الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا في مرمى النار !

سوريا في مرمى النار !

29.08.2013
سلطان حطاب



الرأي الاردنية
الاربعاء 28/8/2013
سوريا الآن برسم الضربة الخارجية للمواقع العسكرية والحساسة والمركزية فيها لشل قدرتها تماما على استمرار القتال وهذه الخطوة التي ترى مصادر غربية امكانية وقوعها خلال أيام قد تكون مقدمة لاحتلال سوريا او تركها للفوضى العارمة..
ويبدو ان النظام السوري الذي اخذته العزة بالاثم وواصل ركوب أعلى خيله في مقاتلة شعبه ما زال يضع رأسه في الرمل امام هكذا تطورات خطرة وهو يعيد انتاج نفس السيناريو العراقي دون ان يتعلم شيئا جديدا.
ما زال النظام السوري يراهن على حلفائه وما زال يتهم غيره ويبحث عن خصوم واعداء خارج حدوده وما زال يعتقد انه حر في قتل شعبه وتصدير ازماته واستعمال كل انواع السلاح وحتى المُحرم منها.
ويبدو في تطورات الأيام الاخيرة ان سوريا تذهب الآن باتجاه انهيار لنظامها وبنيانها العام خاصة اذا ما وقعت الضربات المرجح ان تكون ضربات صاروخية مكثفة قد يتبعها تدخل خارجي..
القيادة السورية تعيد انتاج نفس الخطاب العراقي عشية سقوط بغداد وتعتقد ان روسيا ستقاتل الى جانبها رغم ان تصريحات وزير الخارجية الروسي جاءت مخيبة لأمل هذه القيادة حين تحدث لافروف عن ان روسيا لن تقاتل أي جيوش تقاتل في سوريا وبدا كما لو انه ينسحب من هذا المشهد ليستمر الكلام لتصريحات لا تنفع  حين تقع الفأس في الرأس.
الايام القليلة القادمة حاسمة واجتماع حوالي (11) رئيس اركان جيش لدول عديدة وبصورة عاجلة ومستمرة له دلالات كبيرة، والمؤتمرون اتخذوا مجموعة من القرارات والسيناريوهات المتعلقة بالحالة السورية. وهم ليسوا مؤتمر جنيف الثاني الذي جرت الدعوة اليه وجرفته التطورات الاخيرة وابعدت امكانية انعقاده لضياع فرص الحل السياسي التي كان من المأمول الامساك به قبل استعمال السلاح الكيماوي في غوطة دمشق..
لقد توفر للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ذريعة التدخل في سوريا نتاج استعمال السلاح الكيماوي وهو السيناريو الذي كان متوقعا منذ اكثر من سنة والذي حذر منه الاردن تكرارا حين لم يؤخذ تحذيره من جانب القيادة السورية على محمل الجد ولم يوضع في الحسبان ودخل النظام الى لعبة النفي او الحديث عن استعمال المعارضة للسلاح الكيماوي وتباينت حالات التحقيق التي كشفت عن استعمال سلاح كيماوي وهذا ما كان يعوز الغرب والادارة الاميركية اذ ان الدوافع الاخلاقية للرد على ذلك هي دوافع يجري توظيفها امام ضغط المجتمع الدولي..
على ماذا يراهن النظام السوري حتى الآن؟ هل يراهن على اخلاق الادارة الاميركية انها لن تضرب ام على شارعها انه سيمنعها ام على التهديدات الروسية التي تتزايد بعدم السماح بضربة والروس هنا جرى اختبارهم في اكثر من موقعة ومناسبة في تاريخ الصراع بين العرب وخصومهم إذ اثبتت التحالفات السابقة مع الاتحاد السوفييتي انها لا ترقى الى تدخل عسكري مع الاطراف الغربية ولا حتى مع اسرائيل في زمن عدوانها في عهد الرئيس عبدالناصر.. ام تراهن القيادة السورية على موقف حلفائها الايرانيين وحزب الله بالتدخل ام على قيام النظام السوري بتوسيع عدوانه خارج ارضه يشمل الاردن او لبنان او الاراضي التركية كما ظل يهدد بحرائق في هذه الجهات، النظام السوري يصل الآن الى قاع البئر وهو ما زال يصر على انه لن ينزل وهو يقبل المفتشين عن الاسلحة غير التقليدية رغم انه مقتنع انهم لن يقفوا معه كما حدث في العراق فالى ماذا ولماذا يتراجع النظام امام هكذا صيغة ولا يتراجع امام شعبه ويوفر على هذا الشعب المزيد من المعاناة القادمة والكارثية لن يتراجع النظام السوري وسيجد نفسه فجأة خارج المعادلة بعد ان يجلب لسوريا الدمار الكامل وربما الاحتلال والتقسيم وحروب الطوائف التي زرعت بذورها منذ بداية الازمة السورية.
لماذا لا يقرأ النظام السوري ان لا قاعدة شعبية له خارج سوريا وان الجماهير العربية التي اطلق الربيع العربي قدرتها على التعبير عن نفسها لم تقم في عواصمها المختلفة حتى الآن بمظاهرة واحدة لتأييد النظام لانها ترى كيف تعامل مع شعبه.
يدنا على قلوبنا لما سيحدث في سوريا بعد الآن وها هي تصعد على الصليب وكان الرجاء ان تعيش سوريا وان تبقى وان يتجنب شعبها المآسي والاهوال.. ولكن بعض المتحمسين ممن لا يقرأون الواقع ولا يحسنون التعامل معه يغامرون بها ويريدونها «شهيدة» ويتبرعون بها من اجل مصالحهم وكراسيهم واستمرار حكمهم..
على النظام السوري ان يدرك الآن، قبل فوات الأوان، وهو بالتأكيد لن يدرك ان البحث عن مشاجب لتعليق اخطائه وجرائمه عليها لا ينفع وان تحميل الاردن المسؤولية لا يفيد فذلك كمن يغطي الشمس بالغربال..