الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9-5-2016

سوريا في الصحافة العالمية 9-5-2016

10.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. تلغراف :مخاوف من تسرب مساعدات بريطانية "لإرهابيين" بسوريا
  2. واشنطن بوست :ألحان بوتين في تدمر!
  3. الإيكونوميست: 7/5/2016 تركيا: لا متسع للمعتدلين
  4. سكوت بترسون - (كريستان سينس مونيتور) 3/5/2016 :الصراع السوري: كيف ترى روسيا نهاية اللعبة؟
  5. صحيفة ملييت: وقف إطلاق النار في حلب
  6. الفورين بوليسي: تعرفوا على الأحمق الموجه لسياسة أوباما الخارجية
  7. وورلد أفيرز :الإسلام والديمقراطية ما بعد الربيع العربي
  8. آسيا تايمز  :تداعيات التحالف الروسي الأوسع في الشرق الأوسط
  9. ذي ناشيونال :كيف تستفيد جبهة النصرة من خطط السلام في سوريا
  10. "إنترست": أمريكا لا تزال بحاجة قوية إلى السعودية
  11. دميرتاش لواشنطن بوست : مناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا يمكن أن يجسد سياسة لإصلاح ما تبقى من سوريا
  12. الديلي تلغراف: القاعدة تأمر بتأسيس "دولة إسلامية ثانية" في سوريا
  13. معهد واشنطن :تغذية آلة تنظيم «الدولة الإسلامية»
  14. صحيفة إيطالية: رقم قياسي لخسائر متفاقمة لإيران في سوريا في أبريل
  15. الغارديان: عن مأساة حلب وعذاباتها
 
تلغراف :مخاوف من تسرب مساعدات بريطانية "لإرهابيين" بسوريا
ذكرت صحيفة ذي صنداي تلغراف البريطانية أن ملايين الدولارات التي أرسلتها بريطانيا على شكل مساعدات إنسانية إلى سوريا -التي تعصف بها الحرب منذ سنوات- ربما تكون وقعت في أيدي جماعات "إرهابية".
وأعربت وزارة التنمية الدولية البريطانية -وهي الجهة المسؤولة عن إرسال المساعدات- عن مخاوفها من مخاطر جدية إزاء تسرب كبير للمساعدات المرسلة إلى سوريا لجهات وأغراض "إرهابية".
ورجح مصدر رسمي أن نحو 1% أو ما يزيد على سبعة ملايين دولار من أصل المساعدات المالية البريطانية المرسلة إلى سوريا منذ 2011، والبالغة حوالي 736 مليون دولار، ربما تكون وقعت في أيدي جماعات إرهابية.
وفي تحليل لمشروع دعم بريطاني تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أشارت وزارة التنمية الدولية إلى أنها لا تستبعد خطر وقوع فساد واحتيال بشأن المبالغ المرسلة في ظل حالة الصراع المتقلبة.
فساد واحتيال
وأعربت وزارة التنمية الدولية عن ثقتها بأن اليونسيف تتخذ "إجراءات صارمة" للتعامل مع هذه المشكلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تعترف فيها وزارة التنمية الدولية البريطانية بوقوع مساعدات في أيدي الإرهابيين.
ففي 2013 اعترفت الوزارة بأن أكثر من 721 ألف دولار من المساعدات والمعدات التي تمولها بريطانيا وصلت إلى أيدي حركة الشباب المجاهدين في  الصومال.
وترى الصحيفة أن مزاعم وقوع جزء من المساعدات في أيدي الإرهابيين سيزيد من الضغط على رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الذي تعهد بتخصيص (0.7%) من الناتج القومي الإجمالي لبلاده للمساعدات الخارجية.
لكن متحدثا باسم وزارة التنمية الدولية البريطانية قال إن المساعدات تصل إلى أناس هم في أمسّ الحاجة إليها.
======================
واشنطن بوست :ألحان بوتين في تدمر!
لإثنين 09 مايو 2016
ليونيد بيرشيدسكي*
الاتحاد
وصف الكاتب بيتر بوميرانتسيف روسيا بأنها «ديكتاتوية ما بعد حداثية». وأبرز الرئيس فلاديمير بوتين وأصدقاؤه هذا الوصف بوضوح يوم الخميس الماضي حين أحيت أوركسترا مسرح مارينسكي لمدينة سان بطرسبورج حفلاً موسيقياً في مدينة تدمر السورية الأثرية التي حررتها القوات السورية المدعومة روسياً من أيدي «داعش» في مارس الماضي. وقبل قليل من استعادة هذه الأطلال التي كانت ذات يوم مدينة عامرة، أعلن بوتين الانسحاب من سوريا وأن المهمة العسكرية قد أنجزت. لكن الحفل أعلن أمام العالم أن بوتين هو صاحب الفضل في النجاح الذي حققه بشار الأسد مؤخراً، وأن أي اتفاق سلام سيبرم وفقاً لشروط روسية.
وفاليري جيرجيف قائد أوركسترا مارينسكي يؤيد بوتين منذ فترة طويلة، وأيد الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2014. ومجرد حضور جيرجيف نقل هذه الرسالة في السياسة الخارجية. وشارك جيرجيف في حفل مماثل في تسخينفالي عاصمة منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية في أغسطس 2008 بعد أقل من أسبوعين على إعلان الجيش الروسي أن المنطقة «من العالم الروسي» كما وصفها أنصار بوتين. وبعزفه في ميدان رئيسي دمرته النيران الجورجية، أضفى جيرحيف طابعاً رسمياً على عملية الاستيلاء. وتكرار هذا في سوريا ينقل رسالة قوية عن الدعم للأسد، وهو أمر لا تريده الولايات المتحدة وحلفاؤها، وعزز بوتين هذه الرسالة يوم الخميس مخاطباً الأوركسترا والجمهور عبر اتصال مصور قائلاً: «أعتبر هذا علامة على العرفان وإحياءً للذكرى والأمل».
وللحفل أيضاً رسالة ينقلها إلى المواطنين الروس وأي شخص يتجاسر على انتقاد نظامه، مفادها أن بوتين لن يعتذر عن مسار سياسته في داخل روسيا، وأنه يقف بجانب أصدقائه وممارساتهم الاقتصادية، فقد شارك عازف التشيلو سيرجي رولدوجين في الحفل ليعزف على الآلة رباعية الأوتار. ورلدوجين موسيقي ذو خبرة طويلة، لذا لم يكن هناك للوهلة الأولى أي شيء غير عادي يتعلق بظهوره في أوركسترا مارينسكي حيث كان عازف التشيلو الأساسي في الثمانينيات وقاد الأوركسترا أحياناً، لكن اسم رولدوجين تداولته الأنباء في أمور لا تتعلق بالموسيقى، فقد أشار مقال عن تعاملاته المشبوهة في نشاط اقتصادي خارج البلاد.
ورولدوجين صديق مقرب من بوتين وهو الأب الروحي لماريا كبرى بنات بوتين، وكشف التسريب الكبير لوثائق بنما أن رولدوجين يملك شركات ترتبط ببنك روسيا، وهو مؤسسة اقتصادية تسيطر عليها دائرة صغيرة من أصدقاء بوتين. وأشار الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين الذي نشر القصة إلى أن رولدوجين ربما قام بدور الواجهة لبوتين نفسه. ونادراً ما يرد بوتين على المزاعم بشأن المحسوبية والفساد في نظام حكمه، لكنه في قضية رولدوجين أدلى بكثير من التصريحات. وصرح أن عازف التشيلو ليس إلا حامل أسهم أقلية ينفق كل الأموال التي يحصل عليها على الآلات الموسيقية القيمة التي يجلبها إلى روسيا. وقال بوتين: «حبذا لو كثر لدينا أمثاله... أنا فخور بأن لي أمثال هؤلاء الأصدقاء»، لكن تصريحات بوتين عن النشاط الاقتصادي لرولدوجين تثير من الأسئلة أكثر مما تجيب. ومع هذه المباركة من بوتين، ظهر عازف التشيلو في عرض تدمر الجريء. وعبر عن نفسه ليجعل المعارضين لبوتين يعلمون أن الرئيس الروسي ما زال يتجاهلهم باحتقار. ودمج كل هذه الرسائل في حفل للموسيقى الكلاسيكية في موقع أثري يعد عملاً فنياً بذاته. والهدف منه التأكيد على القوة الروسية التي تحتقر الغرب.
ماذا يقول هذا النجاح عن البلاد التي نظمت الحفل، عدا أن زعيمها يقف بجانب حلفائه بصرف النظر عن هويتهم وما قد يكونون متورطين فيه؟ وقد أجاب على هذا السؤال أفضل إجابة بوميرانتسيف، قائلاً: «روسيا القرن الحادي والعشرين تتبع منهجاً ما بعد حداثي في السيطرة، وهو ما بعد حداثي فيما يتعلق بأنه يستخدم كثيراً من التقنيات المتعلقة بالفن والفلسفة ما بعد الحداثيين أي استخدام معارضات أدبية لرؤية الآخرين ومؤسسات محاكية ومجتمع له مظهر أخاذ دون جوهر»، والمظهر في تدمر كان رائعاً والرسالة كانت واضحة.
*كاتب روسي مقيم في برلين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
الإيكونوميست: 7/5/2016 تركيا: لا متسع للمعتدلين
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إسطنبول، تركيا- بالنسبة لرئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بدأ يوم 4 أيار (مايو) بأخبار جيدة. ففي الصباح، أقرت المفوضية الأوروبية؛ الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، اقتراحاً برفع القيود عن تأشيرات الدخول للأتراك الذين يسافرون إلى منطقة كتلة "شنغن" اعتباراً من حزيران (يونيو). لكن مشاعر الارتياح الأولى للسيد داود أوغلو الذي كان قد جعل سفر الأتراك في أوروبا من دون تأشيرة شرطاً أساسياً لضمان المساعدة التركية في وقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، كانت قصيرة الأجل. فبحلول المساء، كان واضحا أن رئيس الوزراء أصبح عاطلاً عن العمل.
كان الرجل الذي سحب البساط من تحت قدميه هو الشخص نفسه الذي عينه قبل أقل من عامين: الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وكانت التوترات بين أردوغان الذي يصبح أكثر استبداداً باطراد، ورئيس وزرائه تتصاعد منذ شهور. وقد اختلف الاثنان حول مستقبل محادثات السلام مع المتمردين الأكراد، وحول خطط أردوغان لتغيير الدستور من أجل إعطاء الرئاسة سلطات تنفيذية، وبطريقة تعزز قبضته على الحكومة وعلى حزبه الخاص، حزب العدالة والتنمية.
كما أنهما اشتبكا أيضاً حول إدارة الاقتصاد، وحملة أردوغان القمعية على المنتقدين (التي حُكم على آخر ضحاياها؛ اثنين من الصحفيين، بالسجن لمدة عامين في الأسبوع الماضي بسبب إعادة نشر رسم من رسوم تشارلي إبدو، الأسبوعية الفرنسية). وقد اتهم أردوغان رئيس وزرائه بسرقة الأضواء. وقال في الآونة الأخيرة، في إشارة إلى محادثات التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي: "خلال فترة وجودي كرئيس للوزراء، تم الإعلان عن أن السفر بالشنغن سيدخل حيز التنفيذ في تشرين الأول (أكتوبر) 2016. ولا أستطيع أن أفهم لماذا يتم تصوير تقديم الموعد أربعة أشهر على أنه انتصار".
ظهرت الدلائل على أن داود أوغلو أصبح يقاتل من أجل حياته السياسية يوم الجمعة قبل الماضي، عندما جردته الهيئة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية من الحق في تعيين مسؤولي الحزب في الأقاليم. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اقترح مدون مجهول يُعتقد أنه عضو في الدائرة الداخلية للسيد إردوغان أن رئيس الوزراء قد وصل إلى تاريخ انتهاء صلاحيته. وكان داود أوغلو، كما زعم المدون على موقع إلكتروني، تجاوز رئيسه من خلال انتقاده اعتقال الأكاديميين والصحفيين، وبإحجامه عن حشد الدعم لرئاسة إردوغان التنفيذية -ومن خلال إعطاء مقابلة لمجلة "الإيكونوميست" في العام الماضي.
في 5 أيار (مايو)، بعد يوم واحد من التقاء الرجلين في قصر أردوغان المكون من 1100 غرفة، اجتمع المجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية لتقرير مصير رئيس الوزراء. ولم يكن واضحاً في ذلك الوقت ما إذا كان سيستقيل فوراً. ولكن، من المتوقع أن يعقد حزب العدالة والتنمية في الأسابيع التالية مؤتمراً استثنائياً لانتخاب خليفة داود أوغلو كزعيم للحزب. ومن بين المرشحين المحتملين بينالي يلديريم، وزير النقل، وبيرات البيرق، وزير الطاقة (الذي يصادف أيضاً أنه صهر أردوغان).
ربما يكون داود أوغلو، المدمن على قراءة الكتب، ووزير الخارجية السابق، قد تجادل بهدوء مع أردوغان في بعض الأحيان، لكنه حاول التهوين من شأن الانقسامات بشكل عام. وتشير الإطاحة به إلى لم يعد هناك أي متسع للتسامح مع المعارضة للرئيس داخل حزبه. كما أنه يكشف عن الثمن الذي يبدو أردوغان مستعداً لدفعه من أجل تحقيق أجندته. ففي غضون ساعات من اجتماعه مع رئيس الوزراء، انخفضت الليرة التركية بنسبة 4 % مقابل الدولار، وهو أكبر انخفاض من هذا النوع تسجله العملة التركية منذ العام 2008. كما انتشرت المخاوف من أن الاتحاد الأوروبي، الذي وجد في داود أوغلو محاوراً معقولاً وقناة لتجاوز رئيسه الوقح، سوف يفقد شهيته للانخراط مع تركيا.
لكن أردوغان لا يهمه شيء على ما يبدو. لم يكُن أي أساس قد وُضع لرحيل السيد داود أوغلو. وبالنسبة للكثيرين من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الذين رأوا رئيس وزرائهم وهو يدفع الحزب إلى فوز هائل في انتخابات الخريف الماضي، تبدو الاطاحة المفاجئة به محيرة. ويقول أوزير سينكار، رئيس شركة "متروبول" للاستطلاعات، أن ذلك يظهر أن أردوغان يريد إجراء استفتاء على الصلاحيات التنفيذية لرئاسته هذا العام. ويضيف: "(داود أوغلو) شكل عائقاً. وكان يجب أن يذهب".
======================
سكوت بترسون - (كريستان سينس مونيتور) 3/5/2016 :الصراع السوري: كيف ترى روسيا نهاية اللعبة؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد
إسطنبول، تركيا- انتقلت الجهود الرامية لإنقاذ وقف متداعٍ لإطلاق النار في سورية إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي، في دلالة على مدى نفوذ روسيا في ميدان المعركة، وعلى تنامي القلق بسبب تصاعد حدة التوتر في مدينة حلب السورية الشمالية، والذي أفضى إلى مقتل أكثر من 250 شخصاً في أسبوع واحد فقط.
وقد دفع هذا التطور الكبير والسيئ الذي طرأ على الصراع المتواصل منذ خمس سنوات مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستيفان دي مستورا، للتوجه إلى موسكو. وكانت مباحثات السلام في جنيف قد انهارت في الأسبوع السابق، حتى مع تجديد القوات الحكومية هجومها على حلب. وتم في الهجوم استهداف مستشفى يقع في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، مما أسفر عن مقتل 50 شخصاً. ويوم الثلاثاء الماضي، تعرض مستشفى حكومي للولادة في منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة للقصف بقذائف أطلقها الثوار.
قد تكون روسيا هي العنوان الصحيح للخطوات الأولى نحو التوصل إلى حل. وتستطيع موسكو اختيار كبح جماح الرئيس بشار الأسد كما سبق وأن فعلت على نطاق واسع منذ شباط (فبراير) الماضي، من خلال ممارسة الضغط على حليفها في دمشق -أو ببساطة، عبر عدم إشراك ثقلها العسكري الكبير والضربات الجوية في القتال.
نوح بونسي، المحرر رفيع المستوى للشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل مركزاً لها: "إن الروس هم المتغير الرئيسي هنا...(و) ستعطينا الطريقة التي تتعامل بها روسيا في حلب في الأيام المقبلة إشارات. فإذا ضغطت روسيا حقاً على النظام من أجل وقف الهجوم، فسيعني ذلك أن روسيا تحتفظ ببعض الجدية بخصوص العملية السياسية في الوقت الراهن".
ويضيف السيد بوسني أنه منذ بدأت روسيا تدخلها العسكري في أيلول (سبتمبر) من العام 2015 "بدا أن الروس مصممون حقاً على مساعدة النظام في تحقيق تفوق عسكري حاسم. ولكن، عندما وافقت روسيا على وقف الأعمال العدائية وضغطت على النظام لتنفيذه، فقد شكل ذلك مساراً جديداً بالفعل".
والسؤال الآن هو: كيف ترى روسيا نهاية اللعبة؟ بعد اجتماع موسكو، تمسك وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بالأمل بإمكانية إعادة تطبيق وقف إطلاق النار على حلب "في المستقبل القريب جداً -ربما في الساعات القليلة المقبلة"، وإنما فقط في حال مغادرة الثوار للمناطق التي يجري استهداف الجهاديين المتحالفين فيها. وقال السيد لافروف إن الهدف هو "جعله (وقف القتال) غير محدود من الناحية المثالية".
وفي الأثناء، قد ترى كل من واشنطن وموسكو على حد سواء القليل من الخيارات غير الحوار لحل صراع يقدر موفد الأمم المتحدة أنه كلف سقوط ما يصل إلى 400.000 قتيل، ومكن مجموعة "داعش" من إعادة الانبعاث، وتسبب في تشريد الملايين من اللاجئين وفي نشر حالة انعدام الأمن، بدءً من العراق وحتى قلب أوروبا.
يقول فواز جرجس، خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد في جامة لندن، والذي نشر كتابه بعنوان "الدولة الإسلامية في العراق والشام: تاريخ" في آذار (مارس) الماضي: "سوف تشكل نهاية الحوار تراجعاً استراتيجياً للروس، لأنه سيترتب عليهم عندئذٍ أن يمتلكوا ميدان المعركة حقاً، وهم لا يريدون ذلك. يجب علينا أن لا ندع غبار التصعيد الراهن للأعمال العدائية يعمينا".
أثر إيجابي
يوم الاثنين، تحدث لافروف مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقال مكتبه إنهما اتفقا على حث الأطراف كافة على "التقيد بوقف إطلاق النار".
وكانت تلك الصفقة التي تم التوصل إليها في شباط (فبراير) الماضي، والتي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، قد أوقفت من الناحية الفعلية تقدما عسكرياً للنظام بدعم من الطيران الحربي الروسي للسيطرة على كل حلب -وهي جائزة استراتيجية تقع جزئياً تحت سيطرة الثوار.
وقال السيد كيري يوم الاثنين إنه كان لوقف إطلاق النار "أثر إيجابي عميق" في إنقاذ الأرواح، لكن العنف الجديد "خرج على السيطرة بطرق عديدة وأصبح مقلقاً بشكل عميق". وكان السيد دي ميستورا قد طار إلى موسكو يوم الثلاثاء للمطالبة المباشرة بدعم روسي أقوى لإعادة إطلاق وقف إطلاق النار.
ويقول السيد جرجس: "أعتقد أن الروس يلعبون دوراً مقيداً في حلب راهناً، على عكس دور المفسد".
ويضيف: "لن يتمكن الأسد وحلفاؤه من تخطي بوتين. إنهم يحتاجون إلى روسيا ومستقبلهم السياسي يعتمد على بوتين بطرق عديدة... نحن نعرف كم كان التدخل العسكري الروسي (في سورية) محورياً".
حتى الآن، اتخذت روسيا بعض الخطوات لدعم الضربات الحالية للنظام، وإنما بنزر يسير من المستوى الذي كانت قد دعمت به حتى شهر شباط (فبراير) الماضي. وتقول روسيا أن العمل الحالي يستهدف فقط "جبهة النصرة"، المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة وغير المشمولة بباتفاق وقف إطلاق النار.
وربما كان هناك سبب آخر وراء تراجع موسكو عن دعمها للقوات الموالية للأسد، والتي تحاول استعادة السيطرة على حلب.
لا يقتصر الأمر على أن ثاني كبريات المدن السورية تعتبر جائزة استراتيجية وحسب، وإنما لأنها مركز الجاذبية للمعارضة في شمالي سورية و–على نحو حاسم- "آخر جزء في الشمال حيث ميزان القوى فيما بين الثوار يميل لصالح المجموعات غير الجهادية، والتي تشكل القوة المهيمنة"، وفق ما يقوله بونسي.
ويقول بونسي إن السيطرة على حلب وتوجيه صفعة للمعارضة غير الجهادية ينطوي على مغزى سياسي كبير، لأن مباحثات السلام تتطلب شريكاً غير جهادي لتنفيذ أي صفقة.
وينتقل بونسي إلى القول: "إذا قضيت على تلك المعارضة غير الجهادية أو أضعفتها أو أعقتها، سيكون من الصعب في الحقيقة تصور كيف يصل هذا الصراع إلى نهاية متفاوض عليها". ويخلص بونسي إلى القول: "يضعنا ذلك على مسار حرب لا نهاية لها بين نظام أضعف كثيراً من تأكيد نفسه في كثير من أنحاء البلد، ضد المجموعات الجهادية التي لن تتفاوض معه أبداً".
======================
صحيفة ملييت: وقف إطلاق النار في حلب
– POSTED ON 2016/05/09
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس
في هذه الأيام التي تركز فيها الاهتمام التركي على السياسة الداخلية للبلاد، تعيش سوريا أيام عصيبة وتطورات مهمة من شأنها أن تؤثر على مستقبل القضية السورية. ولهذا السبب وبلا شك أن الالتفات إلى الجوار ومتابعة المنطقة يعود بالفائدة على الجميع، خصوصا أن التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في سوريا تؤثر على تركيا بشكل مباشر.
فبعد ممارسة  كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ضغوطا حثيثة لوقف إطلاق النار في حلب تمكنتا من إجبار أطراف الصراع على  قبول الهدنة ووقف إطلاق النار، هذه التطورات ووقف إطلاق النار هذا يمكن استغلاله ليشكل نقطة بداية جديدة لمواصلة محاورات جنيف المتعثرة.
تطورات المنطقة الأخيرة تفسح المجال للحديث عن تغيرات في الموقف الأمريكي والروسي من القضية السورية، فروسيا تزداد في رأسها الشبهات حول إمكانية حماية نظام الأسد الذي تدعمه سياسيا وعسكريا لقواعدها العسكرية التي تنوي إنشاءها في مختلف المناطق السورية، خصوصا أن روسيا تملك من الخبرة العسكرية والتجربة السياسية ما يكفيها لتقدير وتخمين أن أي فوائد ستجنيها في المنطقة بحاجة لنظام حماية لن تحصل عليها إلا من خلال الاتفاقيات والمفاوضات. وما وقف إطلاق النار في حلب إلا نقطة بداية من شأنها أن تنفخ الروح في مثل هذه الأفكار والتوجهات الروسية.
لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور مهم في التغيرات التي طرأت على الموقف الروسي. وقد تكون الولايات المتحدة أوحت للروس ضرورة الانسحاب من هذه الحرب التي بدأت ولم تنتهي كما أنها قد تكون أشارت على الروس بضرورة إنشاء “منطقة أمنة أو منطقة حظر طيران” الأمر الذي دفع إلى التغيير في الموقف الروسي.
من جانب آخر، إغفال الولايات المتحدة للجانب الإنساني في الحرب السورية المستمرة وتركيز واشنطن على محاربة داعش وإرهابها  سبب للقلق وعدم الارتياح عند الدول الأوروبية المضطربة أصلا من الحرب السورية. خصوصا أن المعارك المستمرة في منطقة حلب سببت تدفقًا مستمرًا لللاجئين السوريين وما يحملونه معهم من دراما وحزن.
أضف لذلك أن الجهود المبذولة في قتال داعش في العراق وسوريا ومحاولات التغلب عليها عسكريا تواجه كل يوم عراقيل جديدة. فمن جهة عدم الاستقرار والاختلاس والفساد الإدراي المستمر والتدخلات الإيرانية المتزايدة وعدم تشكيل حكومة في العراق يقتل الأمل في نجاح الحملات الموجهة ضد داعش على الجبهة العراقية. ومن جهة أخرى اتفاق الولايات المتحدة مع (حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي) في سوريا يتسبب هو الآخر بمشكلات وأزمات ما تزال خفية. فاختيار عناصر (حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي) للقتال في المناطق الآهلة بالعرب السنة لا يبدو أنه خيار صحيح، أضف لذلك أن العلاقات التي تجمع (حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي)  مع نظام الأسد وقرب هذا الحزب من الروس يزعزع الثقة فيه. ومع مرور الأيام سيكون من الصعب تعويض تركيا عن المشاكل التي يسببها لها العناصر الإرهابية التابعة لـ(حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي) الذين تلقوا التدريب والسلاح الأمريكيين وعلاوة على ذلك تبقى قدرة عناصر (حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي) على التخلص من داعش وإخراجهم من المناطق التي يسيطرون عليها سؤالا يبحث عن إجابة.
القذائف الصاروخية التي تصيب الطرف التركي والتي تخرج من الجبهة السورية تشير إلى ضرورة اتباع استراتيجيات جديدة. تغير الحكومة في مثل هذه الفترة الحساسة يجب أن يكون فرصة لتغيرات في الاستراتيجيات التركية المتبعة في المنطقة.
======================
الفورين بوليسي: تعرفوا على الأحمق الموجه لسياسة أوباما الخارجية
– POSTED ON 2016/05/08
الفورين بوليسي: ترجمة أيهم القصير- السوري الجديد
إن الملف الذي نشر في عدد الأحد من مجلة النيويورك تايمز لبين روديس لم يكن متساهلاً وإن ذلك يجعل من كل شيء مدمراً أكثر. لربما كانت الجملة المفتاحية في الملف هي:
إن افتقاده لخبرة العالم الحقيقي التقليدية والتي تكون من النوع الذي يسبق مسؤولية التحكم بمصير الأمم عادة، كالخدمة العسكرية أو الدبلوماسية، أو حتى درجة ماجستير في العلاقات الدولية، عوضاً عن الكتابة الإبداعية.. ذلك لأمرً مذهل”.
روديس يبدو كأحمق حقيقي، هذه ليست قضية سياسية، لقد صوتت لأوباما مرتين. وليست لدي مشكلة أيضاً في احتقاره للعديد من المراسلين: “معظم القنوات تغطي الأحداث من واشنطن، وسطي عمر المراسلين الذين نتحدث إليهم هو 27 سنة، وتجربتهم الصحفية تتألف من كونهم مرتبطين ببعض الحملات السياسية. هذا تغيير كبير، هم حرفياً لا يعرفون شيئاً”.
لكن يظهر هذا القول كم هو مغرور أحمق صغير ويبدو أنه يعكس نظرته للعالم:
لقد أشار إلى السياسة الخارجية الأميركية “بالفقاعة” بالنسبة لروديس الفقاعة تتضمن هيلاري كلينتون وروبرت غيتس وغيره من مروجي حرب العراق من الحزبين والذين يتذمرون بشكل مستمر عن انهيار النظام الأمني الأميركي في أوربا والشرق الأوسط”. إن انتقاد روبرت غيتيس يحتاج يعض الشجاعة.
قد أتوقع بعض السخرية واللامبالاة في واشنطن، لكنها تكون عادة ممزوجة بالكثير من المعرفة، كالتي لدى هنري كيسنجر. أن تكون ساخراً وجاهلاً وأن تدمج ذلك لتشكل فضيلة أخلاقية؟ هذه عجرفة كبيرة، نوع من العجرفة التي أخذتنا إلى العراق في الواقع.
روديس وغيره من المقربين لأوباما يتحدثون دائماً عن القيام بكل هذا التفكير النبيل واللعب من خارج الكتاب وطرح طريقة تفكير المؤسسة التقليدية أرضاً. لكن إذا كانت هذه هي الحالة حقاً، لماذا قاموا بإعطاء الكثير من السلطة في السياسة الخارجية لشخصين هم عبارة عن خديعة مهنية ولم يملكوا فكرة أصلية يوماً، بالطبع أتحدث هنا عن جو بايدن وجون كيري. أعتقد أن الجواب يمكن أن يكون أن كلاهما عبارة عن دمىً فقط، وتم إعطاءهما قضايا خاسرة لإدارتها كالعراق كما في حالة جو بايدن.
كشف الحقائق: أوباما لم يملك فكرة أصيلة للسياسة الخارجية بنقس القدر الذي كانت فيه سياسته عبارة عن إدارة خارجية مسيسة. وفي كل ذلك يذكرني هذا الشخص روديس برجال كينيدي الأذكياء الذين ساعدوا في إدخالنا حرب فيتنام. هل يعلم كم يبدو فظيعاً؟ شيئاً من قبيل مكجورج باندي ولي أتواتر.
======================
وورلد أفيرز :الإسلام والديمقراطية ما بعد الربيع العربي
نشر في : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:49 ص
وورلد أفيرز – إيوان24
منذ قيام انتفاضات الربيع العربي في العام 2011، اجتاح شتاء عربي من ردة الفعل السلطوية منطقة الشرق الأوسط. وكانت انتكاسات الشرق الأوسط في الواقع جزء من التجدد العالمي للظاهرة السلطوية الذي اتسمت بالقمع المتزايد في روسيا والصين، فضلا عن انتكاسات الديمقراطية في البلدان الصغيرة مثل فنزويلا وأذربيجان وتركيا وتايلاند. ولكن عودة الظاهرة السلطوية كانت أكثر وضوحا في الشرق الأوسط من غيره من المناطق. وفي الواقع، وبحسب منظمة فريدوم هاوس، هناك 12 دولة من أصل 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط تعاني اليوم مزيدا من القمع أكثر مما كانت عليه قبل ثورات الربيع العربي.
ولا تدخل مصر، أكبر وأهم دولة في المنطقة، ضمن تلك الـ 12 بلدا. ولكن يمكن القول أيضا أنها تكابد قمعا أكبر  بكثير مما كان عليه الوضع قبل ثورة العام 2011. وكما يقول شادي حامد ،الباحث بمعهد بروكينغز، :”تجاوز مستوى القمع في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره في عهد الرئيس المصري حسني مبارك ومن تبعه، من حيث عدد المصريين الذين قتلوا أو جرحوا أو اعتقلوا أو”اختفوا” منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو، 2013. وبحسب مركز النديم في القاهرة، اختفى في العام الماضي 464 شخصا في مصر، بالمقارنة مع 19 حالة اختفاء في العام 2010. بالإضافة إلى وفاة ما يقرب من 500 سجينا في سجون مصر، والإفادة عن وجود ما يقرب من 700 حالة تعذيب. وقد تم اعتقال أكثر من 41000 شخصا في الأشهر العشرة الأولى التي تبعت الانقلاب العسكري في عام 2013، وكثير منهم محتجز دون محاكمة في سجون تضج بالمعتقلين بشكل كبير وفي مراكز الشرطة. وبالإضافة إلى ذلك، تم الحكم على 122 شخصا بالإعدام في 16 مايو، بما في ذلك باحث جامعة جورج تاون المعروف عماد شاهين.
لا أعتقد أن هذا القمع سوف يؤدي إلى وضع أكثر استقرارا في مصر. وفي مقال نشر مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز، كتب المحامي المصري جمال عيد عن القضية المرفوعة ضده وضد الناشط الحقوقي حسام بهجت، حيث وصف مصر بأنها “مجتمع أجوف”. وتتم محاكمة جمال عيد بتهمة تأسيس جماعة تعنى بتوعية الجمهور المصري بحقوقه المدنية والإنسانية. وفي جلسة المحاكمة قبل بضعة أيام، أجلت المحكمة قضية عيد ولكنها أدانت أربعة آخرين من الناشطين، منهم بهي حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وعبد الحفيظ طايل، رئيس المركز المصري للحق في التعليم. ويرى عيد أن الحكومة تعتزم  اغلاق جميع المؤسسات غير الحكومية المستقلة عن جهاز أمن الدولة، وسحق المعارضة في هذه العملية.
والاعتقاد بأن قمع منظمات المجتمع المدني المستقلة سوف يجعل مصر أكثر استقرارا هو وهم خطير. فكما يقول عيد، سوف يقضي ذلك على الجماعات التي يمكنها أن تعمل بمنزلة وسطاء وصمامات أمان ضد العنف في أوقات احتدام  التوتر عندما يبدأ احتمال تصعيد اضطرابات واسعة النطاق في الصراع على الصعيد الوطني. وبالتالي فإنه يحول المجال العام بأكمله إلى لعبة عديمة الفائدة بين الدولة بكامل قوتها، وبين المواطنين الضعفاء أصحاب الحقوق المهددة.
هذا هو الوضع المؤكد للانفجار الاجتماعي، وليس الوضع المناسب للعمل وحل المشاكل الأساسية التي تواجه المجتمع. وكما اعترفت لجنة نوبل النرويجية بجهود اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بمنحها جائزة نوبل للسلام ، لم يكن بإمكان تونس حل الانقسامات الأيديولوجية العميقة بين القوى السياسية العلمانية والإسلامية بدون جهود المجتمع المدني للتوسط في التوصل لحل، وتشتمل هذه الجماعات على المدافعين عن حقوق الإنسان والنقابات والمحامين ورجال الأعمال. وكقاعدة عامة، تلعب منظمات المجتمع المدني دورا لا غنى عنه في ربط الدولة بالمجتمع، ويمكنها أن تساعد في التوصل إلى حلول غير عنيفة للصراعات السياسية. ولكن من أجل الاضطلاع بهذا الدور، تحتاج هذه المنظمات إلى مساحة للعمل. وإذا ما تم سلب هذه المساحة، فسوف ينشأ حتما صراع عنيف بشكل أو بآخر.
توفير مساحة لعمل منظمات المجتمع المدني هو شرط أساسي لتحقيق الديمقراطية، ولكنه غير كاف في ظل غياب إصلاحات أخرى.
وتؤكد الاحتجاجات التي اندلعت في القصرين وأجزاء أخرى من غرب تونس في شهر يناير الماضي، بعد مضي خمس سنوات على ثورة الياسمين، الحقيقة الواقعية التي تنص على عدم كفاية مجرد التخلص من حاكم ديكتاتور، حتى إذا تم استبدال هذا الديكتاتور بحكومة منتخبة ديمقراطيا. حيث يجب أن تحكم الحكومة الديمقراطية على نحو فعال، وفي تونس، يقصد بهذا الحكم الفعال تهيئة الظروف التي يمكن أن تجلب الاستثمار والنشاط الاقتصادي الحقيقي، والأهم من ذلك كله توفير فرص العمل، وخاصة بالنسبة للشباب. وهو ما يعني مقاومة ومحاربة الفساد، وإقامة نظام قضائي مستقل، وإصلاح النظام البيروقراطي غير العملي على حد سواء.
وفيما يتعلق بمسألة تونس على وجه الخصوص، كان وليام بيرنز ومروان المعشر محقين تماما عندما كتبوا في مقال الواشنطن بوست الأخير أن تونس ومؤيدوها الدوليين بحاجة إلى وضع إطار جديد للإصلاح الداخلي والمساعدة الدولية. والوقت هو جوهر القضية. حيث يجب أن يكون هناك عمل جذري، وسريع، ومتناسق في تونس، وواشنطن، وعواصم أوروبا الأخرى من أجل مواصلة العمل وخلق الزخم وبث الثقة بين الشعب التونسي.
ورغم ذلك، تنشغل الديمقراطيات الغربية الآن للأسف بالمشاكل الأخرى مما يجعلها قد تفشل في اغتنام الفرصة القائمة الآن للمساعدة في إنجاح الديمقراطية في تونس وجعلها نموذج للديمقراطية العربية. وفشل تونس، أول ديمقراطية عربية، سوف يقوض إلى حد كبير من احتمالات المستقبل الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط والاستقرار السياسي. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، ولكن قادة أوروبا والولايات المتحدة لا يشاركون في هذا الأمر.
وفي الواقع، هناك توجه مقلق للغاية يسود في الولايات المتحدة اليوم للتخلي عن الشرق الأوسط، والابتعاد عن المنطقة. ويتضح هذا التوجه في مقالة جيفري غولدبرغ في مجلة ذا أتلانتك حول “عقيدة أوباما” التي تحدد وجهات نظر الرئيس بشأن سوريا والمنطقة عموما. فقد أثبتت ليبيا، بحسب غولدبرغ، للرئيس أنه “من الأفضل أن يتم تجنب الشرق الأوسط”، والنقطة المهمة في ملخص آراء الرئيس هي أن “منطقة الشرق الأوسط لم تعد مهما للغاية بالنسبة للمصالح الأمريكية”.
وكانت هذه هي نفس وجهة النظر القاصرة التي كانت سائدة في واشنطن في أعقاب انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في العام 1988. وكانت نتيجة ذلك نشوب حرب أهلية كارثية، وقيام ديكتاتورية طالبان، وهجمات 11/9 الإرهابية في نهاية المطاف. لقد نحينا سوريا أيضا جانبا، وكانت النتيجة مئات الآلاف من القتلى الأبرياء، وأزمة لاجئين واسعة النطاق لم تجتح الدول المجاورة فقط، بل اجتاحت أوروبا كذلك.
مشكلة الخيارات السياسة التي قدمها الرئيس أوباما في مقال ذا أتلانتك هي أنها تشير دائما إلى ثنائية زائفة من خوض الحروب أو الوقوف بشكل سلبي على الهامش. ولكن الخيارات الحقيقية تكمن دائما في مكان ما بين هذين النقيضين. وتتطلب هذه الخيارات موازنة مخاطر عدم التحرك مع إمكانية التدخل بشكل أو بآخر، كما تتضمن هذه الخيارات إيجاد طرق فعالة للعمل مع الدول الأخرى بطرق تتناسب مع استراتيجية جيوسياسية متماسكة قادرة على استخدام كافة الأدوات السياسة المتاحة لنا لمواجهة التهديدات المباشرة، وكذلك حماية وتعزيز مصالحنا الوطنية.
سوف يكون خطأ مأساويا إذا أسلمت الولايات المتحدة نفسها لفكرة أن الديمقراطية لا يمكنها أن تنجح في الشرق الأوسط. فإن ذلك لن يؤدي فقط إلى إرسال رسالة خاطئة إلى شعوب المنطقة، ولكنه سيشير أيضا إلى أن القيادة الأمريكية قد فشلت حتى الآن مرة أخرى في قراءة الواقع والاحتمالات وطموحات التغيير.
وقد نشرت “مجلة الديمقراطية” مؤخرا سلسلة من المقالات في الذكرى السنوية الخامسة للربيع العربي توضح بعض ما تعلمناه، وأين نحن الآن بعد خمس سنوات صعبة ومضطربة من الربيع العربي. وأحد الاستنتاجات التي تشير إليها تلك المقالات هي أن بعض القطاعات التي ظن الكثيرون أنها ستكون مفيدة خلال فترة التحول الديمقراطي كانت قطاعات إشكالية في الواقع. فقد قامت وسائل الإعلام، على سبيل المثال، بدور كبير في الانقسام والاستقطاب أكثر من دورها في توحيد وجمع الآراء. وكما تطورت الأحداث فيما بعد، أصبح واضحا أن العديد من الأحزاب العلمانية كانت أحزاب أوتوقراطية داخليا وغالبا ذات علاقات جيدة مع الأجهزة الأمنية في الدولة. ومن ناحية أخرى، يبدو أنه تمت المبالغة في الخطر الذي تشكله الأحزاب الإسلامية على الديمقراطية وقتئذ والآن. وتشير البيانات الاستقصائية أنه في حين هيمنت الأحزاب الإسلامية على الموجة الأولى من الانتخابات بعد الانفتاح السياسي، إلا أنها جذبت عددا أقل من الأصوات بمرور الوقت بفعل تدهور ثقة الناخبين في الأداء الضعيف لهذه الأحزاب في الحكومة.
وقد أظهرت نتائج استقصاءات منظمة الباروميتر العربي أنه على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية والتحديات الأمنية في السنوات الخمس الماضية، إلا أن دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط قد استقر عند نسبة 70 %. والواضح أن الشعب العربي لم يتخل عن الديمقراطية، حتى إذا اعتقد الكثيرون في الغرب أن الديمقراطية في الشرق الأوسط مسألة غير واقعية، وأن دعم الديمقراطية يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وبالتالي يتعارض مع المصالح الأمريكية.
صحيح أن العملية الانتقالية في مصر كانت معيبة من البداية، وأن اللوم يقع على عاتق كل من الجيش والدولة البيروقراطية الراسخة والعصية التي ليس لديها نية للسماح بوجود عملية انتقالية حقيقية، والإسلاميين قليلو الخبرة غير الليبراليين، والأحزاب العلمانية المنقسمة، والمجتمع المدني الذي فشل في تحقيق الانتقال من الاحتجاج إلى السياسة. وقد كتب ناثان براون ببراعة عن هذه المشاكل، وخاصة فشل جميع المشاركين في العملية السياسية في تقدير أهمية التوافق والتراضي خلال عملية الانتقال السياسي.
ومع ذلك، هذا لا يعني أننا لا يمكن أن نستخلص دروسا من هذه التجربة. حيث يجب على الديمقراطيين المصريين الذين يأملون في مستقبل أفضل أن يفكروا بقوة في مسببات هذا الإخفاق وكيف حدث، بحيث إذا لاحت فرصة أخرى للديمقراطية، يمكنهم أن يبدأوا من مستوى أعلى من النضج السياسي لتحقيق نتيجة أفضل. وسوف تبذل الحكومة المصرية ما في وسعها للحفاظ على عزل وشرذمة هؤلاء الديمقراطيين، مما يجعل من المهم الحفاظ على قنوات اتصال تربطهم بالديمقراطيين العرب الآخرين والأصدقاء وشبكات الدعم في ديمقراطيات العالم.
ومن المناسب أن ننظر في أي نقاش حول مستقبل الشرق الأوسط في تحدي التطرف الإسلامي والإرهاب. حيث يواجه الشرق الأوسط، بل العالم المتحضر بأسره، لحظة محفوفة بالمخاطر وذات أبعاد تاريخية. وقد نجح تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتطرفين في خلق مناخ سياسي واجتماعي وثقافي واستقطابي مشؤوم، وهو ما سماه صموئيل هنتنغتون ذات مرة بـ”صراع الحضارات”. وهناك الشعبويون في أوروبا والولايات المتحدة الذين لجأوا إلى المواجهة وإلى مستويات جديدة من الغوغائية في سعيهم للحصول على مكاسب سياسية بطرق تناشد مخاوفنا وغرائزنا. ولا تخدم هذه الهستيريا سوى مصالح الجهاديين؛ لأن ما يخشاه  المتطرفون هو خسارة قلوب وعقول المسلمين في جميع أنحاء العالم، وليست المواجهة مع الغرب. وهذا شيء يجب علينا أن نفهمه جيدا.
ويؤكد تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة، ردا على ما يسمى بـ”التطرف العنيف” في أفريقيا، على الطبيعة الأيديولوجية للصراع، أي الأبعاد السياسية والفكرية والدينية. وفي الواقع، يشير التقرير إلى أن هناك معركة فكرية تجري بين المسلمين. كما كان للحرب الباردة أيضا بعدا أيديولوجيا أساسيا، حيث تم إنشاء مؤسسات مثل ‘مؤتمر الحرية الثقافية لمحاربة الشيوعية‘ من أجل هذا المستوى من الحرب. ولكن المعركة اليوم مع الإسلام. فقد نشبت الحرب الباردة حول الفكر الماركسي والنظام الشيوعي الشمولي الذي نشأ في الغرب، والذي دعا إليه عدد كبير من المفكرين الغربيين كبديل لفكرة التعددية الديمقراطية.
ولكن الصراع على مستقبل الإسلام لا يحدث داخل الغرب أو بين الغرب والإسلام. ولكنه معركة على الهوية وعلى مستقبل العالم الإسلامي المتنوع إلى حد كبير (والذي يشمل أيضا الأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا الشمالية وفي العديد من البلدان الأخرى التي ليست جزءا من البلدان والمناطق التقليدية ذات الأغلبية المسلمة). ويحتاج قادة تلك المعركة أن يكونوا شخصيات إسلامية دينية ومربين ومثقفين ونشطاء وعمال ورواد وشباب ونساء، من المسلمين الذين لا يرفضون العالم الحديث، بل لديهم رؤية للنجاح والإنجاز في داخله. وهؤلاء القادة والناشطين داخل العالم الإسلامي هم أبعد ما يكونوا عن عداوتنا، بل هم الأصدقاء والحلفاء الأكثر أهمية بالنسبة لنا في المعركة ضد التطرف الإسلامي. انهم يقاتلون من أجل مستقبل دينهم وثقافتهم، وهذا هو الكفاح الذي يجب أن يضطلعوا به. ولكن يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لمساعدتهم، معتمدين على القيم التي نتقاسمها معهم من الكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، والحقوق الديمقراطية. حيث أن مستقبل الحضارة الإنسانية المشتركة على المحك.
======================
 آسيا تايمز  :تداعيات التحالف الروسي الأوسع في الشرق الأوسط
نشر في : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:12 ص
netanyahu
 آسيا تايمز – إيوان24
في البدء، كان يُنظر إلى الأمر باعتباره تنسيق بين القوات الروسية والإسرائيلية لتجنب أي اشتباكات في الأجواء السورية، ولكن الأمر يتوسع الآن ليتحول إلى نوع من التحالف الاستراتيجي.
وفي الأسبوع الثالث من شهر أبريل، وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو لإجراء مباحثات مع بوتين حول وضع الأزمة في سوريا.
وفي حين كانت الأزمة السورية واحدة من بين العديد من القضايا المصيرية التي قيل أنها قد تمت مناقشتها في اجتماع مغلق، برز احتمال قوي بأن شركة ازبروم الروسية سوف تقوم بتطوير حقول الغاز الإسرائيلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو تطور سيكون لها انعكاسات هائلة ،إذا تتحقق، على مستقبل الشرق الأوسط كما يمكنه، إلى حد كبير، أن يغير من التحالفات الإقليمية السابقة.
ويعتقد الكثيرون أن ميل روسيا باتجاه إسرائيل يأتي في الوقت الذي تتوجه فيه إيران نحو الغرب من أجل استعادة الأسواق التي فقدتها سابقا لصالح منافستها التقليدية المملكة العربية السعودية. وانطلاقا من هذا الموقف، إذا ما توصلت روسيا وإسرائيل إلى اتفاق لتطوير حقول الغاز الإسرائيلية، فسوف يكون لذلك تداعيات جيوسياسية هائلة ليس فقط بالنسبة لايران ولكن أيضا بالنسبة للمملكة العربية السعودية واسرائيل والولايات المتحدة.
ومن ناحية، سوف تسمح العلاقات المتوازنة لروسيا مع إيران للمملكة العربية السعودية بالتقارب مع موسكو أيضا. وبالنظر إلى العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حاليا، قد تجد الرياض في ذلك فرصة جيدة لتحقيق التوازن بين علاقاتها مع روسيا والولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، قد تجد إيران في ذلك الأمر عذرا مسوغا لزيادة توجهها نحو الغرب.
ومما لا شك فيه، سوف تؤدي الاستثمارات الروسية في إسرائيل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لإسرائيل في احتياجاتها من الطاقة للمرة الأولى منذ العام 1948، وهو وضع اقتصادي لن يتردد صانعو السياسات الإسرائيلية في ترجمته إلى قوة عسكرية، وبالتالي تحقيق ميزة ضد إيران.
وفي الوقت الذي تركز فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية إلى حد كبير على مسألة التنسيق بين روسيا وإسرائيل في سوريا، لم تذكر وسائل الاعلام الرسمية الروسية أن كلا الزعيمين قد ناقشا الدور المحتمل لشركة غازبروم المملوكة للدولة الروسية، وهي أكبر منتج ومسوق للغاز الطبيعي في العالم، كشريك محتمل في مجال الغاز الطبيعي الاسرائيلي.
ومن نافلة القول أن نذكر أن مشاركة روسيا في إسرائيل سوف تقلل من خطر مهاجمة إيران أو حزب الله لهذه الأهداف. وسوف يكون من مصلحة إسرائيل أن تضمن مشاركة شركة غازبروم الروسية لما لذلك من نتائج استراتيجية واضحة للغاية. وليست هناك حاجة إلى القول بأن نتنياهو قد سعى خلال زيارته إلى الحصول على ضمانات روسية ضد عمليات حزب الله المحتملة المناهضة لإسرائيل التي سيطلقها من سوريا في أعقاب الانسحاب الجزئي لروسيا.
ولا يمكن أن تكون روسيا قد اكتشفت فجأة وجود بعض الفوائد في تطوير علاقاتها مع إسرائيل. ففي حين أن الاهتمام الحالي الذي توليه روسيا لإسرائيل له بالتأكيد بعد إقليمي، إلا أن وجود أكثر من مليون مواطن من أصل روسي في إسرائيل، بما في ذلك أحد الوزراء في حكومة نتنياهو، يضمن أيضا وجود علاقات أقوى ومتعددة الأبعاد بين البلدين، ويشير إلى احتمالية تطوير علاقات روسيا وإسرائيل بشكل مستقل مع كل من إيران والولايات المتحدة على التوالي.
ومع ذلك، فقد تم التمهيد لزيارة نتنياهو في شهر أبريل بالفعل من خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لروسيا في شهر مارس الماضي. وقد جاءت هذه الزيارة بناء على دعوة بوتين للرئيس الإسرائيلي، والتي تهدف إلى طمأنة إسرائيل بشأن انسحاب روسيا من سوريا. ومن المهم أن نلاحظ أن الرئيس الاسرائيلي اضطر الى الغاء زيارته المقررة الى استراليا من أجل الذهاب الى روسيا. وقد كانت زيارة نتنياهو على نفس القدر من الأهمية أيضا.
كما يوجد أيضا بعد آخر لتعميق العلاقات المتطورة مع اسرائيل. فبينما تريد الولايات المتحدة اجراء مصالحة بين إسرائيل وتركيا، وتمهيد الطريق من أجل بيع الغاز الإسرائيلي والأسلحة لتركيا، فإن الصفقة الروسية مع اسرائيل سوف تساعد روسيا على استباق الصفقة المدعومة من واشنطن. وهذه الخطوة مهمة بالنسبة لروسيا لأنه إذا تمت هذه الصفقة بين تركيا وإسرائيل، فإنها سوف تساعد تركيا بالتأكيد على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي إلى حد كبير.
وتنطوي الصفقة التي تتم الآن بين روسيا وإسرائيل على صفقتين فرعيتين. فبالنسبة لإسرائيل، سوف توفر روسيا الأمن لإسرائيل ضد حزب الله المدعوم من إيران. وبالنسبة لروسيا، سوف تبتعد إسرائيل عن صفقة الغاز المدعومة من واشنطن مع تركيا. وهذا، بدوره، سوف يساعد روسيا على الحفاظ على نفوذها على تركيا.
ومن ناحية أخرى، يتمثل السبب الآخر لعدم “استعداد” اسرائيل بما فيه الكفاية للدخول في صفقة تدعمها واشنطن مع تركيا، على الرغم من أن إسرائيل سوف تستفيد من ذلك من خلال بيع الأسلحة إلى تركيا، في انقسام الدولة الحالي بشأن العلاقات بين نتنياهو وأوباما. حيث يقال إن الجهود التي بذلت مؤخرا من قبل نتنياهو للحصول على دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي الدائم لمرتفعات الجولان قد باءت بالفشل. ولهذا السبب، كانت مسألة “الأمن” في مرتفعات الجولان أحد القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء في شهري مارس وأبريل إلى روسيا.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، فإن الأمر الذي سمح لروسيا بـ”عرقلة” صفقة الغاز بين إسرائيل وتركيا على الصعيد الدبلوماسي هو أن كلا من إسرائيل وتركيا قد فشلتا في التوصل إلى اتفاق ملموس، أو حتى إلى إطار أساسي لهذا الاتفاق. والسبب في ذلك هو ما يعتقده المسؤولون الإسرائيليون بأن تركيا تواصل دعم حركة حماس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، عدة مرات أن إسرائيل لديها خطوط حمراء خاصة بها لا يجب تعديها، والتي تتضمن إغلاق مكتب قيادة حماس في تركيا الذي يتم من خلاله إصدار الأوامر بتنفيذ الانشطة الارهابية ضد اسرائيل، بحسب ما تعتقده إسرائيل. وربما شجع موقفه هذا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تفضل الحفاظ على التعاون العسكري مع روسيا على مبيعات الغاز الاسرائيلي المحتملة إلى تركيا والتي سوف تضر بالمصالح الروسية وتغضب بوتين.
وبالتالي، فإن ما يحدث الآن ما هو إلا مفاوضات سياسية حقيقية معقدة بين بوتين ونتنياهو حول الدعائم الجيوسياسية الأهم بالنسبة للشرق الأوسط بأكمله وخارجه. لذلك، إذا أبرمت روسيا وإسرائيل هذه الصفقة، التي يمكن أن تؤدي إلى بدء خطوة رئيسية جديدة في التحركات الجيوسياسية لروسيا في الشرق الأوسط، فإنها سوف تمني واشنطن بهزيمة كبيرة في تحركاتها المتزايدة غير المناسبة للتحكم في مركز النفط والغاز في العالم.
وفي حين لازال الاتفاق يلوح في المستقبل القريب، إلا أنه لا يمكن إنكار أن الاتفاق بين روسيا وإسرائيل من شأنه أن يوطد مكانة إسرائيل التي سعت إليها طويلا في الشرق الأوسط.
======================
ذي ناشيونال :كيف تستفيد جبهة النصرة من خطط السلام في سوريا
نشر في : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 09 مايو 2016 - 12:06 ص
ذي ناشيونال – التقرير
إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا لا يرون أن فرع تنظيم القاعدة الرئيسي في سويا يستفيد من عملية السلام، فيجب عليهما أن يعيدا النظر مرة أخرى. ففي الأشهر الأخيرة، خاضت جبهة النصرة عددا من المعارك ضد قوات بشار الأسد في الشمال، في حين تسبب اتفاق وقف إطلاق النار الهش في تشكيك الناس في كفاءة القوات الوطنية.
وقد تمثلت ردود فعل بعض السوريين في المعارضة تجاه خسائر النظام ،وخاصة في سياق انتهاكات الحكومة للهدنة الأخيرة، في منشور أحد النشطاء على فيسبوك قائلا: “لقد نزل بعضنا إلى الشوارع للاحتجاج ضد جبهة النصرة ومطالبتها بالانفصال عن تنظيم القاعدة. وإذا ما نفذت الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة كل ما أردناه منهم، لكان المكان الوحيد الذي نستطيع فيه رفع علم ثورتنا اليوم هو ميدان تقسيم في تركيا”.
وبالنسبة لجبهة النصرة، قد لا تستطيع الحفاظ على المكاسب التي حققتها ضد النظام. ويمكن للسيد الأسد أن يستعيد السيطرة على تلك المناطق، ولكن الحقيقة أنها تقاتل النظام، بينما تقف قوى أخرى تشاهد ضعف موقفها في نظر بعض السوريين. وقد أنتجت جبهة االنصرة بعض اللقطات المصورة من عملياتها الأخيرة باستخدام طائرات بدون طيار، بما في ذلك كمين ضد المقاتلين الأجانب، ونسف مبنى حزب البعث، واقتحام أد قواعد الحكومة في حلب.
وأعلنت جبهة النصرة في عطلة نهاية الاسبوع أنها قد أسرت وقتلت العشرات من المقاتلين الموالين للحكومة في مدينتي خان طومان والخالدية في جنوب حلب. وقد اعترفت ايران بمقتل 13 عنصرا من الحرس الثوري الايراني خلال تلك المعارك فيما وصفته رويترز بأنه أكبر خسارة تلحق بطهران في يوم واحد في سوريا. كما نشر حزب تركستان الإسلامي، أحد فصائل جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة، صورا لجنود إيرانيين محتجزين.
وقد تم الاحتفاء بخبر مقتل العديد من العناصر القتالية النخبوية الايرانية ليس فقط داخل سوريا بل في المنطقة ككل. وعندما وافقت قوات المعارضة الرئيسية المقاتلة ،وخاصة أحرار الشام وجيش الإسلام، على المشاركة في مؤتمر الرياض الذي سبق تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعملية الانتقال السياسي في سوريا في شهر ديسمبر، أوضحت جبهة النصرة أنها تعارض مثل هذا الأمر.
وقال زعيمها أبو محمد الجولاني ،متحدثا إلى أربعة صحفيين سوريين في شهر ديسمبر، إن العملية السياسية حيلة لاعادة تأهيل النظام وأن جماعته سوف تواصل القتال. وحذر جماعات المعارضة من أن قبول تنازلات سوف يفقدهم دعم القاعدة الشعبية لهم
وقد صدقت وجهة نظر جبهة النصرة الواضحة. ففي كل مرة يثبت قصور العملية السياسية، أو تمر انتهاكات اتفاق وقف الأعمال العدائية دون عقاب، بما يثبت صحة رأي جبهة النصرة. وعندما بدأت مناقشات حول محادثات السلام في العام الماضي، أخبرت المسؤولين الغربيين الذين شاركوا في العملية إن استراتيجية الجماعة تتمثل في إقناع السوريين بأن المجتمع الدولي لم يكن صديقهم، وأن عدم وجود عملية السلام سيكون أفضل من وجود محادثات فاشلة من شأنها أن تضعف قوى المعارضة الأخرى.
وفي تسجيل صوتي أذيع في شهر أكتوبر، تبنى أبو محمد الجولاني لهجة جديدة عندما حاول إقناع السوريين برفض عملية السلام في فيينا، عائدا إلى الشعارات التي رفعها النشطاء في الأشهر الأولى من الثورة في العام 2011.
وفي حديثه مع الصحفيين السوريين بعد شهرين، اجتهد الجولاني أيضا في توضيح أسباب سعي جماعته إلى إفساد وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية قرب دمشق بعد أن تم كشف النقاب عن أن جيش الإسلام قد اتفق على هدنة مع الروس. وقد قتل زعيم جيش الاسلام السابق، زهران علوش، في غارة روسية، وفشل وقف إطلاق النار بوساطة دولية في انهاء التكتيكات العشوائية للنظام. وهكذا بدا أبو محمد الجولاني شخصا نافذ البصيرة.
واليوم، تشعر جبهة النصرة بالثقة في كونها كانت محقة في رفض أو معارضة محادثات السلام. وقد بدت خطة رفض تلك المحادثات، بدلا من تعليق اتفاق وقف إطلاق النار على قبول الجماعة وهو ما كان من شأنه أن يثير حفيظة الثوار أو المدنيين الذين يدعمون مثل هذه الاتفاقيات، أفضل من شرعنتها من خلال المشاركة السياسية. وربما أدت هذه الخطة أيضا إلى فصل الجماعة ببطء عن قوات المعارضة الأخرى من خلال استهداف وعاقبة أولئك الذين يعملون معها، والعمل مع أولئك الذين لا يعملون مع جبهة النصرة.
ولكن مثل هذه الخطة قد تبدأ في النجاح إذا كانت العملية السياسية سوف تنهي تكتيكات النظام الإرهابية، وتؤدي إلى إحداث تغيير حقيقي. ولكن من وجهة نظر النظام، استمرار جبهة النصرة في العمل بحرية يعني استمرار القوة القتالية الأكثر فعالية على الخطوط الأمامية، والتي تعمل في جميع أنحاء البلاد، دون التعرض لأي ضغط لوقف القتال، في حين يُتوقع من النظام أن ينهي استهدافه لبقية قوات المعارضة. عملية السلام معيبة، وتعمل جبهة النصرة في هذه الأثناء على كسب الأرض والشعبية.
وتقدم جبهة النصرة نفسها باعتبارها القوة التي ستقاتل حتى النهاية دون المساومة على الهدف الأساسي وهو إسقاط نظام السيد الأسد. إنها تراهن على عدم قدرة العالم على التوصل الى اتفاق عادل في سوريا.
======================
"إنترست": أمريكا لا تزال بحاجة قوية إلى السعودية
ما سر العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ؟
أبرزت صحيفة "ناشيونال انتريست" الأمريكية العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أهمية هذه العلاقات والحاجة الماسة لواشنطن في استمرار التعاون مع المملكة.
وأوضحت الصحيفة، في مقال تحليلي للكاتب فرانك ويزنر، أنه رغم كل ما يقال عن تراجع العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، لكن ما تزال هناك شراكات مهمة ودائمة ترتكز على الأمن المتبادل والمصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية، وإن أمريكا لا تزال بحاجة إلى السعودية.

وقال الكاتب إنه ممّا يرفع من شأن المملكة العربية السعودية وأهميتها بالنسبة للأمريكيين "كونها المصدر الرئيسي لوقود اقتصادات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة في شرقي وجنوبي آسيا، كما أنها تمثل شريكاً أساسياً في جهود مكافحة الإرهاب العالمي".
 واشار ويزنر إلى أنه "في أكثر من مناسبة مكنتنا الاستخبارات السعودية من إحباط هجمات، تهدف إلى قتل مواطنين أمريكيين بأعداد كبيرة؛ إذ إن لديها نفوذاً هائلاً في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويمكن أن تساعد في تحديد نتيجة الصراعات في أماكن مثل سوريا والعراق، وضمان أن الدول الرئيسية مثل مصر لا تزال مستقرة".
واعتبر الكاتب أن "المحافظة على العلاقة مع المملكة العربية السعودية ستوفر للولايات المتحدة فرصة لن تحصل عليها، ولن يكون لأمريكا التأثير ذاته في حالة وجود خلافات".
وأكد الكاتب أن "الحقيقة الكبرى هي أن المملكة العربية السعودية تسير في طريق الحداثة، وأنه ليس لديها خيار آخر، وقيادتها يعرفون أن هذه هي القضية، وفي الوقت نفسه، أطلقت خطة الإصلاح الاقتصادي أو ما يسمى بـ"التحول الوطني"، التي في حال نجاحها ستتم إعادة هيكلة الاقتصاد المعتمد على النفط، وبدء عهد new من التغيير الاجتماعي والسياسي غير المسبوق في تاريخ المملكة".
======================
دميرتاش لواشنطن بوست : مناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا يمكن أن يجسد سياسة لإصلاح ما تبقى من سوريا
موقع : xeber24.net
متابعة : نسرين محمد
قال الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي في شمال كُردستان صلاح الدين دميرتاش لصحيفة “واشنطن بوست ” بأن ما يحصل في شمال سوريا “روج آفا ” هو بناء لديمقراطية تعددية وهي خطوة مهمة لمنع تقسيم البلاد ومنع ولادة دكتاتورية جديدة , وأن منطقة الحكم الذاتي بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي من شأنه أن يسجد السياسة اللازمة لإصلاح ما تبقى من سوريا التي مزقتها الحرب الدائرة .
وفي لقاء لصحيفة واشنطن بوست قال السيد دميرتاش بأن :ما”تم بناء ديمقراطية تعددية هناك، وهي خطوة مهمة لمنع تقسيم سوريا ومنع ولادة دكتاتورية جديدة، وهي ضربة للفكر الذي يسعى داعش لنشره، فالكرد يدعون لنظام علماني، وحكم مدني.”
مضيفاً أن هذه السياسة ينظر إليها الحكام الحاليين في تركيا كلعنة تحل عليهم، وان الرئيس التركي خلال زيارته لواشنطن في نهاية مارس، حث الغرب وعمد على تشويه حقيقة مطالب الكرد، واعتبرهم مثل داعش وأن حزب العمال الكردستاني ارهابي، مثله مثل YPG، وهو ما رفضته واشنطن التي ردت بتوفير المزيد من الدعم اللوجستي والعسكري للYPG في معاركه ضد الدولة الإسلامية.
واضاف ان “الكرد هم حقيقة واقعة، وفي كل بلد في الشرق الأوسط، في العراق، تركيا، سوريا، هم في الخطوط الأمامية للنضال من اجل الديمقراطية، لكن أردوغان، يعتبر التطلعات الكردية تهديد لوجوده”.
وقال “هناك صراع ايديولوجي اساسي بين الكرد وأردوغان، والذي لديه الأيديولوجية اسلامية، انه يريد الكرد مسلمين تحت هيمنته. لكن الكرد لن يقبلوا ذلك.”
======================
الديلي تلغراف: القاعدة تأمر بتأسيس "دولة إسلامية ثانية" في سوريا
خندان – افادت صحيفة الديلي تلغراف، بان تنظيم "القاعدة" الارهابي أمر بتأسيس "دولة إسلامية ثانية" في سوريا.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان "القاعدة تأمر بتأسيس دولة إسلامية ثانية في سوريا"، إن "زعيم تنظيم القاعدة أمر فرعها في سوريا بتأسيس (إمارة) لتحدي الغرب، فيما يبدو أنه تنافس مع تنظيم داعش".
وتضيف الصحيفة، أن "أيمن الظواهري خليفة بن لادن، أعطى دعمه لخطة جبهة النصرة لإقامة أول إمارة تابعة للتنظيم".
وتقول الصحيفة إنه "إذا تم تنفيذ الخطة، فإنها قد تؤدي إلى تنافس -دولتين إسلاميتين - على الأرض والنفوذ داخل سوريا التي مزقتها الحروب".
وتشير الى أن "إعلان الظواهري جاء في كلمة مسجلة نشرت على الانترنت، وسط تقارير أنه أرسل كبار مساعديه إلى شمال غرب سوريا".
وترى الصحيفة أن الظواهري يواجه ضغوطا لإثبات نفوذه مع توسع نفوذ تنظيم "داعش" الارهابي واحتلاله صدارة "الجهاد الدولي".
======================
معهد واشنطن :تغذية آلة تنظيم «الدولة الإسلامية»
"سايفر بريف"
5 أيار/مايو 2016
لا يزال فهمنا الأساسي لطموحات تنظيم «الدولة الإسلامية» والتبريرات التي تقف وراء هذه الطموحات مشوشاً. فعلى الرغم من وضوح الشعارات التي تلازم تحركات التنظيم مثل "البقاء والتوسع" و"خلافة على منهاج النبوة"، إلا أنها لا تجيب عن بعض الأسئلة مثل أسباب لجوء الجماعة إلى العنف المفرط، ولماذا ترتبط القصص المتعلقة بها ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في سوريا، ولماذا تستهدف الشيعة، ولماذا يدمر أفرادها الأضرحة.
إن التوضيح عبر القياس هو في كثير من الأحيان أفضل وسيلة للتفسير. لنتخيل تنظيم «الدولة الإسلامية» كمركبة. فالوقود الذي يُبقي محركها دائراً هو عبارة عن تراث ديني يدعى السلفية. ولكن لكي تصل المركبة فعلاً إلى وجهتها، هناك العديد من المكونات الأخرى التي يجب أن تعمل مع بعضها البعض - سائق ماهر وأجزاء تؤدي وظيفتها، وطريق ممهد تستعمله السيارات الأخرى كذلك، بل وطقس ملائم.
وفي حين أن معظم السلفيين في العالم لا ينتهجون العنف، إلا أن هناك الكثير من الجوانب المشتركة بينهم عندما يتعلق الأمر بالرؤية الدينية التي يتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (سُنّية، أصولية، حَرْفية، مناهضة للشيعة، مناهضة للصوفية). ولكن سلفيتهم تضخ الوقود في العديد من المركبات التي تسير على طرق مختلفة في أحوال مرورية مختلفة.
ولـ تنظيم «الدولة الإسلامية» عدة مكونات في مركبته تشمل أفكار رئيسية حول نهاية العالم مرتبطة بسوريا، وخطة بناء الخلافة (التي تحمل معها تداعيات تتعلق بقيادة الأمة الإسلامية في العالم بشكل واضح)، وسبل تكوين دولته (مثل جمع الضرائب والحفاظ على حالة الطرق، وتوزيع المواد الغذائية والموارد). إن انعدام الاستقرار المستمر في العراق وسوريا يمثل فرصاً لفرض هذه العناصر بتوفيره طرق وظروف طقس محبذة. والمركبات الأخرى التي تسير على الطريق ربما تشبه جماعات جهادية أخرى. إن القيادة الناجحة عبر هذه الظروف للوصول إلى المقصد تتطلب حسابات التكاليف والفوائد، ووضع الاستراتيجيات العسكرية من قبل السائق، وحتى السياسة الشخصية والمنافسة مع الجماعات الجهادية الأخرى.
وفي الوقت نفسه، فإن المركبة التي لديها جميع هذه العناصر ولكنها تفتقد إلى الوقود السلفي الديني لن تحقق نفس مستوى النجاح. كذلك فإن أحاديث نهاية العالم والوحشية والمطالبة بامتلاك أراضي معينة وطموحات الخلافة - سواء منفردة أو مع بعضها البعض - لها تأثير قليل على دوافع الجماعة أو على قابليتها لدى أتباعها حول العالم دون التبريرات السلفية الدينية.
إذاً ما هي السلفية، وكيف يمكننا أن نقيس الدور الذي تلعبه في دوافع تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ علاوة على ذلك، كيف يمكننا أن نأخذ في الاعتبار نقطة على نفس القدر من الأهمية وهي أن الغالبية العظمى من سلفيي العالم لا ينبذون العنف فحسب، بل يدينونه ويحافظون في الوقت نفسه على التأثير بين أتباعهم؟ هل هؤلاء، إذاً، هم الشركاء الطبيعيون في محاولة وقف تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
السلفية هي توجه ديني وقانوني سني في تعريف ماهية الإسلام. فهي ليست برنامجاً سياسياً معاصراً مثل النوع الذي تتبناه جماعة «الإخوان المسلمين». وفي الواقع، ظهرت السلفية كحركة على مدار القرن العشرين في أوجه كثيرة كرد على التقدم الذي أحرزه إسلاميون مثل «الإخوان المسلمين». وفي حين انخرط «الإخوان» في مناقشات حول ما إذا كان ينبغي أن تكون الشريعة الإسلامية أساساً للدستور، كان السلفيون معنيين بنوعية الإسلام محل النقاش. وبالتحديد، كان الهدف بالنسبة للسلفيين إعادة تعليم إخوانهم المسلمين وفقاً لما يعتقدون أن النبي محمد وأصحابه السنة الأوائل قد مارسوه، وهو هدف يمكنه أن يتحقق، كما علّموه، فقط بالرجوع - دون تدخل أطراف ثانية - إلى القرآن وأقوال النبي محمد في الأحاديث التي ثبت أنها حقيقية.
وقد أدى انعدام رؤية سياسية عالمية متماسكة من قبل الجانب السلفي، وكذلك انعدام رؤية دينية متماسكة من قبل «الإخوان» إلى نتيجتين في أعقاب أحداث "الربيع العربي" عام 2011. وتتعلق النتيجة الأولى بانهيار الحكومات القائمة، وهو ما يعني أن السياق السياسي الذي كان «الإخوان المسلمون» يستجيبون له طوال أغلب فترات وجودهم قد انهار، وبالتالي انهارت أهمية رسائلهم. وعلى العكس من ذلك، كانت أمام السلفيين فرص جديدة للدخول في المجال السياسي وإما لتحقيق ما يهواه أتباعهم أو الامتناع إذا كان ذلك مناسباً لهم.
وما يجعل شخصاً ما سلفياً عنيفاً (أو جهادي سلفي) بدلاً من سلفي غير عنيف يعتمد على كيفية إجابة السلفيين على سؤال أساسي - ما الذي يجعل شخصاً ما مسلماً؟ إن السلفيين الذين لا ينتهجون العنف ينظرون إلى فشل الأفراد في تبني نظرتهم السلفية للعالم على أنه ناتج بشكل محتمل عن أي عدد من العوامل (الجهل، سوء التعليم، والكسل). أما السلفيون الذين يتبنون العنف فإن الفشل في تبني رؤيتهم للعالم هو تعبير عن الرفض المتعمد للفرد للإسلام - وهو الرفض الذي من شأنه أن يبرر إخراج الأفراد من دائرة الإسلام (التكفير) ويسمح بانتهاج العنف ضدهم.
أما النتيجة الثانية التي ترتبت على "الربيع العربي" فتتعلق بتطور الأحداث التي وقعت منذ ذلك الحين، ولا سيما في العراق وسوريا - وهما موطنان لأعداد كبيرة من السكان السنة والشيعة. وكان هناك باختصار بُعد طائفي يبرر اختلاف الجماعات في انتماءاتها السياسية. وبينما مضت الأحداث في مسارها الدموي، أصبح البعد الطائفي لبعض الجماعات السنية الأمر الذي يعرّف التطورات السياسية ويفسرها. وفي مثل هذه البيئة نشأت المليشيات السلفية مثل «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وكانت رسالتها استعادة سوريا السنية مع الخلاص من الجماعات الإسلامية الأخرى التي رسخت أقدامها هناك.
وقد انحرف تنظيم «الدولة الإسلامية»عن هذه المليشيات السلفية في سوريا وكذلك عن الجماعات السلفية والسلفية الجهادية الأخرى بعدة صور بارزة. أولها أنها أقل اهتماماً بسوريا من أجل سوريا فقط بل من أجل إقناع أتباعها بأنها تقع في نطاق الأحداث الواردة في أحاديث نهاية العالم، وبالتالي تبرز صورة عن أنفسها باعتبارها رعاة نهاية العالم. الأمر الثاني هو مطالبة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالخلافة، والذي سبب هزة كبيرة في مجتمع المسلمين بشكل عام، وتوتراً وتنافساً مع تنظيم «القاعدة» والسلفيين الجهاديين الآخرين بشكل خاص، بسبب مطالباته بقيادة وتحديد شكل المجتمعات المسلمة. وبالطبع تركيزه على استخدام ونشر وسائله العنيفة.
ولكن هذه العناصر التي تميز تنظيم «الدولة الإسلامية» لا تمثل فقط جزءاً لا يتجزأ من جاذبيته الفريدة ولكنها تعد في الوقت نفسه عوامل قصور يمكن استغلالها. وبالتحديد، فإن أي نجاح يمكن أن تحققه الجماعة في شكلها الحالي - بما في ذلك قدرتها على التوسع في الأرض والمحافظة على مصداقيتها أمام أتباعها وجذب المقاتلين الأجانب - يعتمد على ادعاءاتها في تحقيق التفسير السلفي لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام. ولكن هذا لا يعني أن التوجه السلفي يضمر التعاطف مع تنظيم «الدولة الإسلامية» - هو لا يفعل ذلك. ولكنه يعني أن دولة "إسلامية" من النوع الذي يسعى إلى تحقيقه تنظيم «الدولة الإسلامية» حالياً لا يمكن أن ينجح في السياق الإقليمي اليوم دون الرجوع إلى أصولية السلفية ونصوصها وطائفيتها.
يعقوب أوليدورت هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن.
======================
صحيفة إيطالية: رقم قياسي لخسائر متفاقمة لإيران في سوريا في أبريل
الأحد 8 مايو 2016 / 20:56
24 - أبوظبي
في الوقت الذي نفت فيه مرة أخرى وجود قوات مقاتلة في سوريا، كشفت صحيفة الجورنالي الإيطالية الأحد، تكبد إيران أكبر الخسائر البشرية في الحرب السورية، في أبريل(نيسان) خاصة بين المقاتلين من اللواء 65، أوكتبية القبعات الخضراء المحمولة جواً، والمعروفة في إيران باسم نوهيد.
بين 6 و7 آلاف عسكري إيراني في سوريا بينهم 200 من القبعات الخضراء، أو اللواء 65.
وكشفت الصحيفة أن القبعات الخضراء، التي تعد من أشهر الكتائب العسكرية في #الجيش الإيراني منذ عهد الشاه السابق، سبق لها التورط في صراعات وحروب خارجية كثيرة، إلى جانب دورها في الحرب الدموية ضد العراق، التي تواصلت بين 1980 و1988، ومن أشهر تدخلات القبعات الخضراء، مشاركتها في عملية مناهضة ولجم الشيوعية في كل من فيتنام زمن الحرب الأمريكية ضد فيتنام الشمالية، وعُمان، أثناء التمرد الذي يُعرف باسم تمرد ظفار.
بؤبؤ عين المرشد
ولكن المشاركة في القتال في سوريا، تُعد أول مشاركة خارجية للكتيبة التي توصف بنخبة النخبة، أو بؤبؤ عين مرشد الأعلى الإيراني حسب الصحيفة، في عمليات عسكرية خارج حدود إيران، بعد ضمها عملياً إلى القوات الخاضعة والعاملة مباشرة تحت إمرة المرشد، بعد الحرب ضد العراق.
وأوردت الصحيفة أن التأكيدات الإيرانية، ونفيها وجود قوات مقاتلة في سوريا، ليس سوى مناورة فاشلة ومفضوحة، بعد أن ارتفعت الخسائر في صفوف القوات الإيرانية الرسمية وحدها، دون الحديث عن القوات غير النظامية من حرس ثوري وباسيج و ميليشيات أخرى محلية وأجنبية، إلى 50 قتيلاً في أبريل (نيسان) وحده بينهم العسكريين البارزين في قوات النخبة محسن قيتسلو وذو الفقار نصيب، لتبلغ الخسائر أعلى مستوى لها في شهر واحد، في المعارك الدائرة في حلب ومحيطها.
280 قتيلاً
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن عدد القتلى الإيرانيين في الأشهر الستة الأخيرة وحدها، تجاوز عدد القتلى الإيرانيين منذ تورط إيران في العمليات العسكرية في سوريا قبل سنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر الإيرانية تجاوزت منذ سبتمبر(أيلول) 2015، تاريخ التدخل الروسي، 280 قتيلاً بين جنودها النظاميين، بالإضافة إلى عددٍ غير محدد من المقاتلين غير النظاميين، لتبدأ الخسائر المتراكمة والثقيلة في التأثير على معنويات القوات المسلحة الإيرانية، وخاصةً في بداية تململ الرأي العام الإيراني.
ونقلت الجورنالي عن محللين عسكريين أن القوات الرسمية الإيرانية في سوريا تتراوح بين 6 و7 آلاف عسكري، بينهم 200 من القبعات الخضراء، أو اللواء 65.
======================
الغارديان: عن مأساة حلب وعذاباتها
الغارديان – ترجمة بلدي نيوز
حلب، تلك المدينة التي كانت ثاني أكبر المدن السورية، بتعداد سكّان يفوق المليوني نسمة، وقطّاعها السياحيّ الناّبض بالحياة حول قلعتها البالغة من العمر 13 قرناً، ومسجدها الأمويّ، وسوقها العريق، الآن وبعد خمس سنوات من الحرب الأهليّة، حلب جُرحٌ مفتوح، ورمزٌ للنَّزيف المتزامن مع انحدار تلك البلاد نحو الهاوية.
لقد تمّ شطر المدينة بخطّ مواجهة، قاسَى البراميل المتفجّرة ونيران المدفعيّة، في حين تمّ تحويل العديد من مناطقها إلى مشهد حُطام، تلك المناطق التي يقطنها الآن قرابة 300،000 مدنيّ متبقّي، يصارعون يومياً من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية، أصبح كابوسهم أشدّ وطأةً مؤخراً، حيث اندلعت ولمرّة أخرى اشتباكات عنيفة في الأسابيع القليلة الماضية، مدمّرة منشأتين طبيّتين كانتا تقدّمان إغاثة ومساعدات صحية، وخاصّة للأطفال. كما أن وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح يوم الأربعاء، وحدد بمدة 48 ساعة وحسب، من الانفراج المؤقت من القصف، أعطي قيمة كبيرة مع أنه لم يكن تحت إشراف أي جهة !
إن الإطار الواضح هو الانهيار القريب للهدنة الجزئية في سوريا والتي استمرت لمدة شهرين، بعد أن تم التفاوض عليها رسمياً من قبل الولايات المتحدة وروسيا، فحلب هي إحدى ساحات المعركة الكثيرة، في حرب استنزاف تبدو بلا نهاية، في حين يمكن القول الآن بأن مصير الأمة يرتكز على هذه المدينة، فهي مركزٌ لجماعات الثّوار المناهضين للأسد، والّتي أُريدَ منها أن تكون جزءاً من تسويةِ الأممِ المتّحدة عن طريق التّفاوض.
وإن كان لهذه التسوية أن تتجسّد، فهذا أيضاً بسبب موقع مدينة حلب الاستراتيجي، على مقربةٍ من الحدود مع تركيا، والتي هي بمثابة شريان الحياة بالنسبة لخطوط الإمدادات وتحرّكات اللّاجئين، وإذا ما سقطت حلب، فستُسحقُ حينها كل الآمال المتعلّقة على مفاوضات سلام حقيقي، لكن الجهود الدبلوماسيّة في جنيف وغيرها، لم تبدو سابقاً كما الآن منفصلة تماماً عن الحقائق على الأرض كما هي الآن.
إنّ نظام الأسد والمدعوم من حلفائه الروس والإيرانيين، كان قد بذل جهداً كبيراً في محاولة استعادة السّيطرة على حلب، وذلك منذ سقوط أجزاء منها بأيدي الثوار في صيف عام 2012، تلك المناطق التي برزت كتجربة عمليّة للثورة المناهضة للأسد، بلجانٍ شعبيّةٍ تخلق أشكالاً جديدةً من الحكم المحلّي، في مجتمع مزقته الحرب، وحلب، هي أيضاً تلك المدينة حيث سجّل الثّوار المناهضين للأسد، انتصارات كبيرة ضدّ تنظيم "داعش" دافعين بهم خارج مناطقهم الرئيسيّة في مطلع عام 2014.
إنّ مِحنة حلب الحاليّة، تَبِعَةٌ من تَبِعاتِ التدخّل العسكريّ الرّوسيّ في سوريا، والذي بدأ في سبتمبر عام 2015، والذي كان قد غيّر ميزان القِوى تَغييراً جَذريّاً، حيث عزّز ذلك التّدخل قاعدة نفوذ الأسد، وأضعف المعارضة، في حين ضمن موقف موسكو كلاعبٍ محوريٍّ في الأزمة، وحَشَرَ القِوى الغربيّة، والتي كانت قد تخلّت عن محاولة تسخير التعاون الروسي، وأخفقت بشكل ذريع ولم تحقق سوى نتائج ضئيلة حتى الآن.
وفيما كان الأسد يخلق الوقائع على أرض المعركة، تم اكتشاف مسار دبلوماسيّ من قبل الأمم المتحدة. حيث تمّ تحفيز هذا الجهد وإيقافه في أوقات مختلفة، اعتماداً على التكتيكات الروسيّة، وكان من المفترض بوقف الأعمال العدائية" يوم 27 شباط/فبراير، تأمين القاعدة الأساسية لإجراء محادثات سلام جادّة، عوضاً عن ذلك سمح هذا الاتفاق للأسد وداعميه بإعادة تجميع وإعداد هجمات عسكريّة جديدة، مثل تلك التي تمت على حلب.
وبينما يصبّ تركيز العالم على تعقيدات المناقشات في جنيف، أو على إعلان عناوين صحف موسكو حول الانسحاب الروسي من سورية، يتدفّق المزيد من العِتاد الحربي إلى حساب معسكر الأسد، بحيث أصبح النظام السوري يحظى بصلاحيات كافية تخوِّله من التّحدّث عن إعادة احتلال تلك الأراضي التي خسرها سابقاً، في حين لجأ لاستخدام ذريعة "المحادثات" لكسب المزيد من الوقت، ورفض طوال الوقت، المبادئ الأساسية "للانتقال السياسي" والذي دعا إليه قرار الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول.
وفي الوقت نفسه، استفاد نظام فلاديمير بوتين من ظهوره كنظير للولايات المتّحدة، دون الحاجة منه إلى تقديم أي تنازلات خطيرة.
في هذا الوقت تجاوزت حصيلة قتلى الحرب السّوريّة 400.000، ولا تزال النهاية غير واضحة في الأفق، فالولايات المتحدة في خضم انتخابات جديدة، والرئيس الأمريكي لا يخفي بأنّ أولويته هي محاربة تنظيم "داعش"، وليست تغيير النظام في دمشق.
ويبدو من الصعب معرفة إن كانت الاتفاقات بين الأسد و"داعش" على النفط الذي يغذي التنظيم ستستمر، أمّا روسيا وبعد أن قامت بالتصرّف بشكل أكثر حسماً من الغرب، فهي تملك اليد العليا الآن، فحصنها في سوريّا، والّذي يشمل أنظمة الدفاع الجوي القوية، كان قد منحها مركز المهيمن في الشرق الأوسط والعالم، ولا أحد يعلم ما إذا كان الرئيس الأمريكي الجديد سيقوم بتغيير موقفه، ولكن في الوقت الراهن يبدو أن الإدارة الأميركية الحاليّة تفضِّل الحفاظ على مظهر المحادثات، لعدم وجود خيارات أخرى.
ومن الممكن الإشادة بجهود جون كيري بإنفاقه الكثير من الطاقة على المحادثات، إلا أنّ تهديده الأخير من "تداعيات" عدم التزام الأسد بـ"وقف إطلاق النار" هي تهديدات جوفاء وفارغة، فلقد أدَّت هدنة 27 فبراير/شباط، إلى درجة من الارتياح في بعض مناطق سوريا، وعدد أقل من الضربات الجوية، في مقابل المزيد من قوافل المساعدات، هذا مهمٌ حقاً، ولكنّ الادعاء بأن هذه الصفقة قامت بمعالجة جذور الصِّراع بدلاً من الأعراض، سيكون وهماً، هذا إن لم يكن سخرية.
إن الوسيلة الدائمة والثابتة للخروج من المأساة السوريّة، تتطلّب مواجهة جذور المشكلة ، وإن كان لأيّ شيء أن يتغير، فيجب ممارسة المزيد من الضغط الدولي على داعمي الأسد، موسكو وطهران، فلا معنى لوقف لإطلاق إن لم يتمّ احترامه في حلب، فالعمليّة الدبلوماسيّة التي تغض الطرف عن استمرار العنف، تخاطر بأن تصبح تمريناً في الواقع الافتراضي، وتشتيتاً عن تغيّر الحقائق السريع على الأرض.
ففي نهاية المطاف، لا جدوىً من ذلك، لربّما تقوم هذه العملية بِخلقِ سراب التقدم، ولكن، ليس أكثر من ذلك، في حين تستمرّ عذابات المدنيين السوريين، في خضم الأحداث الجارية في حلب التي تجعل من استمرار عذاباتهم تلك أمراً سهلاً.
======================