الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. الضغط لإنقاذ الشعب وليس بقاء النظام

سورية.. الضغط لإنقاذ الشعب وليس بقاء النظام

10.02.2014
الوطن السعودية



9/2/2014
يأتي تحذير الائتلاف الوطني السوري من خطر مقبل على المناطق المحاصرة في حمص، معدا أن النظام السوري ينصب فخا للقضاء على من تبقى داخل المدينة، بموافقته على السماح بخروج مدنيين من تلك المناطق، ليؤكد مخاوف كثير من السوريين وغيرهم من حركة النظام التي يرون أنه سوف يتبعها بتكثيف القصف على المحاصرين. وهذا ما حدث فعليا إذ توقف دخول المساعدات الإنسانية أمس بسبب قصف النظام مما يعني أن قبول النظام بخروج المدنيين هو لعبة لإقناع المجتمع الدولي بجديته لممارسة ما يريد بعدها من دون رادع.
فهل بقاء الآلاف تحت الحصار وخروج حوالي 80 شخصا محاصرا معظمهم من النساء والأطفال لغاية أمس من منازلهم راحلين إلى المجهول سوف يقنع المجتمع الدولي للسكوت على أفعال النظام السوري لاحقا؟ وهل من المنطق إخراج الناس من بيوتهم ليتشردوا بدل بقائهم فيها، حيث يجب أن تصلهم المساعدات؟ وأي هدنة تلك التي يخرقها الطرف القاتل ويعجز المجتمع الدولي عن مواجهته؟ ومتى كان المجتمع الدولي يسكت على مثل هذه الأعمال التي لا تنتمي للإنسانية؟
أسئلة كثيرة تطرح ذاتها أمام العالم الذي يتلاعب أمامه نظام الأسد بحماية روسية ولا تحرك القوى الكبرى أو منظمة الأمم المتحدة ساكنا لردعه على الأقل ومنعه من تلك الممارسات التي تنتهك فيها حقوق البشر.
لذلك فإن تصريح منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، أمس بأن "كثيرا من المدنيين المرضى والجرحى لا يزالون في المدينة، وأن خروج عدد من المحاصرين أمس ما هو إلا خطوة صغيرة نحو الامتثال للقانون الدولي الإنساني" يفترض أن يؤخذ بعين الاعتبار ويطبق جديا، وإلا فالأمر لن يتجاوز كونه مراوغة جديدة من النظام لكسب الوقت. وكي توضع النقاط على الحروف لا بد أن يضغط على النظام لوقف القتال في جميع أنحاء الدولة ورفع الحصار عن جميع المدن والأحياء والسماح بإدخال المساعدات إلى الجميع من غير استثناء لمنطقة دون أخرى، فسياسة النظام السوري واضحة ومعروفة، وهي إعادة السيطرة على مناطق بعينها وإفراغها من سكانها تمهيدا لأحد السيناريوهات التي يبيت لها عبر خلق ديموغرافية جديدة. ومن الأفضل وقفه عند حده بضغط دولي والعمل على خيار صحيح يناسب الشعب وليس النظام.