الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية المحتلة!

سورية المحتلة!

09.02.2016
بينة الملحم



الرياض
الاثنين 8/2/2016
    من أطرف التصريحات السياسية التي أطلقها النظام السوري مؤخراً على لسان وزير خارجيته والمتحدث باسمه؛ أنّ أي تدخل بري أجنبي في الأراضي السورية هو بمثابة "عدوان" والمعتدون سيعودون "بصناديق خشبية".
سورية التي باتت مرتعاً للجماعات والتنظيمات الإرهابية ليس بدءاً من القاعدة وربما ليس انتهاء بداعش ويحتلها باسم الدفاع عن بشار ونظامه ومحاربة الإرهاب فيها وهماً أكبر نظام يرعى الإرهاب وجماعاته ويموّلها وبينما في الحقيقة هو يقضي ويبيد الشعب السوري فلا غرابة حينما يستمع أي أحد للمتحدث باسم النظام السوري وتصريحه الطريف أنه لن يتمالك نفسه من الضحك.
المعلم الذي ليس له من اسمه نصيب لم تعلّمه ونظامه الأحداث وإرهاصات صراع القوى على كعكة الربيع العربي المزعوم أنّ الصراع بين المواقف العالمية في الملف السوري إنما هو بين مواقف "مافيوية" واقتصادية استثمارية، كما في بُغية واحتلال إيران والموقف الصيني والتدخل الروسي.
لم ترتعد فرائص المتحدث باسم النظام السوري ووزير خارجيته فحسب من خبر مشاركة السعودية بالذات برياً بمحاربة والقضاء على داعش إنما ومن يحارب لبقاء هذا النظام وداعش نفسها.
صحيحٌ أن النظام السوري قد كسب بعض الجولات بسبب العاملين الاثنين الإقليمي والعالمي، وهي جولات موقتة، فالنفوذ الإيراني المعلوم لتسيير النظام السوري ودعمه، مالياً من خلال منحه فرصة نقل النفط الإيراني مما قد كان يعطي نظام الأسد بعض الدعم المادي، وهذه البادرة يمكن أن نسميها "التبرعات الإيرانية للنظام السوري" وهي تبرعات لم تمدها إيران يوماً للشعب السوري. العامل الثاني العالمي: ويمثل هذا العامل دولتي الصين وروسيا، حيث تنافحان عن سورية في المحافل الدولية، وفي المباحثات، وفي مجلس الأمن من قبل ومؤخراً تدخلها العسكري فيها.
ومن خلال إدراك هذين العاملين نعلم أن القوة ليست في النظام السوري المتهالك والجائع أصلاً، علماً أن قوته مزيّفة، فهو نظام جريح وموجوع، لكنه مثل من جُرح وصار يحارب برجلٍ واحدةٍ، ويدٍ واحدة، وما مثل هذا التصريح الذي لا يصدر إلا من تلميذ بليد يدرك بأن هذا النظام لن يكون نظاماً أبدياً وهو إلى زوال..