الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. الشعب والنظام في مرحلة اللاعودة

سورية.. الشعب والنظام في مرحلة اللاعودة

13.04.2013
الوطن السعودية

السبت 13/4/2013
فيما كانت جامعة الدول العربية سباقة في تقييم الوضع السوري من خلال مؤتمراتها والدول الأعضاء فيها خاصة دول مجلس التعاون والمملكة التي صدرت عن مسؤوليها الكثير من التصريحات حول أهمية تنحي الأسد وتسليح المعارضة، ما زال العالم بدوله المؤثرة متردداً في حسم الموقف، إذ لا يكفي أن يعرب وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في بيانهم الصادر أول من أمس بعد اجتماعهم في لندن "عن صدمتهم لعدد القتلى في النزاع في سورية الذين قدرتهم الأمم المتحدة بسبعين ألفاً" لأن هذه "الصدمة" لا تنقذ الشعب السوري مما هو فيه، ولأن عدد القتلى الفعلي أكثر من هذا العدد بكثير وفق جميع المؤشرات، فما زال هناك عدد كبير جداً من المفقودين والمعتقلين لدى النظام ممن لا يعرف مصيرهم.
كذلك لن ينقذ الشعب السوري وصف الرئيس الأميركي للوضع في بلدهم بأنه بلغ مرحلة حرجة، أو وصف الأمين العام للأمم المتحدة له بأنه أكثر وضع مقلق، أو دعوة وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني لمساعدة إنسانية أكبر... فالواقع يقول إن الوضع بلغ مرحلة اللاعودة لدى كل من الشعب والنظام، فالشعب لا يمكن أن يتراجع بعد كل هذا الكم من القتل والدمار والتعذيب والتجويع والتشريد وتنكيل النظام، والنظام ما زال متمسكاً ببقايا أمل من المساندة الروسية تخرج رموزه من الأزمة من غير محاسبة واستسلامه يعني نهايته ومحاسبة أولئك الرموز.. لذلك فإن الوضع مستمر على ما هو عليه ما لم تتدخل قوة خارجية أو يتم تسليح المعارضة بأسلحة قوية يستطيع بها ردع النظام ومنعه من مهاجمة المدنيين الأبرياء كما يفعل كل يوم في المناطق التي خرجت أو تكاد تخرج عن سيطرته.
أما المساعدات الإنسانية التي يتحدث عنها وزراء خارجية الدول الثماني، فهي لن تنهي المشكلة، وهي غالباً ستخضع لسيطرة النظام وتحكمه بها.
باختصار: الحقيقة الواضحة من اجتماع الدول الثماني تمثلت في اعتراف وزير الخارجية البريطاني بأن "العالم فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته حيال سورية وهو مستمر على هذا النهج"، فهل يعني ذلك أن الوضع في سورية لا حل له على المدى المنظور؟ والأبرياء سوف يستمرون بدفع ثمن صمت المجتمع الدولي.