الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية... والساعات الأخيرة

سورية... والساعات الأخيرة

02.04.2013
عبدالعزيز الكندري

الرأي العام
الثلاثاء:2 -نيسان -2013
ما الذي حدث في سورية ويحدث، من كان يعتقد أن نظاما مثل النظام السوري الذي بنى آلته العسكرية والمخابراتية لهذه اللحظة أن تحدث لديه ثورة بهذا الشكل والحجم، نعم هي بطيئة ولكن تسير بشكل متدرج ومتقن! ما هذه الوحشية والهمجية التي يمارسها النظام السوري في مواجهة شعبه والمواطنين العزل وهو القائل «من يقتل شعبه هو إنسان مجنون»؟! ولعل وصية آصف شوكت لرجاله بحمص خير مثال على ذلك عندما قال لهم: «افعلوا كل شيء بحمص إلا الرحمة»... أي نظام دموي هذا؟!
المشهد السوري سيكون في غاية السوء وهو بسبب النظام بالدرجة الأولى... لأنه من يقاتل الآن ويدعم الأطراف هم الإيرانيون والروس وحزب الله، ويقال بأن الحزب أطلق ثلث قوته العسكرية لتقاتل بجانب النظام وهي أكبر حرب يخوضها وهذا ما سيلقي بظلاله على المشهد اللبناني... وهو بدأ بالفعل، ولعل الأخبار التي تأتي من لبنان وهذا الاحتقان الموجود شاهد على ذلك، وأعتقد بأن السياسيين في الحزب معارضون للتدخل في الشأن السوري ولكن الكلمة الأولى والأخيرة هي لأهل الميدان من القادة العسكريين مع كل أسف. وجبهة النصرة، وبعض أتباع الأجهزة الأمنية في بعض الدول، إضافة إلى الجهات الداعمة للشعب السوري الأعزل.
عموما وفي كل الأحوال، فإن هناك أمراً ما حدث في دمشق، وهذا واضح من خلال التقدم الكبير الذي أحرزه الثوار على الأرض، ونوعية الانشقاقات خصوصا من الطائفة العلوية، وحسناً فعلت هذه الطائفة عندما اجتمعت ووقفت بجانب الشعب السوري ومطالبه العادلة ونزعت الغطاء عن النظام، حتى أن الروس أدركوا بأن نهاية النظام قريبة من خلال التقدم الكبير والنوعي الذي يحرزه الجيش الحر، ولكنهم في الوقت نفسه يمارسون نوعا أكبر من الضغط لضمان بعض من مصالحهم بعد سقوط فرعون سورية، وهم متيقنون من ذلك خصوصا عندما تسمع المحللين السياسيين من روسيا بأن موسكو غير حريصة على بقاء النظام. أما الولايات المتحدة فأعتقد بأنها عاجزة عن فعل شيء بسبب سياسات الحزب الجمهوري السابقة التي أدخلتهم حروب الاستنزاف إضافة إلى الوضع المالي الداخلي المعقد... والذي قد ينذر بمشاكل مالية في المستقبل.
بشار الأسد، والنظام السوري الآن جريح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى إن لم يكن به نزيف أصلاً، والأسد الجريح يكون خطره أكبر من السليم، وقد يرتكب حماقات ومجازر لا تخطر على بال أحد في الأيام خصوصا في الساعات الأخيرة من عمره، ولدي شك بأن النظام السوري يستطيع أن يكمل هذا العام... وقد يسقط في أي لحظة وقد تكون ساعاته الأخيرة، لكن متى وكيف؟، لا شك أن ما يحدث الآن في دمشق واختراق عمق النظام هو بداية النهاية لنظام شرس دموي جثم على صدر الشعب السوري لسنوات طويلة، وكان يتاجر بالقضية الفلسطينية وأنه نظام ممانعة، الآن عرفنا الممانعة التي يقصدها وهي من شعبه، بل أصبح من الواضح أنه من أقرب الناس للنظام الإسرائيلي.
ولكن ما هو مطلوب الآن من الدول العربية الدائمة للشعب السوري؟ المطلوب هو محاولة التقريب بين المعارضة السورية بمختلف طوائفها، لإبعاد شبح الحرب الأهلية بعد سقوط النظام، ومنع امتداد الحرب لخارج سورية وللمناطق المجاورة لها وهذا أمر ليس صعبا ولكن يحتاج إلى صدق في النوايا.