الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9-5-2015

سوريا في الصحافة العالمية 9-5-2015

10.05.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الصحافة العالمية
1.     الاندبندنت: هناك مشكلة في إنهاء الحرب السعودية على اليمن.. سيكون من الصعب على الملك سلمان الخروج منها دون نجاحنيويورك تايمز: عمدة طهران يتحول فجأة إلى عاشق للفنون والآداب
2.     نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء
3.     الغارديان: طهران تغيير لوحات “الموت لأمريكا” إلى لوحات فنية
4.     سلايت الفرنسية: من هم الأوروبيون الملتحقون بتنظيم الدولة؟
5.     لوموند ديبلوماتيك :انتصار الملالي الهادئ
6.     نيويورك تايمز :حرب لإنهاء الجهاد
7.     معهد واشنطن :المد العلوي يقترب من البرلمان التركي
8.     معهد واشنطن :مؤتمر كامب ديفيد في ظلال كوبا
9.     فاينانشيال تايمز: طبيعة علاقات الحوثيين بحزب الله اللبناني
10.   يو إس نيوز: لهذه الأسباب يجب على أوباما إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا
11.   موقع اوريون الفرنسي : مسيحيو الشرق.. قضية سياسية فرنسية
12.   بزنس إنسايدر: تركيا والسعودية في تعاون رسمي لإسقاط الأسد في سوريا
13.   نيوريورك تايمز :النظام السوري يستخدم السلاح الكيماوي من جديد
 
الاندبندنت: هناك مشكلة في إنهاء الحرب السعودية على اليمن.. سيكون من الصعب على الملك سلمان الخروج منها دون نجاح
ترجمة خاصة لـ"خبر" للأنباء - فارس سعيد:
الخبر
 نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقريراً بعنوان "الأزمة اليمنية: المواطنون المرعوبون عالقون بين السعودية وإيران والأزمة الإنسانية تهدد الملايين".
أشارت الصحيفة إلى أن عشرات الجنود السعوديين قتلوا على الحدود جراء الاشتباكات، وأن الغارات الجوية التي استمرت لمدة 5 أسابيع والقذائف المدفعية على ميناء عدن، ما زالت مستمرة، وهو ما أدى إلى تحويل المدينة إلى كومة من الحطام"، موضحة أن "الغارات الجوية فشلت في إجبار الحوثيين على التراجع، كما أن التحالف السعودي الذي دشن "عاصفة الحزم" ترك المنطقة في انقسام بين سنة وشيعة، وهو ما يهدد بمزيد من القتال والانقسام، وذلك في إطار المواجهة المتنامية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وقالت وزارة الداخلية السعودية، إن 3 من جنودها قتلوا عندما هاجم الحوثيون نقطة حدودية في منطقة نجران.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة الحقيقية في امتداد القتال إلى داخل البيوت، وأن آلاف الأسر باتت عالقة داخلها، مؤكدة أن العديد من النساء والأطفال والمدنيين قتلوا داخل البيوت، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة أعلنت عن مقتل أكثر من 1200 شخص واضطر 300 ألف لترك منازلهم نتيجة القصف السعودي والقتال البري، لاسيما من عدن.
ونقلت الصحيفة عن نشطاء يمنيين شهاداتهم بمقتل نساء وأطفال ومدنيين داخل البيوت حرقاً أو بقذائف الدبابات التي هدمت المنازل فوق رؤوسهم.
ونوهت الصحيفة إلى الكارثة الإنسانية التي يواجهها نصف سكان اليمن الذين يعانون من سوء التغذية من قبل بدء الغارات الجوية ونقص في الماء أيضاً. وقالت وكالة المعونة التابعة للأمم المتحدة: "إن الحصار الجوي والبحري السعودي يمنع اليمن من استيراد الغذاء، بالإضافة إلى غلق المستشفيات لنقص وقود المولدات، وطلبت المستشفيات من أصحاب السيارات المساعدة لنقل الجرحى والمرضى".
وأوضحت، أنه في الأسابيع الستة الماضية انضمت اليمن لدول مثل سوريا والعراق وليبيا، أصيبوا بالشلل جراء العنف. وأشارت، إلى أن جنوب اليمن يسعى للاستقلال الذي كانت تتمتع به قبل عام 1990.
وأكدت الصحيفة، أن انهيار الدولة وتفتيتها أعطى فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب للتوسع وزيادة النفوذ، حيث قام مقاتلوه بتحرير 300 من زملائهم الذين كانوا معتقلين، ثم استولوا على مدينة وميناء المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن.
وأكدت، أن الكثير من القبائل التي اعتادت معارضة القاعدة أصبحت الآن مساندة وداعمة له، لأن القاعدة يدرب الجنود ويقوم بعمليات قوية وتفجيرات انتحارية لوقف تقدم الحوثيين.
واشارت الى أن داعش ظهر للمرة الأولى في اليمن عن طريق نشر شريط فيديو لمقاتليه وهم ينفذون عمليات إعدام بحق 15 جندياً يمنياً خطفهم في 12 نيسان في محافظة شبوة. وبعد ذلك بيومين ظهر فيديو لأربعة من الجنود، وبعضهم قال إنهم ينتمون إلى اللواء الثاني مشاه جبلي، تم ذبحهم من قبل جلادي داعش. و10 جنود آخرين تم رميهم بالرصاص في الرأس.
وتحولت الحملة الجوية السعودية التي بدأته بأنه نزاع داخل اليمن إلى نزاع إقليمي من شأنه أن يجعل الأمر أكثر صعوبة للحل.
وقالت الصحيفة البريطانية، في الواقع بداية الحرب الجوية السعودية قبل خمسة أسابيع وضعت حداً للمفاوضات التي كانت على وشك النجاح في تشكيل حكومة تقاسم السلطة في العاصمة صنعاء وفقاً لمبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في حديثه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، عندما قال إن الأطراف السياسية المتناحرة في اليمن كانت على وشك التوصل إلى اتفاق شراكة حين بدأت الغارات السعودية قبل شهر.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن بن عمر قوله "إن الحملة السعودية أدت إلى تشديد المواقف بشأن نقطة رئيسية وهي تأليف هيئة تنفيذية لقيادة المرحلة الانتقالية في اليمن". مضيفاً، أن هذا الأمر "سيعقد المحاولات الجديدة للتوصل إلى حل".
وأوضح الدبلوماسي المغربي، "أن اليمنيين كانوا قريبين من التوصل إلى اتفاق يؤسس لتقاسم السلطة بين جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون". وقال بن عمر: "إن الحوثيين وافقوا، وفق الاتفاق الذي كان يتبلور، على سحب مقاتليهم من المدن التي سيطروا عليها في الأشهر الثمانية الأخيرة على أن تحل مكانهم قوة حكومية كانت الأمم المتحدة تعمل على تفاصيلها. في المقابل يكون عبد ربه منصور هادي جزءاً من الهيئة التنفيذية التي ستقود المرحلة الانتقالية في البلاد". إلا "أن التدخل العسكري السعودي الذي بدأ في 27 مارس جعل الحوثيين يتصلبون في موقفهم الرافض أي دور لهادي كما تصلبت مواقف الأطراف المدعومة من السعودية والتي رفضت منح الحوثيين السلطة السياسية، وفق بن عمر.
ومما نقلته الصحيفة الأميركية عن بن عمر قوله، "إن قطر والمغرب كانتا مستعدتين لاستضافة جولة جديدة من المحادثات اليمنية، لكن بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية رفض الحوثيون هذين المكانين".
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع مطلع على المحادثات، أن السعوديين تدخلوا لمنع اتفاق شراكة يضم الحوثيين ويعطي المرأة 30% من مقاعد الحكومة والبرلمان".
واختتمت "الاندبندنت" تقريرها بأن هناك مشكلة في إنهاء الحرب على اليمن، هو أنه سيكون من الصعب على الملك سلمان الخروج منها دون نجاح إذا كان يرغب في تجنب الأضرار التي لحقت هيبته في بداية حكمه. في نفس الوقت، المملكة العربية السعودية لا يبدو أن لديها خطة أخرى من الهزيمة الكاملة للحوثيين، وهو الأمر الذي من غير المرجح أن يحدث؛ لأن هناك طريقاً مسدوداً.
=====================
نيويورك تايمز: عمدة طهران يتحول فجأة إلى عاشق للفنون والآداب
السبت 9 مايو 2015 / 11:03
24 - إعداد: ميسون جحا
من المعروف في إيران، أن عمدة طهران، محمد باقر غاليباف، كان قائداً سابقاً في الحرس الثوري الإيراني، وهو طيار متقاعد، وخاسر كمرشح رئاسي في جولتين انتخابيتين. ولكن خلال الأسبوع الماضي، أضاف الرجل لألقابه لقباً جديداً، راعي الآداب، وذلك عندما أمر بأن تملأ 1500 لوحة إعلانية منتشرة في أنحاء المدينة، نسخاً لأعمال فنية شهيرة، ومن ضمنها لوحات رسمها فنانون غربيون مشهورون.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بين ليلة وضحاها توقفت معظم اللوحات الإعلانية في طهران، والتي تملكها بلدية المدينة، وتعتبر مصدر دخل كبير لها، عن نشر إعلانات لغسالات من إنتاج كوريا الجنوبية، وآخر معدلات الفائدة المصرفية (حالياً 22٪)، لكي تعرض نسخاً للوحات فنية رسمها أمثال رامبرانت والمصور الفرنسي الشهير هنري كارتييه بريسون.
فنون وسط التلوث
وتقول الصحيفة إن سكان طهران الذين يمضون ساعات وسط طرق مزدحمة، وغالباً ما يغطون أفواههم وأنوفهم بكمامات اتقاءً للأدخنة الملوثة، فركوا أعينهم من الدهشة عندما رأوا أعمالاً فنية رائعة لرسامين عالميين تعرض إلى جانب لوحات لفنانين إيرانيين مشهورين.
ولذا يقول حميد هارماز، 58 عاماً، وهو يتنقل بسيارته للأجرة الصفراء وسط إشارات المرور في "شارع محمد السريع" أصبح طريقي اليومي أشبه بمغامرة. فنحن اليوم نتناقش ونتحدث داخل سيارتي حول رسومات وأعمال فنية ".
ومن جانبه، يقول مستشار في هيئة تجميل طهران، مجموعة بلدية مسؤولة عن تزيين الجدران والحدائق العامة والساحات، ومن ضمنها اللوحات الإعلانية، مجتبى موسوي إن "تلك المناقشات تصب في صالح المشروع الفني الذي تبيناه. إن سكان مدينتا مشغولون بشدة في أعمالهم لدرجة لا تسمح لهم بزيارة المتاحف أو المعارض الفنية، ولذا قررنا أن نحول طهران بأكملها إلى معرض هائل".
القفز نحو الفكرة
وقال رضا باجاري، مسؤول آخر في بلدية طهران "لقد تلقى عمدة المدينة الفكرة، وكل ما نقوم به يتم تحت إشرافه. إن السيد غاليباف محب للفنون، وأصبح لديه، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، عشق للأعمال الفنية. وإن إدارة مدينة كبيرة كطهران يتطلب تقديم أشياء أخرى بالإضافة للخدمات الأساسية. من الآن فصاعد يجب أن تكون الثقافة والفنون جزءاً من هذه الخدمات أيضاً".
من ثم أضاف "لا أقول ذلك لأني أعمل هنا في بلدية المدينة، وأنت ترى نسخاً للوحات معبرة شهيرة معروضة في شوارع طهران، مثل لوحة" الصخرة" للفنان النرويجي مونش".
سياسي ماكر
ويفسر محللون، وقد يكون رأيهم غير صحيح، هذا التحول المفاجئ نحو الفنون، بأن مبعثه دافع سياسي. وكما هو الحال في الولايات المتحدة حيث تستعد الأحزاب السياسية للانتخابات الرئاسية لعام 2016، يعرف غاليباف، ورغم هزيمته مرتين في الفوز بالرئاسة، بكونه سياسي ماكر وطموح.
ويقول المحللون "مع احتمال التوقيع على صفقة نووية مثيرة للجدل في الصيف الحالي، ومع احتمال التقارب مع الولايات المتحدة، قد يحاول عمدة طهران تقديم نفسه على أنه رجل المرحلة".
وفي هذا السياق، قال المؤرخ وجامع الأعمال الفنية، حميد طاهري، 56 عاماً "إن عرض الفنون أمام أعين أبناء الطبقة المتوسطة في طهران، هي محاولة واضحة لكسب رضاهم. ولكن، لا أعارض بالطبع هذه الخطوة، فمن الرائع أن تشاهد لوحات رائعة تزين أرجاء المدينة، إنه شيء فريد من نوعه".
وتقول نيويورك تايمز "من بين اللوحات، التي اختارتها لجنة تزيين المدينة، تشكل أعمالاً أجنبية 30٪ منها، ومن ضمنها لوحات للرسام الأمريكي جون سينغر سارجانت والمصور والرسام الأمريكي أيضاً، لي فريدلاندر".
تجنب الاعتراضات
ويقول موسوي "من بين الأعمال المعروضة، اخترنا لوحات رسمها فنانون إيرانيون رحلوا قبل مدة طويلة، لأن بعض الأعمال لفنانين معاصرين قد تثير جدالاً وقد تمنع من العرض".
ومن بين المعروضات صور لقطع من السجاد الإيراني القديم، ولوحات مستقاة من مجموعة شهيرة "كتاب الملوك"، فضلاً عن أعمال رسمها باهمان موهاسيس، والمشهور بلقب "بيكاسو الفارسي".
وقالت مانيجيه أكبري، 60 عاماً، وهي تقيم في الحي الغربي لمنطقة سعادة آباد "أعجبتني الفكرة، ولكن يجب أن لا تنسى المدينة ضرورة تنظيف الأرصفة أيضاً".
وتقول نيويورك تايمز أنه طوال السنوات التي أعقبت الثورة في عام 1979، كانت الإعلانات ممنوعة من قبل رجال الدين الإيرانيين، والذين فضلوا اللافتات. وكان من أشهر ما عرض خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية لافتة كتب عليها" نقدم الدماء التي تسري في عروقنا هدية لقائدنا الغالي". وكثيراُ ما زينت الجدران بلوحات جدارية تعرض لصور شهداء تلك الحرب، والتي قضى فيها 400 ألف شاب إيراني".
ولكن سرعان ما حل مكان تلك اللافتات لوحات تجارية، إلى أن لاقت الخطوة الأخيرة ترحيباً كبيراً، لدرجة أن معظم من التقى بهم مراسل نيويورك تايمز قالوا أنهم لم يزوروا قط متحفاً، أو صالة فنون".
وقال ماجد حبي، 19 عاماً طالب جامعي "بالطبع شيء جميل أن أرى لوحات فنية عوضاً عن إعلانات تجارية، وسوف يشجعني ذلك، ولأول مرة في حياتي، على زيارة متحف، عوضاً عن الخروج لتدخين الأركيلة، وحسب".
=====================
نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء
ريهام التهامي
صدى
نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء
نيويورك تايمز: غارات التحالف الدولي ضد «داعش» قد تطال سيناء
تحت عنوان “السقوط في حرب أكثر اتساعا”، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية افتتاحيتها الأحد الماضي، تناولت فيها بشكل نقدي سبل مد الحرب ضد تنظيم داعش إلى ما أبعد من حدود #العراق وسوريا، مشيرة إلى أن هذا الأمر خاضع بالفعل للدراسة من قبل الولايات المتحدة وشركائها في ما يسمى بـ “التحالف ضد التنظيم الإرهابي”، مضيفة أن هذا التوسع قد يمتد ليصل إلى مناطق أخرى من بينها شبه جزيرة سيناء التي تنشط فيها جماعة أنصار بيت المقدس الموالية لداعش.
وتشير الصحيفة إلى أنه ينبغي أن لا يتفاجأ أحد من أن الولايات المتحدة وحلفائها في التحالف يناقشون توسيع الحرب ضد تنظيم داعش إلى ما وراء حدود #العراق وسوريا، فقد أصبحت الحروب الأكثر اتساعا أمرا معتادا بعض الشيء في الأعوام الأخيرة، وذلك في الوقت الذي تمتد فيها النزاعات العسكرية في ظل عدم وجود وعي أو حوار عام كبير.
وتوضح “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش” بدأ  ما يسمى  الحرب على الإرهاب في أفغانستان، ثم انتقل إلى #العراق وغيرها، وبعد مرور 14 عاما على هجمات 11 سبتمبر، ولا يزال الرئيس “أوباما” ينشر قوات أمريكية وأسلحة لمحاربة تنظيم القاعدة والمتطرفين الآخرين في مناطق نائية بالعالم، بما في ذلك باكستان.
وتلفت الصحيفة إلى أنه قد تركزت الحرب ضد الجماعات الإرهابية بشكل كبير على #العراق وسوريا حيث تتمركز داعش، والتي سيطرت على مساحات من الأراضي هناك وأسست كيانا راسخا، إلا أن بعض الأعضاء الإقليميين بالتحالف الذي تم تشكيله ضد داعش، والذي يضم أكثر من 60 دولة، الآن يضغطون على الإدارة الأمريكية من أجل حمل الحرب إلى جماعات إرهابية أخرى أعلنت نفسها كفروع إقليمية لتنظيم داعش.
وترى “نيويورك تايمز” أن هذا نظريا قد يورط الولايات المتحدة والتحالف في ليبيا، حيث أرسل داعش عدد قليل من مقاتليه للعمل على تنظيم نشاط المسلحين هناك، وقد يعني ذلك أيضا التحرك ضد أنصار بيت المقدس، وهي جماعة إرهابية تدعمها داعش في شبه جزيرة سيناء تنفذ هجمات إرهابية في #مصر، مضيفة أنه بحسب تقديرات مسئولين استخباراتيين، قد يكون لدى داعش نحو 31500 مقاتل في سوريا والعراق.
وتعتقد الصحيفة أن المشكلة أكثر تعقيدا بكثير من مجرد تعقب داعش والجماعات المشتقة منها، فهناك الكثير من التهديدات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا، وهي التهديدات التي لا تقتصر على المتطرفين فقط، وإنما أيضا هناك صراعات طائفية عتيدة وطويلة الأمد، إضافة إلى الانهيار شبه التام لسلطة الحكومة والنظام المدني في بعض الدول مثل اليمن وليبيا، كل ذلك يجعل إيجاد إستراتيجية، أو بالأحرى إستراتيجيات، متناسقة وفعالة لللتعامل مع هذه التحديات أمرا أصعب بكثير.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه من خلال بعض الوسائل، سعى “أوباما” للحد من الدور الأمريكي في الحرب على داعش باستبعاد إرسال قوات برية، والحد في البداية من المشاركة العسكرية بالعراق واقتصارها على الضربات الجوية وتقليل مستويات القوة عبر الاكتفاء بتقديم دعم مخابراتي والمساعدة في أعمال التدريب والمشورة للوحدات العراقية، لكنه بعد ذلك زادت مستويات القوات في #العراق ووسع نطاق الضربات الجوية لتمتد إلى سوريا، وإضافة إلى ذلك، طالب الكونجرس مؤخرا بالموافقة على تشريع يعطيه، ويعطي أسلافه من بعده، ما يبدو وكأنه تفويض مفتوح لشن الحرب على داعش وما يرتبط بها من أشخاص أو قوات.
=====================
الغارديان: طهران تغيير لوحات “الموت لأمريكا” إلى لوحات فنية
الديوان
الديوان - متابعات
نشرت صحيفة الغارديان مقالا في عددها الصادر الجمعة للكاتب سعيد كمالي دهغان حول تغيير طهران إلى ما يشبه معرضا فنيا.
يقول الكاتب، كما جاء على ” بي بي سي” العربي إن اللوحات الكبيرة في شوارع طهران عادة ما تحمل إعلانات تجارية عن بضائع مختلفة ومتنوعة أو صورا لشهداء حرب السنوات الثماني مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي أو أقوالا لرجال دين أو عبارة “الموت لأمريكا”.
إلا أن وجه المدينة تغير بين ليلة وضحاها إلى ما يشبه قاعة الفنون.
فطبقا لمشروع لعمدة المدينة لتشجيع الناس على زيارة المتاحف تغيرت اللوحات في الشوارع إلى لوحات فنيه لرسامين إيرانيين وعالميين بينها لوحات لبابلو بيكاسو، ورينيه ماغريت، وهنري ماتيس.
وتنتشر الأعمال الفنية على أكثر من 1500 لوحة كبرى انتشرت عبر المدينة تعرض 700 عمل فني إيرانية وعالمية.
ويسمى المشروع “معرضا بحجم المدينة”.
وعبر الكثيرون من المواطنين والصحفيين عن غبطتهم بالمشروع. وقال سكان إنهم للمرة الأولى يرون تلك الأعمال ويعرفون أسماء وأماكن لم يكونوا يعرفونها من قبل. وقال احدهم إنه يشعر وكأنه يحلم.
ويستمر عرض اللوحات في الشوارع عشرة ايام.
ويقول مدير المشروع إن معظم لوحات الإعلانات تديرها شركات خاصة وكانت في البداية غير راضية عن توقف الاعلانات التجارية لعشرة أيام. لكنهم بعد ذلك وافقوا واعطونا اللوحات لأن هذا نشاط ثقافي.
=====================
سلايت الفرنسية: من هم الأوروبيون الملتحقون بتنظيم الدولة؟
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
نشرت صحيفة سلايت الفرنسية تقريرا حول ظاهرة اعتناق الأوروبيين الإسلام والتحاقهم بتنظيم الدولة، أبرزت فيه أن هؤلاء الشبان ليست لديهم فكرة واضحة عن الدين الإسلامي، باستثناء ما تعرضوا له من دعايات تبثها التنظيمات المسلحة عبر الإنترنت، كما أكدت أن أغلب هؤلاء الذين يستجيبون لهذه الدعاية لديهم استعداد فطري لممارسة العنف.
وقالت الصحيفة إن أربعة آلاف أوروبي ذهبوا للقتال في صفوف تنظيم الدولة، اعتنق سدسهم الإسلام في وقت متأخر ولم يولدوا مسلمين.
وأضافت أن من بين هؤلاء مغنية راب هولندية تدعى "بتسي"، اعتزلت الغناء و ارتداء الملابس الرياضية لتتزوج من أحد مقاتلي تنظيم الدولة في سوريا.
وهناك أيضا مغن موسيقى هيب هوب، ألماني يدعى "ديسو دوغ"، وأصبح اليوم ينشد المدائح والأذكار الدينية المشجعة على القتال، بالإضافة إلى الشاب الأمريكي الذي فتح النار على المشاركين في مسابقة كاريكاتور مسيئة للرسول محمد، منذ أيام قليلة في تكساس، والعديد من الشباب الآخرين.
كما أكدت الصحيفة أن الإحصائيات تشير إلى أن واحدا من كل أربعة فرنسيين التحقوا بالتنظيم اعتنق الإسلام ولم يولد مسلما، و أشارت إلى أن هذه الظاهرة تطورت إلى درجة تعتبر خطيرة وغير مسبوقة في أوروبا، رغم أنها ليست المرة الأولى من نوعها، حيث إن الأمريكي آدم غدان كان قد التحق بتنظيم القاعدة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وجون ووكر ليند انضم إلى تنظيم طالبان في أفغانستان.
وأشارت إلى أنه رغم مساهمة شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الدعايات، فإن عملية الاستقطاب تكون في الحقيقة أكثر تعقيدا، كما أنها تقوم بالأساس على المواجهة المباشرة مع المجندين الجدد المحتملين.
كما تحدثت الصحيفة عن العمل الاستقصائي الذي قام به الصحفيان أنثوني فيولا و سعاد مخنات، اللذان تحولا إلى هولندا و تحدثا مع جمال أحجاج، إمام "جامع السنة" هناك، الذي صرّح بأن "المساجد توفر دروسا دينية للمقبلين حديثا على الإسلام، ولكن يحدث أن يأتي أشخاص متشددون لاستقبالهم أمام المسجد والتأثير عليهم، بما أنهم حديثو العهد بالإسلام ولا يملكون فكرة واضحة حوله".
وأشارت الصحيفة إلى أن حالة مغنية الراب بيتسي لم تفاجئ الإمام جمال، الذي قال إن 70 في المئة من السبعة والتسعين شخصا اللذين دخلوا للإسلام في المسجد الذي يؤمه خلال سنة 2014، هم من النساء.
وأضافت نقلا عن ماريون فان سان، الباحثة في جامعة روتردام، أن معظم الملتحقات بتنظيم الدولة هن فتيات ذوات شخصيات ضعيفة، تعرضن للاستغلال والعنف في الماضي مما خلف لديهن مشاكل نفسية و سلوكية كبيرة.
وفي السياق ذاته، أكدت الصحيفة أن "التفسير المتطرف للإسلام" له وقع شديد على هؤلاء "المسلمين الجدد"، حيث إنه يمنح لهذا الشباب التائه شعورا بالانتماء، و يعلمه قواعد واضحة، ويجيب عن أسئلته العالقة، ويزوده بقيم جديدة، وهو أمر مفقود في أغلب المجتمعات الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن رجل هولندي في العقد الثالث من عمره، قضى 8 سنوات سجنا بسبب انخراطه في تنظيمات مسلحة، أن الآباء والأمهات الهولنديين ينشؤون أبناءهم تنشئة ليبرالية، غير قائمة على مبدأ التفريق بين الصواب والخطأ، كما أنهم يعجزون على الإجابة عن تساؤلات أبنائهم الوجودية، الأمر الذي يدفع ببعضهم إلى البحث عن إجابات مقنعة في أماكن أخرى، فيكونون بذلك عرضة للاستقطاب من تيارات مختلفة، ويصبح اختيار الشاب لمصيره، بين أن يكون مقاتلا في سوريا أو أن يكون مغنيا في حانة، أمرا رهين الصدفة لا غير.
=====================
لوموند ديبلوماتيك :انتصار الملالي الهادئ
شيرفين أحمدي* – (لوموند ديبلومايتيك)
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
3/5/2015
يشكل الاتفاق المؤقت بشأن برنامج إيران النووي انتصاراً لطهران قبل كل شيء. وقد اضطرت الحكومة الإيرانية إلى التراجع عن بضع قضايا كانت قد قالت سابقاً أنها غير قابلة للتفاوض، مثل عدد أجهزة الطرد المركزي التي ستحتفظ بها، والنسبة المسموح بها لتخصيب اليورانيوم، لكنها كسبت في المقابل الاعتراف بها كدولة يمكن للغرب، وخاصة الولايات المتحدة، أن يتفاوض معها. والآن، ترى إيران إمكانية للمزيد من التعاون مع خصومها السابقين –اقتصادياً في البداية، ثم ربما في قضايا عسكرية وسياسية على المدى الأبعد- حتى مع أنها لم تتم تسوية أي شيء بعد، وما تزال هناك اختلافات رئيسية قائمة حول تأويل اتفاق لوزان، خاصة فيما يتعلق بسرعة رفع العقوبات.
خلافاً للتوقعات، لم يسفر الاتفاق المؤقت عن أي نشوة كبيرة في أوساط القادة الإيرانيين، ولو أنهم أعربوا عن ارتياح حذر. وقد كالت شخصيات النظام الرفيعة، من قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة، إلى رئيس البرلمان علي لاريجاني، المديح للمفاوضين. وكان المرشد الأعلي، علي خامنئي، بطيئاً تماماً في التعبير عن وجهات نظرة، وقال أن اتفاق لوزان "لا يضمن بالضرورة تحقيق اتفاق"، ونصح الإيرانيين بعدم الانجراف كثيراً والاستسلام للفرح قبل الأوان. وربما تبدو ملاحظاته كتحذير، لكنه لا ينبغي نسيان أن خامنئي نفسه سهل الوصول إلى نتائج محادثات لوزان من خلال تخويله المفاوضين الإيرانيين بتقديم تنازلات. وفي نهاية المطاف، أعربت العناصر الأكثر تشدداً في النظام –تلك القريبة من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والتي تجمع معاً في حركة تعرف باسم "القلقون"- عن معارضتها، واشتكت من أن الاتفاق لم يدافع بما يكفي عن مصالح إيران القومية.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، حاول الرئيس حسن روحاني وحكومته، وببعض النجاح، خلق شعور بالوحدة الوطنية حول المفاوضات. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، أطلق ستة من مخرجي الأفلام (من بينهم عباس خيروستامي، وأصغر فرهدي، ورخشان بني اعتماد) حملة تحت شعار "ليس هناك اتفاق أسوأ من عدم وجود اتفاق". وكانت تلك هي المرة الأولى في أكثر من ثلاثة عقود، والتي ينخرط فيها المثقفون في شؤون الجمهورية الإسلامية بمثل هذه الطريقة المؤثرة والإيجابية. كما ساعدت محاولات المملكة العربية السعودية وإسرائيل إفشال محادثات لوزان أيضاً في إحياء العاطفة الوطنية، بل القومية، في إيران.
لكن من المهم إدراك أن التوصل إلى اتفاق لن يهدئ الصبر الشعبي النافد في إيران. وقد استقبل الشعب الإيراني نتيجة محادثات لوزان بلا حماس ولا تفاؤل، بل وبدرجة من القدرية في واقع الأمر. فالوضع الاقتصادي ما يزال صعباً. وعلى الرغم من زعم الحكومة بأنها سيطرت على التضخم، يشعر الإيرانيون بالانسحاق تحت ضغط الارتفاع المستمر في الأسعار. ومشاعر عدم الرضا في صعود، والإضرابات تصبح أكثر شيوعاً باطراد، خاصة في قطاعي صناعة السيارات والتعليم.
يثير التقارب مع الغرب أيضاً قضية جيوسياسية جديدة لإيران. فقد أظهرت المفاوضات حكمة السياسة الخارجية الإيرانية. وعلى العكس من كثير من جيرانها، طورت إيران رؤية استراتيجية إقليمية ودولية متماسكة، وصنعت بذلك منطقة نفوذ تمتد من أقصى المناطق الصينية وشمال أفغانستان إلى البحر الأبيض المتوسط. ولكن، هل ستتمكن إيران من الاحتفاظ بكل لك من دون حفز احتكاك مع الغرب؟ مهما يكن ما يحدث في لبنان والعراق وسورية واليمن، فإن إيران ليست على وشك تغيير جوهر سياستها الخارجية: وكان مفاوضوها حريصين على فصل البرنامج النووي عن القضايا الشائكة الأخرى، مثل الاعتراف بإسرائيل، حتى لا يعرضوا اتفاق لوزان للخطر.
يبقى أن نرى ما إذا كان التقدم الذي تم إحرازه في لوزان سوف يساعد في تغيير الأشياء في الوطن. وترتبط الإدارة البائسة التي تعاني منها طهران وثيقاً بتاريخ وطبيعة النظام، المنقسم إلى فصائل متعددة، والتي لا يستطيع أي منها الإطاحة بالأخريات. وربما كان ذلك يشكل أحد الأصول في السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية، لكنه يتسبب الآن في حالة من الجمود، حيث يتطلب إجراء أي تغيير تحقيق إجماع واسع بين قادة البلد. وقد نجم عن التغييرات واسعة النطاق في السنوات الثلاثين الماضية توتر مستمر بين الحكومة والشعب حول القضايا الاجتماعية. ويجد النظام من الأصعب على الدوام إدارة التناقض بين الشكل الإسلامي للحكومة، وبين صعود مجتمع حديث متحضر إلى حد كبير.
على الرغم من أن روحاني فاز في الانتخابات الرئاسية للعام 2013 من الجولة الأولى، فإنه لا يحاول أن يتحدى النظام القائم. وباستثناء إعادة بناء جهاز دولة أضعفه أحمدي نجاد بشكل كبير خلال السنوات الثماني التي قضاها في المنصب، فإن هدفه الرئيسي هو استعادة العلاقات الطبيعية مع الغرب وإنهاء عزلة إيران. وإذا ما اطمأن قادة طهران إلى أفق وضع نهاية للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وأوروبا، واختاروا التغيير، فإنهم سوف يحتاجون إلى نموذج ليحتذوا به. وقد فشل نهج الانفتاح السياسي على غرار نموذج غورباتشوف، والذي تبناه الإصلاحيون، ويبدو أنهم أصبحوا يفضلون الآن النموذج الصيني: الانفتاح الاقتصادي والانغلاق السياسي. لكن ظهور الرأسمالية الصناعية في طهران يبقى أمراً غير مؤكد، حيث الاقتصاد ليس متنوعاً جداً وما يزال معتمداً على عائدات النفط إلى حد كبير. وبالإضافة إلى ذلك، لن يعمل الانفتاح المتوقع لأسواق إيران على تقوية صناعاتها، وربما يفضي إلى وضع تمكن رؤيته في عدد من الدول الأخرى المنتجة للنفط، حيث تعمل الرأسمالية الريعية كرأس جسر للشركات الكبرى متعددة الجنسيات. ويبدو أن الطريق إلى التغيير سوف تكون طويلة جداً.
ala.zeineh@alghad.jo
*رئيس تحرير الطبعة الفارسية من مجلة "لوموند ديبلوماتيك".
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
 The Mullahs’ Quiet Victory
=====================
نيويورك تايمز :حرب لإنهاء الجهاد
يوجين دراغون * —(نيويورك تايمز) 1/5/2015
 ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد الاردنية
مع انقضاء شهر نيسان (أبريل) ودخول شهر أيار (مايو) قبل 100 عام من الآن، مزق الشرق الأوسط عنف غير مسبوق. فقد صدر أمر إلى الأرمن في عموم مناطق الامبراطورية العثمانية بالتخلي عن مساكنهم لما تبين لاحقاً أنها مسيرات موت، بينما سقط آلاف الأتراك صرعى وجرحى وهم يدافعون عن شواطئ غاليبولي من غزو الحلفاء. كما سقط جنود من الحلفاء -البريطانيين والفرنسيين والشمال افريقيين والاستراليين والنيوزلنديين- بالآلاف أيضاً.
وخلال عام، سوف يموت أكثر من 140.000 رجل في غاليبولي -86.500 تركي، و56.000 جندي من بريطانيا وفرنسا ومستعمراتهما فيما وراء البحار. وقضى عدد يقدر بما يتراوح بين 800.000 إلى 1.5 مليون مدني نحبهم في عملية الإبادة العرقية الأرمنية.
كل ذلك يتم تذكره جيداً. لكن ما يلقى قدراً أقل من التقدير هو كيف يمكن تعقب عدد من هذه الوفيات، وكذلك المزيد منها في المعارك اللاحقة، إلى مقامرة مكنت الامبراطورية العثمانية من تحويل مسارات الحرب لفائدة حلفائها من خلال فكرة الجهاد -أو الحرب الإسلامية المقدسة.
كان السلطان محمد الخامس، باعتباره الخليفة، قد أمر القوات التركية في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1914، بما يلي: "ألقوا بأنفسكم كالأسود في وجه العدو، وضعوا في اعتباركم أن وجود إمبراطوريتنا نفسه، ووجود 300 مليون مسلم الذين قمت باستدعائهم بموجب فتوى مقدسة للجهاد، يعتمد على إحرازكم النصر".
لقي هذا الإعلان التشجيع من ضغط متواصل من ألمانيا التي عرف مخططو الحرب لديها أفضل من أي قوة أوروبية أخرى حدود قدرة الجيش العثماني على شن حرب تقليدية. وقد ترأس أحد الجنرالات، ليمان فون ساندرز، بعثة لإعادة بناء قوات المشاة التركية عشية الحرب. وفي تموز (يوليو) من العام 1914، أشار على حكومته بأن تركيا، التي تعاني من اقتصاد منهار وجيش متعب ومستنفد، "لا قيمة لها كحليف"، ونصح بعدم التحالف معها.
لكن مستشارين نافذين اقنعوا القيصر فيلهلم الثاني بأن العثمانيين يستطيعون إضعاف الحلفاء في الجبهة الغربية من خلال افتعال الانتفاضات الإسلامية في مستعمراتهم مترامية الأطراف. وبوجود أكثر من 100 مليون مسلم تحت الحكم البريطاني في الهند ومصر، والملايين الأخرى تحت الحكمين الفرنسي والروسي في افريقيا والقوقاز، فقد حاجج هؤلاء الخبراء الألمان في شؤون الشرق الأوسط بأن الدعوة العثمانية إلى الجهاد سوف تتسبب بثورات شعبية، وأن مجرد التهديد بذلك في الهند سوف يدفع بريطانيا إلى الاستسلام.
بطريقة ملفتة، أخذ البريطانيون مسألة الجهاد الذي يأتي بتحريض ألماني على محمل الجد بنفس القدر الذي أخذه عليه مستشارو القيصر، خاصة بعد تمرد مئات الجنود المسلمين الهنود الذين يخدمون في سنغافورة في شباط (فبراير) من العام 1915. واستغرق الأمر السلطات البريطانية أسبوعاً لاستعادة النظام. ثم بعد وقت قصير من اجتياح القوات البريطانية لشواطئ غاليبولي، أعادت بريطانيا نشر كل القوات الهندية المسلمة في الجبهة الغربية، بسبب شكوك في ولائهم في حملة الشرق الأوسط. وسوف تثبت هذه المحاذير كونها مبالغاً فيها؛ فمع نهاية الحرب الكبرى، خدمت غالبية ضخمة من مليون جندي هندي -ربعهم من المسلمين- بالتزام مدهش جهود الحرب البريطانية.
مما ينطوي على مفارقة أن تهديد الجهاد لعب على مكامن قلق مخططي الحرب البريطانيين أكثر مما أثارت الدعوة إلى الجهاد المسلمين في المستعمرات. وبسبب الخوف من احتمال أن تفضي انتصارات العثمانيين في ميادين المعارك إلى الإيحاء بانتفاضات في المستعمرات المسلمة، ظل البريطانيون والفرنسيون ينجذبون بطريقة تزداد عمقاً إلى داخل معارك الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، كانوا قد ظنوا أن حملة غاليبولي ستؤمن هزيمة سريعة للإمبراطورية العثمانية. لكن الحملة فشلت عندما أثبت الأتراك مهارة في الدفاع عن أراضي وطنهم الرئيسية. وبعد ثمانية أشهر من بدء الحملة، تخلى الحلفاء عنها في كانون الثاني (يناير) من العام 1916، مثيرين مخاوف جديدة بين ظهراني مخططي الحرب البريطانيين من أن هذا الانتصار العثماني ربما يكون قد عزز القبول العام لفكرة الجهاد. وفي محاولة الرد على ذلك، أقدموا على محاولة متهورة لغزو بغداد، ليمنوا بهزيمة أكبر في كوت العمارة عندما أجبر أكثر من 13.000 جندي بريطاني وهندي على الاستسلام غير المشروط في نيسان (أبريل) من العام 1916.
مع كل تراجع وانتكاسة، أعاد البريطانيون مضاعفة الجهود لإلحاق الهزيمة بالأتراك واحتواء تهديد الجهاد. وفي نفس ذلك العام، عقدوا تحالفاً مع أعلى المسؤولين المسلمين مكانة في العالم العربي، شريف مكة الحسين بن علي، لقيادة ثورة عربية ضد الحكم العثماني بمساعدة نجله الأمير فيصل وضابط بريطاني، ت. ي. لورنس.
يمكن فهم تلك الحملة الشهيرة أفضل ما يكون على أنها كتمرين في السيطرة على ضرر الجهاد. وفي العملية، جرت الحملة البريطانيين والفرنسيين إلى أتون نزاع في الجزيرة العربية، حتى أن داعميها قللوا من شأنها ذلك الوقت على أنها "استعراض جانبي لاستعراض جانبي".
دفن البريطانيون مخاوفهم من الجهاد فقط عندما شرعوا هم وحلفاؤهم في الاستيلاء على مدن غنية بالتراث الإسلامي —مكة التي تعد أقدس مدينة في الإسلام في صيف العام 1916؛ وبغداد، المقر القديم للخلافة العباسية، في آذار (مارس) من العام 1917؛ والقدس، ثالث أقدس مدينة إسلامية، في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1917. وبالسيطرة على هذه المدن، لم يعد مخططو الحرب البريطانيون يعتبرون الجهاد العثماني تهديداً. لكن الحلفاء كانوا منخرطين جداً على الجبهة العثمانية إلى درجة أنهم لم يستطيعوا الانسحاب حتى تحقيق الانتصار الكلي على الأتراك. ولم يتحقق ذلك حتى وقت متأخر من تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1918، عندما وقع الأتراك على هدنة تبعتها معاهدة سلام قاسية الشروط.
ما الذي أنجزته الدعوة إلى الجهاد؟ مما لا شك فيه أنها لعبت بعض الدور في تحريك همة القتال عند الأتراك. وكانت كل الدعاية العثمانية في زمن الحرب تذاع في اصطلاحات وعبارات دينية. وكان يشار إلى القتلى باستمرار على أنهم "شهداء". لكن، وبالرجوع إلى الوراء، لا يجب أن يكون مفاجئاً أن دعوة السلطان/الخليفة إلى الجهاد كانت تلقى قبولاً أكبر لدى الأتراك مما تلقاه لدى المسلمين الآخرين. فبعد كل شيء، لم يكن الأتراك يقاتلون من أجل دينهم فقط، وإنما أيضاً دفاعاً عن سيادتهم الوطنية، تماماً مثلما فعل البريطانيون والألمان (كانت هناك نقوش على حزام الزي الرسمي الألماني تقول: "الله معنا".
كان هناك ملمح شرير في الجهاد العثماني أيضاً. في مذكراته "غولغوثا الأرمنية"، يستحضر غريغوريس بالاكيان، القس الأرمني الذي نجا من الإبادة، محادثة له مع نقيب تركي. وقد ادعى التركي بأن "مسؤولي الحكومة" أرسلوا قوات من الدرك "إلى كافة القرى التركية في الجوار، ودعوا المواطنين المسلمين باسم الجهاد المقدس إلى المشاركة في هذا الواجب الديني المقدس"، ذبح الأرمن. ولم تكن تلك آخر مرة يستخدم فيها الدين لتحويل المدنيين إلى قتلة راغبين عند الدولة.
مع سقوط العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى، دخل العالم العربي قرناً من الصراعات. وبعد أن علق بين الهيمنة الأجنبية وبين المطالبات المنافسة بالقومية والأسلمة، ما يزال يترتب على الشرق الأوسط أن يخرج من ظل الجهاد.
لكنه ربما يكون هناك ما يستوجب الحذر في هذه الرواية. ففي تشابه صادم مع التطورات قبل قرن، يستمر تهديد الجهاد المنتشر على نطاق واسع -أحدث ما يكون باسم "الدولة الإسلامية"- في اللعب بعقول القادة الغربيين. لكنه يفعل ذلك حتى الآن في ظل عدم وجود أي دليل على تمتع الجهاد بقبول عريض بين أغلبية كبيرة من مسلمي المعمورة. ولذلك، يستطيع القادة الغربيون التعلم من التجربة التي شهدها القرن الماضي. وعندما يبالغون في رد فعلهم على تهديد الحرب الدينية، فإنهم يعطون القوة لنفس الأعداء الذين يسعون إلى هزيمتهم، مع تداعيات يستحيل التنبؤ بها.
 
*زميل في كلية سانت أنطونيو في أوكسفورد ومؤرخ للشرق الأوسط، وهو مؤلف كتاب "سقوط العثمانيين: الحرب الكبرى في الشرق الأوسط".
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان:  A War to End Jihad
 abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
=====================
معهد واشنطن :المد العلوي يقترب من البرلمان التركي
سونر چاغاپتاي
معهد واشنطن
6 أيار/مايو 2015
يمثل الرقم القياسي المنتظر للعلويين الأتراك المتوقع دخولهم إلى البرلمان التركي - والذي ينتمي معظمهم لـ «حزب الشعب الجمهوري» المعارض - إحدى القوى المحركة الرئيسية التي نشأت في فترة ما قبل الانتخابات التركية المزمع انعقادها في 7 حزيران/يونيو. فللمرة الأولى، ربما ستمثل نسبة العلويين في المجلس التشريعي ما يقرب من نسبتهم من إجمالي عدد السكان في تركيا. وسيكون لهذا التطور وقعاً على المشهد السياسي التركي، حيث أن العلويين اليساريين ذوي الميول الليبرالية يعارضون بشدة «حزب العدالة والتنمية» المحافظ جداً وربما يبادرون بتشكيل جبهة غير رسمية مناهضة لـ «حزب العدالة والتنمية» في البرلمان. ومن جانبه، قد يرد «حزب العدالة والتنمية» برسم «حزب الشعب الجمهوري» على أنه حزب علوي موحياً أن السنة يصوتون لـ «حزب العدالة والتنمية» وأن العلويين يصوتون لـ «حزب الشعب الجمهوري». ومن شأن هذا التحرك أن يهمّش «حزب الشعب الجمهوري» ويواصل تعزيز سلطة الحزب الحاكم.
المشهد السياسي للعلويين والتمثيل المتدنّي
يدين العلويون بنسخة تركية للإسلام تتسم بالانفتاح وتستمد إلهامها من الصوفية. وعلى الرغم من ارتباط اسمهم بـ "العلويين العرب في منطقة الشام"، فإن العلويين الأناضوليين الذين يتحدثون التركية والكردية يمثلون جماعة مستقلة بذاتها. ويشكل العلويون 10-15 في المائة من سكان تركيا البالغ عددهم 77 مليون نسمة، بينما يشكل الأتراك من أصل علوي مجتمَعاً أصغر بكثير يقدر بأقل من مليون نسمة. وتمارس هذه الفئة الثانية إسلاماً باطنياً بالغ الالتزام يشترك فيه العلويون المؤيدون لنظام الأسد في سوريا. وبالرغم من اختلافاتهم، فإن العلويين الأتراك والعلويين العرب متحدون سياسياً في تركيا حيث تجمعهم الشكوك في الميول السنية لـ «حزب العدالة والتنمية»، بما فيها دعم الحزب للمتمردين السنة في سوريا. وتنتهج كلتا الجماعتين نهجاً علمانياً قوياً في تحركاتهما السياسية؛ إذ تصوتان بأعداد هائلة لصالح «حزب الشعب الجمهوري» وأحزاب يسارية أخرى.
ولطالما شكل العلويون في المجلس التشريعي التركي المكوّن من 550 مقعداً نسبة تقل بكثير عن حصتهم من إجمالي سكان البلاد عموماً والتي تمثل ما بين 3-5 في المائة. ويرجع هذا التمثيل الضعيف لعدة أسباب. أولاً، على الرغم من أن [عضوة البرلمان] نائب «حزب الشعب الجمهوري» صباحات أكيراز قد أشارت في عام 2012 إلى أن 75 في المائة من العلويين يميلون إلى تأييد حزبها في الانتخابات، فإن قيادة «حزب الشعب الجمهوري» اعتادت أن تتعامل مع هذا التأييد كأمر مفروغ منه، كما أن نسبة ضئيلة من نواب الحزب هم من العلويين.
ثانياً، على الرغم من أن ما يقدر بـ 10-20 في المائة من العلويين الأتراك يتحدثون الكردية، إلا أنهم لا يزالوا يعرّفون أنفسهم كعلويين في المقام الأول وليس أكراد. وبالتالي، فإنهم عادة لا يدعمون الأحزاب القومية الكردية اليسارية مثل «حزب ديمقراطية الشعوب» مما يحد من طريق محتمل آخر للتمثيل البرلماني (ولكن، كما مبيّن أدناه، سيستمر الحزب في إشراك عدد قليل من المرشحين العلويين).
ثالثاً، فشلت البرامج الانتخابية المتحفظة للأحزاب اليمينية في جذب الناخبين العلويين. ونتيجة لذلك فإن تمثيل النواب العلويين في الوفود البرلمانية لهذه الأحزاب يقرب إلى الصفر. على سبيل المثال، لا تضم قائمة «حزب العدالة والتنمية» في انتخابات 7 حزيران/يونيو أي مرشحين علويين، ويوجد نائب علوي واحد فقط من بين إجمالي ممثلي الحزب في البرلمان الحالي البالغ عددهم 312 نائباً. وعلى نحو مماثل، لدى «حزب العمل القومي» اليميني مرشح علوي واحد فقط في قائمة انتخابات حزيران/يونيو.
وحتى عند الأخذ بعين الاعتبار ضعف تمثيل العلويين في المشهد السياسي التركي، فإن حكم «حزب العدالة والتنمية» - الذي تولّى السلطة عام 2002 - يمثّل تهميشاً شبه تام للعلويين وفريداً من نوعه في تاريخ تركيا الحديث؛ فلا  يوجد علويون في قيادة الحزب الحاكم أو في وزراء الحكومة الستة وعشرين. والأهم من ذلك، لا يوجد علويون بين واحد وثمانين حاكم بلدية أو بين واحد وثمانين قائداً للشرطة البلدية أو بين الستة وعشرين وكيل وزارة؛ إذ تتولى الحكومة المركزية عملية شغل المناصب البيروقراطية الرئيسية. وعلى خلفية الذكريات التاريخية للاضطهاد في ظل الإمبراطورية العثمانية، أدى التهميش المتواصل إلى قيام الكثير من العلويين بمعارضة «حزب العدالة والتنمية» من خلال اللجوء إلى سياسات ومظاهرات الشوارع. فعلى سبيل المثال شاركت أعداد كبيرة منهم في حركة احتجاجات "ميدان تقسيم" الليبرالية عام 2013 حيث نظموا المسيرات وأسسوا العديد من المنظمات غير الحكومية.
الانتخابات التمهيدية لـ «حزب الشعب الجمهوري» والمد العلوي
عادة ما تحدد الأحزاب التركية هوية مرشحيها للانتخابات التشريعية في إطار تنازلي - أي عملية تدار من الأعلى إلى الأسفل - يتولى خلالها رئيس الحزب بمفرده أمر اختيار من يترشح للانتخابات. مع ذلك، نظم «حزب الشعب الجمهوري» هذا العام انتخابات تمهيدية داخلية في آذار/مارس جرت في أغلب الدوائر الانتخابية في البلاد، في محاولة منه لحشد قاعدته الشعبية والسماح لمرشحين جدد بالبروز من الأوساط الشعبية.
وقد فاق هذا النهج كافة التوقعات منتجاً قائمة تتسم بتنوع كبير. على سبيل المثال، ظهر في قوائم مرشحي «حزب الشعب الجمهوري» رقماً قياسياً للسيدات بلغ ثماني وأربعين مرشحة. كما أضاف رئيس الحزب، الليبرالي كمال كيليجدار أوغلو، خمس وخمسين سيدة أخرى لإضفاء مزيد من التنوع إلى القوائم الانتخابية، وبذلك بلغ إجمالي عدد السيدات 103 سيدة. ولم يكتف بذلك بل أدرج سيدة أرمنية على رأس قائمة إحدى الدوائر الانتخابية في اسطنبول. وتشير نتائج الاقتراع أن ما بين خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين سيدة من هؤلاء النساء قد يمثلن «حزب الشعب الجمهوري» في البرلمان في 7 حزيران/يونيو، مما يعني أن حصة نائبات الحزب سترتفع من 13.6 في المائة في المجلس التشريعي الحالي إلى نسبة قد تبلغ 25 في المائة.
أما العلويون فقد حشدوا أعداداً كبيرة على وجه التحديد للتصويت في الانتخابات التمهيدية لـ «حزب الشعب الجمهوري». وكان الصحفي التركي حسن كنبلاط قد أشار مؤخراً في إحدى مقالاته إلى أن ما لا يقل عن ثمانية وستين من المرشحين العلويين الفائزين في الانتخابات التمهيدية يحتمل أن يفوزوا بمقاعد في البرلمان المقبل. بالإضافة إلى ذلك، ربما يتم انتخاب عشرة علويين آخرين من قائمة «حزب ديمقراطية الشعوب» القومي الكردي (كما هو موضح أدناه). وهذا من شأنه أن يرفع نظرياً نسبة العلويين في المجلس التشريعي إلى ما يصل إلى 10-15 في المائة. وإذا ما حدث ذلك، سيكون تمثيلهم البرلماني مناسباً تقريباً لنسبتهم في عدد السكان - وذلك للمرة الأولى في التاريخ التركي الحديث، الأمر الذي سينهي حقبة طويلة من التهميش.
تكتل علوي؟
على الرغم من أن «حزب ديمقراطية الشعوب» لم يجري انتخابات تمهيدية، إلا أنه أدرج في النهاية عدداً غير مسبوق من العلويين في قوائمه، حيث اختار حوالي عشرة مرشحين علويين. وإذا تمكن الحزب من تخطي العتبة الانتخابية المقدرة بـ 10 في المائة المطلوبة لدخول الأحزاب للبرلمان، فسيتم انتخاب أغلب هؤلاء المرشحين. ويهدف «حزب ديمقراطية الشعوب» هذا العام إلى تجاوز تركيزه القومي الكردي التقليدي لكي يتخطى العتبة الانتخابية - ولم يتمكن الحزب من تجاوز نسبة 6.5  في المائة من الأصوات في الانتخابات العامة الماضية. ومن هذا المنطلق، تبنى الحزب برنامجاً ليبرالياً لجذب الناخبين ذوي التوجهات المدافعة عن حقوق المرأة والاشتراكيين والعلويين. وإذا نجح الحزب في تخطي العتبة الانتخابية، فمن المتوقع أن يفوز بـ 50 - 60 مقعداً في البرلمان وربما سيخصص 15-20 في المائة منها للنواب العلويين (لمعرفة المزيد عن سعي الحزب لعبور العتبة الانتخابية، انظر المرصد السياسي 2413، "الأكراد يرسمون خارطة تركيا السياسية") .
إذا جمعنا بين هذا العدد وتوقعات «حزب الشعب الجمهوري»، فربما سيضم البرلمان القادم ما بين ستين إلى سبعين نائباً علوياً أو ما بين خمسين إلى ستين إذا لم ينجح «حزب ديمقراطية الشعوب» في الوفاء بالنسبة المطلوبة للعتبة الانتخابية. وبالتالي، فإن تجمعاً علوياً غير رسمي على أعتاب الظهور في المجلس التشريعي (البرلمان التركي لا يقر نظام التكتلات الرسمية). إن معظم النواب العلويين المحتملين هم من الشباب، وعدد كبير منهم هو من النساء والمحامين والصحفيين والمدونين وناشطين في حقوق الإنسان/المنظمات غير الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يميل الكثير من العلويين المتحدثين باللغة الكردية المرشحين على قائمة «حزب ديمقراطية الشعوب»، إلى تعريف أنفسهم بالعلويين أولاً، وربما سيصوتون مع نظرائهم في «حزب الشعب الجمهوري» في القضايا الأساسية بما في ذلك فصل الدين عن الحكومة [الدولة]، والمساواة بين الجنسين، والتدريس الإجباري للإسلام السني لجميع الطلاب المسلمين إسمياً في المدارس الحكومية، وبصورة أكثر موضوعية، التركيز على التوجه التركي نحو الغرب.
التداعيات على السياسة التركية
ربما يُنظر إلى المد العلوي الذي يقترب من دخول المجلس التشريعي التركي على أنه جزءاً من تطور سياسي أوسع نطاقاً. وسيمثل البرلمان القادم تنوع المجتمع التركي على نحو أفضل؛ إذ ربما سيشهد رقما قياسياً في عدد النواب من النساء والغجر والأرمن واليزيديين والأرثوذكس والمسيحيين السريانيين. ومن جهتهم، قد يشكّل النواب العلويون جبهة غير رسمية لمجابهة الميول الاستبدادية والمحافظة جداً التي يتسّم بها «حزب العدالة والتنمية». وبالنظر إلى حجمها المحتمل، من غير المرجح أن تتمكن هذه الكتلة من تعطيل أي تشريع يقترحه «حزب العدالة والتنمية»، إلا أن تحركاتها [السياسية] قد تسهم في إحداث نقاش عام.
ومع ذلك، وكما ذكرنا آنفاً، من المرجح أن يستغل «حزب العدالة والتنمية» أي تشكيل لجبهة علوية ليطلق على «حزب الشعب الجمهوري» اسم "الحزب العلوي". ومن المتوقع أن يفوز «حزب الشعب الجمهوري» بـ 100 - 150 مقعداً في البرلمان، وسيحظى النواب العلويين بحصة كبيرة منها. وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في آب/أغسطس 2014، كان رئيس الوزراء آنذاك، رجب طيب أردوغان، قد وصف الحزب بأنه حركة علوية رغم حقيقة أن مرشحه، أكمل الدين إحسان أوغلو هو سني متدين. بيد، إن إطلاق هذه التسمية في الوقت الحالي قد يهمّش «حزب الشعب الجمهوري» ويحوّله إلى أفضل حزب أقلية من غير منازع. وبناءً على هذه المعطيات، يتمثل التحدي الذي يواجهه «حزب الشعب الجمهوري» في توسيع جاذبيته ونطاق برنامجه بحيث يتجاوز الترويج لحقوق العلويين. كما أن أولئك النواب العلويين الذين سينجحون في الفوز بمقاعد في البرلمان سيحتاجون إلى إظهار أوراق اعتماد غير طائفية من خلال مناصرتهم للحقوق والحريات العالمية، من بينها حقوق السنة المتدينين.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، ومؤلف كتاب "صعود تركيا: أول قوة مسلمة في القرن الحادي والعشرين" الذي سُمّي من قبل "جمعية السياسة الخارجية" كواحد من أهم عشرة كتب صدرت في عام 2014.
=====================
معهد واشنطن :مؤتمر كامب ديفيد في ظلال كوبا
جيمس جيفري
معهد واشنطن
5 أيار/مايو 2015
عندما تمّ الإعلان عن اتفاق الإطار النووي مع إيران، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" إلى الاجتماع به في كامب ديفيد في 13 أيار/مايو. وبقيامها بهذه الخطوة، شعرت الإدارة الأمريكية على نحو محقّ بالقلق العميق لهذه الدول من أن الاتفاق النووي سوف "يطلق العنان" لإيران عبر منحها ضمانة ضمنية أمريكية لمتابعة سعيها للهيمنة الإقليمية.
غير أنّ طمأنة قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" حول التهديدات الأمنية المتزايدة التي يواجهونها لن تكون مهمّة سهلة. بإمكان واشنطن أن توّفر عدداً من التدابير الملموسة وينبغي أن توفّرها، على سبيل المثال توفير الالتزامات الأمنية ونقل الأسلحة والانتشار العسكري، أو حتى المشاركة في عمليات عسكرية جديدة في بؤر التوترات مثل سوريا. لكن من المرجح أن يبحث قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" عما هو أكثر من مجرّد خطوات مرئية تقوم بها الولايات المتحدة - فهم يريدون أيضاً تعهداً بأن الاتفاق النووي لن يبعد الولايات المتحدة عن دورها التقليدي المتمثل في احتواء طموحات الهيمنة الإيرانية. وفي غياب هذا الالتزام، لن يكون للتدابير الأخرى قيمة تُذكر، إذ يسهل منحها دون أن تضمن وجود سياسات أساسيةعلى المدى الطويل. وعلى الرغم من أن مثل هذا التعهد قد يصبح ملموساً في كامب ديفيد، إلا أن غموض التصريحات الرسمية الأمريكية حتى الآن يثير القلق حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد تعتمد بدلاً من ذلك مقاربة من جانب واحد كالتي اعتمدتها مؤخراً مع دولة معادية أخرى، هي كوبا.
تحوّل أو تعامل؟
يحتاج حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إلى عوامل بارزة تبعث الطمأنينة في نفوسهم، ويعود ذلك بشكل كبير إلى أن الإدارة الأمريكية لم توضح ما إذا كان الإتفاق مع إيران يشكل أداة تعامل أم تحوّل. فإذا كان الاتفاق تعاملياً - على غرار اتفاقات الحد من التسلح الموقعة مع الاتحاد السوفياتي على سبيل المثال - فعندئذ لا يمكن توقع حدوث أيّ تغيير كبير في إيران أو في العلاقة الأمريكية الإيرانية. ولكن إذا تم اعتبار الاتفاق النووي تحوّلياً - أي إذا كانت الإدارة الأمريكية تؤمن بأن توقيع الإتفاق سيحوّل المواقف الإيرانية بسرعة إلى تأدية دور إيجابي يقوم على الوضع الراهن في المنطقة - فعندئذ سيكون من الصعب طمأنة قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" المتشككين.
وفي الواقع، يختلف اتفاق التعامل عن اتّفاق التحوّل بشكل ملحوظ. فعند التحدّث عن اتفاق تعامل يكون الهدف الأساسي هو نفسه الهدف المعلن، وفي هذه الحالة تكون الغاية من الاتفاق هي تقييد قدرة إيران على تجاوز العتبة النووية مقابل تخفيف العقوبات. وبالتالي تتم مواجهة أي انتهاك إيراني لمثل هذا الاتفاق المحدود باستجابة واضحة وقوية - ولن يكون الاتفاق في حد ذاته مقدساً، بل مجرد وسيلة نحو نهاية الاحتواء النووي. وبالمثل، لن يضع الاتفاق النووي التعاملي وحده حداً لردود فعل الولايات المتحدة تجاه عمليات النهب الإيرانية الأخرى في المنطقة. فكما كان عليه الحال مع الاتحاد السوفياتي، تستطيع واشنطن احتواء التصرفات الإيرانية بثقة عالية بأنّ طهران ستفصل ما بين النضال الأوسع نطاقاً وبين اتفاق محدد ذو منفعة متبادلة.
غير أنّ ديناميكية اتفاق التحول تختلف بشكل ملحوظ. فهنا، يفترض هذا الإتفاق أنّ طهران ستحدّ من طموحاتها الثورية والإقليمية مع مرور الوقت بسبب العلاقات والثقة التي أرستها كما يُزعم مع المسؤولين الغربيين خلال المفاوضات، فضلاً عن ثقتها بأن الجمهورية الإسلامية أصبحت الآن عضواً مقبولاً في نظام الدولة. وفي هذه الحالة، ستتحوّل شروط الاتفاق النووي وأي سلوك سيء خارجه إلى أمورٍ ذات أهمية ثانوية. والمهم هنا هو السماح لديناميكية التحول بفرض سحرها. ووفقاً لهذا التوجّه، من المرجّح أن تتبنى الإدارة الأمريكية رد فعل مختلف جداً تجاه الانتهاكات الإيرانية للاتفاق أو استمرار العدوان الإقليمي، حيث أنّ القيام بالعمليات التي تهدف إلى تحقيق ما هو أكثر من مجرّد استيعاب التجاوزات الإيرانية قد يقوّض الهدف الرئيسي الكامن في تحويل البلاد. وهذا هو بالضبط ما يقلق قادة دول "مجلس التعاون الخليجي".
والحل الجليّ لهذه المعضلة هو إعلان الإدارة الأمريكية بشكل واضح وضوح الشمس أن الصفقة النووية هي اتفاق تعامل فقط، وليس "الفصل الأول" من فصول متسامية أوسع نطاقاً. غير أن هذه المهمة لن تكون سهلة نظراً إلى التناقض في التصريحات الأمريكية والإجراءات التي اتخذتها الولايات االمتحدة حتى الآن حول إيران. ففي 29 كانون الأول/ديسمبر على سبيل المثال، صرّح الرئيس الأمريكي شخصيّاً من على محطة "الراديو الوطني العام"(NPR)  قائلاً: "إذا تمكنّا من القيام بهذه الخطوة الأولى الكبيرة [أي الاتفاق]، عندئذ آمل أنّه سيكون الأساس الذي سنبني عليه لمحاولة تحسين العلاقات بمرور الوقت". وكان أوباما وعدد من المسؤولين الأمريكيين قد أعلنوا مراراً وتكراراً للصحفيين الودّيين أمثال فريد زكريا وديفيد إغناتيوس أنّ بإمكان إيران أن تصبح قوة إيجابية في المنطقة، في حين يرى مستشاروه أن الاتفاق مع إيران سيعادل قانون "أوباما كير" على المستوى الدولي (و"أوباما كير" هو قانون حماية المريض وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة في الولايات المتحدة، وقد أُطلقت عليه هذه الكنية على إسم مقترحه الرئيس الأمريكي).
وفي المقابل، قدم نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن أفضل حجة ممكنة لتفسير المفاوضات النووية على أنّها اتفاق تعامل ورد فعل قوي للسلوك الإيراني السيء؛ وقد جاء ذلك أثناء خطاب ألقاه باللغة الانكليزية في حفل أُقيم في معهد واشنطن في 30 نيسان/أبريل:
"أعزائي، لسنا بصدد عقد صفقة كبرى بين الولايات المتحدة وإيران من شأنها أن تعالج جميع الخلافات بيننا ... ولسنا نراهن على تغيير إيران لتوجهاتها. فجميعكم تعلمون أن إيران ليست كياناً واحداً ... ولكن كما ترون، يتم خوض هذا النقاش داخل ايران. هذا ليس الأساس الذي يرتكز عليه هذا الإتفاق ... تماماً مثل المحادثات التي أجريناها مع الاتحاد السوفييتي حول الحد من التسلح - وهو نظام آخر كنّا نختلف معه بشكل جذري إذ كانت تصريحاته ولهجته وإجراءاته بغيضة وغير مقبولة، وواجهنا عملاءه بالقوة في جميع أنحاء العالم - ولكنّنا تفاوضنا للحد من التهديد النووي ... لذا نحن نعمل باستمرار على تطوير الوسائل والقدرات لمواجهة نشاطات إيران الهادفة إلى زعزعة الاستقرار ... ونحن على استعداد لاستخدام القوة ".
لا شك في أن بايدن يؤمن بهذه الأمور، ولكن الرئيس أوباما، وليس جو بايدن، هو من يتخذ القرارات حول السياسة المتعلّقة بإيران.
سابقة كوبا
نظراً إلى الغموض الذي يحيط بهذه المسألة، من المفيد أن نحلل مقاربة الرئيس أوباما في وضع مماثل، وهو كوبا. فليس هناك شك بأن قراره إنهاء الحصار يشكل خطوة تحولية، ومن جهة واحدة تماماً أيضاً. فالإدارة الأمريكية لم تطالب بـ "مقابل مماثل" (باستثناء إفراج كوبا عن متعهد أمريكي ما كان ينبغي أن يُسجن في المقام الأول). وخلال إعلان سياسته الجديدة في 17 كانون الأول/ديسمبر، تحدث الرئيس الأمريكي عن "تحوّل دائم" في كوبا. ومنذ ذلك الحين، شدد مراراً وتكراراً على أن هذا الالتزام يشكل أفضل فرصة لخلق إمكانيات جديدة من الحرية للشعب الكوبي، كما جاء في المقابلة التي أجراها مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في 27 نيسان/أبريل. وبالمثل، في مقابلة أخرى أجراها في 9 نيسان/أبريل مع وكالة الأنباء الإسبانية "إي إف إي"، أشار إلى أن التعاطي [مع كوبا] "قد أظهر بالفعل [بعض] النتائج... وأن حماس الشعب الكوبي لهذه التغييرات يثبت أننا على الطريق الصحيح".
ليس من غير المعقول أن نفترض أن القرار بشأن كوبا - وتوقيته تماماً في الوقت الذي بدأت فيه المرحلة النهائية من المفاوضات مع إيران - لم يكن فريداً لمرة واحدة فقط بل كان إشارة ورمزاً حول النقطة التي يريد الرئيس أوباما حقاً الوصول إليها مع إيران، وذلك تمشياً مع المقاربة التي يفضلها في إطار سياسته الخارجية منذ عام 2007 والمتمثلة بالتواصل مع الدول المعادية. ويقيناً، لقد أشار أوباما علناً إلى الاختلافات بين كوبا وإيران، كما جاء في حديثه مع "الراديو الوطني العام" المذكور أعلاه. إلا أن الحالتين لا تزالان مرتبطتين في أذهان العديد من المراقبين، وبالتالي فإن كيفية تعامله مع هذا التصور ستلعب دوراً بارزاً في نتائج كامب ديفيد.
توصيات لكامب ديفيد
بغية تأمين قمة ناجحة، سيتوجب على الإدارة الأمريكية أن تضع حداً للغموض الذي يسود طبيعة الصفقة مع إيران والغرض منها. لكن مهما كانت قوة اعتقاد الإدارة باستراتيجية تحويلية، فإن السيناريو - في طهران، في الكونغرس، وبين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة - ينذر من عدم توصل هذه المقاربة إلى نتائج تؤتي ثمارها في الثمانية عشر شهراً المقبلة، بل إلّا بعد مرور فترة من انتهاء ولاية الإدارة الحالية. وبالتالي فإن دعم هذه الاستراتيجية علناً أو ترك الموضوع مفتوحاً لن يؤدي سوى إلى زعزعة دول "مجلس التعاون الخليجي" وتأجيج [المشاعر] في صفوف أولئك الذين يعارضون حتى قيام صفقة تعامل. ومن المثير للسخرية أن إمكانية التحول في إيران يرجح أن تختفي إذا ما تم خرق الاتفاق.
فما الذي يجب على الإدارة الأمريكية فعله في كامب ديفيد؟ بالإضافة إلى تقديم الإجراءات الملموسة ولكن الثانوية التي يبحث عنها الزوار، يتوجب على الرئيس الأمريكي أن يردد تصريحات نائبه جو بايدن التي جاءت في خطابه في 30 نيسان/أبريل ويدعمها باتخاذ المزيد من الخطوات لمقاومة الإنتهاكات الإيرانية في العالم العربي، وتشمل هذه اتخاذ تدابير أكثر صرامة في سوريا، كما دعت صحيفة "واشنطن بوست" في 3 أيار/مايو. وأخيراً، يجدر بالإدارة الأمريكية أن توضح من خلال جميع القنوات بأن العلاقة التحويلية مع طهران لا تشكل أولوية بالنسبة لها في الوقت الراهن.
جيمس جيفري هو زميل زائر متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن.
=====================
فاينانشيال تايمز: طبيعة علاقات الحوثيين بحزب الله اللبناني
فاينانشيال تايمز – التقرير
رغم أنهما يبعدان عن بعضهما البعض مئات الأميال، وأنه ليس هناك سوى القليل من القواسم المشتركة بين صراعاتهما المحلية؛ لاتزال القوة الشيعية في لبنان، حزب الله، والمتمردون الحوثيون في اليمن، منفتحين حول علاقة تصوغ السياسة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.
ومع تفاقم التوترات الإقليمية بسبب ضرب الائتلاف الخليجي للحوثيين، بدأت العلاقات التي كان يتم الحديث عنها سرًا منذ فترة طويلة تصبح مرئية بوضوح. وتقول بعض المصادر إن حزب الله المدعوم من إيران قد يكون يوفر الدعم المباشر لحلفائه اليمنيين، وهذه علامة أخرى على كيفية إعادة تشكيل التنافس بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية للصراعات المحلية. ويقول محللون إن العلاقة بين حزب الله والحوثيين قد تؤجج بدورها مخاوف الدول السنية من توسع التحالفات الشيعية.
وفي حين لم يعلق حزب الله رسميًا حول دوره في مساندة الحوثيين، قال مصدر سياسي مقرب من قيادة الجماعة إن العلاقة بين الفصيلين تعود لعدة سنوات، وألمح إلى أن الحزب قد يكون لعب دورًا استشاريًا في مساعدة قوات الحوثيين.
وقال المصدر: “إنه دور محدود ربما، كإعطاء النصح والمشورة. ولكن، ليس هناك وجود للحزب على أرض الواقع“. ومن جهتهم، يقول آخرون من مقاتلي حزب الله إنهم لعبوا دورًا أكثر نشاطًا على أرض الواقع في اليمن
وقال مسؤول من الحوثيين، التقته صحيفة فاينانشال تايمز في بيروت، إن العلاقات مع الحركة اللبنانية تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن. وأضاف: “هذه ليست علاقة يكون فيها جانب واحد في السيطرة، والآخر يتبعه بدون إدراك. نحن نتبادل الخبرات والأيديولوجي. لدينا الشخصية الخاصة بنا، وطريقتنا في إنجاز أمورنا. ليس الهدف بناء نموذج لحزب الله في اليمن“.
ومع ذلك، هذا هو بالضبط مصدر الخوف الذي تعاني منه دول الخليج السنية المشاركة في التحالف ضد الحوثيين في اليمن. وحتى الآن، فشلت هذه الحملة التي تقودها السعودية في إضعاف قوات الحوثيين التي اجتاحت العاصمة صنعاء، وتضغط الآن للاستحواذ على مدينة عدن الجنوبية.
ويقول مسؤولون خليجيون إنه قد تم تصميم الحملة في اليمن جزئيًا بهدف منع إيران من تحويل الحوثيين من طائفة زيدية شيعية في اليمن، إلى نسخة من الحركة اللبنانية الشيعية التي تعد قوة مسلحة هائلة.
ولكن، هذه الجهود قد تكون جاءت بعد فوات الأوان. وقال قائد في حزب الله، حجب اسمه لأنه لا يسمح لأفراد الحزب بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن الحوثيين وحزب الله تدربوا معًا على مدى السنوات الـ 10 الماضية.
وأضاف: “لقد تدربوا معنا في إيران، ومن ثم، قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن. اليمنيون مقاتلون شرسون وأذكياء. لا يمكنك تخيل ما مروا من خلاله“. وهنا، يشير القائد إلى المعارك الجبلية الشرسة التي حارب خلالها الحوثيون لما يقرب من عقد من الزمن.
ويقول محللون إن العلاقات العسكرية بين الجانبين محدودة للغاية على الأرجح. في حين قال اثنان من أعضاء حزب الله إن مئات من المدربين اللبنانيين والإيرانيين والمستشارين العسكريين موجودون في اليمن بالفعل. وقال مقاتل من حزب الله: “يتعامل الإيرانيون ربما مع بطاريات الصواريخ وأسلحة أخرى. نحن خبراء في حرب العصابات؛ ولذلك نقدم المشورة حول أفضل توقيت للرد“.
وبدوره، قال القائد في حزب الله إن ثمانية من عناصر الحزب لقوا حتفهم في القتال في اليمن. وبالرغم من استحالة التحقق من صحة هذه المزاعم؛ إلا أنها تدل على اهتمام أعضاء حزب الله في تصوير أنفسهم على أنهم جزء من معركة الحوثيين.
المصدر
=====================
يو إس نيوز: لهذه الأسباب يجب على أوباما إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا
نشر في : السبت 9 مايو 2015 - 03:55 ص   |   آخر تحديث : السبت 9 مايو 2015 - 04:48 ص
دينيس روس – يو إس نيوز (التقرير)
من المرجح أن يكون لقاء الرئيس باراك أوباما، مع زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد الأسبوع المقبل، نقطة محورية في المنطقة، وفي حال خروجها غير راضية، سوف تعمل العديد من دول الخليج، بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بشكل مستقل عن الولايات المتحدة على نحو متزايد؛ ونحن نشهد هذا بالفعل في سوريا واليمن.
وإذا ما كان أوباما يأمل في تغيير هذا الاتجاه، فإنه سيضطر لطمأنة قادة هذه الدول من أن التوصل إلى الاتفاق المحتمل بشأن البرنامج النووي الإيراني لن يؤدي بنا إلى هجر علاقاتنا معهم، ولا السماح لإيران بتهديدهم دون استجابة أمريكية.
وعلى عكس الإسرائيليين الذين يركزون على القضية النووية، ويرون في أي اتفاق يسمح بأن تكون إيران دولة على العتبة النووية، خطرًا استراتيجيًا عميقًا، تعد دول الخليج العربي أكثر انشغالاً بكثير بتدخل إيران في البحرين، والعراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
وبالنسبة لهذه الدول، سوف تكون إيران في حال رفع العقوبات عنها أكثر حرية لبذل المزيد من الجهد على أرض الواقع، وتحويل ميزان القوى مرة أخرى في صالحها من خلال ميليشياتها الشيعية، وفي الواقع، قد تكون مجموعة الدولة الإسلامية على رأس أولويات الولايات المتحدة، إلا أن الأولوية بالنسبة للسعوديين هي إيران.
وبالنسبة لأوباما في كامب ديفيد، فسوف يتوقع نظراؤه العرب تقديمه لالتزامات ملموسة تهدف إلى معالجة مخاوفهم، ومن الصحيح أنهم سيتوقعون الحصول على وعود بتزويدهم بمعدات عسكرية جديدة، إلا أن ذلك لن يكون مطلبهم الرئيس، بل سيسعون للحصول على التزامات أمريكية واضحة بأمنهم.
وبالنسبة للرئيس الأمريكي، يطرح هذا الأمر مشكلة، حيث تحدث أوباما عن كونه على استعداد لدعم دول مجلس التعاون الخليجي ضد التهديدات الخارجية، ولكنه لم يقل إنه سيحميها من النزاعات الداخلية.
وقد عبر أوباما عن اعتقاده بأن المزيد من الشمولية والتحسين في الإدارة هي أمور هامة لأمن هذه الدول، وفي حين أن الرئيس الأمريكي قد يكون على حق في هذا، إلا أن مثل هذه الرسالة لن تلقى الكثير من القبول في كامب ديفيد، ومن المحتمل أن يختار أوباما إما عدم رفع قضية الإصلاح السياسي، أو في أحسن الأحوال، الدوران حولها أثناء حواراته.
ومن المؤكد أن اتخاذ الإجراءات التي تظهر أننا سوف نقف ضد السلوك الإيراني العدواني، سوف تؤدي إلى إقناع دول الخليج بموقفنا أكثر من أي وعود شفهية أو حتى من توفير أسلحة عسكرية جديدة، وهناك خطوة واحدة يمكنها تحقيق هذا الهدف أكثر من أي شيء آخر، وهي خلق منطقة عازلة على طول الحدود التركية السورية.
لا شيء سيكون أكثر تأثيرًا في تغيير الحقائق على الأرض في سوريا من هذه الخطوة، حيث يمكنها توفير مكان آمن لنحو 6 ملايين نازح سوري، تنشيط المعارضة السورية الأكثر علمانية من خلال منحها قاعدة في سوريا في الوقت الذي يترنح فيه نظام بشار الأسد، نتيجة خسائره في إدلب وجسر الشغور؛ إظهار أن الوقت ينفد بالنسبة للأسد وهو ما سيؤثر على كل من حسابات التفاضل والتكامل الروسية والإيرانية حول قيمة البحث عن عملية سياسية حقيقية لتسوية النزاع.
وبالإضافة إلى كل هذا، ستضعنا هذه المنطقة في موقف يسمح لنا بالإصرار على أن تنسق دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا أعمالها معنا، وستكون هذه إشارة لا تدع مجالاً للشك حول استعدادنا لتحويل ميزان القوى في المنطقة ضد الإيرانيين، وإلى حد كبير، سوف تثبت أيضًا أننا لن نضحي بمصالحنا في المنطقة خوفًا من رد فعل الإيرانيين فيما يتعلق بالمفاوضات النووية.
المصدر
=====================
موقع اوريون الفرنسي : مسيحيو الشرق.. قضية سياسية فرنسية
نشر في : السبت 9 مايو 2015 - 02:51 ص   |   آخر تحديث : السبت 9 مايو 2015 - 05:16 ص
 
أوريون XXI – التقرير
من يدافع حقًا عن “مسيحيي الشرق”؟ ظهرت هذه الأقلية على الصفحات الأولى لعدّة صحف أسبوعية؛ بمناسبة هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق صيف 2014. ولجأت الأغلبية منهم، إثر طردهم من مدنهم وقراهم العراقية من قبل الجهاديين، إلى كردستان العراق؛ حيث يعيشون في حالة عدم يقين دون أن يعرفوا ما إذا سيمكنهم العودة إلى ديارهم.
وفي فرنسا، سرعان ما أصبح اللاجئون البؤساء -بالموازاة مع التعاطف الإنساني الحقيقي معهم- قضية سياسية داخلية تتجاوزهم، مثيرة انقسامًا بين العلمانيين والدينيين والمعارضة والحكومة والمدافعين الحقيقيين وحركات الهويّة، وسلّطت قضية لافتة الـ “RATP” الضوء على التناقضات الفرنسية؛ إذ إنّ الـ RATP (الهيئة الذاتية للنقل في باريس) رفضت في البداية أن تلصق على جدران المترو إعلانًا عن حفل لمجموعة المغنيين “القساوسة” يحمل عبارات “من أجل مسيحيي الشرق”؛ حيث إنّ لفظ “مسيحيي” أزعج “الحياد” الّذي يدافع عنه قادة الهيئة الذاتية للنقل في باريس.
ودخلت المعارضة على هذا الخطّ؛ إذ سأل النائب إيريك سيوتي، الممثل اليميني عن الاتّحاد من أجل حركة شعبية الحكومة: “ماذا فعلتم بروح 11 يناير؟”؛ متّهمًا إياها بـ “وضع داعش ومسيحيي الشرق في المستوى نفسه، الجلادون والضحايا“. فاضطر الوزير الأوّل مباشرة إلى إخماد النار؛ منتقدًا المؤسسة العمومية، ومقّدمًا نفسه على أنّه حامل لـ “11 يناير” أكثر من خصمه الّذي لم “يحترم روح” المظاهرات الّتي تلت مذبحتي شارلي إبدو ومتجر كاشير من خلال استجوابه، أيّ إنّ الأمر كان بعيدًا عن مأساة الموصل وبغديدا.
وردّ العديد من ممثلي المعارضة بحجج تجمع بين ما هو جيوسياسي وما هو ديني، مثل الوزير السابق عن “الاتّحاد من أجل حركة شعبية“، برينو لومار، الّذي قال منذ هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو 2014: “إنّ إقامة خلافة إسلامية في الموصل تهديدٌ لمصالحنا وتهديٌد لقيمنا؛ إذ لا يمكننا أنّ نسمح بحدوث هذا دون تدخّل ودون القيام بالمبادرات الدبلوماسية الضرورية“.
أمّا اليمين المتطرّف، فقد استخدم المعاناة العراقية لصالح أيديولوجيته الهويّاتية؛ إذ إنّ العديد من الجمعيات المدافعة عن مسيحيي الشرق ظاهريًّا تُخفي أجندة حزبية، مثل “SOS Chrétiens d’Orient” (إس أو إس مسيحيي الشرق) الّتي تُقاد من قبل بنيامين بلانشار، المساعد البرلماني للنائبة الأوروبية ماري كريستين أرنوتو، نائبة رئيسة حزب الجبهة الوطنية والقريبة من جان ماري لو بان. وتتقدّم الجمعيات الأخرى دون أقنعة؛ إذ يجد معهد سيفيتاس، حركة أصولية ناشطة في مظاهرات معادية لـ “الزواج للجميع”، في الدراما العراقية ناقلًا مفيدًا، بعيدًا أحيانًا عن دعم اللاجئين؛ إذ أسف رئيس سيفيتاس، ألان إسكادا، في سبتمبر 2014، خلال مظاهرة داعمة للمسيحيين العراقيين في باريس، لـ “خضوع الحكومة الفرنسية للأمراء القطريين الّذين يشترون التراث الفرنسي والفنادق الفاخرة“، قبل أن يؤكّد على أنّ جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية “تكوّنوا في واشنطن وفي تلّ أبيب” حتّى وإن انقلب الغرب ضدّهم بعد ذلك لـ “إعادة رسم حدود لصالح النظام العالمي الجديد” الموضوع دائمًا في “تلّ أبيب وواشنطن“.
ويرى إسكادا أنّ قدر مسيحيي الشرق أن يكونوا “مثالًا” لإعادة بناء فرنسا السابقة، ويتابع رئيس سيفيتاس: “(لمساعدتهم) لنكون بداية فرنسيين مسيحيين فخورين بهذا، ولنتوقّف عن التخليّ عن إيماننا في مواجهة هذا الإلحاد الجمهوري وهذه اللائكية الجمهورية”.
خلاف بين الأغلبية والمعارضة في باريس
شعرت حكومة مانويل فالس أنّها مجبرة لخطف الأضواء الإعلامية؛ فأعلن وزير الداخلية، برنارد كازانوف، يوم 21 من مارس 2015، أنّ 1500 تأشيرة مُنحت إلى مسيحيي الشرق في إجراء “إعلامي” أكثر من كونه رحمة وشفقة؛ باعتبار أنّ فرنسا لا تستقبل إلّا عددًا قليلًا من اللاجئين السوريين، من مختلف الطوائف: 500 تأشيرة فقط مُنحت منذ أكتوبر 2013، وهو رقم تافه مقارنة بالجهود الّتي يبذلها الجيران الأوروبيون: منحت ألمانيا 70 ألف تأشيرة، ومنحت السويد 30 ألف تأشيرة، حسب منظمة العفو الدولية.
أمّا وزير الشؤون الخارجية، لوران فابيوس، فقد ذهب إلى نيويورك يوم 27 من مارس الماضي ليقترح على مجلس الأمن “ميثاقًا لحماية الأقليّات”، لا يشير إلى المسيحيين على وجه التحديد؛ إلّا أنّ هذا لم يمنع الوزير من تقديم مبادرته في حوار له مع الصحيفة اليومية الكاثوليكية لاكروا كحلقة جديدة من “حماية مسيحيي الشرق، الّتي أسّست التاريخ الفرنسي” وهي جملة ثقيلة بالمفارقات التاريخية وسوء الفهم؛ إذ إنّ دور الحماية قد منح لفرنسا منذ تحالف فرنسوا الأوّل مع سليمان القانوني؛ إذ افتتح الحاكمان سلسلة من “التنازلات”، وهي اتفاقيات ثنائية وقّعت على طول حكم الإمبراطورية العثمانية حول حقوق الكاثوليك المقيمين فيها، بغضّ النظر عن جنسياتهم، وحول حماية الأماكن المقدّسة في القدس.
وكانت لهذه السيطرة أهداف متعدّدة، من بينها: الهيمنة الفرنسية في الأراضي المقدّسة على الأمم المسيحية الأخرى، ودعمت فرنسا الكاثوليكية الكنائس التابعة للفاتيكان، ولم يتوقّف باباوات روما على مرّ القرون عن السعي إلى توحيد صفوفهم في مختلف الكنائس الشرقية المنبثقة عن البدايات الأولى للمسيحية. وانقسمت كنائس الشرق جميعها تقريبًا، كنتيجة لذلك، بين كنيسة كاثوليكية وأخرى أوتوسيفالية (لفظ يشير إلى الكنائس الشرقية تعود فيها السلطة إلى البطريرك أو البابا الخاصّ بها)، غالبًا ما تسمّى “أرثوذكسية” على الرغم من أنّها لا تعتمد بشكل مباشر على الكنيسة الروسية.
وذهب مفهوم “فرنسا حامية المسيحيين” إلى حدّ التدخّل العسكري المباشر في عام 1860 في لبنان وفي سوريا لحماية “المورانة” الّذين هاجمهم الدروز، وحصلت فرنسا في أعقاب السلطان العثماني على إنشاء إقليم مسيحي في لبنان يكون حاكمه مسيحيًا بالضرورة، وحوّلت فرنسا هذا الإقليم -في استفادة من ولايتها على المنطقة- إلى دولة بعد حرب 1914- 1918.
طابور خامس للغرب؟
ولكن اليوم -حتّى داخل الكنيسة الكاثوليكية نفسها- لا يمكن أن تعهد حماية المسيحيين إلّا لقوّة دولية؛ لتمكينهم من العودة إلى ديارهم بأمن، وباتت فكرة “فرنسا حامية مسيحيي الشرق” من الماضي؛ إذ تعرّض إلى الخطر أولئك الّذين تدّعي حمايتهم من خلال إحياء المزيد من الأوهام حول أنّ المسيحيين المحليين ينتمون إلى نسل الصليبيين، في حين أنّهم ينتمون إلى العالم العربي، وكانوا موجودين فيه قبل الحروب الصليبية بوقت طويل.
ويحتجّ مدير l’Œuvre d’Orient، لوفر دوريون، (عمل الشرق) المطران باسكال غولنيش: “لا يمكننا إلقاء الخطب الّتي تشير إلى أنّ المسيحيين هم طابور خامس للقوى الغربية، المفترض أنّها مسيحية“. ولوفر دوريون هيئة تحت حماية رئيس أساقفة باريس، وتنشط بشدّة في الدعم المادي والروحي للكنائس الكاثوليكية الشرقية، وقد أنشئت هذه المؤسسة في عام 1856، أي قبيل هبوط القوات الفرنسية في لبنان، من قبل المتدينين والعلمانيين، ومن بينهم العساكر؛ إذ إن فكر ذلك الوقت كان يجمع بين الغزو الديني والعسكري و”تجديد” الكنائس الشرقية تحت مظلّة روما، وإعادة التأكيد على الوجود الفرنسي في بلاد الشام.
وكتب مدير المؤسسة، فايلكس شارموتان، في عام 1915، أنّ: “المصالح الكاثوليكية في الشرق مصالح فرنسية“. ويجد هذا التصريح بعد 100 عام صدى لدى برينو لومار، خلافًا لمواقف خليفة شارموتان؛ إذ يقول المطران غولنيش: “علينا أن نتجاوز ما يمكن أن يكون دعمًا طائفيًا؛ إذ علينا أن نساعد هذه البلدان على التقدّم نحو الحقوق الأساسية والحرية الدينية والمواطنة الكاملة؛ فمن خلال هذه المساعدة، سيستفيد المسيحيون“. إذ إنّ هؤلاء المسيحيين -حسب المطران- لا “يطلبون امتيازات، بل يطلبون منا الإيمان بمبادئنا وتطبيقها”.
الكنائس الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية
ولكن، مساعدة مسيحيي الشرق في العالم الحقيقي والجيوسياسية ليست غائبة؛ إذ إنّ لوفر دوريون، مكرّسة للكنائس المرتبطة بروما مثل الكلدانية، الطائفة الرئيسة في العراق. أمّا الكنائس “الأرثوذكسية” فتدور في الفلك الروسي، وهذا ليس بالأمر الجديد”؛ إذ “عندما قرّر فرنسوا الأوّل حماية كاثوليك الإمبراطورية العثمانية، قال له القيصر آنذاك: الكاثوليك لكم والأرثوذكس لنا“. حسب باسكال غولنيش، ولعلّ تاريخ الشرق وأوروبا يثبت استمرارية هذا التقسيم، إلى اليوم.
وعلاوة على ذلك، تعتبر لوفر دوريون أنّ مساءلة الحكومات جزء من مهمّتها، ويرفض باسكال غولنيش بصراحة “أخطاء الغرب” الّتي ساهمت -وفقًا له- في انفجار الجماعات الجهادية: “التدخّل المزدوج في العراق، ودعم الاحتلال الإسرائيلي خارج حدوده الدولية، ودعم الدول شبه الجزيرة العربية الّتي لا تعدّ أنموذجًا في مجال حقوق الإنسان والحريّات الأساسية، ناهيك عن التدخّل في أفغانستان“.
ودعا الأسقف أيضًا الحكومة الفرنسية إلى مراجعة سياستها؛ معتبرًا أن مسألة بقاء بشار الأسد من عدمها “ثانوية” والموقف الفرنسي “ليس صحيحًا؛ لأنّه غير فعّال“، مضيفًا: “أمام الصعود القويّ لداعش؛ يجب أن نراجع نسختنا. يجب الحديث بطريقة أخرى مع روسيا، وربّما مع إيران، واكتساب القدرة على وضع الناس حول مائدة الحوار، بعد وقف القتال؛ لإنقاذ السكّان الّذين أرهقهم الوضع. إلّا أنّنا اليوم نقوم بالعكس، نفكّر في مستقبل سوريا دون وقف القتال“.
المصدر
=====================
بزنس إنسايدر: تركيا والسعودية في تعاون رسمي لإسقاط الأسد في سوريا
نشر في : الجمعة 8 مايو 2015 - 04:45 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 8 مايو 2015 - 04:45 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
واضعين جانبًا المخاوف الأمريكية من مساعدة الجماعات المتطرفة، تقاربت تركيا والمملكة العربية السعودية في استراتيجية جديدة جريئة لإسقاط الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقد كانت الدولتان، واحدة ديمقراطية والأخرى مملكة محافظة، على خلاف منذ سنوات بشأن كيفية التعامل مع الأسد، الذي يعد عدوًا مشتركًا لكل منهما. ولكن، الإحباط المتبادل مما يعتبرانه ترددًا أمريكيًا وضعهما معًا في تحالف استراتيجي هو الذي يقود حاليًا مكاسب الثوار الأخيرة في شمال سوريا، وهو ما ساعد في تعزيز قيام تحالف جديد من الثوار المناهضين للأسد، وفقًا لمسؤولين أتراك.
ويثير هذا التحالف قلق الولايات المتحدة، التي لا تريد رؤية الجماعات الثائرة، بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، تتوحد لإسقاط الأسد. وما يقلق إدارة أوباما تحديدًا، هو أن تحالف هذه الجماعات قد يضع نظامًا إسلاميًا راديكاليًا أكثر خطورة في مكان الأسد، تمامًا في نفس الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على تدمير جماعة الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموضوع، إن الإدارة تشعر بأن التحالف الجديد يساعد النصرة في كسب أراض جديدة في سوريا.
ويعكس التنسيق بين تركيا والمملكة العربية السعودية الحاجة المتجددة، ونفاد الصبر تجاه سياسة إدارة أوباما في المنطقة. ووفقًا لما قاله مسؤولون أتراك، أبقت المملكة العربية السعودية تمويلها بعيدًا عن بعض الجماعات الإسلامية المناهضة للأسد في السابق بناءً على إلحاح واشنطن.
واختلفت المملكة العربية السعودية وتركيا أيضًا حول دور حركة الإخوان المسلمين في المعارضة السورية. وبينما تدعم تركيا المجموعة، يعتبرها النظام الملكي السعودي تهديدًا لحكمه في المنزل؛ وهو ما ترجم إلى خلافات على الأرض حتى وقت قريب.
وقال مسؤول تركي إن “المفتاح هنا هو أن السعوديين لم يعودوا يعملون ضد المعارضة“. وأضاف مسؤولون أتراك آخرون إن إدارة أوباما ابتعدت عن سوريا مع تركيزها على التقارب مع إيران.
وفي الوقت الذي تركز فيه الإدارة الأمريكية على مجموعة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، يقول هؤلاء المسؤولون إن هذه الإدارة لا تمتلك استراتيجية متماسكة لإنهاء حكم الأسد، الذي يعد حليف إيران الرئيس في المنطقة.
ويوحي التحالف التركي السعودي الجديد بأن الدولتين تنظران إلى الأسد باعتباره تهديدًا أكبر للمنطقة من جماعات مثل جبهة النصرة. وينفي المسؤولون الأتراك إمكانية أن يصبح لدى النصرة في أي وقت من الأوقات القدرة على بسط سيطرتها على جزء كبير من سوريا.
ولقد قوض تقدم الثوار تحت رعاية تركية سعودية، الشعور بأن حكومة الأسد هي من تفوز في الحرب الأهلية، وأظهر كيف يستطيع التحالف الجديد أن يسفر عن نتائج فورية. وكان تم التوصل إلى الاتفاق بين تركيا والسعودية في أوائل مارس، عندما وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الرياض للقاء الملك المتوج حديثًا حينها، سلمان. وكانت العلاقات بين أردوغان والملك الراحل، عبد الله، متوترة بسبب دعم أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين، إلى حد كبير.
وتضيف هذه الشراكة الجديدة الأموال السعودية إلى الدعم اللوجستي التركي. وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: “إنه عالم مختلف الآن في سوريا، فقد تم فتح الجيب السعودي، ولا يستطيع الأمريكيون أن يقولوا لهم ألا يفعلوا ذلك“. وأضاف: “من الواضح تمامًا أن الملك سلمان فضل إعطاء الأولوية للجهود ضد إيران، على إعطائها للجهود ضد جماعة الإخوان المسلمين“.
وقد أدى الاتفاق التركي السعودي إلى إنشاء مركز قيادة مشترك جديد في المحافظة الشمالية الشرقية من سوريا، إدلب. وهناك، يعمل تحالف من الجماعات، يتضمن جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى مثل أحرار الشام، على قهر الأسد تدريجيًا. ويشمل هذا التحالف أيضًا عناصر أكثر اعتدالًا من الجيش السوري الحر، كانت قد حصلت على دعم الولايات المتحدة في الماضي.
وفي نهاية مارس، استطاع التحالف الذي أطلق على نفسه اسم “جيش الفتح”، الاستيلاء على مدينة إدلب، ومن ثم بلدة جسر الشغور الاستراتيجية، ولاحقًا، قاعدة عسكرية حكومية. وعن هذا، قال المسؤول التركي: “لقد تعلموا حقًا كيفية القتال جنبًا إلى جنب“.
ويقول مسؤولون أتراك إن بلادهم تقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لبعض أعضاء هذا الائتلاف، ولكنها لا تتعاطى مع جبهة النصرة، التي تعتبرها جماعة إرهابية. والفرق بين النصرة وداعش، وفقًا للمسؤولين، هو أن تركيا لا تنظر إلى النصرة باعتبارها تهديدًا أمنيًا؛ وبالتالي، فهي لا تعترض سبيلها.
وقال المسؤول التركي الذي وصف قدرة جيش الفتح في القتال بالمتماسكة، إن تركيا والمملكة العربية السعودية انتقلتا إلى دعم أحرار الشام على حساب جبهة النصرة. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تنظر إلى أحرار الشام كجماعة متطرفة، تميز تركيا بين الجماعات الجهادية الدولية، وغيرها من الجماعات ذات الأصول المحلية. وتضع أنقرة أحرار الشام ضمن هذه الفئة الأخيرة.
وعلاوةً على ذلك، هناك أمل في استخدام ارتفاع أحرار الشام للضغط على جبهة النصرة من أجل التخلي عن علاقاتها مع القاعدة، والانفتاح على المساعدات الخارجية.
ومن جهة أخرى، يقول مسؤولون أتراك إن الولايات المتحدة لا تمتلك استراتيجية لتحقيق الاستقرار في سوريا. وقال مسؤول تركي إن وكالة الاستخبارات المركزية أوقفت في الآونة الأخيرة دعمها للجماعات المعادية للأسد في الشمال.
وبدوره، أكد أسامة أبو زيد، وهو مستشار قانوني للجيش السوري الحر، على أن التنسيق الجديد بين تركيا والمملكة العربية السعودية، وكذلك قطر، يسّر تقدم الثوار. ولكنه قال أيضًا إن هذا التنسيق لم يؤد حتى الآن إلى تدفق موجات جديدة من الأسلحة. وبدلًا من ذلك، استولى المقاتلون على مخابئ كبيرة للأسلحة من المرافق الحكومية السورية.
ووفقًا لأبي زيد، أدى التفاهم الجديد بين الفصائل المقاتلة وشركائهم الدوليين إلى تحقيق نجاح سريع حتى الآن. وأضاف: “كنا قادرين على التسبب بالكثير من الضرر والاستيلاء على مزيد من الأراضي من النظام“.
المصدر
=====================
نيوريورك تايمز :النظام السوري يستخدم السلاح الكيماوي من جديد
نشر في : الجمعة 8 مايو 2015 - 01:40 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 8 مايو 2015 - 02:30 ص
نيويورك تايمز – التقرير
بعيون دامعة، وأنفاس تخرج بالكاد؛ سحب عبد المنعم (22 عامًا) أبناء إخوته من بيت يعبق بالأبخرة السامة، ثم أغمي عليه لوهلة. كان يتذكر “حتى الهواء النقي كان يحرق رئتي”.
اندلعت الفوضى في بلدة سرمين السورية في أحد ليالي هذا الربيع، عندما حذرت أجهزة الاتصال اللاسلكية، من طائرة مروحية تحلق من قاعدة جوية قريبة، سكان المدينة لأخذ الحماية. بعد ذلك، بحسب السكان، كان هناك أصوات لطيران، ورائحة المبيض، وضحايا يتلفظون أنفاسهم يتدفقون إلى عيادة.
بعد عامين من موافقة الرئيس بشار الأسد على تفكيك ترسانة أسلحة سوريا الكيميائية، هناك أدلة بأن حكومته تخرق القانون الدولي بقصفها قنابل رخيصة سيئة الصنع من الكلور على مناطق يسيطر عليها الثوار. مؤخرًا، ارتفعت وتيرة قصف المناطق المتنازع عليها مثل إدلب، بحسب عمال الإنقاذ، بينما تواجه القوات الحكومة تهديدات جديدة من الثوار.
إلا أن حكومة الأسد تجنبت حتى الآن المزيد من الفحص الدقيق؛ بسبب مجموعة من العوائق السياسية والقانونية والتقنية لتلقي الملومة عن الهجمات، في حالة يراها السوريون الذين تحت القصف سوريالية، قائلين إنه من الواضح تمامًا أن الحكومة هي التي تسقطهم.
قال عامل الإنقاذ مع منظمة الدفاع المدني “الخوذات البيضاء” حاتم أبو مروان (٢٩ عامًا): “الناس معتادون عليها، فهم يعرفونها من الصوت”، مضيفًا بلهجة من الغضب عند طلبه التفسير: “نحن نعرف صوت المروحية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتسقط برميلًا. لا أحد يملك طائرات سوى النظام”.
بحثٍ من الولايات المتحدة، يناقش مجلس الأمن مسودة قرار قد يشكل لجنة، ترفع تقاريرها للأمين العام، لتحديد أي الأطراف المتحاربة هو المسؤول عن استخدام الكلور كسلاح، بحسب دبلوماسيين بالمجلس.
قال مسؤول أمريكي، رفض إعطاء تفاصيل مفضلًا إخفاء هويته للاستمرار بالمفاوضات، إن “مجلس الأمن يجب أن يحدد من المسؤول عن استخدام الكلور كسلاح في سوريا”، مضيفًا أن “فعل ذلك أساسي لتحقيق العدالة للشعب السوري، ومحاسبة ذلك الذي استخدم الكلور تكرارًا في سوريا”.
يظهر الإعلام الرسمي السوري هذه الادعاءات على أنها بروباجندا، فيما يظل مجلس الأمن منقسمًا ومتعثرًا؛ مما يشعر أشخاصًا مثل أبي مروان، الذي تعامل مع تسع هجمات للكلور، بتخلي العالم، قائلًا: “لا يوجد قانون يحمينا كبشر، هذا ما نفهمه من مجلس الأمن”.
وأضاف خريج كلية القانون، الذي انتحب متذكرًا كيف كان يحمل طفلًا ميتًا في سرمين: “لم أر في القانون الإنساني أي شيء يقول: باستثناء السوريين”.
بعكس السموم الأقوى مثل غازات الأعصاب والخردل، فإن الكلور سام عند استخدامه بجرعات مركزة؛ حيث لا يكون العلاج الطبي متاحًا، مما يجعله أداة للعذاب أكثر من كونه للقتل الجماعي. عادة يلقى في قنابل برميلية تحتوي علبًا تنفجر عند الاصطدام، ناشرة غيومًا من الغاز في الأحياء السكنية، ويمكن تمييزها بوضوح من خلال رائحتها.
لذلك؛ فالأمر أشبه بثغرة قانونية. مع استخدام الكلور في الكثير من الحالات المدنية، كتنقية المياه وتطهير المستشفيات، فهو ليس ممنوعًا في القانون الدولي؛ ولذلك لم يكن ضمن قائمة الكيميائيات التي كان على الأسد التخلي عنها، مع أن استخدامه كسلاح ممنوع.
أدان مجلس الأمن استخدام الكلور كسلاح في سوريا، في شباط/ فبراير. لكن مع استخدام روسيا، للفيتو، الحليف الأقوى للنظام السوري، لم يكن هناك اتفاق في مجلس الأمن على إلقاء المسؤولية.
منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، التي تراقب الاتفاقات حول الأسلحة السامة، وجدت أن الكلور استخدم “بشكل منهجي ومتكرر” في ثلاث قرى سورية في 2014، وذكرت شهادات حول قنابل كلور ملقاة من المروحيات في تقراريرها، لكنها لم تملك صلاحية قول من استخدمهم.
أليستير هاي، الخبير الكيميائي في جامعة ليدز والذي درب السوريين على جمع نماذج أدلة، وصف الهجمات بأنها “صفعة في وجه” اتفاقية الأسلحة الكيميائية الدولية التي انضمت لها سوريا قبل أقل من عام ضمن صفقة روسية أمريكية لتجنب ضربات أمريكية جوية، بعد هجوم بالسارين، أحد غازات الأعصاب، أدى لمقتل أكثر من 1000 شخص في مناطق الثوار قرب دمشق.
غاضبين من عجز مجلس الأمن حول هذه القضية؛ يعمل رجال الإنقاذ والأطباء الآن على جلب أدلة حول هجمات بغاز الكلور للحكومات الفرنسية والبريطانية والأمريكية لفحصها. هدف ذلك، هو تقديم أساس صلب للدول لتتحرك ضد الهجمات، في مجلس الأمن أو عبر الضغط الدبلوماسي، بحسب جيمس لي ميسورير، المدير البريطاني للمنظمة غير الربحية (Mayday Rescue)، التي تدرب وتدعم منظمة “الخوذات البيضاء” التطوعية المدعومة من الحكومات البريطانية والدنماركية والألمانية.
الذهاب مباشرة للحكومات التي دعت لإسقاط الأسد له تحدياته. حلفاؤه قد يرفضون هذه الأدلة لكونها موجهة سياسيًا، وقد يشيرون لهجمات كلور في العراق تتهم بها الحكومة المتمردين، ناهيك عن الادعاءات الأمريكية غير الموثوقة حول برنامج السلاح الكيميائي العراقي الذي استخدمته لغزو العراق.
لتجاوز ادعاءات العبث أو التزوير، قال لي ميسورير والأطباء السوريون المشاركون إنهم وثقوا منهجيًا سلسلة العمل، من الجمع حتى التسليم، بعدد جيد من الحالات التي يمكن العمل بها؛ إذ وثقوا منذ 16 آذار/ مارس، في إدلب فقط، 14 هجمة بـ 26 برميلًا يحمل الكلور، أدى لإصابة العشرات من الأشخاص.
بالنسبة لعاملي الإغاثة والسكان شمال سوريا، هجمات كهذه تصبح جزءًا من روتين الحرب القاتل؛ إذ يحمل السكان والمنقذون أجهزة تواصل لاسلكي للتحذير من طيران قادم، فيتم تجهيز دفعات الماء لرش المصابين.
غاز الكلور أقل قتلًا بكثير من القصف التقليدي الذي تتلقاه المناطق السكانية والمستشفيات والمدارس، والذي أدى لقتل الآلاف، لكنه لا زال يمكنه أن يقتل ويرعب. في 16 آذار/ مارس، في سرمين، تم قصف ملجأ في تسوية باستخدام الغاز؛ مما أدى لاختناق عائلة من ستة أشخاص، بما في ذلك الجدة وثلاثة أطفال.
مقطع الحادثة، الذي أدى لبكاء أعضاء مجلس الأمن عند عرضه، يظهر عمال إغاثة يغسلون الإخوة الصغار الاثنين، اللذين تلمع وجوههما الشمعية، وهما على صدر جدتهما المتوفية، الذين كانوا يحاولون ضخ صدرها الصغير بأيديهما.
هرب السكان من البلدة في اليوم التالي، بحسب الطبيب محمد تيناري، صديق العائلة ورئيس مستشفى سرمين.
ترك الهجوم دليلًا محيرًا: قنبلة برميلية مثل تلك التي تسقطها المروحيات، هبط دون أن ينفجر في حقل قريب. بداخله كان هناك علبة غاز من تلك المستخدمة بالمنازل، وقارورة بلاستيكية من سائل لزج أرجواني، بحسب عاملي الإغاثة وصور الموقع.
الطبيب تيناري، الذي يعمل مع الجمعية الطبية الأمريكية السورية، أظهر صورًا لعلب مستطيلة متآكلة ومهترئة، مثقوبة من أحد الجوانب، وبقايا برميل حديدي منثورة عبر حقل في سرمين.
أحد المقاطع، التي أخذت الأحد الماضي من بلدة كنفصرة، يظهر برميلًا يسقط من مروحية وعمال إنقاذ يرفعون علبة بلاستيكية مكتوبًا عليها بالإنجليزية. تهتز الكاميرا دون أن تظهر الكثير من الكلمات من قبيل: “خطير”، “قد يسبب الاختناق”، “تنبيه”، “تنفس”.
لكن المحققين يواجهون صعوبات؛ منها أن الكلور يتبخر بسرعة في الغلاف الجوي ولا يبقى في الدم أو البول، وتظل بقاياه في التراب لـ 48 ساعة فقط، تاركة القليل من الوقت لنقل العينات عبر الحدود. وقال لي ميسورير، أيضًا، إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تميز الأدلة التي تجمعها بنفسها عن تلك التي تجمعها من عاملي الإغاثة، مصنفة الأخيرة على أنها ظرفية.
قال عمال الطوارئ إنهم التقوا مؤخرًا مع محققيين من المنظمة، لكن الطبيب تيناري وصف استجابتها بأنها “قليلة وبطيئة”، كما أضاف لي ميسورير: “لم يظهر أحد على فرس أبيض”.
أطباء سوريون ثلاثة قالوا إن أحكام قواعد المنظمة أدت لعدم فحص الأدلة الثمينة التي جمعوها؛ إذ قال أحدهم، الذي لم يكشف عن هويته مستخدمًا اسم “الكيميائي حازم” لأسباب أمنية، إنه وصل لأحد المواقع التي تعرضت لهجوم في نيسان/ أبريل 2014 في تل منس، خلال ساعات، وشم رائحة المبيض في الجو، واستطاع تهريب عينات من ضحيتين إلى تركيا بدون انتظار تصريحات الحدود، لكنه قال إن المنظمة رفضت قبول علبة بلاستيكية لم تنفجر، وبقيت في سوريا، قائلًا: “الدليل الأكبر على استخدام النظام للأسلحة الكيميائية ذهب”، مضيفًا أنه لا أحد يبدو مهتمًا بإخراج العينات من سوريا، “لا نستطيع لوم شخص يريد السير في القنوات القانونية، لكن هل يوجد أي منها؟”.
المصدر
=====================