت قيادة وحدة الحراسة البحرية التابعة للناتو وتقودها ألمانيا، التي أرسلت ثلاث بوارج بحرية قبل ثلاثة أسابيع، ضمن مهمة نشر سريعة.
وتورد الصحيفة نقلا عن بيان صادر عن كاميرون قوله: "يجب أن كسر نموذج تجارة التهريب الإجرامية، ووقف تدفق الناس المزدحمين في قوارب غير مناسبة، ومنعهم من المضي في رحلة خطيرة ولا معنى لها، ولهذا السبب تقوم بريطانيا بتزويد مصادر مهمة؛ للعمل مع شركائنا الأوروبيين ودعم مهمتهم".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن تركيا واليونان وافقتا على إعادة القوارب التي يتم اعتراضها من حيث أتت، لافتة إلى أن كاميرون سينضم إلى اجتماع قاة الاتحاد الأوروبي، حيث وافق على تقديم 2.3 مليار جنيه إسترليني لمساعدة تركيا في التعامل مع الأزمة.
======================
غلوبال بوست: اللاجئات السوريات طعم للزواج المبكر
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الإثنين، 07 مارس 2016 07:40 م 01.8k
كتب ريتشارد هول في موقع "غلوبال بوست" تقريرا عن زيادة حالات زواج القاصرات بين اللاجئات السوريات في لبنان، وقال إن أميرة كان عمرها 16 عاما عندما عقد قرانها على شاب سوري عمره 20 عاما، وتتذكر اليوم الذي سبق زفافها عندما أخبرها خطيبها بأنه أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها، وتقول: "وبعد أسبوع على الزاوج ضربني لأول مرة".
ويعلق هول قائلا إن "زواج الأطفال في لبنان نادر، حيث تتزوج نسبة 13% من النساء قبل أن يبلغن سن الثامنة عشرة، وذلك بحسب دراسة تمت قبل فترة، ويقول الخبراء إن معظم اللاتي تزوجن في هذا السن هن من الجيل القديم، لكن الظاهرة لقيت صحوة بين اللاجئين السوريين، الذين فروا من الحرب الدائرة قريبا من لبنان".
ويضيف الكاتب أن "الكثير من العائلات لديها اعتقاد أن أوضاعا استثنائية تقتضي اتخاذ قرارات استثنائية، وتعيش نسبة كبيرة من السوريين في أوضاع قاسية في المخيمات، ولا يمكنهم تقديم ما يكفي لعائلاتهم، ولهذا يلجؤون لتزويج بناتهم لأي شخص يتقدم لهن، وبالنسبة للبعض فإن الزواج هو محاولة لتحقيق استقرار بعيدا عن بيوتهم، وللخروج من حالة الفوضى حولهم".
وينقل التقرير عن مسؤولة إعلام الإغاثة الإنسانية في منظمة "سيف ذا تشلدرن" كارولين إنينغ، قولها: "بالنسبة للاجئين السوريين، الذين يعانون من ديون، ويكافحون من أجل توفير المعيشة اليومية، فإن تزويج بناتهم هو الطريقة الوحيدة كي يحصلن على معيشة جيدة"، وتضيف إنينغ أنه "نظرا لقلة الوظائف وفرص التعليم المحدودة المتوفرة للسوريين، فإن الفتيات لا يشعرن أن هناك خيارات توجد أمامهن لتأمين المستقبل".
ويذكر الموقع أنه لا يعرف عدد اللاجئين السوريين؛ نظرا لعدم وجود مخيمات رسمية لهم، إلا أن المنظمات التي يهمها الموضوع تقول إن المشكلة تزداد سوءا بين اللاجئين السوريين.
ويشير هول إلى أن دراسة أجرتها جامعة القديس يوسف العام الماضي، كشفت عن أن 23% من النساء السوريات المقيمات في لبنان اليوم تزوجن قبل بلوغهن سن الـ 18 عاما، ومن الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 12و17 عاما، فإن هناك 4454 فتاة تزوجن قبل أن يبلغن سن البلوغ، وهي نسبة مساوية لنسبة 6.3%، وهي أقل من النسب العالية التي تحدث في مخيمات اللاجئين في الأردن، الذي استقبل أكبر عدد من السوريين، بعد كل من تركيا ولبنان، فقد ارتفع عدد سجلات الزواج لفتيات دون سن الـ18 من 12% عام 2011 إلى أقل من 32% عام 2014.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أميرة هربت مع عائلتها من مدينة القامشلي السورية قبل عامين، وعاشت مع والديها وإخوتها في بيت مؤقت في بلدة قب إلياس في منطقة زحلة، وعندما جاء زوجها مع والده لطلب يدها في بيتهم المؤقت شعرت بالفرحة، واعتقدت أنها ستبدأ حياة جديدة، وما تبع هذا دوامة من الانتهاكات لم تكن مستعدة لمواجهتها؛ بسبب صغر عمرها وظروفها.
ويورد الموقع أن أميرة تذكرت العنف الذي تعرضت له قائلة: "كان يضربني في الصباح وفي المساء، وقال لي سأجعلك تكرهين حياتك"، و"كنت أريد مشاهدة والدي لكنه منعني"، مشيرة إلى أن الضرب والانتهاك بقي مستمرا، وفي إحدى المرات عندما كانا في طريقهما لحضور حفل زفاف قريب، قام زوجها بدفعها عن الدراجة التي كانا عليها، وعندما أخبرت والديها بأنها وقعت، اتهمها زوجها بأنها أقامت علاقة مع والده، وهي كذبة جعلت الغرباء في المخيم الذي تقيم فيه يعمدون إلى الحديث عن سمعتها وتوبيخها.
ويعلق الكاتب قائلا إن "العنف والانتهاك الذي واجهته أميرة ليس مشكلة تواجه الفتيات اللاتي يتزوجن مبكرا، لكن بلا شك، فإن صغر عمرها أطال من أمد العنف، فالضغوط الاجتماعية والعائلية على الفتاة قد تكون عوامل مؤثرة".
ويكشف التقرير عن أن أميرة كانت تفكر بالطلاق في إحدى المرات التي تعرضت فيها للضرب، لكن والدها أخبرها أنها صغيرة جدا، وعندما أصرت، قال لها: "لو فعلت هذا فعليك أن تقبلي أي شيء؛ لأن هذا هو خيارك"، وتقول أميرة: "لم أكن كبيرة بالقدر الذي يجعلني أتخذ قرارا". وتضيف أنها لم تكن قادرة على ترك زوجها بسبب ما قاله لها والدها.
ويفيد التقرير بأن هناك سببا آخر، فبعد فترة كان واضحا أن زوجها يعاملها بطريقة تجبرها على تركه، وكان يحضر فتاة أخرى إلى البيت، ويقول عنها صديقته، ويطلب من أميرة ألا تنظر إليها، وقال إنه لن يوافق على الطلاق إلا في حال تخليها عن المهر المؤخر، ولم تكن مستعدة بعد كل الذي مرت به أن تتخلى عن حقها.
وينوه هول إلى أن "الفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة لا يواجهن العنف المنزلي فقط، بل إنهن يعانين من التعقيدات أثناء الولادة أيضا، فتعقيدات الولادة تعد ثاني أسباب الوفاة للفتيات في سن الـ15 إلى 19 عاما، وعلى مستوى عالمي، بحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، وقد تؤثر في الأجنة أيضا، فحالات الوفاة للأجنة التي تولد لفتيات صغيرات أعلى من تلك التي تحصل لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 20 إلى 24 عاما، كما تخسر الفتيات فرصة التعليم والتواصل الاجتماعي مع الفتيات من مستواهن العمري ذاته".
وينقل التقرير عن الداعين إلى حماية الفتيات من الزواج المبكر، قولهم إن تجاهل هذه الحقائق يؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة، ولهذا فيجب القيام بالتوعية، مشيرا إلى أنه عندما قامت منظمة "كفى"، التي تكافح ضد زواج الصغيرات، بعرض فيديو على الإنترنت، فإنه تحول إلى ظاهرة دولية على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه فتاة عمرها 12 عاما تقوم بالتقاط صور زفافها إلى جانب رجل يصلح لأن يكون جدها، ويعلق أحد المارة على العريس بوصفه "مجرما"، فيرد قائلا: "هذا ليش شغلك، لقد حصلت على إذن من أهلها".
ويختم "غلوبال بوست" تقريره بالإشارة إلى أن الفيديو عبارة عن تمثيل، حيث استأجرت "كفى" ممثلين في حملتها لتغيير القوانين في لبنان، والداعية إلى رقابة مدنية على الزواج الشرعي، لافتا إلى أن لبنان من الموقعين على ميثاق الأمم المتحدة 1989 حول حقوق الأطفال، الذي يحرم زواج الأطفال تحت سن الثامنة عشرة.
======================
واشنطن بوست :هل الروس معجبون ببوتين؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 08 مارس 2016
مايكل برنباوم- موسكو
يتباهى مؤيدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يتمتع بمعدلات تأييد شعبي عالية جداً. ولكن ما الذي يعنيه ذلك في الحياة الواقعية؟ هذا هو ما أردتُ اكتشافه عندما رافقت مستطلعة آراء روسية في إحدى عطلات نهاية الأسبوع مؤخراً. فاستطلاعات الرأي هنا تُظهر أن الروس يدعمون بوتين بأغلبية ساحقة، ولكنها تُظهر أيضاً أنهم أكثر سلبية بكثير فيما يتعلق بالسياسيين والمسؤولين البيروقراطيين الذين هم دونه. وهو أمر أكدته خمس ساعات من دق الأبواب واستجواب السكان في مجمع سكني خاص بالطبقة المتوسطة على أطراف موسكو. وقد سعدتُ بالوقوف على هذا التباين في الحياة الواقعية.
والواقع أنه كثيراً ما يسألني الناس حول ما إن كان دعم بوتين حقيقياً. وانطباعي الشخصي هو أنه كذلك بالفعل، غير أنه عندما يقول الناس هنا إنهم يدعمون بوتين، فإنهم لا يقصدون بالضبط ما قد يقصده أميركي مثلاً عندما يقول إنه يدعم الرئيس أوباما. فبعد مرور أكثر من ست عشرة سنة على حكمه، ينظر كثير من الروس إلى بوتين باعتباره فوق السياسة، شخصاً لا يمكن التصويت ضده من أجل شغل منصب رسمي. وبالتالي، فعندما تسأل شخصاً عما إن كان يشعر بالرضا عن بوتين، فإن ذلك أشبه بسؤالك إياه عما إن كان يشعر بالرضا عن روسيا. فمن يستطيع قول لا؟

وثمة شاب عمره عشرون عاماً قال لمستطلعة الآراء «ليوبوف كوستيريا» إنه راض تمام الرضا عن بوتين، ولكن عندما وجهت له سؤالًا يحتاج لجواب مفصل حول من هم السياسيون الروس الذين يدعمهم، لم يستطع أن يذكر لها اسماً واحداً. ذلك أنه يعتقد، على ما يبدو، أن بوتين فوق السياسة.
هذا في حين قال آخرون إنهم مقتنعون ببوتين ولكنهم تمكنوا من إيجاد طرق أخرى للتعبير عن قلقهم بشأن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. ففي كل مرة، كان الناس يخبرون مستطلعة الآراء بأنهم قلقون بشأن الأمور المعيشية. وتحدث كثيرون عن ضنك عيشهم وتعسر أحوالهم خلال السنين الأخيرة: كيف أنهم لم يعودوا قادرين على أخذ إجازات، وعلى شراء الأدوية، وعلى توفير وسائل راحة صغيرة يتم التنازل عنها اضطراراً بسبب الارتفاع السريع للأسعار وتقلص الأجور.
«إن هذا الوضع يذكّرنا بالثمانينيات»، تقول امرأة فتحت لنا باب بيتها وهي تدخن سيجارة، في إشارة إلى عقد ينظر إليه كثير من الروس باعتباره فترة عصيبة تميزت بالفوضى الاقتصادية، والفساد، والفرص الضائعة (يذكر هنا أن وكالة استطلاع الآراء، «المركز الروسي لبحوث الرأي العام» وهو مملوك للدولة، سمحت لي بمرافقة مستطلعة الآراء شريطة ألا أكشف عن هويات الأشخاص الذين تتحدث إليهم).
وقالت امرأة إنها «معجبة ببوتين»، مضيفة «أمد الله في عمره وأدام عليه موفور الصحة والعافية، ولكنني قلقة بشأن المستقبل»، قلقة لأنه ليس له خلفاء واضحون، كما تقول.
غير أن كثيرين لم يرغبوا في التحدث إلى مستطلعة الآراء البتة، حيث كان بعضهم يصيحون من وراء أبواب بيوتهم المغلقة بأنهم لا يريدون التحدث في السياسة. وبالتالي، فإنه ما من وسيلة لمعرفة ما إن كانت هذه المجموعة من الناس تختلف عن أولئك الذين وافقوا على التحدث مع مستطلعة الآراء. ولكن بعض منتقدي بوتين يقولون إن استطلاعات الرأي تبالغ في تقدير حجم الدعم الذي يحظى به الزعيم الروسي لأن أولئك الذين لا يحبونه يرفضون بكل بساطة المشاركة في استطلاعات الرأي.
«إنني لست وطنية وربما لا تريدون التحدث إليَّ»، تقول امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها عندما فتحت باب بيتها لنا بقميص أبيض وسروال أزرق.
ولكن «كوستيريا» أخبرتها بأنها ستكون سعيدة بالتحدث إليها.
فقالت المرأة: «إن الوضع الاقتصادي مزرٍ»، مضيفة أن «البنك المركزي هو الأسوأ على الإطلاق». وأردفت قائلة إنها قلقة من ارتفاع الأسعار، وإنها تعتقد أن الاقتصاد سيزداد سوءاً. كما قالت إنها لا تنوي المشاركة والإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنها لا تعتقد أن ذلك سيُحدث فرقاً كبيراً.
ولكن عندما سألتها «كوستيريا» عما إن كانت راضية عن بوتين، كان جوابها: نعم!
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
هآرتس :عندما تطلب السعودية ..وضع حزب الله على قائمة الإرهاب يضع الدول العربية أمام اتخاذ موقف حاسم
تسفي برئيل
MARCH 7, 2016
القدس العربي
«سلاحهم لا يدافع عن أحد في لبنان، بل على العكس، إن سلاحهم هو كارثة ستحول المدنيين إلى ضحايا للانتقام. لقد تحولنا إلى جزء لا يتجزأ من حرب أهلية لا مبرر لها. لم نعد أداة حرب تخدم سياسة روسيا». هذه الاقوال جاءت على لسان الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، في مقابلة مع الصحيفة السعودية «الشرق الاوسط. والطفيلي يتحفظ ايضا من مشاركة إيران في الحرب السورية كأداة لروسيا.
معروف أن الطفيلي يكره نصر الله منذ تمت اقالته من منصبه على يد إيران. ومجرد اجراء المقابلة في وقت يسود فيه صراع بين حزب الله وإيران وبين السعودية، يهدف إلى غرس سكين في عين حسن نصر الله. ومع ذلك فان اقواله تعكس الخلاف العميق داخل لبنان، ليس فقط بين معارضي ومؤيدي حزب الله، بل داخل الطائفة الشيعية ايضا.
قرار السعودية عمل على تأجيج الخلافات اللبنانية الداخلية. لأن السعودية قررت قبل عشرة ايام تجميد المساعدة الاقتصادية للبنان وانضمت دول الخليج لهذه العقوبات. وفيما بعد اعتبرت السعودية ودول الخليج حزب الله منظمة إرهابية وكانت الذروة في الاعلان الذي أصدره وزراء الداخلية العرب، الذين اجتمعوا في تونس يوم الاربعاء الماضي، حيث تم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية.
لكن ظهرت في المؤتمر الخلافات العميقة بين الدول العربية. ولهذا اضطرت السعودية إلى الاكتفاء بصيغة مخففة أكثر من التي كانت تطمح اليها. تونس المضيفة عارضت اعتبار حزب الله منظمة إرهابية.
والجزائر تنصلت من القرار. ووزير الخارجية العراقي غادر المؤتمر احتجاجا على نشر القرار بين المشاركين قائلا «لم ير أحد منا هذا القرار من قبل. ونحن نعارض فرض رأي طرف واحد».
توجد للعراق مشكلة في اعتبار حزب الله منظمة إرهابية لأن المنظمة تتعاون مع مليشيات «التنظيم الشيعي» في العراق، التي تحارب داعش وإيران التي هي الشريك الاهم بالنسبة للعراق. ولبنان كما هو متوقع تحفظ من القرار، لكن الحزب نجح في أن يفرض على الحكومة نشر اعلان تنديد بالقرار.
الدولة التي أُحرجت هي مصر، التي انضمت إلى القرار العربي، لكنها لم تقرر بعد كيفية تطبيقه بشكل قانوني.
هل تكون المنظمة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية مثلما فعلت مع حركة الاخوان المسلمين أو إبقاء القرار على الورق دون اتخاذ أي اجراءات.
قبل اسبوعين وصل وفد رفيع المستوى من حزب الله إلى مصر من اجل تقديم العزاء لموت الصحافي والمؤرخ المشهور محمد حسنين هيكل. وقد أثارت الزيارة بعض الفرضيات حول العلاقة مع مصر، ليس لدى حزب الله فقط، بل إيران ايضا. وطُرح سؤال إذا كانت مصر ستغير سياستها تجاه إيران على خلفية الخلاف بينها وبين السعودية بخصوص الاسد، أو بسبب التقارب بين السعودية والاخوان المسلمين.
في نهاية الاسبوع كتب محللون عرب أن مصر قد «اضطرت» للانضمام إلى الموقف السعودي لأنها تخوض في الوقت الحالي الصراع من اجل تعيين أمين عام مصري لجامعة الدول العربية. وبدون تأييد السعودية ودول الخليج ليس هناك فرصة لتحقق ذلك. من هنا جاءت الحاجة لارضاء السعودية في موضوع حزب الله.
ومن اجل القول لمصر إنه لا يكفي اتخاذ موقف غامض، كتب المتهكم السعودي المشهور عبد الرحمن الراشد، المدير العام السابق لشبكة التلفاز السعودي العربية، أنه أمام مصر خيارين إما التصالح مع تركيا ومع الاخوان المسلمين واتخاذ موقف مناهض لإيران وإما التصالح مع إيران ضد الاخوان المسلمين.
بالنسبة للراشد وبلاده لا يوجد خيار ثالث مثل الصراع ضد الاخوان المسلمين وضد حزب الله ايضا. ومن يعارض السياسة السعودية من الافضل أن يعرف ثمن ذلك. مصر التي حصلت في السنتين الاخيرتين على أكثر من 16.5 مليار دولار من السعودية ودول الخليج لا يحق لها الوقوف على الحياد، لا سيما بعد فرض السعودية العقوبات الاقتصادية على لبنان. وهذه تعتبر رسالة لجميع الدول العربية التي تحصل على الدعم من السعودية.
المفارقة هي أن تعريف حزب الله تحول إلى نقطة انعطاف في العلاقة بين الدول العربية. لأنه مطلوب من كل دولة حسم أمرها إذا كانت تقبل بالسيطرة العليا السعودية التي لا تناسب بالضرورة سياستها الداخلية.
والسؤال المركزي في هذا الموضوع ليس إذا كان حزب الله منظمة إرهابية أم لا، بل هل هذه الدول العربية على استعداد لتسليح الجيوش من خلال التبني المطلق لسياسة السعودية بناءً على التغيير في الموقف الدولي تجاه إيران. والمفارقة الاكبر هي أن سياسة السعودية تضع حزب الله في موقع الدولة ومطلوب من جامعة الدول العربية أن تقرر ما هي السياسة العربية تجاهه.
هآرتس 7/3/2016
تسفي برئيل
======================
غراهام اي فولر* - (ميدل إيست أونلاين) 24/2/2016 :تقاطع الطرق التركي الخطِر
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد الاردنية
تقف تركيا الآن على تقاطع طرق خطير، بعد أن غرقت في المسار الدموي لـ"تغيير النظام" في سورية، والانجراف أعمق إلى النزاعات مع الأكراد وإيران وروسيا. فهل يستطيع الرئيس إردوغان العودة إلى المسار الأكثر سلمية الذي كان قد انتهجه في السابق؟
*   *   *
ما الذي تحتاجه تركيا للتغلب على فشل سياستها الخارجية الراهنة، والذي يعد من أسوأ ما شهده التاريخ التركي الحديث؟ المفارقة في كل هذا هي أن المسؤولين مباشرة عن هذه الفوضى -فريق رجب طيب إردوغان (الرئيس الحالي) وأحمد داود اوغلو (وزير الخارجية السابق ورئيس الوزراء الحالي)- هو بالضبط الفريق الذي كان قد قطع قبل عقد مضى خطوات استثنائية في اتجاه خلق سياسة خارجية خلاقة وناجحة.
فما مضى خطأ؟ وكيف تستطيع أنقرة الآن التسلق إلى خارج الحفرة العميقة التي حفرتها بنفسها؟ الجواب بسيط: يجب على إردوغان وأوغلو العودة الى مبادئهما الأصيلة الناجحة التي كانا قد تبنياها قبل عقد، والتي تم التخلي عنها الآن بتهور. ولعل المهمة الأكثر إلحاحا بشكل جامح، هي أن تخرج أنقرة من سورية.
لقد فعلت سياسة تركيا السورية في تدمير موقف تركيا الدولي أكثر بكثير من أي عامل مفرد آخر. ولكن دعونا نكُن واضحين: إن أنقرة ليست مسؤولة بشكل رئيسي عن الأزمة الحالية في سورية. والمسؤول الوحيد هو الرئيس السوري بشار الأسد. لكن إردوغان فاقم المشكلة كثيراً وشجع العناصر الجهادية المتطرفة التي تقاتل في سورية، وساعد على تأجيج العواطف الطائفية، وأساء معاملة الأكراد السوريين.
وقد ألحقت كل هذه السياسات الضرر بالعلاقات مع البلدان التي تهم تركيا: إيران والعراق وروسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمعات الكردية -والعلاقات مع سورية نفسها بطبيعة الحال. وبدلاً من ذلك، أقامت أنقرة ائتلافا مزدوجاً وخطيراً وغير مثمر مع العربية السعودية. كما خلقت مواجهة ضارة مع روسيا، والتي تبدو تركيا هي الطرف الخاسر فيها مسبقاً.
ما الذي يجب أن تفعله تركيا الآن؟
1 - الإقرار بحقيقة أن الأسد لن يسقط في وقت قريب، حتى بالرغم من أن ذلك كان افتراضاً منطقياً بعد اندلاع الانتفاضة ضده في العام 2011. ويجب على تركيا التخلي عن الجهد المهووس لإسقاطه. وتعتقد روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين ومصر، وحتى أعداد ضخمة من السوريين -محقين- بأن ما سيأتي بعد الأسد يرجح أن يكون أسوأ بكثير منه. ولدى تركيا القليل لتكسبه والكثير لتخسره من الاستمرار في هذا الكفاح غير المثمر.
2 - العمل مع القوى الرئيسة للتوصل إلى حل سلمي في سورية: العمل مع الولايات والمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ورفض رؤية بعض الدول بتشكيل جيش سني دولي ضخم يستولي على دمشق.
3 - العودة إلى سياسية أنقرة المبكرة بتجنب الصراع الطائفي في المنطقة. وتتبع تركيا المذهب السني في سوادها الأعظم، لكن لديها مواطنون شيعة وعلويون (شبه شيعة). ولم تكن تركيا قد سعت حقاً لأن تكون رائدة الإسلام السني لمئات عدة من الأعوام. وفي الحقيقة، حظيت تركيا بالاحترام والنفوذ عندما سعت للتصرف بشكل غير متحزب بين مجموعات السنة والشيعة قبل عقد. ويجب أن لا تنحاز إلى فريق الآن.
4 - العمل لتحسين علاقاتها مع إيران. فدور إيران في المنطقة ينمو بشكل ثابت. وهي حيوية من الناجية الاستراتيجية والاقتصادية بالنسبة لتركيا. وهي ديمقراطية قيد التصنيع. وقد تضررت العلاقات بشكل خطير عندما مضت تركيا للإطاحة بالأسد وهو حليف لطهران.
5 - العمل عن كثب مع العراق لمساعدته في التغلب على المشاكل الطائفية ليس ببساطة كداعم للسنة في العراق، ولن تستفيد تركيا من عراق مقسم. كما أن إيران لا تستفيد أيضاً، وهي تفضل بسط نفوذها في عراق موحد ومستقر، وتجدر الاشارة إلى أن تركيا مهيأة تماماً للمساعدة في التوصل الى مصالحة طائفية في العراق بفضل علاقاتها الاقتصادية الممتازة مع بغداد، ومصلحتها المشتركة في رفاه كردستان العراق.
6 - التراجع عن العلاقات الاستراتيجية مع بعض الدول الخليجية. فتلك الدول ترفض كل شيء تدعي تركيا بأنها تحترمه: الإسلام المعتدل، التسامح الديني والعرقي، واللاطائفية، وعدم التدخل، والديمقراطية والأسواق المعولمة، والاجتذاب الثقافي والقوة الناعمة. ومع ذلك تسعى تلك الدول إلى جعل رائد سني وحليف ضد الأسد وضد إيران وضد الشيعة العراقيين والشيعة الزيديين في اليمن.
7 - التعاون مع الدول الخليجية والعربية الأخرى -طالما كان ذلك على أسس غير طائفية. ومن الممكن أن تكون الروابط مع قطر منتجة بشكل خاص.
8- منح أولوية لاستعادة العلاقات التركية مع روسيا. والتوقف عن محاولة جر حلف الناتو إلى مواجهة غير حكيمة مع روسيا. والحقيقة أن دخول موسكو إلى المعادلة السورية قد ألغى خيارات أنقرة كافة وحرية عملها هناك. ولا تستطيع أنقرة هزيمة روسيا دبلوماسياً. وبالإضافة الى ذلك، وسواء أحببنا ذلك أم لا، فإن موسكو تتمتع بموقف جيد لصنع تسوية سياسية في سورية. وإذا ما أحدثت تركيا التحولات السياسية المذكورة أعلاه، فإن علاقاتها مع موسكو ستتحسن بشكل أتوماتيكي.
9 - تكريس الأولوية لإقامة علاقات وثيقة مع كل العناصر الكردية في المنطقة. فتركيا من خلال حكمة سياساتها السابقة كانت قد كسبت الأكراد العراقيين كحليف وثيق. لكن إردوغان سمح لتقاربه السابق مع حركة القوميين الأكراد في تركيا وحزب العمال الكردستاني بالانهيار. ورفضت أنقرة التعامل مع الحركة الكردية السورية، وهي من المجموعات المقاتلة الفعالة القليلة ضد "داعش" في سورية. وقد تنزلق تركيا إلى أتون حرب عامة ضد الأكراد، والتي ربما تكون قادرة على كسبها في الميدان، لكن من المؤكد أنها ستخسرها سياسياً.
إن نمو القوى الكردية في المنطقة برمتها هو حقيقة واقعة، وما يزال ذلك النمو يأخذ منحى تصاعدياً على مدار السنوات الـ25 الماضية، مستفيداً بشكل ملحوظ من كل نزاع اقليمي، ومحققاً بذلك حكماً ذاتياً واعترافاً عالمياً بحكم الأمر الواقع. وإذا كانت أنقرة مصممة على وقف التقدم الكردي في اتجاه حكم ذاتي أكبر -في أي مكان في المنطقة – فإنها سوف تنفر الأكراد فحسب؛ وفوق كل ذلك سيسارع هذا الموقف في ظهور مطالب كردية سياسية واقتصادية وثقافية.
ولن تفشل الجهود لوقف هذه العملية من الصعود الكردي فحسب، لكنها ستضمن علاقة أكثر بشاعة وخطورة بالنسبة لتركيا وكل الواقع الإقليمي الكردي في المستقبل.
ومن المفارقة أن معظم الأكراد سيتطلعون حتماً إلى تركيا كحامٍ إقليمي وراعٍ اقتصادي ومستقطب ثقافي إذا عوملوا بطريقة صحيحة، ومنحوا حكماً ذاتياً أوسع -طالما ظلت أنقرة لا تنفرهم. فإلى أين سوى تركيا سيوجه الأكراد أنظارهم من أجل روابط جيوسياسية قيمة في المنطقة؟
تستحق أنقرة الإشادة على تحركها السخي والإنساني لاستيعاب أكثر من 2.5 مليون لاجئ سوري في داخل تركيا. وعندما يبدأ العنف المحلي السوري في التوقف في نهاية المطاف، سيعود العديد من السوريين إلى الوطن، لكنهم لن يعودوا كلهم. وقد يشكل ذلك مشكلة لتركيا، لكنه يمكن أن يعود بالفائدة عليها أيضاً.
لقد اشتمل التقليد العثماني على دور مهم للعرب في داخل الحكم الإمبريالي. واليوم، تستطيع تركيا أن تقوى وتغنى من خلال استيعابها لمواطنين سوريين أتراكاً جدداً يستطيعون تيسير الدخول التركي إلى العالم العربي. فتركيا، بعد كل شيء، هي بلد متعدد القوميات أصلاً؛ حيث توجد أعداد ضخمة من المجموعات العرقية الأخرى من القوقاز وآسيا الوسطى والبلقان. ومن شأن صوت عربي أقوى أن يضيف إلى هالة ومكانة تركيا الإقليمية، بالإضافة إلى وصولها الاقتصادي ومهاراتها.
وأخيراً، يجب على تركيا التعاون مع واشنطن حيثما تستطيع، وإنما فقط بالمدى الذي تكون فيه سياسات واشنطن الخاصة في المنطقة حكيمة ومنتجة. ومنذ 11/9 (وقبل ذلك بكثير) ما تزال السياسات الأميركية في المنطقة سيئة وكارثية وهدامة على نحو كارثي. ويجب على أنقرة أن لا تتعاون.
وعلى الرغم من ذلك، قلل الرئيس أوباما في الأوقات الأخيرة من مستوى التدخل والعدوانية الأميركيين، وخاصة الآن في سورية. وإذا استطاعت أنقرة النهوض بكل هذه التحولات في سياستها، فإن علاقاتها مع واشنطن ستتحسن كثيراً، على افتراض أن الرئيس الأميركي التالي سيقارب الشرق الأوسط بحكمة -لكن ثمة النزر القليل مما يضمن ذلك.
كل هذا يفترض أيضاً أن إردوغان سيتصرف بحكمة ولا يضحي بمصالح السياسة الخارجية لتركيا في سبيل إشباع اتجاهه المتهور والتقسيمي نحو حيازة سلطة شخصية أكبر. ولا تبدو اهتمامات إردوغان الشخصية منسجمة مع المصلحة القومية التركية.
كان إردوغان قد تبنى ذات مرة وطبق مثال أتاتورك الحكيم: السلام في الوطن والسلام في الخارج. لكنه الآن تخلى عن تلك المبادئ ولم يخرج بأي من الأمرين.
 
*مسؤول رفيع سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ومؤلف العديد من الكتب عن العالم الإسلامي. آخر كتاب له هو "تقسيم الإيمان: رواية عن التجسس وأزمة الضمير الأميركية في باكستان".
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Turkey’s Perilous Cross road
FacebookTwitter
======================
افتتاحية - (النيويورك تايمز) 24/2/2016 :كيف تسيء تركيا فهم الأكراد؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد الاردنية
تقوم عدوانية الحكومة التركية تجاه الأكراد بجلب البلد أكثر إلى داخل الحرب السورية، وعلى نحو يعقّد ميدان المعركة ويسعّر توترات جديدة بين أنقرة والولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، ينطوي النزاع مع الأكراد على مخاطر جلب تركيا إلى صراع مباشر مع روسيا، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
لطالما خشيت تركيا من التطلعات الكردية إلى إقامة دولة منفصلة. والأكراد مجموعة عرقية ربما تتكون من 35 مليون شخص ينتشرون في سورية والعراق وإيران وتركيا، حيث يعيش نحو 15 مليون كردي. وفي الخريف الماضي، وفي خطوة سياسية محسوبة قبل الانتخابات التركية المهمة، استأنف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب ضد حزب العمال الكردستاني الانفصالي في الجزء الجنوبي من بلده. وكان الأكثر حداثة هو شروع قواته في مهاجمة المتشددين الأكراد على الحدود مع سورية.
يكمن جزء كبير من المشكلة في أن السيد أردوغان يرفض الاعتراف بالاختلافات المهمة بين المجموعتين الكرديتين. وتعتبر الولايات المتحدة وتركيا على حد سواء حزب العمال الكردستاني مجموعة إرهابية، والتي كانت قد أعلنت صراحة مسؤوليتها عن التفجيرات والهجمات التي هزت تركيا. وعلى العكس من ذلك، لا تنظر الولايات المتحدة إلى الأكراد السوريين على أنهم إرهابيون، وإنما ترى فيهم خصماً وعدواً مؤثراً للغاية لمجموعة "الدولة الإسلامية"، والذي يضع تركيزه على حماية المناطق الكردية من سورية من الحرب الأهلية. ولذلك، تقدم واشنطن للمجموعة المعلومات الاستخباراتية وغيرها من المساعدات.
في الأسابيع الأخيرة، أضافت تركيا إلى التوترات عبر تحميل الأكراد السوريين مسؤولية التفجيرات التي وقعت في أنقرة، وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً. لكن الأكراد السوريين أنكروا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات. ويقول مسؤولون أميركيون إن الجاني ربما كان مجموعة منشقة عن حزب العمال الكردستاني. ومن ناحيته، ذهب السيد أردوغان أبعد إلى حد مطالبة الأميركيين بأن يختاروا بينه وبين الأكراد السوريين، وهو الأمر الذي رفضت واشنطن عمله.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت السيد أردوغان على وقف هجماته على الأكراد السوريين الذين يسيطرون حالياً على معظم الحدود التي تمتد 565 ميلاً مع تركيا، وقد يستولون قريباً على آخر قسم من الأرض التي ستمنحهم منطقة متصلة جغرافياً. ويقول المسؤولون الأميركيون أن الاتراك وافقوا على وقف الأعمال العدائية الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ مؤخراً.
في الأثناء، طلبت واشنطن من الأكراد السوريين عدم استغلال الفوضى العارمة التي تصنعها الحرب والاستيلاء بالتالي على المزيد من الأرض. ومن شأن جهد يبذله الأكراد لضم تلك الرقعة الأخيرة من الأرض على طول الحدود أن يستفز السيد أردوغان ويحمله على التعامل بمزيد من القسوة وباستخدام القوة العسكرية. وثمة مكمن قلق آخر، هو تعمد روسيا التي تقدر العمل الكردي من خلال توفير الغطاء الجوي لعمليات الأكراد إلى الرد ضد تركيا نيابة عن الأكراد. وقد يكون الرئيس فلاديمير بوتين تواقاً إلى العثور على مبرر للانتقام من تركيا على إسقاطها الطائرة العسكرية الروسية التي ضلت طريقها ودخلت المجال الجوي التركي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويجب على السيد أردوغان مقاومة منحه المبرر للقيام بذلك.
إن مشكلات السيد أردوغان مع الأكراد هي في جزئها الضخم من صنعه هو. وفي الحقيقة، كان الرئيس التركي قد أحرز تقدماً في مباحثات السلام مع القادة الأكراد في تركيا قبل استئناف الأعمال العدائية في العام الماضي. ويجب عليه أن يسعى نحو إيجاد طرق لإحياء تلك العملية. وبالنسبة للأكراد في سورية، يجب عليه التوقف عن قصفهم، والعمل بدلاً من ذلك مع الولايات المتحدة لإيجاد طريقة لاستيعاب ما يمكن أن يكون في نهاية المطاف منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في سورية. وكان السيد أردوغان قد وجد طريقة للعمل مع الأكراد في العراق. أما قتال الأكراد السوريين وتسعير التوترات مع أميركا، فهي تصرفات لا معنى لها.
 
======================
معهد واشنطن :الانقسامات السياسية التركية فريسة الدولة الإسلامية وروسيا
سونر چاغاپتاي
متاح أيضاً في English
7 آذار/مارس 2016
بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية انتصارًا في الانتخابات النيابية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 التي نال فيها 49.5% من الأصوات، أثبت عن دوره القيادي في نظامٍ ذي حزبٍ مسيطر على غرار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يحكم جنوب أفريقيا منذ العام 1994. إلّا أنّ المؤتمر الوطني الأفريقي لا يزال يتمتّع بشعبيةٍ تتخطى60% من شعب بلاده، خلافًا لحزب العدالة والتنمية الذي لا تتخطى شعبيته نصف الشعب التركي، في حين يعارض النصف الآخر أجندته السياسية بشراسة وتلك الخاصة بقائده الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي انقسام الشعب التركي بين مناصرٍ لحزب العدالة والتنمية ومعارضٍ له، قد بدأت الدولة الإسلامية في استغلال هذا الشعب من جهة اليمين، لتقابلها روسيا بالمثل من جهة اليسار. وتشكّل هذه الدينامية تحدّيًا للاستقرار الداخلي التركي وسيتطلّب من الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ خطواتٍ ذكية وحذرة في صنع مواقفها السياسية.
لمحة تاريخية: ازدهار حزب العدالة والتنمية
انتقلت تركيا إلى النظام الديمقراطي المتعدد الأحزاب من خلال انتخاباتٍ حرة وعادلة في العام 1950، وكان يضم هذا النظام حتى العقد الأخير أربعة أركان سياسية أساسية وهي: حزب اليمين المعتدل وغالبًا ما يكون في الحكم، وحزبٌ قومي من اليسار المعتدل وغالبًا ما يكون في المعارضة، وحزبان أصغر حجمًا يمثّلان الأطراف القومية المحافِظة والإسلامية، وغالبًا ما يتحالفان مع كتلة اليمين المعتدل.
وفي هذا الاصطفاف، لطالما ناصرت كتلة اليمين المعتدل اقتصاد السوق الحر والسياسات الخارجية المؤيدة للغرب والفصل المعتدل للدين عن السياسة. أمّا كتلة اليسار المعتدل المتمثلة في تركيا العلمانية التي بناها مصطفى كمال أتاتورك، فلطالما دافعت عن الفصل القاطع بين الدين والسياسة، وعن سياسة عدم التدخل في شؤون الشرق الأوسط.
أمّا بالنسبة للكتل الأصغر، فيُعتبر القوميون المحافظون من مناصري الفصل المعتدل بين الدين والسياسة. وفي الحرب الباردة، تحالفوا مع الولايات المتحدة ضد عدو الأتراك التاريخي، روسيا. إلّا أنّ القوميين المحافظين، ومنذ انتهاء الحرب الباردة، باتوا من المعادين العلنيين للولايات المتحدة والغرب.
وروّجت الكتلة الإسلامية من جهتها إلى السياسات الخارجية المعادية للولايات المتحدة اعتبارًا منها أنه على تركيا أن تكون قوّةً مسلمةً مستقلةً تجذب القوة من أصولها العثمانية عوضًا عن الانطواء أمام الغرب. أمّا من الجانب السياسي، فلطالما سعى الإسلاميون إلى دورٍ أوسع للمسلمين السنّة في السياسة والسياسات الخارجية والتعليم.
وبين العامين 2001 و2002، انفجرت أحزاب اليمين المعتدل وسط أسوأ أزمةٍ اقتصادية شهدتها البلاد في التاريخ المعاصر. ونشأ على أثرها حزب العدالة والتنمية الذي تمكّن من جمع أشلاء الكتلة الإسلامية والكتل الأكبر التابعة لليمين المعتدل. ووصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة بـ 34.3% من الأصوات في العام 2002، ليجمع بذلك ضعف الأصوات التي نالها سلفه الإسلامي حزب الرفاه.
لفهم النجاح المستمر لحزب العدالة والتنمية
يساعد هذا الاصطفاف بين اليمين المعتدل والإسلاميين على فهم قوّة حزب العدالة والتنمية المستمرة في الانتخابات. فقد فاز أردوغان في أربعة انتخاباتٍ متتالية منذ العام 2002 بالأسلوب الآتي: في ظلّ غياب حزبٍ يميني معتدل قادر على منافسة حزب العدالة والتنمية، يميل الناخبين الأتراك المناصرين لليمين المعتدل إلى اليمين، وتحديدًا إلى حزب العدالة والتنمية. ففي العام 2007 مثلًا، ارتفعت أصوات حزب العدالة والتنمية إلى 46.6%، وفي العام 2011 إلى 49.8%، لتثبت على نسبة 49.5% في الانتخابات المبكرة التي سبق وذكرناها، باستثناء انخفاضٍ إلى 40.9% في 7 حزيران/يونيو. واعتبارًا أنّه ما من حزبٍ يميني معتدل سوف يبرز وينافس حزب العدالة والتنمية، سوف يبقى هذا الأخير المتباري الأهم على الساحة السياسية.
وقد ساهمت كل من التنمية وحسن الحوكمة في الحفاظ على نجاح حزب العدالة والتنمية المتواصل. والدليل على نجاح تركيا انخفاض نسبة وفيات الأطفال. فعندما استلم الحزب الحكم في العام 2002، كانت نسبة الوفيات 28 من أصل 1000، على غرار سوريا ما قبل الحرب. أمّا اليوم، فقد صارت نسبة وفيات الأطفال 12 من أصل 1000، على غرار إسبانيا. ويستمر حزب العدالة والتنمية ومؤسسه أردوغان في الفوز في الانتخابات لأن الاقتصاد في نمو مستمر وكذلك مستوى المعيشة لدى الشعب التركي. وعلى الرغم من تباطؤ الاقتصاد التركي البسيط في الآونة الأخيرة، لا يزال الشعب التركي يتمتع بخدماتٍ صحيةٍ وتعليمية أفضل من تلك التي سبقت حكم حزب العدالة والتنمية، ما يسهم في الحفاظ على شعبية الحزب.
حزب العدالة والتنمية في وجه الأحزاب المسيطرة في الخارج
وعند انتهاء هذه المدة البرلمانية المؤلفة من أربع سنوات، سيكون حزب العدالة والتنمية قد حكم تركيا لمدة 17 عامًا، وهي أطول مدة حكم لحزبٍ ديمقراطي منتخَب في تاريخ البلاد. وتكون قيادة أردوغان – أوّلًا كرئيس وزراء واليوم كرئيسٍ للجمهورية- قد تخطّت قيادة أتاتورك، الرئيس المؤسس لتركيا الذي حكم البلاد من العام 1923 حتى العام 1938. والأهمّ أنّ الانتصار الأخير لحزب العدالة والتنمية خير دليلٍ على قوّة نظام السيطرة الحزبية في تركيا، على غرار نظام المؤتمر الوطني الأفريقي كما سبق وذكرنا، وحزب الكومينتانغ في تايوان الذي حكم طوال فترة الحرب الباردة، والحزب الثوري المؤسساتي الذي حكم المكسيك من العشرينات حتى الثمانينات. وقد وصلت كل من هذه الأحزاب الثلاثة إلى السلطة إثر تنمياتٍ ثورية التي حصدت لهم شعبيةً هائلة. وروّجت هذه الأحزاب أيضًا لرؤيتها التحويلية لمجتمعاتها، معتبرةً أنّ ولايتها الشعبية المستمرة تدعو إلى حكم الأكثرية.
وعلى الرغم من الاختلافات السياسية، يمكن تصنيف المؤتمر الوطني الأفريقي وحزب الكومينتانغ والحزب الثوري المؤسساتي كأحزابٍ مسيطرة تملك الغالبية الشعبية في مجتمعاتٍ ما بعد الحرب. فمنذ الوصول إلى الحكم عام 2002، عزل حزب العدالة والتنمية المؤسسات الكمالية عن حكم الدولة، مبتعدًا عن أوروبا ومسقطًا الحواجز بين الدين والتعليم والسياسة التي كان قد بناها أتاتورك في العشرينات والثلاثينات. وفي كانون الأول/ديسمبر 2014، أصدر المجلس التركي للتعليم العالي، وهو جهة تابعة للدولة، اقتراحات سياسةٍ تطرح إعطاء الدروس في تعليم الإسلام السني في المدارس الرسمية منذ عمر الست سنوات. ويعكس هذا النوع من الاقتراحات الغرائز الثورية لدى حزب العدالة والتنمية داخل قالب حزبٍ مسيطرٍ حسب نظام الأكثرية. ولعلّ أفضل وصفٍ لحكم حزب العدالة والتنمية هو بالثورة البطيئة والصامتة والنامية بشكلٍ مستمر.
إلّا أنّ حالة تركيا تختلف عن الأمثلة الأخرى للأحزاب المسيطرة في أمرٍ واحدٍ وأساسي. حازت الحركات في جنوب أفريقيا والمكسيك وتايوان عل 60% من الأصوات على الأقل، وغالبًا ما تكون الأرقام أعلى بكثير. فضلًا عن أنّ الانتخابات لم تكن حرة وعادلة دائمًا، أقلّه في المثال الثالث. أمّا بالنسبة للأرقام، فلطالما حاز المؤتمر الوطني الأفريقي على 60 إلى 70 في المئة من الأصوات منذ العام 1994. أمّا والحزب الثوري المؤسساتي فجمع باستمرار من 70 إلى 98 في المئة من الأصوات بين العامين 1929 و1982، في حين جذب حزب الكومينتانغ 60 إلى 90 في المئة من الأصوات بين العامين 1969 و1989.
لم تحقَّق هذه الأرقام الهائلة في تركيا، حيث يُعتبر أنّ الانتخاب يكون حرًّا وعادلًا بشكلٍ عام. وجمع حزب العدالة والتنمية، كما سبق وذكرنا، بين 34.3 و49.8% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأربعة التي أجريت من العام 2002 إلى العام 2015. وتعكس هذه الأرقام الانقسام في تركيا بين مساندي الحزب ومعارضيه. ونظرًا لسيطرة الحزب الانتخابية المحدودة مقارنةً مع المؤتمر الوطني الأفريقي وحزب الكومينتانغ والحزب الثوري المؤسساتي، قد يُعتبر حزب العدالة والتنمية أشبه بأحزابٍ مسيطرة أخرى في مجتمعاتٍ "منقسمة" أخرى حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي السويدي والحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني. ففي السويد، حافظ حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي السويدي، كونه الحزب المسيطر من العام 1932 حتى العام 1973 على نسبةٍ تتراوح بين 30 و50% من الأصوات ووصل إلى نسبة 53.8% في العام 1940. كذلك حافظ الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني على دعمٍ تمثّل بنسبة 36 إلى 50% من الأصوات بين العامين 1958 و1993 ووصل إلى قمّة شعبيته في العام 1963 عندما نال 56% من الأصوات. وحكم كلّ من الحزبين على أساس بناء التوافق، مع الأخذ بعين الاعتبار الانقسام الجاري في مجتمعيما. إلّا أنّ حزب العدالة والتنمية يميل إلى استبعاد التوافق من أجل فرض قوّة حكم الأكثرية، على الرغم من أنّه يعمل في مجتمعٍ منقسمٍ مشابه.
جهود الدولة الإسلامية وروسيا في المناورة    
نظرًا إلى علاقة تركيا المتوترة بالدولة الإسلامية وروسيا، تعرِّض البنية السياسية التركية، التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية، البلاد إلى المزيد من الانقسام واحتمال العنف بين الصفوف المساندة والمعارِضة للحزب، أي بين فريقين مدعومين من الدولة الإسلامية وروسيا تباعًا.
ففي الواقع، قد بدأت الدولة الإسلامية باستغلال هذا الانقسام عبر أربع عمليات انتحارية: في 5 حزيران/يونيو 2015 في ديار بكر؛ في 20 تموز/يوليو 2015 في سوروج؛ في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2015 في أنقرة؛ وأحدثها في 12 كانون الثاني/يناير 2016 في ساحة السلطان أحمد في إسطنبول. وفي العمليات الثلاثة الأولى، استهدفت الدولة الإسلامية تحركاتٍ معارضة من تنظيم الأكراد المعارضين للحكومة وناشطي السلام واليساريين والعلويين. وفي هذه العمليات التي أدت إلى مقتل 139 شخصًا وجرح أكثر من 600، أظهرت الدولة الإسلامية تركيزًا استراتيجيًا على التحركات والمواطنين المعارضين للنظام بغية إلحاق الضرر بالمعارضة. وكان 86 شخصًا من قتلى عملية أنقرة الـ 102 من الطائفة العلوية التي تشكّل 10 إلى 15% من الشعب التركي بكامله. حتى في الهجوم الانتحاري في ساحة السلطان أحمد، أظهرت الدولة الإسلامية وعيًا استراتيجيًا يستهدف منطقةً – المدينة القديمة- تعجّ بالمساجد والمحالّ التجارية والمطاعم، لكن يقلّ فيها الأتراك ويكثر السّيّاح. ففي الواقع كان الضحايا الـ 11 في عملية كانون الثاني/يناير من سيّاحًا من الجنسية الألمانية.
وإذا كانت استراتيجية الدولة الإسلامية تستهدف معارضي حزب العدالة والتنمية بحقّ، فقد تشهد تركيا في المستقبل عملياتٍ انتحارية أخرى ضد الأجانب والعلويين والأكراد واليساريين والاشتراكيين والليبراليين. وقد يعزز هذا الانتقاء النظر إلى التنظيم على أنه يعفي مساندي حزب العدالة والتنمية الذي يشكل نصف الشعب التركي، وبالتالي الحكومة التركية. ومن تداعيات هذه الظاهرة تأجيج الغضب في صفوف الأتراك المعارضين من حزب العدالة والتنمية وسياساته وازدياد حدّة المحاولات لإظهار ضعفهم وتفاقُم الانقسام المحلي.
وحيث أنّ الدولة الإسلامية قادرة على الاستمرار في شنّ الهجمات على الأهداف المعارضة، سوف يقوم الروس بالعكس- واضعين تركيزهم علنًا على أعضاء حزب العدالة والتنمية وممتلكاتهم. وقد كانت هذه سياسة الكرملين منذ إطلاق النار الذي أسقط طائرةً روسية تحلّق في المجال الجوي التركي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر. ففي 28 تشرين الثاني/نوفمبر على سبيل المثال، عزمت روسيا انخراط ابن أردوغان في تجارة النفط مع الدولة الإسلامية. وشكّلت هذه الاتهامات غصنًا تعلّقت به الصفوف المعارضة واعتبرتها إثبات. ولا شكّ في أنّ تعاطف المعارضة التركية مع روسيا- ومعاداتها لحكومة أردوغان- واضحة، على سبيل المثال في الاتهام الذي وجهه النائب في حزب الشعب الجمهوري المائل إلى اليسار، والذي قال فيه إنّ حزب العدالة والتنمية يساعد الدولة الإسلامية في إدخال الأسلحة الكيميائية إلى سوريا. وقام إيرديم بهذا التصريح في 14 كانون الأول/ديسمبر في مقابلةٍ مع وكالة الأنباء التابعة للحكومة الروسية "روسيا اليوم".
وفي الوقت عينه، مدّت روسيا يد المساعدة للمعارضة الكردية في تركيا، إذ دعت صلاح الدين دميرطاش، قائد حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد، إلى موسكو في 23 كانون الأول/ديسمبر. وخلال زيارة دميرطاش لروسيا، انتقد هذا الأخير الحكومة التركية لإطلاقها النار على الطائرة الروسية. أمّا من الجهة السورية، فقد بدأت روسيا بتأمين الأسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو حزبٌ حليفٌ لحزب العمال الكردستاني المسيطر على الأراضي السورية طوال الحدود التركية، ما يشكّل تهديدًا للسلطات التركية.
مكان واشنطن في هذه المعادلة
ويعود بنا الانقسام التركي الحالي بين يمينٍ ويسار إلى أحداثٍ مروّعة من السبعينات، عندما اندلعت حربٌ أهلية بين اليسار المتطرف المدعوم من الاتحاد السوفيتي والفصائل القومية التابعة لجناح اليمين المتطرف، أودت بحياة الآلاف في الشوارع. ومع استهداف الدولة الإسلامية للأتراك المعارضين ودعم روسيا لهم، قد تؤدي جهود الدولة الإسلامية وروسيا لاستغلال الانقسام التركي إلى زعزعة السلم الأهلي، وهذه المرة بين يمينٍ متطرفٍ يغلب فيه الإسلاميون ويتّسم براديكالية الدولة الإسلامية من جهة، ويسارٍ متطرّفٍ يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني وحلفائه- حتى لو لم يبلغ التوتر مستويات السبعينات.
أمّا من منظار حزب العدالة والتنمية للسياسة الخارجية، وعلى الرغم من التحديات المزدوجة التي يفرضها نظام الأسد- والتي تسعى أنقرة إلى إبعادها منذ العام 2012- ومن الوجود الشرس للدولة الإسلامية طوال حدودها مع سوريا والعراق، لا يزال الحزب يرى تركيا كقوّةٍ إقليميةٍ مستقيلة، تُوائم الغرب أو تخاصمه بحسب الحاجة.
ففي الواقع، تركيا قادرة على دمج ميولها اليميني المتوسط إلى التعاون مع الغرب بالمقاومة الإسلامية لهذا التعاون. فتشكّل تركيا حليفًا أساسيًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خصوصًا في سياق حرب الولايات المتحدة على الدولة الإسلامية. لذلك يمثّل الوضع السياسي الحالي في تركيا معضلةً حقيقية لواشنطن. ومع انقسام المجتمع التركي من المنتصف، سوف تظهر توتّراتٍ جديدة على الرغم من ثبات نظام السيطرة الحزبية. ومن هذا المنطلق، يتعين على الولايات المتحدة التركيز على التخفيف من هذه التوترات من أجل المساهمة في تعزيز الاستقرار في دولةٍ حليفةٍ لا غنى عنها.
سونر چاغاپتاي هو زميل أقدم ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.
======================
لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
 في أخبار العرب مارس 8, 2016    0 زيارة
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الأوضاع التي يعيشها سكان حلب، بين حصار قوات النظام السوري وقصف الطائرات الروسية، ونقلت روايات لشهود عيان حول معاناة سكان المدينة والأساليب التي يعتمدونها للصمود.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21، إن الجزء الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، أصبح يتعرض لوابل لا يتوقف من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، التي لا تفرق بين عسكريين ومدنيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء المدينة، وهو عبد الحميد البكري، قوله: “في كل مرة نسمع صوت غارة جوية تحدث ردود الفعل ذاتها، حيث يهرع الناس في كل الاتجاهات بين ركام المنازل ودخان الانفجارات، ثم تأتي سيارات الإسعاف، وبعد وقت قصير ينصرف الجميع إلى شؤونهم الخاصة، كأن شيئا لم يكن؛ إذ إن هذه الانفجارات أصبحت روتينا يوميا في حلب”.
وذكرت الصحيفة أن هذا الجزء من مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ سنة 2012، وتحاول قوات النظام السيطرة عليه بأي طريقة، بالاستعانة بدعم جوي مكثف من الطائرات الروسية، مهدد بأن يتعرض لحصار خانق قد يدوم لفترة طويلة.
وتتعرض هذه المنطقة في الوقت الحالي إلى أمطار من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، ولم يبق فيها إلا 200 ألف نسمة، بعد أن كانوا نحو مليوني نسمة قبل ثلاث سنوات؛ حيث فر أغلبهم خوفا من بطش وانتقام النظام السوري، بعد أن فقد السيطرة على المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ أن نجح النظام في الأسبوع الماضي في قطع طريق الإمدادات الحيوية الرابطة بين شمال المدينة والحدود التركية، ارتفعت أسعار المواد الأولية بطريقة جنونية.
ويقول عبد الحميد البكري: “نحن كنا نعاني من غياب الكهرباء منذ أربعة أشهر، والآن أصبحنا مهددين بنفاد الوقود، الذي نعتمد عليه لتشغيل المولدات الكهربائية من أجل المخابز والمستشفيات”.
كما أشار عبد الحميد البكري إلى أن الحملة الجوية الأخيرة ضد مدينة حلب اتسمت بشدة القصف ودقة الضربات الجوية. وفي بعض الأوقات، كانت هناك عشر طائرات روسية تحلق في سماء حلب في الوقت ذاته. وبعكس طائرات النظام السوري التي تقوم برمي البراميل المتفجرة بشكل عشوائي، فإن الطائرات الروسية تصوب بدقة كبيرة، وهي تصيب الأحياء السكنية والمدنيين بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجال الدفاع المدني المعروفين باسم “القبعات البيضاء”، المتطوعين للتدخل في مناطق الانفجارات في حلب، أصبحوا في حالة ارتباك وإرهاق بسبب كثرة الأضرار.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن منير، وهو أحد رجال القبعات البيضاء، قوله: “في الليلة الماضية لم أنم غير أربع ساعات؛ بسبب كثرة الحالات المستعجلة”.
وأضافت الصحيفة أن هذا الرجل البالغ من العمر 34 سنة، الذي كان يعمل سابقا مع وحدة الإطفاء، أصبح يقضي كامل وقته بين المواقع التي تتعرض للقصف، التي تكون غالبا بنايات سكنية أو مساجد أو مراكز طبية أو مدارس، حيث إن قصف الطائرات الروسية لا يستثني أي مبنى، ويقوم بتخريب ممنهج للبنية التحتية في المدينة.
وذكرت الصحيفة أن الصور التي انتشرت حول الأوضاع في حلب، تشير إلى أن هذه المدينة التي كانت سابقا العاصمة الاقتصادية لسوريا، تغير شكلها تماما؛ بسبب الدمار الذي لحقها؛ حيث انتشر الركام في كل مكان، وخيمت عليها مناظر المنازل المهدمة والأشجار المقتلعة والسيارات المحطمة. أما الأضرار البشرية، فلا يمكن حصرها.
ويقول منير في هذا السياق: “لا يمكنكم تخيل عدد الجثث التي نعثر عليها، ويكون من بينها غالبا نساء وأطفال نقوم باستخراجهم من تحت الأنقاض”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن منيرا وبقية المتطوعين معرضون بدورهم إلى خطر كبير، حيث إن مهنتهم تتطلب التدخل السريع، ولكن في بعض الأحيان تقوم الطائرات بقصف المكان ذاته بعد وقت قصير، ما يعني أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة. وحول هذا الخطر يقول منير: “لقد خسرت عددا من أعز زملائي بهذه الطريقة، ويوم الاثنين الماضي تعرض اثنان من المتطوعين معنا إلى جروح بليغة في شمال حلب، أحدهما أصيب في رأسه، وهو الآن في حالة حرجة”.
كما نقلت الصحيفة عن منير تأكيده أنه رأى حالات وإصابات مروعة أثناء عمله؛ حيث إن انفجار القذائف وانهيار المباني يلحق أضرار وألما بالمواطنين، وأغلب الإصابات التي تأتي للمستشفيات الميدانية أصبحت تتمثل في كسور الجمجمة وتفتت في عظام اليدين والساقين، وإصابات أخرى تستوجب بتر الأعضاء، بعد أن كانت أغلب الإصابات في الماضي تتمثل في حروق بليغة؛ بسبب اشتعال النيران وانفجارات البراميل المتفجرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطواقم الطبية في حلب التجأت إلى تركيز بعض المراكز الطبية في ملاجئ تحت الأرض، هربا من قصف الطائرات الروسية، ولحماية الجرحى أثناء فترة تلقيهم للعلاج. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: “إن الأطباء عاجزون عن مجاراة الوضع، ونحن نعاني من نقص في الإطار الطبي، فمدينة حلب التي يوجد فيها أكثر من سبعة مستشفيات، لم يبق فيها اليوم إلا طبيبان مبنجان وطبيبان للأطفال، أما البقية فقد خيروا مغادرة البلاد”.
كما ذكرت الصحيفة أن القصف المتواصل وفظاعة الهجمات دفعت بالسكان لابتكار طرق جديدة للبقاء على قيد الحياة. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: “لقد قمنا بإعادة دهن سيارات الإسعاف بألوان أخرى، حتى لا يتم استهدافها من قبل الطائرات الروسية”.
ويضيف هذا الجراح المنحدر من مدينة حلب: “ولكن الخطر يأتي أيضا من البر، وليس فقط من الجو، حيث إنه إذا تم قطع آخر المنافذ التي تصل منها الإمدادات لمدينة حلب في غرب المدينة، فإن المستشفيات والمدنيين هم من سيدفعون الثمن؛ حيث إن المستشفيات -على سبيل المثال- تمتلك مخزونا لا يكفي لأكثر من شهر، وبعد مرور هذه الفترة سوف تحدث كارثة إنسانية”.
======================