الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. من سقوط النظام إلى سقوط الوطن

سورية.. من سقوط النظام إلى سقوط الوطن

22.07.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاثنين 22/7/2013
في شمال سورية وتحديدا في بلدة تل أبيض على مقربة من الحدود التركية وقعت معارك واشتباكات بين الجماعات الدينية المتطرفة والقوات الكردية، حاولت تلك الجماعات - وهي تابعة لتنظيم القاعدة - زرع متفجرات في إحدى الثكنات الكردية، ورد الأكراد بخطف عدة مقاتلين من تلك الجماعات بينهم زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. لواء الأكراد أفرج عن "أبي مصعب" زعيم هذا التنظيم مقابل إفراج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن 300 مواطن كردي اعتقلتهم كرد على اعتقال زعيمهم.
لم يعد الصراع في سورية منحصرا بين النظام والمعارضة، الأوراق اختطلت، والمدة المتبقية حتى يسقط النظام كافية لبعثرة الأوراق وتفتيت سورية، كان العراق مثالا لهذا التفتت السياسي والانفلات الأمني، أما الآن فإن المشهد السوري تأخر كثيرا عن نظيره العراقي، وباتت سورية مسرحا لتصفية الحسابات السياسية، وللقتال باسم المقاومة أو الدين أو الحروب بالوكالة. نظام بشار والمجتمع الدولي بقواه مجتمعة أسهما في تدهور الأوضاع على الأرض السورية، فمشكلة سورية لا تقتصر على الأفواج اليومية للنازحين إلى دول الجوار، والحالة الإنسانية المتردية والحصار على بعض المدن من قبل النظام، وشح المواد الغذائية، والقتل اليومي، بل تتعدى كل ذلك إلى انهيار الكيان السوري، الوطن بأكمله، إنسانا وأرضا، هناك معضلة ديموجرافية تاريخية تواجهها سورية الآن، عوائل قرى بأكملها تمت تصفيتها، عمليات التطهير هذه أسوأ ما يمكن أن تواجهه سورية حتى بعد سقوط نظامها. هناك أنباء عن محاولة نظام بشار توطين آلاف العناصر الشيعية من إيران وحزب الله في حمص. أما عن القتال في تل أبيض فهو بغية السيطرة على حقول النفط شمال شرقي سورية، الأتراك يخشون من سيطرة كردية تامة على هذه المنطقة، فعزز جيشهم من تواجده على الحدود بعد أن هدد الأكراد في تركيا الحكومة التركية بأن هذه فرصتها الأخيرة لدفع عملية السلام.
نظام بشار وإيران وروسيا وحزب الله والقاعدة والأكراد، بل وحتى إسرائيل إذا استدعى الأمر؛ جميعهم يتقاتلون في سورية، فضاعت الثورة، وتلاشت أحلام السوريين في إسقاط النظام وبناء وطن ديموقراطي. مشكلة سورية أن حلها ربما يكون أبعد من محيطها الذي يتصارع عليه الجميع.