الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. مسرح الصراع الدولي

سورية.. مسرح الصراع الدولي

19.09.2013
الوطن السعودية



الاربعاء 18/9/2013
أول من أمس، أكد المفتشون الدوليون التابعون للأمم المتحدة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. هذا التأكيد لم يكن السوريون بحاجة إليه؛ لأن الجميع يعلم بأن نظام بشار استخدم كافة الأسلحة المحرمة دوليا التي بحوزته ضد شعبه الأعزل. السوريون في حاجة ماسة إلى إسقاط نظام الأسد؛ لأن المأساة الإنسانية على الأرض السورية بلغت أقصى حدودها، الأحياء تدمر عبر منهجية القصف العشوائي، والقتل على الهوية أصبح عملا روتينيا يوميا، لتتحول سورية إلى مسرح مرعب للعديد من الجماعات المسلحة، وللقوى العظمى أيضا، أما التطهير العرقي والطائفي فهو عمل يقوم به كل من استطاع حمل السلاح. في سورية الآن تجتمع كل أطياف العنف والتدمير، الإرهاب بشتى أنواعه وصوره يحضر في مختلف المدن والأرياف السورية، وإن كان النظام يتحمل المسؤولية الأكبر في تحويل الشام إلى جحيم مستعر لم تطفئ نيرانه حتى القوى العظمى.
خرج الملف السوري من حدوده الإقليمية ليتمدد إلى العالم، حتى الصين أصبحت تبحث عن دور فعلي في الأزمة السورية، دولت الأزمة بشكل غير مسبوق، والواضح أن هناك ارتباكا سياسيا حقيقيا فيما يخص هذا الملف الأصعب في العالم حاليا. تصريحات الخارجية الأميركية ونظيرتها الروسية تتضارب كل يوم، هناك شد وجذب، وهناك مفارقات عجيبة عند الحديث عن السلاح الكيماوي والتدخل العسكري. روسيا تستميت في الدفاع عن النظام، وأميركا ومن ورائها فرنسا وبقية الاتحاد الأوروبي يهددون بالتدخل العسكري تارة ثم ما يلبثون أن يعودوا إلى الحديث عن أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
سنأخذ بعين الاعتبار أن روسيا عادت في مرحلة بوتين إلى استعادة دورها العالمي، لكن ما الذي جعلها تصمد في وجه القوى الغربية أجمع وبهذه القوة، مع أنها فشلت أكثر من مرة قبل أزمة سورية؟ روسيا لن تقوى على الوقوف في وجه القوى العظمى في الغرب إلا إذا كانت هناك إشكالات لدى تلك القوى، وإشكالات أميركا وأوروبا فيما يخص الأزمة السورية تكمن في حسابات الربح والخسارة، والبدائل الممكنة عن نظام الأسد، ومعادلات الأمن الإسرائيلي، وإذا ما تمكنت من وضع حلول لتلك المعادلات والتوصل إلى نتائج جيدة فستحسم أمرها فورا.