الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. التدخل المطلوب!

سورية.. التدخل المطلوب!

30.04.2013
صدقة يحي فاضل

عكاظ
الثلاثاء 30/4/2013
يمكن القول إن هناك طرفين رئيسيين يتصارعان على الأرض السورية ولكن الضحية الرئيسية لهذا الصراع هي غالبية الشعب السوري الذي يعاني من استبداد ودموية وتعسف النظام الأسدي، ورد فعل المعارضة الوطنية السورية، ولكل طرف مؤيدوه الإقليميون والعالميون الذين يتدخلون بقوة في هذا الصراع متسببين في تعقيده واستدامته.
ولو ترك الشعب السوري لوحده، ودون هذه التدخلات، لربما تمكنت غالبية الشعب السوري من الإطاحة بهذا النظام، وإقامة الحكم التمثيلي الذي ترتضيه. أما وقد «تدخل» من تدخل، فإن احتمال إطالة أمد هذا الصراع تظل قائمة، لتستمر معاناة ومأساة الشعب السوري، وسبب هذا التدخل هو كون ساحة المعركة «سورية.. قلب المنطقة العربية»، ومن ينقذ الشعب السوري من نظامه المستبد ومن هذه الدوامة، ثم يتركه ليقرر مصيره بنفسه ونوع الحكم الذي يريده، سيكون صديق هذا الشعب الصابر والصامد والمقهور للأبد.
لو لم تحصل هذه التدخلات لربما انتهت هذه الأزمة بعد أشهر قليلة من اندلاعها من مدينة «درعا». ولكن هذه الأزمة اعتبرت «بيئة» مواتية للتدخلات الأجنبية المختلفة، وماء عكرا.. يصطاد فيه الانتهازيون سواء بحسن أو بسوء نية، وما حصل في سورية كاد أن يحصل وعلى هذا المدى الواسع في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، بل يمكن القول إنه قابل للحصول في أي بلد عربي آخر، بسبب أهمية المنطقة العربية ــ إقليميا وعالميا ــ وكونها مطمعا مهما في سياسات السيطرة الدولية.
وهذا ما يدفع إلى مطالبة منظمة الأمم المتحدة بإنشاء جهاز رئيس بها، يتولى العمل على مقاومة الاستبداد السياسي المرفوض، والتدخل لتمكين شعوب الدول الأعضاء من حق تقرير مصيرها بنفسها، وحق اختيار النظام السياسي الذي تريده، ويعمل على خدمة مصالحها العامة، بعيدا عن المصالح الفئوية الخاصة. لا بد من وجود إجماع وعمل دولي مقنن ضد الاستبداد السياسي، والذي يمثل النظام الأسدي واحدا من أبشع صوره وأشكاله.