الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. أوجه مختلفة للإرهاب

سورية.. أوجه مختلفة للإرهاب

28.12.2014
الوطن السعودية



السبت 27-12-2014
المأساة الحقيقية في الأزمة السورية المروعة أن الإرهاب الذي يحدث هناك يتخذ أشكالا مختلفة. من إرهاب الجماعات والتنظيمات الجهادية المتطرفة إلى إرهاب النظام السوري الممنهج ضد إرادة الشعب الأعزل. بانوراما الإرهاب في سورية تتنوع وفق مدارس القمع والتسلط. من نظام مجرم أرعن يحترف القتل والتعذيب باسم البعث والقومية والممانعة؛ إلى كتائب وميليشيات همجية تحترف القتل ذاته والتعذيب والسبي باسم الدين العظيم والخلافة الموهومة.
وهنا لم يعد الشعب السوري أكثر من مجرد أرقام على شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام. بدا الاختلاف والتباين ظاهرا حول أعداد من شردوا، ومن نزحوا، ومن قضوا نحبهم في هذه الفوضى المدمرة. ملايين النازحين، ومئات الآلاف من المصابين والمقتولين، ومخيمات للاجئين تعاني أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة. نقص في الأغذية والأدوية، وتفشٍّ للأوبئة، في الوقت الذي لا تزال فيه القوى العظمى والمنظمات الدولية تحمل هذا الملف الشائك والمعقد بين حقائب الدبلوماسيين في أروقة الأمم المتحدة ومكاتب زعماء الكرملين والبيت الأبيض.
وللحق فإن نجاح التنظيمات الإرهابية المتطرفة بالدخول على الخط في الأزمة السورية، نتيجة الفراغ الدولي الفاضح هناك؛ قد أزاح عن كاهل النظام السوري شيئا من الجرائم المنظمة التي اقترفها النظام بحق شعبه. وباتت الأنظار تتجه إلى هذه التنظيمات التي أضحت، مع الأسف، واقعا مريرا وخطرا محدقا على المنطقة بأسرها. إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يجتمع مع هذه التنظيمات على طاولة حوار، إذ لا سياسة أو مساومة أو رؤية أو أهداف محددة لهذه التنظيمات. كل ما هنالك لغة السلاح والمواجهة، ومن هنا ازداد هذا الملف السوري تعقيدا وتشابكا، فلا بد من القضاء على هذه التنظيمات التي تتكاثر هناك بشكل ملفت حتى يتسنى للشعب السوري، والمعارضة، والمجتمع الدولي إسقاط نظام الأسد الذي فقد شرعيته تماما.
تنظيم "داعش" لا يقاتل نظيره في سفك الدماء - نظام الأسد - كما يتصور الدهماء، بل يقاتل الشعب السوري بأكمله، ويحاول احتلال هذا الوطن، وهناك الآن معارك طاحنة تدور بينه وبين الأكراد في شمال سورية. وسبق لهذا التنظيم أن قاتل الجيش الحر وكذلك باقي التنظيمات الجهادية الأخرى المشابهة له بسبب بعض الخلافات السياسية. ليتحول هذا الشعب إلى مجرد أرقام تسبقه عناوين سقوط قتلى وجرحى من الأطفال والنساء على كل شاشة، مرة باسم "داعش"، ومرة أخرى باسم النظام السوري والقوى التي تدعمه!