الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. عبث الحراك السياسي

سورية.. عبث الحراك السياسي

24.10.2013
الوطن السعودية


الاربعاء 23/10/2013
عقد مؤتمر أصدقاء سورية في لندن أمس. مؤتمر لندن 11، يهدف إلى إقناع ائتلاف المعارضة السورية بالمشاركة في جنيف2، هذا الهدف صرح به جون كيري وزير الخارجية الأميركي ونظيره البريطاني وليام هيج.
الأخير يرى أن مشاركة ائتلاف المعارضة في جنيف2 أمر ضروري، لأن الشعب السوري بات بين خيارين أحلاهما مر، إما نظام الأسد، أو المتطرفين من الجماعات المسلحة الإسلاموية.
هو يرى أن القتال تحول في سورية إلى صراع طائفي، وأنه لا حل إلا بعقد "جنيف2" وبمشاركة قوى المعارضة، وكأن الوزير البريطاني، الذي تستضيف بلاده هذا المؤتمر، يحمل قوى المعارضة السورية مسؤولية نجاح المؤتمر المزمع عقده في 23 نوفمبر المقبل، والذي لم يتأكد رسميا بعد. أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض يرى، كما صرح بالأمس، أن المعارضة السورية تجازف بمصداقيتها إذا لم يكن الهدف من المؤتمر هو الإطاحة بنظام الأسد.
هذه الفوضى السياسية التي تحدث حول سورية ليست في صالح أحد سوى نظام بشار، فقد صرح الأسد أنه لا يعلق آمالا على مؤتمر جنيف2، وأنه قد يرشح نفسه للانتخابات السورية المقبلة، في تهريج سياسي واضح، يكشف المهازل السياسية التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية. كان من المفترض أن يكون الأسد هو من يبحث عن عقد المؤتمر، ويسير إليه مرغما، كان ينبغي أن يكون موقف المعارضة أقوى مما هو عليه، كان من المفترض أيضا ألا تتحول سورية إلى مسرح للمتطرفين والطائفيين، وأن يتم دعم المعارضة السورية الوطنية منذ البداية، ولو أراد المجتمع الدولي فعل ذلك لفعله، ولسعى بشار إلى المؤتمر، ولكان موقف المعارضة أقوى منه بمراحل، لكن الإرادة الدولية مفقودة، وسياسات واشنطن في المنطقة أصابها عطب كبير، وتحول لافت، ومما ساعد على هذا الفشل السياسي في سورية تراخي رأسها الأمم المتحدة في إيجاد مخرج للأزمة، مما يؤكد أن هذه المنظمة الدولية تسيرها مصالح الدول الكبرى فقط.
وحتى يعقد "جنيف2" فإن المفاوضات ستسير على قدم وساق، وبالتوازي معها ستزيد وتيرة القتل في سورية، وسيرتفع عدد القتلى والجرحى والمشردين. إنهاء الأزمة السورية لن يكون بالمؤتمرات والمفاوضات، بل بالعمل على الأرض.