الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية والممانعة إلى أين؟؟

سورية والممانعة إلى أين؟؟

06.09.2016
وفيق عرنوس


 كلنا شركاء
الاثنين 5/9/2016
لقد وقفت سورية منذ عام ١٩٤٨  عام النكبة الفلسطينيه شعبا وقيادة الى جانب الاخوة الفلسطينيين في محنتهم واستقبلت الالاف منهم وشاركتهم العيش في المسكن والعمل والوظيفة ، بل اكثر من ذلك اذ شارك  آنذاك العديد من القاده السياسين  السوريين  في حرب فلسطين امثال اكرم الحوراني والقاوقجي وجمال الأتاسي وخليل مردم ووهيب الغانم  والكثير غيرهم ، ناهيك عن الجيش السوري الوليد الذي تشكل  من بقايا ضباط سوريين  كانوا في الجيش الفرنسي ومجموعة من  والشباب السوري الناشئ المتحمس والمحب لوطنه الذي شارك بحماسة  وشجاعة  بالمعارك  رغم قلة عدده وعدته  ، لكن خيانة الحكام العرب كان لها دور  جعل  المعارك  تميل لصالح العدو    ، الامر الذي ادى الى سيطرة اليهود بمساعدة الانكليز على جزء من ارض فلسطين وتأسيس دولتهم المزعومة فيما بعد .   لقد شكلت هذه الخيانه جرحآ بليغآ للضباط الوطنيين  في كل من سورية ومصر والعراق كان له دور في الأحداث اللاحقة
فكان انقلاب حسني الزعيم الضابط المغرور عام 1949  الذي جاء تحت حجة  السلا ح الفاسد  وتلته انقلابات أخرى  في سورية ، ثم انقلاب مصر  عام 1952  الذي انهى الملكية و استطاع تأميم قناة السويس وطرد الاستعمار الانكليزي من مصر عام 1956 وقد لعبت    شخصية جمال عبد الناصر دوراً متميزاً في تشكيل بداية لثورة حقيقة  على صعيد مصر وثورة حقيقة نحو تحرر الشعوب المضطهدة في أسيا وأفريقيا ، كما استطاع من دفع مصر باتجاه امتها العربية وتبني قضاياها وكان نم نتيجة ذلك  تحقيق الوحدة بين مصر وسورية عام 1958  ،. حيث شكل هذا الانتصار نشوة لدى شعوب المنطقة تتوج في وحدة عام ١٩٥٨ بين سورية ومصرونجاح ثورة العراق 1958  وثورة العراق وسقوط نظام الإمامة في اليمن عام 1962  .  وكادت الثورة المصرية أن تهز قواعد الاستعمار بكل أشكاله ، فتضافرت الجهود الغربية ونظام المال العربي والصهيونيه العالمية و الأخطاء التي ارتكبت في إدارة الوحدة   لتقف كل هذه القوى  ضد مصر وقيادتها   وتوالت الضربات  فحصل الانفصال  وفشلت ثورة العراق واستمر نزف اليمن وتوج كل ذلك بانتصار العدوان الإسرائيلي  عام ١٩٦٧ في حرب  الأيام الستة  على مصر وسورية ، لقد استوعب الشعب المصري والسوري الضربة الفاجعة  ولكنه  رفضها وبإصرار برفضه   استقالة الرئيس عبد الناصر كرفض للهزيمة ونزل بقوة إلى الشارع لإعادته واستمرار الواجهة لإزالة أثار العدوان  ومناديا بالوحدة العربية ردا على هذه  الهزيمة أيضا  .
لقد شكل الوعي الجماهيري هذا سابقه تجاوز بها  وعي الحكام  وأعطى قوة ذاتية ومعنويه لحكام سورية ومصر وخاصة الرئيس عبد الناصر اذ انبرى لاعادة بناء الجيش المصري  على اسس تمكنه من الرد السريع وكذلك توجهت سورية  أيضاً وانفتح البلدين على روسيا السوفياتية لاعادة التوازن المفقود وتسليح المؤسسة العسكرية بالسلاح النوعي والخبراء  والمدربين , لم تقف النكسه عند هذا الحد بل تعدته بحركة  جماهيريه تنظيميه  فكانت المنظمات الفلسطينية مثل  فتح والجبهة الشعبيه والصاعقه وغيرها، و والتي شكلت  منظمة التحرير وبدأ العمل  من اجل اعادة الاعتبار للعرب  والعمل  من أجل التحرير و شكلت مصر وسورية قاعدة انطلاق  هذا العمل  ودعمه  ،وبدأت المنظمات الفلسطينية تقوم باعمال قتاليه داخل الارض المحتله سواء من سورية او مصر بل ومن خارج فلسطين بضرب بعض المصالح الإسرائيلية ومسانديهم  . هذا المد والجهد اقلق الغرب وإسرائيل  ، وبدأت الاعمال الشيطانية تحاك ضد حلف المقاومه جملة وتفصيلا مستفيدة من أخطائها  خاصة بعد وفاة عبد الناصر  28 أيلول 1970  وتصدر حكم مصر الرئيس السادات الذي قام بعد سنوات بحركة بهلوانيه غير مسبوقة وغير متوقعة حتى من أصحاب القرار في الغرب وذلك بعد حرب ١٩٧٣ التي قادها بالتنسيق مع سورية ( حافظ الاسد ) والتي سماها انور السادات  حرب تحريك ، وفعلا انتقل السادات بعدها الى سياسة المفاوضات مع اسرائيل وطرد  الخبراء السوفيت من مصر وترك سورية مكشوفة لوحدها  املا ان تلحق به في اتفاقية كامب دفيد عام١٩٧٨ .                                   
لقد تجلت براعة حافظ الاسد وقدرته على تفكيك الفخ والتسلل من عملية تطويق سورية بدون خسائر تذكر الى تدوير الزوايا لمصلحة العمل الوطني  اذ نجح في اقناع السوفييت بدعم سورية واقامة توازن استراتيجي معهم لاملاء الفراغ ورغم قناعة السوريين بمناعة الشعب المصري وعدم انسياقه الى التطبيع مع اسرائيل وكذلك مناعة الشعب السوري الرافض التعامل مع الغرب بسبب علاقته  بإسرائيل اضافة الى قناعة الاسد بان الشعوب العربية هي في صف المقاومة  فقد  تعمد الى تصليب الموقف مع المثلث مصر، سورية ،السعودية ، ورغم الخلاف بين نظام الحكم في سوريه ونظام الحكم في العراق  حيث حكم الحزب الواحد ، ولكن الشعبين يدركان  ان وحدة البلدين منذ سايكس بيكو  بالنسبة للغرب هي  محرمة  وان العلاقة الزائده عن حدها هي تهمة ولعنة يجب تجنبها لانها تضع صاحبها في السجن او في رحمة الله ومع كل هذا الظلم فان سورية  كانت تعتبر العراق الحديقه الخلفية  في الأزمات وفي صراعها مع اسرائيل وقد اثبت العراق ذلك عمليا في حرب ١٩٧٣ عندما اخترقت اسرائيل الاراضي السوريه وصولا الى سعسع اربعون كيلو مترا عن دمشق حيث ساند العراق الجيش السوري   بفرقة مدرعة شاركت في القتال إلى جانبه  وكان لهذه المشاركة أثر لدى الشعب السوري وجيشه  وهو يذكرها بفخر واعتزاز  ، ولن تنسى اسرائيل ذلك كما كان لموقف الملك فيصل رحمه الله من دعم سورية  ماديا ومعنويا دور أيضاً  وظفه الرئيس الاسد ليجعل سورية قلعة صمود وتصدي. لن ادخل في تفاصيل حرب ١٩٧٣  لانها تحتاج الى مجلدات  ولكني ادون بفخر واعتزاز. ان الشعب السوري ومنذ عام ١٩٤٨ استمر بعزيمة قويه واصرار ناجم عن ايمان بان العدو الاول للعرب والمسلمين هو الصهيونية العالمية ممثلة بدولة اسرائيل وهذا ماجعل المواطن السوري يقتطع جزأ من دخله مباشرة او غير مباشر من اجل المجهود الحربي وتحصين وتقوية جيشه لمحاربة اسرائيل ولم يشك اويعتقد ان هذا السلاح سيكون في صدره يوما ما ،  اننا في سورية عامة نعتقد ان مايحدث الان من توظيف للمؤسسة العسكرية في قتالها في المدن السورية ليس خيارها ولا هدفها ولان حافظ الاسد لم يرغب ولن يقبل لهذه المؤسسة سوى مهمة واحده هو حماية الامن القومي العربي ومحاربة اسرائيل ،           
ان ما آلت اليه الامور من انقلاب في المفاهيم وسقوط كل المعايير الوطنيه واختراق جدر الممانعه  جعلنا نحن السوريين نقف مشدوهين ومعنا الكثير من الشعب العربي امام العديد من الاسئله غير مصدقين مايحدث
  هل لازالت سورية مستقلة في قرارها ؟
هل لازال الجيش السوري بعدته وعتاده جيش الامة والوطن كما اراد له الرئيس حافظ الاسد
هل لازالت سوريه دولة ممانعه ومقاومه وقد قتل من قتل وتهجر الملايين من اهلها
هل بقي للممانعه والمقاومة اي معنى بعد استنزاف جيشها واقتصادها وقتل او استنزفت اذرعها بل هل بقيت مقاومةعام ٢٠٠٦  هي نفسها ام تغيرت الوظيفه والهدف لتصبح القاتل الشرس للشعب السوري الذي استقبلها بالترحاب والزهور وشكل لها حاضنه وعمق استراتيجي عام ٢٠٠٦ ؟  وهل يعتقد قادتها بان الشعب العربي والامة الاسلامية لازالت حاضنه لها ؟
حقا انها اسئلة محيره وبعضها فوق تصور العقل لانها تتعلق بمصير المنطقه وشعوبها ولانها ترسم خريطة المستقبل المجهول لان المكنه الغربيه تمكنت من خلط كل الاوراق وزج كل الدول العربية والاقليمية في آتون حرب غير مقدسه وغير نظيفه وغير مقروئة
 انها عمقت الجروح واستنهضت كل مفاهيم وصراعات القرون الوسطى وفتحت اعين وشهوات امبراطوريات زالت واندثرت منذ قرون الى اعادة امجادها ،  كل من يسأل اليوم الى اين ذاهبون وما هو مصير اوطاننا وهل فعلا الصراع بين ما يسمى مذاهب اسلاميه شيعة وسنه رغم ان الرسول محمد هو لكلا المذهبين وان الاسلام هو الغطاء لهم جميعا وان العدو ايضا هو واحد وضدهم جميعا وان الشيطان الاكبر يرى في الاسلام كل الاسلام عدو مفترض ولكنه يعمل بمبدأ فرق تسد وله اولويات   ويدرك ذلك كل العقلاء من السنة والشيعه الذين يرفضون هذه التسميات ويعرفون ان الساسة يوظفون هذه التسميات كقميص عثمان. ان الشيعة انفسهم يعلمون ان الخطر الحقيقي هو الصهيونية العالمية التي وظفت الفارسية لشق الاسلام  والتهيئه لحروب داحس والغبراء.و ان عقلاء الشيعة اليوم يناضلون من اجل اعادة المرجعية الى اصولها في النجف وان الملايين منهم يعتبرون ان تعريب المرجعيه جهادا مقدسا وفي نهاية المطاف يبقى سؤالنا الكبير الى اين ذاهبون وهل بقي للممانعه اي اعتبار ؟