الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. فشل الرهان على الإرهاب

سورية.. فشل الرهان على الإرهاب

29.04.2015
الوطن السعودية



الثلاثاء 28-4-2015
 كلما شعر النظام السوري باقتراب نهايته، اشتد شراسة ووحشية في قتل المدنيين الأبرياء.
فقد كثف طيران النظام أمس وأول من أمس غاراته الجوية على مناطق قرب محافظة إدلب، قتل فيها أكثر من 50 مدنيا بينهم ثمانية أطفال وتسع نساء.
تلقى هذا النظام ضربة موجعة بعد سيطرة الجماعات المسلحة على إحدى القواعد العسكرية المهمة، وذلك بعد يومين من سيطرتها على بلدة جسر الشغور الاستراتيجية.
نظام الأسد، وبمساندة إيران وروسيا، حوّل سورية إلى مسرح للجماعات التكفيرية الإرهابية، فمن "جبهة النصرة" إلى "داعش" إلى "مقاتلي جيش الفتح" الذين سيطروا على معسكر القرميد في محافظة إدلب.
وفي سورية الآن، وإضافة إلى هذه التنظيمات، توجد عناصر من "حزب حسن نصرالله" و"حزب الله السوري" وعناصر أخرى من "الباسيج" للإشراف العسكري ومساندة وتوجيه جيش النظام والميليشيات المساندة له.
حرب الوكالة التي يخوضها بشار نيابة عن إيران لا تحتاج إلى دليل. حسين همداني القائد السابق للحرس الثوري الإيراني أعلن ذلك قبل أشهر عدة، وبكل وضوح قال: "نظام بشار يقاتل عنا، ونحن مستعدون لإرسال 130 ألف عنصر من الباسيج". وبذلك تحولت سورية إلى مستنقع دماء.
صحيح أن الدور الروسي واضح في استمرار نظام بشار ودعمه، لكن الدور الإيراني لا يتوقف على المساندة السياسية وإرسال الإمدادات العسكرية كما تفعل موسكو، بل تعدى ذلك إلى الإشراف المباشر والمستمر على كل التحركات العسكرية التي ينفذها جيش النظام ضد الشعب السوري، ما يعني أن النظام السوري لم يعد لديه خيار فيما يتعلق بهذه الأزمة، ومن يتصور أن بشار قادر على المفاوضة أو اللعب بأية أوراق سياسية فهو واهم حقا. النظام السوري هو جيش طهران في دمشق، ولسانها الناطق في كل ما يتعلق بهذه الأزمة.
لا شك أن هذا الاحتلال الإيراني لسورية لن يدوم، هذه المعادلة التي تقوم على الاحتراب الطائفي وجر كل التنظيمات الإرهابية إلى هناك، وتحويلها إلى حمام دم، وإن صمدت كل هذه السنوات؛ إلا أنها ستتغير قريبا، فالتاريخ يشهد أن الحروب بالوكالة تنتهي حتما بالخسارة، صحيح أن البدائل السياسية لا تشجع في المستقبل القريب، لأن الإرهاب تركز في سورية، لكن السوريين بالتأكيد سيتخلصون من كل أشكال الإرهاب وطوائفه وميليشياته.