الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا في مهب المساومات

سوريا في مهب المساومات

21.12.2013
رأي البيان


البيان
الخميس 19/12/2013  
لاتزال مدينة حلب السورية ترزح تحت وطأة مجزرة بشعة يرتكبها النظام السوري، بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة لليوم الرابع على التوالي، حالها كحال غيرها من المناطق التي كانت أو ما زالت هدفاً له، وسط تلميح غربي إلى بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ضمن أي تسوية يتم الحديث عنها أو ترتيبها حالياً.
ومع أن أولى مشاهد القصف على المدينة الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، كانت مروعة للغاية وقوبلت باستنكار داخلي وخارجي شديد، وسط مناشدات لإنقاذ السكان المحاصرين، إلا أن ذلك لم يردع النظام عن مواصلة مجزرته التي اعتمد فيها على تنويع أهدافه بين منازل ومستشفيات ومدارس وطرق، ما جعل عمليات إجلاء الجثث وإسعاف الجرحى شبه مستحيلة.
واستمراراً في مسلسل نشر الموت والدمار في مختلف أرجاء سوريا، نفذ طيران النظام سلسلة انفجارات ضخمة على عقرب بريف حماه الجنوبي، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، الذين غصت بهم المستشفيات في الساعات الأولى من صباح أمس.
تلك المشاهد الدموية تترافق مع تسريبات من مصادر في المعارضة السورية، كشفت أن الدول الغربية نقلت للمعارضة رسالة مفادها أن محادثات السلام المرتقبة قد لا تؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، كما أنها ستحافظ على بقاء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها طرفاً أساسياً في أي حكومة انتقالية، بذريعة تفادي "حدوث فوضى" حال تنحيه عن السلطة أو عزله، ما يعني أن دماء عشرات آلاف السوريين الذين يقتلون يومياً منذ مطالبتهم بالحرية والكرامة والتغيير قد تذهبت هباء.
معادلة غريبة قد لا يفهمها البعض، ولكن نتيجتها محسومة لغير صالح الشعب السوري، بحسب مراقبين ومعارضين. بيد أن هذا الملف الذي بات يحمل كل يوم مفاجأة جديدة على الصعيد السياسي أو الميداني أو الإنساني، لا يمكن حسم نهايته، ربما نظراً لكثرة الأطراف التي تؤثر أو تحاول التأثير في مجرياته، بغرض مساندة السوريين أو حماية النظام، ولكل منها منطلقاته وتفسيراته..