الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا .. جذور الأزمة

سوريا .. جذور الأزمة

14.09.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 13/9/2015
يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي ودول الغرب عموما انتبهت فجأة إلى وجود أزمة تتعلق باللاجئين السوريين، بعد أن طرق بضعة عشرات الآلاف من اللاجئين أبواب بعض دولها خلال الفترة الأخيرة بحثا عن حياة آمنة.
وصول بضعة عشرات الآلاف او فلنقل حتى مئات الآلاف، جعل أوروبا كلها تعيش في حالة طوارئ واستنفار عام، واجتماعات فنية ووزارية ولقاءات على مستوى القمة والقادة الأوروبيين للتعامل مع أزمة دخول هؤلاء اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
ارتفع الجدل في أوروبا حول ما يجب اتخاذه من إجراءات للحد من تدفق اللاجئين، او اعتماد حصص لتقاسم هؤلاء القادمين، في حين تنسى هذه الدول في خضم هذا الجدل، أن دول المنطقة والجوار تستضيف وترعى ملايين اللاجئين والاشقاء السوريين على أراضيها منذ أكثر من 4 سنوات، نتيجة الفشل الذريع للمجتمع الدولي والغرب في المساعدة على إيجاد حل جذري لأصل الأزمة في سوريا.
لقد دفع وصول آلاف من اللاجئين السوريين الى أوروبا، البعض للتشكيك في مواقف الدول العربية إزاء هذه الأزمة، في محاولة رخيصة للنيل من هذه الدول التي قدمت وتقدم الكثير للشعب السوري الشقيق في محنته هذه.
إن الترويج الذي تقوم به بعض دول الغرب، من خلال إعلان بعضها استعدادها لاستضافة بضعة آلاف من السوريين، لا يساوي شيئا مقارنة مع أكثر من 4 ملايين من اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر والسودان، ومثلهم أو أكثر ممن يعيشون في دول الخليج ويعاملون كأشقاء، لا كلاجئين. ليس ذلك فحسب، بل إن دول الخليج وفي مقدمتها دولة قطر، ظلت ومنذ أكثر من 4 سنوات تقدم بشكل متواصل ومستمر وبلا منٍ ولا أذى ودون ضجيج، كل أنواع الدعم والمساعدات للشعب السوري، سواء للاجئين منهم في مخيمات اللجوء بدول الجوار أو لملايين النازحين في المدن والبلدات بالداخل السوري.
إن مساعدة الشعب السوري الحقيقية، لا تكمن في استضافة بضعة آلاف منهم ومنحهم حق اللجوء الذي يكفله القانون الدولي لهم، وانما بتوافر الإرادة السياسية اللازمة للمجتمع الدولي في وضع حد نهائي لجذور الأزمة.