الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9-9-2015

سوريا في الصحافة العالمية 9-9-2015

10.09.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. لوموند :فرانسواز فريسّوز :سياسة الهجرة واللجوء الفرنسية بين فكي الإنسانية والقومية
2. نيويورك تايمز :أوروبا و سياسات اللجوء
3. واشنطن بوست :آدم تايلور :من ينقذ تراث الإنسانية من أيدي «داعش»؟
4. لوموند: تنظيم الدولة المستفيد الأكبر من تدخل عسكري بسوريا
5. "لاتريبين": لماذا فتحت ميركل ذراعيها فجأة للاجئين؟
6. لوموند: لماذا وكيف ستتدخل فرنسا عسكريا في سوريا؟
7. هآرتس:  موشيه آرنس: 8/9/2015 :لاجئون :هل سيصمد الاتحاد الاوروبي في وجه هذا تحدي اللجوء الإنساني الكبير؟
8. إسرائيل اليوم : ايال زيسر:  8/9/2015 :سوريا: بوتين يزيد الرهان
9. “واشنطن بوست”: الدول الخليجية ليست بريئة مما يحدث في سوريا
10. واشنطن بوست: هذا ما سيحدث التغيير في سوريا
11. نيويورك تايمز: فرقة عسكرية روسية متقدمة وصلت سوريا لدعم الجيش السوري
12. نيويورك تايمز: دول الجوار تحتاج مساعدات لدعم لاجئي سوريا
13. ديلي ميل: قوات روسية برية تدعم الأسد في سوريا
14. "الاندبندنت": لاجئو سوريا يغامرون بحياتهم فى سبيل الهجرة لاوروبا
15. هافينغتون بوست: السفير الإماراتي في واشنطن مهمته إجهاض (الربيع العربي).. وتوزيع ملايين الدولارات
16. جيريمي بيندر – (بيزنس إنسايدر) 1/9/2015 :الجميع يفوتون التطور المهم حقاً في الصراع السوري
17. واشنطن بوست :بوتين يتحرك بسوريا مستغلا تقاعس أميركا
 
لوموند :فرانسواز فريسّوز :سياسة الهجرة واللجوء الفرنسية بين فكي الإنسانية والقومية
الحياة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٩ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
من كاليه الى كوس، شغل تدفق اللاجئين الساعين في الحصول على إقامة في الإتحاد الأوروبي، قبل التنقل بين بلدانه، الصيف كله. ولكل يوم من أيام هذا الصيف المأسوي نصيبه من الغرقى، ومن مشاهد اليأس والضياع الأليمة. وعلى رغم هذا، ساد الصمت فرنسا الى حين إعلان فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل في برلين، في 24 آب (أغسطس)، اتفاقهما على جواب أوروبي واحد. ودعا الرئيس والمستشارة الى «توحيد نظام حق اللجوء»، والى «سياسة هجرة مشتركة». واقتضى الإعلان تصدي المستشارة للمسألة، ثم إصرار رئيس المفوضية الاوروبية، جان كلود يونكير، على إيقاظ الضمائر، ومناشدته، في مقالة من منبر «لوفيغارو»، الأوروبيين مكافحة المخاوف، وحماية قيم أوروبا الانسانية والدفاع عنها.
وأجاب رأس السلطة التنفيذية الفرنسية المناشدة بعبارة موجزة وجامعة:» انسانية وحزم». وتكاد العبارة لا تتستر على عسر الموازنة بين القطبين. ففرنسا ناشطة على الصعيد الدولي في معالجة قضية المهاجرين، ولكنها شديدة التحفظ على الصعيد الوطني والداخلي، وتداري التهديدات والأخطار السياسية الكثيرة والمتناقضة. وتطرق السيد هولاند، في ندوة السفراء، الى الموضوع، فلمّح الى «تعرض الأسس التي تنهض عليها أوروبا الى توترات شديدة الخطورة». وأسف الرئيس لإخفاق المجلس الأوروبي المنعقد في 25 حزيران (يونيو) في صوغ حلول للموضوع الملح، ولرفض قمة رؤساء الدول والحكومات مبدأ الحصص ومشروع المفوضية إقرار قبول 40 ألف لاجئ، وأنحى باللوم على الأنانيات الوطنية.
ويقول أحد مساعدي وزير الداخلية، جان كازنوف، ان النشاط الديبلوماسي والدولي الذي تبديه فرنسا على الساحة الاوروبية مرده الى ان قضية الهجرة واللجوء مسرحها الاتحاد الاوروبي ودول حوض المتوسط. وصدق الملاحظة لا يتستر على سبات الداخل وعزوفه، فبلد حقوق الانسان يشهد اليوم لامبالاة اليسار الانساني. ويحاول أحد المستشارين الحكوميين (والاشتراكيين) شرح المشكلة: لن تتخلى الحكومة عن مد يد المساعدة الى من يستوفون شروط اللجوء، وأما من لا يستوفونها فلا بد من إبعادهم، وهذه السياسة معقدة وتحاول الجمع بين التضامن وبين القانون، وبين الانسانية وبين الحزم، ومن العسير فهمهما في هذه الحال. ويلاحظ أحد الوزراء ان الوقائع لا تسمّى بأسمائها، فيتناول الكلام الجاري المهاجرين بينما غالبية المتوافدين هم فعلاً لاجئون، وتفادي التسمية مرآة انتصار اليمين المتطرف في المسألة. وحمل رجحان كفة اليمين المسؤولين الاشتراكيين، وأولهم رئيس الجمهورية، على قبول تهمتهم بالتصلب والقمع وتجنب التهمة بـ»الملائكية». وهذا شأنهم في مسألة الامن. واختار البيئيون موضوعاً لمناقشاتهم الدراسية الصيفية في فيلنوف – داسك (الشمال)، في الثلث الاخير من آب (اغسطس)، الصحة البيئية، واستبعدوا الهجرة واللجوء. وانقسم البيئيون بين دعاة استقبال اللاجئين من غير تحفظ أو قيد، وبين أنصار تقييد الاستقبال بمعايير عملية وتفادي تغذية مخاوف الفرنسيين وقلقهم.
وقبل موعد الانتخابات المحلية القادمة بـ4 أشهر لا تغفل الاحزاب السياسية عن موقف الجبهة الوطنية وثقل حملتها الدعائية المتوقعة. وينبه جيروم فوركيه، مدير شعبة الرأي (العام) في هيئة استطلاعات كبيرة، ان مادة الاحتراق جاهزة، وما على مارين لوبين (رئيسة الجبهة) افتعال التحريض ولا المبالغة فيه. وبينما يعاني 10 في المئة من القوى العاملة البطالة، ويخيم تهديد الارهاب على البلد، يعارض ثلث الفرنسيين استقبال المهاجرين. ويقارن فوركيه بين رقم الثلثين الذي خلص اليه استطلاع اجري في نيسان (ابريل) وبين اقتصار معارضة استقبال اللاجئين من كوسوفو في نيسان 1999 على 46 في المئة من جمهور الاستطلاع يومها.
ويقول فوركيه ان الفرنسيين يدركون عبث الحلول المبتسرة والقاطعة وتفاهتها. فهم كانوا يدعون الى تشديد الرقابة على الحدود. وبلغ أنصار هذا الاجراء في نيسان المنصرم، 47 في المئة. وفي حزيران، تقلصت نسبة انصاره الى 36 في المئة، بينما كانت الازمة تتفاقم وتتعاظم. ويقر وزير داخلية نيكولا ساركوزي السابق، بريس هورتفو، بأن «الحل اوروبي»، ولا حل من طريق اجراءات وطنية أو محلية. ويخالفه الرأي بعض نواب حزبه «الجمهوريون»، مثل كزافييه برتران، النائب عن محافظة لين والمرشح الى رئاسة منطقة الشمال – با دو كاليه- بيكاديا في الانتخابات المحلية القادمة، أو إريك سيوتي، رئيس مجلس محافظة الألب البحرية. ويراقب هذان التوتر الذي يخيم على الحدود الفرنسية – الايطالية، بين مونتون وفانتيميليا، ويحسبان ان «قطع الطريق على بلوغ المهاجرين أوروبا ممكن».
 
 
* صحافية، عن «لوموند» الفرنسية، 27/8/2015،
إعداد منال نحاس
======================
نيويورك تايمز :أوروبا و سياسات اللجوء
البيان
وصول مئات الألوف من المهاجرين يضع الاتحاد الأوروبي أمام الاختبار، بطريقة لم تفرضها أية أزمات أخرى من قبل. فهل يدفع الضغط الأخلاقي الاتحاد الأوروبي نحو فعل شيء ما؟
ترجع هذه الهجرة إلى قضايا لا يستطيع الاتحاد الأوروبي حلها بمفرده، مثل الحرب في سوريا والعراق والفوضى في ليبيا والأنظمة السيئة والوحشية في القارة الإفريقية. إلا أن سياسات الاتحاد الأوروبي الفاشلة المتعلقة باللجوء لا يمكنها الإفلات من اللوم نتيجة لمعاناة آلاف الأشخاص الساعين إلى الهرب من هذه الأزمات. وتقدم أوروبا سبلاً قانونية محدودة للاجئين، مما جعل عصابات تهريب البشر الإجرامية تنتشر.
ويعد «نظام دبلن» في الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيراً من المشكلة. فبموجب هذا النظام الذي وضع في تسعينات القرن العشرين، يتوجب على المهاجرين طلب اللجوء السياسي في أول دولة يصلون إليها، وهذا أثقل كاهل الدولتين المطلتين على سواحل المتوسط، وهما إيطاليا واليونان. إلا أن ألمانيا من جهتها تجاهلت هذا النظام، أخيراً. ومن المفترض أن تستقبل ألمانيا 800 ألف لاجئ العام الحالي، وأوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن على بقية أوروبا أن تتقاسم أعباء اللاجئين.
ودعت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى اجتماع طارئ لوزراء الاتحاد الأوروبي للبحث عن حلول لأزمة المهاجرين، ويفترض مناقشة التهرب من «نظام دبلن»، كما يجب أن يهتم الوزراء بخطة إصلاح نظام الهجرة التي اقترحه وزير الخارجية الألماني ونائبه، ومن بين ذلك قانون اللجوء السياسي والتوزيع العادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، ومسألة تقديم المساعدات للدول بسبب الأزمة وفرض عمليات إنقاذ بحرية على دول البحر المتوسط. قتل نحو 71 شخصاً في حافلة في النمسا، وسيتكرر الأمر ذاته إلا في حال قدمت أوروبا بديلاً إنسانياً ينقذ المهاجرين من المهربين.
======================
واشنطن بوست :آدم تايلور :من ينقذ تراث الإنسانية من أيدي «داعش»؟
أكدت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة، أن «داعش» ألحقت دماراً بمعبد بعل الذي يعود إلى القرن الأول الميلادي في مدينة تدمر السورية. وتخريب المعبد جزء من حملة أوسع للجماعة في عدد من المواقع التاريخية. وهناك عشرة مواقع في سوريا والعراق مدرجة ضمن قائمة تراث الإنسانية لمنظمة «اليونسكو». وتسعة من بين هذه المواقع العشرة معرضة حالياً للخطر، وفيما يلي وصف لها.
تدمر: كانت واحدة من أشهر المواقع السياحية في سوريا كلها. وهي مدينة مذكورة في الإنجيل وتاريخها يسبق ظهور الإسلام بمئات السنين، وقد أصبحت مركزاً للتجارة في القرن الأول للميلاد. وقد سيطرت عليها «داعش» منذ مايو الماضي. وصرحت إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، بأن «فن ومعمار تدمر يقف في مفترق طرق بين عدة حضارات، وهو رمز لرقي وثراء هوية وتاريخ سوريا»، وأن المتطرفين يسعون لتدمير هذا التنوع والثراء.
الحضر: وهي مدينة عراقية يعتقد أنها تعود إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وتحمل تأثيرات كل من الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها «داعش» في مارس الماضي أفراداً من الجماعة يستخدمون مطارق وبنادق لتدمير النقوش والتماثيل. وجاء التخريب في الحضر بعد عدة أيام فحسب من محاولات «داعش» تخريب آثار مدينة نمرود الأشورية المرشحة حالياً لتصبح أحد مواقع تراث الإنسانية.
قلعة الشرقاط في العراق: ويعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت أول عاصمة للآشوريين. وبسبب قرب المدينة من الأراضي التي تسيطر عليها «داعش» فهناك مخاوف من تعرضها للدمار والتخريب. وفي مايو أشارت تقارير إلى أن متشددين نسفوا بعض الآثار فيها.
البلدة العتيقة في حلب: وتقع في موقع مهم على امتداد طرق التجارة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد. وعلى خلاف بعض المدن الأخرى في هذه القائمة، مازالت حلب مأهولة ومدينة رئيسية. ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2012 انقسم النفوذ عليها بين المتمردين والقوات الحكومية. وبسبب القتال أصاب الدمار مئذنة الجامع الأموي التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
القرى العتيقة في شمال سوريا: وتعرف باسم مدن الموتى وتقع في شمال غرب البلاد ويعود تاريخها إلى ما بين القرنين الأول والسابع الميلاديين لكنها هُجرت تماماً في القرن العاشر. وأطلالها تقدم صورة للحياة في العصور البيزنطية، بيد أن الحرب الأهلية في سوريا عرضت بقاءها على حالها للخطر.
مدينة سامراء الأثرية في العراق: وكانت ذات يوم عاصمة للخلافة العباسية، وتعتبر موقعاً تاريخياً مهماً لليونسكو باعتبارها «العاصمة الإسلامية الباقية الوحيدة التي احتفظت بتنسيقها وهندستها وفنونها الأصلية، مثل فن الفسيفساء والنقوش». والعام الماضي استولى مقاتلو «داعش» على المدينة وأصبحوا على مقربة من ضريح شيعي مهم فيها، لكن ضربات جوية أمرت بها الحكومة العراقية دحرتهم.
قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين في سوريا: وتعودان إلى فترة الحروب الصليبية، وتمثلان مزيجاً مهماً من التأثيرات المعمارية الأوروبية والشرق أوسطية. لكن كلاهما شهد قتالا شديداً. ففي عام 2013 أعلن المتمردون إلحاق الهزيمة بقوات الحكومة عند أسوار قلعة الحصن، لكن الجيش السوري استعاد القلعة عام 2014.
البلدة العتيقة في دمشق: وتعتبر من أقدم مدن العالم التي ظلت مأهولة بالسكان لأطول فترة، وأظهرت بعض عمليات الحفر أنها كانت مأهولة منذ ثمانية أو عشرة آلاف عام قبل الميلاد. وكانت عاصمة للخلافة الأموية. وتشير اليونسكو إلى أنه يوجد داخل أسوار البلدة العتيقة 125 أثراً، منها المسجد الأموي الذي مازال أحد أكبر المساجد في العالم. البلدة العتيقة في بصرى: ومازال بها مسرح روماني يعود إلى القرن الثاني الميلادي، وبعض الآثار النبطية والبيزنطية والأموية. وشهدت المدينة قتالا شديداً أثناء الحرب الأهلية الحالية مما عرضها للخطر، وظهرت مقاطع مصورة لقناصين يطلقون النار من المسرح.
آدم تايلور*
*محلل سياسي متخصص في الشؤون الخارجية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
لوموند: تنظيم الدولة المستفيد الأكبر من تدخل عسكري بسوريا
عربي21 - موان مسلم
الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 12:39 ص
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا عن الأوضاع الميدانية في سوريا وتطورات الموقف الفرنسي، حذرت فيه من أن تنظيم الدولة يمكن أن يكون المستفيد الأبرز من تدخل بري فرنسي ضده، على اعتبار أن ذلك سيمنحه شرعية هو يبحث عنها، وسيمكنه من تقديم نفسه في ثوب المدافع عن المسلمين من الغزو الغربي، وهو ما حصل في العراق بعد الغزو الأمريكي، حيث انتعشت الحركات المسلحة بسبب التدخل الأجنبي وبسبب الفوضى.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن القرار الفرنسي القاضي بالمشاركة في الضربات الجوية في سوريا، بالإضافة إلى مشاركتها في الضربات في العراق منذ أيلول/ سبتمبر 2014، يُعدّ نتيجة للتطورات الجديدة للصراع الدائر في سوريا، فهذه الصراعات بين التنظيمات المسلحة والنظام الذي استعمل أسلحة كيميائية في آب/ أغسطس 2013، تجاوز تأثرها النطاق المحلي، وتحولت إلى صراعات دولية أيضا.
فقد ساندت فرنسا بشدة موقف المعارضة السورية، ودفعت باتجاه تكوين حلف دولي ضد النظام السوري، قبل أن يتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بصورة مفاجئة، عن موقفه بعد استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، نتيجة المفاوضات الأمريكية الروسية.
كما أن الصراع الدائر في سوريا لم يؤثر على دول الجوار السوري فقط، بل كانت له تداعيات أيضا على قلب أوروبا، من خلال الموجات الهائلة من الوافدين الذين يسعون لطلب اللجوء.
وقالت الصحيفة إن هذا الوضع الجديد يتطلب استجابة سياسية من الاتحاد الأوروبي من أجل التحكم في العدد الهائل لطلبات اللجوء، بينما تدعم فرنسا وبريطانيا بشدة تدخلا عسكريا، باعتباره الحل لمجابهة تنظيم الدولة، رغم ما تشهده أوروبا من انخفاض حاد في ميزانيات الدفاع.

وقال التقرير إن الخطاب المعلن الداعي إلى ضرورة "التصدي للإرهاب" في سوريا يبدو أمرا ذا أهمية كبرى للدول الغربية، في ظل وجود مقاتلين أوروبيين في صفوف تنظيم الدولة، بالإضافة إلى الإشارة السيئة التي تحملها تصرفات التنظيم الأخيرة، خاصة بعد قيامه بتدمير آثار قديمة في تدمر.
وقد تعودت فرنسا خلال السنوات الأخيرة على المشاركة في الضربات العسكرية تحت شعار محاربة الإرهاب، على غرار تدخلها في مالي والعراق، وإصرارها الكبير على ضرورة توجيه ضربات في ليبيا، في الفترة الممتدة بين أيلول/ سبتمبر 2014 وكانون الثاني/ يناير2015.
وذكرت الصحيفة أن هذا التدخل الفرنسي سيسبب تعقيدات كثيرة، لأن أي تدخل عسكري يعدّ وقوعا في فخ تنظيم الدولة، الذي سيسوق نفسه حينها على أنه تنظيم يدافع عن السوريين ضد التدخل الأجنبي.
ويذكر أن أول لظهور لهذا التنظيم كان في العراق، إثر التدخل الأمريكي في سنة 2003، وما نجم عنه من فوضى. ويعدّ تنظيم الدولة تنظيما فقاعيا، يكبر ويتغذى من التغاضي المتواصل للدول الكبرى عن النزاع الدائر في سوريا، والتدمير الذي شهده العراق إثر سقوط نظام صدام حسين، كما تقول الصحيفة.
واعتبر التقرير أن حل هذه المعادلة يبدو أمرا معقدا؛ إذ تطرح التجاذبات الأمريكية الأخيرة تساؤلات حول جدوى العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة في العراق. فعلى أرض الواقع، تسبب هذه الضربات أضرارا جانبية هائلة، وهي أضرار ناجمة عن محاولات مفترضة لاستعادة مدينة الموصل ومصفاة بيجي النفطية الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الجيش العراقي صعوبات جمة رغم الدعم الذي توفره له المليشيات الشيعية التي لا تتوانى عن ارتكاب انتهاكات خطيرة، في غياب إصلاحات عميقة داخل جهاز الدولة العراقية، والعجز عن تحسين الحياة اليومية للمدنيين، بالإضافة إلى أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة خلال هذا الصيف في العراق.
وذكر التقرير أن روسيا قامت مؤخرا بطرح مشروع تحالف منافس لمشروع التحالف التركي، لمجابهة تنظيم الدولة، يضم كلا من النظام السوري وتركيا والسعودية، إلا إن هذا المقترح جوبه بالرفض.
كما راجت مؤخرا معلومات حول تقديم روسيا لدعم جوي للنظام السوري بقيادة طيارين عسكريين روس. وتفيد التحليلات الأولية للاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في تموز/ يوليو الماضي، بوجود تقارب أمريكي إيراني، رغم المخاوف من أن إيران تحمل مشروعا توسعيا لإقامة الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي تضم داخل حدودها المملكة العربية السعودية. وتعتبر إيران أن سوريا هي نقطة ارتكاز مهمة تمكنها من تدعيم نفوذها في المنطقة.
واختتمت الصحيفة بالقول إن التصعيد الأخير في الموقف السياسي الفرنسي سيكون له تأثير محدود، وإن تداعياته السلبية على فرنسا ستكون كبيرة، ما لم تسارع هذه الأخيرة بإعادة النظر في أبعاد مشاركتها في الحلف الأمريكي ضد تنظيم الدولة.
======================
"لاتريبين": لماذا فتحت ميركل ذراعيها فجأة للاجئين؟
عربي21 - يحيى بوناب
الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 12:11 ص
نشرت صحيفة لاتريبين الفرنسية تقريرا حول التغير الإيجابي الذي طرأ على الموقف الألماني من قضية تدفق اللاجئين، عرضت فيه الأسباب التي جعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والدولة الألمانية عموما، تظهر سخاء وتعاطفا في التعامل مع هذه القضية، على عكس ما عرف عليها من حزم وتصلب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة الألمانية رصدت مبلغ ستة مليارات يورو لاستقبال اللاجئين. فقد أسفر اجتماع ثلاثي للاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي والحزب الاجتماعي الديمقراطي، عن تقديم مبلغ ثلاثة مليارات دولار للمقاطعات التي تستقبل اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط، تضاف إلى ثلاثة مليارات يورو خصصتها سلطات هذه المقاطعات مسبقا لهذا الغرض.
واعتبرت الصحيفة أن هذا المبلغ ليس هينا، خاصة إذا ما علمنا أنه يمثل 60 بالمئة من المصاريف الإضافية التي كانت متوقعة لسنة 2016. كما أن هذه القرارات تعد مفاجئة بالنسبة لبلد لطالما اتسمت سياساته بالتقشف والتصلب ورفض أي مصاريف إضافية.
وأضافت أن السلطات الفدرالية الألمانية تعتزم بناء 150 ألف مسكن لتمكين اللاجئين من قضاء الشتاء المقبل، تضاف إلى 300 ألف مسكن ستتكفل ببنائها البلديات، التي تستفيد من تمويل سخي من بنك KfW التابع للدولة.
ولاحظت الصحيفة أن المستشارة أنجيلا ميركل أثبتت أنها مستعدة لدفع ثمن استقبال اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط، ولكن ذلك طرح تساؤلات عديدة حول سر هذا الكرم المفاجئ.
واعتبرت الصحيفة أن الدافع الرئيسي لهذا التغير هو تغير المزاج العام حيال هذا الموضوع، فالرأي العام الألماني استفاق فجأة على صورة الطفل إيلان كردي ملقى على الشاطئ، بينما كان بعض المتطرفين الألمان يهاجمون اللاجئين ويحرضون ضدهم. وهذه المفارقة الحزينة خلقت صدمة لدى الناس، وموجة تعاطف كبيرة مع اللاجئين.
وبينت الصحيفة أن أنجيلا ميركل، على عادتها، سايرت المزاج العام، وركبت موجة التعاطف. وكانت قد فعلت الشيء ذاته في سنة 2011، عندما تبنت قرارا بالعمل على إنهاء عمل المفاعلات النووية، إثر الكارثة النووية في فوكوشيما اليابانية، رغم أنها كانت في سنة 2010 قد وافقت على التمديد في فترة عمل المفاعلات النووية القديمة.
وأضافت أن ميركل، بعد أن وصفتها الصحافة الألمانية بأنها محافظة جدا، واتهمها البعض بمعاداة الأجانب (زينوفوبيا)، ها هي اليوم تصدر نداءات للشعب الألماني لمساعدة اللاجئين. فقد عرفت كيف تغير موقفها في الوقت المناسب، عندما لاحظت أن الدعم الشعبي لفكرة استقبال اللاجئين بلغ ذروته هذه الأيام.
واعتبرت "لاتريبين" أن سياسة ميركل الجديدة تمثل فرصة بالنسبة لها على الصعيد الأوروبي، فموقفها المغاير لأغلب الزعماء الأوروبيين المتهرّبين من تحمل مسؤولية اللاجئين جعلها تبدو أكثر إنسانية من بقية قادة القارة العجوز.
وصور اللاجئين وهم يشكرونها ويعبرون عن امتنانهم لها، زادت من شعبيتها، وهو ما سيفتح الطريق أمامها للاضطلاع بدور ريادي في القارة، ولا أدل على ذلك من أن بعض الزعماء الآخرين سارعوا إلى النسج على منوالها، كان من أبرزهم رئيس الوزراء الفنلندي الذي عرض استقبال اللاجئين في بيته. وهو ما يعني أن المبادرة التي أخذتها ميركل كانت خطوة في غاية الذكاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة اللاجئين كانت فرصة لألمانيا لتلميع صورتها، والظهور كدولة منفتحة وسخية ومتضامنة. وهو ما يغير الصورة السلبية التي التصقت بها بسبب موقفها المتصلب تجاه الأزمة المالية اليونانية.
وهي أيضا فرصة لنسيان موقفها السلبي والمتخاذل عندما امتنعت عن مساعدة دول الواجهة، اليونان وإيطاليا، مع بداية تدفق المهاجرين على شواطئهما، وفرصة لنسيان الموقف السلبي لألمانيا أثناء مناقشة التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة عن ميركل قولها الاثنين الماضي، إنها "فخورة بالألمان الذين قرروا مد يد المساعدة للاجئين، لأنهم رسموا صورة جيدة لألمانيا". وهو ما يعني أنها ربحت المعركة الإعلامية، وأصبحت في مركز يؤهلها لفرض أفكارها على الاتحاد الأوروبي فيما يخص اللاجئين، خلال الاجتماعات التي ستجري في الأشهر القادمة.
ولاحظت الصحيفة أن الاقتصاد الألماني سيستفيد أيضا من قدوم اللاجئين، فالوضعية الديمغرافية في ألمانيا تبعث على القلق، بسبب التهرم السكاني ونقص اليد العاملة، كما أن معدلات الاستهلاك منخفضة مقارنة بنسب التشغيل ومستوى الأجور. وألمانيا تحتاج بشكل واضح إلى ضخ دماء جديدة في الطبقة العاملة، ودفع عجلة الاستهلاك، ولهذا، فإن جرعة 800 ألف مهاجر تمثل انتعاشة للاقتصاد الألماني.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن ميركل تؤكد على أن "قرار فتح الحدود هو قرار مؤقت"، ولهذا فإن الاتحاد الأوروبي مطالب بإيجاد حلول سريعة لأزمة اللاجئين. كما أنه من غير المضمون أن تستمر موجة التعاطف الحالية مع اللاجئين، في ظل معارضة الأحزاب اليمينية لها، وهو ما يفرض على المستشارة استغلال الفترة الراهنة وفرض حل جيد، على غرار فكرة نظام الحصص لتقسيم اللاجئين على البلدان الأوروبية.
======================
لوموند: لماذا وكيف ستتدخل فرنسا عسكريا في سوريا؟
عربي 21 - آمنة التويري
الثلاثاء، 08 سبتمبر 2015 04:58 م
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا، عرضت من خلاله دوافع وتفاصيل العملية العسكرية الجوية التي تعتزم فرنسا إطلاق خطواتها في سوريا الأولى اليوم، والتحديات التي قد تواجهها.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فإن باريس ستفتتح عملياتها الجوية بجولة استطلاعية، لجمع المعلومات التي تحتاجها، وقد اتخذ قرار التدخل؛ لأن "تنظيم الدولة يخطط لهجماته في فرنسا وبقية الدول الغربية، انطلاقا من الأراضي السورية".
وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فإن الأمر لا يتعلق بحملة عشوائية واسعة، بل ضربات موجهة تستهدف مراكز القيادة ومعسكرات التدريب والدعم اللوجستي للتنظيم، أو ما يطلق عليه الجيش "مراكز ثقل" الخصم.
وأضافت لوموند أنه من خلال الكشف عن هذه التوجهات، نفى هولوند فرضية الاجتياح البري، وهو خيار استبعدته القوى الغربية منذ بدء الصراع في سوريا، واعتبره الرئيس الفرنسي مشروعا "يفتقر للوعي والواقعية"، ردا منه على اليمين الذي يدعم هذا الخيار.
وذكرت الصحيفة أن هذا القرار الرئاسي يقضي بتوسيع نطاق عملية "شامال"، التي يقودها الجيش الفرنسي منذ سنة في العراق، عبر لعب دور أكبر ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتوقع أن تفتتح طائرات الرافال الفرنسية الموجودة في الإمارات العربية المتحدة، العمليات الاستطلاعية الأولى، حيث فضلت باريس الاحتفاظ بطائرات الميراج 2000 المتمركزة في الأردن، للمرحلة الهجومية.
وأفادت الصحيفة بأنه لم يتم بعد الإعلان عن الدعم اللوجستي الإضافي الذي سيحتاجه الجيش الفرنسي في هذه العملية، باعتبار استنزافه طاقاته داخل فرنسا وخارجها.
فقد دعم الجيش الفرنسي القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، بـ800 جندي، وقدم 60 خبيرا عسكريا لمراكز الإشراف على عمليات التحالف، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية والكويت وبغداد، ومركز العمليات الجوية "العديد" بقطر، بوجه خاص. ويذكر أن 5 في المئة من الضربات الموجهة في العراق منذ سنة 2014، قامت بها فرنسا.
وذكرت لوموند أنه بحسب هولاند، فإن فرنسا تسعى من خلال هذه العملية العسكرية الجوية إلى "معرفة ما يحاك" ضدها، معترفا بأن الانضواء تحت التحالف الدولي لا يمكن أن يوفر لها المعطيات الضرورية، وهو ما يدفعها لتعزيز دورها في سوريا، أملا في الحفاظ على "استقلالية القرار والتحرك"، وسعيا للاضطلاع بدور محوري، في تسوية الأزمة السورية.
من جهة أخرى، أفادت الصحيفة بأن عملية الاستطلاع تهدف أولا لتحديث خارطة الصراع السوري، الذي كانت فرنسا قد وضعتها بين سنتي 2012 و2013، مع حليفتيها أمريكا وبريطانيا، حين كانت تعد لضربات ضد نظام بشار الأسد بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية.
وأضافت بأن باريس ستسعى بعد ذلك لمناقشة الأهداف التي تندرج ضمن نطاق المسارات الجوية؛ المتوقع إسنادها للطائرات الحربية الفرنسية، من قبل قيادة التحالف الدولي.
ونقلت عن الرئيس الفرنسي بأنه قد اتخذ قراره بإعطاء الأولوية لمواجهة تنظيم الدولة، بعد أن كان يدعم خيار الوقوف في وجه كل من النظام السوري والتنظيم معا، إذ إن قرار الالتحاق بالتحالف الدولي يضع باريس في موقع تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام بشار الأسد.
وذكرت الصحيفة أن فرنسا بحاجة لإبرام اتفاق مع بشار الأسد، المدعوم عسكريا من قبل روسيا، حتى تتمكن طائرات الرافال من التحليق في المجال الجوي السوري، كما أن صواريخها تحتاج نظام التشويش الأمريكي، حتى لا تطالها المضادات الجوية المتطورة.
وفي الختام، أكدت صحيفة لوموند أن مواجهة تنظيم الدولة، وتجنب العثرات السابقة والأخطاء التي أدت لمزيد توسعه وتزايد قوته، يحتم عدم دخول مختلف الأطراف المذكورة أعلاه، في صراعات جانبية فيما بينها.
======================
هآرتس:  موشيه آرنس: 8/9/2015 :لاجئون :هل سيصمد الاتحاد الاوروبي في وجه هذا تحدي اللجوء الإنساني الكبير؟
القدس العربي
SEPTEMBER 8, 2015
الصورة التي تفطر القلب لجثة الرضيع على شواطيء تركيا، الذي غرق عندما كانت عائلته تحاول الهرب من سوريا، تجسد بشكل دراماتيكي المسار التراجيدي لملايين الناس، ضحايا سفك الدماء الذي يغرق الشرق الاوسط قريبون جدا منا، ومع ذلك هم بعيدين عن مسقط رأسهم. في محاولة الهرب من الموت الذي في وطنهم وايجاد ملجأ في اوروبا الهادئة والمتقدمة. هم يخاطرون بحياتهم وحياة أبنائهم. هذه القضية المحزنة تُذكر بأزمة لاجئين آخرين في أزمان اخرى ليست بعيدة كثيرا.
قبل سبعين عاما عندما ازداد الخنق والمطاردة ليهود المانيا بدأ البحث عن ملجأ. عندما احتلت المانيا النمسا، وبعد ذلك بوهاميا وموربيا في التشيك، كان عدد اليهود الذين بحثوا عن ملجأ يزداد، واكتشفوا أن حدود معظم الدول مغلقة في وجوههم. في حينه كان الألمان لم يتحدثوا بعد عن الابادة بل عن طريقة للتخلص من اليهود، ولم يقتلهم أحد. الجهود الدولية لمساعدة اللاجئين تركزت في مؤتمر أفيان التي دعا اليه فرنكلن روزفلت في 1938، الذي لم يكن إلا خدعة حيث أن الابواب بقيت مغلقة.
بعد دخول المانيا إلى الاتحاد السوفييتي في 1941، وجدت أن الطريقة الوحيدة للتخلص من اليهود هي ابادتهم، وهنا بدأ القتل الجماعي. الجهود الدولية لمعالجة ازمة اليهود اقتصرت على مؤتمر برمودا الذي دعت اليه الولايات المتحدة وبريطانيا في 1943، والذي كان ايضا خدعة لأنه لم يتقرر فيه اتخاذ أي اجراء يؤدي إلى انقاذ اليهود.
الجالية الوحيدة التي كانت على استعداد لاستيعاب اللاجئين اليهود هي فقط يهود ارض إسرائيل، لكن بريطانيا أغلقت طريقهم إلى هنا مثل اللاجئين السوريين والليبيين الآن. اليهود الهاربين من اوروبا أبحروا في سفن قديمة في محاولة للوصول إلى شواطيء ارض إسرائيل والاسطول البريطاني قام احيانا بقصف هذه السفن. السفينة الاخيرة التي خرجت من اوروبا كانت «ستروما» التي أبحرت من رومانيا في كانون الاول 1941، حيث كانت الكارثة في ذروتها. وعندما وصلت إلى تركيا منع الاتراك اللاجئين من السفر براً، إلا إذا منحتهم بريطانيا تصاريح الدخول إلى ارض إسرائيل. البريطانيون رفضوا ذلك خشية هرب يهود آخرين من اوروبا والوصول إلى ارض إسرائيل. وقد تم سحب السفينة إلى البحر الاسود في كانون الثاني 1942 وهناك غرقت وغرق معها 768 شخصا، منهم 103 اولاد. بعد «ستروما» لم تخرج أي سفن اخرى للاجئين يهود من اوروبا حتى انتهاء الحرب.
نتيجة الصراع اليهودي العربي في ارض إسرائيل، الذي كانت ذروته في هجوم الجيوش العربية في 15 أيار 1984، هرب 625 ألف عربي من بيوتهم وتحولوا إلى لاجئين. بعض الدول العربية سمحت لهم بدخول اراضيها، لكنه تم منعهم من الاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. فهم لا يريدهم أحد، وقد أخذت الأمم المتحدة المسؤولية عنهم على عاتقها. في كانون الاول 1949 أنشئت وكالة تشغيل وغوث اللاجئين «الأونروا».
قامت الأمم المتحدة بتمديد انتدابها حتى 2017، وهي ترعى اليوم 5 ملايين لاجئي فلسطيني، وميزانيتها أكثر من ملياري دولار سنويا. الأمم المتحدة لم تفعل أي شيء من اجل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بل العكس، خلّدت المشكلة. 57 بالمئة من ميزانيتها خصصت للتعليم في المدارس الخاصة بها حيث يتعلم الاولاد هناك كراهية إسرائيل والحلم بالقضاء عليها والعودة إلى البيوت التي تركها أجدادها في 1948. مشكلة اللاجئين بعيدة في الوقت الحالي عن الحل أكثر مما كانت في 1948.
توجد لدول اوروبا الآن فرصة لمعالجة لاجئي الشرق الاوسط الذين يصلون إلى شواطئها. فهل سيصمد الاتحاد الاوروبي في وجه هذا التحدي الانساني الكبير.
======================
إسرائيل اليوم : ايال زيسر:  8/9/2015 :سوريا: بوتين يزيد الرهان
القدس العربي
SEPTEMBER 8, 2015
مبكر اكثر من المتوقع عادت روسيا إلى الشرق الاوسط لتملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة. لكل من أبن روسيا كقوة عظمى عالمية، بسبب العقوبات الاقتصادية الاليمة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة واوروبا، ولكل من اعتقد أن مغامرات الكرملين في اوكرانيا ستقيد قدرتها على المناورة في العالم، يثبت فلاديمير بوتين امام الملأ بان قوته لا تزال في متنه. فالروس، في السعودية وفي مصر ايضا، يوقعون على صفقات سلاح بحجم عشرات مليارات الدولارات، وكذا في إيران، وها هم الان يعودون إلى سوريا ايضا، والتي كانت على مدى سنوات عديدة معقلهم الرئيس في الشرق الاوسط.
روسيا لم تهجر ابدا بشار الاسد بل وواصلت حتى في اشد ايامه توريد السلاح والمساعدات المالية السخية له. ولكن مثل هذا التدخل المباشر وارسال المقاتلين والطيارين الروس هو بلا أي شك حتى بالنسبة لها ارتفاع درجة دراماتيكية، وبل ومفاجئة. يشهد هذا التدخل قبل كل شيء على الثقة بالنفس وعلى الاحساس بالقوة، والذي بدونه ما كان بوتين ليتجرأ على ان يأمر بزيادة مبلغ الرهان الروسي في سوريا. زعيم واثق بنفسه فقط يمكنه أن يأمر بتدخل كهذا في منطقة على هذا القدر من الاشكالية والتعقيد، فيما يستخف بالأمريكيين علنا.
فهل يعتقد بوتين حقا بان بوسعه ان ينقذ الاسد؟ ليس هذا هو السؤال من ناحيته. فتدخله هذا في سوريا يضعه مرة اخرى في مركز المسرح الدولي كلاعب مركزي لا يمكن الحال بدونه، وهكذا يمكن الاستنتاج عن مكانة وخطوات روسيا في ساحات عمل اخرى لها مثل اوروبا، بل وحتى في الشرق الاقصى.
وهذا، حتى لو سقط بشار، فان التواجد الروسي في سوريا كفيل بان يستمر، إذ أنه يوجد على الشاطيء العلوي، ذاك الجيب الذي يسهل الدفاع عنه واليه تنسحب بقايا النظام لمعركة الصد الاخيرة في منطقة معظم سكانها هم ابناء الطائفة العلوية. من ناحية روسيا، هذا إذن استثمار للمدى البعيد.
كما ينبغي الاعتراف بان سوريا هي بالنسبة لبوتين خط الدفاع المتقدم ضد انتشار التطرف الإسلامي، الذي إذا لم يتوقف فانه سيصل إلى حدود روسيا ايضا. في ضوء فشل التحالف برئاسة الولايات المتحدة في وقف داعش، يسعى بالتالي الروس إلى طرح بديلهم، وما امتنعت الولايات المتحدة عن عمله فانهم مستعدون بل وجاهزون لعمله ارسال جنودهم وطياريهم إلى ارض سوريا. لعل الأمريكيون سيشكرون الروس ذات يوم وهذا أيضا يأخذونه بالحسبان في واشنطن وفي موسكو.
المؤسف هو أنه خلف كل شيء آخر ثمة في تصعيد التدخل الروسي في سوريا ما يفيد بافلاس وعجز الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. روسيا ببساطة لا تحصي واشنطن وبالتأكيد لا تنصت للتحذيرات الهزيلة التي يطلقها على مسمعها الأمريكيون من مغبة التدخل بقدم فظة في الحرب في سوريا، ومن مغبة امكانية المواجهة بين الروس وبين الحلفاء المحليين للأمريكيين من بين الثوار او حتى مع طائرات أمريكية تعمل في سوريا.
ما المعنى من ناحية إسرائيل؟ خلافا للسبعينيات، روسيا ليست عدو إسرائيل وتدخلها في سوريا لا يستهدف مساعدة الاسد وفي المستقبل ربما ايضا إيران وحزب الله للقتال ضد إسرائيل. ليس للروس شيء مع إسرائيل، ولكن في نفس الوقت فانهم غير قلقين من أن يمس بإسرائيل السلاح المتطور الذي يبيعونه مقابل الدولارات الطيبة لإيران او لسوريا. يمس بإسرائيل التي درجت حتى وقت قصير مضى على مهاجمة اهداف في سوريا في كل مرة اشتبهت فيها بان السوريين ينقلون السلاح المتطور إلى حزب الله.
الروس قد لا ينقذون بشار، ولكنهم عادوا ليجعلوا سوريا معقلا روسيا هاما كجزء من صراع عالمي، سواء ضد الجهاد العالمي أم كجزء من المواجهة المتجددة بينهم وبين الولايات المتحدة. ومن الافضل لإسرائيل أن تبقى تراقب واقفة على جنب في هذا الصراع، وبالتأكيد طالما تواصل الولايات المتحدة نفسها اتخاذ سياسة عدم الفعل في ضوء الازمة السورية.
 
 
صحف عبرية
======================
واشنطن بوست”: الدول الخليجية ليست بريئة مما يحدث في سوريا
الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 4:17 م
صنعاء / 8 سبتمبر/ ايلول ـ وكالة اليمن الاخبارية : ترجمة خاصة
  قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها إن تلك الدول الخليجية ليست بريئة مما يحدث في سوريا، فبدرجات مختلفة، استثمرت عناصر من السعودية وقطر والإمارات والكويت في الصراع السوري، حيث لعبت دورا لا يخفى على أحد في تمويل وتسليح المعارضين والإسلاميين المتشددين في قتال نظام الرئيس بشار الأسد.
وبحسب بي بي سي، فإن الدول العربية الوحيدة التي يمكن للسوريين السفر إليها دون الحاجة للحصول على تأشيرة هي الجزائر وموريتانيا والسودان واليمن، والتي تمثل جميعها خيارا صعبا أو حتى مقاصد غير عملية للسوريين.
وأوردت الصحيفة تقرير لمنظمة العفو الدولية، وكينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش قوله في تغريدة له على حسابه موقع تويتر أن دول الخليج الستة، قطر والسعودية والإمارات والكويت وعمان والبحرين، لم توفر أية أماكن لإعادة توطين اللاجئين السوريين.
======================
واشنطن بوست: هذا ما سيحدث التغيير في سوريا
منذ 14 دقيقة دوت مصر فى اخبار عربية 0 زيارة 0
أوليه برس - قالت صحيفة واشنطن بوست إن عدم التدخل الأمريكي الفعال في سوريا ترك المجال مفتوحا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع دائرة نفوذه ودعم بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، إلى مكالمة الرئيس الأمريكي أوباما لنظيره الروسي في يوليو الماضي، التي بدأ فيها بوتين مناقشة الأزمة السورية، وقال عنها أوباما إنها مكالمة مشجعة، إلا أنه يبدو أن الرئيس الأمريكي أساء الحكم على الرئيس الروسي.
وأضافت أن روسيا لم تتخل عن دعم بشار الأسد، بل يبدو أن موسكو تتجه لمضاعفة هذا الدعم، وفقا للتقارير التي أشارت لإقامة قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر المتوسط ومطار عسكري قرب قواعد الجيش السوري.
ويرى محللون أن روسيا تستعد أيضا إلى نشر 1000 جندي روسي، بالإضافة لتنفيذ غارات في سوريا، وترى الصحيفة أن إستراتيجية الرئيس الروسي في سوريا كانت ثابتة على الدوام، تهدف لمنع أي تحرك تدعمه الولايات المتحدة لإسقاط بشار الأسد، كما تهدف موسكو لإجبار الغرب على قبول النظام السوري كشريك في الحرب ضد الإرهاب.
وقالت الصحيفة إنه بنشر القوات الروسية في سوريا، فإن بوتين يقر حقيقة يرفضها أوباما، وهي أن أي أجندة سياسية في سوريا بلا معنى طالما لا تحظى بالقوة على الأرض، فبشار الأسد لن يترك السلطة كما كان يريد أوباما منذ أربع سنوات، إلا في حالة تغير ميزان القوة العسكرية بشكل يجعل فوز قوات المعارضة أمرا حتميا.
أما في الوقت الحالي، فإن بوتين على الأرجح يعتقد أن ضعف الولايات المتحدة، على حد وصف الصحيفة، يعطيه فرصة لترجيح كفة الميزان العسكري في صالح الأسد، كما أن دمشق لن تتأثر بالخطاب الأمريكي عن اللاجئين أو خسارة الأرواح، وإذا أرادت واشنطن إحداث تغيير في سوريا فسوف يتطلب الأمر ما هو أكثر من المكالمات الهاتفية.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن عدم التدخل الأمريكي الفعال في سوريا ترك المجال مفتوحا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع دائرة نفوذه ودعم بشار الأسد.
 
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، إلى مكالمة الرئيس الأمريكي أوباما لنظيره الروسي في يوليو الماضي، التي بدأ فيها بوتين مناقشة الأزمة السورية، وقال عنها أوباما إنها مكالمة مشجعة، إلا أنه يبدو أن الرئيس الأمريكي أساء الحكم على الرئيس الروسي.
وأضافت أن روسيا لم تتخل عن دعم بشار الأسد، بل يبدو أن موسكو تتجه لمضاعفة هذا الدعم، وفقا للتقارير التي أشارت لإقامة قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر المتوسط ومطار عسكري قرب قواعد الجيش السوري.
ويرى محللون أن روسيا تستعد أيضا إلى نشر 1000 جندي روسي، بالإضافة لتنفيذ غارات في سوريا، وترى الصحيفة أن إستراتيجية الرئيس الروسي في سوريا كانت ثابتة على الدوام، تهدف لمنع أي تحرك تدعمه الولايات المتحدة لإسقاط بشار الأسد، كما تهدف موسكو لإجبار الغرب على قبول النظام السوري كشريك في الحرب ضد الإرهاب.
وقالت الصحيفة إنه بنشر القوات الروسية في سوريا، فإن بوتين يقر حقيقة يرفضها أوباما، وهي أن أي أجندة سياسية في سوريا بلا معنى طالما لا تحظى بالقوة على الأرض، فبشار الأسد لن يترك السلطة كما كان يريد أوباما منذ أربع سنوات، إلا في حالة تغير ميزان القوة العسكرية بشكل يجعل فوز قوات المعارضة أمرا حتميا.
أما في الوقت الحالي، فإن بوتين على الأرجح يعتقد أن ضعف الولايات المتحدة، على حد وصف الصحيفة، يعطيه فرصة لترجيح كفة الميزان العسكري في صالح الأسد، كما أن دمشق لن تتأثر بالخطاب الأمريكي عن اللاجئين أو خسارة الأرواح، وإذا أرادت واشنطن إحداث تغيير في سوريا فسوف يتطلب الأمر ما هو أكثر من المكالمات الهاتفية.
======================
نيويورك تايمز: فرقة عسكرية روسية متقدمة وصلت سوريا لدعم الجيش السوري
8 أيلول 2015 الساعة 14:40
الديار
نفت وزارة الخارجية الروسية مزاعم نشرتها وسائل إعلام عن تعديل موسكو لموقفها من الأزمة السورية ومستقبل الرئيس بشار الأسد.
بوتين: السوريون يهربون من "داعش" لا من الأسد والغرب يتحمل مسؤولية أزمتهم
الخارجية الروسية: لافروف وكيري بحثا الوضع في سوريا ومحاربة "داعش"
ووصفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الوزارة في تصريحات صحفية الاثنين 7 سبتمبر/أيلول التقارير الإعلامية التي تحدثت عن توصل موسكو إلى اتفاق مع واشنطن والرياض حول الإطاحة بالأسد، بأنها أوهام ومعلومات مزورة.
وتابعت الدبلوماسية الروسية قولها أن بعض الأوساط السياسية في الغرب تبدو عاجزة تماما عن استخلاص العبر من أخطائها، على الرغم من أن العواقب المأساوية لتلك الأخطاء تتجلى أكثر يوما بعد يوم بالنسبة للأوروبيين أنفسهم.
وأردفت: "لقد أدى التدخل الفظ في شؤون دول الشرق الأوسط إلى ظهور منطقة عدم استقرار تحد القارة الأوروبية مباشرة، مع تنامي خطر الإرهاب والتطرف أضعافا".
وأشارت إلى أن آلاف اللاجئين من الدول التي تعرضت لاختبارات أجراها الغرب في سياق "هندسته الاجتماعية"، وبالدرجة الأولى ، في سوريا وليبيا والعراق واليمن وأفغانستان، يدقون أبواب الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: "على الرغم من ذلك، لا يسارع بعض السياسيين الغربيين إلى تعديل خططهم التي اتضحت أنها قصيرة النظر، والتي أدت إلى نشوب كل هذه القضايا"، بل يصرون على تطبيق مقارباتهم الفاشلة، وهو أمر قد يؤدي إلى ظهور تحديات أخطر وقضايا جديدة تحمل طابعا عالميا.
واعتبرت زاخاروفا أن هناك من يحاول جر روسيا إلى هذه الحملة الفاشلة عن طريق نشر أخبار ملفقة ومعلومات مزورة، يبدو أنها تستهدف تحميل روسيا جزءا من المسؤولية عن مأساة منطقة الشرق الأوسط والخطر الذي بات يهدد الأمن الأوروبي والعالمي.
وشدد قائلة: "إننا لا ننخرط في أية "هندسة اجتماعية"، ولا نعين رؤساء في دول أجنبية، ولا نقيل أحدا منها في إطار تأمر مع طرف ما". وأكدت أن ذلك "يخص سوريا والدول الأخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها".
وأكدت زاخاروف أن روسيا مازالت متمسكة تمسكا متواصلا بالتطبيق غير المشروط لبيان جنيف الخاص بسوريا المؤرخ في 30 يونيو/حزيران عام 2012، وهي ملتزمة بأحكام ومبادئ القانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول، مشيرة إلى رغبة موسكو في أن يتمسك جميع شركائها بنفس المبادئ.
لافروف ردا على كيري: لم نخف أبدا تزويدنا دمشق بمعدات عسكرية بهدف مكافحة الإرهاب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأمريكي جون كيري أن بلاده لم تخف أبدا تزويدها دمشق بمعدات عسكرية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب.
وقالت زاخاروفا تعليقا على المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين الوزيرين يوم السبت الماضي: "خلال المكالمة، استوضح كيري من لافروف بشأن الوضع المتعلق بالمساعدات الروسية للحكومة السورية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب. وأكد لافروف أن الجانب الروسي يقدم مثل هذه المساعدات دائما، وقدمها في السابق، كما أنه لم يخف أبدا تزويده السلطات السورية بمعدات قتالية بغية مكافحة الإرهاب".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت تعليقا على المكالمة الهاتفية بين الوزيرين، أن كيري أعرب عن قلقه مما وصفه بأنه "تقارير عن حشد عسكري روسي مباشر وموسع في سوريا".
وفي هذا السياق، ذكرت زاخاروفا أن لافروف بحث مع كيري زيادة فعالية جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وذكر بأن موسكو دعت التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مرارا إلى التعاون مع السلطات السورية تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، باعتبار أن "القوات المسلحة السورية تعد الأكثر فعالية من القوى التي تواجه التنظيم والإرهابيين الآخرين على الأرض".
كما جدد وزير الخارجية الروسي خلال محادثاته مع نظيره الأمريكي تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى فلاديفوستوك الأسبوع الماضي، على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سوريا.
وكان بوتين قد قال في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي: "إننا نقدم لسوريا دعما كبيرا، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين".
وأعاد بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري، مضيفا أنه يجري تنفيذها حاليا. وتابع: "إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق"، مضيفا أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب.
بدوره، قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن بوتين "قال في فلاديفوستوك إننا نقيم اتصالات عمل مع دمشق، ونجري الحوار مع السلطات السورية".
تعليق أوشاكوف جاء ردا على الشائعات التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها المتعلق بالمكالمة الهاتفية الأخيرة بين كيري ولافروف.
وقال ردا على سؤال عما إذا ازدادت المساعدات الروسية لسوريا في الآونة الأخيرة: "ليست لدي معلومات بهذا الشأن".
كما امتنع المسؤول من التعليق على مضمون المكالمة الهاتفية بي لافروف وكيري، مؤكدا أنه صلاحية لوزارة الخارجية الروسية.
يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كررت في بيانها الذي صدر يوم السبت الماضي، مزاعم إعلامية نشرت الأسبوع الماضي، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عن "مصادر" أنباء عن مشاركة مقاتلات روسية في العمليات العسكرية بسوريا. ونفت وزارة الدفاع الروسي هذه المزاعم قطعا.
على الرغم من ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن كيري بحث خلال مكالمته مع لافروف، والتي جاءت بمبادرة واشنطن، "القلق الأمريكي من التقرير التي أشارت إلى حشد عسكري روسي مباشر وموسع في سوريا". وحذر كيري حسب البيان، من أن مثل هذه الخطوات، في حال كانت التقارير الإعلامية صحيحة، ستؤدي إلى المزيد من تصعيد الأزمة، وإلى سقوط ضحايا أبرياء جدد، بالإضافة إلى زيادة تدفق اللاجئين وتنامي خطر نشوب مواجهة مع التحالف المعادي لـ"داعش" في سوريا.
أما وزارة الخارجية الروسية، فذكرت في بيانها بشأن المكالمة الهاتفية يوم السبت الماضي، أن الوزيرين بحثا مختلف المسائل المتعلقة بالوضع في سوريا وحولها ومهام مكافحة تنظيم "داعش"و مجموعات إرهابية أخرى، بالإضافة إلى مسائل التعاون من أجل دعم جهود منظمة الأمم المتحدة الرامية إلى إقامة العملية السياسية في سوريا وفق بنود بيان جنيف المؤرخ في 30 يونيو/حزيران عام 2012.
ومن اللافت أن صحيفة "نيويورك تايمز" تحدثت في الوقت نفسه عن إرسال "فرقة عسكرية روسية متقدمة" لدعم الجيش السوري، بالإضافة إلى "خطوات روسية أخرى"، تخشى واشنطن من أنها تدل على وجود خطط روسيا لتوسيع الدعم العسكري لحكومة بشار الأسد بقدر كبير.
المصدر: وكالات+ روسيا اليوم
======================
نيويورك تايمز: دول الجوار تحتاج مساعدات لدعم لاجئي سوريا
الجورنال
 في الوقت الذي بدأ فيه قادة أوروبا في التحرك للتعامل مع أزمة اللاجئين الآخذة في التأزم، لا يدرك الكثيرين أن السبب وراء نزوح اللاجئين السوريين إلى أوروبا طلبا للجوء هو عدم احتمال الحياة في الدول المجاورة لسوريا، مثل لبنان والأردن وتركيا، حيث يشكل اللاجئون السوريين على سبيل المثال حاليا ربع سكان لبنان، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتابعت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية، قائلة إن هذه الدول أصبحت مرهقة بسبب أعداد اللاجئين، الأمر الذي أدى لتراجع أوضاعهم، والسبب في ذلك أن وكالات الأمم المتحدة التي توفر الإعاشات لهم مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين "محطمة ماليا".
وبالرغم من المطالبات المستمرة، فقد حصلت الأمم المتحدة على 167 مليار دولار فقط من مجموع 4.5 مليار دولار، تحتاجها هذا العام لإعانة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وسط مخاوف من تعرض الأطفال المعتمدين على إعانات برنامج الغذاء العالمي لأضرار دائمة بسبب سوء التغذية.
وأضافت الصحيفة أن معظم برامج الأمم المتحدة الإنسانية مثل اليونيسيف، تُموّل من خلال تبرعات الأفراد والمؤسسات والحكومات، وأن مفوضية شؤون اللاجئين تحصل على دعم سنوي صغير من الأمم المتحدة لتغطية تكاليف إدارية.
وأنهت الصحيفة مقالتها قائلة إنه ينبغي تقييم الدول الأعضاء على أساس مساهماتهم لوكالات الأمم المتحدة الإنسانية، وأن دول الأردن وتركيا ولبنان بحاجة لمزيد من مساعدات التنمية لمساعدتهم على التكيف مع ملايين اللاجئين السوريين الذين استضافوهم، منوهة على أن الدول الغنية مثل المملكة العربية السعودية ودول الخلج بحاجة لزيادة تبرعاتهم للأمم المتحدة بشكل فوري.
======================
ديلي ميل: قوات روسية برية تدعم الأسد في سوريا
كتب: عمرو حسن
فتح نيوز
كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن صور لجنود روسيين في الأراضي السورية، لدعم قوات الأسد تعود بعضها إلى شهر أبريل الماضي، والتقط بعضها في قاعدة طرطوس البحرية الروسية، لكن بعض آخر كان فى مواقع أخرى من سوريا. وتعتبر قاعدة طرطوس البحرية هي القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في البلدان الأجنبية والقاعدة الوحيدة للسفن العسكرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.وقالت الصحيفة إن الصور تظهر تواجد القوات الروسية البرية بالفعل فى أراضى سوريا.
عثر على الصور على حسابات أفراد من الجيش الروسى ولكن تم مسحهم بسرعة بعد ملاحظة الصور واماكنها. وأكدت الصحيفة، أن تلك الصور تعتبر دليلا حيا يتصدى لإنكار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أنه أرسل قوات روسية بأعداد كبيرة لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وتتوقع الصحيفة أن تلك الصور ستأتى بنتائج عكسية تماما على قادة الغرب الذين طال ما دعوا للإطاحة بنظام الأسد وإنهاء الحرب الأهلية التى دامت لأربعة أعوام وأجبرت 4 مليون مواطن على التهجير وظهور الجماعات المتطرفة وعلى رأسها داعش.
كشفت الصحيفة أيضا تضارب الأقوال الرسمية عن ما هو واضح بالصور، حيث أكدت أن قاعدة طرطوس كلم يكن بها سوى أربعة جنود روسيين وهو الأمر الذى يتنافى مع الأعداد الهائلة الموجودة الأن والتى كشفت الصور عن أنها ليست فقط تابعة للقاعدة البحرية وإنما أعدادا كبيرة موجودة كقوات برية على الأرض. كان قد نشرت صورا لأفراد من الجيش الروسى فى مناطق غير منطقة قاعدة طرطوس البحريةـ تم إلتقاطها فى أبريل الماضى ويشير تدرج التواريخ المدونة على الصور إلى الزيادة التدريجية فى عدد الجنود.
======================
"الاندبندنت": لاجئو سوريا يغامرون بحياتهم فى سبيل الهجرة لاوروبا
البلد
اميرة سالم
الثلاثاء 08.09.2015 - 11:27 ص
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان "أود الذهاب إلى أوروبا، إلا أنني خائفة جدا" ؛ مشيرة الى ان هناك أكثر من مليون لاجيء سوري تقطعت بهم السبل في لبنان وهم يفتقرون لأبسط متطلبات الحياة".
ونقلت الصحيفة عن احدى اللاجئات السوريات في لبنان وتدعى"هبة سيد" قولها بأنها "ستسافر عبر البحر إلى أوروبا إن استطاعت ذلك، إلا أن ذلك سيكلفها 5 آلاف دولار أمريكي،إلا أنها مستعدة للمغامرة في حال توفر لها المال ، رغم المخاطر وإمكانية غرقها في البحر".
ووفق الصحيفة فان "هبة سيد" واحدة من أكثر من 1.1 مليون لاجيء سوري في لبنان الذي يبلغ تعداد سكانه 4 مليون نسمة؛
وتروي "هبة" التى فقدت زوجها منذ عام تقريبا في بلدته - الغوطة- قرب دمشق أنه بعدما استهدفت البلدة بالأسلحة الكيماوية هربت خوفاعلى حياتها وعلى حياة أطفالها الخمسة، إلا أنها تعيش في فقر مدقع في لبنان في مخيم غير رسمي في بلدة الشوف"؛ مؤكدة انها " تريد تعليم أطفالها إلا أنها لا تستطيع ذلك كما أن المعونات الغذائية المتوفرة لهم في لبنان تصغر يوما بعد الاخر"
ووفق "الإندبندنت " فإن قصة هبة هي واحدة من السوريات اللاجئات في لبنان فبعضهن يبحثن عن الأمل الضائع وفرص لعلاج أطفالهن من بعض الأمراض التي لا تغطيها الأمم المتحدة
======================
هافينغتون بوست: السفير الإماراتي في واشنطن مهمته إجهاض (الربيع العربي).. وتوزيع ملايين الدولارات
أيلول/سبتمبر 8, 2015كتبه وطن
هافينغتون بوست: السفير الإماراتي في واشنطن مهمته إجهاض (الربيع العربي).. وتوزيع ملايين الدولارات
في سبتمبر الماضي إبان اقتحام المتشددين من الدولة الإسلامية لأراضي سوريا والعراق، استضافت وزارة الدفاع الأمريكية اجتماعًا سريًا للغاية لمناقشة استراتيجيتها تجاه هذا الموضوع، وحينها تم توجيه الدعوة من قِبل مجلس السياسة الدفاعية الذي يقدم المشورة لوزير الدفاع، ودُعيت مجموعة صغيرة من النخبة السياسية المخضرمة بالسياسات الخارجية، بمن في ذلك مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي، ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والسفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر، وعُقد الاجتماع في غرفة المؤتمرات بغرفة إي (E)؛ داخل مبنى وزارة الدفاع.
كان الخبراء المؤتمرون يحاولون استيعاب فكرة اجتياح الشرق الأوسط بموجة متصاعدة من الاضطرابات لم يشهدها منذ الحرب العالمية الأولى، فابتداءً من عام 2010، طفقت ثوراث الربيع العربي التي أطاحت بالحكام المستبدين في تونس، ومصر وليبيا واليمن، وتأججت حركة الاحتجاجات في سوريا لتتحول بعدئذِ إلى ثورة مسلحة، في حين أدى العنف الطائفي في العراق إلى تمزيق البلاد إربًا، والدولة الإسلامية، المعروفة باسم داعش، بزغت لملء الفراغ الناجم في السلطة، من خلال استغلالها للمظالم، والاستياءات التي تجثم في نفوس الشعب منذ فترة طويلة، واستخدامها للكمية الهائلة من الأسلحة، والمعدات الأمريكية التي تجوب البلاد، وفي يونيو، اجتاح تنظيم داعش سوريا، وسيطر على ثاني أكبر مدينة في العراق، وهي الموصل، وأعلن عن تأسيسه للخلافة الإسلامية العالمية.
وبالتالي فإن المجموعة المؤتمرة في وزارة الدفاع ناقشت السيناريوهات المتعددة التي تواجهها، وعمدت إلى وزن خياراتها السياسية التي تراوحت بين السياسات المروعة والسياسات الأقل ترويعًا؛ فقصف داعش في سوريا يعني الإقبال على نحو فعّال؛ لمساعدة الديكتاتور بشار الأسد، وتسليح الجماعات المتمردة السورية ضد الأسد يهدد بدعم داعش وغيرها من المسلحين المتطرفين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أما مهاجمة داعش والأسد معًا، فتعني بشكل أساسي خوض المعركة ضد الجانبين في الصراع ذاته.
صنّاع القرار داخل الاجتماع كانوا منقسمين بين مؤيد للتدخل بقوة في سوريا؛ لدعم المتمردين المعتدلين ضد الأسد، ومعارض لهذا التدخل تماشيًا مع موقف الرئيس باراك أوباما المنحاز لفكرة عدم وجود أي حل عسكري، ومع ذلك كانت هنالك دعوة واحدة تؤيد محو الأسد من خريطة العالم السياسي بشكل تام.
حينها قدم أحد المشاركين اقتراحًا يدعو للفضول والتساؤل، ضمن هذا الاجتماع الخاص الهادف لمناقشة استراتيجية الولايات المتحدة، وغرابته تنبع من كون مُقترحه واحدًا من أصل شخصيتين أجنبيتين فقط حضرتا الاجتماع، حيث كانت الشخصية الأخرى تتمثل، كما هو متوقع، في السفير البريطاني في واشنطن، ومُقدم الاقتراح كان يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في أمريكا، المعروف بدعمه للتدخل العسكري الضارب للجيش الأمريكي في سوريا، الرجل الأصلع والوسيم الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، ويتمتع بهالة كبرى من الثقة بالنفس، قال إن نهج عدم التدخل لم يعمل إلا على تشجيع داعش، والجماعات المتطرفة الأخرى.
ولكن العتيبة كان مستعدًا لمساعدة الولايات المتحدة بمأزقها؛ ففي اجتماع خاص آخر مع ويندي شيرمان، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية، تحدث العتيبة بلهجة مثيرة، ومميزة؛ حين قال لها: “طائرات الـF16 لدينا جاهزة مدام شيرمان، فقط أخبرونا حين تحتاجون إليها“.
 في غضون أيام من اجتماع البنتاغون، قادت الطيارة الإماراتية الجذابة، الرائد مريم المنصوري، حملات القصف الجوي الإماراتي ضد داعش بالتنسيق مع القوات الأمريكية، ومثّلت هذه الخطوة حينها مقاربة علاقات عامة ممتازة، “هذا رائع” قال جو سكاربورو، عندما ظهر العتيبة ضمن برنامجه مورنينغ جو لتأكيد هوية الطيار، وحينها رد العتيبة عليه قائلًا: “لا يمكنكم أن تقوموا بذلك دوننا، ونحن بدورنا لا نستطيع أن نفعل هذا دونكم” ملمحًا إلى جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش، “أحب هذا، أحبه دون أدنى شك”، أجاب سكاربورو.
في غضون بضع سنوات، استطاع العتيبة اكتساب تأثير غير عادي في العاصمة واشنطن، وكثيرًا ما يُشاهد، وهو يتشاطر غداء أو عشاء العمل مع ممثلي وسائل الإعلام والكونغرس، والإدارة الأمريكية، وفندق الفور سيزنز في جورج تاون؛ هو نقطة لقاءات العمل المفضلة لديه، “إنه لا يأتي إلى الطاولات، بل إن الزوار يأتون إليه”، يقول أحد الزبائن المعتادين لفندق الفوز سيزونز.
عتيبة يمثل ضيف عشاءات العمل السياسة بشكل رائع؛ فهو مسلم، يشرب نخبًا، ويقدم رؤى عميقة حول السياسة المتقلبة في المنطقة، “يتمتع بدهاء لا يُصدق” يقول مساعد سابق في البيت الأبيض، ويضيف”إنه يستضيف أحداثًا اجتماعية كبرى، ويفهم كيف تعمل واشنطن، وكيف تُدار السياسة في الكابيتول هيل، وهو الأمر الذي لا تتقنه الكثير من الدول، إنه يتقن الديناميات، ويعرف كيف يؤلب الكيانات المختلفة ضد بعضها البعض، عندما يحتاج إلى ذلك”، كما يقول رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ريتشارد بور، “لقد قضيت مع يوسف على الأرجح وقتًا أطول مما قضيته مع أي شخص آخر”.
ليس من غير المألوف أن تسمع مقارنة ما بين العتيبة والأمير بندر بن سلطان، الذي حكم كسفير للمملكة العربية السعودية لدى واشنطن لعقود طويلة، مؤسسًا لعلاقات متينة بين النخب في الخليج وواشنطن، ولكن العتيبة ذاته لا ينسجم مع هذا التشبيه؛ لأن الأخير استطاع بالتأكيد صياغة شخصيته الخاصة، “بندر كان معروفًا بذكائه الحاد، ولكن العتيبة يتصرف بطريقة أكثر أخوية، وأريحية ونشاطًا من بندر”، يقول أحد الأشخاص ممن تشاطروا العشاء معه في قصره؛ ففي الكثير من الأحيان يرتب العتيبة لاجتماعات ضمن المقهى الموجود داخل صالة الألعاب الرياضية التي يرتادها في فندق ريتز كارلتون، وفي الطوابق السفلية من وزارة الخارجية، العتيبة معروف من قِبل البعض ببساطة باسم الأخ الطيب “Brotaiba”.
 علاوة على كل شيء، فإن بزوغ نجم العتيبة كلاعب صلد في مجال السياسة الخارجية يعكس الطرق التي استطاع بها الربيع العربي قلب موازين القوى التقليدية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث شهد الحلفاء الموثوقون للولايات المتحدة، مثل مصر والمملكة العربية السعودية، تآكل قوتهم الإقليمية ونفوذهم في واشنطن، كما شهدت هذه الفترة ظهور أعداء جدد، مثل الدولة الإسلامية، وتنامي سطوة خصوم فاعلين في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، مثل إيران، وفي خضم هذه التحولات التاريخية، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة العتيبة في واشنطن، حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، وأضحت تتمتع على نحو متزايد بتأثير هائل على السياسة الخارجية الأمريكية.
مايكل بيتروزيلو، الممثل الأجنبي للدبلوماسي الذي أصبح اليوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لاحظ أن العتيبة ليس نموذجًا للسفير التقليدي، “يدرك العتيبة أن الطريقة التقليدية لممارسة الدبلوماسية، المتمثلة بمجرد التقارب مع عدد قليل من الأشخاص الفاعلين في واشنطن، ليست كافية بعد اليوم”، يقول بيتروزيلو، ويتابع “إنه يدرك أن المقاربات الدبلوماسية يجب التعامل معها كحملة عامة، مع كل ما يستتبع ذلك، كوسائل الإعلام، العمل الخيري، الكابيتول هيل، والبيت الأبيض، وكل ذلك”.
خلال نصف القرن الماضي، أدى اكتشاف النفط في منطقة الخليج إلى تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة من مجتمع صحراوي قِبلي فقير إلى مجتمع صحراوي قبلي ثري بشكل لا يُصدق، لدرجة أن صندوق الثروة المملوك لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أسسته لإدارة أموال النفط، هو واحد من أكبر صناديق رأس المال الاستثمارية في العالم.
في منتصف بداية هذه الألفية، تحركت شركة موانئ دبي العالمية المملوكة للدولة؛ لشراء شركة بريطانية تدير حفنة من الموانئ الأمريكية، وصفقة البيع كانت قد تمت الموافقة عليها مسبقًا من قِبل إدارة بوش؛ عندما تنبه إليها السيناتور الديمقراطي تشاك شومر من نيويورك؛ شومر، الذي كان يتطلع لقيادة مجلس الشيوخ، نعت دولة الإمارات العربية المتحدة حينها باعتبارها دولة سيئة السمعة، وراعية للإرهاب، وشبكة فوكس نيوز أتت على ذكر الصفقة لأكثر من 70 مرة خلال فترة شهرين، كما كان رد فعل السياسيين من كلا الحزبين يبدو كما لو أن أسامة بن لادن ذاته كان سيقوم باستثمار رافعات الموانئ الأمريكية، وحينئذٍ عمدت هيلاري كلينتون، التي كانت حينها عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، والمرشح المفترض للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عن عام 2008، إلى دعم قانون يقترح منع الشركات المملوكة من قِبل الحكومات الأجنبية من شراء الموانئ الأمريكية، وبالمحصلة، ونتيجة للذل الذي تعرضت له، انسحبت الإمارات من الصفقة.
لطالما افتخرت العائلة الحاكمة في الإمارات، عائلة زايد آل نهيان، بسمعة بلادها كشريك عربي معتدل للولايات المتحدة، ولكن داخل الحكومة الإماراتية، عملت قضية موانئ دبي العالمية كأزمة ثقة حقيقية، وكان العتيبة الرجل المناسب بشكل خاص لحل هذه القضية.
وُلد العتيبة لعائلة ثرية تعمل بالتجارة، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع السلطة الحاكمة، فوالده كان أول وزير للنفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان له 12 طفلًا من أربع زوجات، بمن في ذلك العتيبة، المنحدر من أم مصرية الجنسية، حصل العتيبة على الدرجة الأولى في مجال العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحين كان هناك، قدّم نفسه لفرانك ويزنر، الذي كان حينئذٍ سفيرًا الولايات المتحدة لدى مصر، ويتذكر ويزنر إعجابه الكبير بجدية هذا الشاب المندفع، حيث يقول “لم يكن بالجامعة لمطاردة الفتيات، أو لشرب البيرة، أو للعب كرة القدم، بل كان يسعى كي يعد نفسه للحياة التي تكمن أمامه”.
بعد تخرجه، وبتشجيع من ويزنر، درس العتيبة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، وتوجه بعد ذلك إلى جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، هذا النشاط أحاطه بفهم حدسي للولايات المتحدة، حتى إن محدثيه في واشنطن -في بعض الأحيان- ينسون أنه ليس أمريكيًا، وفي برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس عام 2008، أكدت الإمارات “السلوك الأمريكي” للعتيبة، وأشارت إلى أنه “يتمتع بتناغم كبير مع الثقافة، والسياسة الأمريكية”.
في عام 2000، أصبح العتيبة مديرًا للشؤون الدولية لمحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بن زايد -الذي يُشار له اختصارًا في واشنطن باسم (MBZ)- ويتولى قضايا الدفاع في دولة الإمارات، بما في ذلك العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، وميزانية الأسلحة الإماراتية المقدرة بمليارات الدولارات والتي تجعلها واحدة من أبرز مستهلكي الأسلحة الأمريكية، وباعتباره اليد اليمنى لبن زايد، أصبح العتيبة نقطة الوصل والاتصال مع مجتمع الجيش، والمخابرات الأمريكية. “أحد الأشخاص العظيمين الذين كان العتيبة يتمتع بعلاقات وثيقة معهم، كان قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال أنتوني زيني، الذي تبناه، ووضعه تحت جناحه نوعًا ما”، يقول بريت باير، الذي كان حينها مراسل الأمن القومي لشبكة فوكس نيوز، وأصبح اليوم صديقًا جيدًا للعتيبة، ويتابع “لقد كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع كامل الحشد العسكري المتقاعد”.
بعد فضيحة موانئ دبي العالمية، عمل العتيبة بمثابرة وجد؛ لتعزيز التعاون العسكري ما بين الإمارات والولايات المتحدة، وفي عام 2007، شرعت إدارة بوش استراتيجية جديدة؛ لزيادة تواجد القوات الأمريكية في المناطق السنية العراقية، “قبل أن أتعرف عليه، تم وصفه لي بأنه الرجل الذي يتمتع بأعلى ثقة من قِبل بن زايد في معظم القضايا الخارجية، وأنه أحد أذكى الأشخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة“، يقول أحد عناصر المخابرات الأمريكية الذين تعاونوا مع العتيبة عن كثب في ذلك الوقت.
ويقول المصدر ذاته إن العتيبة كان له دور أساسي في دعم البلدان الأخرى في المنطقة للصحوات العراقية، وكانت مساهمته الأكثر أهمية تكمن في “إقناع دول الخليج الأخرى بدعم المكونات السياسية للصحوة -صحوة الأنبار على سبيل المثال- فضلًا عن المساعدة في ترجمة الاستراتيجية العامة للصحوات إلى أمر تستطيع هذه الدول دعمه” كما يقول المصدر، علمًا أنه، ودون دعم دول الخليج التي يهيمن عليها السنة، فإن الاستراتيجية لم تكن لها إلا فرص ضئيلة للنجاح، وردًا على سؤال حول دور العتيبة في الصحوة، يجيب بور، رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات “أعتقد أنه كان شريكًا نشطًا للغاية، ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة، بل لكامل دول الخليج“، والجدير بالذكر هنا أن العتيبة رفض إجراء مقابلات معه بغية كتابة هذا المقال، رغم أن نائبه في واشنطن، ريتشارد مينتز، أكد دور العتيبة في الصحوة، ولكنه ألمح إلى أنه لم يكن بمثابة مهندس لهذه الصحوة”.
في مارس 2008، تمت تسمية العتيبة سفيرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، وبمجرد وصوله إلى المنصب، عُيّن في السفارة الإماراتية أحد أكثر الأشخاص دراية في بروتوكولات مكتب إدارة بوش؛وهي إيمي ليتل توماس، التي أصبحت فيما بعد مديرة البروتوكولات في سفارة الإمارات العربية المتحدة، ويعلّق مصدر كان شاهدًا على بزوغ نجم العتيبة على تعيين الأخير لتوماس في السفارة الإماراتية “لقد فتحت كل الأبواب التي قد يحتاج إليها، هذا الرجل أصبح موجودًا في كل مكان“.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ العتيبة تسجيل حضوره في الحياة العامة الأمريكية، حيث يشير هوارد بيرمان -الذي كان رئيس التكتل الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي- إلى أنه عمل مع العتيبة بشكل مطول على اتفاق، من شأنه أن يسمح لدولة الإمارات العربية المتحدة بالحصول على المواد النووية من الولايات المتحدة؛ بغية تأسيس برنامج مدني نووي، وهذا الأمر كان يتطلب مهارات دبلوماسية عالية، وعلى الرغم من أن الاتفاقية أُجريت في حيز إدارة بوش، فكان لا بد من اعتمادها من قِبل إدارة أوباما، ويعلق بيرمان على شخصية العتيبة بقوله “إنه دبلوماسي لافت للنظر”، كما يعلق عليها مات سبنس، الذي كان كبير مستشاري وزارة الدفاع حول سياسات الشرق الأوسط، قائلًا “لقد كان نشاطه ملحوظًا وفعالًا لسببين؛ لأنه كان من الواضح أنه يتحدث باسم الحكومة، كما أنه منفتح للغاية”.
 دخول العتيبة إلى العاصمة الأمريكية تم دعمه من قِبل الإمارات بصب مبالغ مالية قاربت حدودًا فلكية؛ بغية تحسين موقفها العام في الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم تنفق الإمارات المزيد من الأموال على شركات الضغط السياسي في أمريكا، أكثر من أي حكومة أجنبية أخرى، حيث تشير التقديرات إلى أنها أنفقت في عام 2013 وحده 14.2 مليون دولار أمريكي لهذه الغاية، هذا بالإضافة إلى مئات الملايين التي صبتها الإمارات في قالب العطاءات الخيرية؛ حيث تبرعت الكيانات الإماراتية بمبلغ 3 ملايين دولار على الأقل لمؤسسة كلينتون وحدها، كما ضخت استثمارات بمليارات الدولارات ضمن الشركات الأمريكية، وهذا الموضوع الذي أورده نون بوست في مقالة مترجمة عن الهافينغتون بوست بعنوان “كيف تمارس دول الخليج لعبة النفوذ في واشنطن؟“.
في عام 2010، أدلى العتيبة بنقطة جديرة بالملاحظة أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة “هي في الواقع أحد المستفيدين من عائدات النفط الإماراتية”، وذلك من خلال الـ10 مليارات دولار على الأقل التي استثمرتها في مشاريع مختلفة ضمن الولايات المتحدة في تلك السنة وحدها، وردًا على ذلك قام أحد العملاء في واشنطن، ممن يتعاملون مع الإمارات، بصنع ملف فيديو مزج فيه لقطات إخبارية حول فضيحة موانئ دبي العالمية، وعرضه على الأثرياء الإماراتيين؛ لتذكيرهم بأهمية العطاءات التي يقومون بتقديمها إلى واشنطن.
منذ وصول العتيبة إلى قمة هرم السفارة في واشنطن، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة تبرعات هائلة لمجموعة واسعة من مراكز البحوث والمراكز السياسية، بما في ذلك مركز التقدم الأمريكي، معهد آسبن، معهد الشرق والغرب، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وجميع هذه المؤسسات يديرها، أو يعمل ضمنها مسؤولون حكوميون أمريكيون سابقون قاموا بصياغة السياسة الخارجية التقليدية لأمريكا؛ ولإيضاح أهمية ذلك، لنا أن نأخذ مثلًا الاجتماع الذي نظمه البنتاغون، وحضره العتيبة، والذي لفت انتباه مراسل الدفاع في الواشنطن بوست، والذي كان عرابه جون هامر؛ وهو الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، المدعوم من قِبل الإمارات المتحدة.
وفي هذا العام، قام معهد أبحاث مقره في الإمارات العربية المتحدة بعقد شراكة مع السفارة السعودية في واشنطن؛ لإطلاق معهد دول الخليج العربي، وهو مؤسسة بحثية وظفت العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية، ممن انتهت خدمتهم مؤخرًا، كباحثين وزملاء، وجدير بالذكر أن المعلم الروحي للعتيبة، ويزنر، يشغل منصب رئيس مجلس إدارة هذا المعهد اليوم، وتعليقًا على هذا الموضوع يقول أحد كبار المسؤولين في حكومة الولايات المتحدة: “الإمارات حصان رابح محتمل بالنسبة للمسؤولين الأمريكين عندما يغادرون الحكومة، لذا يتمتع هؤلاء بحافز مهم عندما يكونون في مناصبهم؛ للإبقاء على صحة العلاقات مع الإمارات“، ويضيف:”عندما تنتهي خدمتك من الحكومة يمكنك أن تتجه نحو دولة الإمارات مرتين في العام؛ لإلقاء كلمة أو للظهور في مؤتمر أو شيء من هذا القبيل”.
خلال سنواته الأولى في العاصمة الأمريكية، سرعان ما اتّضح للعيان أن العتيبة، تمامًا كبن زايد، كان مدفوعًا باهتمامين رئيسين: الأول هو الكراهية العميقة التي يكنها للإسلام السياسي، سيّما تجاه جماعة الإخوان المسلمين، والآخر هو ما نقله عنه موقع ويكيليكس بوصفه إياه بأنه يتمتع بمعارضة “قوية وأحيانًا عدوانية” تجاه الموقف الإيراني، وبفضل التفاهم العميق الجاري بينه وبين الولايات المتحدة، كان العتيبة بارعًا للغاية في تفسير السياسة الأمريكية، وإبلاغها للقادة العرب الآخرين. “العتيبة، علاوة على جميع الأشخاص الآخرين، يساعد في تفسير موقف الولايات المتحدة، ليس فقط لدولة الإمارات، بل لباقي الدول الأخرى في المنطقة أيضًا“، يقول مينتز، ولكن عندما يتعلق الأمر بتكتيكاته التي يتبعها للتودد لواشنطن، تكون الحفلات التي يقوم العتيبة باستضافتها، أو تمويلها هي الأمر الواضح للعيان في هذا المجال.
توجد مجموعة من النساء اللواتي يتمتعن بنفوذ وسطوة عارمة في واشنطن، يعقدن مأدبات غداء خاصة في نهاية كل عام، في حدث قد يكون بالغ الأهمية، ولا يُقدر بثمن، كون هذه المأدبات تضم حشدًا من جماعات الضغط، الناشرين، والنساء اللواتي تمت تسمية المؤسسات الخيرية تيمنًا بأسمائهن، ولكن مجموعة النساء المنظمة دائمًا ما يسعين للعثور على شخص لتغطية تكاليف هذه الحفلات، وبعد وصول العتيبة إلى العاصمة الأمريكية، سرعان ما برز اسمه ضمن لائحة الممولين، حيث تستذكر إحدى المنظِمات سؤال أحد الأشخاص “مَن هو الشخص الجديد في المدينة؟ ربما يوسف سيرعى هذا الحدث“، وتضيف “لقد ذاع صيته بسرعة كبيرة باعتباره مصدرًا سهلًا للمال دون أي شروط إضافية“.
عندما يعمد العتيبة إلى تنظيم حفل، فإنه لا يرضى بأنصاف الحلول، فمثلًا حينما استضاف حفلًا لأبحاث السرطان في نيويورك، تضمن الحفل عروضًا لبيونسي، أليشيا كيز، ولوداكريس، وحينها فاجأ الحضور باحتفالٍ بعيد الميلاد الـ50 لمقدم البرامج جو سكاربورو، ووجدت هذه الحادثة طريقها إلى الطبعة القادمة من سلسلة بلاي بوك (Playbook)؛ وهي عبارة عن مقتطفات، وعناوين يكتبها مايك آلان في صحيفة بوليتيكو، وتلقي الضوء على الأحداث الأكثر شهرة في واشنطن.
في الربيع الماضي، استضاف العتيبة حفل كرة الأطفال (Children’s Ball) لعام 2014، وهو حفل خيري يهدف لجمع التمويل لنظام الرعاية الصحية للأطفال في أمريكا، في فندق ريتز كارلتون بالتشارك مع بريت باير من شبكة فوكس نيوز، وهي الشبكة التي تسببت في الكثير من الإحراج للإمارات من خلال قضية موانئ دبي العالمية، ووصف أحد الأوجه الاجتماعية المخضرمة هذا الحفل بأنه “الحفل الأكثر رقيًا على الإطلاق”.
باير، الذي احتاج ابنه الرضيع لجراحة قلب مفتوح عند ولادته، كرّس نفسه لجمع التبرعات لنظام الرعاية الصحية الوطني للأطفال في أمريكا، ووجد بالعتيبة ضالته المنشودة؛ ففي عام 2009، تبرّعت دولة الإمارات بمبلغ -شده العيون- بلغ 150 مليون دولار، لمستشفى واشنطن للأطفال، والجدير بالذكر بأنه وبعد عدة سنوات، كان نجل العتيبة من زوجته عبير بحاجة أيضًا لعملية جراحية حرجة أُجريت في هذا المستشفى.
الحفل الذي استضافه العتيبة بالتشارك مع باير في 2014، حضرته العديد من الأوجه السياسية والاجتماعية الأمريكية، بمن في ذلك مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، رام إيمانويل، زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي إريك كانتور، وجورج بوش وفاريل وليامز، اللذان أشادا على شاشة الفيديو العملاقة الموجودة وسط المسرح بجهود العتيبة، وباير لتنظيم الحفل.
الجميع ضمن هذا الحفل لاحظ نسق الثياب الرسمي المعتمد، والذي كان يتألف من ربطة عنق سوداء، ولباس أبيض، وتعليقًا على ذلك تندر أحد النواب الحاضرين الذي أزعجه وجوب ارتدائه للباس الأبيض لدخول الحفل بقوله “كان الأمر يبدو كأنه غرفة تغص بالعذارى الطاهرين، ولكن على أرض الواقع لم يكن الأمر كذلك البتة“.
بالمحصلة استطاع الحدث جمع أكثر من 10.7 ملايين دولار من أموال التبرعات؛ حيث ساهم في تقديم المبلغ العديد من الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية مبالغ أخرى، والتي كان العتيبة على معرفة، وتعامل وثيق معها بحكم منصبه السابق كمستشار لبن زايد، وشملت هذه الشركات شركة رايثيون، شركة لوكهيد مارتن، شركة نورثروب غرومان، وغيرها، كما تضمنت التبرعات أموالًا قادمة من البنوك، ومن مؤسسات الضغط السياسي، ومن الكيانات الخليجية المتنوعة، بالإضافة إلى المبلغ الذي تبرع به حاكم دبي، محمد بن زايد، ووزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، إذ تبرع كل منهما مليون دولار أمريكي ضمن هذا الحفل.
تشير ناشطة بارزة في المجتمع الأمريكي -تنظم أحداثًا سنوية رفيعة المستوى متعلقة بجمع التبرعات لأبحاث الأمراض- إلى أنه أحيانًا يتم تقديم منح كبيرة من هذا النوع، بعد أن يقوم مستشفى معين بإنقاذ حياة طفل ينحدر من عائلة ثرية للغاية، ولكن في كثير من الأحيان، تأتي هذه التبرعات ضمن أجندة نفعية، وتوضح قائلة “السبب الآخر الذي يدعو هؤلاء الأشخاص للتبرع، بخلاف حبهم للخير وتقديمهم للأعمال الخيرية، وما شابه تلك المبررات الفارغة، هو أن هذه الحفلات، مثل حفل كرة الأطفال، تتيح لك الجلوس مع جميع الأعضاء البارزين في مجلس النواب، والشيوخ، وكافة المساعدين الهامين في البيت الأبيض، وهناك في تلك الحفلات يمكنك إجراء محادثة، والوصول إلى نتيجة لم يكن بإمكانك الوصول إليها، بخلاف ذلك“.
بالنسبة لباير، فإنه يصف العتيبة بأنه “شخص هائل”، وعندما سألناه عن سبب تقديم الخليج لمثل هذه التبرعات السخية لمستشفى في واشنطن أجابنا “لا أعرف دوافعهم، أو لماذا يفعلون ما يفعلونه”.
يعمد العتيبة أيضًا في كثير من الأحيان لدعوة أعضاء من الكونغرس، العاملين أو المساعدين في البيت الأبيض، وأعيان واشنطن الأكثر نفوذًا لتناول العشاء في مبنى السفارة الإماراتية قبالة شارع “فان نيس” أو في منزله، هذا المنزل هو بالحقيقة قصر يقع على ضفة نهر بوتوماك في فرجينيا. المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست، عضو الكونغرس المخلوع سابقًا آرون شوك، منتج برنامج محطة إن بي سي “لقاء مع الصحافة” بيتسي فيشر مارتن، كاتب النيويورك تايمز جوناثان مارتن، وجيسيكا يلين من السي إن إن، هم عينة صغيرة من الأشخاص الذين تلقوا دعوات لتناول الغداء في منزل العتيبة.
ضيوف العتيبة يتصرفون عند دعوتهم إلى منزله بأريحية تامة، وكما يقول العتيبة في حديث له لمجلة واشنطن لايف اللامعة في عام 2012، “هذه الأريحية تعني في كثير من الأحيان قيام سكرتير في مجلس الوزراء بالدعس على مجموعة الليغو، التي تفترش الأرض العائدة لابني عمر، أو قيام أميرال بمداعبة آذان كلبينا كوكو ومارلي، أو حتى مباشرة لعبة بلياردو مع أحد أعضاء الكونغرس“.
يستذكر أحد المراسلين الصحفيين الذين حضروا إحدى هذه الدعوات الخاصة للعشاء في منزل العتيبة، وجود الصحفيين وكبار السياسيين، والمساعدين المشدوهين بحديث العتيبة الموضوعي في أمور السياسة، لينتهي هذا الحديث بشكل دوري مع ظهور فولفغانغ بوك من المطبخ للإعلان عن جهوزية وجبة الطعام التالية، وبعد العشاء، يقود العتيبة المجموعة إلى الطابق السفلي للمنزل؛ لمشاهدة مباريات كرة السلة، على الشاشة العملاقة التي يصفها المراسل الصحفي بأنها “أكبر تلفزيون رأيته في حياتي”.
يمكن لهذه الاجتماعات أن تكون أحيانًا بمثابة تجربة أداء، “إذا لبّت هذه الشخصيات المرموقة دعوة العتيبة، وانخرطوا في جو الألفة الذي يقدمه، غالبًا ما يلي ذلك دعوته لهم للسفر إلى الإمارات العربية المتحدة“، يقول أحد العاملين السابقين في الكابيتول هيل، والذي كان سعيدًا لحصوله على مثل هذه الفرصة، وبالعادة ينظم العتيبة رحلة خاصة سنوية إلى أبو ظبي لحضور سباق الجائزة الكبرى للفورمولا وان؛ وهو سباق السيارات الذي يتابعه نحو نصف مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وضيوف العتيبة لحضور هذا الحدث يشملون شخصيات مرموقة كليز تشيني، الجنرال المتقاعد جون جامبر، المتبرع الشهير أدريان أرشت، وعائلة باير.
العتيبة بلباسه الخليجي التقليدي مع إيمي باير في أبو ظبي خلال إجازة لحضور مسابقات الفورمولا وان
هذا العام، تم نقل معظم الضيوف إلى الحدث ضمن طائرة خاصة 747، وبمجرد هبوطها على الأرض، نقلتهم سيارات من نوعية بي إم دبليو إلى فندق قصر الإمارات، حيث يوجد آلة لتصريف سبائك الذهب في بهو الفندق، وعلى مدى خمسة أيام، تمتع الضيوف برحلات صيد الصقور، وعروض غنائية قدمها جاي زي، وفرقة ديبيتش مود، وضمن سباق الفورمولا وان ذاته، تم تزويدهم ببطاقات مرور ملكية أتاحت لهم الوصول إلى أرضية الحلبة، وبشكل عام فإن معظم الضيوف ينهون رحلتهم، وهم يشعرون بانبهار وإعجاب، “لديهم حرية في مجال الصحافة، إلى حد ما، القاعدة الوحيدة هي أنه لا ينبغي أن تنتقد الحكم الملكي” ويقول أحد الضيوف. ويتابع “ولكن لماذا تريد انتقاده؟ أنا التقيت السلطان، أو ما يسمونه بالأمير، لقد كان رجلًا رائعًا للغاية“.
هناك هدف من ممارسة جميع هذه الاختلاطات الاجتماعية؛ فالربيع العربي خلق شقاقًا بين دول الخليج السنية، حيث وضعت قطر ثقلها في كفة المحتجين، معتبرة أن قمع الإسلام السياسي استراتيجية تودي إلى الهزيمة الذاتية، وفتحت أمام دعاة الانتفاضة منبرها الإعلامي الشهير المتمثل بشبكة الجزيرة الإخبارية، ولكن الإمارات، والمملكة العربية السعودية، لم تكونا ترغبان في ممارسة أي فعل تجاه ثورات الربيع، “لقد وضعت قطر رهانًا على المدى الطويل بأن الإسلام السياسي سوف يصبح في نهاية المطاف الواقع المهيمن المقبل في المنطقة“، يقول كول بوكنفيلد، مدير أنشطة الدعوة لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ويتابع: “الإمارات العربية المتحدة والسعودية كانتا تقاتلان بالاتجاه المعاكس، مما أدى إلى نشوب نوع من الثورة المضادة”.
رأى العتيبة صعود الإخوان المسلمين في مصر تهديدًا وجوديًا لمستقبل الإمارات، التي يقوم ازدهارها على الاستقرار الاقتصادي، وقمع أي شكل من أشكال المعارضة السياسية، وفي ذاك الوقت تم تكليف فرانك ويزنر، السفير الأمريكي السابق لدى مصر، من قِبل البيت الأبيض للمساعدة على التفاوض لإنهاء حكم الزعيم الديكتاتوري حسني مبارك، ويتذكر ويزنر أن العتيبة كان -آنذاك- متشككًا للغاية من ثورات الربيع العربي، “لقد قال يوسف إن الولايات المتحدة يجب أن تكون حذرة للغاية، قبل أن تبالغ في تأويل التغيّرات السياسية في المنطقة، ونعتها بأنها تغييرات لصالح حقوق الإنسان“، يقول ويزنر.
مع انتشار الاحتجاجات في مصر، طفق العتيبة مدافعًا بمثابرة وجد عن حكم مبارك داخل البيت الأبيض، ولكن دون جدوى، وإبان وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة بانتخابات ديمقراطية، أفاض العتيبة صندوق البريد الإلكتروني لفيل غوردون، كبير مستشاري الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بفيض من الرسائل التي تهاجم الإخوان المسلمين، وداعميهم في قطر. “لقد كان يرسل الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني“، يقول المساعد السابق في البيت الأبيض، ويردف “يمكنك أن تكون على يقين بأن لدى يوسف ما يقوله حول موضوع من هذا القبيل، والمسؤولون رفيعو المستوى في جميع أنحاء وزارة الخارجية، والبيت الابيض اضطروا لسماع رأيه من خلال رسائل البريد الإلكتروني المتشابهة، إن لم تكن المتطابقة، التي قام بإرسالها إليهم جميعًا“.
في يوليو 2013، أُطيح بزعيم جماعة الإخوان المسلمين المُنتخب، محمد مرسي، من سدة الحكم في مصر، عن طريق انقلاب عسكري قام به عبد الفتاح السيسي؛ وهو جنرال سابق في الجيش المصري، وعمد إبان الانقلاب إلى مهاجمة الحريات المدنية بشكل أشد قسوة وضراوة، مما كان عليه الوضع في ظل مبارك، واستجابة لهذا الانقلاب عمد صناع السياسة الأمريكيون إلى تجميد تسليم عدد من الشحنات العسكرية الكبيرة، التي اشترتها مصر من أمريكا، وحينها باشر العتيبة بلا هوداة بممارسة ضغوط سياسية على البيت الأبيض< بغية المضي قدمًا بتسليم هذه المشتريات للنظام المصري الانقلابي، حتى أضحى يُعرف باسم “سفير السيسي”، وفقًا لما أفادنا به عدة أشخاص تلقوا رسائل الضغوطات التي أرسلها، وتبعًا لذلك، وجد العتيبة نفسه -وليس للمرة الأولى حتمًا- بالخندق ذاته مع منظمة أيباك، التي ضغطت أيضًا لفك حظر مبيعات الأسلحة عن مصر، وفي نهاية المطاف، وتحديدًا في أبريل من هذا العام، تقبلت الولايات المتحدة ضمنًا الوضع الجديد في القاهرة، ورفعت الحظر.
وفي الوقت عينه، ساعدت شراسة العمليات العسكرية الإماراتية ضد داعش في سوريا على تعزيز موقعها كحليف لا غنى عنه للولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها نشرته الخريف الماضي، أن الضربات الجوية التي انطلقت ضد داعش من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات تفوق عدد الضربات التي خرجت من أي مكان آخر في المنطقة، كما أن الطيارين الإماراتيين أجروا عددًا من الطلعات الجوية يفوق عدد الطلعات التي أجرتها أي دولة أخرى ضمن تحالف الولايات المتحدة الساعي لمحاربة الدولة الإسلامية، وأشار المقال إلى أن دولة الإمارات كشفت للواشنطن بوست هذه التفاصيل خوفًا من الاستهانة بدورها، أو التقليل من شأنه من قِبل الولايات المتحدة، “نحن أفضل أصدقائكم في هذا الجزء من العالم”-نقلت الصحيفة عن العتيبة قوله.
هذه العلاقة الوثيقة للإمارات مع أمريكا شجعتها على شحذ جرأتها، وحزمها على نحو متزايد؛ ففي أغسطس 2014، أطلقت الإمارات ومصر غارات سرية في ليبيا؛ لمساعدة القوات المعادية للإسلاميين، مما أثار حفيظة وغضب البيت الأبيض، وفي ديسمبر، أوقفت الإمارات علنًا تعاونها مع الولايات المتحدة في سوريا، مشتكية من أن الولايات المتحدة بحاجة لتحسين جهود البحث، والإنقاذ للطيارين العرب الذين يتم إسقاط طائراتهم، وفعلًا عندما حسّنت الولايات المتحدة من قدراتها، عادت الإمارات مرة أخرى إلى حضن التحالف.
جميع ما تقدم يتضاءل حجمه بجوار الإنجاز الدبلوماسي الهادئ الذي استطاع العتيبة تحقيقه، والذي تكشّف في مجال تصنيع التكنولوجيا في الشمال الشرقي الأمريكي، فهو يشير في كثير من الأحيان إلى حقيقة أن شركة مملوكة للإمارات، تدعى جلوبل فاوندريز، تقدمت بعروض بمليارات الدولارات لتملّك عدد من المصانع في ولاية نيويورك، وفيرمونت مسؤولة عن تصنيع كامل الإلكترونيات الدقيقة لشركة آي بي إم “IBM” وتضطلع بصناعة أشباه الموصلات، وكانت عملية الاستحواذ حساسة للغاية؛ بحيث كان لا بد من إجازتها من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، لأن إتمام الصفقة يعني أن أحد أهم موردي وزارة الدفاع، وأكثرهم ثقة في مجال صناعة أشباه الموصلات المخصصة لأنظمة الأسلحة والطائرات، والتكنولوجيا الحكومية الأخرى سيتم استبداله من قِبل كيان مملوك لدولة أجنبية، وفعلًا ظفرت الصفقة بالموافقة في 30 يونيو، بعد أقل من عشر سنوات على محنة موانئ دبي العالمية، وحينها اختفت التصريحات الغاضبة في فوكس نيوز، ولم تسر الاحتجاجات في الكونغرس، لا بل إن الشخص الذي كان غير ما مرة العدو الأول للإمارات، تشاك شومر، أشاد باستيلاء جلوبل فاوندريز على المصانع، ونعته بـ”النبأ العظيم المبشر بمستقبل اقتصادي جيد”.
في صيف عام 2010، ظهر العتيبة في مهرجان أسبن السنوي للأفكار، وقابله حينها على المسرح مراسل صحيفة الأتلانتيك، جيفري غولدبرغ، الذي سأله عما إذا كان يعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة أن تشن هجومًا على إيران؛ بغية وقف التقدم النووي، “بالتأكيد، بالتأكيد”، أجاب العتيبة، وسرعان ما أدرك الجمهور أن شيئًا غير عادي يجري على المسرح، وفي محاولة منه للتأكد من أن العتيبة لم يقع في زلة لسان، أعاد غولدبرغ صياغة السؤال بعدة طرق مختلفة، ليتلقى في كل مرة الإجابة ذاتها، وحينها انتشرت تعليقات أسبن على منافذ الأخبار العالمية، واستجابت إيران لهذه التعليقات بدعوتها علنًا لدولة الإمارات لإزالة العتيبة من منصبه، في موقف أصبح أصدقاؤه يستذكرونه بأنه كبوة حصان مروعة.
ولكن مع ذلك، قلّما باح العتيبة علنًا بالأفكار التي كان يطرحها قادة دول الخليج في الاجتماعات الداخلية المغلقة، فالبرقيات الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس في وقت لاحق، أوضحت أن الإمارات طالما اعتبرت إيران التهديد الأكبر، والأخطر لكيانها، باعتبارها القوة الشيعية الرئيسة في المنطقة، والتي تقبع على بعد 35 ميلًا فقط من دبي عبر مضيق هرمز، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الإمارات العربية المتحدة أكثر نشاطًا في الضغط على واشنطن لتبني الموقف ذاته.
لقد أصبح هذا الضغط واضحًا بشكل متزايد؛ من خلال المناقشة التي استمرت سنوات طويلة حول الاتفاق النووي الإيراني، فدور إسرائيل وإيباك في معارضة هذا الاتفاق معروف، ولا خلاف عليه، ولكن العتيبة لعب أيضًا دورًا حاسمًا في إثارة الشكوك حول عزم الإدارة الأمريكية على التعامل مع إيران بدلًا من عزلها، حيث يقول مسؤول عسكري رفيع المستوى: “إنه يتمتع بتأثير كبير في أجزاء معينة من الكابيتول هيل، لذا أثار الشكوك في خلدهم حول ما تقوم به الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بالملف الإيراني، وباعتبار أن الضغط قادم من دولة عربية، وليس من قِبل إسرائيل، لذا كان يُنظر إليه بأنه أقل تحزبًا“، وأضاف مسؤول أمريكي آخر رفيع المستوى إن العتيبة والسفير الإسرائيلي، رون ديرمر، متقاربان للغاية، “إنهما يتوافقان في كل شيء تقريبًا، باستثناء الفلسطينين“، قال موضحًا.
وأكد مسؤول رفيع المستوى في السفارة الإسرائيلية قيمة هذا التحالف الاستراتيجي قائلًا “إن وقوف إسرائيل والعرب معًا؛ هو المكسب الأكبر الذي يصبو إليه المرء، فهذا الأمر يخرجنا من السياسة، ومن الأيديولوجيا، عندما تقف إسرائيل والدول العربية معًا، فإن ذلك يشكل مصدر قوة”.
هذا العام، تمت دعوة العتيبة عن طريق السفير ديرمر لحضور خطاب نتنياهو حول إيران أمام الكونغرس، ولكنه رفض ذلك؛ بسبب الحساسية السياسية لهذه الموضوع في بلده الأم، ومن خلال المتحدث باسمه، نفى العتيبة أنه وديرمر صديقان على المستوى الشخصي، بالإضافة إلى ما تقدم، فإن العلاقة ما بين الإمارات وإسرائيل تحدها قيود من الجانب الإسرائيلي، فعندما التقى نتنياهو بوزير الدفاع أشتون كارتر في يوليو؛ لمناقشة القضية الإيران، تذمر نتنياهو من بيع الولايات المتحدة أنظمة الأسلحة المتطورة لدول الخليج العربية، وذلك وفقًا لتقارير إسرائيلية أكدها مسؤول أمريكي بارز، وهذا التشكك في العلاقة يبدو قائمًا ما بين الدولتين، وبكلا الاتجاهين، حيث يؤكد المسؤول الأمريكي أن “الانفراج الخليجي-الإسرائيلي ليس حقيقة واقعة، فلو كانوا أصدقاء مقربين، لربما كان يجدر بهم البدء؛ من خلال الاعتراف بدولة إسرائيل”، وفي نهاية المطاف أُسدل الستار على المعارضة الإمارتية للصفقة الإيرانية في فصل الربيع، حينما عقد أوباما قمة كامب ديفيد مع قادة دول الخليج، ومنذ ذلك الحين امتنعت الإمارات عن معارضة الصفقة علنًا.
هذا الصيف، دعا الرئيس أوباما حفنة من صحفيي السياسة الخارجية لقاعة روزفلت في البيت الأبيض؛ للحديث عن الاتفاق الإيراني، وفي نهاية المؤتمر الصحفي، سُئِل أوباما عن الكيفية التي أثّر فيها الإنفاق السياسي غير المتوازن على النقاش الحالي، باعتبار أن إيران ممنوعة من ممارسة الضغط السياسي في أروقة واشنطن السياسية؛ بسبب العقوبات السياسية المفروضة عليها، وحينها أجاب أوباما “مرحبًا بكم في عالمي الذي كنت أعيش به”، موضحًا الخلل في الديناميات المحيطة بسياسات إصلاح نظام الرعاية الصحية وتغيّر المناخ، “كان علينا أن نعتمد على شبكات الدعم الشعبية، وبالنسبة لي فقد كنت أتواصل على الهاتف مرارًا مع مجموعة من الحاخامات، على أمل أن يكونوا مصغين لما أقوله“، وتابع موضحًا “لقد كان علينا أن نعمل بالدعم الذي استطعنا الحصول عليه”.
بعد ذلك، أوضح مراسل الهافينغتون بوست لأوباما أن السؤال السابق مخصص لهذا المقال الذي يتحدث عن العتيبة، واستثمار دولة الإمارات العربية المتحدة بمئات الملايين من الدولارات في الجهود الرامية للتأثير في السياسة الخارجية، “نعم، أنا أدرك ذلك، إنه أمر جنوني“، قال أوباما، وتابع موضحًا “هذه مجموعة كبيرة من التحديات التي تقطع نظامنا أفقيًا، وتظهر جلية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وفي حقيقة أن حصولك على دعم من الأثرياء يجعلك جاهزًا لدخول السباق، مهما كنت أحمق“.
مواقف العتيبة من إيران وسوريا متطابقة تقريبًا مع مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري. “إنه يبذل قصارى جهده لتنمية علاقاته مع أعضاء الكونغرس، وأعتقد أنه يمثل بلاده بشكل جيد للغاية“، يقول السيناتور الجمهوري جون ماكين، ويضيف “إنه ليس مجرد ممثل عادي لأي دولة، إنها دولة تحارب حرفيًا ضد الدولة الإسلامية”.
في الآونة الأخيرة، أصبح العتيبة أيضًا أكثر انتقادًا لإدارة أوباما، ففي هذا العام، تواصل حاكم ولاية ويسكونسن والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري، سكوت ووكر، مع العتيبة لحضور مؤتمر حول الشرق الأوسط، وحينها ألمح ووكر مرارًا وتكرارًا إلى أن الاجتماع يهدف إلى انتقاد إدارة أوباما؛ لأنها فكت ارتباطها مع منطقة الشرق الأوسط، وفي فصل الخريف، نشرت مجلة فورين بوليسي إدانة لاذعة لسياسة أوباما الخارجية بقلم المحرر ديفيد روثكوبف، وورد ضمن المقالة اقتباسًا منقولًا عن “مفكر رصين ودبلوماسي بارز، وأحد أكثر الحلفاء الأمريكيين موثوقية في الشرق الأوسط“، حيث قال عن الولايات المتحدة “إنها لا تزال قوة عظمى، ولكنها لم تعد تعرف كيف تتصرف كدولة عظمى“، وتبين لاحقًا أن هذا المفكر الرصين هو العتيبة -دون شك.
حتى الآن، مازال العتيبة يتمتع بعلاقات وصلات مع وزير الخارجية جون كيري، سوزان رايس، والعديد من القادة في وزارة الدفاع، ولكن انتقاداته الأخيرة لإدارة أوباما أدخلت هذه العلاقات في طور التوتر “إن الأحجية التي يغفلها العتيبة، والتي يغفل عنها في كثير من الأحيان، تتمثل في أن الشعب الأمريكي ليس محصورًا فقط في واشنطن“، يقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى، ويضيف موضحًا “في الفورسيزونز الجميع يؤيد قصف الناس، والجميع يعارض إبرام صفقة مع إيران، ولكن يجب على الكونغرس في نهاية المطاف أن يلتمس رغبات الرأي العام“.
وفي السياق ذاته أشار مسؤول مخضرم في السياسة الخارجية الأمريكية إلى أنه يشعر بالقلق من سعي العتيبة بشكل أساسي “لخلق نسخة عربية علمانية من أيباك“، وأضاف”إنه يتحرك بسرعة كبيرة، وبقوة فائقة، وبكم هائل من المال، وقد يتحول إلى شخص لا ترغب في اصطحابه معك إلى الحفلات”.
مبدئيًا، وضمن الأوضاع الحالية، من المرجح أن يستمر تأثير العتيبة داخل أروقة السياسة الأمريكية بالتصاعد والنمو، وإحدى الإدارتين، إدارة الجمهوريين أو إدارة هيلاري كلينتون، قد تتبنى نهج القتال المحموم الذي يعتنقه العتيبة؛ لمعالجة أوضاع المنطقة، وكما يوضح مساعد سابق في البيت الأبيض، دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت حليفًا استراتيجيًا هامًا للغاية؛ لتحقيق مصالح سياسة الولايات المتحدة، بشكل لا يمكن معه للعتيبة أن يخسر مكانته في واشنطن، بغض النظر عمن يشغل البيت الأبيض.
ترجمة نون بوست
======================
جيريمي بيندر – (بيزنس إنسايدر) 1/9/2015 :الجميع يفوتون التطور المهم حقاً في الصراع السوري
ترجمة: علاء الدي أبو زينة
الغد
ثمة اشاعات مستمرة ظهرت في نهاية الشهر الماضي، والتي قالت إن روسيا، مدفوعة باستيائها من الصعوبات التي يعاني منها النظام السوري على يد "داعش" وجماعات الثوار الأخرى، قامت بنشر قوة على نطاق واسع في البلد من أجل دعم نظام الأسد المتعثر.
لكن هذه التقارير غير المؤكدة ليست سوى اشاعات تصاغ من أدنى الحقائق، كما قال مارك غاليوتي، أستاذ جامعة نيويورك المتخصص في الشؤون العالمية والدراسات الروسية والسلافية، متحدثاً إلى مجلة "بيزنس إنسايدر".
في حقيقة الأمر، تفوِّت الاشاعات واحدة من القصص الرئيسية لتطور الصراع في سورية. ففي نهاية المطاف، "تنظر روسيا إلى الأسد كقوة مستنفدة"، كما يقول غاليوتي الذي يضيف: "إننا نستمر في سماع هذه القصص لأن هناك أناساً لديهم حوافز سياسية للانتباه عندما تبرز إحدى النقاط في البيانات".
مع أن روسيا تنظر إلى الأسد على أنه "مستنفد"، فإن موسكو ما تزال غير راغبة في أن ترى نظامه يتداعى. لكنها تبدو غير راغبة في إقحام نفسها داخل كابوس سورية الجيوسياسي، في مقابل كلفة سياسية واقتصادية هائلة، من أجل دعم شخص تعتقد في نهاية المطاف أنه في طريقه إلى الخروج.
ويضيف غاليوتي: "إنها راغبة في رؤية تسوية يذهب الأسد على إثرها إلى منفى مشرف، ويرجح أن يكون في روسيا نفسها. من الواضح أن روسيا لا تريد أن يسقط النظام. ولكن، ما الذي يستطيعون فعله حقاً؟ يستطيع الروس أن يمدوا دمشق، قل بنحو 5.000 جندي تقريباً. لكنهم ربما يقومون في الحقيقة بنشر وتدوير أكبر قدر ممكن من القوات في الدونباس (شرق أوكرانيا)، وإنما من دون تمدد مبالغ فيه".
بالإضافة إلى ذلك، يحذر غاليوتي من أن روسيا لا تريد أن ترسل قوة تدخل سريع كبيرة إلى سورية بسبب التداعيات التي يرجح أن يواجهها ذلك البلد. إن روسيا لا تريد أن يُنظر إليها على أنها "الإمبريالي الكبير السيئ".
وحتى عندئذٍ، إذا ما قررت روسيا أن تشن عملية واسعة النطاق في سورية، فإن الكرملين يفتقر ببساطة إلى القدرات اللازمة لتنفيذ مثل هذا النشر للقوات وراء البحار، كما لاحظ غاليوتي. وعلى الصعد الاقتصادية، والسياسية والعسكرية، لا تمتلك روسيا القدرة على إرسال قوات إلى سورية بشكل جماعي. وحتى لو استطاعت موسكو استكمال مثل هذه العملية، فإنه لن تكون هناك طريقة لأن لا تلاحظ دول المنطقة مثل هذا الانتشار، مثل إسرائيل أو تركيا.
المزاعم التي تقول بأن روسيا نشرت قوات على نطاق واسع في سورية للقتال نيابة عن نظام الأسد، تظل قائمة إلى حد كبير على مبيعات موسكو المستمرة من الأسلحة والمعدات لدمشق. وقد كتب موقع "أوريكس" أن شذرات صوتية باللغة الروسية من تسجيل لقوات الدفاع الوطني السورية في الخطوط الأمامية، يثبت أن الجيش الروسي منخرط مباشرة في مقاتلة الثوار.
مع ذلك، قال غاليوتي لـ"بزنس إنسايدر" أن مثل هذا الدليل لا يثبت شيئاً أكثر من رغبة الكرملين المستمرة في بيع الأسلحة والمعدات للأسد. ويرتبط ببيع مثل هذه المعدات توفير المدربين وفنيي الصيانية والمشرفين الروس، الذين يُرجح أن أصواتهم هي التي سُمعت في التسجيل المذكور.
ويقول غاليوتي: "وجود جماعة التدريب يرتبط بوجود المعدات. وتعني هذه المعدات أنه سيكون هناك مدربون ومشرفون على الصيانة وعدد صغير من القوات من أجل الحماية. وهذا الوجود مرتبط إلى حد كبير بمشتريات المبيعات".
ويضيف غاليوتي أن مبيعات الأسلحة هي واحدة من ثلاث طرق فقط يمكن أن تساعد بها موسكو النظام السوري بطريقة ذات معنى. أما الطريقتان الأخريان اللتان تستطيع روسيا أن تساعد بهما فهما: تقديم الدعم السياسي للأسد، وتزويد النظام بإشارات الاستخبارات الفنية.
مع ذلك، يبقى دور روسيا في سورية في نهاية المطاف أكثر تعقيداً من مجرد مساعدة نظام الأسد بطريقة عمياء. وفي أواسط آب (أغسطس)، استضافت موسكو محادثات مع مجموعة المعارضة السورية الرئيسية، التحالف الوطني السوري، في جهد يرمي إلى التوسط لتحقيق السلام في البلد. ويدل ذلك الحوار على أن روسيا تبحث عن بدائل للأسد.
ومن جهته، وفي تصريح له لصوت أميركا، يقول بوريس دولغوف، من المعهد الروسي للدراسات الشرقية: "المصلحة الروسية في سورية هي الحفاظ على النظام العلماني في سورية. أما من هو الذي سيكون الرئيس، بشار الأسد أو أي شخص غيره، فإن ذلك لا يهم كثيراً".
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Everyone’s missing the really major development of the Syrian conflict
======================
واشنطن بوست :بوتين يتحرك بسوريا مستغلا تقاعس أميركا
دعت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الأميركي باراك أوباما لعدم الاكتفاء بالخطب والاتصالات الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتفسيرات الطيبة لتصريحاته حول سوريا، إذا كان أوباما يريد للرؤية الأميركية أن تتجسد على أرض الواقع.
وأعادت الصحيفة للأذهان أن أوباما سبق أن قال في يوليو/تموز الماضي إنه استنتج من مكالمة هاتفية مع بوتين أن الروس أصبحوا يشعرون بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد سيطرته على المزيد والمزيد من الأراضي، وإن ذلك يعطي واشنطن فرصة للنقاش الجاد مع موسكو بشأن سوريا.
وأضافت أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يفترض فيها أوباما أنه من الممكن إقامة حوار دبلوماسي مع بوتين للتوصل لتسوية في سوريا توافق عليها واشنطن وحلفاؤها العرب، كما لم تكن المرة الأولى التي يقرأ فيها أوباما ما يقوله بوتين قراءة خاطئة.
وقالت الصحيفة في افتتاحية لها اليوم إن روسيا ضاعفت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد وتقوم بإنشاء قاعدة عسكرية في معقل الأخير على ساحل البحر المتوسط، وتستعد لنشر ألف أو أكثر من أفراد قواتها في سوريا، ولتنفيذ عمليات جوية دعما للنظام السوري.
سياسة متسقة
وأوضحت أن سياسة بوتين في سوريا ظلت ثابتة ومتسقة مع هدفها المحدد بمنع أي محاولات أميركية لإزاحة الأسد عن السلطة وإجبار البيت الأبيض للقبول بالنظام السوري شريكا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح بوتين الجمعة الماضية بأن خطته لانتقال سياسي في سوريا -التي تتضمن انتخابات برلمانية وتكوين حكومة ائتلافية مع "المعارضة الصحية"- تجد تأييدا كاملا من الأسد. وقالت إن هذا التصريح يقول كل شيء حول سياسة موسكو تجاه سوريا.
وأضافت أن عدم اكتفاء بوتين بالكلام وتزويده النظام السوري بالدعم العسكري يستند إلى حقيقة يرفض أوباما الاعتراف بها، وهي أن أي أجندة لمستقبل سوريا سيكون لا معنى لها إذا لم تسندها القوة على الأرض، وأن الأسد لن يغادر السلطة إلا إذا أصبح ميزان القوة العسكرية لصالح المعارضة السورية المسلحة ويجعل انتصارها أمرا حتميا.
وقالت أيضا إن من المرجح أن بوتين يعتقد أن ضعف أميركا يمنحه الفرصة لإعادة ميزان القوة في سوريا لما كان عليه في السابق عندما كان لصالح الأسد.
المصدر : واشنطن بوست
======================