الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. تدخل عسكري وتخبط سياسي

سورية.. تدخل عسكري وتخبط سياسي

31.08.2013
الوطن السعودية



الخميس 29/8/2013
أجلت روسيا أمس 116 من رعاياها في سورية، في حين هدأت لغة وزير خارجيتها سيرجي لافروف، كثيرا في الأيام الأخيرة، وباتت تصريحاته أقرب إلى النصيحة بعدم التدخل العسكري أكثر من كونها تعبيرا عن موقف رسمي واضح من هذا التدخل.
سيناريو الضربة العسكرية بات وشيكا، لأنه أصبح ضروريا، غير أن ملامحه ليست واضحة، بسبب التخبط السياسي للغرب تجاه الأزمة السورية. كل ما هو مرتقب ضربة نوعية لأهداف محددة لقوات النظام السوري، حتى يرتدع عن استخدام الكيماوي أو الأسلحة المحرمة دوليا. والبعض يشكك في أنها قد تغير موازين القوى فعليا على الأرض السورية، وبالتالي إسقاط النظام بأكمله، وهنا بيت القصيد، أي أن هذه الضربة إذا لم تحقق المراد منها وهو إسقاط النظام والقضاء على منظومة أسلحته الثقيلة فإن هذا التدخل قد لا يتعدى كونه إجراءً أخلاقيا لامتصاص الرأي العام في الغرب والشرق الأوسط، خاصة بعد وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرد في حال ثبت تورط نظام بشار في استخدام الكيماوي، وبالتالي يصبح هذا التدخل المحدود مجرد موقف يحسب للإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين بعد فشلهم الاستراتيجي في المنطقة عقب الربيع العربي. هناك أيضا مخاوف غربية حول عدة أمور تتعلق بهذا الشأن، منها انسحاب هذا التدخل على المناطق القريبة من سورية، خاصة تركيا ولبنان وإسرائيل، وقد استعدت الأخيرة بمنظومة ردع على حدودها تحسباً لأي هجمات من حزب الله أو النظام السوري.
ما يبعث على القلق تحديدا، هو مدى حصر أضرار هذا التدخل على أهدافه المحددة، وعدم تأثيره على حياة المدنيين السوريين، وهو ما تخشاه منظمات دولية كثيرة. أما مرحلة ما بعد الأسد فمن الواضح أنها لا تزال ضبابية، هناك مخاوف من تصدر الجماعات المسلحة في سورية المشهد السياسي مستقبلا.
بالتأكيد فإن جميع هذه المعطيات قد أخذت في الاعتبار من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تحديدا، فالأميركيون لديهم تجارب عسكرية سابقة في أفغانستان والعراق وحتى في دول البلقان، تركت آثارا سيئة في تاريخ أميركا، وشوهت صورتها كثيرا، الأمر الذي يحاول أوباما جاهدا محوه من ذاكرة الرأي العام العالمي.