الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. أزمات سياسية أم أخلاقية؟

سورية.. أزمات سياسية أم أخلاقية؟

09.11.2013
الوطن السعودية


الجمعة 8/11/2013
بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة السورية استمرت 9 أيام، استطاع نظام بشار مدعوما بمقاتلين من حزب الله، أن يسيطر على بلدة السبينة جنوب دمشق. هذه البلدة كانت تشكل خط إمداد رئيس لمقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية لدمشق.
قوات بشار ومقاتلوه من إيران وحزب الله تحقق تقدما على الأرض، وأوراق الضغط السياسي باتت معظمها في أيدي الروس والنظام السوري؛ تمهيدا لـ"جنيف2"، بينما لا تزال إدارة أوباما تواصل المفاوضات والثرثرة بخصوص المؤتمر المزعوم وضرورة مشاركة المعارضة الوطنية السورية، مع وعود كيري الكلامية لدعم هذه المعارضة، التي خسرت في الأسابيع الماضية فقط بلدات الحسينية والذيابية والبويضة، وغزال في ريف دمشق، ثم السبينة، الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي.
إذًا، فالنظام السوري يحقق المكاسب على الأرض، والمعارضة تخسر بمرور الأيام، والأميركيون لا يلتفتون إلى ما يحدث على الأرض قدر التفاتهم وتركيزهم على المفاوضات المقبلة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في سورية.
وبعد الوفاة الإكلينيكية للأمم المتحدة، لا ينبغي أن نحمل الإدارة الأميركية "وحدها" تبعات ما يجري في سورية، هذه حقيقة يجب التوقف عندها، فالأميركيون لا يتحركون إلا بمقدار ما يتحقق لهم من مكاسب سياسية، شأنهم في ذلك شأن غيرهم، والمغامرات السياسية لا يحبذها الديموقراطيون كثيرا، ينبغي ألا ننسى أو نتناسى وجود خلافات عميقة وقوية بين أطراف المعارضة السورية، قد أتاحت للنظام السوري تحقيق النجاح على الأرض. هناك معارضة وطنية سورية، تضم جناحا سياسيا خارجيا، ومقاتلين في الداخل، وهناك تنظيمات مسلحة أخرى، بعضها أو معظمها تضم متطرفين من القاعدة وغيرها، مثلهم مثل مقاتلي حزب الله ولواء "أبو الفضل العباس" الذي يضم عناصر شيعية من جنسيات متعددة تقاتل إلى جانب النظام. قوات المعارضة من الجيش الحر والتنظيمات المسلحة الأخرى، تهدف جميعها إلى الإطاحة بنظام الأسد، وإن كان الهدف المبدئي واحدا، إلا أن كل فريق وتنظيم يقاتل وحده، مما سهل على الجيش النظامي وحلفائه تصفية بعض المناطق السورية من المعارضة والجماعات المسلحة الأخرى.
بقي القول، إن الخاسر من كل ما يحدث هو الشعب السوري، الذي يدفع ثمنا لهذه الصراعات الدموية والسياسية.
تذكروا ما قاله وزير خارجية المملكة، من أن الأزمة السورية تقتضي موقفا أخلاقيا وإنسانيا، قبل أن يكون سياسيا.