الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 9/2/2016

10.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. 5 حقائق عن الإرهاب
  2. ماكس رودينبك – (الإيكونوميست) 6/2/201 :سلطنة أردوغان الجديدة
  3. ميدل إيست آي: لماذا لم تعد واشنطن تصر على رحيل الأسد؟
  4. لوفيغارو: معركة حلب تدخل منعرجا خطيرا
  5. معاريف :طائرة روسية تخترق أجواء إسرائيل والتنسيق مستمر
  6. ديلي ميل :بيتر أوبورن: في حلب كل شيء مدمر
  7. القوات البريطانية تتدرب في الأردن على التوغل في شرق أوروبا
  8. نيزافيسيمايا غازيتا: أسوأ الخيارات لسوريا !
  9. نيويورك تايمز: سوريا باتت لواشنطن عارا ولبوتين نصرا
  10. وول ستريت جورنال: سلام القبور في سوريا
  11. أطباء سوريون: نعالج جروحا للمدنيين لم نر مثلها
  12. لوموند: "طوفان النار" القادم من حلب يهدد تركيا
  13. التلغراف: القصف الروسي على حلب خلّف أسوء أنواع الإصابات
  14. إندبندنت: لا يمكن التوصل لتسوية في جنيف ولا بد من سلام
 
5 حقائق عن الإرهاب
جوزيف س. ناي، الابن*
ساو باولو - استولى الإرهابيون حقاً على السياسة الأميركية. ففي كانون الأول (ديسمبر) من العام 2015، أظهرت استطلاعات الرأي أن واحداً من كل ستة أميركيين، أي حوالي 16 % من مجموع السكان، قاموا بتعريف الإرهاب على أنه أهم مشكلة وطنية يواجهها بلدهم اليوم، لتكون النسبة أكثر من مجرد 3 % التي كانت عليها في الشهر السابق. وهذه أعلى نسبة من الأميركيين الذين ذكروا الإرهاب كمشكلة في عشر سنوات، على الرغم من أنها ما تزال تقل عن نسبة 46 % التي تم قياسها بعد الهجمات الإرهابية في 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
وكان تأثير هذا التغيير في الرأي العام قوياً بشكل خاص في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. وبالتأكيد زاد من شعبية المرشح دونالد ترامب، الذي كان خطابه المعادي للمسلمين قاسياً بشكل خاص (إن لم يكن حارقاً). كما بدأ بعض السياسيين يصفون المعركة ضد الإرهاب  بأنها "الحرب العالمية الثالثة".
يصنع الإرهاب مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، كما أظهر الهجوم الذي وقع في سان برنارد ينو بولاية كاليفورنيا في كانون الأول (ديسمبر). لكن الحدث تعرض للتضخيم من قبل كل من المرشحين للرئاسة ووسائل الإعلام السائدة، والذين تمسكوا بالمثل القديم القائل "إذا كان ينزف، فسوف يموت". ولمقاربة الإرهاب من المنظور الصحيح، يجب على الأميركيين وغيرهم أن يضعوا في الحسبان الاعتبارات الآتية:
- الإرهاب شكل من أشكال المسرح:
يهتم الإرهابيون بجذب الانتباه ووضع قضيتهم في الواجهة أكثر مما يهتمون بعدد الوفيات التي يسببونها. وتولي مجموعة الدولة الإسلامية (داعش) اهتماماً كبيراً بصناعة المسرح. والهدف من عمليات قطع الرؤوس الهمجية التي تم نشرها وبثها من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية هو التسبب بصدمة للرأي العام وإثارة الغضب، وبالتالي جذب الانتباه. وإذا بالغنا في تصوير أعمالهم وجعلنا من كل عمل إرهابي عنواناً رئيسياً، فإننا سنصبح لعبة في أيديهم.
- الإرهاب ليس أكبر تهديد يواجه الناس في الدول المتقدمة:
يقتل الإرهاب عدداً من الناس أقل بكثير من ضحايا حوادث السير أو التدخين. ولا يشكل الإرهاب تهديداً كبيراً -ولا حتى صغيراً- في واقع الأمر. فأن يموت المرء بضربة صاعقة هو أكثر احتمالاً من أن يموت في عمل إرهابي.
وفي تقدير الخبراء، يشكل احتمال تعرض أميركي سنوياً لخطر القتل على يد إرهابي واحد من 3.5 مليون. بينما الأميركيون أكثر عرضة للوفاة في حوادث الاستحمام (واحد من 950.000)، الأجهزة المنزلية (واحد من 1.5 مليون)، حادث صدم غزال (واحد من مليونين)، أو على طائرة تجارية (واحد من 2.9 مليون). ويموت ستة آلاف من الأميركيين سنوياً بسبب الرسائل النصية أو التحدث على الهاتف أثناء القيادة. وهذا يفوق بمئات المرات نسبة الموت بسبب الإرهاب. ويقتل الإرهاب الإسلامي المتطرف الأميركيين بنسبة أقل من هجمات إطلاق النار التي يشنها قتلة مستاؤون من العمل والمدرسة. وبذلك، ليس الإرهاب حرباً عالمية ثالثة.
- الإرهاب العالمي ليس شيئاً جديداً:
عادة ما يستغرق إنهاء موجة إرهابية جيلاً كاملاً. ففي بداية القرن العشرين، قامت الحركة الفوضوية "الأناركية" بقتل عدد من رؤساء الدول من أجل مثل طوباوية. وفي العامين 1960 و1970، قام "اليسار الجديد" من الألوية الحمراء وفصيل الجيش الأحمر بخطف الطائرات عبر الحدود الوطنية، وبخطف وقتل رجال أعمال وقادة سياسيين (وكذلك المواطنين العاديين).
ويشكل المتطرفون الجهاديون اليوم ظاهرة سياسية تحظى بشيء قليل من الاحترام، لأنها تتخفى في ثوب ديني. والعديد من القادة ليسوا أصوليين تقليديين، بل أناس تم نزع هويتهم بسبب العولمة، وهم يبحثون عن معنى في مجتمع خيالي لخلافة إسلامية خالصة. وستطلب هزيمتهم وقتاً وجهداً كبيرين، لكن طبيعة "داعش" الضيقة تحد من نطاق جاذبيته. وبسبب الهجمات الطائفية التي يشنها، فإنه لا يمكن أن يروق حتى لجميع المسلمين، ناهيك عن الهندوس والمسيحيين وغيرهم. وسوف يهزم تنظيم "داعش" في النهاية، تماماً كما حدث للإرهابيين الآخرين عبر الحدود الوطنية.
- الإرهاب يشبه المصارعة اليابانية "جيوجيتسو":
يستخدم الممثل الأصغر قوة الفاعل الأكبر لإلحاق الهزيمة به. ولا يمكن لأي منظمة إرهابية أن تضاهي قوة الدولة، وقد نجح عدد قليل جداً من الحركات الإرهابية في إسقاط نظام دولة. لكن المنظمة إذا كان بإمكانها  إثارة غضب وإحباط مواطني الدولة ليتخذوا إجراءات للدفاع عن النفس، فيمكنها أن تأمل بالسيادة. وقد نجح تنظيم القاعدة في استدراج الولايات المتحدة إلى أفغانستان في العام 2001. وولد تنظيم "داعش" من ركام غزو الولايات المتحدة للعراق.
- نحن في حاجة إلى القوة الذكية لهزيمة الإرهاب:
القوة الذكية هي القادرة على جمع القوة العسكرية والشرطة والقوة الناعمة في الجذب والإقناع. وهناك حاجة إلى القوة الصلبة لقتل أو اعتقال الإرهابيين المتشددين، لأن عدداً قليلاً منهم فقط قابل للجذب أو الإقناع. وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى القوة الناعمة لتحصين من يحاول المتشددون تجنيدهم.
لهذا السبب يعد الانتباه إلى الخطاب وكيفية استخدام الولايات المتحدة لوسائل الإعلام الاجتماعية شيئاً ضرورياً ومهماً بنفس أهمية الضربات الجوية الدقيقة. ومن شأن الخطاب العدائي الذي ينفر المسلمين ويضعف استعدادهم لتقديم المعلومات المهمة أن يهددنا جميعاً. وهذا هو السبب في أن المواقف المعادية للمسلمين لدى بعض المرشحين الحاليين للرئاسة ستؤدي إلى نتائج عكسية تماماً.
إن الإرهاب يشكل مسألة خطيرة، ولهذا يستحق أن يكون على رأس أولوياتنا في المخابرات والشرطة والجيش والأجهزة الدبلوماسية. وهو عنصر مهم في السياسة الخارجية. ومن الضروري إبقاء أسلحة الدمار الشامل بعيدة عن أيدي الإرهابيين.
لكن علينا عدم الوقوع في فخ الإرهابيين. يجب أن نترك عمل السفاحين المشين يُعرض في مسرح فارغ. وإذا أتحنا لهم السيطرة على المسرح الرئيسي للخطاب العام الخاص بنا، فإننا سنقوم بإضعاف جودة حياتنا المدنية وتشويه أولوياتنا. وسوف تستخدم قوتنا ضدنا.
 
*مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الدفاع ورئيس مجلس الاستخبارات القومي الأميركي، وأستاذ جامعة في جامعة هارفارد. وهو مؤلف كتاب "هل انتهى القرن الأميركي؟".
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
ماكس رودينبك – (الإيكونوميست) 6/2/201 :سلطنة أردوغان الجديدة
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في ظل حكم رجب طيب أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، أصبحت تركيا أكثر ثراءً وأكثر ثقة. لكن قبضة الحزب الحاكم الحديدية أصبحت تأتي بنتائج عكسية.
*   *   *
عندما ينظر إليها المرء من فوق عبّارة الركاب الصاخبة عبر مضيق البوسفور، تبدو أجزاء إسطنبول وكأنها تغيرت قليلاً عن فقط عما كانت عليه في القرون الماضية. وعندما ينظر إلى الغرب، في اتجاه أوروبا، فسيجد المدينة القديمة المسورة ما تزال متوجة بالقباب والمآذن السامقة. لكنه إذا تحول إلى الشرق، في اتجاه آسيا، فستتكشف له صورة مختلفة.
واقفة مثل صف من الحرس على المضيق الضيق، تضع الرافعات العملاقة الحاويات على سطوح السفن المنتظرة. وأسفل منها، على طول شاطئ مرمرة الخفيض، تتوالى صفوف متسامية من المباني الشاهقة. وإلى الشمال، تزدحم التلال على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور بغابة معدنية من أبراج الاتصالات. وفوق أعلى هذه التلال، تنهض مرآة مدهشة لإسطنبول القديمة: قُبة بصَلية عملاقة وست مآذن تشبه الصواريخ لمسجد جديد هائل. وعندما يتم الانتهاء من إنشائه في وقت لاحق من هذا العام، سيكون هذا المسجد هو الأكبر في تركيا كلها.
يعكس حجم هذا المسجد ورمزيته، مثل الكثير من البناء المحموم الذي يعيد صياغة هذه المدينة، إرادة ورؤية رجل واحد: رجب طيب أردوغان. فبعد أكثر من عقدين من وصوله إلى السلطة، منذ العام 1994 كعمدة لإسطنبول، ومنذ العام 2003 كرئيس لوزراء تركيا، ومنذ آب (أغسطس) من العام 2014 كرئيس للدولة، ما يزال أردوغان يعلو فوق مشهد بلده السياسي. بالنسبة لمنتقديه، فإنه سلطان محتمل، عنيد، ماكر ومتهور في طموحه. وبالنسبة لمعجبيه، فإنه تجسيد للروح الوطنية المنبعثة، ورجل شعب يسعى إلى المجد الدنيوي، ومصححٌ مشاكس للأخطاء، ومدافع جريء عن الدين.
أشرف السيد أردوغان على بعض التحولات المذهلة. ففي غضون عقدين قصيرين، انتقل بلده، وبشكل أكثر درامية، ريفه الأناضولي المهمل منذ وقت طويل، من الفقر النسبي والمناطقية إلى الثروة النسبية والتطور. وتحولت أمة كانت تنظر إلى الداخل، وتُصدِّر القليل أكثر من العمالة، إلى قوة اقتصادية إقليمية، ونقطة جذب سياحي، وكذلك إلى ملاذ للاجئين، ومركز عالمي متزايد الأهمية للطاقة، والتجارة والنقل.
في العديد من النواحي، لم يكن مواطنو تركيا البالغ عددهم 78 مليوناً في وضع أفضل مما هم فيه على الإطلاق. فمنذ التسعينيات، انخفضت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الرسمي من معدلاتها ذات الرقمين بين العشر والعشرين إلى رقم منفرد. وتضاعفت نسبة الطبقة الوسطى لتصل إلى ما فوق 40 %. وبكل مقاييس مستوى المعيشة، تقلصت الفجوة بين تركيا وبين زميلاتها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية-النادي المكون في معظمه من الدول الغنية.
تحت تأثير الأسلمة الخفية، وإنما التي لا هوادة فيها، بإشراف حزب العدالة والتنمية الذي شارك السيد أردوغان في تأسيسه وقاده حتى أصبح رئيس الدولة (غير الحزبي نظرياً)، تعزز المكون المسلم السني من هوية تركيا القومية المعقدة. وفي المقابل، خفت الظل الطويل لكمال أتاتورك، المُجدِّد الصلب الذي بنى قبل 90 عاماً جمهورية علمانية على رماد الإمبراطورية العثمانية. وتمكن حزب العدالة والتنمية من إعادة الجيش، المعتاد طويلاً على الإطاحة بالحكومات المنتخبة من سدة السلطة، إلى ثكناته. واستأنفت تركيا دورها باعتبارها الباب الدوار بين الشرق والغرب.
عندما تعثَّر حزب العدالة والتنمية بشكل سيئ في الانتخابات البرلمانية التي جرت في حزيران (يونيو) 2015، سارع النقاد إلى التبشير بنهاية سلسلة انتصارات السيد أردوغان. وشوهت روائح الفساد وإساءة استخدام السلطة سمعة حزبه، ودفعت الأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعة "الدولة الإسلامية"، وتدفق أكثر من مليوني لاجئ سوري إلى البلد، الأتراك إلى التشكيك في صواب حكمه.
الذي يجرؤ، يكسب عندما وجد نفسه مجرداً من الأغلبية البرلمانية للمرة الأولى منذ العام 2002، كان ينبغي أن يسعى حزب العدالة والتنمية إلى شريك ائتلاف، لكن السيد أردوغان راهن بدلاً من ذلك، وبجسارة، على عقد انتخابات جديدة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر). ولدهشة الجميع، عاد حزبه إلى الصعود مرة أخرى، محققاً فوزاً ساحقاً على ثلاثة من الأحزاب المنافسة. وبمجموع 317 مقعداً في الجمعية الوطنية الكبرى، برلمان تركيا المكون من 550 مقعداً، يستطيع الحزب الآن أن يشرَّع ما يريد مرة أخرى.
 مع ذلك، ما تزال أغلبية الحزب غير كافية لتسمح له بمراجعة دستور تركيا المعتمد منذ العام 1982 وحده. وكان ذلك ما حاول السيد أردوغان تحقيقه في انتخابات حزيران (يونيو)، على أمل خلق نظام رئاسي يوسع سلطاته المحدودة ظاهرياً (وإنما الواسعة في الحقيقة) كرئيس. وفي غياب أغلبية الثلثين، فإن عليه العمل في تناغم مع رئيس وزرائه الذي اختاره بيده، أحمد داود أوغلو، الذي يظل شخصية أقل تقسيمية.
قبل انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، قام السيد أردوغان، عن حكمة، بخفض نغمة الخطاب عن توسيع سلطاته الخاصة، لكنه قوّى بهدوء سيطرته على الحزب. وفي اجتماع للحزب في أيلول (سبتمبر) الماضي، رتَّب استبدال 31 عضواً (من بين 50) من أعضاء المكتب السياسي للحزب بآخرين موالين له شخصياً. وقد أصبح أحد هؤلاء، وهو صهره، وزيراً في الحكومة الآن أيضا، كما أن أحد أعضاء الحزب الجدد في البرلمان هو سائق السيد أردوغان السابق.
اليوم، ليس هناك أي شك في تركيا حول من هو الرئيس. ويستجيب البيروقراطيون في أنقرة، العاصمة، لأقل همسة تصدر من السراي (القصر)، المجمع الرئاسي الفخم المكون من 1.000 غرفة، والمقام على تلة في ضواحي المدينة بكلفة يقال إنها بلغت 615 مليون دولار، والذي تم افتتاحه في العام 2014. وسوف يستمر السيد أردوغان بشكل شبه مؤكد في الهيمنة على السياسة التركية حتى نهاية فترته الرئاسية في العام 2019: ويقول البعض إنه يضع عينيه على العام 2023، حيث الذكرى المئوية للجمهورية التركية. وبحلول ذلك الوقت، سيكون قد خدم في قمة الدولة التركية لفترة أطول بكثير من أتاتورك نفسه.
بالنسبة للدائرة الأساسية المتدينة الورعة لحزبه، يشكل تحقق ذلك مناسبة للفرح. ويشارك الكثير من أعضاء طبقة البلاد الحضرية الوسطى العاملة، وكذلك أولئك الذين يعيشون في منطقة وسط الأناضول المعروفة أحياناً باسم حزام تركيا القرآني، هذا التفاني الذي يشبه العبادة لبائع الأغذية السابق ولاعب كرة القدم شبه المحترف الذي تحول إلى رجل دولة. وربما يكون ناخبون آخرون لحزب العدالة والتنمية، مثل رجال الأعمال الصغار ومطوري العقارات، أكثر حذراً من السيد أردوغان. وهم يدعمون الحزب بشكل رئيسي بسبب سجله في التنمية الاقتصادية والاستقرار النسبي بعد عقود من الاضطرابات. وقد عكسكت عودة حزب العدالة والتنمية السريعة بين انتخابات حزيران (يونيو) وتشرين الثاني (نوفمبر) قوة المخاوف من عودة التقلبات السياسية، بقدر ما تعكس الحماس لسياساته.
الآن، يثير انهيار محادثات السلام في الصيف الماضي بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، الجماعة الثورية المسلحة، احتمال المزيد من سفك الدماء. وكانت تلك المحادثات قد أحرزت القليل من التقدم، لكنها فعلت الكثير لتهدئة الجزء الجنوبي الشرقي القلِق، المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد الذين يشكلون 15-20 % من سكان تركيا كلها. وقد خلّف القتال في تلك المنطقة في الثمانينيات والتسعينيات أكثر من 40.000 جندي وثائر ومدني قتلى، وشرد ما قد يصل إلى مليون كردي من ديارهم. وبعد وقت قصير من انتخابات حزيران (يونيو)، استؤنفت الاشتباكات بين قوات الأمن والناشطين الأكراد، والتي كانَت قد عُلِّقت لسنتين. وفي الأشهر التي تلت منذ ذلك الحين، فرضت قوات الشرطة المدججة بالسلاح جولات من منع التجول على البلدات الكردية. وخلفت المصادمات أكثر من مئة من القتلى المدنيين، بالإضافة إلى العشرات من رجال الأمن الأتراك، وأكثر من 400 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، كما يزعم الجيش التركي.
في الوقت نفسه، يواجه السيد أردوغان اشتداداً في الرياح الاقتصادية المعاكسة. ففي الفترة ما بين العام 2002 والعام 2007، نما الناتج المحلي الإجمالي التركي بمعدل 6.8 %، وتضاعفت صادرات البلد إلى ثلاثة أضعاف، لكن الناتج المحلي الإجمالي استقر منذ ذلك الحين حول 3.5 % في العام، وبقيت الصادرات ثابتة تقريباً. أما دخل الفرد، الذي كان حزب العدالة والتنمية قد وعد قبل أربع سنوات –بتسرع- بأنه سيرتفع إلى 25.000 دولار سنوياً، فقد علق هو الآخر حول 10.000 دولار.
ولا شيء من هذا كارثيّ، وما يزال اقتصاد تركيا أقوى بكثير مما اعتاد أن يكون. لكن المشكلة هي أن حكومة السيد أردوغان واصلت التصرف كما لو أن الأوقات الجيدة ما تزال تسود. وعلى الرغم من أن عجز البلد المزمن في الحساب الجاري قد تقلص في الآونة الأخيرة، بفضل هبوط أسعار الطاقة، فإن تركيا تعتمد بكثافة على رأس المال الأجنبي، وهي تجد صعوبة متزايدة في اجتذاب الأموال من الخارج. ومع ذلك، أحجمت حكومتها في السنوات الأخيرة عن القيام بإصلاحات لتعزيز معدل المدخرات المحلية الهزيلة أو لتشجيع الصناعة، بينما زاحم الإفراط في الائتمان الاستهلاكي والإنفاق الكثيف على البنية التحتية الاستثمار الخاص وأبعدَه. وما تزال قوانين العمل والضرائب المتصلبة تشكل عبئاً. وقد زاد السيد أردوغان نفسه من هز الثقة عن طريق الضغط على البنك المركزي لإبقاء النقود رخيصة وعن طريق ضرب المصالح التجارية لخصومه السياسيين. ومن دون إحداث تغيير جدِّي في السياسة، بما في ذلك بذل جهد للتعامل مع المخاوف المتزايدة على الاستقلال المؤسسي وحكم القانون، فإن اقتصاد تركيا سيستمر في تدني مستوى الأداء.
لكن السيناريوهات الأكثر قتامة لا تتصل بسوق البلد المحلي بقدر ما تتصل بالجغرافيا السياسية. فبسبب الطريقة التي تتمدد بها عبر الثقافات والقارات، احتفظت تركيا دائماً بأرض معقدة. وفي السنوات الأخيرة، أفضت الفوضى الهائة على حدودها الجنوبية، مصحوبة بتوتر متجدد ألّب حلفاءها الأوروبيين وحلف الناتو ضد روسيا التوسعية، إلى جعل موقفها أكثر حساسية باطراد. ومع ذلك، أخفقت حكومة السيد أردوغان في عَرض قدر يعتد به من الجودة الدبلوماسية.
يتفق الجميع على أن تركيا كانت سخية جداً في شأن استيعاب ما يزيد على مليوني لاجئ فروا إليها من الحرب الأهلية السورية. كما أنها عملت بقوة أيضاً على حل خلافات قائمة منذ فترة طويلة مع جيرانها، مثل اليونان، وبلغاريا، وقبرص وأرمينيا. لكنها ظهرت في كثير من الأحيان منعزلة ومشبوهة، حيث أخفقت في التواصل مع الحلفاء أو العمل معهم بفعالية.
أهم هؤلاء الحلفاء، وشريك تركيا التجاري المهيمن، هو الاتحاد الأوروبي. وقد عمل الخوف من موجة المد المتعاظمة من اللاجئين على دفع أوروبا مؤخراً إلى تقديم المساعدات واستئناف المحادثات التي كانت متوقفة بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، في مقابل تشديد تركيا مراقبتها للحدود. لكن هناك القليل من الدفء في هذه العلاقة. وما تزال معظم الحكومات الأوروبية تنظر إلى تركيا كقوة عازلة أكثر من كونها شريكاً. كما بدت حكومة السيد أردوغان أكثر اهتماماً بانتزاع التنازلات منها بتبني المعايير الأوروبية بوصفها شيئاً جيداً في حد ذاتها.
ظهر خطر العزلة بحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) عندما أسقطت الطائرات التركية مقاتلة روسية فوق سورية، والتي دخلت لفترة وجيزة مجال تركيا الجوي. ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على وجه السرعة من خلال فرض طيف من العقوبات. ويمكن أن تقضم الإجراءات الروسية ما يصل إلى 0.7 % من الناتج المحلي الإجمالي التركي لهذا العام، وفقاً للبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.
بدعم فاتر من حلفائها، حاولت تركيا تهدئة الإثارة. ولكن، بالنظر إلى دعمها للميليشيات التي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى التزام روسيا العسكري المتزايد ببقائه، يحتمل كثيراً أن تقع الكثير من الصدامات. وتبدو تركيا الآن أمام خطر الانزلاق إلى قتال غير مخطط له، لكنه يمكن أن يكون مكلفاً جداً. وتستورد تركيا معظم الغاز الذي تحتاجه من روسيا، كما لدى مؤسسات الإنشاءات التركية أكثر من 10 مليارات دولار من العقود الروسية المسجلة في دفاترها.
والآن، أصبحت تركيا تواجه تهديداً جديداً أيضاً. فقد أدى تفجير انتحاري مزدوج في أنقرة في تشرين الأول (أكتوبر) من السنة الماضية، والذي استهدف مسيرة للنقابات اليسارية والناشطين الأكراد، إلى مقتل أكثر من 100 شخص. وفي كانون  الثاني (يناير)، ضرب المفجرون الانتحاريون مرة أخرى، في قلب إسطنبول هذه المرة، وأسفر الهجوم عن مقتل 10 سياح. ونُسب الهجومان إلى مجموعة "الدولة الإسلامية". وفي بلد نظر إلى نفسه طويلاً على أنه في منآى عن اضطرابات الشرق الأوسط، جاء اختراق الإسلام المتطرف ليشكل صدمة بشكل خاص. والأسوأ أنه عكس جزئياً بطء السيد أردوغان في الاعتراف بخطر التعرض لضربة ارتدادية بسبب سياساته في تركيا، حيث انغمست تركيا لفترة طويلة مع الإسلاميين المتطرفين طالما أنهم يعارضون نظام الأسد.
بدلاً من إلقاء اللوم على الحزب الحاكم في مثل هذه النكسات، احتشد الناخبون في تشرين الثاني (نوفمبر) خلف السيد أردوغان، مفضلين دعم حكومة قوية ومُختبرة بدلاً من المخاطرة بحكم ائتلاف ربما يكون أضعف. وساعد في ذلك أن الحزب الحاكم يسيطر في واقع الأمر على الإعلام التركي السائد الذي ضخ جرعات إضافية من القومية في وجه الخطر. وكان السيد أردوغان قد كسب الانتخابات الرئاسية في العام 2014 بأغلبية ضئيلة قدرها 52 %، ويتمتع حزبه، العدالة والتنمية، مع كل نجاحاته، بدعم نصف الجمهور التركي فقط. وما يزال الكثيرون من البقية متشككين، بل وحتى معارضين له بقوة.
سوف يزعم هذا التقرير الخاص أن قادة تركيا، الذين ما تزال طموحاتهم مركزة على السيطرة والتفوق، لا يفعلون ما يقترب من أن يكون كافياً لعلاج مثل هذه الخلافات والشقوق الداخلية. وتلوح المشكلة الكردية في أفق تركيا كتهديد كبير، وكذلك تفعل هشاشة الاقتصاد التركي المتزايدة أمام الصدمات الخارجية. ويبدو أن نمط السيد أردوغان الصاخب والشبيه بالجرافة التي تعصف بكل ما تصادفه، إلى جانب تعصب حزبه المتصاعد وعدم تسامحه تجاه المعارضة، تنذر كلها بالمتاعب.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Erdogan’s new sultanate
ala.zeineh@alghad.jo
======================
ميدل إيست آي: لماذا لم تعد واشنطن تصر على رحيل الأسد؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الإثنين، 08 فبراير 2016 08:55 م 0119
كتب الصحافي الاستقصائي غاريث بورتر تقريرا في موقع "ميدل إيست آي"، شرح فيه التغير في الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، الذي بدا عليه ميلا واضحا في مواقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجانب الروسي.
ويقول الكاتب إن "التطورات الأخيرة في سوريا جلبت معها تطورا مقابلا، وهو تحول في سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية، فقد قلب التدخل العسكري الروسي، الذي جاء بسبب انتصارات الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، جبهة النصرة، والجماعات المتحالفة على قوات النظام في العام الماضي، الميزان العسكري رأسا على عقب، وهو ما قاد إلى تراجع الولايات المتحدة عن ثيمتها الداعية إلى خروج الأسد من السلطة".
ويضيف بورتر أن "هذه التغيرات العسكرية الجديدة تركت أثرها على عملية جنيف للسلام، التي ترعاها الأمم المتحدة، وأصبح بإمكان نظام الأسد والقوى المتحالفة معه استثمار المحادثات سياسيا، فيما ستقاطع القوى المسلحة هذه المحادثات في المستقبل القريب".
ويشير التقرير إلى أن الداعمين للمعارضة السورية عبروا عن غضبهم لما يرونه "خيانة أوباما" للمعارضة السورية، مستدركا بأنه يجب فهم التحول في سياسة أوباما، كغيره من قرارات السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط، باعتبارها ردا على الأحداث الخارجية التي تفرضها الاعتبارات المحلية.
ويذكر الموقع أن رد إدارة الرئيس أوباما على الغارات الجوية الروسية في تشرين الأول/ أكتوبر وبداية تشرين الثاني/ نوفمبر، كان انتظارا لفشلها، لافتا إلى أنه بعد ذلك بأسابيع كان الرد السياسي على التدخل الروسي يتمحور حول فكرة أن التدخل الروسي يهدف إلى تقوية موقف النظام السوري، وليس هزيمة تنظيم الدولة، مع التأكيد أنه سيفشل. وكانت الإدارة على ما يبدو مصرة على استجابة روسيا والدول المتحالفة معها لمطالبها بضرورة رحيل الأسد.
ويستدرك الكاتب بأن "هجوم تنظيم الدولة على باريس حرف انتباه الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء للمخاطر التي يشكلها التنظيم والحاجة للتعاون مع روسيا لمواجهته. وهو ما قوى مواقف أولئك داخل الإدارة الأمريكية، خاصة هيئة الأركان المشتركة و(سي آي إيه)، الذين لم يدعموا السياسة الأمريكية الراغبة بتغيير النظام في المقام الأول، وفي المرحلة التي تبعت هجمات باريس ضغطوا باتجاه إعادة النظر في موقف الإدارة الأمريكية من رحيل الأسد، كما عبر عنها نائب مدير (سي آي إيه) مايكل موريل".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تأثير هجمات باريس تعزز بالمكاسب المهمة التي حققها جيش النظام السوري وحلفاؤه، بدعم من الطيران الروسي في مدينتي اللاذقية وحماة، وتركزت الغارات الجوية على قطع خطوط الإمدادات بين المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها، ومنع وصول الإمدادات لها من الحدود التركية، مشيرا إلى أن هذا تحرك إن نجح فيه النظام فإنه سيكون ضربة قاصمة للمعارضة.
وينوه الموقع إلى النجاحات التي حققها جيش النظام في بداية كانون الثاني/ يناير، عندما حاصر بلدة سلمى في محافظة اللاذقية، التي كانت خاضعة لسيطرة جبهة النصرة منذ عام 2012، وبلدة الشيخ مسكين، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للأسد منذ عام 2014، ما أدى إلى استعادة الطريق السريع درعا- دمشق، بالإضافة إلى أن جيش النظام قطع طريق الإمدادات من تركيا إلى حلب، التي تسيطر على جزئها الشرقي جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها.
ويفيد بورتر بأنه "عندما اجتمع كيري مع رئيس وفد المعارضة السورية رياض حجاب في الرياض في 23 كانون الثاني/ يناير، كان واضحا لإدارة الرئيس أوباما أن الموقف العسكري لنظام الأسد أصبح قويا، وأن المعارضة باتت ضعيفة، وفي الحقيقة باتت الفرصة لتحقيق انتصار حاسم ممكنة في ضوء الاستراتيجية الروسية السورية لقطع خطوط الإمداد عن جبهة النصرة".
ويورد التقرير أنه ما قاله كيري لحجاب، كما نشره موقع "ميدل إيست بريفنغ"، عكس الموقف الجديد للإدارة في ضوء الواقع السياسي- العسكري الجديد، مشيرا إلى أن كيري كان واضحا في رفض الولايات المتحدة لشروط مسبقة على المحادثات، وأكد أنه لا التزامات رسمية تؤدي إلى رحيل الأسد في المستقبل القريب، ولكنه لم يكن واضحا حول النتيجة المطلوبة للمحادثات "حكومة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية"، وهو ما يعني أن الأسد سيظل في السلطة.
ويعلق الموقع بأن "المعارضة السورية وداعميها عبروا عن صدمتهم من التحول في سياسة أوباما، ولكن يجب أن يندهشوا، فسياسة الرئيس باراك أوباما السابقة والمتعلقة بسوريا قامت في جزء منها على الفرصة السياسية المحبذة، كما وصفتها مراسلة صحيفة (واشنطن بوست) ليز سلاي، فقد كانت السياسة تقوم على (وضع ضغط كاف على قوات الأسد لإقناعه بتقديم تنازلات، لكن ليس بدرجة تدفع نظامه للانهيار السريع)".
وبحسب الكاتب، فإن الفرصة التي رأتها الولايات المتحدة نابعة من العمليات السرية التي قامت بها عام 2013 لتدريب وتسليح المعارضة "المعتدلة"، وتزويدها بصواريخ مضادة للدبابات، ومن الترسانة السعودية، أدت إلى تقوية جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها.
ويورد التقرير أنه بحسب الباحث الأمريكي المتخصص في شؤون سوريا جوشوا لانديز، فقد سيطرت جبهة النصرة على ما نسبته 60-80% من هذه الصواريخ، لافتا إلى أن هذه الصواريخ كانت حاسمة في سيطرة النصرة وجيش الفتح على مدينة إدلب في نيسان/ إبريل 2015، والسيطرة على مناطق في سهل الغاب في حماة، التي تقع حاجزا بين المناطق السنية والمناطق العلوية في محافظة اللاذقية على البحر المتوسط، حيث كانت سيطرة النصرة على هذه المناطق عاملا حاسما في التدخل الروسي في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2015.
ويشير الموقع إلى أنه في ضوء المستوى العسكري الجديد، فقد باتت إدارة أوباما تعترف بأن الاستراتيجية السابقة لم تعد مهمة، وحلت محلها استراتيجية جديدة انتهازية الطابع، والفكرة الحالية تقوم على الاستفادة من المصالح الاستراتيجية الأمريكية- الروسية المشتركة، وهي محاربة تنظيم الدولة، والتقليل من هدف تغيير النظام.
ويقول بورتر إن الإعلام الأمريكي أهمل الإشارة إلى فكرة رئيسة في تغطيته للحرب ضد تنظيم الدولة، وهي أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان القوى ذاتها التي تحارب التنظيم في سوريا، وهي قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يسيطر على مناطق قرب الحدود السورية مع تركيا، مستدركا بأن الحماية الشعبية قاتلت ضد جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها، ولم تخف دعمها للحملة العسكرية الروسية ضد هذه القوى، كما تعاونت الحماية الشعبية وبشكل نشط مع جيش النظام وحزب الله في شمال محافظة حلب. وتعد الحماية الشعبية حليفا مهما للولايات المتحدة، ولكنها مهمة للتحالف الروسي- السوري ضد جبهة النصرة.
ويذكر التقرير أن "الحكومة التركية، عضو الناتو، تعارض، وبشكل قاطع، دعم الولايات المتحدة للحماية الشعبية، وتؤكد أنقرة أن هذه الجماعة إرهابية، ولم توافق الولايات المتحدة على هذه الفكرة، وهي مصممة، على ما يبدو، على استغلال الموقع الاستراتيجي للحماية الشعبية في القتال ضد تنظيم الدولة، وهو ما يكشف عن مستوى من التعاون الأمريكي- الروسي ضد القوى الرئيسة المعارضة لنظام الأسد".
ويختم الكاتب تقريره بالقول: "لم تعد إدارة أوباما تعول على تحول الميزان العسكري لصالح المعارضة ضد النظام، كي يقدم بناء على ذلك تنازلات. ولا يعرف إن كان النجاح العسكري سيكون كافيا بدرجة حاسمة لترجمته إلى حل للنزاع. وفي الوقت الحالي ستظل محادثات السلام السورية متوقفة بشكل تام".
======================
لوفيغارو: معركة حلب تدخل منعرجا خطيرا
عربي21 - وناس بن نية# الإثنين، 08 فبراير 2016 10:47 م 00
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا حول تطورات المعركة في محافظة حلب، التي دخلت منعرجا حاسما بعد أن تمكنت قوات النظام السوري من محاصرتها بدعم جوي من القوات الروسية.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الدعم الروسي يبقى غير قادر لوحده على قلب المعادلة الدبلوماسية لصالح النظام السوري في محادثات جنيف، ما لم تكن هنالك قوة موازية على أرض المعركة قادرة على حسم المواجهة بين النظام والمعارضة السورية.
وذكرت الصحيفة أن قوات النظام السوري استفادت من الدعم الجوي للقوات الروسية، ما مكنها من السيطرة على مناطق إستراتيجية في شمال محافظة حلب، بعد أن تمكنت من قطع طريق الإمداد الرئيسي الذي يربط قوات الثوار في مدينة حلب بالحدود التركية في الشمال السوري.
وأضافت الصحيفة أن الخطّة العسكرية للنظام السوري؛ تعتمد على تطويق محافظة حلب ومحاصرتها من كل الجوانب لتفادي الاصطدام المباشر مع قوات المعارضة السورية، التي تتواجد بكثافة في شوارع المدينة، لذلك اكتفت قوات بشار الأسد بالتمركز على مشارف المدينة للاستفادة من الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الروسية.
وذكرت الصحيفة أن قوات النظام السوري تمكنت خلال العملية العسكرية، التي شارك فيها حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني، من فك الحصار عن مدينتي زهر ونبل الشيعيتين في الشمال الغربي في سوريا، واللتين كانتا تحت سيطرة المعارضة السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأضافت الصحيفة أن قوات النظام تسعى إلى قطع خطوط الإمدادات الرئيسية عن قوات المعارضة المتمركزة في جنوب حلب، من خلال إحكام سيطرتها على ممر إعزاز الاستراتيجي، والذي تمر منه أغلب الإمدادات على الحدود الثنائية بين سوريا وتركيا، ما يعني أن قوات بشار الأسد تسعى إلى تطويق المدينة من كل الجوانب، تمهيدا لإجبار قوات المعارضة على الخروج من معاقلها في الجزء الشرقي منها لتصبح هدفا سائغا للضربات الجوية الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن انطلاق العملية العسكرية التي تهدف إلى تطويق مدينة حلب؛ دفع عشرات آلاف السوريين للنزوح من المدينة التي تضم أكثر من 1.5 مليون شخص، نحو المدن المجاورة والحدود التركية، خاصة في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، والذي كان دائما هدفا رئيسيا للضربات الجوية الروسية.
وأضافت الصحيفة أن مدينة حلب تختزل الصراع بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية في أعنف تجلياته، منذ أن سيطرت هذه الأخيرة على مناطق شاسعة من المدينة التي تمتلك أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة في صيف سنة 2012، واعتبر الكثيرون في ذلك الوقت أن سقوط مدينة حلب سيمهد لانهيار نظام بشار الأسد الذي انحصر نفوذه في مناطق محدودة في ثاني أكبر مدينة سورية، قبل أن تتمكن الغارات الجوية الروسية من قلب المعادلة لصالح النظام السوري خلال أشهر قليلة.
وذكرت الصحيفة أن كل محاولات قوات بشار الأسد لاستعادة السيطرة على مدينة حلب بعد أشهر من سقوط مناطق شاسعة منها في أيدي قوات المعارضة السورية؛ اصطدمت بالمقاومة الشرسة لهذه القوات، خاصة في منطقة البلدة القديمة.
وأضافت الصحيفة أن الغارات الجوية التي نفذتها قوات بشار الأسد في مدينة حلب، منذ سقوط جزء كبير منها تحت سيطرة الفصائل المقاتلة قبل ثلاث سنوات؛ أدّت إلى تدمير عدد من المعالم التاريخية في المدينة القديمة، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين، وأثبتت أن قوات النظام لا زالت على استعداد لارتكاب جرائم ضد الإنسانية من أجل السيطرة على مدينة حلب الاستراتيجية، بما في ذلك إلقاء البراميل المتفجرة.
وذكرت الصحيفة أن الخطة العسكرية لقوات بشار الأسد تعتمد على تطويق مدينة حلب من كل الجوانب، تمهيدا لاستهدافها عن طريق الضربات الجوية المركزة والعنيفة للطيران الروسي، وهي الطريقة نفسها التي اعتمدها النظام في حمص في سنة 2012، والتي استوحاها من الحرب الروسية في الشيشان.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيطرة قوات بشار الأسد على مدينة حلب، قد يكون لها تأثير خطير على العمليات القتالية للمعارضة السورية في مختلف المناطق السورية، حيث سيسمح سقوط حلب في أيدي قوات النظام بتشكيل مجال حيوي للنظام السوري، يضم المدن الأربع الكبرى في سوريا؛ (حلب، حمص، حماة، ودمشق).
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن الوضع يبدو أكثر تعقيدا من أن تتمكن قوات بشار الأسد من حسمه لصالحها خلال الأيام القادمة، خاصة وأن الحرب على مشارف حلب لا زالت في بدايتها، بعد أن نشرت جبهة النصرة تعزيزات إضافية في شوارع المدينة.
======================
معاريف :طائرة روسية تخترق أجواء إسرائيل والتنسيق مستمر
ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن طائرة روسية اجتازت بالخطأ الأجواء الإسرائيلية ثم عادت على الفور إلى الأجواء السورية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يسقط أي طائرة روسية تخترق الأجواء لاقتناعه بأن الأمر لا يعدو كونه خطأ طيار روسي.
وقال المراسل العسكري في صحيفة معاريف نوعام أمير إنه للمرة الثانية -منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا- اجتازت طائرة روسية الأجواء الإسرائيلية، وإنه بعد أن أدرك الطيار خطأه عاد أدراجه إلى سماء سوريا.
وأضاف أمير أن الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب التطورات العسكرية داخل سوريا، وطبيعة وحجم العمليات العسكرية الروسية هناك، وفي أي الجبهات يحقق الروس نجاحات لإعادة سيطرة نظام بشار الأسد على ما فقده أمام تقدم المعارضة المسلحة.
ولفت المراسل الإسرائيلي إلى وجود تقدير عسكري في إسرائيل مفاده أن روسيا لن تغادر الشرق الأوسط قريبا، ولا سيما مع استمرار مصالحها الحيوية في المنطقة، خاصة ميناء طرطوس على سواحل سوريا الذي يعتبر موطئ قدم إستراتيجي للروس في المنطقة.
ووفقا للمراسل، فقد باتت السماء السورية مزدحمة بالطائرات منذ بدء التدخل الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما يتطلب من سلاح الجو الإسرائيلي أن يكون أكثر حذرا ومسؤولية، الأمر الذي دفع تل أبيب وموسكو للاتفاق على القيام بسلسلة خطوات عملياتية من شأنها تقليل فرص الاحتكاك بين جيشيهما.
وأكد أمير أن التنسيق الأمني يسير كما هو مخطط له، حيث حصلت إسرائيل على معلومات أمنية مفادها أن روسيا نشرت منظومات عسكرية بموجبها تتمكن من متابعة الحراك العملياتي لإسرائيل في البحر والجو والأرض، في حين تمتلك إسرائيل ذات المنظومات من المراقبة والمتابعة التي تمكنها من مشاهدة سير المعارك والعمليات داخل الأراضي السورية.
وختم أمير بالقول إنه من المتوقع أن يجري الجيش الإسرائيلي الشهر القادم تدريبا مشتركا مع القيادة الأوروبية للجيش الأميركي المسماة "كوبرا 16" الهادفة لتحسين التعاون الأمني والتنسيق العسكري بين الجيوش الحليفة، وستُجرى خلال التدريب محاكاة لعملية الدفاع عن النفس أمام صواريخ بالستية.
=====================
ديلي ميل :بيتر أوبورن: في حلب كل شيء مدمر
لندن- عربي21- بلال ياسين# الإثنين، 08 فبراير 2016 01:52 م 12.1k
وصف الصحافي البريطاني بيتر أوبورن، في تقرير أرسله من داخل مدينة حلب ونشرته صحيفة "ديلي ميل"، هذه المدينة بأنها كانت قبل أربعة أعوام فقط من أجمل مدن الشرق الأوسط، ولكنها اليوم مدمرة، مشيرا إلى أن القتال بين قوات النظام والمعارضة وتنظيم الدولة أجبر الملايين من السوريين على الهروب.
وينقل الكاتب قصصا عن الكيفية التي تم فيها تدمير أعمال ومصالح تجارية لسكان على يد جبهة النصرة، وزار أوبورن فندق "البارون" في المدينة، وهو الفندق الذي افتتح قبل الحرب العالمية الأولى، وظل حتى اندلاع الحرب مرتبطا، كما يقول الكاتب، بالثراء والحياة الراقية والمجتمعات الأرستقراطية، لافتا إلى أنه في هذا الفندق كتبت أغاثا كريستي روايتها "جريمة قتل في قطار الشرق السريع"، وبقي الضابط البريطاني "لورنس العرب" في الفندق في الوقت الذي كان يتآمر فيه على الدولة العثمانية.
ويقول أوبورن: "عندما قرعت الباب في الأسبوع الماضي، اكتشفت أن الفندق يتعرض لقصف مستمر بقنابل الهاون، ولكنه لا يزال واقفا ومفتوحا للنزلاء، إلا أن السياح، الذين كانوا يتدفقون إليه بالآلاف، لم يعودوا يأتون، وبدلا من ذلك فتح الفندق أبوابه للاجئين من الحرب البربرية، وكان يقيم في غرفة "لورنس العرب" رقم 202 حتى وقت قريب رجل مشرد وأولاده الثلاثة، وفي الطابق السفلي حيث القاعة الكبرى استمعت لقصة مرعبة لسيدة، وقالت إن مقاتلين من الجيش السوري الحر دخلوا بلدتها قبل ثلاثة أعوام، وأجبروها على ارتداء الجلباب، وعدم الخروج من بيتها. وبسبب القتال خسر زوجها مهنته، حيث كان يعمل بناء، وقرروا في النهاية مغادرة قريتهم، تاركين وراءهم كل شيء. ويعمل زوجها الآن بائع خضراوات في الشوارع، أما ابنها البالغ من العمر 12 عاما، فيعمل مع خياط دون أجر".
-ويضيف الكاتب: "يلاحظ أن القاعة الكبرى ضربتها قذيفة، لكنها لم تفقد أيا من صورها واللوحات المعلقة فيها. ويتخيل أنه لو كانت أغاثا كريستي على قيد الحياة وأرادت ممارسة هوايتها في الكتابة على شرفة الفندق لمزقها الرصاص والقنابل، ولو أنها خرجت من كتبها لترى ماذا حدث للمدينة، فلن ترى سوى شوارع فارغة وبنايات مدمرة وحواجز عسكرية".
ويمضي أوبورن قائلا: "قبل أربعة أعوام كانت مدينة حلب من أجمل مدن الشرق الأوسط وأكثرها ازدهارا، وتدفق عليها السياح من أنحاء العالم كله لزيارة قلعتها التاريخية، وكانت حلب العاصمة الصناعية لسوريا، وتشتهر بصناعات النسيج والأدوية وبسكان فاق عددهم المليونين. والآن دمرت الحرب كل شيء، وسيطرت قوات النظام على المنطقة الغربية، فيما سيطرت المعارضة، التي تضم جماعات مثل جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، على المنطقة الشرقية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القتال دفع بأعداد كبيرة من اللاجئين، وأدت المواجهات الجديدة في حلب إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين علقوا على الحدود مع تركيا، فيما هرب آخرون باتجاه المناطق الخاضعة للحكومة السورية، حيث كتب أوبورن تقريره.
ويقول الكاتب: "اكتشفت أن جامعة حلب الشهيرة قد تحولت إلى معسكر ضخم، حيث تم تحويل 17 من عماراتها العشرين إلى ملاجئ، وينام في الغرفة الواحدة منها عشرة أشخاص أو أكثر".
وتفيد الصحيفة بأن أوبورن تحدث إلى رجل بدا وكأنه في الخامسة والسبعين من عمره، رغم أنه أكد أن عمره 50 عاما، وقال إن بيته وبساتين زيتون تملكها عائلته دمرتها جبهة النصرة، كما أن الجماعة أعدمت أحد أفراد عائلته، وتم اختطاف آخر ولا أحد يعرف مكانه، وقال آخر إنه كان يعمل خياطا في زمن السلم، وجاء إلى غرب حلب بعدما حاول الجيش الحر اختطاف ابنته من ملجأ تابع للجماعة.
ويلفت أوبورن إلى أن الرعب صار أمرا عاما، وتعود السكان على صوت القنابل ومقذوفات الهاون، مشيرا إلى أنهم لا يتحركون عندما يسمعون صوت قنبلة، والتقى الكاتب مديرة مدرسة قطعت الطريق الصعب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة لأخذ راتبها (30 ألف ليرة سورية) من مديرية التعليم، وكانت الرحلة قبل الحرب تستغرق 40 دقيقة، أما اليوم فأخذت منها خمسة أيام، حيث قطعت حواجز تابعة لتنظيم الدولة وجبهة النصرة، وذكرت أن التنظيم فرض عليها ارتداء الزي الأسود، وقالت: "سيقتلونني إن أظهرت أي جزء من جسدي".
ويذكر التقرير أن مديرة المدرسة أجبرت على الجلوس في بيتها إلا عندما يطلب منها تنظيم الدولة الخروج للساحات العامة لحضور الإعدامات، وقالت إن الأجانب الذين يسيطرون على البلدة هم من الفرنسيين والبريطانيين والمصريين والأفغان والأمريكيين (من البيض والسود). ولا يسمح لها  التنظيم بالتدريس، لكنها لا تزال تتلقى راتبها من الحكومة السورية، وأضافت أنها ليس لديها شك من قيام جيش النظام السوري بالسيطرة على قريتها قريبا، "عندها سيقوم تنظيم الدولة بزرع القرية بالمفخخات، ويستخدم السكان دروعا بشرية".
ويبين الكاتب أن "حلب اليوم هي مدينة الظلام والبرد، ولا تصل الكهرباء للسكان إلا لمدة ثلاث ساعات، ولم يصل الماء لها منذ 12 يوما. وفي كلا الحالتين، فإن اللوم يلقى على الدولة الإسلامية التي يسيطر عليها المقاتلون، ويحاصرهم الجيش السوري. وتتزود المدينة بالمياه من نهر الفرات، حيث يسيطر التنظيم على المنطقة، ويعتمد السكان على المولدات الخاصة، ولكنها مكلفة، ولا تستطيع العائلات الحصول على إنارة جيدة. وبالنسبة للمياه، فبعضهم يحفر الآبار، لكنهم لا يستحمون بشكل دائم".
ويختم أوبورن تقريره بالإشارة إلى أن الأطباء قالوا إن "القمل منتشر، ويخشون إن جاء الصيف من انتشار الكوليرا، وتحدث الأطباء عن نقص حاد في الأدوية، وأنهم عندما يذهبون للمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة من أجل توزيع الأمصال على الأطفال، فإنه عادة ما تتم إهانتهم ويؤمرون بالعودة من حيث أتوا، وقد عادت الأمراض التي قضي عليها منذ عقود مثل شلل الأطفال".
=====================
القوات البريطانية تتدرب في الأردن على التوغل في شرق أوروبا
ذكرت مصادر في الجيش البريطاني أن لندن ستجري قريبا أكبر تدريبات عسكرية منذ سنوات في الأردن بغية التدرب على نشر سريع لقوة تضم 30 ألف جندي، في محاكاة لعملية تشبه توغلا في شرق أوروبا.
وأوضحت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" نقلا عن مصادر أن ما يربو عن 1600 جندي سيتوجهون إلى الأردن للتدرب على عملية توغل بنطاق مماثل للحملة الأخيرة في العراق.
لكن المصادر أكدت أن تلك التدريبات لا تبدو كأنها تتعلق بمكافحة الإرهاب وتحديدا تنظيم "داعش" على الإطلاق، بل ترمي إلى التأكد من قدرة لندن على إرسال قوة عسكرية كبيرة بأسلحة ثقيلة إلى شرق أوكرانيا في حال نشوب مواجهة بين روسيا وحلف الناتو.
يذكر أن التدريبات الجديدة تأتي بعد أن أعربت قادة في الجيش الأمريكي عن قلقهم من احتمال أن تفقد بريطانيا بعد قرارها تقليص الميزانية العسكرية في إطار إجراءات التقشف، قدرتها على إرسال قوة بحجم لواء للمشاركة في عملية عسكرية بجانب حلفائها، على قرار العملية في العراق عام 2003".
وستجري التدريبات في منطقة صحراوية في جنوب غرب الأردن، لكن مصادر في الجيش الأمريكي نفت أن تكون تلك التدريبات استعدادا لانضمام جنود بريطانيين للمعركة الجارية على ارضي سوريا ضد تنظيم "داعش".
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش البريطانية قوله: "إنه ليس التدرب على مكافحة "داعش"، بل تتعلق المناورات بالدرجة الأولى بقدرتنا على الانضمام إلى الولايات المتحدة في أوكرانيا وليس في سوريا".
وأضاف: "القوة التي يجري الحديث عنها ليست مخصصة للتوجه إلى حلب لمواجهة حفنة من الإرهابيين"
وحسب الصحيفة، تجري حاليا عملية إرسال أكثر من 300 آلية حربية مدرعة إلى الأردن، حيث سيتدرب آلاف من أفراد الوحدات اللوجستية والطبية والاستخباراتية والهندسية، على تقديم الدعم لحملة بريطانية واسعة النطاق. ومن المتوقع أن يكون هذا التدريب أكبر من نوعه في الجيش البريطاني منذ عام 2001، عندما شارك جنود بريطانيون في تدريبات واسع النطاق في سلطنة عمان أطلق عليها "السيف السريع".
وفي هذه المرة  سيركز سيناريو التدريبات على "تكتيك مسرح التوغل"، بما في ذلك أساليب الإنزال في منطقة تنتشر فيها قوات العدو، ونشر مستشفى ميداني والتصدي لاستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية.
المصدر: ديلي تلغراف
=====================
نيزافيسيمايا غازيتا: أسوأ الخيارات لسوريا !
تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الى قرار بعض الدول المساهمة في العمليات العسكرية البرية ضد قوات الأسد، مشيرة الى ان هذا هو أسوأ خيار لتسوية الأزمة السورية.
جاء في مقال الصحيفة:
يلتقي اليوم الرئيس فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي العاهل البحريني حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة. ولكن من المحتمل ان تصبح البحرين خصما لروسيا في سوريا. لأن بعض الدول العربية قلقة من الانتصارات التي تحرزها القوات السورية في حلب، لذلك قررت المساهمة في حملة عسكرية برية ضدها.
وقد أعلن الكرملين ان الأولوية في هذا اللقاء ستكون لكيفية تعزيز وتطوير العلاقات في مجال التجارة والاستثمارات والطاقة والثقافة وغيرها. كما سيناقش الجانبان الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي مقدمتها مسألة مكافحة الارهاب الدولي.
وتأتي زيارة العاهل البحريني على خلفية التصريحات التي اطلقها سفير المملكة البحرينية لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بشأن استعداد بلاده للمساهمة في العمليات ضمن اطار الائتلاف الدولي المناهض للإرهاب، مشيرا الى ان هدفها لن يكون "داعش" فحسب، بل ايضا "نظام الأسد الوحشي".
كما أعلن وزير الدولة لشؤون العلاقات الخارجية في الامارات العربية المتحدة انور قرقاش عن إمكانية التدخل العسكري في سوريا. واتخذت الرياض الموقف ذاته، فأعلن مستشار وزير الدفاع في المملكة الجنرال أحمد عسيري أن السلطات السعودية مستعدة للمساهمة في العمليات الحربية البرية في سوريا ضمن الائتلاف الدولي.
وقد رحبت واشنطن بهذا الموقف، فأعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر أن مسألة العمليات البرية في سوريا ستناقش في بروكسل خلال الأسبوع الجاري. أما وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية فأعلن أن الائتلاف يدعم عموما تنشيط الجهود في مكافحة "داعش".
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كتبت أن السعودية مستعدة لإرسال آلاف الجنود الى سوريا بالتحالف مع تركيا بعد تشكيل هيئة مشتركة لتنسيق العمليات العسكرية.
من جانبه قال مصدر مقرب من الدوائر الدبلوماسية للصحيفة  ان تصريحات البلدان السنية "مرتبطة بتحركات الغرب وتركيا اللذين اقلقهما الوضع في حلب، حيث في حال اكتمال طوق الحصار حولها سيكون هذا تحولاً حاسماً في مجرى الحرب الأهلية". وليست تصريحات السعودية والامارات ولبحرين، حسب رأيه، سوى كلمات جوفاء، حيث ان هذه البلدان اعلنت منذ البداية انها لن ترسل قواتها من دون دعم أمريكي.
ولكن لمستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط وجهة نظر مختلفة. فهي تقول: "منذ فترة يجري الحديث حول عدم استبعاد العمليات البرية في سوريا. ولكن المسألة تكمن في من الذي سيقوم بهذه الحملة الوسخة. هذه الحملة معقدة جدا وقد لا تؤدي الى النتائج المرجوة. لقد صرح العسكريون الأمريكيون غير مرة أن الهجمات الجوية وحدها لن تقضي على الارهابيين. ولكن من جانب آخر لم يرغب أوباما في التورط بعملية برية. أما بلدان الخليج العربية فقد بدأت تفكر بهذا منذ أواسط ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما اعلنت الرياض تشكيل ائتلاف اسلامي لمحاربة الارهاب وبالدرجة الأولى في سوريا. أي ان كل شيء يجري حسب التنبؤات، رغم الصعوبات، وهو أسوأ الخيارات. لأن هذا يؤدي الى تصعيد التوتر وتأجيل الحوار الى أجل غير مسمى".
واشارت سوبونينا الى ان العمليات البرية ستؤدي الى تصعيد أزمة الهجرة، "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه الى جانب مصالح الاطراف هناك المدنيون الذين تعني العمليات البرية بالنسبة لهم الهروب من سوريا. وهذا سيسبب سقوط اعداد هائلة من الضحايا. وأخيرا، ان نية البلدان العربية مشكوك فيها: هل ستقاتل ضد الارهاب، أم الى جانب الارهاب ضد قوات الأسد".
وعلى خلفية التصريحات التي أطلقها المسؤولون في البلدان العربية بشأن ارسال قوات برية الى سوريا، قال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية سوريا وليد المعلم، أياً كان الغازي: سعودياً ام تركياً فإنهم سيعودون الى بلدانهم في "توابيت".
واضاف، حسب تقييمه، أن "الحملة الحربية البرية الأجنبية في سوريا غير مرجحة"، ومع ذلك لا يمكن استبعاد أي شيء "غير عقلاني" من جانبهم. وأضاف مؤكدا على ما قاله وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن المصالحة في سوريا  "لا يمكن ان تتم من دون غلق الحدود مع تركيا والأردن".
=====================
نيويورك تايمز: سوريا باتت لواشنطن عارا ولبوتين نصرا
قالت صحيفة أمريكية إن الرئيس الروسي حقق نصرا فعليا في سوريا، وأصبح ذلك ممكنا بفضل "عجز وتشتت" إدارة الرئيس الأمريكي التي جعلت من سوريا "مقبرة دامية للمعتقدات الأمريكية".
وكتب روجر كوهين في مقالته بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر الاثنين 8 فبراير/شباط أن "سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا واضحة بشكل كاف، وتتلخص في تعزيز موقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والاستمرار في قصف مواقع المعارضة حتى الاستسلام وقطع أي محاولات للغرب في تغيير النظام باستخدام "الثرثرة" الدبلوماسية في جنيف، ومنع تغيير الوضع في سوريا.
ويرى الكاتب أن ما يقلق في كل هذا هو أن سياسة الرئيس الروسي في سوريا يصبح من الصعب عدم تمييزها عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإعلانات الولايات المتحدة "مجرد كلام"، وفعليا "من يطلب الموسيقى في سوريا" هو بوتين، ويرجع ذلك إلى عدم وجود سياسة واضحة لأوباما.
ويشير الكاتب إلى مدينة حلب التي أصبحت برأيه محاطة بشكل كامل بالقوات الحكومية. ويضيف كوهين: "مدينة حلب باتت في عزلة، وسبب ذلك تشتت إدارة أوباما".
ويقول: "التصريحات المتكررة من قبل حكومة الولايات المتحدة التي تقول إن سوريا لا تشكل عنصرا أساسيا في مصالح الولايات المتحدة القومية وإنه يجب بأي طريقة تجنب أي حرب جديدة في الشرق الأوسط، أدت إلى تحول السياسة الأمريكية إلى سياسة يتبعها بوتين، ولموافقة ضمنية مع هدف موسكو التي وبثمن قليل ستهزم داعش أيضا".
ويرى الكاتب أن "العذاب السوري" لأوباما هو من أنتج الهجمات الإرهابية في باريس وسان برناردينو. وأنه (العذاب السوري لأوباما) ساهم بشكل كبير في انهيار محتمل لـ"نواة" الاتحاد الأوروبي، الذي يعود أعضاؤه مرة أخرى إلى مراقبة الحدود الوطنية بسبب أزمة اللاجئين.
ويؤكد الكاتب أن سوريا أصبحت "عارا" على إدارة أوباما، "وفشلا بحجم يغطي على كل الإنجازات التي حققها الرئيس في السياسة الداخلية.. سوريا أصبحت "مقبرة دامية للمعتقدات الأمريكية".
ويضيف كوهين: "نقطة التحول كانت مع الأسلحة الكيميائية مسألة الأسلحة الكيميائية.. هو (أوباما) تسبب في تقويض الثقة في كلمة أمريكا، وتسبب في غضب مستمر من الدول السنية الحليفة، وتسبب في تعزيز موقف الأسد وفتح الطريق أمام بوتين لتحديد مصير سوريا".
وقال كوهين إنه فات الأوان لانتظار أي تغييرات في سياسة أوباما في سوريا، ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تزيد من عدد اللاجئين السوريين لتخفف بطريقة أو بأخرى الأزمة في أوروبا.
وأضاف "اذا سمحنا للخوف بإملاء السياسات، فسينتصر الإرهابيون، أما بالنسبة لبوتين فقد انتصر فعليا في سوريا".
المصدر: RT
=====================
وول ستريت جورنال: سلام القبور في سوريا
من حسن حظ الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري أن الانتخابات التمهيدية الجارية حاليا في الولايات المتحدة لاختيار المرشحين الذين سيتبارون على رئاسة البلاد تستحوذ على اهتمامات واشنطن وإلا للفتت الأزمة الإنسانية والإستراتيجية في سوريا انتباه كثير من الناس.
بهذه المقدمة استهلت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا تحت عنوان "سلام القبور السوري"، مشيرة إلى أنه بينما كان كيري يراقب محادثات السلام السورية في جنيف الأسبوع الماضي كان الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون يطبقون حصارهم "الدموي" على مدينة حلب وريفها التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
فلا غرو أن محادثات السلام لم تدم طويلا فطالها التأجيل، على حد تعبير الصحيفة، ومن عجب أن كيري تكرم على النظام السوري بأن لم يشدد على ضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار كشرط للمحادثات، مما حدا بالأسد لأن يستغل هذا "الغطاء الدبلوماسي" في تكثيف هجومه على "المعارضة السنية المعتدلة المناوئة لنظامه العلوي".
وبدعم من قوة جوية روسية ومقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات نخبة إيرانية يحاول الجيش الحكومي إبادة ما تبقى من المعارضة "غير المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية أو مجاهدي جبهة النصرة".
ورأت الصحيفة أن الهدف الرئيسي من هذا الهجوم هو "استرداد المدينة التي كانت يوما العاصمة التجارية لسوريا"، وإقامة ملاذ آمن في غرب البلاد يسيطر عليه العلويون، كما أن الأسد يريد أن يحرم المعارضة منفذا إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى المناطق الحدودية مع تركيا، وقد ظل الجيش السوري الحر يستخدم تلك المناطق مدخلا لإمداداته وملاذا لأفراده.
وبعد تحصين مواقعه سيكون الأسد سعيدا بالعودة إلى طاولة المفاوضات في وقت لاحق من الشهر الحالي وهو في وضع أكثر قوة.
ومضت الصحيفة إلى القول إن هجوم الأسد على حلب وما جاورها يفاقم المأساة الإنسانية في سوريا، حيث تجمع ما يقارب سبعين ألف نازح على طول الحدود التركية فرارا من القصف الذي لا يميز بين المقاتلين والمدنيين.
وباتت ما تسميها الصحيفة "المأساة السورية" واضحة بحيث بدأ حتى أعضاء مؤسسة الأمن القومي الأميركية الموالين لأوباما يطالبونه بالتخلي عن سياسة "دعها تحترق" التي يتبناها.
وكان الدبلوماسيان المخضرمان نيكولاس بيرنز وجيمس جيفري كتبا مقالا في صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي جاء فيه أن فيض الحرب السورية "طال دول الجوار وقلب أوروبا، وقد تزعزع استقرار الشرق الأوسط لجيل بحاله".
غير أن وول ستريت جورنال استخفت بالدبلوماسيين لمطالبتهما الولايات المتحدة بتقديم مزيد من العون "للفصائل السنية والكردية المعتدلة"، و"إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا لحماية المدنيين إلى جانب منطقة حظر طيران"، وقالت "أين كان هذان الزميلان قبل خمس سنوات عندما نادى عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام بنفس الخطوات؟".
 
=====================
أطباء سوريون: نعالج جروحا للمدنيين لم نر مثلها
الطبيب عادل والفريق الذي يعمل معه في تضميد جراح المدنيين الأبرياء بإحدى العيادات على الحدود السورية التركية كانوا يعتقدون أنهم شاهدوا كل ما يمكن تخيله من إصابات بعد خمس سنوات على الحرب، لكن الغارات الجوية الروسية الأسبوع الماضي كشفت أن الأسوأ لم يأت بعد.
ويقول عادل إن قوة الحملة الجوية الروسية تسبب إصابات شديدة جدا تركت آثارها على طاقم الأطباء فجعلتهم يعملون على مدار الساعة للتعامل مع شدة وحجم الإصابات. وأضاف "لم نعد نعالج الجروح، والجثث تأتينا مقطعة الأشلاء".
ويقول طاقم الأطباء إن جل الإصابات بين المدنيين بسبب القصف غير المميز للمناطق السكنية، بما في ذلك الأماكن التي كان يسعى السكان لإيجاد ملجأ فيها من القصف.
ويقول طبيب آخر يدير أحد الملاجئ إن طاقم العمل يشاهد إصابات شديدة وارتفاعا كبيرا في معدل حالات بتر الأعضاء، وهذه المشاهد تجعل أعصاب أفراده تنهار في بعض الأحيان، وقد يصرخون من هول المناظر لأن هؤلاء الناس من أهليهم الفارين.
ويقول أحد الثوار المصابين إن كثافة الغارات الجوية الروسية غيرت مجرى القتال في شمال حلب وإنها لا تتوقف، وكشف عن فجوة في فخذه جراء قنبلة.
يشار إلى أن القتال في شمال حلب قد يكون نقطة تحول في الحرب ويشكل تهديدا لمواقع الثوار في أنحاء المحافظة، كما يمكن أن يضع أجزاء واسعة من الحدود السورية التركية تحت سيطرة القوات الموالية للأسد خلال أشهر.
المصدر : ديلي تلغراف
 
======================
لوموند: "طوفان النار" القادم من حلب يهدد تركيا
كتب- مروان سعد
الدستور
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، حوارًا مع رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، موسكيلدا زنكادا، بعد هجوم الجيش السوري على مدينة حلب، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع في شمال سوريا، وأسفر عن نزوح الآلاف من السوريين على حدود تركيا والتي بدورها أغلقت الحدود أمام وجههم.
وأعلن "زنكادا" أن تركيا التي يقطنها 2مليون ونصف المليون لاجئ سوري، تواجه أكبر موجه من اللاجئين السريين، والذي وصف المدنيين في حلب بـ"طوفان النار" الذي يهدد تركيا بسبب الحرب التي نزلت على العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا.
وكان أكثر من 300 ألف لاجئ، ظروفه محفوفة بالمخاطر للغاية-على حد وصف الصحيفة- على في الجانب السوري، مشيرة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود وزعت أكثر من 200 خيمة على الحدود السورية-التركية بعد رفض أنقرة استقبالهم.
وأكد "زنكادا"، أن تركيا تسمح للاجئين الأكثر ضعفا "صحيا وماديا" للمرور داخل البلاد، موضحا أن تركيا وصلت إلى حدود قدرتها على استيعاب اللاجئين كونها أكثر الدول التي يوجد بها سوريين في العالم، منذ بدء الصراع في مارس 2011.
وأشار نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، إلى أن في نهاية المطاف، سيكون لهؤلاء اللاجئين مكان أخر يذهبون إليه، إما أنهم سوف يموتون تحت الصواريخ والقذائف، ووقتها سنفتح حدودنا أو سنبقى نشاهد الجرائم التي يتركبها الأسد مثل بقية دول العالم".
في وقت سابق، وخلال مؤتمر صحفي حيال هذا الأمر، أعرب رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أنه مهتم بعودة السوريين إلى بلادهم، ولكنه –بحسب الصحيفة- كان حريصا على تحديد ميعاد عن متى يمكن للسوريين دخول تركيا".
هذا الوضع أيضًا يضع أنقرة في ورطة، لأنها سجلت 2.5 مليون لاجئ، منذ بدء الصراع، والآن 300 ألف آخرين في مخيمات فقط، منهم أطفال ونساء، يريدون العمل، يردون الذهاب للمدارس، وهذا كله يقع على عاتق تركيا.
تركيا ليست في عجلة من أمرها لفتح الباب أمامهم، ووفقًا للصحيفة الفرنسية، فإن أردوغان أعرب عن استعداده لتحمل الوضع مع سوريين الشمال بـ"حلب"، ببناء مدن لهم في منطقة أمنة من أموال الدول المانحة، ولكن الوضع الآن في شمال سوريا خطر بسبب الأجواء الخطرة وعدم فرض حظر الطيران في هذه المنطقة بسبب روسيا وقوات النظام السوري، معربًا عن أسفه بسبب عدم اتخاذ الموضوع بجدية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الأمر.
"أوروبا" هل هي على استعداد لمساعدة أنقرة لاستضافة اللاجئين السوريين، هذا ما سألته الصحيفة "لرئيس بعثة أطباء بلا حدود، بسوريا"، ورد قائلا: "دعا رئيس الدبلوماسية الأوروبية، فيدريكا موجريني، الأتراك لأداء واجبهم لإنساني حيال الأمر، وعدم فرض الإعادة القسرية بحق السوريين".
وأضاف أن هذا النداء يتناقض مع دعوات متكررة من القادة الأوروبيين لمنع تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا من خلال تركيا، حيث وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أنقرة، اليوم "8 فبراير 2016" لضمان تنفيذ خطة العمل الموقعة في "29نوفمبر 2015" بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، لوقف تدفق اللاجئين مع صرف 3 مليارات يورو، لدعم تركيا في تحمل تكاليف اللاجئين الذين يقطنون بها.
وأفادت ميركل من جانبها، أنها "ذعرت" تمامًا، بالمعاناة الإنسانية التي لحقت بالسوريين الذين تقطعت بهم كل السبل على الحدود السورية-التركية، منددة أيضًا بالقصف الروسي على حلب والذي يلحق بأضرار بالغة بالمدنيين.
وأكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أنه اتفق بالتعاون بشكل أفضل مع "ميركل" لصد قنوات التهريب للاجئين وتسهيل عمل وكالة الحدود الأوروبية "فورنتكس" حيال موضوع اللاجئين.
ووقعت أنقرة وبروكسل أواخر نوفمبر 2015، خطة عمل والتي توفر مساعدات أوروبية لتركيا بـ3مليار يورو، للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا،الأمر الذي رفضته إيطاليا لعدم وضع الخطة لإمكانية السيطرة على التهريب الذي يأتي من ليبيا إلى روما عبر البحر المتوسط.
ومن جانبه أعرب يوهانس هان، مفوض أوروبا لسياسة الحوار، عن أسفه لإخفاق كل الخطط التي تريد أن تقلل من تدفق المهاجرين السوريين في أوروبا.
وأوضح مصدر فرنسي للصحيفة أن يوم الأحد سيجلس الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "وجهًا لوجه" لبحث تداعيات الأزمة في ستراسبورج، خاصة بعد عمليات الاعتداءات الجنسية التي فعلها اللاجئين بحق الألمانيات مطلع العام الحالي، والتي على أثرها أحتج الآلاف في ألمانيا وفرنسا لطرد السوريين من أوروبا.
======================
التلغراف: القصف الروسي على حلب خلّف أسوء أنواع الإصابات
 8 فبراير، 2016  8:49 م  44 مشاهدة
رحاب نيوز ـ أحمد علو
ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية، أن أحد الأطباء السوريين الذين يعملون في مركز لاستقبال المصابين على الحدود السورية التركية، لم يكن يتوقع أن يحمل القصف الروسي لبلاده ماهو أسوء من السنوات الخمس الماضية، التي عرفت كل أنواع الإصابات التي يمكن أن يصاب بها المرء من جراء غارات وقصف النظام السوري .
إصابات يصعب علاجها
وتنقل الصحيفة عن الطبيب السوري عادل قوله إن طبيعة الإصابات التي تصلهم منذ بدء الحملة الروسية مختلفة، فهي تحمل حروقاً يصعب علاجها، كما أن الجرح يتفاعل ويتغير ويصعب معه العلاج، فضلاً عن وصول أشلاء إنسان وهي حالات باتت تتكرر، كما أن نسبة البتر لأعضاء المصابين ارتفعت بعد أن عجزت مراكز العلاج عن إيجاد حل لهم، فضلاً عن إصابات متطرفة لم يعرف عنها سابقاً.
كما يتابع الطبيب، أن معظم المصابين من المدنيين بسبب القصف العشوائي على مناطق مأهولة بالسكان، بما في ذلك المناطق التي يلجأ إليها الناس للاحتماء من الغارات.
وبغصة، يقول الطبيب عادل: “في بعض الأحيان ننهار، نبكي، هؤلاء الرجال شعبنا، عائلاتنا هم الذين يفرون من القصف العشوائي “.
بعد عامين من فشله
وفي مقابلات أجرتها التلغراف مع بعض المقاتلين السوريين الذين كانوا يتلقون العلاج في أحد المراكز الصحية على الحدود التركية، ذكروا أن القوة الجوية الروسية قامت بقصف مكثف على حلب تمهيداً لدخول قوات برية إلى المدينة؛ بهدف استعادة السيطرة عليها من قبضة المعارضة السورية.
وتضيف الصحيفة إن القصف الروسي المكثف على حلب مكن وخلال ثلاثة أيام، مليشيات حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية وأفغانية من التقدم، بعد عامين من فشل قوات النظام في إحراز أي تقدم يذكر.
الهجوم الروسي على حلب أجبر قرابة 35 ألف سوري على الفرار حيث يخيم أغلبهم في ظروف بائسة قرب الحدود مع تركيا، بانتظار موافقة أنقرة على فتح الحدود.
الإنتظار أمام الحدود التركية
أبو محمد قال : أنه بعد أيام من الانتظار أمام المعبر التركي قرر بعض أهالي حلب العودة إلى ديارهم، مضيفا “لم نحصل على شيء، العديد من أبنائنا عادوا، ليتني أستطيع أن أعود معهم، وأموت هناك”.
أحد قادة فصائل المعارضة السورية أوضح للتلغراف إن روسيا، وخلال الأسبوع الماضي فقط، شنت 150 غارة على ثلاث قرى في حلب بزيادة عن الأسبوع الذي قبله.
ويتابع: “نحن الآن نحارب المليشيات الطائفية وروسيا بعد أن انتهى نظام الأسد وجيشه منذ عامين”.
وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن هناك نحو ربع مليون إنسان قتلوا منذ العام 2011 بسوريا، إلا أن البعض يعتقد أن الرقم أكبر: “عندما نعود إلى سوريا في يوم ما سنرى عدداً كبيراً من مبتوري الأطراف، والأرامل والأيتام، عند ذلك سنعلم حقيقة ما فعلته بنا الحرب”، بحسب أحد المسعفين السوريين.
مصدر الترجمة : الخليج أون ﻻين
======================
إندبندنت: لا يمكن التوصل لتسوية في جنيف ولا بد من سلام
تجديد
علقت صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها على محادثات جنيف بالقول إن "الحقيقة المرة حول محادثات السلام السورية في جنيف تؤكد أنه حتى لو انتهت باتفاق شامل بين طرفي النزاع، فلن تتوقف الحرب الأهلية، بل على العكس، فإن حدتها ستزيد".
وتشير الافتتاحية إلى أن طرفين من الأطراف الثلاثة في المعادلة السورية، لم يكونا حاضرين في جنيف، ولا يشاركان في هذه المحادثات، التي ستبدأ من جديد في 25 شباط/ فبراير الحالي، وهما الأكراد وتنظيم الدولة، اللذان يسيطران على ثلثي مناطق سوريا.
وتؤكد الصحيفة أنه "لن تتم دعوة تنظيم الدولة للمشاركة، وأنه سيواصل القتال، أما الأكراد فسيواصلون محاربته، كما سيحاول تنظيم الدولة في الوقت ذاته تخريب المحادثات".
وتلفت الافتتاحية إلى العملية الانتحارية في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق يوم الأحد، التي قتل فيها 72 شخصا، معلقة بأن رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري دعا يوم الثلاثاء المعارضة لشجب الهجوم، ولم تستجب الأخيرة لطلبه بعد.
وترى الصحيفة أن السبب نابع من طبيعة النزاعات التي "تراكمت معا في داخل النار السورية المشتعلة، وتعد الحرب الطائفية الشيعية - السنية أهم شكل من أشكالها، فمن جهة هناك الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون، والسنة الذي يعد تنظيم الدولة الجناح الأكثر عنفا وتطرفا، ويظل في الوقت ذاته أقل الأطراف عداوة للأسد من بين الأعداء المحليين.
وتصف الافتتاحية محاولات المبعوث الدولي الخاص لسوريا دي ميستورا بإقناع الأطراف السورية المتحاربة للتحاور في جنيف، كمن كان يريد إعادة توحيد ألمانيا الغربية والشرقية في ذروة الحرب الباردة، "فقد ترحب بالمحاولة لكنك لا تريد المراهنة ماليا على نجاحها".
وتعتقد الصحيفة أن احتمال تحقيق صفقة أصبح أبعد بعدما قرر النظام السوري وحلفاؤه الروس شن عملية عسكرية واسعة في شمال سوريا، ومحاصرة المقاتلين في حلب، وقطع الإمدادات القادمة من تركيا.
وتجد الافتتاحية أن محاولة الجيوش الاستفادة من توقف القتال واتفاقيات وقف إطلاق النار لتقوية موقعها في المفاوضات، أمر يدعو على الأسى، وهو في الوقت ذاته أمر عادي.
وتفيد الصحيفة بأنه لا يمكن المقارنة بين وضع القوات التابعة للنظام والمعارضة، فبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن الحكومة السورية تقوم بمحاصرة 187 ألفا في البلدات والقرى المحاصرة، أما المعارضة المسلحة فتحاصر بلدتين يسكنهما 12 ألفا.
وتعلق الافتتاحية على هدف محادثات السلام، كما أقرتها الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر، بأنها مفاوضات تتم بين ممثلين عن النظام السوري وجماعات المعارضة تقود في النهاية إلى انتخابات وحكومة جديدة، ولكن "أعداء الدم المنقسمين بناء على الطائفة الدينية والساخطين على بعضهم بسبب المذابح التي تعرض لها أبناء جلدتهم، والدمار لوطنهم، لا يمكن أن يجبروا على الجلوس على طاولة واحدة، فهذا عبث تمارسه الأمم المتحدة لا قيمة له".
وترى الصحيفة أنه يجب في النهاية التوصل إلى سلام رغم الغضب العارم؛ لأن ملايين اللاجئين وعائلات الضحايا، الذين يقدر عددهم ببربع مليون، يطالبون به، فهذا النزاع الذي يعد من أكثر النزاعات التي تؤثر على الاستقرار يجب أن يتوقف.
وتدعو الافتتاحية الغرب إلى مواصلة دعمه للجماعات التي دعمها بطريقة مترددة، وانتهاز أي فرصة دبلوماسية والبحث عنها، وإجبار كل من روسيا وإيران لممارسة الضغط على الأسد؛ لكبح جماح قواته ووقفها بلدة بعد بلدة وحصارا بعد حصار.
وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالقول: "إذا كانت محادثات جنيف ستترك أثرا، فيجب أن تجعل الحياة محتملة لمن يعيشون في الميدان وحالا".
======================