الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9-3-2016

سوريا في الصحافة العالمية 9-3-2016

10.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. غارديان: القيم الإنسانية على المحك بقمة بروكسل
  2. ذي تلغراف: تراجع سيطرة تنظيم الدولة في معاقله
  3. تلغراف: اغتيالات وتململ وهزائم.. هل دارت الأيام على "الدولة"؟
  4. ليبيراسيون : درب آلام مهاجرين قاصرين تقطعت بهم السبل في اليونان
  5. روبرت فيسك – (الإندبندنت) 3/3/2016 :رغبة الغرب المَعيبة في "تحرير" الشرق الأوسط
  6. معهد واشنطن :ما السبيل لمنع تنظيم «القاعدة» من الاستيلاء على منطقة آمنة في شمال غرب سوريا؟
  7. صحيفة “الجارديان البريطانية”الصراع السوري يكلف سوريا نحو 3.2 مليار إسترليني شهريا
  8. الاندبندنت: الاتفاق بين تركيا وأوروبا لا يضمن حل نهائي لأزمة اللاجئين
  9. «ديلى ميل»: منظمات حقوق الإنسان وصفت صفقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي بـ «غير الشرعية»
  10. واشنطن بوست: تنظيم الدولة ضعف لكنه لم يمت
 
غارديان: القيم الإنسانية على المحك بقمة بروكسل
ركزت افتتاحيات بعض أبرز الصحف البريطانية اليوم على القمة الأوروبية التركية التي انعقدت في بروكسل أمس بشأن أزمة اللاجئين والسعي لإيجاد حلول جذرية لها.
فقد علقت غارديان في افتتاحيتها بأن قمة أمس كانت أكثر أهمية للاتحاد الأوروبي منذ سنوات وأن التعامل بشكل صحيح مع اللاجئين الذين تدفقوا إلى أوروبا عام 2015 لا يزال عملا ناقصا. وقالت الصحيفة إن منع عام 2016 من أن يتحول إلى نسخة مكررة، وربما أكبر، من عام 2015 يعتبر الآن أكثر إلحاحا.
لكن إثبات القمة أنها على مستوى التحدي يعتمد في جزء منه على بنود الاتفاق الذي كان الاتحاد الأوروبي وتركيا يأملان تحقيقه الليلة الماضية. وأهم من ذلك أنه يتوقف على الإنجاز.
وبما أن هذا الإنجاز في أيدي الدول التي تضع المصلحة الذاتية والخوف من اللاجئين فوق الاعتبارات الأخرى التي كانت في عام 2105، فمن الصعب التفاؤل هذه المرة.
وأضافت الصحيفة أن كل دولة عليها مسؤولية ضخمة لإيجاد حل عملي لهذه الأزمة، لأن ثلاثة مبادئ أساسية من مبادئ الاتحاد الأوروبي تقع على المحك وهي: أن مشاكل القارة يمكن حلها أفضل بالتعاون، وأن حرية الحركة عبر الاتحاد تصب في الصالح العام، والإيمان بالقيم الأوروبية واحترام حقوق الإنسان.
وختمت بأن الاختبار الحاسم لأي اتفاق يجب أن يكون في الطريقة التي يتعامل بها مع معاناة بني البشر.
 
أما افتتاحية إندبندنت فقد رأت أنه سيكون من السذاجة أن نتوقع نجاح الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بجدية في وقف تدفق اللاجئين.
وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى وجود شبكات رائجة لتهريب البشر منذ عدة سنوات قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية وأنها ستظل صاحبة اليد الطولى أيًّا كان الاتفاق الذي يمكن أن يتم بين أوروبا وتركيا.
وأردفت الصحيفة أن حماية الحدود الخارجية واجب أساسي على الحكومات، لكن الاتحاد الأوروبي لم يأخذه بجدية وهو ما جعل المهربين يهربون الناس إلى جنوب أوروبا بإفلات تام من العقاب.
وانتهت الصحيفة إلى أنه طالما ظل تهديد شبكات تهريب الناس دون معالجة، فإن أي اتفاق مع أنقرة سيكون غير طبيعي وغير واقعي ولن يحل الكثير من المشاكل وستظل الأزمة ماثلة لفترة طويلة.
ومن جانبها كتبت تايمز في افتتاحيتها أنه ينبغي وقف اللاجئين السوريين عند حدود أوروبا في مقابل تقديم المعونة لتركيا.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوط العريضة لاتفاق بروكسل تقضي بقبول تركيا عودة المهاجرين لأسباب اقتصادية والمهاجرين الحقيقيين من اليونان في مقابل حصول أنقرة على نحو ستة مليارات يورو ووعد بنقل اللاجئين الأكثر تعرضا للخطر من المخيمات التركية إلى أوروبا مباشرة. وأشارت إلى أن هذا الاتفاق سيكون صارما وإنسانيا وعمليا إذا طبق بتوافق وأنه يجب أن يكون مصحوبا بلغة واضحة.
 
======================
ذي تلغراف: تراجع سيطرة تنظيم الدولة في معاقله
ذكر تقرير لصحيفة ديلي تلغراف من بغداد أن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في معاقله غربي العراق، بدأت تثور ضده بعدما بدأ في التراجع والوقوع تحت حصار القوات الحكومية.
وأشار الكاتب ريتشارد سبنسر إلى أن تنظيم الدولة في مدينة الفلوجة (غرب بغداد) اضطر لإخماد تمرد مصغر بدأ بمنازعة في طابور للخبز امتد إلى ثلاث مناطق وانتهى بسلسلة من الإعدامات أثارت حفيظة بعض السكان المحليين، مما أسفر عن اغتيال ستة من مسؤولي التنظيم.
وألمح إلى أن تدخل التنظيم في الحياة اليومية للخاضعين له بالإضافة إلى حاجته المتنامية لتجنيد مقاتلين محليا، سبّب سخطا وقلقا متزايدا مما جعل المدينة تنقلب عليه الآن، كما يحكي قائم مقامها عيسى العيساوي الموجود حاليا في بغداد.
 
مقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين في قصف للجيش العراقي استهدف أحياء سكنية في الفلوجة غرب بغداد (الجزيرة)
ويقول العيساوي إن المواد الغذائية شحيحة في المدينة، وهو ما أدى إلى بعض الوفيات جوعا لأن التنظيم لا يسمح للسكان بمغادرتها.
وذكر أن انحسار توسع التنظيم في شمال سوريا حيث تم صده عن المناطق الكردية، وفي غرب العراق واضح للعيان، وأنه لم يحقق تقدما كبيرا منذ مايو/أيار الماضي عندما استولى على مدينة الرمادي في العراق وتدمر في سوريا.
وأضاف الكاتب أن التنظيم يعاني منذ ذلك الحين من خسائر في الأراضي والتمويل والقوى العاملة بسبب الضربات الجوية. وبحسب مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بيرت ماغورك، فإن تقدير العدد الإجمالي لمقاتلي التنظيم قد انخفض للمرة الأولى إلى ما بين 19- 24 ألفا في كل من سوريا والعراق.
======================
تلغراف: اغتيالات وتململ وهزائم.. هل دارت الأيام على "الدولة"؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 08 مارس 2016 06:29 م 00
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للكاتب ريتشارد سبنسر، نقل فيه عن مسؤولين قولهم إن تنظيم الدولة في غرب العراق بات محاصرا، حيث بدأ الناس يثورون ضده، والقوات الحكومية تحاصره.
ويشير التقرير إلى أنه في الفلوجة، التي كان ينظر إليه سابقا على أنها أكثر المدن العراقية تأييدا للجهاديين، اضطر تنظيم الدولة إلى التعامل مع ثورة صغيرة بدأت في طابور لشراء الخبز، وانتشرت إلى ثلاث مناطق، وانتهت بسلسلة من الإعدامات، وفي بلدة هيت إلى الغرب، قال أحد قادة القبائل إن قريبا له هرب بعد أن قام بقتل ستة مسؤولين من تنظيم الدولة؛ ردا على إهانة وجهت إليه.
وتستدرك الصحيفة بأنه من الصعب التأكد من صحة تلك الروايات؛ لأن التنظيم يمنع الناس من مغادرة البلدات التي يسيطر عليها، مشيرة إلى أنها  تتماشى مع القصص التي يرويها اللاجئون من مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا، حيث يذكرون أن التنظيم يتدخل في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى حاجته للتجنيد محليا، ما يزيد من حالة الاستياء.
وينقل الكاتب عن شيخ قبائل البونمر، حكمت الكعود، قوله من هيت: "إنهم يعتدون على عائلاتنا ويضايقون النساء، وأي امرأة تعجبهم يقومون بأخذها والزواج منها"، وأضاف أن "أحد أبناء القبيلة، الذي لا يزال يعيش في هيت، لم يتحمل وقتل ستة من قيادات تنظيم الدولة، كلهم من الأجانب وليس منهم عراقيون عرب، واستطاع أن يهرب ويتصل بنا، وهو لا يزال هاربا".
ويلفت التقرير إلى أن عائلة الكعود تقود قبيلة البونمر، وهي إحدى القبائل السنية المعروفة التي قاتلت ضد تنظيم الدولة، وتعرضت لمذابح على يد التنظيم، مشيرا إلى أن مدينة الفلوجة مختلفة، فقد كانت حاضنة للجهاد منذ أن ثارت ضد الاحتلال الأمريكي البريطاني في 2004، وكانت المدينة الأولى التي تستقبل تنظيم الدولة في بداية عام 2014.
وتكشف الصحيفة عن أنه حتى الفلوجة بدأت تنقلب ضد تنظيم الدولة، بحسب رئيس بلديتها عيسى العيساوي، الذي يقول من منفاه في بغداد: "رجال تنظيم الدولة يتجولون في المدينة مسلحين، بينما كانوا قبل ذلك مرتاحين ويتنقلون دون سلاح".
ويذكر سبنسر أن المدينة محاصرة من الجهات كلها، بعد أن قام الجيش العراقي باستعادة الرمادي العام الماضي، التي تقع غرب الفلوجة، لافتا إلى أن ذلك كان تحولا عسكريا تفاخرت به القيادة العسكرية الغربية، حيث قالوا إن جهودهم في إعادة تدريب الجيش العراقي بدأت تثمر.
ويقول العيساوي للصحيفة إن الإمدادات الغذائية للبلدة باتت شحيحة جدا، بالإضافة إلى أن هناك تقارير بوفاة البعض بسبب الجوع، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة لا يسمح لمن تبقى من 60 إلى 70 ألف مواطن بالنزوح إلى خارج المدينة.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن الشيخ عماد الجريسي، قوله إن مشاعر الناس ثارت عندما حاول مريضان بالسكر المغادرة إلى بغداد للعلاج، ورفض التنظيم ذلك، وتوفي المريضان، واختلف رجل كان يصطف على طابور للخبز في منطقة الجولان مع مقاتلين من التنظيم يقومان بضبط عمل الفرن، فقام الرجل بطعن العنصرين بسكين، فقاما بإطلاق النار عليه في الشارع فأردياه قتيلا.
وتنوه الصحيفة إلى أن قبيلة الجريسي تقوم بتشغيل الكثير من الدكاكين المحلية، وبحسب مصدر على معرفة بالبلد، فإن الناس منزعجون من الضرائب المفروضة من التنظيم، مبينة أنه بعد الحادث بفترة قصيرة، خرج رجال آخرون إلى الشارع ومعهم بنادق كانوا قد أخفوها، وبدؤوا بمهاجمة مقاتلي تنظيم الدولة.
ويذكر الكاتب أن هناك تضاربا حول عدد الضحايا، مستدركا بأن الجريسي يقول إنه قتل حوالي 25 مقاتلا من تنظيم الدولة، بالإضافة إلى عدد من المواطنين، بينما قال آخرون إن الخسائر لم تتجاوز الإصابات بجروج، لكن هناك عدد من الروايات التي تقول إن الاقتتال انتشر إلى منطقتين مجاورتين، قبل أن يغرقهما التنظيم بمقتاليه. ويقول العيساوي إن التنظيم قام باعتقال حوالي مئة رجل، وأعدم ثمانية، بينهم اثنان يعرفهما.
ويعلق التقرير بأنه من الصعب التأكد من تفاصيل القصة، فقد تكون بها مبالغة من الشخصيات المحلية، التي لديها ضغائن شخصية وتاريخية مع التنظيم، مؤكدا بأنه رغم ذلك، فإن تراجع التنظيم في سوريا واضح للعيان.
وبحسب الصحيفة، فإن التنظيم لم يتقدم منذ العام الماضي، حيث احتل كلا من الرمادي وتدمر في سوريا، ومنذ ذلك الحين عانى التنظيم من خسائر في المساحات التي يسيطر عليها، وخسائر في مصادر التمويل، ونقص في الرجال بسبب الغارات الجوية.
ويفيد سبنسر بأن مبعوث أمريكا لتحالف محاربة تنظيم الدولة برت ماكغيرك، قال الأسبوع الماضي إن العدد الكلي لمقاتلي تنظيم الدولة تراجع لأول مرة إلى ما بين 19 إلى 25 ألف مقاتل في سوريا وفي العراق، لافتا إلى أن هذا يتماشى مع ما يقوله اللاجئون الفارون، بأن تنظيم الدولة يحاول الضغط على المواطنين للانضمام له.
ويلفت التقرير إلى أن قيادات الأنبار المؤيدة للحكومة التقت برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحثته على الهجوم على الفلوجة، التي كانت تعد سابقا صعبة، ويجب تركها إلى آخر الجولات، حتى ربما بعد استعادة الموصل، مشيرا إلى أن المسؤولين العسكريين الغربيين قالوا إن الاحتمال الأكبر هو اتباع استراتيجية أطول أمدا، عن طريق تنظيف مناطق التنظيم، مثل هيت، لقطع الموصل عن الأنبار وعن سوريا.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم الحديث عن هجوم قريب على الموصل، إلا أن القليل يعتقد بأن محاولة جادة لاستعادة الموصل ستتم قبل نهاية العام، على أحسن تقدير، ويقول عضو البرلمان العراقي والمتحدث باسم الحشد الشعبي، الذي يمثل الشيعة الذين تدعمهم إيران، أحمد الأسدي، إنه يمكن استعادة الفلوجة بسهولة وبسرعة لو كان هناك قرار سياسي.
ويورد الكاتب أن قوات الحشد الشعبي قامت بالسيطرة على مساحات شاسعة من بغداد إلى الطريق المؤدي إلى الموصل في الأسابيع الأخيرة، وسيطرت على مناطق كبيرة من الصحراء، خلال ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، مستدركا بأن الأسدي أكد أنهم منعوا من الوصول إلى الفلوجة؛ بسبب الضغط الذي وضعته أمريكا على الحكومة بأن تستخدم فقط الجيش الرسمي والمتطوعين من القبائل السنية المحلية للهجوم، الذين ليسوا مستعدين بعد للقيام بالهجوم، "لكننا جاهزون لتحرير الفلوجة الآن".
ويشير التقرير إلى أن التحالف الغربي يصر على أن يتم تحرير الأنبار، وربما الموصل، عن طريق القوات العراقية الرسمية والمقاتلين المحليين، وليس عن طريق المليشيات الشيعية، التي اتهمت بأنها اعتدت على المدنيين.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا قد يعني المزيد من التفجيرات الانتحارية والاشتباكات بين المواطنين وتنظيم الدولة، بالإضافة إلى ترك أهالي الفلوجة جوعى، وقال أحد المواطنين الذين لا يزالون في المدينة على الهاتف: "المدينة محاصرة، وليس لدينا طعام ولا كهرباء ولا ماء، ونقصف كل يوم، بيتي أصيب بالقصف، ولا نملك السيطرة على شيء".
======================
ليبيراسيون : درب آلام مهاجرين قاصرين تقطعت بهم السبل في اليونان
ماريا مالاغارديس
الحياة
يونس ليس اسمه الحقيقي. وفي كل الاحوال، لا أهمية لاسمه. فهو بمثابة شبح أو طيف يافع في اليونان، ولا أثر له في السجلات الرسمية: فالوثيقة التي كانت تجيز إقامته في اليونان طوال 30 يوماً انتهت صلاحيتها وصارت متقادمة. وعلى رغم ملامحه الفتيه وقامته الصغيرة، لم يعد يونس طفلاً. فهو بلغ الثامنة عشرة في كانون الثاني (يناير) المنصرم، بعد ثلاثة اشهر على بلوغه اليونان في الشهر العاشر على نحو ما يقول ويقول مغاربة كثر في الاشارة الى الاشهر وفق ترتيبها في الرزنامة.
يونس اليوم راشد، ولم يعد في امكانه انتظار عملية لم شمل بأقارب مقيمين في أوروبا، شأن غيره من القاصرين. وهو يشعر بالقلق. فهو مغربي عالق في اثينا، اثر اغلاق دول الجوار اليوناني حدودها، وهو ليس من المهاجرين «المناسبين»، اي الذين تستقبلهم اوروبا وتدرس طلباتهم وتقيس «مستوى» يأسهم فتقبل منحهم اللجوء او ترفضه. ولم يستطع 10 آلاف شخص عبور الحدود مع مقدونيا هذا الاسبوع.
«أوروبا هي حلم الجميع»، يقول يونس متنهداً. فهو يرغب في التوجه الى شمال أوروبا والالتحاق بخالته المقيمة منذ زمن طويل في بلجيكا. و»إثر وفاة والدي، تعيش امي وشقيقتي المصابة بإعاقة في فقر مدقع. ولا أستطيع مساعدتهما في المغرب حيث كل الابواب توصد في وجه الفقير. فرحلتُ لأجرب حظي في مكان آخر»، يروي يونس.
ذات صباح في تشرين الاول (أكتوبر)، اتجه يونس الى اسطنبول من الدار البيضاء في رحلة يسيرة مقابل 500 يورو ثمن تذكرة السفر ومن دون الحاجة الى تأشيرة. وكان في انتظاره في مطار اسطنبول ثلاثة رجال أرسلهم وسيط سفره في الدار البيضاء. وقاده هؤلاء الى منزل خافت الاضواء في المدينة. فوجد نفسه في صالون مع اشخاص يتعاطون المخدرات. «شعرت بالخوف. فهم يشبهون الاموات الاحياء. وركضت الى غرفة وأوصدت الباب ورائي. دقوا الباب طوال الليل، ولكنني لم أخرج وكنت متأهباً ولم أغمض عينيّ». وصبيحة اليوم التالي، أقله احد الرجال بعيداً من اسطنبول. وبعد رحلة دامت يوماً، وصلت الى شاطئ عند المساء. فطالبه الرجل بـ 800 يورو، وبعد أن استلم المبلغ أمره بركوب طوف مطاطي مليء بالناس. «اعترضتُ، فعلى متن المركب نحو 60 شخصاً! وكنت الوحيد الذي لا يرتدي سترة نجاة. فاستل الرجل مسدساً ووجهه الى جبيني. صعدت الى المركب»، يقول الشاب الفتي إذ يروي الذكريات المرعبة لعبور البحر الى اليونان. «تشعر بالخوف، الظلام يحيط بك. والناس يبكون ويصرخون كلما تلاطمت الامواج المرتفعة. وتوقف المحرق 4 مرات، لم نعرف ماذا يحصل وكان الظلام دامساً». وبعد ساعات، بلغ يونس والركاب جزيرة ليسبوس اليونانية. فجمع القاصرون الذين يسافرون بمفردهم، ومنهم أفغان وسوريون وعراقيون، في مجمع يشبه السجن. ثم نقل الى أثينا، شأن غيره من القاصرين، ومنها الى مأوى، وارتاد المدرسة. ولكن «بعد المدرسة، لا أحد يسعه ابقاء اليافعين في غرفهم وراء ابواب موصدة»، تقول ديميترا، مديرة شؤون مأوى القاصرين. وتوجه يونس مثل غيره من المهاجرين الشباب الى ساحة أومونيا وساحة فيكتوريا. و»قفتُ وانتظرتُ ان يعرض عليّ احدهم صفقة». ويرى المهربون ان الاطفال المنفصلين عن اقاربهم هم صيد ثمين. فهم يستعجلون الالتحاق بأسرهم في الجانب الآخر من الستار الحديدي الجديد. وعملية لم شملهم تطول وتستغرق 6 أشهر الى 8 أشهر، وفي الاثناء، ينفد صبر الاطفال وأقاربهم ويحاولون العبور غير الشرعي. وتشعر لورا باباس، مسؤولة في منظمة «ميتادراسي»، بالقلق من فقدان أثر 10 آلاف طفل مهاجر. «والطريق الاكثر خطورة هي طريق ألبانيا. والقصص كثيرة بين المهاجرين عن العثور على اجساد مشنوقة على الشجر بعد استئصال تجار الاعضاء البشرية ما يشاؤون منها. وفي ارض مقطوعة، كنا نمشي بين الاعشاب العالية حيث تتناثر جثث نهشتها الكلاب. لم أجرؤ على سؤال المهرب عن هوية هؤلاء أو عما جرى. وهو ما لبث ان تركني. فقبضت عليّ الشرطة المقدونية وأوسعتني ضرباً قبل ان ترحلني الى اليونان. ثم حاولت مرة ثانية مغادرة اليونان والتوجه الى بلجيكا، وفي صربيا سلمت نفسي الى رجال الشرطة الذين لم يعنفوني»، يقول يونس. وعاد الى اليونان حيث يمكث في المأوى نفسه ويحادث والدته على «سكايب». وهذه نصحته بالبقاء في مكانه، وهو بدأ يتعلم اليونانية. ويقول أنه سينتحر لا محالة إذا رحلته السلطات الى بلده الأم.
 
 
* مراسلة، عن «ليبيراسيون» الفرنسية، 4/3/2016، إعداد منال نحاس
======================
روبرت فيسك – (الإندبندنت) 3/3/2016 :رغبة الغرب المَعيبة في "تحرير" الشرق الأوسط
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بينما تتصاعد الخسائر البشرية لتصبح بحجم خسائر ستالينغراد في الحرب الأهلية السورية المشتعلة اليوم، يجدر تذكر كيف اعتقد الفرنسيون والبريطانيون أنهم يستطيعون خلق سورية "عصرية" في العام 1941.
بينما كان الجنرال ديغول يتجه إلى الشرق الأوسط في شهر نيسان (أبريل) من العام 1941، كتب مقولته المشهورة: "في اتجاه الشرق المعقد، طرتُ بأفكار بسيطة". وكلُّهم فعلوا ذلك. نابليون كان يريد أن "يحرر" القاهرة، وبوش وبلير كانا ذاهبين لـ"تحرير" العراق؛ وأوباما، باختصار، كان ذاهباً لـ"تحرير" سورية.
في الفترة الأخيرة، نُشر للمرة الأولى بالإنجليزية كتاب رائع لمؤرخ مدرسة سانت سير العسكرية الفرنسية، هنري دي وايلي، "غزو سورية 1941". وفي أي لحظة! بينما تتصاعد الخسائر البشرية لتصبح بحجم ستالينغراد في الحرب الأهلية السورية الجارية اليوم، ها هي ذي القصة عن كيف اعتقد الفرنسيون -والبريطانيون- بأنهم يستطيعون خلق لبنان وسورية "عصريين" من خلال الاندفاع عبر الحدود مما كان فلسطين آنذاك، والاستيلاء على بلاد الشام من 35.000 جندي فيشي فاقدي الروح المعنوية، بعد أن اضطروا منذ صيف العام 1940 إلى خدمة نظام المارشال بيتان المتعاون الموالي للألمان.
وقد أسفر ذلك عن شيء مختلف في الكثير من الأمور، لكن بعض الأشياء لا تتغير أبداً في عيون الغربيين. هنا، على سبيل المثال، يتحدث الجنرال الفيشي توني آلبورد، عن الجنود المحليين العلويين واللبنانيين الذين كان يقودهم -العلويون، بطبيعة الحال، هم الطائفة الشيعية نفسها التي ينتمي إليها رئيس سورية الحالي بشار الأسد. وكتب ألبورد: "الجندي العلوي قادر. السوري بسيط ومنضبط، ولكنه مناهض للسلطة، سهل الإثارة وغير مثقف. روحه القتالية منخفضة. واللبنانيون هم مرتزقة ضمير، مدنيون يرتدون الزي العسكري. الطبقات الوسطى اللبنانية والسورية ليس لديها أي احترام للجيش؛ أبناؤها يجب أن يكونوا محامين".
وما يزال عليهم أن يكونوا كذلك الآن. لكن الأمور وراءً في العام 1941 سارت بشكل سيئ جداً بالنسبة لجيش ديغول الفرنسي الصغير. لم يستسلم "جيش بلاد الشام" الذي كان يقاتل رسمياً لفرنسا فيشي. وحرصاً على تجنب عار انهيار الجيش الفرنسي قبل الفيرماخت النازي في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) من العام 1940، قاتل الجنود بشجاعة كبيرة ضد كل من جيش ديغول الرث مع الأستراليين والبريطانيين الذين رافقوهم.
كان الأستراليون والجنود الفيشيون يكرهون رجال ديغول على حد سواء، ولم يكن البريطانيون يثقون أيضاً بـ"فرنسا الحرة". وقد اختار كامل الجنود الفيشيين تقريباً -الذين تلقوا الدعوة للانضمام إلى قوات ديغول لإنقاذ "شرف فرنسا"- العودة إلى بلادهم نصف المحتلة، والكثير منهم في سفينة تعرض لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة: "فليعِش بيتان".
للمرة الأولى، أصبحت لدينا الآن هذه القصة المؤسفة المكتوبة -ليس من الأرشيفات البريطانية فقط، وإنما من المحفوظات الفيشية الفرنسية؛ حيث نعلم أنه من بين الـ37.000 رجل الذين كانوا يقاتلون من أجل فيشي، اختار 32.380 العودة إلى فرنسا البيتانية، وأن 5.848 رجل فقط انضموا إلى "فرنسا الحرة" -لكن 66 في المائة منهم كانوا من الجنود الأفارقة الذين ليست لديهم مصلحة في الحرب الأوروبية. وبين الجنود الفرنسيين الذين انضموا إلى ديغول، "كان العديد منهم متزوجاً من امرأة مسيحية لبنانية، وأنشأ أسرة محلية لا يستطيع التخلي عنها". والمثير للدهشة، أن أكثر من مائة من الفرنسيين الأحرار تخلوا عن ديغول وتم تهريبهم عائدين إلى الوطن في فرنسا -التي كان نصفها يحتله النازيون- إلى جانب رفاقهم الفيشيين.
وهنا، ثمة مصادفة رائعة لا تصدق. بينما كنت أقرأ كتاب دي وايلي، تلقيت مكالمة من الفنان البريطاني توم يونغ -الرسام نفسه الذي تم تسجيل جهوده لإنقاذ "البيت الوردي" العثماني في بيروت في هذا العمود قبل نحو شهرين- والذي قال لي إنه يحاول الآن الحفاظ على "بيت البستاني" الرائع المبني في العام 1873 في ضاحية مسيحية في بيروت. وكان الذي بنى البيت مصرفي لبناني، سليم البستاني، الذي كان لزوجته أديل -مالكة واحدة من أولى آلات البيانو في لبنان (والتي ما تزال موجودة)- ستة أولاد، أحدهم ابنة جميلة تدعى جورجيت.
ولنعد مرة أخرى الآن إلى غزو الحلفاء للبنان في العام 1941. من بين القوات البريطانية كان الرقيب الأول فرانك آرمور، الذي قاتل على نحو شبه مؤكد في وحدة المغاوير الأسكتلندية التي تضررت بشدة في المراحل الأولى من الهجوم. وقد وصل هو وزملاؤه الضباط إلى بيروت "المحررة"، وأُسكنوا -بسبب قلة الأهمية- في الطابقين العلويين من منزل سليم البستاني. وفي الأسبوع الماضي، تجولت في غرفهم بالنوافذ ذات الإطارات والأفاريز الإيطالية الجميلة، والتي تطل على مشهد البحر الأبيض المتوسط، وحديقة زيتون بديعة ومزرعة موز في الجوار.
ولكن، مثل الجنود الفرنسيين الذين تزوجوا من نساء لبنانيات واختاروا البقاء في لبنان، وقع فرانك آرمور -الذي كان والده أسكتلندياً وأمه روسية- في حب جورجيت الجميلة، وتزوجها، وعاش في القصر العثماني لبقية حياته. وثمة خلف الحديقة قبر فينيقي.
مات فرانك بعد وقت ليس بالطويل من ذلك، بينما الحرب الأهلية ما تزال تنفجر في كل الأنحاء حول البيت، وماتت جورجيت قبل أقل من عقد من الزمان.
بيع المنزل لكويتي ثم لسوري، نادر قلعي، الرئيس التنفيذي للشركة السورية للهاتف المحمول، سيريتل، والصديق الحميم -لا بد أنك قد خمنت ذلك- لبشار الأسد.
لكن عليك أن تكون حذراً في الشرق الأوسط. لقد قبل بشار بالدعم العسكري الروسي ويحتمل كثيراً أن ينجو. وكان الجنرال دينتز، القائد الفيشي في لبنان، قد أُجبر على السماح لطائرانت الوفتوافا (سلاح الجو الألماني) بالتزود بالوقود في المطارات الفرنسية في لبنان وسورية -في حلب، مباشرة بجانب المطار الذي تقصفة قذائف المتمردين من "جبهة النصرة" حتى يومنا هذا- وعلى تسليم الأسلحة للموالين للنازيين في العراق؛ وحكمت عليه محاكم ديغول بالإعدام في العام 1944. وبوصفه رجلاً من سانت سير العسكرية، ومقتنعاً بمكافحة النازية، حاول التمسك بـ"شرف فرنسا"، ولكنه -كجندي- أطاع أوامر المارشال بيتان. وكان ديغول فقط هو الذي أنقذه من الإعدام. وكان جيش دينتز قد قاتل جيداً ضد الحلفاء، حتى أن مآثره شُطبت بشكل واسع من التواريخ الفرنسية والبريطانية -والأسترالية- لتلك الحقبة.
لم يواجه دينتز فرقة الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه مات موتاً بطيئاً، جلبته عليه عمداً دولة سجنته في الزنازين الرطبة الباردة التي تقطر بالماء. في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1955، كتب دينتز في مذكراته: "لقد أخذوا معطفي ووشاحي... وأنا أكتب مخدوراً تماماً في العقل والجسم". وفي 13 أيلول (ديسمبر) كتب: "الجدران تسيل مثل شلالات صغيرة... أفضل وقت هو عندما يذهب المرء إلى النوم... و، لبضع ساعات، يُنسى كل شيء". وكانت هذه هي كلماته الأخيرة.
وتقاسم بيتان مصير دينتز نفسه. وأصبح ديغول رئيساً لفرنسا. وما يزال الأسد رئيساً لسورية. ومن الأفضل أن يكون المرء جندياً صغيراً، على ما أظن، مثل فرانك آرمور. فهو أيضاً، جاء إلى هذا الشرق المعقد. وليس بأفكار بسيطة بكل تأكيد. وأظن أنه وقع في حب المكان.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The West’s Flawed Desire to “Liberate” the Middle East
======================
معهد واشنطن :ما السبيل لمنع تنظيم «القاعدة» من الاستيلاء على منطقة آمنة في شمال غرب سوريا؟
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
7 آذار/مارس 2016
من الناحية النظرية، يمكن أن تشكل محافظة إدلب والجزء الشرقي من محافظة حلب في سوريا منطقتان آمنتان تحظيان بحماية دولية، لأنهما مفتوحتين أمام تركيا ويمكنهما بسهولة تلقّي المعونة الإنسانية من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة (انظر المرصد السياسي 2570، "منطقتان آمنتان محتملتان شمال سوريا"). إلا أن أحد أبرز العوائق المتعلقة بخيار إدلب يتمثل بوجود تنظيمات جهادية متطرفة فيها، لا سيما جماعة «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». ففي غرب حلب وإدلب الخاضعتين لسيطرة الثوار، ستواجه فصائل الثوار "المعتدلة" تحدّياً خطيراً في صدّ قوات «جبهة النصرة».
احتلال «جبهة النصرة» لمحافظة إدلب
حدد "معهد دراسة الحرب" وجود أكثر من 60 جماعة ثوار في المنطقة الغربية من حلب، تضم ما بين 60 ألف و90 ألف مقاتل بشكل إجمالي. ولا تُعتبر «جبهة النصرة» أكبر هذه الفصائل، إذ أن مقاتليها الذين يبلغ عددهم 10 آلاف عنصر لا يمثلون سوى نصف مقاتلي جماعة «أحرار الشام» على سبيل المثال. بيد، تتحالف حالياً «أحرار الشام» وعدة ميليشيات أخرى مع تنظيم «جبهة النصرة»؛ وفي حين قد يمثل المقاتلون التابعون لتنظيمات إسلامية علمانية و"معتدلة" حوالي ثلث قوات الثوار في المنطقة، إلا أنهم ينشطون بشكل أساسي ضمن وحدات صغيرة مجندة محلياً تضم بضع مئات من المقاتلين أو أقل من ذلك.
وتُعد "الفرقة 13" التابعة لائتلاف «فتح حلب» أهم الوحدات "المعتدلة". وتزعم الفرقة، التي تدعمها الولايات المتحدة وتركيا، أنها تضم في صفوفها 2000 مقاتل وأنها تحارب الجيش السوري في حلب و «وحدات حماية الشعب» الكردية في ممر أعزاز. ومنذ بداية التدخل الروسي في العام الماضي، وضعت عدة تنظيمات صغيرة غير تابعة لـ «جبهة النصرة» راياتها الإسلامية وغيرها من الشعارات جانباً، وانضمت إلى تحالفات ذات تسميات قومية على غرار «جيش النصر» و «الجبهة الشامية». ولم تقم بذلك للحصول على المعونة العسكرية الأمريكية فحسب، بل لمقاومة ضغوط الهيمنة التي تمارسها «جبهة النصرة» أيضاً.
خلال شتاء 2013-2014، أخرجت «جبهة النصرة» وجماعات ثوار أخرى متنوعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») من المنطقة الغربية من حلب، في حين كانت قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» تخرجها بدورها من شرق حلب ووادي الفرات. وقد اعتُبرت هذه الحرب ضد تنظيم «داعش» بغير حق ثورة ثانية بالنسبة إلى عدة محللين، تكلموا عن فورة "القوات الديمقراطية" ضد الجهاديين. وفي الواقع، كانت هذه الحرب مجرد نزاع داخلي بين الجهاديين المتخاصمين. فقد أرادت «جبهة النصرة» وحلفاؤها المحليون القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل أن يعمد هذا الأخير إلى القضاء عليها بدوره. وبعد التخلص من تنظيم «داعش» - منافسها الأساسي في شمال غرب سوريا - سعت هذه الجماعات إلى توحيد مختلف تنظيمات الثوار في المنطقة بالقوة. أما بالنسبة إلى التنظيمات التي رفضت ذلك، فقد طُردت ("الفرقة 13"، كمثال) أو تم القضاء عليها («جبهة الحمزة»، مثلاً).
وفيما أصبحت هيمنة «جبهة النصرة» حتمية، سيطرت الجماعة على «جيش الفتح»، وهو تحالف مدعوم من قبل تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية. وفي ربيع عام 2015، هزّ تقدم «جيش الفتح» في إدلب وجسر الشغور وأريحا نظام الأسد. وكانت مساهمة الجهاديين أساسية في تحقيق هذه الانتصارات. على سبيل المثال، لعب الانتحاريون المنتسبون لـ «جند الأقصى»، وهي جماعة زميلة لـ «جبهة النصرة» تابعة لتنظيم «القاعدة»، دوراً أساسياً في إتاحة النفاذ إلى مدينة إدلب - مركز محافظة إدلب.
منذ تنفيذ هذا الهجوم الناجح، تشاركت الجماعات الفرعية الست التابعة لـ «جيش الفتح» السيطرة على قرى المحافظة. وقد قُسمت إدلب إلى عدة قطاعات، ولكن يبدو أن «جبهة النصرة» وأتباعها المقربين فرضوا سيطرتهم الكاملة على المدينة. ففي مقابلة مع قناة "الجزيرة" في حزيران/يونيو الماضي، أعلن قائد «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني بوضوح عن نيته إنشاء إمارة إسلامية في شمال غرب سوريا. وسعياً لتحقيق هذا الهدف، استخدمت الجماعة طرقاً عنيفة مشابهة لتلك التي يعتمدها تنظيم «الدولة الإسلامية»، والاختلاف الوحيد هو أنه لا يتم الإعلان عن عمليات الإعدام في إدلب بانفتاح مشابه لذلك الذي يحصل في الرقة، عاصمة تنظيم «داعش». وتجدر الإشارة إلى أن معظم السكان غير السنة قد فروا من المنطقة، مع أن بعضهم قد أُرغم على تغيير دينه، على غرار دروز "جبل السماق" (وحتى تغيير الدين لم يمنع ارتكاب مجزرة بحق 20 درزياً في قرية "قلب لوزة" في حزيران/يونيو). ويعتقل مقاتلو «جبهة النصرة» بشكل منتظم ناشطين محليين في المجتمع المدني، ليختفي بعدها العديد منهم.
من منظور عسكري، تستطيع اليوم «جبهة النصرة» وأتباعها التدخل في أي مكان تقريباً من محافظة إدلب، من دون أن تلقى معارضة كبيرة من أي جماعات قد تكون مسيطرة رسمياً على قرية أو مدينة معينة. وفي معظم الخرائط التي تحاول إظهار توزع فصائل الثوار، نجد أن «جبهة النصرة» محصورة عموماً في منطقتين من المحافظة، وهما معقلي "حارم" و"جبل الزاوية"، إلا أن  الجماعة متواجدة بالفعل في جميع أنحاء شمال غرب سوريا.
«جبهة النصرة» و «أحرار الشام» يكمل أحدهما الآخر
تملك «جبهة النصرة» أيديولوجيا منسجمة ومشروعاً سياسياً واضحاً لسوريا. فعموماً يتبع سكان الأراضي الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» الأحكام الصادرة عن محاكمها ويقدّرون نزاهة مقاتليها وشجاعتهم، الأمر الذي لا ينطبق على جماعات الثوار الأخرى (انظر أدناه للحصول على مزيد من المعلومات حول الهيمنة الإيديولوجية للجماعة). وحتى الآن، تسامحت «جبهة النصرة» مع أعمال المنظمات غير الحكومية الأجنبية و"مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" التابع للأمم المتحدة بالعمل على أراضيها، لأنها بحاجة إلى خدماتها الاجتماعية لفرض سلطتها السياسية. ويتم حالياً تمرير المساعدات الإنسانية عبر معبر "باب الهوى" الحدودي الخاضع لسيطرة «أحرار الشام» - جماعة حليفة لـ «جبهة النصرة» - فيما تسيطر قوات «جبهة النصرة» مباشرةً على الطرق المتفرعة من المعبر.
لا ينظر الغرب إلى «أحرار الشام» كتنظيم إرهابي على الرغم من أنه يعتنق الأيديولوجيا ذاتها تقريباً مثل «جبهة النصرة»، التي تم تصنيفها رسمياً كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى. أما نقاط الاختلاف الحقيقية الوحيدة مع «جبهة النصرة» فهي أن جماعة «أحرار الشام» تتمتع بإدارة أقل مركزية ولم تعبّر عن ولائها المباشر لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ويتوقع بعض المحللين حصول انشقاق بين الجماعتين في المستقبل القريب، معتبرين أنه على «أحرار الشام» الابتعاد عن تنظيم «القاعدة» إذا ما أرادت أن تصبح بديلاً مقبولاً لنظام الأسد. غير أنه بنفس القدر الذي يتعذر فيه على «جبهة النصرة» الانفصال عن تنظيم «القاعدة»، يتعذر على «أحرار الشام» على الأرجح الانفصال عن «جبهة النصرة»، إذ أن قيامها بذلك قد يُفقدها شرعيتها المحلية ودعمها الخاص من قبل مؤيدي تنظيم «القاعدة» في الخليج العربي. كما أنها ستخسر هويتها، فتصبح جماعة ثوار "عادية" أسوةً بالجماعات الأخرى. فضلاً عن ذلك، إن ضباط الجماعتين كانوا سابقاً جنوداً زملاء تابعين لأسامة بن لادن، بمن فيهم الجولاني وعادل راضي صقر الوهابي الحربي في «جبهة النصرة» ومحمد بهايا (المعروف بـ "أبو خالد السوري") وهاشم الشيخ (المعروف بـ  "أبو جابر") في «أحرار الشام». باختصار، تكمّل الجماعتان بعضهما البعض على أكمل وجه، وبالتالي، من غير الواقعي الاعتقاد بأنهما ستصبحان خصمين متنافسين سياسياً في زمن الحرب.
أرض خصبة للسلفية
تكمن قوة «جبهة النصرة» في التنوع الجغرافي لعمليات التجنيد التي تقوم بها، بخلاف الجماعات المعتدلة وعمليات التجنيد الخاصة بها ذات الطابع المحلي للغاية. وقد ساعدت هذه المقاربة «جبهة النصرة» إلى حد كبير على تجنب النزاعات القبلية التي غالباً ما تقوّض الثورة.
وتتمتع «جبهة النصرة» بنقطة حصينة أخرى هي سلطتها الأيديولوجية، التي تساعدها على الحفاظ على شرعيتها في عدة أجزاء من شمال غرب سوريا، بالرغم من العنف المتكرر الذي تمارسه بحق السكان المحليين. فالتيار السلفي للفكر الإسلامي الذي تعتنقه «جبهة النصرة» بدأ ينتشر في ريف إدلب وحلب منذ عدة عقود، من خلال كتائب من الأئمة الشباب المدرَبين في المملكة العربية السعودية. وهذا التيار السلفي يناسب السكان الريفيين الذين يعيشون في حالات تخلف في شمال سوريا أكثر من أيديولوجية جماعة «الإخوان المسلمين»، التي هي أكثر تناسباً مع الطبقة الوسطى الحضرية.
وهناك بعض الاستثناءات. غالباً ما تُذكر مدينة "كفرنبل" كمثال على الديمقراطية والعلمانية المحليتين، ويتم تسليط الضوء عليها على نطاق واسع من قبل الصحفيين الذين يزورون [المناطق] الشمالية، في حين لطالما اعتُبرت منطقة "جبل الزاوية" التي تجسد "موسكو الصغيرة" معقلاً يسارياً. إلا أن هذه الاستثناءات غير مُدرجة على مستوى المحافظات، كما أن الفُسحة في "كفرنبل" تتقلص باستمرار. ففي كانون الثاني/يناير، على سبيل المثال، كادت «جبهة النصرة» أن تغتال رائد فارس، الناشط المشهور في المجتمع المدني ومدير إذاعة "كفرنبل". وقد أُرغم على الإقرار بذنبه علناً على خلفية بثه موسيقى عبر أثير إذاعته، فيما لم تعترض أي من جماعات الثوار المحلية على اعتقاله.
ما من منطقة آمنة من دون قوات برية خارجية
ينبغي على الحكومات والمحللين الأجانب التنبه للوضع الفعلي في شمال غرب سوريا ووقف التكهنات بشأن مواجهة الثوار "المعتدلين" للجهاديين بالاعتماد على أنفسهم. فاليوم، لا يُعتبر الغرب لاعباً قوياً في تلك المنطقة، إذ لا يأخذه المقاتلون المحليون على محمل الجد ولا تتمتع الميليشيات المدعومة من الغرب بالقوة الكافية لتغيير ميزان القوى ضمن جماعات الثوار. وإذا ما قررت الجهات الفاعلة الدولية إنشاء منطقة آمنة في شمال غرب سوريا، فلن يكن من المستطاع منع «جبهة النصرة» من زيادة تعزيز موقعها في المنطقة إلا من قبل قوة حفظ سلام خارجية كبيرة. وهذه القوة ليست واردة على أجندة الغرب في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك قد يتغير. وفي هذه الحالة، قد تكون تركيا أكثر احتمالاً للتعاون مع زملائها في منظمة "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") لكبح عناصر تنظيم «القاعدة» من تعاونها مع روسيا. ويتمثل أمل آخر بأن يؤدي بروز جماعات على غرار «جند الأقصى» و«حركة تركستان الشرقية الإسلامية» إلى اندلاع حرب جديدة بين الجهاديين.
 فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
 “صحيفة “الجارديان البريطانية”الصراع السوري يكلف سوريا نحو 3.2 مليار إسترليني شهريا
لندن/وكالات/متابعـــة……
من المتوقع أن تكبد الحرب الجارية في سوريا، البلاد خسائر هائلة في معدلات النمو الاقتصادي تصل إلى نحو تريليون جنيه إسترليني بحلول عام 2020، وذلك مع دخول الصراع السوري أكثر من 5 سنوات الأسبوع المقبل، حسبما قالت دراسة حديثة.
الدراسة التي نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء، أكدت أن الصراع السوري يكلف سوريا نحو 3.2 مليار إسترليني شهريا في صورة خسائر في معدل النمو الاقتصادي.. مضيفة أنه حتى في حال انتهت الحرب خلال العام الحالي فإن العجز الاقتصادي قد يصل إلى 485 مليار إسترليني، وقد يرتفع إلى 915 مليار إسترليني إذا استمرت الحرب 5 سنوات أخرى.
وحذرت الدراسة من أنه بدون وضع إستراتيجية جاهزة متفق عليها دوليا لإعادة بناء سوريا عقب انتهاء الحرب، فإن العالم سيخاطر بتكرار فشله في التخطيط لما بعد الصراعات، كما حدث من قبل في أفغانستان والعراق.
وقالت الدراسة :”أنه رغم مقتل أكثر من 250 ألف شخص، وتأثر أكثر من 8 ملايين طفل جراء الصراع السوري حتى الآن، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، إلا أن العواقب الاقتصادية الناجمة عن هذا الصراع أشد وطأة وتواجه خطر التجاهل والإغفال”.
شاركها
 
======================
الاندبندنت: الاتفاق بين تركيا وأوروبا لا يضمن حل نهائي لأزمة اللاجئين
الثلاثاء 08 مارس 2016 08:53 م
أيمن عزام
توصل الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى مسودة اتفاق يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا وإجبارهم على العودة من حيث أتوا عن طريق البحر.
واحتفل بالاتفاق 28 دولة عضوة في الاتحاد  الأوربي وبالقضاء على الهجرة غير المنتظمة الى أوروبا.
ويشكك ايوجين امبروسي  مدير منظمة الهجرة الدولية التابعة للاتحاد الأوربي وحلف الناتو في قدرة الاتفاق على ايجاد حل نهائي لأزمة اللاجئين، حيث يشير الى أن اللاجئين يصعب إرجاعهم لبلادهم لكونهم يكافحون من اجل البقاء على قيد الحياة، مما يعني أنهم قد يندفعون لاقتحام الحواجز التي تقام لمنعهم من دخول أوروبا
واضاف امبروسي في حوار نشرته صحيفة الاندبندنت أن تركيا ستجد صعوبة لا محالة في استضافة اللاجئين الفارين اليها من سوريا بالإضافة الى العائدين من أوروبا بعد تنفيذ الاتفاق، فطول فترة الاستضافة ستشكل مصدر ضغط على البنية التحتية المتواجدة في تركيا لتقديم خدمات اساسية مثل التعليم والصحة.
اغلاق الحدود الأوربية بشكل كامل، سيزيد من ناحية اخرى من الحركة غير المنتظمة وسيدفع اللاجئين للبحث عن طرق بديلة يصعب رصدها كتلك التي تستهدف  أوروبا عبر وسط البحر المتوسط والآتية  مثلا من مصر أو ليبيا.
الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة تكمن في ضمان مشاركة عدد أكبر من  الدول، فقد قامت كندا مثلا باستضافة 25 ألف سوري خلال الأشهر القليلة الماضية بجانب تحمل الدول المجاورة لسوريا لنسبة 90% من اللاجئين.
وتعد دول الخليج الأقل استقبالا للاجئين، كما ينبغي أن تلعب أوروبا دورا أكبر في استقبالهم لأن مستويات توطينهم هناك متدنية مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.
وطالب امبروسي بمحاكمة المهربين ومعاقبتهم كوسيلة لمنع نشاط التهريب وتجارة البشر، كما أكد على أن الامتناع عن خلق طرق بديلة أمام هؤلاء اللاجئين سيدفعهم للانضمام لجماعات ارهابية أو حتى اجرامية.
======================
«ديلى ميل»: منظمات حقوق الإنسان وصفت صفقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي بـ «غير الشرعية»
معتز يوسف
الأربعاء 09.03.2016 - 01:58 ص
وصفت منظمات حقوق الانسان، الصفقة التي تبرمها تركيا مع الاتحاد الأوروبي لحل أزمة اللاجئين السوريين بأنها غير شرعية وتخالف القانون الدولي.
وتهدف صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا، إلى الحد من هجرة اللاجئين السوريين غير الشرعيين إلى الاتحاد، من خلال استعادة تركيا للاجئين العالقين في جزير بحر إيجة اليونانية مقابل إعادة إرسال غيرهم إلى أوروبا بشكل شرعي في إطار جهود منظمة لتوطينهم فى دول القارة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين ومنظمة العفو الدولية إن الصفقة برمتها يمكن ان تكون غير قانونية. وحذرت المفوضية الأوروبية أن الطرد الجماعي للأجانب، المتمثلين في السوريين العالقين في اليونان محظور بموجب القانون الدولي.
وأثارت الصفقة المحتملة مخاوف من انه في النهاية فإن أوروبا قد تضطر لقبول مئات الالاف من المهاجرين على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وقال منتقدون للصفقة التي وصفها الاتحاد الأوروبي باعتبارها إنجازا عظيما سوف يغير قواعد اللعبة فى محاولات الاتحاد لوقف تدفق طالبي اللجوء إلى القارة، إن الصفقة كارثية لأنها قد تجعل مشكلة المهاجرين.
كما اتهم المنتقدون تركيا بانها ابتزت أوروبا من خلال المطالبة بمضاعفة الدعم المالي الذي ستتلقاه لحل أزمة المهاجرين إلى 6 مليارات يورو للتعامل مع 2.9 مليون لاجئ في البلاد.
وقال المنتقدون إن إعادة أنقرة لجميع المهاجرين على الجزر اليونانية مقابل السماح لتركيا في المقابل بإرسال لاجئين بطريقة شرعية لتوطينهم في أوروبا، سيشجع أنقرة على السماح للاجئين السوريين غير الشرعيين بالذهاب إلى اليونان لأنه في مقابل كل لاجئ سيعود مرة أخرى لتركيا سيرسل غيره إلى أوروبا.
ويقول المنتقدون إن هذا يمكن ان يؤدى في نهاية المطاف إلى قبول أوروبا مضطرة لمئات الآلاف من المهاجرين بنهاية توقيت الصفقة فى ديسمبر 2018.
ويثير الاتفاق أيضا مخاوف أمنية لأن تركيا ستصبح صاحبة الحق الوحيد فى تحديد من هم اللاجئين الشرعيين.
وكجزء من الصفقة التي حصلت على دعم عدد كبير من قادة أوروبا فإن تركيا ستحصل على حق دخول مواطنيها إلى أوروبا بدون تأشيرة فى يونيو المقبل، فضلا عن تسريع محادثات انضمامها للاتحاد الأوروبي.
وقال زعيم حزب الاستقلال البريطانى نايجل فاراج :" إجراءات الاتحاد الأوروبي تسير إلى كارثة، فالسماح للأتراك بالسفر إلى أوروبا بدون تأشيرة دخول سيشجع المزيد من المهاجرين لأسباب اقتصادية".
وأضاف:" تركيا دولة لها سجل فظيع في مجال حقوق الانسان، كما انها سهلت التمويل والدعم بالمقاتلين لداعش، من الخطأ تماما ان يقوم كاميرون بدعم هذه الخطوة ".
======================
واشنطن بوست: تنظيم الدولة ضعف لكنه لم يمت
على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ يضعف تدريجيا، فإنه لا يزال يحتفظ بمناطق واسعة في سوريا والعراق والآن في ليبيا، وبشبكة "إرهابية عالمية" مع ما أظهره من استعداد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، بحسب صحيفة أميركية.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يضاعف من هجماته فيما يحاول التنظيم الرد عليها.
وبينما ينشر تنظيم الدولة أذرعه في دول أخرى أبعد من العراق وسوريا، فكذلك يفعل التحالف الدولي في حملته التي تستهدفه هو وتنظيم القاعدة، لكن في نطاق محدود وبعمليات معزولة حتى الآن، على حد تعبير الصحيفة.
وأشار الكاتب ديفد إغناشيوس إلى أن قوات العمليات الأميركية الخاصة تطبق -رويدا رويدا- الخناق على مقاتلي الدولة الإسلامية شرقي سوريا، وتتقدم نحو عاصمة التنظيم في مدينة الرقة لشن هجوم نهائي عليها بمساعدة من سماهم "شركاء" عديدين.
وقال إن الولايات المتحدة تهدف إلى القبض على قادة التنظيم، مثلما فعلت في الأول من مارس/آذار الجاري عندما اعتقلت أحد القياديين أثناء تنقله في شمال العراق.
وأضاف إغناشيوس في تقريره بالصحيفة نفسها أن هذا القيادي يخضع الآن لاستجواب الجيش الأميركي، ومن المتوقع تسليمه للأكراد العراقيين.
ويدير الحملة العسكرية في شرقي سوريا نحو خمسين من القوات الأميركية الخاصة المنتشرين هناك، بمشاركة حوالي عشرين فرنسيا وربما عشرة أو أكثر من المغاوير البريطانيين. ويعمل هؤلاء مع أربعين ألف كردي سوري ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية.
ويأمل القادة العسكريون الأميركيون في مضاعفة قواتهم البرية في سوريا إلى حوالي ثلاثمئة جندي، لتدريب ومساعدة أولئك المقاتلين. ومن المؤمل كذلك أن تلعب قوات خاصة من دول أخرى -كالإمارات العربية المتحدة-، دورا هناك.
وفي الإطار ذاته، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدمت للبيت الأبيض خطة اعتبرت الأكثر تفصيلا حتى الآن، وتحتوي على عدة خيارات عسكرية للتصدي للخطر المتعاظم من تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.
وتشمل تلك الخيارات شنّ غارات جوية محتملة ضد معسكرات التدريب ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة، وأهداف أخرى تابعة للتنظيم في ليبيا.
وأوضحت الصحيفة أن الغارات الجوية ستطال ما بين ثلاثين إلى أربعين هدفا في أربع مناطق من البلاد، بغية إصابة أخطر أفرع التنظيم خارج العراق وسوريا بالشلل، ومن ثم فتح الطريق أمام المجموعات الليبية المدعومة من الغرب للاشتباك مع مقاتليه برا.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن بعض كبار مسؤولي الإدارة الأميركية فوجئوا بنطاق الخطة العسكرية، كما حذر عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية من أن مثل هذه الغارات إذا لم يسبقها تنسيق مناسب فقد تعرض للخطر جهود التحالف الدولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف سياسية ليبية متناحرة.
=====================