الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية والغموض حول مستقبل المنطقة

سورية والغموض حول مستقبل المنطقة

29.05.2013
الوطن السعودية


الوطن السعودية
الاربعاء 29/5/2013
من الواضح أن مصير الشعب السوري لا يزال مجهولا، بل إن مصير الصراع الذي تدور رحاه على الأراضي السورية لا يزال مجهولا أيضا. لا يستطيع أحد، أيا كان؛ التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في سورية، بل وفي المنطقة بأكملها.
رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن الأسلحة للمعارضة السورية، ليصرح وزير خارجية لوكسمبورج أن دول الاتحاد "تعهدت بالامتناع عن تصدير السلاح في هذه المرحلة، وتطبيق عدد من المعايير القاسية لاحتمال تصدير السلاح في المستقبل".
الاتحاد الأوروبي فيما يبدو، أو لنقل المعسكر الغربي، يحاول تهديد روسيا والصين وإيران باحتمال إرسال أسلحة إلى سورية، فيما يصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف وبكل ثقة؛ أن صواريخ أرض جو المتطورة من طراز اس-300 المقرر تسليمها إلى سورية "تشكل عامل استقرار، هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في سورية"! لترد إسرائيل على الموقف الروسي بقولها: "نعرف ما سنفعله".
هكذا أضحت سورية إذا، مجرد ساحة أو ميدان لصراع متعدد الأقطاب، مختلف الرؤى والأهداف. موسكو تطمع في موضع قدم على ضفاف المتوسط بعد أن تبخرت أحلامها في أفريقيا، وبعد أن أفلت منها وسط وجنوب آسيا، وهي مصممة على عالم جديد لاستعادة إرثها الإمبراطوري فيه، أما إيران التي زارها مبعوث الخارجية الفرنسية مؤخرا فتدرك تماما أن القضاء على نظام الأسد وبالتالي حليفها العسكري حزب الله يعني انكماش تمددها في الشام لتعود إلى العراق. الأتراك وجدوا أنفسهم وسط هذه المعمعة التي قد تفجر ملف الأكراد على حدودها مع سورية والعراق. الولايات المتحدة وغيرها من القوى العظمى لن تخسر كثيرا إذا ما علمنا أن موقف روسيا وحلفائها أقوى منها بكثير، لأنهم حققوا تقدما على الأرض. وأن أميركا لم تعد كما يبدو ملتزمة بشرط تنحي الأسد، وعلى كل حال فإن الأزمة السورية وما يتبعها من قضايا النزوح والتهجير وسفك الدماء تنبىء بإشكالات إنسانية وديموجرافية، وربما طائفية مستقبلا.. الخاسر الأكبر من كل ذلك هو المنطقة التي ستتمدد إليها تركات هذه الأزمة، وما على الجميع إلا انتظار مؤتمر جنيف2 الذي يكتنفه كثير من الغموض والتحفظ.