الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. تداعيات الكيماوي تطل على أرض الواقع

سورية.. تداعيات الكيماوي تطل على أرض الواقع

31.12.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 30-12-2014
منذ اندلاع الثورة السورية وحتى الآن، لم يكن نظام بشار سوى ميليشيا عسكرية منظمة، تعد واجهة لإيران وروسيا. بقاء النظام السوري حتى الآن كان بفضل هاتين الدولتين، مثلما ساعده تخاذل المجتمع الدولي، وتردد إدارة أوباما في إنهاء الأزمة قبل عامين.
نظام الأسد، وبعد أن فقد شرعيته، وفقد ولاء شعبه، اضطر إلى التحالف مع نظامي طهران وموسكو، وبقاء النظام كان مرهونا ببيع الوطن السوري، ليتحول هذا البلد إلى ساحة للصراع والمواجهة بين القوى الدولية والإقليمية. ولأن الأنظمة القمعية - حال نظام البعث - هشة وكرتونية ولا تقوم على أسس من المواطنة والعدل والشرعية فقد عمد نظام بشار إلى لغة السلاح مباشرة، وكحال أي جيش يعمل تحت مظلة نظام قمعي فإن الجيش السوري قد انخفض عدده من 325 ألف مقاتل في بدء الثورة إلى 150 ألفا. 50 ألفا منهم قتلوا، وانشق عن هذا الجيش أكثر من 75 ألفا، بعضهم هاجر خارج سورية. فكيف لهذا النظام أن يصمد على الأرض؟
بالطبع فإن نظام بشار لا يعتمد على الجيش السوري النظامي وحده، قدر اعتماده بشكل كبير على الدعم البشري من مقاتلي حزب الله وباقي جيوب الحرس الثوري الإيراني والفيالق التابعة له. من هنا تحولت سورية إلى بركة دماء.
في 2013 هاجم النظام السوري الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية، وقتل على إثر ذلك الهجوم أكثر من 1500 مدني، ما دفع بأوباما إلى التهديد بضربة نوعية لمواقع حساسة تتبع للنظام السوري، لكنه عدل عن ذلك وتراجع، وكانت الإشاعات قد صدرت أن هذه الأسلحة ما هي إلا كذبة أميركية أخرى في المنطقة، لكن آثار هذه الجريمة وتداعياتها خرجت الآن، حيث بدأت تظهر العديد من حالات التشوه على الأجنة الذين يولدون لآباء عاصروا تلك الجريمة أو كانوا في الغوطة الشرقية أثناء القصف الكيماوي.
سورية الآن تمثل أعقد ملف سياسي دولي، مثلما تمثل أصعب وضع إنساني، وما يزيد من تعقيد أزمتها استمرار أعداد القتلى والنازحين، والانسداد السياسي الواضح لإيجاد مخرج حقيقي لهذه الأزمة.