الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا .. اقتراع وسط الأنقاض

سوريا .. اقتراع وسط الأنقاض

09.06.2014
صحيفة «غارديان» البريطانية



البيان
الاحد 8/6/2014   
تصور السلطات في دمشق انتخابات سوريا الرئاسية، ونتائجها المتوقعة سلفاً، كمثال للديمقراطية التي لاتزال تعمل وسط الشدائد، وتقول: "إننا على قيد الحياة، وسننتصر في نهاية المطاف". وهي بالنسبة إلى معارضي النظام، والكثيرين خارج منطقة الشرق الأوسط، بمثابة خدعة، ومزحة تسخر من أولئك الذين لقوا مصرعهم، والذين لا يزالون يموتون.وفي الحقيقة، فإن الفشل هو ما تمثله الانتخابات السورية قبل كل شيء، وهو تراكمٌ لإخفاقات متعددة ومتكررة على كافة المستويات؛ الشخصية والوطنية والدولية.
كان الأمر في البداية عبارة عن فشل رجل واحد، هو الرئيس السوري بشار الأسد، في فهم ما الذي تعنيه القيادة، الأمر الذي وضع سوريا على الطريق نحو الخراب. ولقد راوغ وتخبط الرئيس السوري الشاب، وذلك في ظل أبٍ طالما تعامل بقسوة مع المعارضة، وتحت تأثير عائلة ومستشارين غارقين في ثقافة سياسية تقوم على: عدم الاعتذار بتاتاً، وعدم التنازل أبدا، وعدم الوصول إلى حلول وسطى مطلقا.
من الصعب حاليا تذكر الآمال التي بزغت في المراحل الأولى من الصراع، عندما تم الإعلان عن أن الرئيس الأسد سيتبنى خطاب "الإصلاح". لقد صعد الرئيس بشار إلى المنصة مرارا وتكرارا، لتقديم لا شيء أكثر من خطاب طنان، ونظريات مؤامرة عن حبكات خارجية لتدمير سوريا. لقد أخفق مرة بعد أخرى، في التمييز بين المنتقدين والأعداء. وقد تسبب الرئيس بالأزمة، وكان داخلها، لكنه بدا أنه لم يفهمها مطلقاً.انبثق بعد ذلك فشل البلاد.
تذكر السوريون الفوضى التي سقطت فيها بلادهم بعد مغادرة الفرنسيين في عام 1946. وكانوا قد شهدوا انزلاق لبنان للحرب الأهلية، وجربوا كلا من معالجة وإدارة ذلك الصراع. لذلك فإنه ينبغي عليهم أن يكونوا على إدراك أفضل عندما يهددهم الخطر ذاته، غير أنه لم يتم استيعاب تلك الدروس. بعدها جاء فشل الدول الغربية التي شطبت النظام السوري للرئيس بشار الأسد، بشكل مبكر للغاية، وبالتالي صادرت أي دور للوساطة لحل الخلافات، وذلك في خضم حرصها على أن تكون في طليعة المنعطف. ومن ثم جاء فشل القوى الإقليمية، التي حولت الصراع السوري الى حرب بالوكالة في جهودها الرامية لإضرار وعزل بعضها.