الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا - إفريقيا الوسطى: "الخروج الآمن" لضمير العالم!

سوريا - إفريقيا الوسطى: "الخروج الآمن" لضمير العالم!

07.05.2014
شريف قنديل


المدينة
الثلاثاء 6/5/2014
سوريا - إفريقيا الوسطى: "الخروج الآمن" لضمير العالم!تصورت وأنا أتابع تكرار مصطلح (الخروج الآمن) في تناول الأزمة السورية أن المقصود به هو الرئيس بشار قبل أن أكتشف أنهم الثوار.. ويا للعار!
إنه الخروج الآمن لضمير العالم كله بأممه المتحدة وغير المتحدة، ومجلس أمنه الذي يفرّغ كل يوم من مضمونه!
لقد آن الأوان لهذا الضمير المزعوم أن يعتذر ليس لصدام حسين فقط، وإنما لمعمر القذافي أيضًا! لقد استيقظ سيادة الضمير في حالة صدام ثم نام.. وفي حالة القذافي ثم مات!
لقد وصل الحال -حال الثوار في سوريا- الذين أوهمهم الضمير العالمي أنه معهم إلى حد اعتبار خروجهم الآمن من حمص المحاصرة محض انتصار!
وفي ذلك يقول (ثائر الخالدية) لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الإنترنت "إن الاتفاق سيتبعه خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي.."!
السؤال الآن: من ثوَّر الثوار وصوَّر لهم الأمر أنه نزهة أو أنها أيام أو أسابيع أو حتى شهور قليلة وينتصر ضمير العالم لصالحهم؟! من ذا الذي طمّعهم في النصر وهم لا يملكون حولاً ولا قوة في مواجهة جبروت النظام؟
دقق في لحظة "الخروج الآمن" للثوار في سوريا ستجد جون كيري منغمسًا في الصلح بين ريك مشار وسيلفاكير في جنوب السودان! فهل هو الهروب الآمن من الملف السوري، والانشغال بما هو أفيد وأهم؟! أم هو مداراة الفشل الذريع في فلسطين والفشل الفظيع في سوريا؟!
هذا عن كيري.. أمّا عن بشار نفسه فقد انهمك في الاستعداد لعرس الديمقراطية الكبير الذي يأتي على شكل ورقة انتخاب قد تحمل اسمه ورمزه فقط.. ترى ماهو الرمز المقترح؟! السكين؟ أم البنزين؟ المجزرة أم المحرقة؟ سيقولون لك إنه (داعش) الذي منعنا من التصرّف، وإنها (النصرة ) التي حالت بيننا وبين مساعدة الثوار.. ويا للعار.. يا للعار!
هكذا سيقول (الضمير العالمي) في الحالة السورية فما الذي يقوله الآن في حالة إفريقيا الوسطى؟!
يقول الأستاذ جون جنيج مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة راعية أو صاحبة الضمير العالمي: "إن العزل الطائفي للمسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى لحمايتهم من الميليشيات المسيحية المسلحة يظهر فشل العالم في التعامل مع أزمة طائفية متفاقمة"، ويضيف جون :"هذا فشل جماعي للمجتمع الدولي.. إننا غير قادرين على توفير خروج آمن للناس، إذا بقي المسلمون فسيقتلون على الأرجح.. وإذا فروا فهذا ليس حلاً"!
في الحالة السورية كانت -وما زالت- حجة الإرهاب الإسلامي -إن صح هذا المصطلح- كافية لأن ينام سيادة (الضمير العالمي)، فماذا عن الحال في إفريقيا الوسطى؟!
هناك لا (داعش)، ولا (نصرة)، ولا (قاعدة)، ولا إرهابيين، أو مفكرين، أو حتى مقاتلين!
هناك في إفريقيا الوسطى تجار مسلمون مهرة، ومزارعون مهرة، وصناع مهرة تمكنوا من إنشاء اقتصاد قوي، مستمتعين بالحياة، ومقبلين على الآخرين من غير المسلمين! ألم يكن ذلك كافيًا أيُّها الضمير العالمي؟! أم أنك نمت بالفعل حتى الموت منذ عام 1948؟!