الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية والضمير العالمي

سورية والضمير العالمي

19.03.2018
كلمة الرياض


الرياض
الاحد 18/3/2018
منذ اندلاع احتجاجات الشعب السوري في 2011 ضد نظام بشار الأسد القمعي وما انتهجه من كبت للحريات وانتهاكات لحقوق الإنسان، والمواطن السوري يعيش ويلات ومآسي تقربه كل يوم إلى الموت، لقد كانت البداية لا تتعدى المطالبة بالإصلاحات، إلا أن مواجهة أبناء الشعب بالرصاص الحي وإيقاع قتلى، أدى بالطبع إلى المطالبة بإسقاط النظام.
الأسد لم يكتف بما قام به من عنف غير مبرر تجاه مواطنيه، بل سارع إلى الإضرار بوحدة التراب السوري بإشراك دول أخرى لا هم لها سوى مصالحها الخاصة، فكانت الأيادي الإيرانية الملطخة بدماء الأبرياء و"حزب الله" الموغل في الإرهاب والإجرام جنباً إلى جنب مع طاغوت العصر الحديث، إضافة لما وفرته ترسانة السلاح الروسي و"الفيتو" من حماية وتأييد لهذا النظام المجرم، وقوداً حياً لاستمرار اشتعال الجحيم في سورية.
المشاهد المروعة حالياً في الغوطة الشرقية ليست سوى عنوان عريض لما أدى إليه إرهاب النظام ومناصريه من قتل وتشريد لملايين السوريين أمام عجز غير خاف من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، إذ يمارس القتلة جرائمهم أمام الملأ بلا رادع.
المطلب اليوم لم يعد حلاً سياسياً وحسب، بل أن يكون رحيل الأسد أولوية قبل أي شيء، وهذا ما تؤكده مراراً وتكراراً المعارضة السورية، ولكن مطلب الرحيل في اعتقادنا لا يكفي دون أن تتم محاكمته على الفظائع التي ارتكبها في حق شعبه أطفالاً ونساءً وشيوخاً، فهل يصحو الضمير العالمي ويجلب رأس النظام القمعي السوري إلى المحكمة الدولية ليحاكم مثل من سبقه من مجرمي الحرب؟.