الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية كيف تكون؟

سورية كيف تكون؟

24.07.2013
فهد الخيطان

الغد الاردنية
الاربعاء 24/7/2013
مع مرور الوقت، تتقلص خيارات الولايات المتحدة الأميركية حيال الأزمة السورية؛ رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، كان في غاية الحذر وهو يعرض السيناريوهات المتاحة أمام الإدارة الأميركية. ديمبسي قال للكونغرس إن استخدام القوة العسكرية في سورية لا يعني سوى الحرب التي ستكلف أميركا مليارات الدولارات.
الجنرال الأميركي طرح خمسة أشكال للتدخل: تدريب المعارضة السورية؛ فرض مناطق حظر جوي؛ توجيه ضربات عسكرية مركزة؛ تأسيس مناطق عازلة داخل سورية؛ والسيطرة على الأسلحة الكيماوية. وأوضح أن كلفة الخيار الأول لا تقل عن 500 مليون دولار سنويا، بينما تصل كلفة الخيارات الأخرى نحو مليار دولار في الشهر.
يعتقد العديد من الساسة والمحللين في المنطقة أنه ليس في وارد الإدارة الأميركية التدخل عسكريا في سورية، وما من خيارات أمامها سوى التركيز على دعم المعارضة السورية. وحسب تقارير إخبارية أميركية، من المتوقع أن تصل الشحنات الأولى من السلاح لمجموعات منتقاة من المعارضة السورية أوائل الشهر المقبل. وحسب تصريحات للمعارض السوري هيثم مناع، فإن الإدارة الأميركية أوكلت المهمة لجهاز المخابرات السعودي.
بيد أن أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس شككوا خلال المناقشات مع الجنرال ديمبسي، في قدرة الولايات المتحدة على منع وصول الأسلحة لمجموعات متطرفة ومحسوبة على تنظيم القاعدة.
المشكلة في نظر بعض دول المنطقة لا تكمن في هذا الجانب فقط، بل في محدودية التأثير الذي يمكن أن تُحدثه عملية التسليح على ميزان القوى في سورية.
ثمة اعتقاد لدى هذه الأوساط بأن الأحداث في سورية تجاوزت قدرة الأطراف الدولية على ضبطها، وبأن سورية تسير نحو التفكك إلى دويلات ومحليات صغيرة. قبل أيام، طرح سياسيون أكراد مسودة دستور للنقاش، سيفضي في حال تبنيه إلى تأسيس حكم ذاتي في المناطق الكردية. سبق الخطوة عمليات عسكرية شنها مقاتلون أكراد لتطهير مناطقهم من مجموعات "القاعدة"، وقد تمكنوا من دحرها فعلا. في الأثناء، تستعد دولة العراق الإسلامية لإعلان دولة شقيقة في مناطق شمال سورية مع نهاية شهر رمضان الحالي. وإلى جانب هؤلاء، هناك حكومة لمعارضة الخارج، وأخرى مركزية في دمشق تمثل الدولة السورية.
وعند الغوص أكثر في الداخل السوري، سنجد عشرات الحكومات الصغيرة على مستوى البلدات والأحياء، تتولى إدارة شؤون الحياة اليومية للسكان.
وسط هذا كله، يخوض الجيش السوري معارك على كل الجبهات، ويحقق باعتراف أطراف في المعارضة مكاسب ملموسة. لكنه لن يكون قادرا على حسم المواجهة على المدى المتوسط، وسيضطر للتعايش مع وضعية أمنية رخوة لا يمكن مسكها كما كانت الحال في السابق.
ذلك كله يدفع بسياسيين ورسميين إلى القول، وعلامات الإحباط على وجوههم: سورية التي عرفتموها في السابق لن تكون في المستقبل.
أما الحل السياسي وجهود المجتمع الدولي لعقد مؤتمر "جنيف2"، فلم يعد موضوعا مطروحا كما كان قبل أشهر. وأفاد مسؤولون أميركيون قبل أيام أن المؤتمر العتيد لن ينعقد هذا العام.
النظام السوري بعنجهيته ودمويته زج بسورية في دوامة الصراع، ثم تكفلت المعارضة بتشكيلاتها المتطرفة بالإجهاز عليها وتفكيكها.
fahed.khitan@alghad.jo