الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. الجنازة واللطم

سورية.. الجنازة واللطم

05.12.2013
عبدالمجيد الزهراني



الوطن السعودية
الاربعاء 4/12/2013
انقسمت سورية في ثورتها إلى نصفين، نصف مؤيد للجيش النظامي بكل آلته القمعية الجائرة أمام شعب أعزل، ونصف آخر مناهض لبشار وجيشه النظامي، وداعم للجيش الحُر.
انقسمت سورية في ثورتها إلى نصفين، نصف مؤيد للجيش النظامي بكل آلته القمعية الجائرة أمام شعب أعزل، ونصف آخر مناهض لبشار وجيشه النظامي، وداعم للجيش الحُر.
ذاك الانقسام في الحالة الثورية السورية، تبعه بشكل واضح، انقسام سورية إلى نصفين آخرين، من خلال إعلامها الحكومي والخاص، فقسم مع الحكومة وجيشها النظامي كما يُسمى، وقسم مع الجيش الحُر وامتداده الشعبي.
قسم إعلام الجيش النظامي لا ينقل إلا ما يتفق مع توجهاته، وهو القسم الأقوى؛ لأنه يملك القنوات والمال، بينما القسم الأضعف، هو بالتأكيد، قسم إعلام الثورة، أو إعلام الجيش الحُر.
حتى إعلام الثورة للأسف، انقسم إلى أقسام عدة، وفضائيات عدة، وكل فضائية تناصر ما تريد من أجزاء الثورة السورية، فهناك إعلام للجيش الحُر، وآخر لجبهة النصرة، وثالث لجهة ثالثة، وهكذا..
نخرج من سورية، ونوسّع الدائرة، إلى الوطن العربي الأكبر، ونجد نفس الانقسامات في رؤية الحالة السورية بأكثر من عين، فالفضائيات العربية لا يهمها من الوضع السوري كله، إلا ما يناسب أفكارها، وما يدعم توجهها، داخل الأرض السورية.
هذه اللعبة الإعلامية، في شكلها الداخلي الصغير في سورية، وفي شكلها الخارجي الكبير في الوطن العربي، لا تقدم أي خدمة للشعب البسيط الثائر، من أجل الكرامة والحرية، والعدالة الاجتماعية.
هذا الإعلام كله، لا يهمه الموت اليومي الذي يحدث في سورية لمئات الناس، وكل ما يهمه هو تصوير الجنازة واللطم.
نعم، مهمة الإعلام هي تصوير ونقل الحدث، لكن ليس بهذا الشكل المفزع في الانقسامات والمزايدات؛ لأنه لا أحد يدفع ثمن الموت غير بسطاء الشعب السوري الثائر، ولا أحد سواه يحمل الجنازة، ويلطم الوجه.