الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية تضيع بين ‘جنيف ’1 و’جنيف 2′

سورية تضيع بين ‘جنيف ’1 و’جنيف 2′

29.05.2013
فتحي احمد


القدس العربي
الاربعاء 29/5/2013
بانتظار موعد عقد جنيف 2 في مطلع حزيران القادم كان الهدف من عقد جنيف 1 هو تشكيل حكومة انتقالية والتوصل الى هدنة طويلة الامد لقد فشل المؤتمر بسبب خلافات تمحورت حول دور الاسد في الحكومة الجديدة في الوقت الذي لم يكن هنالك قرار بترك السلاح البؤرة الخلافية هو الاسد المعارضة ما زالت تصر على استبعاد الاسد من أي حل قادم وقد اكدت دول اصدقاء سورية التي اجتمعت في سورية على انه لا يمكن ان يكون لبشار الاسد ونظامه ومساعديه المقربين أي دور في مستقبل سورية اما في المؤتمر الذي عقد في اسطنبول اكد وزير الخارجية الامريكية في ختام المؤتمر ان بلاده ستزيد مساعدتها غير القتالية الى المعارضة السورية دون التطرق الى وضع الاسد اذن نترقب مؤتمر جنيف الثاني حيث وافقت دمشق على حضوره لتبقى الكره في ملعب النظام في الوقت الذي تصر فيه المعارضة على عدم بقاء الاسد لمرحلة جديدة واقصد في الحكومة الانتقالية القادمة المهم في الامر ان هنالك اتفاق بين روسيا وامريكيا على وحدة الاراضي السورية حيث اتفقوا على امر اساسي وذلك للحيلولة دون تحويلها الى دولة فاشلة تستقطب جميع الحركات المتطرفة والمتشددة المقربة من القاعدة الامر الذي سيهدد من استقرار المنطقة ويشعل فتيل حرب طائفية خاصة هذا يقودنا الى ان الرؤية الروسية والامريكية باتت موحدة حول توحيد سورية بحيث يستبعد اعلاميا البطش الاسدي عن شوارع الشام ليحل اعلاميا محله بعبع القاعدة والحركات الاسلامية الاخرى.
من هنا يداس الشعب تحت اقدام القاعدة والنظام فهذا صحيح لا يوجد هنالك من ينكر ان الساحة السورية تعج بكل اطياف الحركات الاسلامية والعلمانية ومن خلال تصريحات الشخصيات الامريكية مثل جون كيري توحي لنا ان الحركات العلمانية تحت العباءة الامريكية وفي نفس الوقت تبتغي ان تظهر للشعب السوري والعالم.
ان الخوف على سورية من الحركات الاسلامية وعلى رأسها تنظيم القاعدة بمعنى اخر التقى الهدف الامريكي والروسي ليحقق عدة اهداف منها الامن الاسرائيلي الذي لا يوجد من يصونه الا الاسد، بالإضافة الى ابعاد الاسلام عن الشام في الوقت الذي تتلقى فيه مخابرات الدول العظمى تقارير ان دولة الاسلام بدأت تتشكل في سورية مما دفع العالم الغربي بضرورة تدخله السريع والعاجل لتبديد الدولة الاسلامية واعني هنا دولة على غرار دولة الرسول فهي ليست بدولة تشبه دولة الاخوان في مصر دولة الاسلام النقي التي تشكلت بقيادة رسول البشرية عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة كنواة دولة اسلامية على منهاج النبوة المستمدة شرعها من القرآن والسنة النبوية، لكن يبقى للثوار رأيهم ربما يذهب جلهم الى التخلص من الاسد على ان يبقى النظام كما هو والقليلة المتبقية ترفض الا ان تستمر الثورة حتى تحقيق هدفها المتمثل في اقامة دولة الاسلام كنقطة انطلاق الى دول العالم الاسلامي زبدة الكلام تتلخص في ان الرؤية الامريكية الروسية توحدت في الشام لاعتبارات ذكرتها في مقالتي هذه لكن يبقى للشعب السوري كلمة وهي الى متى تبقى سورية يوسف العظم رهينة الاستعمار؟